/
/
/
تعاااالــــــت صرخــــــات ريم بمنظر يتقشعر له الأبداااااااان .. مـــــــاهي الا ثواني معدودهـ ..
تبعهـــــا صدمة خوووف وصرخه جنونيهـ من رنــــــــــا ..أنتهتـ .. بمنظر أليم ..؟! ..
طـــــاحت رنـــا من على بعد عشر أقدام عن الأرض وتوازى جسمهــــــا بمستوى الأرض ..
حتى حست أن أطرافهــــــــــــــــــــااااااااااااا شلهــــــا الخوف قبل الألم ... أحساسها بالشعوور ماكان الا ثواني .. ومن بعدهــــــــا بدى احساس الألم يتوزع بكل خليهـ بجسمهـــــــا النحيلل أحســــــاسهااا كان صعب الوصف وصعب التصوير .. أحساس محد يقدر يترجمهـ غير اللي عـــاشهـ ..
.. ألم يتمادى على مسمى الألم بحد ذاتهـ ..!
لحضــــــــــــات .. وبدى شعورها بالحـــــياة يتلاشى .. وعيونهــــا اللي طعنهاا صداع الألم بدى يتوزع فيهاا الضبـــــــاب .. وأختنقت الرؤيهـ ..
حتى اصبحتـ من بعدهـــــــــــاااا تنتقل بنظراتهااا مابين الشجر واللي حولهـــــــاااا ..وكأأنهـــــا تودعهم بعيونهـــــااا ... وأرخت اهدابهــــــــــــا ..
ومعهـــــــا أرخى السواااد ستـــاير الظلمهـ على أنظـــــارهـاااا .. وغمضتـ ..
..ومعهـا ... فرض الصمتـ الأبدى على انفــــاسهاا ..
..حتى أنقطع أتصالهـــــا بالحيـاة .. نهـائيـا !
..
خوف .. جنوون .. ذهوول انتـــــــــــــابهاااا .. ماكانتـ قادره تستوعب اللي تشوفه قدامهــــــــــا ... أطرافهــــــــــا جمدتـ بالمكان اللي كانت فيه ورجولهاا ماعادتـ قادره تطيعهـــــــا ... شريط اللي صار بسرعه جنونيه بدى ينعااد على مخيلاتها بثواني معدودهـ .. ومع خيالهااا بدى الرعب بزيد أكثر وأكثر
نادت بصوت متهدج كله خوووف .. رناااا .. رنااا .. ..!!!!!!.. ولامن مجيبـ .. سوى صوتـ الهوى ينوح .. على ذاكـ المنظر الكئيبـ ..!
تعالت نبضــــــات قلبهــــا .. وكأن شريط الحيـــــــاة وقفـ على ذاكـ المنظر اللي تشوفه من بعيد ...
خــــانتهااا الحركهـ ... وظلت واقفهـ كنها تنتظر يتبدل الموقفـ .. وتكذب عيونهاا ..
حاولت تمشي بصعووبهـ ..ودمووعهـــاا لاأراديــــاذرفت بدوون سبب معين ...
حاولتـ حتى صارت تستعجل بخطواتهـــــاا ..وألف فكره وفكره غزت راسهااا من كل أتجــــــاه ..
موتـ .. فراق .. ألم .. حزن .. أحداث بكل بساطهـ تقدر تكونـ نهايهـ لأحد المــــآسي ...!
زادت الوساويس وراسهاا امتلا خووف ومع ظغط الأفكــــار أنزرعت داخلهااا قوه خلتهـا تقوم من جديد
وتركض بكــــل ماعطـاهااا اللهـ من قوهـ وحيل ...
تركض .. بخطواتهـــــــااا وملامحهــــا من كل لون خذتـ ... متلخبطه كلها ووضعهاا مايتفسر ...
وتدعي من قلبهــــــااا .. يكون كذب .. كذب .. كذب .. وتوقف رناا من جديد وتضحكـ . .
تمنت تكون مزحـهـ ..او مقلبـ ..أي شيئ مو مهم ..المهم ماتكوونـ حقيقهـ ...
وصلت بخطواتهـــاا وعيونهااا تنتفض خووف وقلق ... حتى صارت لعند رنــــــااا تبي تتأكد ..
وبثواني مجزئهـ من الدقايق .. .. بلحضات صعبهـ نزلت ريم لمستوى رنـــا ...
وعيونهااااا كانت تسابقها الدمووع .. حاولت تصحي رناااا .. وبأيدهاا صارت تضرب بشكل خفيف على خدودها حتى تصحى .. ورناا بين أيــــــاديهااا شبهـ ميتهـ .. حاولت ريم تقومهااا بشكل ثاني ودموعهاا مازالت تذرف بشكل صامت .. والخوف بعده يضرب على اوتااار أحاسيسهااا بشكل جنوني
ويفقدها صوابهاااا ..
حطت ريم أيدهااا تحت راس رنا حتى ترفعه عن الأرض وتصحيهااا بشكل ثاني لعل تستجيب ..
لحضاااتـ .. وطبع على أيدهـــــــا سيل من الدم ... !!!!!!!!!!!!!
.............................. وقفهـ .! أستوقفت كل نبض يدق فيه قلب ريم ...
ومعهـــــــااا .. .. أستوقفت دمووعهـــــــاااااا .. وبدت الجديه تفرض نفسهااا ..
وماكان خياارهااا بها اللحظه والثانيه .. الا تتحرك تسنجد بأي أحد ..
تركت ريم رنـــــــا .. وبرجلينهااا صارت تسابق الريح .. وتحاول تخطى مساحات العشب
حتى توصل للفلهـ .. وصرخاااتهاا تتعالى وهي بعدها مادخلتـ .. .. خااااااااااااااااااااااالتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي ... خاااااااااااااااااااللللللليييييييييي .... وظلت تردد ولاتدري من بيساعدها .. ويجي ..؟
التفكير عندهااا توقف .. وأصبحت مثل المجنونه
تتلفت بين زوايا البيت .. وبكل ركن فيه وتنــــــــادي ولامن مجيــــــب ولاأحدن حولهــــــــــــا ...
وقفت وحطت يدينهاا على راسهااا ..خلاااااااااااص ماعادت قادره تفكر ولامين تنادي .. محد موجود .. ولااحد يسمعععع سوى الصدى يرد لهــــــا صوتهاااا ..
ماكانت تحس الا بأحساس المسجوون اللي مــــاله حيله يستنجد الا بالصررااااااااااااااخ ... هنــــــــا ماقدرت أكثر وقعدت على الأرض .. وماكان عندهـــــا شيئ يواسيهااا سوى دمعهــــــا ..
.. وصوتهاااا اللي مازال يصرخ .. !
من تنـــــادي .. ومين يبي يوصلهــــــا .. ومين يساعدهــــا بعز خوفهااااااا.؟!
هنـــــــــــاكـ .. كان الحكم الآلهي .. بتسيير قدر طريقه لهنـــــــــــاكـ ..
كان بطريقهـ جــــــاي لها البيتـ .. وأبو سطـــــان اعتذر منهـ .. وهو كان متفهم لعذر أبو سلطان وماتضايق لها الشيئ .. لأن المشاكل ..عمرهاا ماتحدد وقتهااا ..وتجي صدفه ..؟!
مـــــاحب وليد يرجع بطريقهـ .. وكمل لبيتـ أبو سلطان حتى على الأقل يتطمن على اختهـ ..
لمـــــا وصل لعند البيتـ .. دق عليهــــا .. حتى تفتح له الباب ..مثل ماتعوود أذا بغا يجيهااا ...
صحتـ ريم على دقة جوالهــــــــــــــا ... وبسرعه وكلهــــا لهفه على أمل يكون سلطان اوخالهـا ...
ناظرت للشاشهـ .. وبدونـ حتى ماتفكر ردتـ ...
وليد : هلا ريم ..
ريم وصوتهــــــــا المبحوح كله دمووع : .. وليييييييييييييييييييييييد ويينك الله يخليك الحقنييي .. مدري وش اسوي .. رنااا طايحه على الأرض .. والبيت فاضي ...
وليد وقلبه بدى يقرع فيه الخوووف من صوت ريم المتهدج اللي ينبأ بمصيبهـ : قالهااا بثوره .. وشفي .. وش صاير .. تكلمي
ريم :ودموعهاا تذرف .. وتعوووض الشلل والجموود الحركي اللي صابهاا : وليد الحقني ..رناا طايحه على الأرض وينزف راسهــــــــا دم .. ومحد بالبيت سوااااي .. ايش اسوي وايش اتصرف .. ساعدني
وليد : بعد مافهم الموضوع وبدون مايتناقش اكثر . انا عند الباب اللحين .. تعالي أفتحي لي ..
ريم وكــــــــــــأنهااا مي مصدقه الي تسمعهـ .. وين ؟
صرخ وليد بوجههها : خلصيني افتحي الباب ..
ريم والأمان بدى يلامس قلبهااااا لمااا حست أن وليد بالفعل موجود ..واعطاهااا قوه خلتهــــا تنسى الدمع ..وتركض بشكل جنوني تفتح الباب ..
فتحت الباب ..ووليد بوجهها قال باندفاع : وش صاير لهــــــــــا .. وبعدين سلطان وينهـ .. وخالتكـ وينهااا .. تصرفي دقي على احد منهم ..
ريم ونفسهـــــا مي متحمله اكثر : شدت على أيد ولييييييد بدونن تفكيررررررر ... ولييييييييد البنت بتموووتـ .. ولي يرحم والديك .. . ساعدهاااا ...
أستسلم وليد لأيد ريم اللي شدته باتجــــاه طريق معين .. وصار يمشي معهـــــا بخطوات عجوله .. حتى وصل كل منهم للمكـــــــان البعيد الموجودهـ فيهـ رنـــــا .. وصل وليد .. وبمجرد مالمح جسد مرمي على الأرض وقف مصدووم وانفجع من اللي شافهـ.. ..
جسد بنت مرمي على الأرض .. وبركة دم محووطهـ راسهااا من كل أتجــــــــاه ...
بها اللحضه مااسمح لنفسه بلحظه يفكر فيهــــــــــا ...
قرب لعندهاا ورمى الشماغ والطاقيه على جنب بالأرض ...
وشـــــــــــالهااا بكل قوته على امل يقدر ينقذ روح بنتـ شبه ميته ؟! ..
شالهــــا .. وصرخ بوجهه ريم .. ونت وش موقفكـ .. أركضي بسرعة جيبي عباتك وألحقيني على السيااااره .. .. ..
بعد وقتـ .. وصل كل من وليد وريم لقسم الطوارئ ..وبحركه سريعه تجمع عدد كبير من السيسترات
من كل اتجــــــاه حولين رنـــا .. وكل منهم بأيده شيئ يسعفهـا فيهــــــــااا .. حتى انتهى بهم الأمر
ودخلوهـــا بأسرع وقتـ للعنـــايه المركزهـ ...
عند ريم ووليــــــد اللي عاشواا لحضــــات صعبهـ .. تشـــــــابه اللحضات اللي تعيش فيهااا بكابوووس .. .. بقى كل منهـــــــــــم بالأنتظار ..
وليد كـــــان واقف .. ومكتف يدينهـ بصبر .. ينتظر .. وملابسه كلهــا ملطخه بالدم ..
ظل منتبهـ لحالة ريم اللي كــــــــانتـ .. ..منهــــــــاره بكى .. ومفجوعهـ ..خووف ..
اكثر مماااا هو ألم فقط ..
حس وليــــــد بحالة ريم الشبه منهـــــارهـ ..وعجزت نفسه تلومهــــا على كثر البكى ..!
اللي صاركان أكبر من كونهـ حادث بسيطـ .. يمكن يعدي بكل بساطه ..
كان مقدر .. وضع اللي صاير لها وكان حاس ان اللي صار ماراح يعدي على خير ..؟! ..
وكل أمنــــياتهـ من أن توقعــــاته تخيب ..
..سكتـ ..ومن بعدهااا حط أيده على كتف أخته ريم حتى يهديهــــــــا .. اهدي ..
البنت مافيهاا الا كل خير ان شاء الله ...
حست ريم بأيد وليد تطبطب على كتفهــــا ...وكأنه مقتصد فيهااا يخفف عنهااا بعض الوجع ...
ويريح بالهـــا بها الكم حرف .. سكتت .. !
ماقدرت تتكـــــــلم .. ودموع الكبت مازالت تنزف بشكل صامتـ ..كلهـ ..ألم ..
للحضه تذكر وليد شيئ راح عن بالهـ ومن سرعة الاحدااث ..وغاب عن تفكيره ... فورااا طلع جوالهـ من جيبهـ .. وبعد مانادى ريم قالهـا .. ان رايح أحط خبر عند خالكـ وسلطــــان عن اللي صار حتى يجون يكملون الأجرائـــاتـ عني وتركهـا .. وكمل يكلم ..!
//
//
.. مرتـ الأيـــــــام تمضي .. وقضى كـــــل فرد من هالعــــائلهـ .أيــــام ماترضي بعيشتهـا حتى العدووو ... الحزن خيم على نفوووس ذاكـ البيتـ .. والامل بالله تعلق بقلوبهم وكلهم رجـــــــــــاء رحمة هالواحد .. ومايبون سوى فرصهـ .. ترجع بنتهم للحيـــــاه ..
عانتـ رنـــا على سريرهــــا الأبيض .. حتى كــــــاد الموتـ يكون أقرب لهااا من انفـــاسهـا ..
صـــابهاا نزيف حـــاد براسهــــاااا حتى كان هالنزيف ينتهي فيهااا لدنيــــــا ثانيهـ ..
و يخطفهـا من اهلهـــــا ..!
ولو أنـ الله كتبـ لهــــااا عمر جديد .. ووقف النزيفـ .. بحلول وقتـ قصيرر ..كان أصبحت من عداد الموتى ..
حتى ان الدكـاتره انذهلو من الوقتـ القصير اللي وقفـ فيه النزيف .. وحسسهم هالشيئ
برســـــالهـ مفـادهاا ان روح هالبنت متعلقهـ بالحيـــاة حتى النهايهـ ..
... الجميع عـــــاش حرب أعصـاب .. ومن ضمنهم ريم اللي كـــــانتـ حالتهــــااا بحزنهاا تفووق حـــــــالهم ... وفوق ألم الحزن على رفيقة عمرهــا ...
حزن وجنون الموقف اللي عـــــــاشتهـ ..( وقت ماأنرمتـ رنــــا على الأرض قدام عيونهـــــا)
والدم ينزف من حولهــــا ..
ضحكـــــاتهـا .. وصرخــاتهـا .. وصوتهــــــا اللي كـــــان يصحيهــــــا كل ليلهـ من نومهــــــــــــا ...
حتى أصبح ... أرق نفسي ..وتعب قلبـ ... أنتــــابها بحلول الأيام اللي مضتـ ... وماقدرت من بعدها
تستطعم الوقت .. اللي صار كلهـ لحضـــــات انتظار ..؟!
كــــــانتـ على فراشهـــا الأحمر ... نـــــــايمهـ .. لســـاعاتـ قليلهـ .. لعل التفكيـــــر يبعد عنهـــــا لدقايق ... ولاكن هيهـــــاتـ ..
وشبح التفكير والكـــــــابوووس مازالـ موجود ..
اللي صار يتمحووور من جديد .. ويفرض نفسهـ بعقلهــــــــــااا ...
وكــــــالعـادهـ .. بدى عقلهـا يعيد سيناريووو كابوس المنظر اللي صـــــارتـ تشوفه بشكل يومي من وقتـ ماطاحت رنا بالمستشفى ..
مســــــــاحات غطاهــــااا الظلام.. وانبثق فيهااا بعض النووور ... وصوتـ رنااا يتردد بصرخاااات متتاليه ينـــــــاديهـا ...
ريــــــــــــــــــم ...
ريـــــــم ..
ريم ..
وجسد رنااا مرمي .. بوسط ظلمهـ ... ودم ملطخ أرجــــاء المكـــــــــــان ... ومتبعثر بشكل مخيف ..
شدتـ أرتبـــــاكـ المنظر زاااد من توترهــــــــــا حتى خلاا ملامحهااا بعز نومهــــا تكتئب...
أزاداد ظغط الكابوووس على راسهــــا .. حتى خلا جسمهــــا يبدى يتعرق .. وراسهـــا اللي كـان مستند على الوسـادهـ يتحركـ بشكل خفيفـ .. وتزاد ظيقتهـ ...
لحضه بلحضهـ ... حتى وقف فيهــــــــــــا الحـال وفزتـ من نومهــــــا مرعوووبهـ ...
وانتثرتـ خصلات من شعرهــــا على وجهههـــــا .. اللي أمتلت آلوان الهموم فيهـ .. صحت وجلست ظهرهـــــا .. ودقااات قلبهاااا تخفق بشكل يخلي كل اطرافهاااا يرجفـ مع كل نبض فيهـ ..!
سلطــــــــــان .. كان باللحضهـ هاااذي داخل على الغرفهـ . ..
وأنتبهـ .. لوجه ريم المرعووبـ ... بمجرد ماشفهـــــا بهااا الحالهـ ..
وواضح من هيئتهـا قايمهـ من عز نومهـا .. تأكد أن كــــــالعادهـ .. الكابوووس اللي ينعاد عليهـا بكل ليليهـ زارهــــــــا .. من جديد !!
شلوون مايعرف وش فيهــــا .. وهو اللي عــــــانى معهـــا ..وعاش معهاا كل ليلهـ بساعاتهاا ..
.. ومسح كل دمعهـ ذرفتـ من عينهــــــا ..!
دخل بحضوره الهـــــادي .. اللي يعكس هيبة وجودهـ ... وأتجهـ لعندهااا ..حتى قعد على طرف السرير .. شـــــــافهــــاااا ..معلقه عيونهــــا اللي أمتلتـ حزنـ فيه..
قالتـ وصوتهـا يوصف حالهـــــا ... سلطان ..جيتـ ..؟
سلطـان بعد ماقعد قدامهــــــا :: وصار يتأمل بحالهــــااا اللي مازال على ماهو عليهـ .. وجهـ أصفر ذابل ..وعيون بدتـ تغيب عنهـا شمس الحيــــــاة .. أنفطر قلبه رحمه على اللي يشوفهـ .. وهو نفسهـ مو قــــادر يطلعهااا من اللي فيهـ .. سوى أنهـ يآزرهـا بأحساسهـا ..المتعب ..
لعل تقوى .. وتحس بأن جنبهـا شخص يشاركهــا اوجاعهــــااا .. .. أحساسه بالضيق ..كان من ضيقهـــــا .. لماشاف الدمع بعينهــــااا رجع يذرف ..
رفع بأيده ومسح دمعهـــا اللي بدى يتمادى على خدودهـــــاااا ...
وقال بصوتـ ..دفى قلبهـا ... ماكفــــــاكي دمع ...
لامست حروفه فؤاااد ريم المغترب ..والمحتااج لأمـــــــان ..
ودفتـ معهـااا محيطــــــات البرد اللي كست قلبهــــــــــااا .. مو بأيدهـــــااا تسير دمعهــــــاااا ..
ومو بأيدهـــــا تكون مومتضايقهـ ..
كانت عيونهــــا الدامعه تستنجد فيهـ لمــــا شافت وجهه الطاهر
اللي يريح دقـــــــات قلبهـا .. أحتضنهااا الهدووء ..بمجرد ما تأكدتـ من وجودهـ .. وظلتـ تتأمل فيهـ ..وكأنهــــــاااا تتكلم بفم ســـــــــاكتـ ...
تعبته معهـااا .... وهو اللي مو نــــاقص ... وعمرهـ ماشكى أوحتى حسسهااا بالضعف ..
ماكان بالأيام اللي مرتـ .. الا الدرع اللي تحتمي فيهـ .. يوم ضاقت عليهــــا دنياااهاا وشنت جيوش الهموم حربهاا .. ناظرتـهـ .. بعيون كلهـــــــــــا أمتنــــــــااان .. يفوق بأمتنـــــانهـا وصف الحرف ذاتهـ ...
أنتبهـ سلطــــان لعيونهااا اللي كــــــانتـ تترجم الحرف اللي تبي تنطقهـ ... وأبتسم ..
وقرر يطعن الصمت الي ساد بأنحاء المكان لثواني ..
سلطان : شــــــــايفهـ كابوس كالعادهـ .. وقايمهـ تبكين ..!
ريم وكأنهــــا خجلانهـ من نفسهــــاا .. ومن الكابوس اللي ملت من كثر مايتردد عليهــــــا ..
وتصحى منه بروح فزعانهـ .. دنقت راسهااا لان مـــــــــــاعندهـا رد .. والجوابـ معروف .. !
أنتبه سلطان للحظة الانكـــــــسااار اللي صابتهــــا ..ورفع بأيده دقنهااا ..حتى ترفع راسهــــــــــاا ....
وقال وصوتهـ كلهـ جديهـ .. أرفعي الراس ياريم .. مافي داعي للخجل .. والألم بحول الله أيــــــــــام .. وبيزول ..
وقفت ريم عند حرووف سلطـــــااان .. اللي تشابهـ جرعة تفــــاؤل في فم مريضـ .. مــــــاكااان بداااخلهـــــااااا سوى الفراغ الللي محتااج احتواااء .. حستـ أنه محتاجه تكون جنبهـ ..
وأسندتـ راسهـــــا على رجلهـ ونثرت شعرهــــااااا حولهـــــااا ..وظلت ساكتهـ
أنتبه سلطان لوجودهـــا بين يدينهـ .. وحسسه هالشيئ بضعفهاا جنبهـ .. أبتسم ..
ومسح على شعرهـا بأيده بلمســــــ حنان ..
لحضــــــات صمتـ .. خلتهـــــا تغفى من جديد ..ويرجع لهااا هدوئهـــــااا ..
حتى سرق كل منهم الوقتـ .. وصحتـ ريم من بعدهـا ....
بعد ماخذتـ لهـــا غفوهـ ..!
رفعت راسهــــاااا من على رجل سلطان ..
وأنتبهتـ لسلطــــــان اللي كـــــان مسند راسه على وجه السرير ..
وتاركهـا تنام على رجلهـ ..أبتسمتـ .. لمــــــا شافتهـ ..
غفياان هو الثاني وجسمه قاعد وحاط ايده على راسهـ ..
شالتـ نفسهــــــــااا .. لماابدتـ تحس بأن الصدااع عنهـا خفـ بنسبه بسيطه . ..
وكانتـ بتغطيهـ حتى يكمل ينـــــام .. بمجرد ماسلطان حس بالغطاء على رجولهـ .... فتح عيونهـ
بهدووء وقــــــــام .. ..
ريم شافت سلطان قام وقالت له بأسلوب أقرب للأمر :: لاتقوووم .أرجع نــــــــــام وارتاح ..
سلطان بعد مـــــــامسح على شعره الأسوود بأيده قال .. لاكافي .. مافيني نوم .. بس خذتني الغفووه ..
ريم بأصرار : رمت الغطى على جسمهـ .. سلطااااااااااااان قلت لك نام لاتقووم ..
رفع سلطان حاجبهـ بتذمر : شلون يعني غصبـ ..
ريم بأبتســــامه بانت بوجه التعبـ : أي غصب .. وجتـ بتقووم توقف .. وأستوقفهــــــــــــا بمسكة أيده .. سلطان : على وين ؟
ريم مستغربه : بقوم أغير بجامتي ..وأغسل .. ليه ؟!
سلطــــــان : طيب .. خلصي أموركـ ..ولالبستي .. تعالي لي .. أنا قاعد على المكتبـ
حست ريم أن سلطان فيه شيئ لمــــاناادداها ..ولاكنهااا كانتـ جاهلهـ هالشيئ ..بأمكانية كونهـ أيش ؟!
رفع سلطان الغطى عنهـ .. ووقفـ على رجلينهـ .. وقالهااا بتنبيه .. أنتهي على السريع .. انا ناطركـ ..
ريم ومي فاهمه شيئ : أبشر ..
راحت ريم بخطوات عجولهـ .. خذتـ لهـا دووش يروق جسمهــــا لأنها بدتـ تحس بالخمووول يغزو أطرافهـــا ... مافكرت كثيير بالشيئ اللي يبيه فيها سلطـــــان ..ولاقدرت تتبنى توقعات بكونه أيش ؟.. .
. بعد ماطلعت من الحمام (أعزكم اللهـ ..) صارت تنشف شعرهـا .. وتنفض المويـــا عنهـ بأطراف أصابعهـــا ..
لبست لهـــا شيئ مريح بنطلون جينز مع بلوزهـ فوشيهـ صوف حتى يتلائم مع الأجواء اللي عايشينهااا .. تعطرتـ .. ومن بعدهـــا .. توجهت بخطوااتـ هـــاديه للمكــان الموجود فيهـ سلطــــان ..
وريحة عطرهـــا تسبق خطواتهـــا ..
دخلتـ الصـــــاله الموجود فيهاا المكتبـ .. ولقتـ سلطـــــان .. قاعد على مكتبهـ .. وبأيده كوب نسكفيهـ .. ومنشغل يناظر بشاشة اللوب توب اللي قدامهـ ...
مشت ريم لحد عندهـ .. وسلطـــــان .. حس بوجودهـااا لما شم عطرهااا يقترب منهـ .. رفع راسسهـ .. وأبتسم لمــاشافهااا واقفهـ قدامهـ .. وكأنها تنتظر منهـ شيئ .. نزل سلطان كوب النسكافي من ايدهـ .. ووقفـ ..
قال والبسمهـ تعلى وجههـ .. وشفيكي خايفهـ .. تعالي أقعدي ..
ريم كـــــان جسمهاا مازال متعبـ .. والصداع من راسهااا ماخف وبين الدقيقه والثانيه يضغط على راسهــــااا .. قالتـ بوجه متعبـ ... حاولت تتبسم فيهـ .. مو خوووف قد ماهوو فضول وأنتظار .. وش كنتـ بتقوولـ لي ؟!
راح سلطـــــان لعندهـــــا .. حتى صار مقابلهاا تماما .. وهو نفسه مو عـــــاجبهـ وجههـااا المتعبـ ..
اللي كان متوقع يرجع هالتعب للأرهاق النفسي اللي تعيشهـ .. مادقق عليهـا كثير ..وقال روحي جيبي عبـــــاتكـ .. وأمشي بنروح لرنا
وقفت ريم .. يوم تذكرت رنـــاا من جديد ... وحنت راسهــــاااا ماودهـــــااا ..
أبداا .. ماكان لهــــــا قلب تشوووف رنـــــا أكثر مرميه تنتظر رحمة الله بالعنــــايه المركزهـ .. كافيهااا حالة الضيق اللي صابتهااا مي ناقصه تزيد من هالضيقه ضيقهـ .. قالتـ بهدوء .. سلطان روح بروحكـ ..
أنا بقعد ..
سلطان بتعجب :متأكده ماتبين تروحينـ ؟!
ريم بأصرار : معليـــه سلطــــــــــان .. والله مالي قلب أشوفهااا من جديد بالعنــــــايهـ ..
رفع سلطـــان حاجبهـ .. وقال وهو متأكد أن هالخبر بي بث بعض الفرح لقلب ريم .. ومين قال لكـ أنها بالعنايه ..؟!
رفعت ريم راسهاا لمستوى وجه سلطــــــــان ..وتعلقت عيونها فيه تحاول تستوعب كلامه .. خنقتهااا العبره ..وماقدرت تتكلم
وسلطان كمل عنهــــــــااا ..وعلى محياه طيف أبتسامهـ ماأنمحت .. : أليوم طلعتـ من العنــــــايهـ .. وأمي وأبوي عندهـــــا .. وماناقص غيركـ يشووفهـــا ..
وقفت الحروف بحلق ريم من توتر الفرحه داااااااخل نفسهااا .. وراح التعب والصداع خلاااص بمجرد ماسمعت من سلطان هالخبر .. قالت بوجه يشرق فرح : لاعاد جد .. خلاص يعني قامت مافيهاا شيئ .. يعني اللحين سليمه .. سلطان لحضه شوي .. لحضه .. لحضه ..
عباتي وينهاا.. وصارت تتلفت يمين وشمالل ...ا صبر .. ثواني بجيبها وأرجع .....
مشت وصارت تنادي من بعيد ... سلطان لاترووح .. وكنهــــا بحالتهاا .. سقيم طاب من بعد المرض !
... .أضحكت حركاتهاا المجنونه سلطــــان .. ورجع لمكتبهـ .. وهو يتمتم بينه وبين نفسه .. مجنونه ..
,
.. بعد وقت قصير وصل كل من سلطـــــان وريم للمستشفى .. وتحديداا عند غرفة رنــــــا .. فتح سلطان الباب ..ومن وراه ريم اللي كــــان قلبهـا يرقع بشكل سريع بدون سبب ... دخلت بهدووء .. وعيونهــــــااا كلهـــا كانتـ شووق لشوفة رنــــــــااا ..
طـــاحت عيونهاا عليهــــااا ..بكل لهفهـ .. وناظرت فيهـــــا تبي تتأكد من سلامتهــــــــاااا
شـــــــــــافت رنـاا نـــايمه بجسدهاا المستوي على سريرهــــــا الأبيض .. بكل ســــــلام .. ســـــاكنه مافيهـــــا غير النفس يأكد لهـم على وجود شخصها بالحياة .. بهدوء نـايمه وشعرهـــــا الأسود متوزع على المخده اللي مسنده راسهاا عليهــــــــااا ..
وجه أصفر ذابـــــــــــــــل .. وعيون رسمت حولهــــــا خطوط السواد .. وتطمنتـ دقـات قلبهاا
على الأقل صــــارت تشوفهاا من دون أجهزه محاصرتهااا من كل مكـــــــان ....
مشت .. حتى راحت بخطواتهـا لعند خالتهاا ام سلطان ..
اللي كــــــانت ماسكه القرآن بين يدينهاا تقرى ..
وصــــــــامده بقلب قوي وصابر :.. خالتهااا لما حست بوجود سلطان وريم ..
سكرت المصحف وألتفتت باتجــــاههم .. راحت ريم لعندهــــــااا ..
وباست راسهـــــاا ..وقالتـ بوجه باسم شلونك خالتي ..؟!
أم سلطان بحنيه : بخير ياعين خالتكـ ..
سلطــان بعد صمت : سأل قاصد أمه .. أبوي وينهـ .. ؟!
أم سلطان بضيق اندمج مع بعض الراحه : عند الدكتور .. يتكلم عن حالة رنـــــا ..
سلطان بعد تفكير : قرر أنه يروح هو الثـــــاني لعند الدكتور .. حتى يكون عنده خلفيه بحالتهاا .
.كان يبي يطلع .. وتــــــفـاجأ بأبوه يفتح الباب ويدخل قبل ماسلطان يطلع ..
دخل أبو سلطــــــان ..وملامحه كاسيتهاا الضيقه ..وداخله ألم يلمع من عيونهـ..
أنتبه سلطــــــان لحالة أبوه اللي أبداا مااعجبتهـ ..
وثـــــــارت داخله الأسئله .. عن اللي يمكن يكون فيه ؟!
أبو سلطـــــان دخل بخطوات كلهاا وقار .. ونفسه مي قادره تتقبل اللي سمعهـ ...ماقدر يتحمل يكون واقف أكثر ..وراح لأقرب كنبه موجود بالغرفه وقعد .. ومن بعدهـــــا ..مسح وجهه بكل من راحة يدينهـ ..؟!
سلطـــــان قال يستفسر بأسلوب كله أستفهام .. بشر يبه .. وش قال الدكتور ؟!
أبو سلطان بعد صمت طويل قـــــــال بألم .. أختكـ .. ماتقدر تمشي بعد كذاا ...!
صدمــــــــــــــهـ ...!!! أصـــــــابت الجميع .وزلزلتـ كل مشـــــاعرهم الأنســـــانيهـ ...
أم سلطــــــــاااان حست بصاعقهـ ضربة راسهــــاا بمجرد ماسمعت هالخبر ... تزلزل كيــــانهـا من الداخل حزن .وظلت صامده من الخارج تدعي القوه .. وتتماسك بالصبر ..اللي مابقى لها غيره ..
قالت والدمعه تخنق صوتهــــا : لاحول ولاقوة الا باللهـ ..
أمـا ريم .. وقفتـ عند هالحرووف وكــــــأنهـــااا حي يتعزى بمصيبة ميتـ .. تلاشت أحاسيس الفرح اللي كــــــانت متخبيه بقلبهـــــــاااا .. ومابقى غير آخر دمعة حزنـ .. تبكي قصة نهايه ؟!
مــــــاقدرت تستوعب الكلام اللي سمعتهـ .. لانه خلااص أصبح فوووق طاقتهاا وفوق مستوى الدمع ..
هاذا قدر ..وواقع .. ولاكن أليم .. أزداد الظغط النفسي وزاد أكئابهـــــاا ..
ومعه بداا الصدااع يتعالى على راسهاا بشدة ... ولاكن هالمره بشكل
خلاهــــــااا تحس بالدنيـــــــا تتزلزل من تحتهـــــااا .. خافت من الصدااع اللي باغتهاا بشكل فجائي .. وحاولت تتمـــــاسكـ .و توقف بخطواتهـــــــااا تبي تبعد عن هالمــــــكان .. قبل محد يحس فيهــــااا وبأرهاقهااا ..
حاولت بقد ماتقدر تكون طبيعيهـ .. حتى وصلت لعند سلطان اللي كان مازال واقفـ ..
راحت لعنده وشدت بكفهااا الصغيره على ايده وكأنها تستنجد فيهاا .. أنتبه سلطــــان لمسكة ايدهاا اللي كنهـا تطلب منه العوون ..
فهم عليهـــــا وحاول يساعدهــــا بوقفتهــــااا .. بخطوات هاديهـ .طلعَهـــــاا ...حتى صاروااا بالممر الموجود برا الغرفه ..
سلطــــان بلهفه تسبق الخوف : وشبكـ .. فيكي شيئ ؟!
ريم ومي قادره تتكلم ..ولاقادره حتى تحس بنفسهــــــااا .. ضبــــاب أحتوى نظرة عيونهـا ..
وقبل ماتتكلم ..طاحت بين أيــــاديهـ ..!! وبحركهـ سريعهـ رفعهااا سلطااان ... ماقدر يوقف اكثر ..وشالهااا حتى وصل فيهـا لأقرب دكتور عـــــام .. يفحص حالهـــــــااا ..
بدقائق معدوده ..وبعد فحص وكشف مكثف .. خذاا منهاا تحليل دم ..وهي مازالت مستلقيه على أحد الأسرهـ ..
الدكتوور ..بعد ماانتهى .. راح متجه لعند سلطان .. اللي كان قاعد على احر من الجمر ..
الدكتور : أتطمن ..مرتك ..منيحه ..وبألف خير .. هلأ خدينا لهااا تحليل دم ..حتى بنعرف عن السبب الرئيسي بدوختاا ...
سلطان : شلونهـــا .. صحت يادكتوور ..؟
الدكتور : صحت ياخيي .. ومافيهااش ايت حاجه ان شاء الله .. أغلب الضن ..أنه فقر دم حــــــاد صايبهاا بس مش راح نتأكد الا وأت مابتطلع النتايج ..
سلطان : ونتائج التحاليل من وين نقدر نـآخذهاا .. من هنا ؟ّ
الدكتور : هلأ أزاا كنت بتصبر شيئ ساعه .. بتآأدر تـــــآخدهاا من هوني ..اما ازا كنت مستعجل .. تأدر تتوجه على قسم التحاليل .. عند الدكتوره مريم ..
وقف سلطـــــان .. ووقف معه الدكتور : أظن..نـــــآخذهاا من قسم التحاليل أفضل ..
الدكتور : على راحتك ياخيي ..
ريم كـــــانتـ مستمعه لحديثهم ..وبمجرد ماحست ان سلطـــان وقف ..
وقفت هي معهـ ..وراحت بأتجاههم ..
ألتفت سلطان على ريم ..يالله مشينـــــا .. ومن بعدهاا رجع للدكتور :
وقال بلطف : مشكوور ماقصرتـ .. عن أذنكـ
الدكتور بأبتســــامهـ .. أزنك معك ياخيي ..
وطلعوااا ..
مشى سلطــــــان وبين يدينهـ ريم تحاول تسند نفسها على كتفه .. ...
وكـــل منهم كـان ماشي بصمتـ .. حست ريم بهدوئهـ ..
وأستوقفته بســـــؤالهـا .. سلطـــــان وين مآخذني ..؟!
سلطــان : بوديكي عند أمي بالغرفه حتى تقدرين ترتـــــــاحين هناك .. وانا بنفسي بجيب التحاليل وأجيكي ..
وقفت ريم عن المشي .. .. واستوقفت سلطان من جديد معهــــا ماتبي تتحركـ أكثر .. ومصره تروح معهـ .. ماتدري ليش .. اليوم بالذاتـ ..كانت خايفه من الدوخه اللي انتـــــابتهاا فجأه من غير مبرر أو مرض .. حتى خلا هالشيئ يلعب بأوتار اعصابهااا ويزيد مخاوفهاا ..؟!بكونه يمكن يكون مرض خطير
يلخبط عليها حياتهاا فوق ماهي متلخبطه
قالت بأصرار : ..بروح معكـ أشوف التحاليل
سلطان بصيغه امر : أنتي مافيكي حيل تتحركين .. أمشي معي للغرفه ولاتتكلمين اكثر
ريم بعد ماشافته يحسسهاا بضعفهااا وقفت تكــــــــابر من قال اني فيني شيئ ..طبت خلاااص ..
رفع سلطان حاجبهـ : مافيكي شيئ ..لاني ماسكك بأيدي وأنتي مستنده على كتفي
ريم وكعادتهـــــا تكااابر : .. انت اللي ماسكني مافيني شيئ ..
حس سلطــــان انها بدت ترجع لقسـاوة راسهاا وتتفرعن بطبعهـا عليه ..وحب يجاريها شوي ..
وقف وقال : اوكي يعني متأكده لو بتركك بتقدرين تمشين لحالكـ ..؟!
ريم مــــاكانت متوقعه انه يسويهاا أبداا ويتركهـــــا لذلكـ قالت بكل وثوق : أي ..
أبتسم سلطان ..وفوراا شال أيده بهدوء عنهـــــــاا ..ومعهــــــا .. ريم اختل توازنهـا اللي بعده ماثبتـ وكانتـ بتطيح على الأرض ..لومـا أن يدينهـ سبقتهاا وشالتهاا عن الأرض
ضحك سلطان وريم بها الوقت عصبتـ .. قالت بعصبيهـ ..
رايحه رايحه الله لايعوقني بشر لو أيش مايصير
أرتاح سلطان لمـــــاشافها ترجع لطبيعتهـا وروحهـا العنيده ... رضخ لطلبهـا .. .. وظل معهــــا ..حتى وصل للقسم الخاص بالتحاليل عــــــامهـ ..
وقف أمام غرفة الدكتوره اللي عرف أن التحليل عندهـا ..ووجه بكلامهـ لريم ..:
أدخلي تأكدي من التحاليل .. أنا قاعد بالأنتظار ..
هزت ريم راسهـا ..ومن بعدهـــــــااا ..دخلت لغرفة الدكتوره اللي قالوا لها عنهــــــــــا .. ..
طقت الباب بشويش ومن بعدهــــا دخلتـ على غرفه بيضاء ..أبيض بأبيض ..أي .. كـــــاسيها البياض من كــــــل أتجاه ..
وريحتهاا تفوح مطهراتـ وعلى يمينهـا مكتبـ أسود .. جالسهـ عليهـ دكتورهـ متحجبهـ ..
ريم بأبتســــــامه صــــــافيهـ : السلام عليكم ..
الدكتوره ردتـ لريم الأبتاسمهـ ... وعليكم السلام والرحمه .. أهلا اختي تفضلي ...
قعدت ريم على احد الكراسي الموجوده
وقالت بأستفســــــار : لو سمحتي .. تحليلي موجود عندكـ ياليت لو تكرمتي تتطلعين عليه ؟
الدكتور : أبشري : بس ماقلتي لي اسم الكريمه ؟
ريم : ريم سعـد الـ ...
الدكتوره : ثواني بس .. ووقفت وصارتـ تفتش بدرج أمتلا بالملفـــــــات الصفراااء ..ملف ريم}
.. بعدوقت قصير لقتهـ ...خذته معها..وقعدتـ على المكتب .. وصارت تقرى فيهـ ..
وريم محترقهـ توتر ...!وضاربتها الهواجيس من كل اتجـاه ؟!
الدكتورهـ بأبتســـــامه بانت عليها وأستغربت منها ريم ...
نزلت الدكتوره الملف على الطاولهـ .. وقالتـ بأستفهام : متزوجه ياريم ؟!
ريم ومي فاهمه شيئ : اي !
الدكــــــــــتوره ومتابعهـ أسألتها : عندكـ أطفال ..
ريم بصبر : لاااا ..
الدكتوره : ليش كم لكم ونتم متوزجين ؟!
ريم وبدى يرتفع ظغطها من أسأله الدكتوره اللي ودهاا تكفخهاا قالت بأبتسامة مجاملهـ : من أربعة أشهر ..
ألدكتــــــورهـ هنـا أتسعت أبتســـــامتهـا ..
وقالت الله يزيدهــــــا ميهـ .. وتعيشون بسعــــــــادهـ .انتم والروح اللي بداخلكـ ..
دهشــــــــــه !!! أنتـــــــابت عقلهــــا .. سكرت كل مداخل و مخارج التفكير داخل راسهـــــااا ..
عجزت تستوعب الكلام اللي سمعتهـ حتى رفض مخها الأستيعـــــــاب ..!!!
قالت بحيره : شلونـ مافهمتـ
الدكتورهـ رجعتـ تأكد معلومتها اللي قالتهـــــا : مبرووكـ .. في طفل جـــــــاي بالطريق .. !!
تعلقتـ عيون ريم بالدكتوورهـ ..وانتــــــــابها الصمت المحير .. عجز احســــــــــــــاسهااا يميز حقيقة الشعور اللي تحس فيهـ ... مـــــــابين الخوف ..والفرحهـ .. شتـــــان بالأحساس !!...
عمرهـــــــا ماتخيلتـ نفسهـــــااا أم .. رغم جنونهـــــا بالاطفال ... يمكن يكون أحساسهاا بالحب تجاههم مايتعدى أحســــــاس الطفلهـ وحولهاا طفل !!!
حـــــــاصرتها الأفكار من كل اتجاه وتخيلاتهــــــا عجزت تتعدى حدود الواقع .. اللي مـــــاكان احساسها فيه الا الرفض ! ... معقووووله انها بتنجب طفل ..! هي بتكون امهـ .. وسلطـــــــــــان أبووه ...
شلون بتقدر تتقبـــــل هالشيئ .. صعب .. صعبـ جدااا .. وأحساسهـ أحساس مخيف ..!
تخيل أن داخلكـ طفل بتكونـ مسؤل عنهـ .. وبتعطيهـ كل حقوقهـ وعليكـ كافة المسؤليـــــاتـ ..
ثقل هالشعوور بالذاتـ .. عليهـا حتى خلاهــــا تحس أن الأرض ضاقتـ بهاا ..
.. أحساس المسؤليهـ .. كبير ..كبير عليهـــاا وعلى روحهـاا اللي تعودتـ تكون فيهـ طفلهـ لااكثر
تداعب تفـاصيل الحياة بروحهـــــاا المرحهـ ..والممزوجه بالفوضويهـ ...
أنتـــــــابهـا الصمتـ .. اللي مالقتـ له تفسير ..
وماخفى هالشيئ على الدكتوره اللي حست ان الوضع في شيئ ..
قالتـ بحيره .. :زعلانه على هالخبر ؟؟!
رفعت ريم عيونها بأتجاه الدكتوره وصارت تحاول تلاقي رد لسؤالهــــا
اللي هي حتى نفسهاا ماتعرف جوابه : قالتـ بهدوء ..مدري ..ولاكن أظن أنه موزعل .. قد ماهو مفاجأه لااكثر ..
ألدكتووره وكأنها أرتاحت : طمنتيني .. ورجعت تسأل .. زوجكـ وينهـ ؟
ريم : برا ينتظرني !
الدكتوره لما سمعت رد ريم وقفت بفرحه وكانت تبي تطلع تبشرهـ مثل ماتسوي أحيانااا ..ومعهـــا تآخذ البشاره من بعض الأباء اللي يفرحون بها الخبر .. قالت لريم : خليني أروح أبشره أجل .!
وقفت ريم وأستوقفت الدكتوره معهــــــــــاا قبل تطلع ..
..وقالتـ : لااا الله يخليكي ..أنا حابه أقوله بنفسي
أحترمت الدكتوره رغبة ريم : .. وريم من بعدهـــــااا .. حنت ظهرهاا وشالت شنطتهـا معهــــااا ..
وأستئذنتـ ..
طلعت ريم برااا الغرفهـ ..وعقلهــــااا مو معهــــــــاااا .. تذكرت سلطــــــان .. وصارت تتلفت بعيونهـا تدورهـ ... لمحت زولهـ من بعيد ..ومشت بأتجاهه .. لما أقتربت منهـ .. خذت لهــــــا نفس طويل
وحاولت تكون طبيعيهـ ..وهي نــــــاويهـ ماتحط عنده خبر ولاحتى عند أي مخلوووق بها الكونـ ..
حتى هي نفسهـــا تقدر تتقبل الطفل اللي داخلهــــــاا ..!
سلطان : بعد ماشافهااا قريبـ منهـ ..وقف وسألهـــــا : وش صار عليكي ..؟
ريم وتدعي اللامبالات بالتصنع : شفت مافيني .. قالوالي فقر دم .. أنتي بس كولي زي الناس ..
وأهتمي بنفسك .. وقولي لزوجك لايخانقك ..
أبتسم سلطان وقال : نسوا يقولون لكـ .. لاتتعبين زوجكـ معكـ ..
ضحكت ريم بشويش : لاوالله هاذي ماقالوهاا .. يمكن بالدوخه العاشره يقولونهاا ....
ضحكـ سلطــــــان ..ومن بعدهاا قالـ .. خلااص كافي كلام .. حتى ماتتعبين اكثر ..
ريم وقبل ماتمشي قالتـ : ياخي ليه دايما تحسسني أني طفله .. مره وحده بالغلط سويهاا وعاملني كني كبيرهـ ...سلطان : حسسيني أنك كبرتي ..واعاملكـ كنكـ كبيره ..
ماسمح له تتكلم أكثــــــــــر .. وحط ايده ورى ظهرهاا حتى تمشي ..
وصار كل منهم يمشي .. بنهج متساوي .. وبصمتـــــ !!!.. مشواا مسافات طويله بمساحات المستشفى ..وريم مافتحتـ أفمهـــــا بحرف .. أستغرب سلطان من الصمت اللي انتباها فجأه من بعد ماقال لها ماتتكلم .. توقعهـا تكون مطيعه بس مو لدرجه أنهاا ماتتكلم طول الطريق ..!!
أحســــــاسهـ كان يهس له بشيئ ..جاهله .. سأل بفضول وحيره : فيكي شيئ ..
ريم بعد مـــــــاكانتـ تشمي وسرحــــــانهـ .. صحااهااا صوتـ سلطــــان .. يناديها ويسألهـا ::
ريم : هاا .. لامافيني شيئ .. بس سرحانه شوي ..
سكت سلطان متفهم لهاا ..وتركهـــــا على راحتهااا حتى وصلواا لعند الغرفه الموجوده فيها رنــــــا ..
مرت الأيــــــــــام تمضي بســـــاعاتها وثوانيهـــــــاا ..ومعهــــا كانتـ رنــــــــاا مازالتـ مستلقيهـ على سريرهـا الأبيض .. وكأنهــــا ميتـ .. بروح حيهـ ...
ماتشوف بعيونهــــــــــا غير السواد المعتم ... من كلـ الزوايــــــــااا .. مضت لها أيــــام وهي مازالتت على ماهي علييهـ ..بوجههاا الأصفر الذابل .. تحاول تتعلق بكـــــل آمالهـا ..حتى تأصل لخطوط الحياة ..!
الظلمهـ اللي احتوت عيونهــــــــــــا طالتـ .. حتى ملت انظــــارهـا منهــااا ..
وصحاهاااا الوقتـ .. بأنبثــــــاق ضووو من وسط زحمة العتمهـ ... وكأن الوقتـ حان لتستعيد دورهــااا ببين اهلهــــــااا ... عيونهــــااا بعد ماتحسستـ أشراقة الضوو .. حاولتـ تسعى بكل طـاقتها الضئيلـهـ
تتحسس تفـاصيل الحياةـ من جديد ... بحركهـ كلهـا صعوبهـ .. ومليـانه هدوء قدرت عيونهاا تفتح من جديد .. ورجعتـ من بعدهــــااا أرختهـااا ... رفضت عيونهـا الضووو اللي كـان مزعج لعيونهــــــااا .. وبدتـ مع هالحركهـ .. تتحسس أطرافهـا ..وكل خليهـ بجسمهــــــــااا ..
حركت راسها بشويش .. وحستـ بثقل عجيب موجود فيه ..وكأن داخلهـ كتلة حديد رافضه الحركهـ ..
حتى صابهااا مع هالحركه صداع خفيفـ .. حاولت تستعيد انظارهـا وتفتح عيونهــــــااا من جديد ونجحتـ .. وتمت تنـــــــــــاظر بعيونهـــــــــا
لكل شيئ حولهــــــــــــــــاااا .. فتحت عيونهـــــا على حياة جديدهـ ..من بعد الموتـ المؤقتـ ...
جدران بيضــــــــــــاااا .. وأجهزهـ حولهـــــــــاااا ... واصلت أنظارهـــــاا ..حتى طاحت عيونهـا على أكثر وجهين تقــــاسمت معهم تفاصيل الحياة ..
أم سلطـــــان كانتـ قاعدهـ على يمينهـا ..وريم من يســــــارهـا ..وكانواا يتكلمون ومو منتبهين لهــــــــاااا ...
للحضـــــات حست بالأمان او بالأصح بالحياة جنبهمم .. قالتـ .. ولســـــــــــــــانهاا يحاول يستجمع قوة الحرف .. وينطق بصعوبهـ .. همست بحروفهاا .. يمه ..!
ورجعتـ رددتهـا .. بصوتـ أعلى من الهمس اللي أنطقت فيه اول مرهـ .. يمهـ ..!
تحسست أسماع أمهــــــــــــا هالكم حرف اللي ترددواا .. والتفتت بانظـــــــارهاا وكلهاا امل عيونهـا تصدق سمعهـــا .. ...
التفتت ومــــــــــــاصدقت اللي تشوفهـ .. تعالت دقــــــــــــات قلبهــــــــاااا لهفهـ ..
واهتزتـ معهـاا كل أحـــــــــــاسيس الأمومه فرحهـ تشابهـ فرحة المولود الجديد :
أم سلطان .. سمي يمهـ .. هذا انـــــا جنبكـ ..
كـــانتـ رنـا تبي تتكلم اكثر ومـــــــاقدرتـ ..لأن حلقهـــــا الناشف .. ماأسعفهـا بنطق الحروف .. على طوول .. راحت ريم لأقرب طاولهـ موجودهـ .. وصبتـ لها كاس مويــــــــا وجابته لعندهـا .. حتى تقدر تبل ريقهـا ... وتقدر تتكلمـ
أم سلطان بعطف الأم الحنون : شلونك يمهـ اللحين .. تعبانهـ .. يوجعكـ شيئ ..تكلمي ريحيني ..
رنـــا ومازالت تتكلم بصعوبهـ : بخير ..
أم سلطان التفتت من بعدهـــــا لريم وقالت برجــــاء : الريم ..لاعدمتكـ .. روحي جيبي لهـا شيئ تآكلهـ .. على الأقل تقدر تستعيد طاقتهـا ..وتوقفـ
ريم أبتسمت لخالتهـا : أبشري .. وراحت حطت عباتها على اكتافهـا .. ثواني وراجعهـ ..
أمــــــــا رنــا .. فوقــــــــــفـت عند حرووف أمهــــااا طووويــــــــل ...!!!
وصارتـ تحــــاول تلملم بقايا أحــــــاسيسهـا المكسورهـ ...
حتى تمـــادى فيهـا الحزنـ .. ونزلتـ دمعهـ يتيمهـ على وجههـا الطاهر
ثــــارت معهـا حروف بناهاا الضعف ..:
قلت رنا بأنكسار : وين أقوم يايمهـ .. ورجليني ماتطاوعني .. !
سكتت أم سلطـــــــان بحزن وقلبهـا يتقطع من الداخل تقطيع قالتـ وكلهااا أمل تواسي بها الحروف بنتهـا
أم سلطان : بتقومين يايمهـ ..أن شاء الله بتقومين .. بس رجلينكـ اللحين تعبانهـ ومحتاجهـ وقت حتى تحسين فيهـا ..وترجعين مثل ماكنتي ..
أبتسمتـ رنـــــــااا من بين الدمع لوجهـ أمهـــــــا اللي يحاول يختلق الأعذار ويكذب ..حتى ماتزعلهــــااا : قالتـ والحزنـ هد لحضــــات الفرح اللي عاشتها امهـا .. تكذبين على نفسكـ يمهـ ..ولاتكذبينـ علي .. رجليني لو يقطعونها ماحسيت فيهااا ..
هنـا ماقدرتـ ام سلطـان تتكلم أكثر وتركت المجال للصمتـ يــــآخذ منهااا الكلام ...
لأنها مـــاعادتـ لاقيهـ داخلهاا رد يواسي طفلتهــــاااا ..
وهي تشووف بعينهــــــــــــااااا دمعهـ قهر نزلت من دون ذنب.. أنكسر قلبهـــــااا.. } .. بها اللحضهـ ..
على بنتهـــا اللي صارتـ تشوفها تشكي العجز وهي بزهرة شبــــابهـااا .. طعنها الضيق والألم ..
وأهتز داخلهــــــااا دمع مكبوتـ من أيـــام ..وانفجر فيها صمام الصبر والتحمل ..وحل محلهـ ..
سيل من الدمع شق الطريق على وجههـــا بصمتـ ..
ماقدرت رنـا تشوف دمووع الرحمهـ من عين أمهـــــا أكثر والتفتت بيســـــارهاا عن أمهااا .. وصارتـ هي الثانيهـ تذرف دموعهـــا ..بصمت ..!
بها الوقت دخلت ريم .. اللي حاولت تختصر وقتهااا وتجي بأسرع وقتـ .. ... سكرت الباب من وراهــــا بهدوء .. وبأيدهاا كيس فطاير أقتصدت تجيبهـ حتى يكون أكله سهل وتتقلبه معدت رنــــــا ..
رفعتـ راسها بتكمل بأتجــــاههم وأنصدمت من المنظر اللي شــــــــــــــافتهم فيهـ ... خالتهـــــااا ماسكهـ راسهـا .. تبكي ..ورنـا هي الثانيهـ .. بنفس حالتهــــااا .. بمجرد ماشافتهم بها الوضع .. تأكدتـ بهاا اللحضــات من شيئ واحد
ألاوهو أن رنــــا عرفتـ عن حالتهــا الصحيهـ !
.. ضايقهـــــــا هالمنظر اللي شافتهم فيهـ ..
وحست أنهم بهاذاا كسرواا نصف فرحهـ كانت تبي تكتمل .. نزلت الكيس من ايدهاا ..وراحت باتجاههم ..
وقالتـ بعتب قاصده خالتهــــا : خالتي الله يهديكي .. وشوو له الدمعـ .. ونتي رنـــــااا .. وش صابكم ..!
اللحين ياجماعهـ بدال مانبكي ..وننزف ألم .. المفروض .. نروح نحمد الله على اللي أحنا فيهـ مهمـاكانتـ العواقب
رنـــا رفعت أنظارهـا لريم بيأس وقالتـ ووجههـا أمتلا دمع : ماراح أقدر أمشي بعد كذا ياريم ..!
أنفطر قلب ريم مع هالحروف .. وشدتـ على أعصابهـا ..وغمضت عيونهـا بهدوء تحاول تتمـــــاسكـ بكل مافيهااا
بوقتـ ماحست ان الكل ضعف .. ومابقى غيرهاا ..
قالت بحزم : حاليـــــا يمكن ... ولاكن بعدين أكيد تقدرين ..
رنا : لاتحاولين تضحكين على نفسكـ ياريم .. عمر العجز ماانلقى لهـ دواء ..
ريم بحزم : أكيــــــد ماراح يلقون لهـ دوااء ..دام في نــــاس بدون عزيمه مثلكـ ...
صمتـ أستحـــــل رنـاا بدقايق ضعفـ .. ..وحل محلهـ ..دمع رجع يذرف من جديد ..
ريم بهدوء وكلـ مقصدهــــا تقوي من عزيمة رنـاا الخـاملهـ وماتحسسهـا بأنها شفقانه على حالتهـا
حتى مــــايزيد كرهها للحيـاة .. وتضيع بهذا ثقتها بنفسهاا .. : صدقيني يارنا انتي اللي بيدكـ توقفين من جديد ..
ونتي بيدكـ تبقين طووووول عمركـ مرافقكـ عجزكـ ..
ماراح يكون هالشيئ سهل أأكد لكـ .. ولاكن مع القوه والثقهـ باللهـ .. بتقدرين ...
خليكي أقوى من المرض يارنــــا .. وأقتليهـ قبل يقتلكـ حيهـ ..
مــــاقدرت رنا تستحمل حروف ريم أكثر .. وحطت أيدهــــا بأيد ريم قالتـ بترجي ..
الله يخليكي ياريـــــــم كافي كذاا ... مافيني أستحمل أكثر ..
حستـ ريم بأحساس رنا للحضهـ ... وقررتـ تفكـ أسرها من ضغط الحروف اللي كانتـ تحاول تصحيهـا فيه ..
ريم : بسكتـ .. بس قبلها تذكري .. أن كل منـا معرض لمصيبه بدنيـاه .. وطيحة جسد .. والشاطر فينــــا
اللي يقدر يقوم بعد ماطاحـ ..
أم سلطـــان كانتـ متـــــابعهـ لكلام ريم .. بلحظات وقف دمعهاا ..و
خذاها التعجبـ ..من كلام يطلع من بنتـ .. بعدهااا بسنهاا صغيرهـ ..
أكتشفتـ بريم جــــانب ثاني عمرهـا ماشافتهاا فيهـ .. يمكن لانهاا تعودتـ تشوفهـا بمنظر البنتـ المجنونه لاأكثر !!
أبتسمتـ بحبـ .. وراح الدمع وتلاشى .. وبقى داخلهـا طمأنينهـ .. على وجود شخص مثل ريم على الأقل ..جنب رنااا
!..
...
/
/
بحلول الأيـــــــام اللي راحتـ .. وبعد ماتأجلتـ ملكة رنـا لسبب طبيعي ومتعــــارف ..لاجل غير معلووم ...
سرعـــــــان ماأنتشر خبر الحــــادث اللي صابهــــا بين كل لسان .. .. ومثله مثل أي خبر
بسرعهـ جنونيهـ تلقى كلـ شخص عـــــارف فيهـ .. بس الوضع هنـا يختلف بكونهـ .. تداول اكثر شيئ
بأنحـــــاء العــــــائلهـ ..بكافة الأعمـار ... !
هنـــــاك ببيتـ صـالح (أبو نايفـ ) .. ببيتهـ الضخم اللي كلهـ رحــــــابهـ .. تعكس رحابهـ أخلاق أصحاب ذاكـ البيتـ ..
كــــان قاعد بالصـــــاله الذهبيهـ ..اللي توسطتـ فلتهـ .. قاعد ومن حولهـ عيـــــالهـ ..
بعد نظرات صمت وتفكير : حس بغيــــاب أحد عياله ..وألتفت على زوجتهـ اللي كانتـ على يمينهـ ..
وسألها بأستفهـــــام .. نـايف وينهـ ماأشوفهـ قاعد معنــــا ..؟!
أم نــايف بعد مانزلت كاسة الشاي من أيدها على الطاولهـ قالتـ بغرور : .. مدري عنهـ .. قاعد بغرفتهـ ..فوق
أبو نايف : وليه مايجي ينزل يقعد مع اخوانهـ .. ولامي عاجبته قعدتنـــا ..
أم نايف : والله ولدك مدري وش صاير فيهـ .. من يوم طـــاحت بنت عمه بالمستشفى ونـاحاسهـ أنه مو على بعضهـ .. ومتلخبط عشانهاا ..
أبو نايف بكبر ..: هذا لايكون للحين حـــــاطهاا براسهـ .. ؟!
أم نــــايف : هو مو حاطها براسه بس الا معـــــلق كل اماله فيهـااا ..ويبيهاا للحين
أبو نــــــــايف بعصبيهـ : أقرب له نجووم السمــــــا يـآخذهااا .. هذا انجن ولاصار لعقله شيئ
أم نـايف : انت اللي حطيتهــا براسهـ .. وأنت اللي عليكـ تطلعهاا منهـ
أبونــــايف : .. كل شيئ راح مع وقتهـ .. وقبل غير واللحين غير ... قبل كانت بصحتهـا ..أمـا اللحين
مي الا وحده مشلوله ..مالها حول ولاقوه . وش يبي يقول عني النــــــاس .. أكبر عيـــال صالح الـ ..
متزوج وحده مشلولهـ ..
شــــــادن بعد صمت قالتـ بتأييد : صـــــــادق أبوي .. انا مدري وش اللي يخلي نايف
يفكر بوحده معـــــــاقه ..!
صحيه يبهـ .. لاتخليه يآخذها
زادتـ حروف شـــادن من ثورة أبو سلطــــــان ووقفـ ..
مــــاأكون صـــــالح ..أن خليتهـا بباله دقيقهـ .. ووقف وكله عصبيه .. ومشى بأتجاه الدرج ..
بخطوات عجولهـ وعيونهـ كلهـــــا شرار .. راح لغرفهـ ولده نـــــايف .. وبدون مايطق الباب .. دخل
بنفس هايجهـ .. على نـــــايف .. اللي كــــانـ قاعد على سريره ومريح ظهره على أحد الوســـــايد ..
وسرحــــان بالتفكير ..وبين أصبعينهـ ..زقارهـ .. يشفظهـا بشراهه ويرجع ينفثهـا بأنحاء الغرفه
دخل عليهـ أبوه بشكل خلاه يفزع للحضات .. ..ويثير معه أستغرابهـ ..
أبونــــــايف وصوتهـ كلهـ غضب : أنت وش يقعدكـ هنـــــا ... ليش ماتقعد عند اخوانك تحتـ ..
نـــــــايف ببرود : واللهـ اناا حر .. أقعد بالمكان اللي يعجبني ..
أبو نايف : حر لاصــــــار بيتـكـ بروحكـ .. وتقعد تسوي فيه اللي تبيهـ
نايف بأستخفاف : شلون يعني .. الواحد بها البيت مايآخذ راحتهـ ..
أبونـــــــــــايف : الراحه شيئ .. والأحترام شيئ .. لو انت مثل أخوانكـ ..كان قدرت وجودي
وجيتـ تشوف أحوالي ..ونا اللي لي أسبوعين ماشفت وجهكـ ..
نايف بصبر :هذا انتـ شفتني .. خلصتـ ..!
أبونايف ومتنرفز من أسلوب ولده اللي عمره ماتعدل ..:عدل أسلوبكـ معي ..انا أبوك اذا كنت ناسي هالشيئ
نايف : ومو طــــايق احد .. وبدى يطفح به الكيل .. طيب فهمت .. غيره ..
أبونـــــــايف ومكمل : وبعدين وش اللي تقوله امكـ .. لايكوونـ ..أنت للحين تبي بنت عمكـ وتفكر فيهاا!
نـــــــايف : بتحدي .. بنت عمي لي ومحد مـــــآخذهاا غيري ..
أبو نايف : بتحدي اكثر : أسمع عاد كلامن يآصلكـ ويتعداكـ .. البنتـ هذيكي واللهـ لو مايبقى غيرهـا بنت
ماخذيتهاا .. طلعهاا من راسكـ .. واختصرهاا علي ..
نـــــــايف وبدى يتنرفز من أسلوب أبووه اللي كلهـ امر : شال نفسه من على السرير
..ووقفـ وقال وعيونهـ كلهـا غضب : وليــــــه اللحين ماتبيني اخذهاا .. مو هاذي البنت
اللي قعدت فوق راسي حتى آخذهـــــا .. موهاذي البنت اللي بتقربكـ من عمي .. وبتخليكـ ..أقرب..
للنصب عليهـ . وسحب كم قرش من الشراكه معهـ .. مو هذاا كلامكـ .. ولاانا غلطان ولاناسي.. ياأبوي العزيز ..؟!
أبو نــــــايف ويسوي روحه مو هامه هالكلام : انت مو شغلكـ .. ومالكـ كلام معي ..
انت عليك تحط لسانك بحلقكـ ..وتنفذ اللي أقول وبس ..
نايف بأبتســـــامه أستخفاف : واللي يقولكـ .. أني ماراح آخذ غيرهــــا .. وأعلى مابخيلكـ أركبهـ ..
أبونــــــايف .. بعصبيه وهيجـــــان : قل الي تقولـ .. لكن وعد مني ماأكونـ .. صالح ..ان خليتكـ تآخذهـــا
ماسمح لولدهـ يتكلم اكثر .. وطلع وسكر البااب بقوه ضــــاربهـ .. تسوي قوة وشدة غضبهـ ..
/
/
تعـــــافت رنـا صحيا بمرور الأيـام اللي مرتـ .. وأستعادتـ جزء بسيط على الأقل من صحتهـا حتى خلا الدكـاتره يأذنون لهـا بالخروج .. ويسمحون لهــــاا تعـاود نشاطاتـهـا بشكل طبيعي مثل مــــــاكانتـ
بكل شيئ .,,’ الاشيئ واحد زاد عليهـا ..ألاوهو الكـــرسي اللي بيضل يرافقهـا مسيرة حيـاتهـا .,..
من وقت ماطلعت من المستشفى كــــانتـ بالفعل جسد عايش بقلب ميت .,. كـارههـ نفسهـا واللي حولهــا
أحساسهـا بطعم الفرح تلاشى ..وحل محلهـ خيبة امل بالمستقبل ,’ بالتفـاؤل .,’ بكـــــل شيئ ..
كــــانتـ بغرفتهـا قافلهـ على نفسهـا وهـاذي حالتهـا من يوم صابها اللي صابهـــــــا ,’,
مي راضيه تتقبل وجود احد ,’, ولاتتحمـــــل حتى تشوف نظرات أمها وأبوها اللي مليــانه شفقهـ
أنكســــار ... كسر كلـ ذرات التفاؤل والامل ,’ وتركـ كل المجـال للتشـاؤم والملل
قــــــاعده على سريرهـا ومغمضهـ عيونهـــااوشريط الذكريــــات مازال يدور براسهــــا
بجميع مراحل حيـاتهـا .,’ ومالهـا منديل يواسي غير الدمع ؟!
أنطق الباب عليهــا بشويش .. وبملل انزوت للصمت ورفضت ترد ...
فتحت ريم البـــــاب بدون ماتنتظر رد وهي متاكده ان رنـا موجوده وكالعاده تدعي النوم ..
ومطنشه وهاذا اللي بالفعـــــــل صار ..!!
دخلت بخطواتـ هـــــاديه .. وشــــــافت الغرفهـ كلهـــــا سواد ومظلمهـ ..ومافيهـا الاضوشمس الظهر
متسلل مــــابين الستاير بشكل خفيف ...
التفت بعيونهــــا للسرير الموجوده فيه رنــــا ...
وشـــــافتهـا مثل ماهي عليهـ كل يوم .. ملت من كثر ماتشوف رنـا بها الحال ..
وملت من الضعف اللي تشوفها فيه ..وكأنها مي صديقتهـا اللي عرفتهـا من سنين ..
أنســـــــانه كارهه الحياة بكل ماتحمله الكلمهـ من معنى .,’, حتى جسدهــــــــاا أنسل وضعف اكثر ..
وخالهـا وخالتهـا مولاقين لهـا حل رغم محاولتهم الوفيره واللي كلهـا بائت بالفشل ..
هنـا قررت ريم تحـط حد ..للي قاعد يصير .,. كـافي صبرت وسكتت على حالتهــــا كم يوم
مراعاة لمشـاعرهاا وان بعدهـا ماتأقلمت مع جو البيتـ من بعد غيبهـ .!
راحت ريم بخطواتهــــــا لعند الستـــــاير .. وفتحتهــــا كلهــــــــااا مع النوافذ .,’
حتى توزع ضو الشمس وأنتشر بكـــــــل مكــــــان ..
بعد ماحست رنا بوجود ريـــــــم .,’ وبحركتهـا اللي نزعت عليهـــــــا جوهـا الهادي اللي يناسب
ضيقتهـا ويريح نفسهــــــا .,’
رنا بأنزعـاج من تصرفـات ريم وهي تحـاول تحط أيدهـا على عيونهـا حتى ماتشوف وجه الشمس
اللي بدى يزعجها: قالت بأندفــــــاع : ريم ..وش قاعده تسوين أنتي ..
ريم ومطنشهـ كلمــــــات رنا ..ومكمله طريقهـــااا ترمي كلـ الصور والذكريـات على الأرض
اللي هي كـانت أكثر سبب رئيسي يزيد عليهاا تعب حالتها النفسيهـ ..
شالت كل الصور والاوراق بفوضويه وبدون تنظيم ..وحطتهـا بأحد الدروج ..
ومن بعدهــــــا اتجهت لرنـــا وشالت الغطى عنهــــا ..
وقال بصيغة امر .. يالله قومي
رنـا بعصبيه حاولت تكتمها : ريم اتركيني بروحي ومالكـ شغل ..وبعدين بأي حق تدخلين غرفتي
بدون أستئذان وأنا نفسي ماسمحت لكـ ..
ريم بصبر : رنــــــا لاتنرفزيني اكثر ..وقومي بلانقــــاش ..
رنـا بأصرار : مالي خلق أقوم .. مرتاحه بالقعده كذا ..
ريم بعصبيه : أي راحه اللي تتكلمين عنها ونتي محشووره بين أربع جدران مقـابلتهم 24 ساعه
وعجزتي تملين منهم ..
رنا وبدى ينفذ صبرها: ريم لاتتكلمين أكثر لأني مو طايقتك ولاطايقه أشوووف احد أبدااا ...
ريم : مو لازم تطيقيني ولاتتحمليني .. وأن قلت لكـ انزلي مو عشاني ولاعشان أحد غريبـ ..
يختي أنزلي عشان خاطر خالي وخالتي اللي مقطعين روحهم حزن عليكي ونتي ولاعلى بالك
رنــــا : محد له علاقه فيني .. واللي يبيني يجيني لهنــــــا ..
ريم وتحاول بكل جهدهـا توصل معهااا لحل : طيب مولازم تنزلين .. على الأقل ..كولي شيئ ..
كلميهم شوي .. انزلي ثواني بس خليهم يشوفونكـ .. ويحسون أنك صرتي بخير ويرتاحون ..
المسأله مي معقده للدرجه هاذي
رنـــا : مـأبيهم ولاأبي أشوووفهم ..ماااااااني محتااجهـ رحمة أحد .. ولانظرة شفقه من أحد
ريم .. بنت لايصير تفكيرك كذاا سطحي وتصيرين حساسه أكثر من اللازم .. رحمة أبوكي وأمك
شيئ طبيعي على بنت مريضه ..ومو مقتصد بهذا .. لمرض أساسي ..لو يشوفونكـ مزكومه اوملوزه
أنجنوو وسوو لكـ سالفهـ وخافوا عليكي وناظرولكـ بنفس هالنظرهـ ..
رنا ودمعهـ خنقت حنجرتها : لاتحاولينـ فيني .. لأن عمركـ ماراح تحسين باللي احس فيهـ ..
ريم بعد صمتـ .. صدقيني يارنا ..مشكلتكـ أنتي مو برجليكي .. مشكلتكـ بذاتكـ ونفسيتكـ ..
رنـا بعد ماضايقها كلام ريم اللي حسته أهانه لهـا : قالولكـ جنيت .. ولاصار لعقلي شيئ
أحترمي نفسك ولاتحاولين تتعدين بكلامكـ ..
أبتسمت ريم بأستخفاف وهي مكتفه يدينهـــــــا : مو قلتـ لكـ مشكلتكـ بنفسيتك وحساسيتكـ .. هذا انتي فسرتي
كلامي غلط .. وعلى عقلكـ ..
رنـــــــا : مو شغلكـ ..واطلعي من غرفتي مابي اشوفكـ اكثر
ريم : ماراح اطلع اليــــــن ماأخلص كلامي .. وأفهم عقلك المريض
رنـــــا بعصبيه أكثر : ريم اطلعي براااا
ريم ومطنشه نهائيـــــــا عصبية ونرفزة رناا .وواقفهـ بكل هدوء تتكلم ..
أنتي لايكون صدقتي روحكـ ..وبتظين طوول عمركـ كذاا .. عاجزه عقلياا قبل ماتكونين عاجزه حركياا
هي اصحي من اوهــــــامكـ ..وأصحي لنفسك .. قبل ماتموتين بالحياة ...
وأيش يعني رجولكـ ماعادتـ تتحركـ ... ناس غيركـ .. طاحو بمستشفيات من امراض خبيثهـ ومميته
وبقى يحاااربوون عشانهـــا .. ويتغلبون على المرض ..ونتي قاعده على سريركـ ..
تنتظرين الموت يجيكي ..
رنـــــا دمعت عينها وحطت أيدينهاا على أذانها ماتبي تسمع اكثر .. وصرخت باعلى صوتهــــا
عمرك مااااراااح تحسسسسسسسسسسين فيني لأنكـ متبلدة احساس ..
ماعندك غير تجلدين بحروفكـ بدون تفكير
سكتت ريم مصدومه من كلام رنا ولاكنها مازعلت كثير لأنها مراعيه نفسيتها : :
قالتـ .. مشكووره ماتقصرينـ .. يجي منكـ اكثر .. وفعلا يمكن أكون متبلدة احســــاس للأسف
وتاركهـ كل الاحساس لكـ ..
طلعتـ ريم برا الغرفهـ .. وتاركهـ صفعه بسيطه لرنـــــا ..لعل تصحى من بعدها ؟!
/
راحتـ ريم بخطواتهــــا بعد ماطلعت من عند رنا متجهه لجنــــاحهـا ونفسيتهاا مزداده سوء
بعد الكلام اللي صار بينها هي وياهـــا ..فتحت باب الجنـــاح حقها ..ومن بعدها دخلت بخطواتـ
هاديهـ .. وصارتـ تتلفت بعيونهـا حتى تأكدتـ ان سلطان موموجود ..وتوقعتـهـ بأغلب الظن
يكون قـاعد عند أبوه تحتـ ...
بعد مادخلتـ .. لجنــــاحهـااا اللي كـــــان مدموج من كلـ لون ومعطي فخــــامهـ راقيهـ لمنظرهـا
توجهت للصـاله المتوسطه الجنـــــاح .. حتى قعدتـ على كنبه سوداء طويلهـ تعودتـ تقعد فيهـا ..
أرخت جمسهـــاا بتعبـ ..وصارت .. تحاول تطرد التفكير عن اللي صار من مخها ماتبي تفكر اكثر ..,
لأن كافيهاا اللي فيهـا ومو متحملهـ اكثر .,’,
جسمهـا كان ينبض من كــل أتجـاه .. وشبه خامل ..
ومعدتهـا مي قادره تتقبل أي نوع من الأكلـ .. مهمـا حاولتـ .. !
بعد ماحست أنهـا هدتـ ...
للحضـاتـ ..خذاهـا التفكير لعـالم ثاني .,’,. عـالم بعدها مجهولهـ تفاصيلهـ ..
كانتـ تحس بلحظات من تأنيب الضمير على نفسهـا لان بعدهـا ماحطتـ خبر عند مخلوق بالطفل
الموجود داخلهـــا ...وبعدهاا مي قادره تتشجع وتعلن هالشيئ اللي بعدهـا مي متقبلتهـ .
بلحظات .. حطتـ أيدهـا على بطنهـا وكأنهـا تبي تحاول تتلمس بعض أحاسيس الامومهـ ..
لعل قلبهـا يحن شوي .,. وتقدر تتكلم ..!
أطلقتـ زفرة تعبـ من انفــــــاس محتارهـ .. وظلتـ صامتهـ ..حتى حستـ معدتهـااا رجعت للموال
اللي بين الدقيقهـ والثانيهـ يرجع لهــــاا .. أزدادتـ التقلبات بمعدتهـا .. حتى حطت أيدهاا على أفمهاا تحاول
تدفع الأستفراغ للداخل ومايطلع .. ماقدرت تصبر اكثر .. وراحت بخطوات عجوولهـ .. لأقرب مغسلهـ موجودهـ .. وصارت تستفرغ بشكل متكرر .. وجسمهـــا ينزف عرق .,’, ودموعهـــــا تذرف مع كل
قرصة ألم تنتــــابهاا .. جسمهـا الضعيف ماكانـ متحمل ولذلكـ كان ضغط الحمل عليهـــــا أكبر .,’,
لحظـــات وبدتـ ترتاح .. بعد ماحستـ .. أن خلاص مـاعاد بجسمهـا شيئ تستفرغ فيه ..
شدت بأيدينهـا على المغسلهـ .. وبعض من خصلاتـ شعرهــــا كانتـ طايحه بشكل مهمل .,,
حست شوي شوي بدى ينتظم نفسهـا ..ورفعت راسهـا حتى صارت تناظر لنفسهـا بالمرايه اللي قدامهـا
وعيونهـــــا كلهـا فراغ .. ودمع خايف !..
تمت تطالع نفسها وكأنهـا تحاول تلقى نفسهـــــا بين ثنايا وجههـا اللي أنتـابه بعض الذبول .,’
وأمتلا صفره .. نزلتـ راسهـــــاا ..ماتبي تفكر أكثر .,’ وفتحت صنبور المويـا على اعلى شيئ ..
وصارتـ تشيل بين راحة يدينهاا قطرات من المااء .. وتنثرهـا على وججههـا بشكل متبعثر ..
أنتهتـ .. وجابتـ منشفتهاا الصفراء ..وصارت تمسح وجههـا ..وعيونهـا ومتجهه بخطواتهـا للصـــاله ..
طلعتـ وأنصدمت لمــــا شافت سلطــــان موجود .. وقاعد بكل راحهـ على أحد الكنبـــات ..
صـامتـ مو منتبهـ لهـا : !!
ريم بصدمه : سلطـــــــــــان ؟!
//
//
هنـــــــــــاكـ بعيد بأحد المقــاهي الشبابيهـ اللي أمتلت ضجه من كـــــــل شكل بأصواتـ الشباب العـاليهـ
والزحمهـ مغطيهـ المســــاحاتـ الموجود بالممراتـ .. وريحة دخان الزقاير مع المعســــــل .,’,
معطيــــه بخور من نوع خاص بأنحـاء الصالهـ .,’ .. وكـل منهم قـاعد بالطريقه اللي تعجبهـ .’,
ونـاس تسولف .,’ ونـاس تلعبـ .,’,, وكــــلن واخلاقه ؟!
هنـاك كان قاعد على احد الكراسي الموجوده وقدامه طاولهـ .,’ على جنبها جراك معسل .,’,,
وفوقهــــا 4 جوالاتت من كل نوع .,’, والأرقام مرتبه فيهاا على الشكل اللي يحبهـ ويرضي مزاجه !
.,’ دقت احد الجوالاتـ .. ناظر الشاشهـ ومن ثم أبتسم ..
فهـد بترحيب حار : هلابووووووو .,’,,
.. : : هلابكـ اكثر ..
فهد برومنسيهـ : فديت انا هالصوتـ وراعيهـ .. ..
شادن بخجل مصطنع : تســـــلم ..
فهد : وين النــــــاس أشتقنـا للحبــــايب .. يافديتهم ..
ضحكت شادن بغنج وقالتـ : يويو .. مو قلنــــا أخوانـ موحبايبـ .. وكلن له مصلحته والسلام ؟!
فهــــــد بصوتـ كله حنان .. : مو بيديني.. اللي من امثالكـ يجبرون قلبي يحن لهم ..
شـــــادن : فهوودي خلاااااااااااص عاد ..
فهد : .. روح فهــــــد تحت امركـ .. تكلمي ؟!
شـادنـ : أبتسمت شادنـ .. طيبـ خلينا شوي من هالكلام وخلنا نتكلم جد ..أنا لقيت طريقهـ !
فهد : اللي هي ..؟
شـــــــادن : شوف .. أنا قلبتها براسي شوي .. وشفت أن ريم من الخامه الثقيله شوي ..
واللي ماينجاب بغبـــــاء .,’ ففكرت فيها شوي وقلت يبي لهـا شيئ كبير شوي حتى يهز ثقة سلطـان
فيها للأبد .,’ ويرميهــــــــــا !!
فهد : مــــافهمتكـ ..؟!
شادن بخبث .. يعني أقول .. أنتـ ولد .. ويعنيييييي !!!!
فهد بببرود : قصدك أعتدي عليها مثلا ؟!
شادن : لالالا .. مافهمتني مضبووطـ ..انا أقول .,’ انتـ ولد ويعني تقدر تدبر لكـ شقه حلووه
من الشقق اللي طايحين فيها العزابـ ..أووو ..
فهد بعبيصه وأندفااع : تبين أرمي البنت اللي أبيها بيدين وصخين بكل بروود ..
حست شادن بعصبيه فهد وخافت .. قالت تبي ترقع .. لاااا ..انا أقصد تكون معهــــا..تحميها يعني ..من بعيد ليا بعيد .. وتضبط لها كم صووره وانتهينــــــا ..وكلـ واحد منـا يآخذ اللي يبيهـ ؟!! ..
فهد وكأنه للحضات أقتنع : اممم .. يعجبووني الدواهي
ضحكتـ شادن بفخر : وقالتـ .. ومن كم نستفيـــــــــــد ..
فهد بخبث اكثر : ونتي ماودكـ تجين معهــــا .. تحميني يعني .,’,,
شادن بأستخفاف : هه .. ضحكتني .. حلم أبليس بالجنهـ ..
فهد بأبتسامه بانتـ مع أفكاار ماكرهـ : اووكي بس ..فات عليكي شيئ نسيتيهـ ..
شلون بتقدرين تقنعين ريم تجي ..؟
شادن وأبداا مافاتت عليهـا : أفـا عليك ..ألطريقهـ عندي ..انت بس ضبط الاوضاع وخبرني ..
ضحك فهد ضحكهـ عاليهـ وقـال .. احبـــــــكـ ..
شادن ومستغربهـ من هالضحكهـ : أووكي ..نسكر على كذااا ..
فهد : وماازال يردد : احبـــــــكـ ..
سكتت شادنـ وبان على طرف ثغرهـا أبتسـامهـ : باي .. وسكرتـ ..
سكرتـ الخط .. وفهــــــــــــد .. رجع يضحك بجنون أكثر ..
وكأن جننوون صـــــــابه ؟!!
،
،
،
أنتهـــــــــــــــــــى ..