المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
جحود الرجل
[grade="FF0000 FF0000 FF0000 FF0000"]عندما تحاصرني لحظات الواقع الخاليه من الحياة...احس بأنني اعيش بين القبور
وعندما يحتار فكري في انتقاء الكلمات...وعندما احتاج لدفء تلك الهمسات
اغرق في الصمت والحيرة...وابحث عنك لتنتشلني من هذه المآساة وهذه الدوامة
ابحث عن ذلك الحنان الذي كان يتدفق...وبلا حدود...اصبحت دوما ابحث عنك
في كل الامكنة وكل الازمنة ولكنك لا تسمع...لذلك ستشعر بالندم...
ستحس ان نعيما جافاك...ستركض خلف سراب...
لا نافذة تفتح لك احضانها... ولا شرفة تطل عليك بضحكة الورد.
فقط لحظة اسدل ستائر روحي... وارقد في انكساري...ستشعر بمدى المآساة وانك حين فقدتني
...فقدت آخر شجرة كانت في واحت عمرك...
لتعيش بعد ذلك في صحراء قاحلة ويابسة...
فأنا لم اكن في حياتك شجرة الظلال ولم اكن قاربك الذي يوصلك الى شواطىء اللقاءات الحميمة
...بل كنت غابتك التي لم يدخلها سواك...
ولم ينعم بظلالها وامنها ووحشتهاغيرك...
وكنت بحرك الهائج والهادىء...الذي كنت تسبح به بكل امان وسلام...
هكذا انا؟...
جعلتك كل شيء...وفجأة اكتشف انك مجرد كذبة...وانني لا شيء بالنسبة اليك...
كانت قصورنا التي بنيناها مجرد رمال وسراب وخدعة صنعتها لي وتركتني اقف في وجهها
واتأملها وهي تنهدم وتنهار... وجعلت حياتي صفحة سوداء...
وروحي التي كانت دوما تطوق اليك وتحمل لك احلىالأنغام...
اصبحت تربة جرداء... وكياني كله عدم كأنه آلة صماء... وعمري اصبح مليئا بالاحزان...
كنت تهدهد موج الحزن العنيد بأعماقي... وكنت اجد فيك دفء الرجولة ونبض الحياة...
ودفء الراحة والامان والسلام...
والان... ماذا بقي للآن... سوى بقايا لانسان ضعيف ومهزوز وها انا اقف كعادتي امام صورتك
الجاحدة علك تفيء الى عشك الاول وتعود اليه بأمان...
لكن بكل اصرار ... وبكل قسوة... الجحود يشع من عينيك...
وتحمل حقائبك وتطير مع الريح... فطر بعيدا كما تشاء، الفضاءات واسعة...
لكن في كل فضاء... وفي كل موج سأبني لك هناك حجرة لترتاح فيها اذا هدك التعب...
لانه في كل حلم كنت تبني لي هناك قصرا...
ورغم انك هدمت كل القصور وكل الآمال وكل الاحلام...
الا انني ما زلت احتفظ لك في كل الامكنة... وكل الازمنة ببقايا من الرمال. [/grade]
|