كاتب الموضوع :
أمين اعزاير
المنتدى :
كتب الأدب واللغة والفكر
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمين اعزاير |
الصوفية والسوريالية أدونيس
لم أتمكن من وضع مقدمة لهذا الكتاب أرجو ان ينوب عني في ذلك أحد رواد المنتدى
|
تحياتي اخ امين
أرجو ان تكون المقدمة تاليا كافية لتعريف بالكتاب ( من هنا و هناك )
لطالما أثار النص الأدونيسي - شعرا ونثرا - الجدل والنقاش، ومرد ذلك إلى أن أدونيس، في نتاجه النقدي والشعري معاً، لا يخضع لأي سلطة، سوى سلطة المعرفة، ولا ينساق وراء أي إغراء سوى الانسياق وراء إغراء السؤال الذي لا يني يتجدد مع كل صباح. فالشاعر لا يطمئن إلى معطى ثابت، ولا إلى حقيقة مطلقة، بل هو دائم البحث عنها لأنها (الحقيقة)، في رأيه، مخاتلة، نسبية، غير ناجزة، ومن هنا فإن فضيلته الأولى هي البحث، والتقصي، والشك الذي لا يهدأ، إيماناً منه بأن "الحقيقة التي تنتصر زائفة، ذلك أن انتصارها يختلس منها فضيلة البحث، والحقيقة هي البحث المفتوح عنها لا أكثر" كما يقول الناقد الفلسطيني فيصل دراج.
إن الكتابة على هذا النحو جلبت لأدونيس خصومات كثيرة، والمفارقة أن خصومه الكثر لا يستطيعون وضعه في خانة محددة، فالتهم، إذا كانت كذلك حقاً، تتباين من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار فهو يتهم مرة بالشيوعية وأخرى بالقومية وفي ثالثة بالعدمية حتى أنه يتهم بالأمريكاني، والخميني والمناصر للتطبيع... الخ.
لم ينظر أدونيس إلى التراث نظرة جامدة، بل حاول خلخلة هذا التراث ونزع صفة القداسة عنه ذلك أن التراث هو بالفعل كذلك يحوي تعددا وتنوعا هائلاً لا ينكن النظر إليه بوصفه واحداً، وقدم دراسات حول هذا التراث غيرت من خلالها المفاهيم الثابتة، ولعل دراسته "الصوفية والسوريالية" تعد واحدة من الدراسات الهامة التي يبين فيها تأثر السوريالية الأوربية في مطالع القرن العشرين بالصوفية الإسلامية العربية التي سبقتها بعشرة قرون.
دمشق - ابراهيم حاج عبدي
*****
و بحسب تعريف النيل و الفرات
يبحث أدونيس في هذا الكتاب قضايا العلاقة بين التجربة الصوفية والتجربة السوريالية، خصوصاً في ما يتصل برؤية العالم في مستوييه الظاهر والباطن (الواعي واللاواعي)، وبالكتابة، ولغة الكتابة. هكذا يعرض لمفهوم النقطة العليا، حيث وحدة الوجود وزوال التناقضات، ومفهومات الخيال، والحب، الشطح أو الكتابة اللاإرادية، إضافة إلى الجمالية وأبعادها.
ولكي يضيء مختلف الجوانب المعرفية والكتابية في هاتين التجربتين، مؤكداً على خصوصية كل منهما وعلى كونيتهما في آن، يضيف أدونيس ملحقاً بأربعة أبحاث تكمل هذه الدراسة، يتناول فيها تباعاً: غرابة الرؤية والكتابة، الرؤية والصورة، الإبداع والشكل، رامبو-مشرقاً، صوفياً.
وفي هذا كله، يعيد أدونيس قراءة الصوفية والسوريالية، بشكل جديد، في ضوء جديد وأفق جديد.
*******
و عنه اي الكتاب يقول ادونيس و هو يرد على الشاعر عيسى مخلوف في كتابه الأخير «تُفاحة الفردوس»
منذ البداية، شدّدت في مقدمة «الصوفية والسوريالية» على أنني أفصل كلياً بين الصوفية مُعتقداً، والصوفية منهجاً في المعرفة والكتابة، وفي العلاقة بالعالم. الإيمان شيء، والمنهج شيء آخر. فليس الذين يتخذون العقلانية منهجاً، على سبيل المثال، يؤمنون جميعاً بمعتقد واحد. وابن رشد هو أوّل من نبّه في الفكر العربي إلى ضرورة هذا الفصل. ولئن كان رامبو يشترك مع النفري، كمثل آخر، في خصائص رؤيوية وتجربيّة وكتابية كثيرة، فإن ذلك لا يعني أن رامبو أصبح صوفياً، أو أن النفري أصبح رامبوياً. مع ذلك ظل الجميع يناقشون هذه المسألة، كما لو انني أقول إن رامبو صوفي، معتقداً. وهذا ما لم أقله قطعاً، ويستحيل أن أقوله.
ما قلته هو أن الطاقة الشعرية التي حركته لم تكن نابعة من ديكارت، أو من العقلانية الأوروبية، أو من الانقلاب الصناعي. كانت، بالأحرى، تنبع من أفق آخر، هو ما سميته «الصوفية»، لانعدام كلمة أخرى أكثر إفصاحاً ودقة – «الصوفية»، بوصفها منهجاً أو طريقة في رؤية العالم، لا بوصفها «ديناً» أو «معتقداً». وهو أفق الحلم، والخيمياء، والسحر، والرؤيا، والحدس، والكشف، والشطح، ... الخ، مما يناقض المنهجية العقلانية الغربية التي كانت سائدة آنذاك. وفي هذا الإطار، نفهم تشديده على «تعطيل الحواس» في ثقافة كانت على العكس، تشدد على «تفعيلها». وعلى الإعلاء من شأنها.
أعترف بأنني جاهل في أمور كثيرة. غير أنني لست جاهلاً إلى درجة تجعلني أن أقول إن رامبو صوفيٌّ، ديناً أو معتقداً. أو انه يؤمن إيمان النفري، أو الحلاج، أو ابن عربي، أو جلال الدين الرومي. أو انه «خارج» الثقافة الغربية، مثلهم. فلقد خرج منها وهو في داخلها، كمثل ما خرج هؤلاء من الثقافة العربية – الإسلامية، وهم داخلها.
وبهذا المعنى الفاصل بين «الطريقة» و «المعتقد»، نجد في «الطريقة – المنهج»، خصائص مشتركة كثيرة بين رامبو والصوفية تسمح لنا بأن نسمّيه «صوفيّاً»
*****
و لان البعض يرى ان السوريالية لا تمت بصلة إلى الصوفية، فالصوفية تستعير المواد الدينية لتجعل منها أساساً لافتراضاتها، بينما السوريالية ترى في هذه المواد الدينية عين الحاجز الذي يجب تحطيمه... هذا التباين ما بين الصوفية والسوريالية هو ما يحاول عبد القادر الجنابي إبرازه والتأكيد عليه من خلال كتابه "رسالة مفتوحة إلى أدونيس"، حيث يتناول كتابه الصوفية والسوريالية من خلال نقد تفكيكي يغور في خضم معمعة أدبية راهنة، ليس المطلوب فيها معرفة ما إذا كان الخصم شاعراً كبيراً، وإنما المطلوب هو تعريته، بعبارات مستفصِحَة ومستفضِحَة لا لبس فيها، كظاهرة من بين ظواهر تتخفى وراءها حقيقة هذه الأوضاع.
انتهى
مع اشكر مرة اخرى. ... امين
|