كاتب الموضوع :
jen
المنتدى :
السلاسل الأخرى
من 21 يوليو الى 20 اغسطس
كنت واقفة فى غرفة النوم ابدل ثيابى عندما دق جرس الهاتف المحمول
وقفت بقميصى الداخلى وقميص النوم فى يدى ورحت اصغى لما يقوله الطرف الاخر
دنوت من المرآة وتأملت وجهى لكنى لم اكن ارى شيئا لاننى كنت هناك مع حسن ابو غصيبة
حسن الذى اخبرونى انه تعرض لحادث..هناك مجهولان تسللا للبناية وقتلا اثنين من افراد اسرته
الغريب انهما اصطدما به على الدرج وهدداه بالسكين وهربا ولم يبذل جهدا فى مطاردتهما
يقولون انه انتقام بسبب شيك بدون رصيد كتبه ابوه
ابوه ثرى لكنه ككل الاثرياء يعبث احيانا حيث لا يجب ان يعبث وقد اصطدم بخصم قوى صمم على الانتقام
هناك من قالوا ان الخلاف كان على قطعة ارض استولى عليها الاب
لا احد يعرف وحسن غير قادر على اعطاء صفات الرجلين بدقة لانه فى حالة انهيار عصبى
لقد وجد مذبحة فى الشقة عندما دخلها
فقط هو فى المستشفى يردد بلا انقطاع :
-الجدى حى..الجدى حى
كان الذى اخبرنى بهذا كله هو زميلنا حاتم
-وهل هناك جدى فى القصة ؟
-للاسف نعم..هناك جدى ارسله خاله لهم وقد اصيب حسن بذعر جهنمى عندما رآه
-على الاقل لم يسبب الجدى هذه الكارثة
-نعتقد هذا والاهم ان حسن لم يمت..اقاربه هم اللذين ماتوا
يبدو ان اللعنة ليست دقيقة تماما
لكن هذا اسوأ ..نظرت الى الخلف حيث جلست اختى نتيلة على الفراش
من قال اننى افضل موتها على موتى
يبدو ان حسن كان اسوأنا حظا
اغلقت الهاتف ويدى ترتجف ونظرت الى الخلف فوجدت ان نتيلة تنظر لظهرى فى ثبات
سألتها عما هناك
نهضت واشارت الى بقعة ما بين لوحى الكتف وقالت:
-ما هذه ؟
لم افهم لذا اتيت بمرآة آخرى واستعملت المرآتين لاتفحص ظهرى
لا يوجد شىء سوى بقعة باهتة اللون بين لوحى الكتف
بقعة بحجم كف طفل ..هذا لا شىء
انا محجبة ولن يرى احد ظهرى ابدا حتى لو تزوجت
فالزوج الشرقى لا يرى جسد امرأته على الارجح
انا لست رائقة المزاج لهذه التفاصيل
قلت فى غيظ:
-فعلا مشكلة..لن البس ثوب السهرة السواريه عارى الظهر ..خسارة
ثم ارتديت ثيابى وغادرت الغرفة
الان انا فى مشكلة حقيقية..اللعنة تطاردها ولم يبقى امامها سوى اربعة
كانت فرصة ان تكون انت القادم هى واحد على اثنى عشر ..الان هى الثلث
انا مذعورة
نسيت ان اخبرك انى من الطراز الهستيري العصابى الذى يخاف من اى شىء
كيف يمكن ان اموت ؟
تذكرت ما قاله لى مدير التحرير الاستاذ رافت
-طبعا لا انصحك للذهاب الى السيرك او حديقة الحيوان الى ان نفهم ما نحن فيه
الغربيون يقولون لا يمكنك ان تكون حذرا اكثر من اللازم وهذا ينطبق على ذات البائس لانه مات بصدمة كهربائية وهو يبدل مصباحا فى شقته
انذرنى لكنه لم يكن حذرا لهذا الحد
اسمى مروة..لابد انك تعرفنى الان
اكتب بعض المقالات القصيرة التى لاخطر منها
مثل ..(افضل طريقة لتقشير البصل بلا دموع) ..او ( مكياجك فى المساء)
واحيانا اكتب حلولا لمشاكل القراء اللذين لا يعرفون ان مدام سوزى التى ترد عليهم
ليست سوى فتاة فى الرابعة والعشرين نحيلة مذعورة لا تعرف اى شىء عن الحياة
انا من برج الاسد ..برج بونابرت وبرنارد شو وعمر الخيام
مؤخرا عرفت انه برج ارنولد شوار زنيجر الذى كان نجم افلام الاكشن فصار عمدة كاليفورنيا
لكنى لم ارث ايا من طباع الاسد
فانا مترددة خائفة هشة اخاف كل شىء ولا اقدر على اتخاذ قرار وثقتى بنفسى معدومة
ربما لان ابى كان قاسيا ولان اخوتى ذكور اقسى منه
اتصل بى مدحت خطيبى يعرض علىّ ان نخرج قليلا
انا اخشى الخروج فعلا لكن الحقيقة التى لا تنكر ان اكثر من ماتوا ماتوا فى بيوتهم
هكذا قررت ان افعلها واتشجع
اخبرت امى اننى خارجة مع مدحت
لا اعرف البرنامج على الاطلاق ..كانت الخامسة عندما ظهر مدحت
انه معلم شاب حديث التخرج..ولم يبدأ بعد ذلك النشاط المعروف بالدروس الخصوصية
هو غير معروف بعد وهو على العموم يؤمن بانه على درجة من النحس بحيث سيكون المعلم الوحيد الذى يفشل فى الكسب من الدروس الخصوصية
-لو صرت تاجر مخدرات لاقلع الناس عن التعاطى
ولو ادرت بيت دعارة لاعلن الناس العفة وتزاحموا فى دور العبادة
كنت اقول ضاحكة:
-اذن انصحك بافتتاح بيت دعارة..نحن بحاجة الى ان يستقيم هذا المجتمع
هكذا ظهر ..اعرف يقينا ان هذه النزهة سوف تكلفه مالا طائلا
ربما اقترض شيئا من امه.. لا اعرف السبب فى ان الشباب الجديرين بالحب
لا يصلحون للزواج والعكس
معظم العرسان الجاهزين القادمين من الخليج لا يتمتعون بشىء من مواصفات فتية الاحلام
قال لى مدحت:
-كنت افكر فى حديقة الحيوان لكن الوقت تأخر
-الحمد لله انك لم تفكر ..طبعا لن اذهب هناك باى ثمن
هو لا يعرف القصة لهذا افترض اننى مللت هذه التسلية المكررة خاصة وان حديقة الحيوان لم تعد تناسب سوى المرضى النفسيين الذين يهوون مشاهدة اقفاص خالية قذرة
عاد يفكر:
-ربما هو السيرك..هناك فرقة جدي................
-لا
ثم اضفت فى عصبية:
-اى مكان فيه اسود مرفوض..يصعب شرح الامر لكنه نوع من الذعر ..فهمت !
-وماذا عن السينما ؟ هناك فيلم جديد فى سينما مترو ..انه .
عدت افكر ثم قلت فى حذر :
-سينما مترو ...اليست هذه التى تعرض افلام شركة مترو جولدن وين ماير
حيث يظهر اسد يزأر فى البداية
-بلى ..هذا هو شعارهم
-اذن ..لا تحاول
فرصة ان يقتلنى الفيلم واهية او معدومة لكنى سمعت قصص موت الاخرين
فتاة تموت فى يخت اسمه برج الدلو ..واحد يموت لان على سطح البيت جديا
ان المجازات وافرة جدا هنا واكون ساذجة لو افترضت ان هلاكى سيكون بين اسنان اسد حقيقى يهاجمنا الان فى ميدان التحرير
كلا ...لابد من الخيال
كنا الان نعبر مكانا مألوفا فرفعت رأسى لارى ما لم يخطر لى ببال
لماذا نسيت اسدى قصر النيل ؟ هذه لحظة مناسبة كى ينهار احد الاسدين ويسقط فوقى
قلت له فى عصبية:
-لن اعبر من هنا
-انتى تزدادين عصبية
وراح ينظر لى فى دهشة..بالفعل اتصرف كالمخابيل ولا يوجد اى منطق لافعالى وتصرفاتى...راح يفكر قليلا ثم قال لى:
-دعينا لا نذهب لاى مكان ..لنقف هنا على الكورنيش ونتكلم
وهكذا استندت الى السور الحديدى ارمق النيل
رائحة الذرة المنعشة الطازجة تتسرب لانفى من بائع يقف خلفى
قلت له اننى اريد ان آكل بعض الذرة
تنفس الصعداء لان هذا يعنى ان الجولة لن تكلفه الا ملاليم ..لو دخلنا السينما لكان عليه ان يدفع التذكرتين والمشروبات ثم يدعوننى للعشاء فى كنتاكى بعدها
هكذا اتجه الى البائع الصعيدى العجوز وابتاع كوزين ساخنين ووقف بجوارى
راح يلتهم الحبيبات وهو يكلمنى عن الغد ..الغد الذى يخشاه كالموت لانه لا يرى اية ثغرة يتحرك فيها
كنت انا اخشى الغد لاسباب تختلف..اخشى الا يكون هناك غد اصلا
اخيرا عدنا فى المساء...لاحظت ملاحظة عابرة هى ان من يسبقنى فى المشى يلتفت لينظر لى فى فضول
شىء غريب ..ان خلفيتى ليست مغرية الى هذا الحد
عندما افترقنا اخيرا شكرته على الامسية الجميلة وطلبت منه ان يتحملنى
انا غريبة الاطوار هذه الايام ..هز رأسه وابتسم برفق
دخلت البيت وكانت نتيلة جالسة فى الصالة تشاهد التلفزيون عندما مررت امامها
هنا صاحت:
-ما هذا ما اصابك ؟
ونهضت مسرعة ووضعت يدها على ظهرى:
-انتى حرقتى ظهر القميص مع جزء من الايشارب
ونزعت القميص ونظرت ..بالفعل هناك فجوة بحجم قبضة اليد فى اعلى ظهر القميص مع احتراق طرف الايشارب
لقد تمسكت نار بائع الذرة المتطاير من الفحم بثيابى
ولم اشعر انا ولا شعر مدحت
ولحسن الحظ انها انطفأت تلقائيا
ولهذا كان من يرانى من الخلف يلتفت لينظر لى فى فضول
قالت لى فى دهشة:
-الى هذا الحد اطار الحب صوابك..لم تشعرى انك تحترقين
بالفعل لا افهم
من الطبيعى ان اصرخ كالمجانين واجرى واولول
البقعة البيضاء بين لوحى الكتف هذه هى البقعة التى لامستها النيران فلم تشعر
ما معنى هذا ؟ يجب ان اذهب للطبيب غدا
فرغ دكتور مازن استشارى الامراض الجلدية من الفحص وبدا عليه القلق
لمس البقعة عدة مرات باشياء لم اتبينها
وفى كل مرة اقول له اننى لم اشعر بشىء
قال وهو يحك شعره:
-سوف نجرى الزيد من الابحاث لكننا نقلق بشدة عندما نرى هذه البقعة فاقدة الحس
انها تعيد لاذهاننا مرضا مقلقا ..هو مرض هانسن
-ما هو ؟
-يحدث هذا فى حالات معينة من امراض الجهاز العصبى لكن فى العادة تكون هذه مؤشرات مبكرة على مرض ال...........
لا عليكى انه قابل للعلاج.الجذام صار قابلا للعلاج وقد كان مرضا مخيفا فى الماضى
جذام !!!!!!
اعرف هذا الاسم ورأيت صورا مروعة فى افريقيا لمرضى به
اعرف تلك المتسولة التى مرت بنا ونظرت لى بعينين حمراوين ثم مدت يدا بلا اصابع تطلب منى صدقة
جذام !!!!!
قلت فى جذع:
-انهم يتشوهون
قال دكتور مازن:
-ليست هذه هى القاعدة ..دعكى من اننا سنبدأ العلاج بمجرد ان يكتمل التشخيص
الريفامبيسن..الدابزون..الخ اما التشوه فيحدث فى حالات متقدمة جدا بحيث يصير وجه المريض مليئا بالعقد ويزول شعر حاجبيه كما تلتهب عيناه لهذا كان العرب يطلقون على المرض اسم داء الاسد
نظرت له طويلا ثم نهضت واقفة
الاسد ....كان يجب ان اعرف هذا منذ البداية
غادرت العيادة
انا اعرف ما سأفعله واعرف متى سأفعله
الليلة...النيل
لن انتظر حتى اتشوه واشبه تلك المتسولة
اعرف جيدا ان هذا نصيبى من اللعنة وانى لن اشفى
الليلة.......النيل...........الظلام والماء البارد
لقد ظفر بى الاسد
لكنى لن انتظر حتى يلتهمنى بالكامل
سوف اخدعه وافر الى اعماق النيل الباردة التى لا يمكن ان يؤذينى شيء فيها
|