المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
الجوهرة
الجوهرة
كان معلقا بريح الحزن ، مبرقش الجبين ،
مترعا بنزف الوقت ، حين حطت بوجد ضميره ،
فاهتز ، ولمها بين أصابعه المرفرفة بالحنين !
داعب تكورها ، أدناها من ثغره ،
قبلها ؛ فاشتعلت فى راحتيه ، أنارت الحزن حد الدموع ؛
لينسل مقهورا من فيضها !
بأظافره و أسنانه ، وجبينه كان يجليها ، وبدأب عجيب ،
ربما صدرت منها آهة ما ، كان يدرى أن قشرة عازلة ، تحجب
نهرا من ألوان الطيف !
طغى نور ، تمدد ، واتسعت رقعته ؛ حتى نفذ عبر مسام جلده ..
تلبسه نورها ، كساه تماما !
من خلالها كان يرى العالم كزيوس ،
تماما كأنه هو .. عيناه التي ترى ، قلبه الخافق ،
وروحه المحلقة ..وحين تخلد لنفسها يعمى الكون ، فيتخبط هو ،
فى فحم الرماد .. خلقته نورا ، وخلقها نورا ،
فتجسدت بيضة الوجود حكاية وقصة ، هى أو هو صانعها !
فجأة هب مارد ، ألقى بإعصار موت ،
كأنه أرادها ، حملها ، وطيرها في بحور العالم السبع ،
و رمى غمامة على منافذ الوصول !
أطلق هوجه للريح ، صارخا يناديها .
تابعت تحليقه ذرات التسابيح ، بكته الأسماك فى البحار ،
و الطيور على الشجر ،
و الزواحف فى أوكارها .. كلها تناديها .. تبكيها ،
فى مشهد يلين له قلب صوان الحجر ، وحبائل المقدور!
تخلى عن جسده ، رماه ،
هامت روحه ،
وقشرت فستق الوحشة ، تصاعدت
فأدركت بؤرة كسدرة ،
هتفت :" أعد لى عينيي .. أعد لى ...........".
نحته التسنى منها ،
فهوم حنونا ، وربت عليها :" لم تكن عينيك ؛ خلقت لتنير الدنيا ،
قفر العالم .. كنت قيدا .. نيرا قاسيا ؛ فدعيها تشع ..
دعيها ؛ وإلا لن ترى سوى حجيمك أنتِ ".
خلفها ، ومضى ..
تصدعت ،
ما استوعبت بعد ،
انهارت ، خاتلتها الرياح ،
سحبتها بعيدا ،
ألقت بها عند مرابط جسدها ، فأبت الالتحام به .. تمنعت ،
انتبذت لها مكانا قاصيا ،
وكلما حن جسدها إليها ، غاضبته ، وأمعنت في
البكاء والرحيل ، فأصابها العمى !!
بعد وقت ونيف ، مرت قافلة بها ، كان غناء يعلو .. يعانق تخوم السماء ،
كان جميلا كأنه لملائكة ، وريحه تداعب قطرات الندى على عينيها .. ففزعت
من حزنها ، ترقب ما استجد ، و تترنم برغمها ، فأشرق الوجه الذابل ، وتهلل ،
شم رائحتها .. نفاذة حملتها ، فأدركت القافلة !!
كانت فى ننى قلب الغناء ، فغزت رائحتها عينيها ، كرداء شفيف حط عليها ، بروحها هى ،
تعود للعينين الحياة ، داعبتها ، فركت الغموض فى بؤبؤها ،
فانبرى لها غيط ياسمين !
طرق الرضى صدفتها ، قشرها ، حميما تسرب ، ملأها . انحدرت لؤلؤتان من
عينيها ، تهدج الصدر قليلا ، تراخى . نعست بين عبق تحبه .
دنا جسدها بحذر ، عانقها مرتبا ، أفاقت ، أطلت بسمتها ، وعانقته ، بثت فيه رضاها ، وهى تردد بقناعة غريبة :" لتكن جوهرتك دوما ، تنيرك ؛ تمتلكها حلما ، ولتكن هي حيث يشع نورها نهرا .. يضيء ألف ألف نجمة على الأرض ! ".
وسافر فى سحرها بين بكاء وتنهيدة ذكرى ، بين رضى وشطط ، وحين كان يرى نورا يصدح ، أبصرها قريبة ، وهاجمته أنفاسها ، فتتهدج روحه ، وتحلق مفعمة بندى الحلم الأخضر !!
|