كاتب الموضوع :
jen
المنتدى :
السلاسل الأخرى
من 21 مايو الى 20 يونيو
لا اثق فى هذه الابراج وارى انه من السخف ان نفترض اننا متشابهون لهذه الدرجة
اعرف الف واحد من برج الميزان مثلا
ولكن احدهم لا يشبه الاخر فى شىء
لكن هذه القاعدة ..قاعدة ان الابراج كلام فارغ..يتم خرقها بشدة مع برجى
برج التقلب والهوائية والافكار المجنونة التى تصحو صباحا لتجدها سخيفة
برج الطموحات التى لا تنتهى وامراض القلب وداء السكرى والتوتر الدائم
لا يمكن الا ان تجدهم متشابهين..
**البرج اللى انت فى مواليده..مواليده
خلاص عزلوا منه**
هذه الكلمات الطريفة كانت تقال فى المقدمة الغنائية لمسلسل برج الحظ
الذى اشتهر باسم شرارة..نعم..لو كان هذا بوسعى لطلبت ان انقل نفسى لبرج آخر
هذا هو برج كنيدى ومارلين مونرو..كانا حبيبين كما يقال ، ومن الواضح ان اتباع هذا البرج ينجذبون بشدة لبعضهم برغم كلام الفلكيين
اسمى لمياء..اعتقد انك شرفت بلقاء ثريا ومى وياسمين ورأفت وعصام وصفوت
كلهم باستثناء رأفت من الصحفيين الشباب الذين كانوا يمثلون دينامو هذه المجلة
وانها لخسارة فادحة..لقد عرفنا بخبر وفاة ياسمين ورأفت فى يوم واحد
عندما كنا جالسين مساء يوم الثلاثاء نضع الخطط ..نتساءل عن سبب تأخر مدير التحرير الهمام عن الظهور خاصة ورقم هاتفه لا يرد
جاءت الاخبار فى العاشرة مساء ان ياسمين توفت فى المستشفى..
مشاداة مجنونة
بين جارتها وزوجها
الذى فقد صوابه فقذف زوجته بلوحة ثقيلة ارتطمت برأس ياسمين
وهشمتها.. وهو تطبيق حرفى لمقولة (ما ينوب المخلص)..او( يا داخل بين البصلة وقشرتها)
اما جار رأفت الذى يملك نسخة من مفتاح شقته ..فقد فتح الشقة ليجد رأفت ميتا
لقد صرعته الصدمة الكهربية وهو يحاول استبدال مصباح فى السقف
لا تنس انه يعيش وحده
قبل ان نستوعب الخبر هتف احد الشباب معنا :
-هل تفهمون معنى هذا ؟ لا علاقة لموتهما بالابراج ..ياسمين من برج العذراء لا برج اللوحة ورأفت من برج القوس لا برج الكهرباء !
دوت ضحكة عصبية ثم تذكرنا اين نحن وماذا نفعل ..هكذا انفجرنا فى البكاء
تهاوت الفتيات يبكين فى هستيرية بينما وقف الشباب ساهمين
نحاول تذكر رأفت وكيف كان يجمعنا ويصدر لنا التعليمات
غدا سوف نحضر جنازتين ..سوف اوصل اكثرهم بسيارتى اللادا العتيقة
فهم من الشباب معتادى الميكروباص كما تعلم
وعندما استطعنا ان نرتب افكارنا ، بدا واضحا لنا ان وفاة هذين لا يمكن ان تكون صدفة
مستحيل
لكنها كذلك وفاة لا ترتبط باى برج كما حدث فى الاربعة وفيات السابقة
هل معنى هذا انه لا لعنة هنالك واننا احرار
لكن اعطنى تفسيرا من فضلك لكون ستة من جماعتنا يلفظون انفاسهم فى هذه الفترة القصيرة
ثريا لم تمت لكن الامل شبه معدوم كما يقولون
هذا الشعور الغريب بان عددنا يتناقص وان دور احدنا قادم يشعرك بالذعر فعلا
وقد طلب منا رئيس التحرير ان نجتمع عنده..طلب هذا من فريق العمل الذى تلقى تهديدات من عدنان
لقد بقى منا ستة ..معنى هذا ان نصفنا قد هلكوا
فى مكتبه الفاخر الذى يشعرك بانك فى مكتب وزير اعلام
وحيث تغوص قدماك مترين فى البساط، تذكرت عبارة ساخرة قديمة عن ان المشكلة التى انت فيها تتناسب طرديا مع سمك السجادة فى مكتب المسئول الذى استدعاك
مجلتنا تحقق الكثير من المال لكنه لا يصل للصغار كما هى العادة
لذا كانت مكاتبنا فقيرة جدا .. من الصعب ان تصدق ان هذا المكتب موجود فى ذات البناية..كان رئيس التحرير متحفظا وهو يعزينا فى زملائنا
حتى انه كف عن تدخين السجار دقيقة كاملة
قام بتعيين محمود الشربينى مدير تحرير بدلا من رأفت وقال لنا انه يعرف القصة كاملة
لكنه لا يصدق حرفا
-لقد قمت بابلاغ الشرطة وهم يعدون باتخاذ التدابير اللازمة
وهو ما يعنى ببساطة ان شيئا لن يحدث
الشرطة ليست رائقة المزاج الى هذا الحد
هؤلاء ستة سوف يموتون بأبراجهم
لا نعرف كيف ولا متى ولا اين
فقط نرجوا ان تحافظوا عليهم
ثم طلب منا اتخاذ واجب الحذر
واخبرنا بأن هناك حفل تأبين سيقام لشهداء الصحافة..الخ الخ..
عندما انتهى الاجتماع خرجنا..
انها التاسعة مساءا وانا جائعة فعلا
كان داء السكرى الصبوى جزءا مهما فى حياتى منذ السادسة
تعلمت كيف اتحكم فى شهيتى وكيف انظم حياتى
وقد تقبلت المرض كطبيعة اخرى لى
ربما تعطينى بعض التميز
كنت افكر فى هذا وانا ادير محرك سيارتى اللادا العتيقة
امامى رحلة نصف ساعة حتى اصل الى دارى
حيث ينتظرنى العشاء..
يدخل حسن فى حياتى.. قابلته بعد تخرجى من كلية الاعلام وكان هو الشخص الذى اعتقدت اننى قادرة على استكمال حياتى معه
من الصعب ان تتصور المراة ان تمضى حياتها مع رجل ينام ببجامة مخططة ويصحو منكوش الشعر نامى اللحية يتجشأ ويدخل الحمام ويلعب فى اصابع قدميه ويلتهم الفول كالحمير ويكون عليها ان تتقبل سخافات الرجال الاخرى منه
لا.. لابد من الحب كى تتحمل المراة هذه التضحية وانا احببت حسن وبدا انه يحبنى بحق
لم يكن احدنا يعانى مشاكل مادية
نحن من القلائل المستريحين فعلا ولديه شقته وانا املك سيارة واهلى اثرياء نسبيا
لهذا كان طريق الزواج مفتوحا لم يغلقه الا مجموعة من جزر (لانجرهانز) اللعينة
لقد حانت لحظة الحقيقة
اردت ان نبدأ بداية صحية ..اخبرته باننى مصابة بالسكرى واننى اتعاطى العلاج بشكل منتظم وهناك ضوابط صارمة على حياتى
حملى قد يكون مشكلة وقد انقل المرض لذريتى برغم ان طبيبى يقول ان هذا لن يكون .........
ارمق معالم الطريق فى الظلام وانا اتذكر
لقد تغير حسن عندما اخبرته..امتقع وجهه وبدا مرتبكا ثم بدأ يبتعد..يبتعد..يبتعد
هكذا يبتعد الرجل بطريقة تقول بصوت خفيض ( انتهى الامر..انا لن اتحمل وضعا كهذا)
كان على ّ ان اتوقع هذا واقبله
لقد اخبرته على سبيل التخيير ..وكان من حقه ان يقول نعم ام لا
لكننى لم اقبل هذه ال ( لا )
بدت قاسية جدا.. ومنذ ذلك الحين وهو زميلى فى المجلة واراه يوميا لكن علاقتنا التى كانت نحن ..صارت هو وهى
عجلة القيادة عنيدة جدا..هناك مشكلة ما
لحسن الحظ ..هناك تلك الورشة المفتوحة ..هناك اطارات معلقة ومنفاخ وكوريك
توقفت هناك ونظرت خارج النافذة فى ملل فظهر ذلك الفتى النحيل الاسمر ذو العينان الخضراوين والضحكة المريبة الخبيثة متساءلا..قلت:
-هناك مشكلة فى الاطارت
شكله لا يبعث الطمأنينة فى النفس ولا احب ابدا ان اتواجد معه منفردة
ان لم يكن ممن يغتصبون النساء وانا استبعد الا يكون كذلك فهو يسرقهن
دار حول السيارة ثم تفحص العجلة الامامية اليمنى ونقلها وقال انه لابد من فكها لفحصها
ترجلت من السيارة ووقفت اراقب المارة بينما هو يجلب الكوريك ويرفع السيارة
ثم يفك العجلة بسرعة احترافية
يدحرجها على الارض الى حيث ذلك الحوض ويغمرها فيه ويراقب المشهد
-مثقوبة لابد من لحامها
اووف !!
ليس فى هذه الليلة وانا اموت جوعا ومتأخرة اصلا
لهذا وقفت فى سأم اراقبه وهو يلحم الاطار ثم قلت له اننى ذاهبة لابتاع شيئا
مشيت بضع خطوات حتى وجدت كشكا مفتوحا فابتعت علبة عصير وبعض البسكويت
ووقفت التهم هذه الاشياء فى جشع
حتى ان صاحب الكشك ظل يرمقنى فى دهشة
اخيرا اشعر ان هذه الكلبة التى تنبح فى احشائى قد شبعت
اخيرا انتهيت فعدت لاجد العجلة فى مكانها والفتى داخل الورشة وكان قد انزل الكوريك وابعد ادواته
ركبت السيارة جالسة خلف عجلة القيادة
جاء الفتى ذو العينان الملونتين فناولته بعض الجنيهات فى
كبرياء تعرف الانثى كيف تتعامل بها
وسألته دون انتظار اجابة :
-هل كل شىء على ما يرام ؟
فتح فمه ليتكلم لكنى ادرت المحرك وانطلقت بينما هو يرمقنى بغباء
ادرت المقود لادور حول المنحنى
هناك فى الشارع الخلفى شبه المقفر وجدت الفتى الذى قام باصلاح العجلة يركض نحوى
كان يرفع يده فلم افهم ما يريد لكننى اندهشت لكنه سبقنى بهذه السرعة
لقد تركته خلفى منذ دقيقة وهاهو ينتظرنى عند المنحنى
بصراحة شعرت بذعر..عودته هذه مريبة وهو اكثر اثارة للريب
لن اتوقف ابدا
ضغطة على البنزين وتتركين كل الاخطار خلفك ببضعة كيلومترات فى نصف دقيقة
لهذا تحب الفتيات السيارات ولهذا ابتاعها لى ابى
لم اشعر براحة الا عندما انطلقت السيارة على طريق المحور وبسرعة عالية تريح اعصابى
السيارة تتنفس اخيرا بعدما اوشكت على الموت اختناقا فى زحام القاهرة
حسن قد تخلى عنى وانا احبه
سوف اذكر هذا للابد
والادهى ان اصدقائى الاخرين يموتون
ان لدىّ رصيدا هائلا من الحزن يمكن ان استمتع به وحدى فى الفراش قبل النوم
اشعر ان...........
ما هذا الذى يطير ناحية اليمين ؟
اراه فى المرآة يتدحرج على الطريق خلفى
ثم ماذا يحدث ؟؟؟؟؟؟؟
ماذا اصاب هذا المقود ؟
ان العربة لا وزن لها ..خفيفة جدا كأنها ريشة فى مهب الريح
انا عاجزة عن التحكم
هناك شيئا ما خطأ
شيئا ما خطأ
اننى اطيييييييييييير.اطيييييييييييييييير
ماذا يحدث ؟؟؟؟؟؟
|
09-02-09, 01:40 AM
جديد مواضيع قسم السلاسل الأخرى
العرض العادي
