كاتب الموضوع :
gagui
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
حرمت اندريا من ميراثها منذ ان ولدتها امها فترعرت في الفقر و الحرمان لكن عندما بلغت الخامسة و العشرين من عمرها استدعيت على جناح السرعة لليونان حيث كانت بانتظارها صدمة ...
لم تدر اندريا ما يحصل لها الا و هي خطيبة رجل فاحش الثراء . كان جدها قد خطط لهذا الزواج كجزء من صفقة تجارية بصرف النظر عن مشاعرها الا ان الحرمان الذي عانته اندريا جعلها منيعة و مستقلة و قادرة على الرفض حتى لو كان نيكوس فاسيلي اشد الرجال الذين قابلتهم سحرا و جاذبية و اكثرهم ثراء .
لكن ما سبب رفضها هل تريد الانتقام من جدها ام ان العريس لم يعجبها او ان السر الذي لا يعرفه سواها يقف حائلا امام السعادة التي طالما حلمت بها .
مقدمة
- ما الذي تريدني ان افعله ؟
رفع نيكوس فاسيليس حاجبيه ذهولا و هو يحدق بالرجل الجالس خلف المكتب .
صحيح ان العجوز يورغوس كوستاكيس تخطى الثامنة و السبعين من العمر الا انه لم يفقد ذرة من هيبة صباه فلا زالت عيناه السوداوان تلتمعان ببريق حاد يدل على قدرة مميزة في معرفة النفس البشرية .
قال له بنبرة خلت من أي تعبير : كلامي واضح ...تزوج حفيدتي لنمضي قدما في عملية الدمج .
اجابه الشاب بفتور : ربما....و لكنني لم أصدقك .
رسم يورغوس ابتسامة خبيثة على ثغره قائلا : عليك ان تفعل ...لأنني لن اعرض عليك صفقة أخرى ...و أظنك قطعت 4000 ميل لعقد صفقة جديدة أليس كذلك ؟
تمالك الزار نفسه كي لا تبدو عليه آثار الانفعال فهو يعي تماما ان السلاح الأفضل لمواجهة العجوز كوستاكيس عند التفاوض معه هو الحفاظ على رباطة الجأش .
و الحق يقال ان الاستياء بلغ منه أوجه حين اتصل به رئيس إمبراطورية كوستاكيس العظيمة عند الثالثة فجرا أمس طالبا منه الحضور صباحا الى بيته لقد صفقة أخرى معه فلقد افسد عليه سحر اللحظات الحميمة التي كان يقضيها مع عارضة الأزياء الشهيرة ايسم فاندرس في شقته بمانهاتن الا ان إمبراطورية كوستاكيس تستحق ان يضحي المرء بنساء العالم لكن أتراها تستحق ان يرتبط نيكوس بفتاة لم يرها من قبل ؟
حول نيكوس نظره الى النافذة الكبيرة المطلة على مدينة أثينا مدينة الضوضاء و مهد الحضارة التي عرفها منذ طفولته فقد ترعرع في شوارعها و اختبر قسوتها التي لا ترحم و مع بلوغه الرابعة و الثلاثين من العمر نسى انه كان في الماضي صبيا يتيما منبوذا ليتلذذ بثمار انتصاراته الحلوة المذاق و ها هو اليوم يقف بثقة عالية النفس على قمة اعظم انتصار له ....مصانع كوستاكيس الشهيرة .
قال للعجوز محاذرا ان تفضح تعابير وجهه أفكاره : حسبتك ستعرض علي اتفاقا لمقايضة الأسهم
فمنذ فترة طويلة وهو يعد خطة محكمة لضم شركة فاسيليس الى امبراطوية كوستاكيس عن طريق مقايضة الأسهم و هو يعلم ان كوستاكيس سيطالبه بتعويض مالي كبير فهو يعلم ان العجوز سيتقاعد بعد تدهور حالته الصحية الا انه لن يتنازل عن إمبراطوريته قبل ان يعقد صفقة تحفظ له ماء وجهه فينسحب بشهامة كالأسد لكن عرضه الأخير تركه في حالة من الذهول خاصة انه لم يأت أبدا على ذكر حفيدته .
- يمكننا التوقيع على عقد مضايقة الأسهم يوم الزفاف .
جاء رد العجوز باردا ففضل نيكوس ان يلزم الصمت فيما راحت الأفكار تتخبط في رأسه .
- اذن ؟
- دعني أفكر بالأمر .
و اذا هم نيكوس بمغادرة المكتب قال له العجوز بحدة : ان تخطيت عتبة الباب اعتبر الصفقة ملغاة .
تسمر نيكوس مكانه و عيناه لا تفارقان الرجل خلف المكتب أتراه يحاول مراوغته ؟ لكن العجوز لا يحب المراوغة .
- إما ان توقع في الحال او تنسى الموضوع برمته .
التقت عينا نيكوس الرماديتان - عينان ورثهما من أبيه فضلا عن طوله الفارع الذي يميزه عن سواه من اليونانيين – بعيني كوستاكيس فتوجه مباشرة للمكتب و اخذ القلم ووقع على الوثيقة الموضوعة امامه ثم اعاد القلم الى مكانه و غادر المكان من دون ان ينبس ببنت شفة .
حاول نيكوس ان يستجمع اافكاره لكن جهوده باءت بالفشل فالإحساس بالبهجة لبلوغه الهدف الذي سعى اليه طويلا ترافق بإحساس من الغضب العامر لوقوعه بفخ الثعلب الماكر فالعجوز لعب لعبته بذكاء فائق مستغلا حفيدته الذي ظهرت من العدم !!
لكن لماذا يشغل أفكاره طالما ان حلمه أصبح قريبا و ان كان قدره ان يتزوج حفيدة كوستاكيس المجهولة فلن يدع ذلك ينغص حياته أيعقل ان يرفض عرض كوستاكيس بالزواج من حفيدته و مفاتيح سعادته بين أيديهما ؟ هذا محال[/FONT][/SIZE][/COLOR][/B][/CENTER][/QUOTE]
|