المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
رسالة لن تصل إليها
عاد ثانية ليكمل رسالته الأخيرة إليها ، بعد أن سمع صراخا يتردد ،
فتركها ليرى ما يتم ، كان أحد المصابين فى فعلته :"
نعم .. سوف أحتضنك كطفل ، و أنفق الوقت الطويل ، الذي تكونين فيه معه ، في التسلي بما كان هنا منذ قريب ، و أوهمتني طويلا .. ودائما ، ألا شريك لك
في قلبي و روحي ، سأتواطأ معك على روحي ، أدعى أمامها بصدقك ، و بأن الأمر طبيعي ، و لا حاجة لمدية أو مسدس ، أو قبضة يد خانقة ، و سوف أخترع له الأعذار هو الآخر ، فهو لا يدرى ، و لا يقرأ بكائي فيك ، و ربما أخشى عليه ، حين تلقين به ، و تخرجينه من وقتك ، إن عاجلا أم آجلا ، أن يكون أكثر جنونا ، و يكون قلبه ما يزال في موضعه ، فيبكيك ، و لا يجد منى قلبا يسع بكاءه ، أو يدا حانية تربت حزنه !!".
دوت صرخة ، فترك الرسالة ، و اندفع إلى الداخل ، كان الصغير يتألم من حروقه .. ربت عليه ، و أعطاه الدواء ، و عاد ليكمل :"
وقتها سوف أكون قريبا منه ، لأقف في وجه حزنه ، و أغير الطلقات في مسدسه بأخرى فاسدة ، وربما سرقت مديته التي يعدها للمشهد الذكي ، أو طعنته هو ؛ لتظلي في تحليقك البهي ، لأنني لا أتصور غيابك ، إلا بموتى !
على الآن تناول الدواء ، ليس للمعدة هذه المرة ، لكن ، ليساعدني على احتمال وجودك أمامي ، و أنت معه كل هذه الساعات ، ولا أعود لتسويد الأوراق بنفس الحديث ؛ الصدر لم يعد قادرا على تحمل حرائق من هذا النوع ؛ فمنذ أيام أشعلت الكثير منها ، هنا ، أتت على كل شيء ، كتبي و أوراقي ، و أيامي ، و بعض ثياب ، وبعض فتات حياة ، وكانت على وشك التهام صغاري ، و يا لفرحتي .. ظلت أشياؤك كما هي ، لم يمسسها ضر !!
مع تمنياتي بقضاء وقت ذكى معه ، تأكدي أنى أرى كل شيء ، أرى عريك
فأرجوك تحشمي قليلا لأجل خاطري ، و لا تبتذلي نفسك .. أرجوك !! "
أغلق الرسالة ، وهو يبكى بشكل هستيرى ، ووضعها فى المظروف ، و كتب عليها اسم المحافظة ، ورقم صندوق البريد ، و الاسم ، و لكنه لم يرسلها أبدا !
|