بغيب " عنك " كثر ماكنت .. بايدينك
مســـــاء موحش وبـــارد...].. والهواء مجنــــون !... والقلوووب بعـاد ...!
مرت ليالي الآغتـــراب .. بساعاتهاا .. بدقــــايقهاا وثوانيهـــــااا ...
ومازال كلن على حاله ... طــايح كسير الحظ ! وظروف الليالــــي ...
تمـــــادى هالهــــم والظيق وآجتــــــــــاح الوجود حتى خــــــــذى من طبع الشتاا
القسا ...وقل آلدفـــــااا..والخوف !
آلخـــــوف آللي كــــان له كل السيــــــاده على نبضهم بآيــام آصبح آمن البشر فيهاا قليل !..ونادر
ضــــــاقت شوارعهــــا وآرضيهـــااا هالرياض .. فيهم !..
وضـــــــــــاقت قلوبهم من مرار آنتظــــــار ... وحلم .. وفراق !...
آلفـــــراق اللي مــــــــازال باقي !... وراح يبقى !!...
وقفت تـــــاركه جدتهـــا وراهااا بعد ماشافت جوالها يدق عليهـــــاا .. وقفت .. حتى مشت بعييد
ومن ثم ردت ..!
ريم .. هلا رنــا
رنــــا وصوتهـــا كله ظيق هي الثانيه .. هلا ريم
ريم وتنتظر رنا تتكلم !.
رنا بلهجه جديه وينك فيه اللحين ... ؟
ريم بخوف من طريقة رنا بالكلام بالبيت .. ليش ؟!
رنــــا : مو عشـــان شيئ بس بغيت آعلمك بحاجه قبل ماتعرفينها من غيري وتنصدمين !
ريم ورجعت دقات قلبهـا تتعالى : رنااا وش صاير ..؟!..
رناا : طيب آهدي ..وراح آقولك
ريم وآعصابهـــا قربّت تتلف ...!!!
رنــا : سلطــــان
ريم بخوووف أكثر .. ! وشفي
رنــــــا: بعـــــد صمت ... خطب !
.....................
كـــانت كلمهـ ولاكن الله يعــــلم بآن كل حرف فيهــا كان مثل السكين اللي ينغرز بآحساسهاا
اللي مـــاعـاد فيه يتحمل آكثـــــــــــر .....
صمت !... وقلــــب آغتالت آمانيهـ حفنات البشر .. وصوت مــــــــات بمووتهـا من كلمه ! .....
آحســـــاس صعب فوق أبجديات الوصف تمـــادى فيهــا من كل آتجــاه ...!
ووقف قدام غــــيرة آنثى عشقت حتى آخر عرق احساس فيهـــــا وآهدت الحب بعطى
ومـــــــــــاجنت منهـ سوى الكسر ... والظييم ... وغصات الحب رغم الآلم !...
آنثـــــــــــى وهبها الله قوى وخــــارت قدام ظل آنســــان حبته الحـــب الل ماحبتهـ لبشر !..
وش بعــــد باقي فيها يحتمل وآخر فتــــافيت الآمل طاح من يدينهااا وماعاد باقييي !!
بآنكــسار غمضت عيونهاا الثنتين اللي بدت تفقد تركيزهاا
... ومسامعهاااا بدت تبرمج كل حرفن وصلهااا ....!
آرتجف كل مـــافيهااا ... من كل صوت .... وكل قوه ! .... حتــــى ماباقى غير الضعف !
صمـــت وجنون عاطفي آهتز داخلهاا ...
وآهتـــــزت ... آهتزت آلهزه اللي قضـــت على نصفها آلحي ....
طاحت وطاح اللي بآيدهــــــــــاااا .... بعد ماتلاشى فيهاا كل الصبـــــر وماعادت القوه هنا تسعفهاا
تكمّل....
طـــاح جوالهاا الآسود على الآرض اللي حظنت وقفتهاا... وطاحت معــــــــــاه !
طاحت على الآرض برجليــــن عجزت توقف فيهم أكثر ...!
رنااا بخووف بعد ماسمعت صوت آرتطام جوالها بالآرض : آلوو ..ريم .. وينك ؟ !
ريم وبعدهــــااا قواها متبعثره على الآرض ومي قادره تتمــاسك .... والدنيــــا حولهااا
مازالت تلف وكأن الآرض اللي قاعده عليهاااا مي قادر تثبت فيها وتشيلها ...
تعكرت الرؤيهـ حتى مــاكانت تحس بشيئ سوى السواد اللي بدى شوي شوي يغطى على عيونهااا
ويخنق الشوف ...
بصعوبهـ رجعت مسكت الجوال بعد ماحست أن الضغط والدوران حولهاا بدى يخف
ريم بصوت كله تعب ويلقط آنفاسهـ .. : رناا بعدين اكلمك مشغوله اللحين .. وسكرت على طوول ...
حطت جوالها على الآرض وحاولت من جديد توقف على رجلينها على الآقل حتى تتحرك من المكان
اللي هي فيه وتقعد على الكنب الموجود وتستريح آلين مابآقل الآحوال ترتاح آعصابهاا
وتقدرتشوف اللي قدامهااا ...
حاولت توقف ولاكـــن هالمره ماقدرت ! ورجع عليهــا نفس الظغط اللي صابهاا من خمس دقايق
ولاكن بشكــــــــــل آقوى خـــــــــــلاهاا تفقد آحساسها بنفسهـــا وتطيح على الآرض من دون آدنى حركهـ !!
طــــاحت على الآرض من دون ماخليه فيهــــا تتحرك ومابقى فيها سوى آنفاسها ...
فيصل ولد مهــا اللي كان يلعب بالحـــــديقه وجــاي ..دخل الصــــاله اللي كــــــانت فارغهـ من وجود
آي آحد سواهــــــــــــــــااا...
طاحت الكوره من آيده لماا شافهاااا وبخطوات طفوليه بريئه صار يركض لهــــــــــاااا بخووف
صار يهز كتوفها وينادي خالتوو ليم .. خالتوو ليييم دومي دومييي ...
ينـــــاديهااا وهي من دون صوت ولاحتى حركهـ حتى قلبه الخـــــايف آزدادت دقاتهـ ....
وآرتبك ببراءه مايدري وش يسوووي ...
ببراءة طفــــــــل وقف مبتعد عنهـــــااا وهو يركض يناديهم ...
وبمــاأن الدور التحتي ماكان فيه آحد ..صار يركض بالدرج ينــــــــادي آمه وخواله ....
آول غرفه كانت قدامه غرفة خاله ياسر . دخل عليها من دون تفكيييييير
وعيونهـ الواسعه مازالت مغترقه بالدمع اللي سال على وجهه الطفوولييي ..
وصوته على ماهوو يردد ... خالووو ليييييييم خالووو لييييييم
يــــــاسر ونواف اللي كان كـــــل منهم قاعد بغرفة ياسر نفسها ....
دخل عليهم فيصل بها الشكـــــــل حتى فز قلب ياسر بخووووف
وخصوصا لما شاف دموع فيصل .... وشفيها ريم ؟
فيصل خالتوو ليم ماتت .. ماتت ...
وقف ياسر مفجوع .. وش قاعد تقووول .. وينها ريم !
فيصل ومازال يبكي بخوووف .. تحت
فورا ياسر طنش فيصل وصار يكلم نواف ... خلني اشووف وش صاير عن آذنك ..
نزل يـــــــــاسر بعد ماترك نواف وحده ..
واقف بحيره .. بعد ماسمع آسمهـــــا من جديد ....!!!!
لحظة خووف.... وشعور كله آرتبــــــــاك لامست آحاسيس آنســـــــان كـانت ولازالت
تعني له البنت الكثير !
مـــاتمنى بها اللحظه آلايكـــــون ولو حتى من ضمن آهلهاا ويتطمـــــن عليهااا
مو مهـــــم آلأهم تكوون بخير !
نزل يـــــــاسر اللي كان نازل من الدرج بخطوات سريعه ... وشــــــافهاا على الآرض ..!
بسرعه جنونيه راح لهاا وهو يحاول يصحيها بآيدينه اللي صارت تضرب خدودها بشويش حتى تصحى
وفيصل من فووقه مازال يبكي بخوف طفل ومستمر ينادي ... خالووو ليم ماتت ... خالوو ليم ماتت
كـــــانت دقايق وكل من بالبيت حس بصراخ فيصل اللي ماوقف ... وآلتمووا حولهــــــااا بخووفـ !
ومعهاا شالهـــا ياسر اللي قطع حدة الموقف وآسعفهــــا ...!
/
/
/
بالمستـــــــــــــــشفى !
كـــــانت خطاوتهـ تمشي بممرات الآقســـــــام الطبيه ....والمرضى من حوله من كل آتجاه وكلن وعلته !
قرى اللوحه المطلـــــوبهـ وعرف أنه وصل للمكـــــان اللي طلب منه الشخص يشوفه فيه ....
عند البوابهـ .. ناداه شخص بحدود الخمسينات من عمره ... أخ سلطان ..
آلتف سلطــــــان له بعد ماكان واقف يدور الرجــــال اللي يبيهـ .. آلتفت وشـــــافه ..
وعرف فورااا آنه هذا الرجال اللي طالبه ...
آبو فهـد بعد مامد آيده مصافح : معكـ عبد العزيز عبد الله الـ ...... (آبو فهد )
سلطــــان وعيونهـ تناظر بآبو فهد وكلهــا شكـ وحيره : سلطان بعد ماصافحه تكلم ... حياكـ ياآبو فهد ...
..ثم تكلم بعيون محتاره .. شايف انـا هالوجه بس مو ذاكر وين ..؟!
آبتســـــم أبو فهد له ثم قال ... آكيــــد بزواجك ...
سلطان ؟!.. زواجي .... يمكن !
آبوفهــــد : آنــــا زوج خـــــالة (حرمتك)
فوراا فهــــــم سلطـان عليه وتذكر الأسم ... آبوو(فهد) .. !
وكـــأنه رجع على طوول بالذاكره ... وتذكر ان هذا أبوو فهـد ولد خـالة ريم ووشلون ينساه !!...
سلطان رغم آن هالرجال يعتبر أبوو رجال مايطيق سيرته الا أ نه قابله بترحيب وخصوصا
لما قرى بملامحه الطيبه !
هلا وغلا حياك ... معليه العتب على النسيــــــان لاتواخذني ..
آبوفهـــد : هلاوغلا فيكـ تسلم .... ولاشدعوى عـادي ونا آبوكـ ...
سلطــــان : آلا... ســــــم .. ماقلت لي وش بغيتني فيه ؟!
آبوفهـــــد بعد صمت .... مـــايخفاك ياسلطان الليله اللي ولدي فهد سوى فيها الحــادث مع بنت جماعتكم !
صمــــــت بادله صمت .. وحيره أكثر .. !
آبو فهـــــد : ولدي كــــانت آثار الصدمه عليه شديده حتى دخلته هالحادثه بغيبوبه ماصحى منها الا
من كم يووم وطلب مني بآصرار يشوفك ؟!
سكت سلطـــان عند اللي سمعه ...! كان يدري بالحـادث المروري اللي صار لبنت عمهـ ولاكن
عمره ماسأل بالكشوفات عن آسم الشخصيه اللي كــانت معها ولاأهتم بهاذا ...!
من دون مايرد ... تكلم أبو فهـــــد ... ولاعليك أمر أدخل الغرفه هاذي ... هي قدامكـ .....
سلطـــــان برزانهـ كـــــــان صامت من دون مايسأل أكثر !
ومن دون رد مشى بخطوات ثقيله ...
ثقيلهـ تنـــــاسب ثقل شخصيتهـ ... والآفكار داخله هنا ابتدت تضارب نفسها ... !!!
بها اللحظه كـــانت خطواته تبي تدخل الغرفه ورجع آبو فهد آستوقفه من جديد
ولاكن هالمره آستوقفه بعيون كلها ترجي ثم قال : تكفى ياسلطـــان سامح ولدي ولاتضيقهاا عليه
زود ماهي ضايقه !
فضول زاد على فضول !!...
ولمعت الدمع اللي شافها بعيون آبوو فهد زادت خوفهـ من أحساس مجهول...!
خووف من دون مايدري مصدره ايش!!... ذبحه التساؤل حتى عجز يرتاح وهو مصمم
يفهم وش اللي قاعد يصير ...
دخل سلطـــــان بهداوه ! ... حتى حظنت خطواته آرضيــــــــة الغرفه آللي آصبحت ريحة الموت فيهاا أقربـ !
دخل وعيونهـ آصبحــــــــت تراقب جســـد مـــاتت آبجديات الحياة فيهـ!!...
جســـــد ملقى على فراش آبيض بــــانت تفاصيله ولاكن مابانت فيهـ ملامحهـ !..
وقف ... وهو يشوف نفس الولد اللي آلى هاليـــوم يذكر ماضيه ... معهاا ..!
أقترب بخطواته .. حتى وقف جنب السرير اللي يشيل فهد ...
كــانت ثواني وهو يشوف وجهه فيه !... ولوووكــــــان أبوه ماقال له أن الشخص الموجود بالغرفه
فهد أن كان صعب عليه يعرفه !
كل ملامح وجهه آختــــــــفت من بين جدران المرض اللي كانت مغيره صورته !...
رغم كل اللي صار الاأن آبى قلب سلطـــــان الا الشفقه الآنســانيه
والرحمه على روح شـــــــاب كان بيوم بزهرة شبابه وصحته
تكلم بعـــــــد صمت ... الســــلام ..
حس فهــــد بالصوت يوصل مسمعه حتى بصعوبه صار يحاول يفتح عيونه اللي آثقلهاا الآنتفاخ
والكدمـــــات ... فتحها وشاف قدامه سلطان واقف ورجع غمض عيونه وصار يتمتم بنفس متعب
آللهم لك الحمد .. !!
مـــافهم سلطـــان حاجه ولاحتى تكلف يسأل .. مـــاتشوف شر آن شاء الله ..والحمد لله على سلامتك
فهـــــد : ودمعه نزلت من عينه بحرقه وهو يسمع صوت سلطـــــــان يتحمد له بالسلامه
وهو اللي مايتســــاهل ربع كلمه بعد اللي سواه فيه وبحيـاته .....
فهد بظيق ... ماأستاهلها ياسلطــــان لاتقولها ..
سلطان ..؟! .....
فهــــــــــد ومازال يتكلم بصعوبه : ياليتك دخلت علي وبآيدك سكين كـــان آرحم على قلبي من هالكلمه !
سلطـــــــان : ...... ومازال ساكت ينتظر يسمع من فهد اللي يبيه فيه !
فهـــــــــــد ... عـــاديتك .. وكســـــرت حصون بيتك ... وسيّرت رغباتي على زوجتكـ
بطيش وغباء وتتهوو
نسيت نفسي ياسلطان وغرتني دنياي ...!
سلطـــان وكل ظنه فهد يقصد الماضي قال بعد ماحط ايده على كتفه ...
آرتاح ونا أخوكـ .. وآذا كنت تقصد بها الكــــــــلام ماضي فمـاعليك شرهه فيه ومسامحكـ ...
فهــــد والظيق يزداد اكثير داخله كل ماسمع ردود سلطــــان اللي تغلب عزمه على البوح ...
فهــــد .... تســـــامحني على آيش ياسلطــــان ...ونت مو عارف ماجنت نفسي بحقكم !...
تســـــــامحني على وصـــــاخة نفسي ... ولاعلي آفعالي الرديه ..
رفع سلطان حـــــاجبه بآستفهام : مـــافهمت
فهــــــــــــــد : وعيونه بدة تستبيح الدمع تكلم .... راح آفهمـكـ ولاكن قبلهـــــااااآبي آقسم لكـ
بها الواحــــد اللي آشـّل فيني كل عضوو بجسميييي آني تــــــايب وآبي غفران من رب العالمين
ثم غفرانك .....
(تكلــــــم فهد بكل اللي صــار لحظه بلحظه وبآدق التفاصيل من وقتـ ماشافهـا بالغلط ببيتهم بليلة سفرة سلطــــان
... آليــــن ماشــادن كتبت الرسايل بآيدها من جوال ريم وآرسلتهم لجوالات شباب تعرفهم ...!
من كـــل ناحيه كنت حاسب حساب هالخطه حتى بآبسط الآشياء ماتهاونت فيهاا وآرسلت لكـ كل المقاطع
من شرايح من دون آسم حتى لمـا تفكر تسأل عن آصحابهاا ماتلقى ....
بكـــــــل ماسويت ماكنت وحدي ... بنت عمك شـــادن كانت الآيد اللي تشجعنيي على طرد هالبنت من حياتك
وكأنها تبي من هذاا ترد زوجتك لي وتردك لهـــا .... كانت تبيك لدرجة أنها كانت مستعده تسوي آي شيئ
ولو حتــــى ترتكب بزوجتك آكبر جريمه بحق طهر شرفهااا ....
كــــــل منى فكـّر حتى صــار اللي صار .. آحتفلنـــا .. وآنبسطنـــــاا...
لأني كنت وقتها واثق باللي أسويه أنه محبوك الحبكه اللي تقدرنييي على تفريقكم .... ودريت آني قويت !!!.....
ولاكني وقتهااا نسيــــت ..... نسيت أن في آيد
أكبرمن آيدي الوصخهـ ... آيد تبد تبطش وتنصف الحق وتعليهـ فوووق ... ولو حتــــــــى آجتمع
كيد آبليس وآعوانهـ معييي .....
وجزاي باللي سويته وصلني ... وصلني بآسرع ممــــا كنت آتخيل ...
وهذانــــــــــي قدامك ... حي بجسد ميت مايتحرك فيه سوى راسه وكفّينه .....
/
حرف بحرف كــــان يوصل لمسمعهـ ويزيده ذهول من اللي قــاعد يصير !...
صدمه لاااااوالله آلا كـان معنى يتعدى هالمسمى .... قهرآلااا أكثر بآمرار...
صمـــــت واجه مســـامعه اللي سمعت حقيقه قتلته {آلفين مره} وجردتهـ من كــــــل آحساس يتخيله !
آحساس طاغي قتل فيها مظلــــــــومه بكل جبروت بليله كــــانت من كوابيس هالسنه
آختنقت آلآنفــــــــــــــــاس فيه حتى صوته آللي كــــــــان هادي آنقتل
مــــــــاكان يهمه سواهاااا ... سوى ذيكـ البنــــــت آللي جنى عليهااا ووقف معهم ضدهــااا
لعبهـ حقيره كـــــــــــانت... ولاكنهاا كبيره .. كبيربحقهـ ... وحقهااا ...
وحق هالزمن !.............
وقـــــــــــــــف كل مافيه وهوواللي لو بأيده الموت آهداه هالنـــــــاس اللي ماخافت الله بقلوب هالخلايق
مــــاكان همه هوو .. كل همهـ عليهــــــــــــــااا .. وش ذنبهاا يوم آنها وقفت قدامه
ومـــــاآخطت بشيئ .... سوى أنها رضت تكون له زوجهـ ......!
آشتد الظيق حتى فاح القهر من الصدر ... تكلم ونفسه الغضبانهـ رغم آشتعالها مازالت حافظه توازنهااا
...............: لاحشى من مثلكم مايستاهل رحمه ولا من يسامحهم
فهــــــــــــد بآنفاس كلها ترجي تكلم يستوقفه .. آلآ هالكلمه لاتقووولهـــــــاااا ...
مـــــاأبي منك شيئ سوى كلمه تسامحني فيهـا ... آدري باللي جنّة يديني ولاكني تــــايب
تكفى ياسلطــــــــان سامحنييي ... ورددها ودموعه آللي هلّت على وجهه بانت .. سامحنيي ..
غمض سلطــــان عييونه بتعب وكأن الدنيــــا بدت تدور فيه من حقيقه هدت حيله ....
شــــــــــال نفسه بهدوء من دون مايرد وطلع براا هالغرفه اللي خنقت آنفـــــاسه فوق خنقتهاا ..
طلع وهو يمشيييي ضايج .. ولايدري وين يروح ....
حتــــــى هي صعب يروح لهاا وهو يدري آن مــــــــال نفسه طـاقه يشوفهاا بعد ماسواه فيها !
يمشي وعقلـــــه آللي كــان ملكهـ قرّب يفقده ....
حثــــــالة بشر وتجمعواا ... خططوا .. ونفذواا مسرحيهـ أنعرضت بآتقــان حتى آستغفلوه فيهاا !....
ويـــاهي قويهـ ..!
طلع من المستشفى ضايق ومخنوق وملامحهـ آلحـاده آزدادت حدتهاا حتى آنحرق جوفه كتمهـ
عجزت تطفيهــــــااا نسمات الشتاا .. ركب سيارته وآسند ظهره وراسه على المرتبهـ
بتعب وكأن هالدنيــــا بكبرهاا آلليله ظــــاقت عليهـ بمواسعهااا ... والكل تخلى ومابقى فيها سواه ...
كل مـــافيه كان يحترق قهر وآحساسه اليـــوم عيا ينصفه ومتكاتف عليهـ
و وهو يشوف نفسهـ آلمجنـــي والجاني والظــــالم والمظلوم ...
وهو الظــــــالم آللي مارحمهااوصدقّ عيونه وكذّب قلبهـ اللي كـــان يبرّيها ...
وهو المظلووم .. وويش بآيده بعـــــد ماكانت كل آلآدله تديّنهـــــــــــااا....
على كـــــبر خطاه آلآ آن النفس كانت ترد وآيش بيدي مــــــادام القدّر كتب على هالنفس
من صغرهاا الشقى ... وقلبــــه اللي كــل مايغفى من الراحه يصحيه التعب
حط آيده على جبينه حتى مسح فيها على راسهـ اللي بدت تثقله هموم آلآيـــــام اللي عجزت تكتفي فيه وتنساه !
.... وبنت عمهـ ..! هاذي هي اللي كـــانت تمناه !... وخذتـــــه !
/
/
ياسر : وشفيهــــــا يادكتور ؟
آلدكتـــور : تطمن ان شاء الله مافيها آلا كـــــل خير ...
يـــاسر : من آيش فقدت أختي وعيها ...
آلدكتور : هي آختك ؟
ياسر : آي نعم ؟!
الدكـــــتور بحكمه .. آحد مضــــايقها آو مسمعها كلام ماتتحمله ؟..أو سامعه خبر مفجع لاسمح الله ..!
ياسر بشكـ : لاآبدااا ماأظن يادكتور !
آلدكـــــــتور : ولاكنــــــي أنا آظن .. لآن مـــافي شخص ينهار عصبيا من دون سبب نفسي
ياسر : آنهيار عصبي ؟
آلدكتور :آي نعم آنهيــــــار ونوعية أنهيار آختك تثبت آنهـا متعرضه لصدمه نفسيه آحدثت لها آختلال
بخلاياها العصبيه نتيجة تصادمها بواقع او يمكن مشكله ؟آو انه بالفعل يمكن يكون نتيجه لترسبات هموم
ومشــــاكل نفسيه عجزت فيها خلاياها تتماسك آكثر وآنهارت !
ياسر : طيب كيف حالها اللحين ؟
الدكتــــــور : حـــالها آفضل بعد المهدئـــات .. اليوم تقدرون تخلونهـا هنا حتى على الآقل تستقر حالتها
نفسيا وصحيا .. وبكرا لكم كل المجال تخرجونها ...
ياسر بعد صمت ... أوكي بآذن الله ... ثم قال : على كـــــل حال مشكور يادكتور..
آلدكتور .. آلعفوو .. عن آذنك
ياسر .. آذنكـ معكـ ..
.....
نواف بعـــــد مادق باب غرفة جدتهـ :
جدته : من عند الباب .. آدخل يمهـ ...
فتح نواف البـــــــاب عليهاا بآبتســـامه.. حتى مشى وباس راسها وقعد جنبهاا ...
جدته : عسى راسك سالم يمه ...
نواف بعد ماقعد قال بروح فكاهيه يمزح مع جدتهـ : شلون رووح نواف اليوم
جدتهـ مبتسمه : عسى روحكـ ماترووح .. بخير ياعيني انت
...
جدتهـ وهي تشووفه يتكلم معها بلسان ذرب كالعاده مازالت على آبتسـامتهاا حتى
ضربت على كتفه بشوبش ...ويليييي منكم جيلن فاسد
ضحك نواف اكثر : آفاااااااااااا هاللحين هالوجه السمح فاسد
جدته : لاحشــــاك ... بس هالحتسي خله لبنت الثمن طعش اما أنا ونا امك راح علي الدلال
نواف : آقول ياشيخه وربي أنك تسوووين جيييل بنات الثمن طعش والعشرين
جدته : آيه آضحك على عقلي بها الكلمتين خلني آصدق
نواف مقاطعهااا بغزل
.... : لايغرك شيبهـــا ولاحتى كبرهاا ... هي كبيره بآجلالهاا ومصـلاااهاا
لاعنود ولا هدى ولاحتى مهـاها .... شيخة العقل والحكمه عساني فداهاا
ولاسألنـي سائلي نواف منهي هياا ... وش غيرهاا اللي أدعي واطلب رضاها
تبسمت جدتهـ برضى وخجـل آمتزج وبـــان من بين ملامح وجهها الوقور
واللي بانت عليه آثار الكبر: غلبتنـــــــــــي زي عــــــادتك بلسانك .. مدري من وين تجيب هالكلام ..
نواف : مو منـــي هالكلام .. من قلبي اللي مادخل فيه غيركـ
جدته .. ويلي منكـ يانواف وشفيك ..مجنون انت
نواف : مجنووون فيكي وبغـــــــــــلاكي ...ياعسى كلي فداكي
جدته : لاحشى منت صاحي
ضحك نواف اكثر .. ثم قال .. خليني ياجدتي ذبحني الفراغ العاطفي ..
جدته بعد ماضحكت : ياهالعواطف اللي غاثني فيها كل ساعتن وثانيه .. تدري!
الوكاد اني بزوجك وآجيب لك مرتن تغزّل فيها بليلك ونهارك بدال منت صاجني
أبتسم نواف : لاولي يخليكيي ... دام فيها زواج عاجبني الفراغ العاطفي اللي أعاني منه
ومابي لازواج ولايحزنون ...
آبتسمت جدتهـ بمكر : لاآنشـــــاء الله أنه يبي يعجبك الزواج ...
آستغرب نواف من سر آلآبتسامه الغريبه اللي بانت على وجه جدته لاكنه ماتسآآآأل كثير عنها !
نواف : آلا صحيح وش اللي صاير اليـوم كأني سمعت دوشهـ بالبيت .. آحد صاير له شيئ ؟!
جدتهـ : آيييه يمه .. ليش ياسر ماقال لكـ .. ؟!
نواف : لامــاقال لي ..وآساسا آنا كنت طـــالع وماشفته .. ليش وشفي ؟!
جدته : الريم ياعيني عينهــــــا تعبت وطاحت علينا وودوها للمستشفى ويقولون أنه آنهيـار مدري أنهمار
والله مدري ونا أمك المهم آنها اللحين مرقده بالمستشفى وبكرا يطلعونها آن شاء الله ..
نواف وقلبه المكسور تحركـ بظيق : ماتشوف شر آن شاء الله ..
جدته بقهر : مـــاأقول آلا حسبييي على اللي ماخـاف ربه فيهـــااا.. ياعيني عينهااا لو تشوفهاا
لاحيـــــاة .. ولاآكل ولانوم زي النـــــاس .. وجهها اللي اللي كـــان حي مات ... وضحكتها اللي كانت
ماتهدى مــاعادت موجوده ... حالتها حـاله كلها ظيق .. وماتشوفها غير الهم بوجهها ...
نواف ومـــازال يسمع بصمت ... الله يعينهـا .. ولاكن هي معقوله ماقالت لكم وشفيهـا
محدن تكون حاله بها الشكل من فراغ ؟!
جدته : آلأ قــــالت لي تقول زوجها ماريحهاا ومجنن فيهاا ومهي طايقته
نواف بعصبيه : وليه مايطلقهــــا .. دامه مايبيهاا ومذوقها المر يتركها ويريحها وترتاح
جدته : ومين قالك ماطلقها ...؟!... ريم مطلقه من كم آسبوع
... تفاجأ نواف بها الخبر حتى آرتسمت على ملامحه آلتعجب من خبر ولآول مره يعرف عنهـ ..!!!!
.. تطلقت !
جدته .. آي طلقهاا ياعسى حسبي عليه
نواف : وليش متضايقه أنه طلقهـــــــا .. هو اللي خسرها هي ماخسرت
جدته .. يايمه ماتشوووف حــــالهاا ووضعها .. البنت واضح أنها تبيه وتحبهـ وتبي اللي ينسيها أياه
قالت هالكلمتين متعمده .. حتى توصل اللي تبيه لنواف بشكل مو مباشر !
نواف : ريم تستــاهل اللي يسواها .. ومصيرها تنســـاه دامه مايبيها ..
جدتهـ وتبي تزرع بداخله العزم حتى يرجع يتمسك فيها ويآخذها .. آيييه الله يعوضها ياعيني هي
مـــــاذاقت بعمرها يومن سنع يهنيها .. ولاكـنها توها شباب وتبي تلقى اللي يخطبها بكراا
وهي مانـــاقصها حلا .. وياسعد حظ من يملكها ..
رغـــــم كل اللي كان يسمعهـ كان ســــــــــاكت وأبدا مافاتت عليه تلميحـــات جدته اللي من يومه فاهم عليها
تبسم لهـا ثم قال : الله يوفقهاا ... آللحين أنا صاعد فوق آبي ارتاح شوي بالغرفه .. تآمريني شيئ
جدته بآبتسـامه : آبي سلامتك يايمهـ
نواف : الله يسلم لي راسك ... يالله عن آذنك ومشى بآتجاه الباب حتى طلع برا الغرفهـ متجهـ بخطواته للدرج
وقبل مايكمل خطوتين من غرفة جدته .. لمحت عيونهـ لمعة سلسال طايح على آلآرض !!!...
آثنى ظهره ومسك بآيده السلسال ...
حتى قرى حروفهـ من بين راحة يدينهـ ..Reem.. !!!
لحظـــــات خذته النظره حتى تعلقت عيونه بآحرف السلسال اللي بين يدينهـ وكأنه تآكد من تكون صاحبتهـ ...!
من دون مايبعـد فيه التفكيرآكثر ... سكر راحة يده ... وحط السلسال بجيبهـ ... !
وكمل طريقهـ ....
/
/
آســـــــــــــف ,, آذا كانـي غلطـت وجيت عكس آيرادتكـ
وآآسفـ ..أذا كـــــاني خـــذلتك دون قصــــــد ,, وبختصـــار ! ..,
؛
ولآن الآســـــــــــف عمره مارجّع لنــــا ماضي .. ولاعمّر لنـا حاضر ...
يبقى ... ويظــــــــــل حروف نتمتم فيهـــاااا....
لاوقفنـــــااا قدام آخطــــائنا وزلاتنــــــا آللي يمكن صعــب نحصيهااا ....
لعلنـــــا لاوقفنا وقلنااها تمسح لنـــــــا ركام ماجنتّه يدينـــــــــــاا بقلوب الخلايق ...
وهكـــــــذا نبقى بشر آلكـــــــل يخطى .. والبعض تبقى هالحروف زاده يسقيها من بغى عند كل زلهـ وخطى
والبعض صعب ينطقهـــــا ويمنعهـ غروره وكبريائهـ ... آآسف
كذاكنــــــا وراح نبقى ...
ولاكن الآلم مو بآننــــــــا نعتذر يبقى الآلم داخل حنايا ذيكـ آلقلووب آللي آنهـــدم فيها آمال وعشق طفلهـ
بدت تكبّر ... تنـــــاثرت وطاحت جبال الفرح قدام عيونهـــــااا وهي واقفهـ قدامهـــا وقدام الزمن
تنتظر مايسوي فيهـــا أكثر ... حتى تــــــاهت .. وضاعتـ ... وكـآن الوطن اللي كــــان لهااا مسكن
نفـــــــــــاهاا .. بقسى !... لايغتفر !...‘
ولآن الخطــــــــــــــــــــى موجود .. كان الآعتذار بــــاقي .. ولاكن آلآكيد مو كل الآعذار تغسـل قلوب الآودام .............
ولآن الدنيــــــــا قفّلت بوجههـ آبوابهــــا عجزت رجلينهـ ماتجيهــــا بعز ضيقهـ وآلآم قلبه اللي كانت
توآم آلآمهـــــاا....
دخـــــــل ذيك الغرفه اللي حوتهــــــاا بعز ليلهــاا...
شــــــافهاا بعد غيبه طويلهـ بعيوون كلهــــــــــا تعب وآظناها شتات الآيام وبعثرة سنينهـ ...
دخل بهيبة حظوره على خيــــــالها اللي كان مسجون داخل غرفهـ مظلمهـ ...آستحل فيهـا الهدوء ..
و مافيهاا سوى شعاع الفجر آللي كـــان يحاول يتسلل من بين فتحات النوافذ ..
دخل بجســــــد رماه آهمال الوقت .. وقلب عجـــــز يلقى نسايم الراحهـ ....
والظيق كاتم عليهـ من كل نفس ...
مــــــاكان يبي يكلمهاا ..
كل اللي كان يبيه يشوفهــــــا .. يشوف البنت اللي عاشت داخلهـ شهور وآيام
حتى آصبحت لها كـــــــل السياده بمستوطنة آحساسه المتعب ...
دخل مترامي ... وكأن قلبـــه الصــلب اللي عمره ماطاح بين آيادي بشر .. طاح بين يدينهااا بضعف
ورجع لهــــــــــــــــااا بقلب يشكي عناء الآيام والوقت ...
قعد جنبهـــــااا ... وهو يشوفهـــا طريحة فراش آبيض طـــــاهر بطهر ملامحهاا العذيهـ ...
شـــافهاا وآنكسر فيه الظيق أكثر وآكثر .... وهو يشوف ملامح حنون طاحت من ركام الهم ...
صرخ فيها قلبه آشتقت لهــااا!
وآنفتحت فيه ذيك المشـــــاعر معها اللي كانت تعيش جنبها وتحيى بحيــى
بسمتها .. وخجلها .. وذيك الشقــــاوه اللي آستحلت بالخفوق وعاشت فيه ...
يحبهـــــــااا .. يمكن يكون هالآحساس قليل الوصف بحق رجل صلب حب ولآول مرهـ
يعشقهــــــــــــا يمكن يكون هالعشق هو اللي دمرها فيهـ ورماها بقلب كان يبي ينتقم لأحساس نفسهـ
..... !
شافهــــا....
شافهاا طريحهـ بجســـد نــــاحل ووجهـ مرهق بقت فيها بيض النوايـــــــــــــاا رغم التعبـ
نـــــايمه بســــلام من دون آدنى آحساس بوجودهـ ...
شـــاف الطفلهـ آللي خذت آحساسه معاها وتركتهـ .. مثل ماتركهـــاا بلحظة ظعف !..وجنون
تآملهـــــا بقلب مترامي وعيون عاشق كانت تبي تخون نفسهـــــا وتدمع من كبت آلعنى والهم اللي آثقل كتوفهـ
تآمل عيونهـــا الناعسه اللي غفت بســلام.... وآثنت جيوش آهدابهاا راضخه للنعـــاس ...
واللي تمنى تشرق الشمـــس فيها بلحظه وتفتحهــــاا حتى يشوفها ويقتل ظلامن عاش فيهـ وآستوطنهـ ..آياااام
أمتدت آيده حتى لامست آصبعه آلبـاردهـ خدهـا آلنــاعم والدافي ....
حتى تحسس آحساسها لمسه لامست وجنتهااا !!
كـــــانت دقايق وآحساسها الغافي صحاها بمهّل ... حتى بهدوء حاولت تفتح عيونها المتعبهـ ....
وفتحتهـــــااا بهدوء بعد ماتحسست لمستهـ ... وتعلقت العين فيه بصمت ....
تعلقت بصوره تنتفض لها مشاعر بين الضلوع العوج تحييها ....
تعلقت النظره فيهـ .. وهي تدري آنــه حلم .. وطيف زايرهاا مثل مايزورها كل ليلهـ بآحلامهاا
وخيــــالاتها المتعبهـ ... زادت دقات قلبها الراكده ... حتى غمضت عيونهـــــااا وسالت على الخد دمعهـ !
تلاحقتها آيد سلطـــان وتلاشت ...
آربكتهاا هالأيد ... اللي مسحت دمعتهاا .. حتى رجعت فتحت عينهـــــا بهدوء ولقت وجوده لايزال
.... مثل ماقلبهاا كــان متآكد آنهـ حلم موواقع ..كانت تعتقد أنها تعيشهـ ...
ولآن هالدمعهـ ماتدري وش آلجبال اللي حركتهاا داخلهـ تكلمت ........... وينكـ تحس فينيي ...
تآكد سلطـــان آنهـاا ميب وعيهاا ومــارد عليهااا سوى آنه حط آيدهـــــــا آليمنى بكفهـ
ومسح بآيده الثانيهـ على شعرهاااا بصمــــت !..
حتى هدى فيهـــــااا النبض المرتبك ورجفة الآيد اللي كانت محتاجه من يهدّيها ...
ورجعت غمضت عيونهــــااا بهدوء بعد ماآستشعرت الآمـــان ... وهي تدري أنهااا ثواني
ويتلاشى وجوده وصورتهـ ... ويتركهاا وحدها بها المكان الموحش .... قالت بترجي
وهي ماسكه آيده وحاظنتهــــــااا... وفاتحه عيونهاا تناظر فيه بضعف ..
تكلمت بحروف نابعه من جوف دامع ... لاتخلينيي عشــــاني !
غمض عيونهـ من دون رد ... ودمعه هنــــا آعلنت ضعفها وطاحت وهو يشوف
على كل مـــــاسوى فيهاا تنااديهـ ... وتحتاجهـ ...
للحظه حس بزعل وهو يشوف نفسهـ آستغلهـــا بلحظة ضعفهــــا وكشف أحساسها اللي كان يتراود عليها بآحلامهااا وينــــاديهـ .... !
وآنقضى طووول هالليل معهــــــــااا... ليـن آعلنت شمس هالكون آطلالهـــا .. ثم تركهاا ... !
/
/
/
كلهـــــــــــــــاااا ... كانتـ آيـام مرت بآستدارة عقارب الساعهـ حولين نفسهـــــا من خلال برنامج
زمني تعودنــــــــااا نتعايشهـ بتكرار ساعاتهـ ... ولاكن نتعايشهـ بلحظـــات ودقايق وآيام متجددهـ !...
صحــــى قلب كلـ من فيـــهم بعد غفوهـ ..
يبي يحيا ...ويعيش ... من جديد, بعد مامل من ركــــام الآيام
.. وظيــــــق الفجاج ... وعناء الهم !..
صحـــــــى كل نفس فيهم بليله كـــــــــانت آبرد .. آيام آلشتـــــــااا... حتى المطر آعلن هطولهـ
وبدى يغســــــــل الآراضي ... والماضي معــــاه باللي فيهـ ! ... لعل آحزانهم تتبدل ..
وتنقلب معاييرهـا لزخات فرح !...
ومــــــــازالت السمـــاء تنثـــــــــــر رذاذ الغيم .. وتسقيــــــهـ ثرى الآرض ..
حتى يبتل ريق الجفـــــــاف ... وتغرد البسمهـ على وجيهـ آلبشــــــــــــــــر فرحهـ بضيف الشتاا ..!
كــــــــل منهم كانتـ رجلينهـ حاظنهـ آرض الريـــــاض الغاليهـ ... بليلهـ ممطرهـ ضج فيها البراد ...
يتعايش اليوم اللي كانت فيه السمــــــــــــا تهطل مطر .... !
؛
سلطــــان وريم ... وكل منهم لايزال .........!
/
آبو سلطــــــان ووليد بعد ماكانوا متفقين يكون الزواج بعد شهـــــــر ... هذا هو الشهر ... بدت آيامه تنطووي
وبدت الســاعات تقرّب رنــــا ... من وليد !
/
رنــــــا ..ولآن آصبح مالهاا كلمهـ عند آبوهــــا خضعت للآمر الواقع...!
وبما آن أبوها كان يبي الزواج
يكون كبيـــــر .. ومعلنّ عنهـ ... عاندت بها الشيئ ووقفت بوجهه تبي زواج عائلي ورفضت
حتى بس تآخذ ولو ربع حقهاا .. وبالمره تكسر كلمته ولو مره وحده بها الموضوع اللي كان كله
من أوله لآخره من تدبيره ...
ورضى !
/
/
يــــــــــاسر ... آنتشر خبر خطبتهـ ... وساره ماكان عندها مانع من طلب ياسر اللي كان
يبي ليلة زواجه مع اخوه وليد بيوم واحد ... ومافرقت معهـــــاا.. لآن ماكان بها الشيئ حاجه تعنيها ...
/
/
منــــــــال .... تطلقت !,,
بعد ماعرف آبوهـــا وشاف بعينه ياسر وهو يجيبها لعنده من طارق !
جن جنونهـ ..... حتى حلف ماتكون منال زوجتهـ بعد اللي سواه فيها ... وصارت مشكلهـ
حتى بالأجبار طارق طلقهــــــــــاا...
/
/
سلطان .....آللي كــــــــــانت نفسه ببداية الآمرلاتزال مي قادره توقف قدامهـــــــــــــــا تبدي
مابداخلها من عذر
ويعتــــذر .. !
وهو يدري أن المســـــآله بها الوقت أصبحت مي نطق آعذار ..
المسآلهـ آكبر بكثييير من من كذاا ..ومن كلمة عذر تجبر الخاطرو ينتهي كل شيئ ..
آلمســــآلهـ مسآلت جرح ... وظلم .. جناه بحقهــــااا من دون مـــايقصد ...!
وكأن كل الصعوبهـ مجتمعهـ ... .. لاوقف قدامهــــاااا وقــــالهااااا آرجعي لي !...
.. وليد ... وصــــــــــل له من سلطان كل لحظه عاشوهــــاااا .. هو وريم !...
وبـــــان الرد واضح عليهـ .. رغم العتب والزعل ..
تبقى زوجتكـ رغم كل اللي صار والكلمه الآخيره ميب لي ولاآحد مننا ...
آلكلمه لـــــــــــريم بالرجعهـ ..
......
سلطـــــان ... آبي آشوفهـــا هي وينها ... !
وليـــــــد وقاعد قدام سلطــــان بالمجلس ... موجوده .. ولاكن آظن آنها مازالت تعبانه ياسلطان
وخصوصا أنها من يومين طالعه من المستشفى ... ولهذا آتوقع ردودهـــــا بها آلحاله النفسيه المتعبهـ
ماراح ترضيكـ ..
سلطـــــــــــان والنفس متعبهـ مازالت قال بآصرار .. ماعليكـ ياوليد .. آنا مصّر آشوفها اليوم ...
وليــــد ومازال العتب باقي بعينهـ ..ولاكن بحكمه وزنها وهو يدري أن آي شخص بيكون بمكان
سلطان آن كان سوى آكثر ممـا سواه سلطان بآمرار .. آلا بلعكس سلطان للحظه كبر بعينه زود
ماهو كبيير وهو يشوفه كتم اللي صاير بقلبهـ ... وماأبداه لشخص رغم ان آلكتمان يذبح أكثر من البوح
وأختـــار آلستّر عليهــــاااا يوم آنه ظن بيوم أنهـا خاينهـ ! ...
وليـــــد : بنـاديها لكـ ... بس قبلهـا آمهلني وقت .... وراجع لكـ
سلطـــــان : خذ راحتكـ ..
وقف وليد تارك سلطــــــان ... وهو مازال مصدوم من اللي سواه ولد خالتهـ الواطي فهد وكلهـ قهر ...
حاول يدورهــا بغرفتها مالقاها.. حتى صار يدورها بآرجاء البيت ...
أمهـ : وش فيك يايمهـ .. تدور على حاجهـ ..؟!!
وليد : ... ريم وينها ؟
أمه شوفها بغرفتها ..!
وليد .. رحت لغرفتها .. ميب موجوده ؟
امهـ ... آجل آكيــــد تلقاها بالحديقه الله يهديهـــا... الدنيا مطر ومن الصبح ونا أحاول أمنعها تطلع
حتى ماتتعب زود وهاذي هي شكلها كسّرت كلامي وطلعت ...
وليد : ..طيب أنا رايح اشوفها ..
امه تستوقفهـ .. ليه وشفيهـ .. وش تبي بها
وليد .. لارجعت آقولك .. عن آذنك
أمه .. روح يمه آذنك معكـ ...
....
بالحديقهـ ...
تحت المظـــــله كانت موجودهـ لابسه جاكيتها الجلد الكحلي ورافعه كل شعرها بذيل حصان
.. .. وتتأمل المطر اللي كان ينزف بكثافهـ ويتنــاثر على الأرض
قاعده وماسكهـ كوب قهوهـ دافي .. تحاول فيه تدفي آنفـاسها الباردهـ ...
وبدر قاعد جنبها تحت المظلهـ ...
بدر ويحاول يحارشها كالعاده ... هيه .. هيه صدق تبين تكملين دراستك يالعوباء
وتبتدين تداومين ..
ريم بملل : آي ...
بدر : وجع أنتي وآخلاقك التجاريهـ ... لاتكلميني بطرف خشمك ...
ريم : بديروه اطلع من راسي مانيب رايقه لكـ ...
بدر : ماقلتي لي بس أطلع من آي باب خخخخخخ
تبسمت ريم وهي ماسكه ضحكتهـا ماتبي تضحك ويقعد يكملها على راسها طول اليوم تنكيت ..
بدر : تبسمت .. والله تبسمت .. لالا مستحيل مش ممكن ..
ضحكت ريم لاأراديا على آسلوبهـ : مجنووون ...
بدربجديه : تدرين ..!
ريم : آيش ...؟
بدر : ببداية الترم آلثاني بســـافر .. آكمل دراستي برااا ..
ريم وتلاشت ضحكتها على طوول ... براا ..وليش!.. آلقسم اللي سجلت فيه مو عاجبك ..؟!
بدر : آلا عاجبنــــي ... بس ماآشوف روحي فيهـ ... آنا آبي آصير طيار .. وسمعت من آحد الشباب
أن فيه جـامعه بالآردن تخرج الطيارين هنـاك ..آفضل من اللي بالممكلهـ ...
ريم بظيق : لاااا لاتروح ... ماراح آحد يسمح لك وانا آولهم
تبسم بدر بشويش ثم قال بمزح .. : يعني أفهم من هذا أنك مثلا مثلا تبي تفقديني ..
ريم ومي رايقه لمزحهـ ... جد فاضي ........
بدر : ياحظي أثاري في أحد يبي يفقد ثقالة دمي ...
قطع عليهم وليــــد ... من بعيد يناديهـــااا .... ريم !
آلتفتت ريم بآتجاه وليد اللي كان يناديها من بوابة البيت بعييد عنهـــــــاااا ..
بدر : آركضي شريخـــان يناديكي ...
ريم بعد ماوقفت ...وألتفتت لوليد ...
وليد .. تعـــــــــــالي ...
بدر : جاكي الموت ياتارك الصـــــــــــلاة ويلكـ ..!
تبسمت ريم .. وفتحت المظله الصغيره اللي كانت جنبها حتى تتظلل بها لاجت تمشي داخل البيت ...
دخلت .. حتى وقفت قدام وليد ... هلا !
وليد بهدوء ... تعــــــــالي معي ... ومشى قدامهاا من دون مايجادلها ...
ماكانت ريم فاهمه شيئ ومشت ورى وليـــــد بطـاعه من دون ماتسآل آكثر ... !
مشى وليد بآتجــاه مجـــلس الرجال .. ومازالت الى هاللحظه تمشي وراه ساكته !..
دخل وليد آحد المجــــــالس الكبيره .... وريم دخلت وراه بهدوء ....
حتــــــــــــى رفعت عيونهـــااا وشافت الشخص اللي كـــــــانت شوفته آخر توقعاتهاا !!!!!!!!!!!!!....
تعلقت عيونهــــا آلثنتين فيه صدمه من اللي قاعده تشوفهـ ....
وهي ماتدري بعدها عن السبب اللي يخلي سلطــــان موجود بها المكـان ...!
آلتفتت بعيونها لوليد تبي تفهم وش قاعد يصير
وليش جابهـــا هناا ... وكأنها بدت تخاف يكون وليد هو اللي جاب سلطان لعندها حتى
يرجعها له غصبن عنهــــــا مثل ماكانت خايفهـ .....!
قالت بخوف .. وليد ليش جايبني هنا ؟
وليـــد بعد ماشاف نظرتها آللي آمتلت حيره وآرتباك .. قال يطمنها
.. سلطــــان يبي يتكلم معك ... أقعدي .....وانا طالع حتى تآخذون راحتكم ..
ريم بزعل قالت بآعصاب حاده ومتنرفزه .. وليد أنت وعدتني ماتجبرني على حاجه ماأبيها ...
هنــــاسلطان اللي كان ساكت تكلم بعد ماوقف .. ريم ..
آلتفتت ريم لهـ وكأنها ضايعه بينهم
سـلطان : آنــــا آللي طلبت من وليد آشوفك وأتكلم معك ..!
سكتت ...
ونظراتها مازالت متعقله فيهـ ...
حتى وليد أنسحب من المجلس وتركهم بروحهم .....
...بصمت وقف كل منهم مقــــــــــــابل الثاني .....
سلطان ومازال واقف.. تكلم .. آقعدي ليش واقفهـ ..
ريم ومازالت عيونها الثنتين اللي بـــانت عليهم لمحة الخوف والربكهـ تناظر فيه ..
وكأن الآمان مازال مختل عندها .. وخايفهـ من آنها تسمع حـــاجه أكبر من طاقتها وتنهار أعصابها
اللي آصبحت على آبسط الآشيـــــاء تختل وخصوصا انها ماتدري وش يبي سلطان فيها ... ..
قالت بحده وهي مازالت واقفهـ ... آنا كذا مرتاحه .. وش بغيت ياسلطان ...؟
سلطــــــان وبدى يحس بآندفاعها ولاآستغرب من هالشيئ قال بتعب .. يـاريم أقعدي ...
حست ريم بصوتهـ الهــادي وكأنه الهدوء اللي يسبق العاصفه اللي بعدها ماسمعتها ... !
وخـــافت من الركود ... اللي تشوفه بنظرتهـ آللي بعدهـا مازالت مي فاهمهـ السر اللي وراهاا ...
حاولت تهدي أعصــابها بعد ماشافت التعب بعيونه.... وقعدت على حسب ماطلب منها ....
جلست ريم على آحد الكنبات السوداء اللي أنرسمت فيها الزخارف الذهبيه .. واللي بعيده عنهـ ..
وعيونهـا الثنتين آللي أمتزجت فيها الحيره والخوف أصبحت تنتظرهـ يتكلم ...
جلس سلطان ... حتى شبّك آصابعه الثنتين ببعضها ... يحاول يلملم كلامهـ ... ويتكلم ..
وقبــــــل ماينطق بحرف تـسابقت حروف ريم تتكلم ... ليش جيت ..؟!
سلطان بعد مارفع راسهـ لها وآهداها نظره تشيل آلف معنـــى!
...لعل يوصل ربع معنى من هالمعاني لها ولآحساسها .... جيــــــــــت لك ...
ريم : ماتفارقنــــــــــــا..!
سلطان : بعدك آلا اليـــــــوم ملكي
ريم : مانيب ملك آحد
سلطان : قبل .. قبل ماتكونين لي كنتي موب ملك آحد ..
ريم ومي فاهمهـ آسلوبهـ الهادي .... ولاحتى نظرتهـ الغريبهـ ... ولاحتى طريقة كلامه معهاا ..
!ولاتدري وش يبي منهــــــا؟؟ ... وكأنه مو سلطان آللي آخر مره شــافتهـ !
ريم بحده : .. لايكون جيتني حتى تسمعنى كلام نسيت تقولهـ بآخر مره شفتني فيها .... !
آو يمكن بقى كلمتين ذم مناسبين لي قلت آجي آسمعهم أياها ... فعلا خساره قولهم لاتتردد
هذا أنا آسمعك .. ولاتخاف ترى ماعاد شيئ يعنيني ....
سلطـان كــان يسمعها بصمت وينتظرها تقول اللي عندها .. حتى تكلم .. آنتهيتي !
ريم : ماآبتديت حتى آنتهــــــــــــي ...
سلطان : آنا ما جيت عشان آفتح آبواب مقفلهـ ... ولاجيت آذم آو حتى آمدح
ريم وكأن سلطان بدى يشتتها ويبعثر تفكيرها حيره !... مافهمت .!
سلطـــــان : بهدوء قالهاا ! ( .. جيت آرجعك لبيتك) !!
وقفت هالجمله براسها تتردد مي قادره تستوعبها وتفهمهاا ... ترجعني !!
سلطــــان ... آللي سمعتيهـ
تبسمت ريم بسخريهـ من اللي قاعده تسمعهـ .... ثم قالت ليش ناقصك خدامه حتى تجيبني ؟!
ولافعلاااا يمكن ناقصك حيط أو بالأصح وحده تلطش فيه متى ماروقت وتهينها وتذلها ...
آسمها وحده واطيه مثل ماكنت تقول لي ... وهذاا قدرهااموو
سلطــــان ومقتصد يتركها تتكلم على راحتها حتى يشفط كل الغيض
اللي داخلها وتهدى .. وبكذا يتمهد له الموضوع حتى يتكلم قال : محشومهـ ...
وقدرك كـــان ولايزال بالبيـــت عالي .. ونتي صاحبته ...
ضحكت ريم بشويش بضحكه مصطنعهـ : صاحبتهـ ! وكملت تضحكـ .....
لاااااااااا آلبركه بخطيبتك بنت آلعـــــم ..(تقصد شادن ).... على الآقل هي الشريفه آلنظيفهـ ...
. الطاهره ياآستاذ سلطان !
هي البنت اللي تلووق فيكـ ... وتستاهل آرض بيتكـ
موأنــــــــاا ألحقيره الواطيهـ ....! .
سلطان! قولي وش تبي مني؟ .. ليش جاينييي ؟ ... ماكفاك أللي سويته فيني
جاي تردني لبيتك حتى تكمّل الناقص عليي .... مره وحده بحياتك سو حاجه صح ياسلطان
وأتركني بخيري وشري .... وخلني ماعاد أبي أشوفكـ .....
سلطــــان وحاس فيها وبنار الغضب اللي كانت تنبع من جوف مقهور والكلام اللي كانت
تقوله من دون تفكير ... وماعليها ملام ....
ظــــــايقه للحظهـ كلامها ..وآنفعالها آللي ماتمنى يوصل آلى هالحد ..
حتى خاف عليهــــا..... ريم ... آهدي !
وبعدين آلى آلآن ماقلت كل اللي عندي ....
آسمعيني ولاتقاطعيني !....
سكتت ريم بعد ماحست أنها آندفعت بكلامها ... وتركت كل المجال له بعد ماهدت ....
سلطــــــان ... ياريم أنتي هي صاحبة بيتك وعمرآنثى ... ماراح تشاركك فيه
وولاحتى تلمس خطواتها آرضه ... هذا بيتك ... وبيت زوجك ... وآن كان هالراس عايش
فيحرم على مخلوقه تدخله غيرك وتشاركك فيهـ ...
وشـــــادن اللي تتكلمين عنها أي نعم بتكون زوجه لي ولاكن بالآوراق والأسم لأني مجبّر ...
فتره وتنتهي ! ....هذا أن كـــان ظنك بتكون زوجتي ..
ريم وكلام سلطان بدى يزيد تشتتها .. وهو يكلمها بها الأسلوب الغريب عليه !....
مي فـــــاهمه ليش يكلمها بلطف .. ولا ليش يبرر موقفه من الخطبهـ ولا ليش يطلب منها ترجع ....
وكأن كل اللي صار نساه ومو مهتم لهـ
ريم بعد صمت وتفكير قالتـ : آفهم من هذا أنك تبيني أرجع ياسلطـــان ...؟!
سلطــــان : أكيد ...
ريم : بكـــــــل بساطه كذاااا !!!!.... نسييييييت كل شيئ سويته أنا ..! وجاي ترجعني بطيب خاطر !
كذااا... كذاااا نسيت كل حاجهـ ... وجاي لعندي.. ونت اللي تقول مو سلطان اللي يغفر آلزلهـ ...!
وينه كلامك ... !
سلطان : ماأخطيتي ياريم عشــــــان أغفر لكـ خطاكي ..!
ريم وآنشـــــل تفكيرهاا أكثر من اللي قاعده تسمعهـ ومـــــــاعادت قادره تسآل أكثر
من كثر التساؤلات اللي فيها !!!
حس سلطان بعلامات التعجب اللي بدت تنرسم على وجهها وهي تزيد حيره منه على كل كلمهـ
لذلكـ كمّل كلامهـ ...
سلطـــــان: أن كان فيه احد آخطى فهو آنـــــا .. مو آنتي ... وآن كـــان فيه شخص
يبي يطلب من الثـــااني غفران فهو صدقيني ( آنـــــــــــــا) ...
ريم ........................ وعيونها المحتاره واللي أمتلت آسئلهـ تعلقت بعيونهـ ألحادهـ لعل تستشف
راحت النفس فيهـــــا ويتكلم آكثر ويفهمّها .....
وقف سلطان بعد ماشاف عيونهـــــااا ألمحتاره ضايعهـ محتاجهـ من يلاقي لآسئلتها آجوبهـ
حتى صار يمشي بآتجاهها ... وهي متبعثره ماتدري تظل بمكانها ولاتوقف ....
كانت ثواني تفكر فيها ومن بعدهــــا وقفت بعد ماشافتهـ مقبل عليهــــــــــا ......
حتى صار قدامهـــــاا ومقابلهـا !...وتكلم
..... : مالي عذر سوى أن آصعب الآشياء صارت غصب عني وآنخدعت ....
ريم ...........!
سلطـــــــــــان : طيحوكي بلعبه قذره ... آنتي آكبر منها يالريم ...!
ريم ومازالت دقات قلبها تتعالي رفعت عيونها لسلطان .. مين هم !
سلطـــــــــــان : مومهم من هم الآهم آنهـــا مسرحيه أتمنى لو مايهمك أصحابها
ريم بآصرار ... سلطان مين هم !!
سلطــــــان : متأكده تبي تعرفين ..؟!
ريم .. آكيد ...
سلطان ... فهد ... فهد ولد خالتك .. وشادن !...
وصلتّ آلآسمـــاء لآسماعها .. وكأن آحساسها ماخاب ...
سكتت من ذهولهــــااا وهي بعدها ماعرفت التفاصيل ولاحتى فكرت تسآل عنهااا ...
بصمت آثنت راسها وآبتسمت آبتســامه مافهمتها عين سلطان ...
آثنت راسهاا لآنها ماكانت تبي سلطان يلمح لمعت الدمع بعينها اللي خنقت صوتهاا ...
وبانت على نظرتها ... والأبتســـامه الغريبهـ ماكان لها سر سوى ... بعض رذاذ الفرح
اللي لامس قلب طفله وآستشعرت فيه الراحهـبعد تعب أيـــــــام مرت
غمضت عينهاا .. ومازال راسها منثني للآرض ...
وآيد سلطان كانت آلآقرب حتى مسك دقنها ورفع فيه راسهاا حتى تناظر له
سلطان وعينه بعينهـــا اللي مازالت لمعة الدمع باقيه فيهـ .. ماعاش من يخلي راسك نازل ....
تجمع ألدمع اكثر مع هالحروف اللي نطقهـــا يغطي وراه عيون آحتواها آلعتب ........
سلطـــــان بعيون مازال مظنيها العناء ومحتاجه لراحتهاا... تكلمي .. عاتبي ... عللي صوتك آن كان هالشيئ
يبي يخلي آلآمك تطيب ... وهالدمع اللي بين النواعس ينذرف راحهـ
ريم وعيونها الناعسه تناظر فيه : وش يفيد ألعتب عند وجع الجرح ياسلطـــان ....
سلطان ... آلجرح يبرى مع الوقت ...
ريم : والخطـــــــــــــى
سلطان : لـــــــــــــه قلوب تغفر
ريم : بس أنت علمتني ماأغفر الزلهـ ... وجرح الكرامهـ ....
سلطان .... مــــاكانت جـــــارحك بآيد متعمده ... كنت مجبر مو مخير ...
ريم ... لو كـــان قلبك عارف من آنــــا .. ماجنى اللي جنى ...
سلطـــــان : هذا القـــدر ... وأحنى بشر كل منى مو معصوم من الخطى ...
ريم : مو كل خطى يسمى خطى ... وبعض الخطى آكبر من الرضى ...
سلطــــان ويقصد نفسهـ ... : حتى وآن كــانت الروح تهدي من جرحتها آعتذار .. !
ريم ..... مـــاتقبله نفسي ... والجرح اكبر
سلطـــــان: بداويكي أن كـــــانت آيامي معك ....
سكتت ريم ومازالت آنفــــاسها اللي واجهت حقيقه مرّه واقفه بجسد صـــامد آمامهـ
وقلـــــــب متبعثــر مازال محتـــاج لحنانهـ وكلهـ ضيـــــاع يدور له وطن ...
ولاكــــن وين والوطــــن اللي محتـاجه لآمـانهـ نفاها بســـاعة آلظعفـ ورماها بقسى من دون رحمهـ
وكـــــــأن عيونها الثنتين بين كل لحظهـ وثانيهـ تذكّرها بالصوره اللي ذلها فيها وطردها برا ذاك
البيــــــــــت أللي ماكانت تكن له غير الوفى منها !...
ولو كـــــــان قلبهــــا المتعب يبيهـ ويشتريهـ .. نفسهـــــا المجروحهـ عمرهاماراح تطيع هالقلب
اللي مـــاجاب لها غير العناء والهم ...
قالت بظيق .... تظن أنهـا آيـــامي بترضى تجتمع معكـ ...!
سلطــــــان .. مــــاهوب ظني ... ولاكنه مرادي ونتي تدرين النفس مازالت تبيكي وآكثر من قبل
ريــــــــــــــم : ماهيب نفسي أللي ترجع لبيت أنمسحت كرامتها فيه بيوم.. لاواللي خلقني ميب أناا
ولاهي أنـــا آللي ترجع ليدين رجـــــالن باعهاا بســاعه وطعن بشرفهاا ... وفوق هذا ذبح فرحتهاا ...
تدري وش معنى ذبح فرحتها !...
يعني انك ذبحة الروح اللي كــانت داخلي بيدينك .. وبجنونك ... بكل برود ..
وتقول ردي !... ياسهلها بالحرف
سلطـــــــــــــان بظيق ... لو كـــانت جروحك تغطيها الآعذار مابقى بالأرض عذر ماأهديتك آيــاه ..
وآدري وعارف عن مـاسويت .. ولانيب محتاج تذكير يالريم ...
كل اللي محتــــــــــــاجه ... سمــــاح ... ونتي اللي تدرين بالحـــــال وعيني اللي ماشافت الراحه من بعدك
ريم بقســــــى : راحتي ماأشوفك ...
سلطـــــــان بهدوء تبســــم .... ثم قال بعد ماناظر لها ... تقولينها من قلبك ...
ريم : تشك بها الشيئ
سلطان ..آشك ... دامنــــــــي مازالت آشوف الرجفه بيدينك معي ...
سكتت .. وهي اللي تدري ان دقات قلبها ورجفة آطرافها فضحتهاا ... والتعب لايزال ..
قالت وهي خايفه من الظعف أكثر جنبهـ ... سلطـــان آتركني بروحي .. وآطلع
سلطــــان : راح أطلع .... ولاكن قبلها تآكدي ياريم أن القلــــب بيتك ...
وألروح والعين تشهد ماتبي غيرك ومحتــــاجتك أكثـر من آول ... كافي غياب خليني آداويكي
وآرجعي .. آرجعي لعينن ماتبي غير شوفك ..
ريم : عمر الملح ماداوى الجروح ...
سلطـــان : ألملح مايدمي الجرح وأن أوجعهـ
ريم : بس آنت آدميتني ...
سلطـــــــــــان : آدميتك من غلاكـــــي .. ونتي تدرين !
آستشعرت حروفهـ ... ولازالت تتكلم ويرّد عليهــــــــا بقلب ثابت وحروف تزلزلهاا وتهز كيــانهاا
آجتـــــاحها الظعف حتى قلبهــــا العاني بدت دقاته تزيد والود ودها تصرخ ... وتفضفض الكبت
وتنـــــــاديه من جديد ويلبيهـــا .. وتنسى كل مامضى ومعها ترفع كل الحواجز والقسى
وترجع .. ترجع للوطـــــن آللي ياما أحتاجتهـ ...
كــــانت آماني تمنتها وهي تدري آن الآماني عمرماطالتها الآيادي ...
وآصعــــــــب كثير من آن نفسها المتعبهـ ترضى بهاا ... ولأن النبض مازال يتحرك
فالمـشـــــــاعر كلهـا كانت بحالة ضجيج عند وجوده ...
زادت بعثرة أحاسيسهـــــــاااا ... وكأن نفسهاا الوجله بدت تخــــاف من الظعف أكثر
وهي تشوف الدمع بدى يغرّق عيونها الناعسه قالت بترجي تتوسلهـ
.. بس وكـــافي واللي يخليك ..آرحمني ياسلطان وآطلع
سلطـــــــان ... وبعد ماحس بآنهيار مشاعرها اللي كـانت كلها قوه من دقايق ....
ماحب يزيدهــا ولو آن نفسه الود ودهـــــــــــااا ماتتحرك خطوه من دونهـــــا ...
أقترب لهــا بصمت حتى بــــاس جبينهـا وأيدينه مازالت ماسكتهااا ...
هذا أنــــا بطلع .. ولاكن تآكدي آني نـــاطرك .. مو اليوم ولابكرااا .. آلا العمر كله ...
كــانت آذانها تسمعه ... وروحها الخاضعه لمسكة آيده مازالت ماتحرك فيه طرف
آليــــــن ماتركهـا وفك حصــــــار وجوده .. تاركها وراهـ ..... !
طلع وخطواته اللي غادرتهـــــاا زادت قلبها ضيق وحرقة شووق ...
وكأن الشـــــوق بينهم أصبح ضـــــامي ... ماأرتوى !
جلست على أحد الكنبات بعده بهدوء .. يعكس الضجيج اللي أمتلت فيه نفسها العشقانه
وهي تصرخ .... ياليت يلقى لجروحك دوى ... وياليت أسمك ماعرفتهـ
وليت لي قلبن آقدر على ترويضهـ ...... وأكرهك !
طاحت الدمعهـ وتتالت وراها سيل من الدمع ....
وهي مازالت تردد ..... ياعسى !
.......
..
أمهـــا من فوقهاا وماسكه العبــــــاة يايمه قومي معي ... وخلّي عنك قساوة هالراس وأمشي معي للسوق
على الآقل آشري لك فستــــان أبيض ..وطرحه ! ... زواجك بعد آسبوعين وآلى الحين حاجه وحده ماشريتيها
رنااا وقاعده تناظر للتلفزيون بملل وتتكلم : وليش ابيض ؟!... آنا آقول لو تروحين انتي بنفسك للسوق
وتشرين فستان أسود لي اتوقع بيكون ألبق لها المناسبهـ ...
....... آمها : آنجنيتي آنتي .. آستغفري حسبي الله على عدوك
رنا : وليش آستغفر ... !
آنا مدري على ايش اساسا فرحــانه ومتحمسه أشري ملابس لزواج مؤقت بيكون كم شهر وآرجع فيه لبيتي
آمها وبأيدها ضربت على صدرهاا : عز الله انك تسوينهاا ...
آبوهــــا آللي دخل عليهــــــم بخطوات هاديه ماحسوا فيها تكلم ....
آيش هو الشيئ المؤقت يارنا !
تعلقت عيون رنا بآبوهــــــــــــااااا مصدومهـ بعد ماحست انه سمع الكلام اللي دار بينهم ...
عجزت ترد .. لآن صوتهــــا آختفى .. وملامحهاا لخبطها آحراج الموقف !
آبوها من دون مايجادلها وهو يدري أن عمرها ماراح تعرف مصلحة نفسهــــااا ....
آلتفت على زوجته أم سلطــــــان بعد ماطنّش رنا .....
فستــــــــــان زواجهاا .. آنا راح آشريه بنفسي ... وبقية الآغراض كلهم راح تشرينهم انتي لهــــا
من دون ماتآخذين رايها وراح تلبسهم غصبن عليهــــا...
وبمــــاأن اليوم الدنيا مطر .. آجليها بعد كم يوم ...
أم سلطــان : سم .. وآبشر ...
عصبت رنــــــــا من اللي قاعد يصير قدامها وهي ساكته ...
ليه يحسسونها آنها بزره ... ومــــالها آي راي عندهم وكلمتها وعدمهاا سواا عندهم ..
آبوهــــــا خلااااااص طفح فيها الكيــــــــــل منه .... وماعاد لها قدره على آستحمال تصرفاته
المستفزه فيهاا أكثر ...
آحتدت آعصـــــابهاا حتى آنشعلت النار داخلهاا غضب ....
مسكت لسانها لاتتماددى فيه على آبوهاا أكثر .. ويعاندها ويحلف يحط الزواج بكرى حتى يقهرهااا ..
شالت نفسها ومشت معصبه ومغلوب على أمرها تاركتهم وراها ....
/
/
,’.....
/
,’.....
من جههـ آبعــــــد كانت عيونهــــا تبكي دمع .. يشابهـ بكى السمــــــاء مطر ....
واقفهـ .. وكأن جسدهـــــااا مستسلم لزخات المطر اللي أصبحت تتناثر عليها بغزاره وتلطخ ملابسهاا
حتى آصبحــــــــــت ملامحهاا مثل ملابسهاا مغسولهـ بمــــاء المطر ... وكأنها بهاذا تتعمد تعذب نفسها
وتأنب روحهـــا وجسدهاااا .. آللي أصبح ينتفض من شدة البرد ... ومازالت ثابته بمكانها ماتحرك فيها طرف !
.... خلود أختها أللي كانت تدورها بكل آرجاء البيت ومالقتها .. طلعت للملحق (الحوش ) ... تستفقدها أن كانت موجودهـ !... ولقتهااا ..
شافتها .. وآنصدمت من الحال اللي شافتهاا فيهـ .. ملابسها وكلها غرقانه بالمويا ... والجوو بارد بقوهـ !
خافت عليهـــــاا .. وخافت يصيبها شيئ لاقدر الله .. بخطوات مستعجله راحت لها وهي تنادي ..
منال .. منال ... ومنال تسمع الصوت من خلفهــــــاااا .. من دون ماترد ..
خلود لما شافت منال مطنشتها تشجعت تروح لهااا تحت المطر .. تبي تخليها تدخل
بدال الجنون اللي قاعده تسويه بنفسهاا ...
خلود .... وأيدها ماسكه منال ...
خلود : منال وش قاعده تسووين أنتي ..أمشي معي آدخلي لايصيبك شيئ
نفضت منال أيد خلود وكتفت يدينها وعيونها مازالت تبكي :.. آتركينييي بروحييي...
خلود بعصبيه : مجنونه انتي ماتفكرين .. الجوو بارد وملابسك مبلوله ادخلي قبل ماتنمرضين
منــــــال ومازالت عيونهاا متعلقهـ بمســــاحات الآرض اللي قدامها من دون ماتلتفت لخلود تكلمت
بهدوء .. قلت لك خليني
خلود بعد ماحاولت تهدي أعصابها قالت ... طيب وش تستفيدين لاجلستي تحت المطر
وصــــابتك حمى .. آمش ولاتكونين عنيده ...
منال ... خلينيي .... وخلي المرض يجيني يمكن ينسيني
خلود ... وتدري باللي قاعد يصير لآختـــهـا والآيام الصعبه اللي قاعده تمر فيها قالت ناصحه
ماراح تستفيدين شيئ لو عذبتي روحك ... ولاراح يغير هاللي قاعده تسوينه بنفسك من الواقع شيئ ...
آرضي بنصيبك وأحمدي الله على كل حـــــــال
منــــــــــــال وقلبها محرووق ونيرانه مي قادره تطفيها أمطار الشتاا .... نصيبي ...
نصيبي الحظ الحظي الردي ...وقلب عاثر
خـــــــــــلود : ... آنسي
منـــــــال .. وشلون آنسى ... وذكراه لازالت عايشه فيني ....وأنا اللي ماآستاهله ...
خلود : ربي بيعوظك خير منهـ ...
منال بعيون أحمرت من شدة الدمع آلتفتت لأختها ثم قالت ... آبيهـ هو دوون غيرهـ ...
خلود : ............ والكلام ضاع منهاا ..!
منـــــــــــــــال وبدة تزيد شهقاتها ودموعها تظغط على آنفاسهاا ومحتاجه من يهديهاا ..
فورا خلود لمــــا حست بحالة الدموع الهستيريه لآختهاا راحت لها وضمتها لعل تهدى ......
حست منال بيدين آختها تحظنهااا حتى رمت راسها على كتف خلووود ...
وتكلمت بحرقه أكثر.. زواجه بعد آسبوعين ياخلوود .. وصارت ترددهااا ...!
/
/
كــــانت ولازالت على حــــالها آلا أن الراحهـ بدة تقترب لآنفـــــــاسها وخصوصا بعد
ماسمعت بآذنهـــااا براءتهـــــــا من جرم ماأقترفتهـ نفسها الطاهرهـ ...
شعور الظـــــــــــــلم .. تلاشى نصفهـ .. وبقى فيهـ الآلم لايزال .. آلم جرح الآيام ويديهـ !
...... كلهـا كانت آيام مرتـ .. وكل من العائله عرّف بطلب آسترجاع سلطان لريم ...
وريــــــم مازالت على ماهي عليهـ ... تبتعد عن طـــــاري هالسيرهـ ..
وماتحاول تجادل فيهــــاا .. ولاتقبل آي نقاش .. ومصممه نفسها ماترجع لذاك البيت آللي اصبحت
أرضه تحرم على رجلينها دخولهـ ..... كل منهم حاول فيها .. يناقشها ويكلمها .. وهي كنهـا جبل
راضخ لأمرعقلهـا .. ورافض الرجعهـ .. ولو حتى قلبهـا كـــــان مازال يحن لذاك البيت ...
أختـــــــار عقلها الرفض ... لأن النفس طابت من ماجرى ... وماعادت قادره تتحمل آذى نفس
وجرحن جديد ........ ولهــــــذا كانت رافضه تشوف سلطـان .. بشتى محاولاته اللي حاول يشوفها فيها ...
تبي تنسى ... وهالنسى ماراح يصير آلا آذا آبتعد عن عينهـــــــااا..
تبي تقسى .. وهي تدري أن مـــالقساوتها كلمه عند حضورهـ ... اللي يلغي قساوتها ويبعثرها ...
لذلكـ .... آختارت تغيب عن سمــــــــــاا حياتهـ .. وراح تحاول .. وتبي تقدر !
كــــافيها ماجاها منهـ .. وكافيهــــــااا دموع أنذرفت عشانه من غلاهـ .... ولأن القلب مازال ينبض فيه
مــــــــــاراح يقتل هالنبض غير البعد .... والعيشه من جديد .. من دوون آنسان يشاركها آيامها ! ..
آختارت طريقها ولآول مره من دون ماتسمع لرآي آو مشورة أحد ......
تبي تلملم نفسهـــــــا .. وتداوي جروحهاا ... لعل مقبلات الآيـــــــــــام ترجّع لها آفراح ماتت
وتحييها من جديد !....
كانت تمشي بآتجاه الصالهـ .. وعيونهاا تترقب الآنحاء تبي تتأكد أن كان نواف موجود فيها حتى تقدر تدخلها ..
تأكدتـ من عدم وجوده .. ومن بعدهاا مشت بخطوات هاديهـ .... حتى أنتبهت لأخوانها وليد وياسر جالسين
وكأنهم يتكلمون بحــــــاجهـ .... ماتدري ليش قال لها آحساسها أنهم يتكلمون عنها !...
تقدمت حتى دخلت عليهـــــــــــم .... وأنتبهوا لها .. وكل منهم سكت ...
ياسر : هلا ريم ..
ريم ومازال الشك يلعب بهاا قالت بآستفسار بعد ماقعدت ... وشفيكم سكتوا يوم جيت ...
أبتسم وليد ثم قال : قاعدين نتكلم عنكـ ..
ريم من بعد مارفعت حاجبها : وشفيني اناا ...
وليد : طلبت من يـــــــاسر يرجع يحجز لك للشرقيه أنتي وامي وكلكم حتى تغيرون جو كم يوم
قبل زواجي وزواجهـ ...
ريم : بس أنا ماأبي اروح .. وآساسا مايحق لي اروح ...
وليد : لايحق لكـ .. وآذا على سلطان فهو بنفسه طلب مني آسافر فيكي حتى ترتاح نفسيتك
وتغيـــــرين آجواء البيت ..
ريم بحده بعد ماأنذكر أسمه : قل له ماني مجنونه ولا متخلفه حتى أحتـــاج مكان تتعدل فيه نفسيتي وصحتي
وليـــــــد بحده : بتروحين .... ومن دون ماتجادلين ...
ريم وبدى وليد يستفزها : بالغصب يعني
وليد : آن مــــــاكان بالرضى بيكون بالغصب ....
زاد تعصيبها وهي تشوف وليد رجع لآستفزازها بتصرفاتهـ : وقفت قبل ماتتمادى وتطول صوتها عليه
وهي تدري لو تقعد ثانيه أكثر هنـــا ... يمكن تفقد سيطرتها على نفسها وترادد وليد ...
أحترمت نفسهاا ووقفت تاركتهم وراها وخطواتها تبين نفسها آلمستنفرهـ ...من اللي قاعد يصير
ياسر : كنك قسيت عليها شوي
وليـــــد بجديه : ريم رجعت لطبعها العنيـد .. وصدقني محد يقدر يروضها آلى آسلوبي القاسي معهاا
خلهـا .. وتوكل على الله وأحجز لكم كم يوم .. حتى جدتي أبيها تروح .. وأطلب وأصر على نواف
يروح معكم بعد ..
ياسر : آبشر ...
/
/
/
مشت ريم تاركتهم وهي مازالت على ملامحها آللي بان عليهاا الضجر والتطفيش من اللي قاعد يسويه فيها وليد
مشت وحواجبها المبريه آحتدت بآحتداد رسمت عينهاا اللي بان عليها لمحة الزعل ... صعدت آعتاب الدرج
بعصبيه وخطوات شبه سريعه وآنفاسها مازالت ضايجه ... دخلت غرفتهاا مسكره الباب وراها بغضب
جالسه على كرسيها الآزرق المخمل بتعب .... رمت راسهاا عليه وحطت آيدها على جبينهاا
متملله وضجرانهـ .. ومشـــاعرها مازالت بحالة ضجيج
داخلهاا فوضى .. و ربكة خوفـ ... ماتدري وش سرها ... داخله أكتضاض محتاج فضفضهـ ...
وجروح مـازالت باقيهـ ... مادثرتها الآيام والوقتـ ..... متعبهـ وأكثر ... وودها تستريح
ولاتدري من وين تجي الراحهـ !
محتــــــــــــاجه هدوء .. ونسمـــات راحهـ .... وقلــــــــب خالي !
ومن وين يخلى والمشاعر الحيه بين الثانيه والدقيقه تشتاق وتحن لأيد اللي طعنتها وتزيد تعذيبها
وتفتل تناقضها مابين آبيهـ ومـاآبيهـ ... !
غمضت عيونهــــا من بين زحمة مشـــاعرها تبي تنطوي على نفسها للحظات .... ويهدى نبضهااا
آثنت هدبهـا بتعب من بين ركــام آلآم مازالت مستوطنه بالحشى تثيرالجرح ... لاآنذكر اسمه...
سلطـــــــان ...
بتعب آطلقــــت زفره من بين آنفساها تبين مدى آرهاق تفكيرهاا .. وقلبهـا ... وحواسهـا ....
تكــــــذب على نفسها لو قالت ماأشتاقتـ ... ولا آحتاجت ... وهي اللي كل مافيها آحتياج لهـ! .. وتكابر
تكـــابر على حساب عزة نفسهاا ... وياليت ماكانت هالعزه موجودهـ ... وتلاشت فيهااا ..
وآختصرت الخطوه ورجعت بآرادتهــــا لهـ ولملمت كل الماضي وشالت غلطاته بين يدينها ورمتها
ورى كتفهــا وآنتهى كل شيئ .. ياليت آلحياة أبسط من كذاا .. والجروح تجينا يومين وتطيب
ولاكن وين والواقع أكبرمن تصورنــا والمشاعر بنت حواجز يصعب على النفس آختراقها
وتعديها ! ... كلهاا كانت حروف تتراودها .. وتزيد تعذيبهاا
...وهو اللي مـــاغاب من البال لحظهـ ... والقلب مازال يناديهـ ... والعين تبكي على فقدهـ .....
ومـابين الرجى .. والرفض .. هي اللي كانت موجودهـ تتقطع من الداخل آلفين مرهـ وتزيد المعانات ...
ضـــــاقت الآرض فيهاا ...والود ودها تصرخ بوجه طيفه حتى يتركهــــااا ولو مره حتى ترجع تقدر تعيش
من دونهـ !
وميــــــن يسمع ... والقلب مازال على ماهو عليهـ .... وكأن الصراع بداخلها بدى يتمادى
مابين عشقهــا الطاهر لهـ .. ومابين عزة النفس ... وهي المقتوله بينهم !
ومــابين عيونها السرحـــــانهـ والغرقانهـ بسمى همومهاا ... تحسست للحظهـ آيد ناعمهـ ...
ترفع خصله من شعرها عن عيونهـا .. فتحت عيونهـــا بهدوء ....
حتى نــــاظرت بالشخص اللي قدامها وتبسمتـ له بنعومهـ .....
فيصل بآبتســــامه طفوليه : آنتي تبعانه (تعبانهـ ) خالتو ليم
ريم بحب قربته لعندها وضمته بكل حيلهاااا ... ياعيين عين خالتوو أنت .. وياحبي لك ..
لاياروحي ماني تعبانهـ
فيصل ببراءه : يعني مله (مره ) ثانيه ماتتيحين بالألض وتموتين
فورا ضحكت ريم عفوياا... وخصوصا لما شافته خايف عليها تموت مثل ماكان يظن عند اخر مره
طاحت فيها من التعب
وكأن صوته لازالت تذكره وهو يبكي ويصرخ يظنها ماتت وهي شبه فاقده الوعي بذاك اليوم ....
رجع هالموقف لذهنهاا .... ومن دون ماترد شالته من الآرض وخلته يجلس بحظنها ...
ويدينها مطوقه بطنه ... لااا يابعد خالتك ماأموت أن شاء الله ... وآبي أكبر ونكبر سوى
وآدخلك بيديني للمدرسه .. وآدرس فييييك آليين ماتتخرج وتصير كبييير ... آلين آشوفك تدخل المدرسه
والجامعه وتتزوج .. وآفرح فيك
فيصل بفرحه : يعني أصيل تبير معت ... وماألوح مع ماما وبابا بمكه
ريم بآبتســـامه : أي بخليك تدرس معي بالرياض بس بشرط .. تكون مؤدب وشاطر وتسمع الكلمه
فيصل بوجه طفوولي تهلل فرحه بانت على لمعة عيونه الواسعه ولسانه صار يردد بلهفه
واله آصيل مؤدب وساطل واله واله
ريم بآبتســـــامه بانت على محياهاا راحهـ وكأن هالولد عنده قدره عجيبهـ على زرع الآبتسامه
على ثغرها بكل سهوله ..
لحظات والفرحه اللي كانت موجوده على وجه فيصل تلاشت بشكل حست فيه ريم !!
وعيونها صارت تناظر فيه مستغربه من بسمته اللي طفت فجأه !
وشفيكـ ياروحي ..!
فيصل بعد ماآختفت البسمهـ وأمتلت عيونه حيره بريئه : وخالو سلتان تتلكينه وتخليني معت
سكتت !!! وعيونها الثنتين تعلقت بعيونه آستغراب من السبب اللي خلى فيصل يقول اللي قاله !
ريم بآستفهام رفعت حاجبها : وشفيهـ خالو سلطان !
سكت فيصل من دون مايرد وآثنى راسه بالأرض ....
ريم : فصولي ... فيك شيئ !
فيصل : وحط يدينه الصغيره على عيونه ... ماما تدول أن خالو سلتان يبي يآخذ خالتو ليم عنده مله ثانيه
ريم : وأنت ليش زعلان ....؟!
رفع فيصل راسه وقال لها بزعل : آنا ماأحب خالو سلتان لأنه يبي يآخذت مني
سكتت ريم ... حتى رجعت الأبتسامه تنرسم على ثغرها : ونت تبيني أرجع لخالو سلطان ولالا
فيصل : لاااااااااا ... ماأبيت تلدعين له ... آبيت تصيلين دايم عندنا وتلعبيني
عجز صوتها عن التعبير حتى رجعت ضمته بقوه أكثر : آآخ يافيصل ... وآخ من خالتك آآه
فيصل بآصرار شال نفسه من حظنها : وقال : دولي ماأبي الوح معك ... آبي أقعد عند فيسل
دولي دولي
ريم بعد صمــــــــت .....! قالت ويدينها حاظنه خدينه :ولايهمك ماراح آروح .. وراح أقعد عند فيصل
فيصل : دوليي والله ... ؟!
ريم بآبتسـامه : والله ...
فيصل : هئه .. دولي وعد .....!
ريم ومازالت البسمه باينه .. وعد ...
بفرحه تهلللت على محياه نط عليها وضم راسهاا بيدينه الصغيره وباس خدهاا .. ومن بعدها شال نفسه
يبي يخبر الكــــل من فرحته .. آستوقفته ريم ...
فصووولي تعال على وين رايح ؟
فيصل : آبي آلوح أدول لليماس وأدولهم كللللللللللهم خالتو ليم تبي تدعد عنتنا
ريم ... لأ يافصولي !...كذا بزعل عليك
فيصل : لييس ! وس سويت ...
ريم .. تعال لعندي بقولك شيئ
مشى فيصل لعندهااا .. وريم قربّت لآذنه حتى صارت تهمس له بصوت قصير ... آللي قلته لك سر !
والولد الشاطر مايفضح الآسرار مووو !
فيصل : مووو ..... حلاااس ماأدووول لأحد
حطت ريم يدينها على راسه وصارت تلعب بشعره الحريري الأسود يالله اللحين روح آلعب ياعين خالتك
أبتسم ببراءه لهااا ... ورجع يركض بآتجاه الباب حتى طلع تاركها ....
تركهـــــــاااا حتى بقت وحدها ...... ورجعت آنطفت البسمه اللي كانت موجوده على محياها من دقايق وكنهـا شعله ماأمداها تشتعل الا تنطفي !
بهدوء رجعت رمت نفسها على آلكنبه ..... وصمت !.. وتعاودت معهـا الآفكار تسرد نفسهاا وتحاصرها
من جديد .. وبقــــــت !
بتعب آمتدت آيدها على جوالها حتى صارت تتنقل مابين الصادر والوارد والسجــــــل !...
22مكالمه لم يرد عليها من سلطان طوول هاليومين اللي مضت !
ورســـــــايل بعدها موجودهـ .... آمتلى فيهـا جوالهااا ....
فتحت على آخر رســـــــــــاله جتهـا منهـ ... والقلـــــب تشجع يقراها من جديد .. وكأنه هالقلب مايدري
أن كـــــل مالامست هالحروف الاحساس .. آزداد ضمى النفس لشوفتهـ !
قرتهـا ... بنبضـــــــات هاديهـ .... حرف بحرفـ .. وكأنه آحساسها لآول مره يقراها
) ...
زرعت الشــــــــوق كلـه بأنتظـارك!..
و أخذت الأنتـــــظار .. و جيت عاني ]
نسيت الناس لكن .. [ مـا نسيتـك
عجزت أنساك حتـى لـو ثوانـــــي!
مليت الكون . ، . و أشغلت الجوارح
نظر عيني .‘. سماع أذني .‘. لساني
عطيتك شيء ما هو عند غيـرك!
و لا قصـرت .. لكنـك أنانـــــــــــي )
انـا {أحبـــــــــــــــك} .. و اذا ودك تأكـد!
((شف الله كيف بيدينـك هدانـي ؟))
غيابك صعب !...... و الأصعب وجودك!
و انا فالحالتين أتعـب و أعانـــــــــــي
حبيبـي لا تواخذنـي .. و لكـن!
{......أبيك تحـط نفسـك فـي مكانـي.....}
اذا جيتـك و انـا مشتـاق)} تقفـي)}
تجاهلنـي ؟!...و كنّـك مـا تـرانـي"....
و اذا صديت عنك و قلت أبرحــــــل !
وقف ( قلبـــك ) على البـاب و دعانـي .,’
و لو سويت نفسـي مـا اشوفـك !
يميل القلـب صوبـك و يحدانـي
مضى عمري و تقـدر تعتبرنـي
..... [غريب ]...... و في زمن ماهو زماني
تعـــــــــــــاال .. و طفّ بيدينـك حنينـي]
تملكني .. و أنا أشعل لك حنانـي
تعال .. و ضمـــــــــــني يا تـاج قلبـي ‘
دخيلـك !
>.........[[[لا تخلينـي .. عشانـي]]].......<
( و ما نيـل المطالـب بالتمنـي
و لكن شوفتـك كـل الأمانـي )
تبعثــــــــــــر الآحساس آكثر .. وتعالى ألندم أكثر وآكثر يعاتب نفسهـــا اللي تشجعت تقراهاا من جديد !
ســـــــالت على الخد دمعهـ ... وآطلقت معه زفره الآهـ ... نابعهـ من جوووفـ مجروح يعشق .. ويكابر !
...
من مســــــافه كــان بعيد ... بعيد بالجسد فقط آما الروح فكـــــانت ولازالت عندهااا عند سيدتهـا !
سيــــــدة الغيد .. وشريكة القلب ... ووليفة الآحساس !
فقدهــــــا من وقت طوويــــــــــــــــل .. ومو وحده فقدها !...
بيتهــــــــا ... وزواياه .. وبقاياها ...
وحتى آغراضهــــــــــــا .. آللي مازالت موجوده من آخر ليله تركت
فيه هالبيت ومــــاتحرك فيهـا منهم ساكن !
حتى هو عجزت نفسه تسمح لعيونهـ تقعـــــد بالمكان اللي آستوطنت معظم آغراضها فيهـ
وآصبح هــاجر لها الغرفهـ بآهمـــال مقتصد ... حتى البال مايتذكرهــا ... والقلب مايضعف ....
والذكرى مـاتزيد تعذيبهـ .....
غـــــــاب عن غرفتها آيــــــام وهو من ذاك الوقت يكره حتى التفكير بدخول هالغرفهـ ....!
كــــــان يكرهـ ... آما الآن فنفسه آصبحت تواقه أكثر من آي وقت لشوفت ولو حتى بقاياها ....
وقف عند باب غرفتهاا الموجوده داخل الجنــــاح ... وآيده ماسكه المقبض تفتح الباب بكل هدوء وركود ....
حتــــــــــــــى آنفتح الباب وأنتقلت النظره بين الآرجاء ... تفضح مكنون قلب آشتــاق حتى ضماه الشوق !
بصمت كـــان واقف وعيونه الثنتين هي اللي كانت تنتقل بين كل رف وغرض .. يحتاجها !
ومــــازالت كل حاجه على حطة آيدها وماتغير فيها شيئ .... حتى ريحتها مازالت حيه بها الغرفهـ
وتستنشقها الآنفاس ... كل مافيهـــــا بقى... ملابسهــا .. وآكسسوارتهاا ... وعطوراتهاا
راكده تنتظر صـــاحبتهاا تبيها .... تقدم بخطواتهـ بعد الغيـــــاب يبي يجدد النظرهـ ...
ويبي يحظن الصوره آللي غـــــــــــابت وغـاب معها صوت وروح هالبيت .....
طـــــاحت آنظارهـ على صورهـ لهـــــا كانت عيونها تدورها ولقتها .....
أمتدت آيده على التسريحه اللي جنب راسهاا ولقى صورهـ لهـــا بليلة زواجهــــاا
بفستـانها الذهبي .... صوره مـــاكأنها تشبه الآنسانه اللي بآخر مره شافها ...
والفرق أكبــــر مما يتخيل ....
ووين ! وهو يشوف بملامح هالصوره براءت بنت ماعذبتها الدنيا وبعيونها تقدر تستشف
آحساس الحياة بكل سهولهـ ... آبدااا ولاكأنها هي اللي عينه عانقت عينها من آيـــــــام ...
عينها الراكده وروحهــا آللي قاربت تذبل لولا ماقدر يتلاحق عليهــــا ...
كانت ولازالت عينه تناظرهاا .. بطرف آبتسامتها اللي بانت على ملامح الصوره وآشتــــاق
لهاا آكثر من آي شيئ...
آلبسمه اللي تقدر تمسح العنى عن قلبه لاتظايق وينهـــــا ...؟!
وهي وينها ضحكتهاا اللي تقرع زوايا هالمـــــلا .... وتحييهـ ... وهي وينهــــاا شقاوتها
وجنونهـا ... حتى أصبح كل مــــافيهـ وفي هالغرفهـ يناديها ...
مـادريــت أشصــار فــيـنـــي ,’‘, يوم عنــي غاب صوتـــك
رحت اضم لك صورة عندي .,’‘’, على الاقـل اسمع سكوتـك
وش بـســوي مـالـي حيـلــه ,’‘,’ غيــر بروازكــــ اشيــلــة
وشـكــي هـمــي واشتكـي لة .,’‘,’ شوف جرحــي لايفـوتك
ليــتــنــي انـــــــــا مـكانـــك .,’‘, ولــيــت بـالـدنـيا بـقـيـت
بــس مــاافــقــــد حنــــانـــك .,’‘,’ مـهما رحت ومهما جيت
انــت كــل دنيــاي وكـــثــــر .,’‘ انـا من فــرقــاك مااقدر
مــن حــنــانــك اتــعــــطـــر .,’‘,’ شــوف جــرحي لايفوتك
وبقــــــى لايزال مترامي مابين آشيـــــائها وبقاياا ... حتى أختنق !....
أختنق من بعض الذكريات الموجعهـ ...
! .......... تارك كل الجنــــاح يفضفض عنهـ مابقى من عناء
... حتى طلع تــــارك كل حاجه وراهـ ...!
نزل للحديقهـ بعد ماحس أنه محتـــــاج لهواء بارد يطفي حراره مازالت مستوطنهـ جوفهـ ....
فك البــــــاب الزجاجي للفلهـ حتى طلع يمشي بجـــاكيته الأسود .. بين ضجيج الهواء وآفتعال البرد
...... وآيدينه الثنتين داخله بجيوبهـ تحاول تلتمس الدفى ...
دق عليهـ جواله بنغمة النوكيا ورفعه حتى يرد ...
سلطان بآبتسامه : هلا سعود ...
سعود : هلا سليطان ....
سلطان : يالله مساء خير .. وش بغيت
سعود : تعال سريع للقهوه أبيك بسالفهـ ...
سلطان من دون أهتمام بكون السالفه ايش !... قال ...اللحين عاد .. آجلها لبكرا
سعود : واللي يرحم والديك مو وقتك وتعال ..
سلطان : طيب .. طيب ..نص ساعه على ماأبدل ملابسي وأجيك
سعود : يالله عجّل .. سلام ... وسكر كل منهم
.. سكر جواله من هنا .... وآمه من جنبه صارت تكلمه من جهه ... تبي تطلع !
سلطان بعد ماتفاجأ بوجود أمه بالحديقهـ !.. آي أن شاء الله هذا انا بطلع .. ولاكن مستغرب من وجودك
من متى هنا !
امه : من وقت ماطلعت من الفله ... لأني كنت أبي أكلمك شوي لحالنا ...
سلطان بجديهـ : موضوع... ؟ آمريني ...!
آمه تعال نقعد ... ... وبعده تبي تفهم كل شيئ
سكت سلطان من دون مايعلق على كلام أمه .. ومشى للكراسي الموجوده بالحديقه راضخ لطلبها
قعد .. وقعدت هي قدامه .. وصار يناظر فيها يتتظرها تتكلم !
سلطان : سمي ...
أم سلطان : سم الله عدوك .... سكتت للحظات تحاول تلقى مقدمات للموضوع اللي تبي تتكلم معاه فيهـ
ثم قالت .... يمه شلونها آمورك ... مرتاح !
أستغرب سلطان من سؤال أمهـ : حتى تكلم بحيره .. آموري ماشيهـ ... والراحه موجوده دامني أشوفك
يالغاليه بصحه وعافيهـ ..
تبسمت أمه بحنان وعيونها عليه .... عسى عيني ماتبكيك
سلطــــان : وحط آيده على آيدها ... تسلمين ولاكن بعدني مستغرب من سؤالكـ !
أمهـ .... مدري والله ياولدي ليش سألت هالسؤال .. ولاكن الآكيد آن حالتك مي مطمنتني
وقلبي يقول ان فيك شيئ !
سكت سلطان حتى تبسم لها بهدوء .... مافيني الآ العافيهـ ..طمني بالكـ ولا عليكي من هالوساويس ...
أمهـ .. الله يطمن قلبك برضاه ... ثم قالت .. آلا صحيح يايمهـ ريم شلونها بعدهـــا يايمه رافضه ترجع ...
سلطان وكـآن آسمها مو راضي يفارقه لو تناساه ... يرجع اللي حوله يردده ويذكره فيها !
سلطان ... : بخير ... وحالها على ماتركتها بعدها مي راضيهـ ..ومحتاجه وقت ..
أمه : آلله يهديهـا ... ويجمع قلوبكم ..
سلطان : آمين ...
أمه بحيره وشكـ قالت : سلطان يايمه لو بسألك بتجاوبني ..؟!
سلطان : سمي .. !
أمه بحيره أكثر ... وش السبب اللي خلاك تطلق الريم؟.... ولا تقول لي زي كـل مره ظروف
حتى تسكتني وتقطع النقاش بها الموضوع ....أنا ودي أفهم وماراح أتركك آلين ماأفهم وش اللي قاعد يصير
ووش اللي مخبيه عني وعن آبوكـ .. وريم رافضه تقوله
سلطان بآتزان : يايمه الكلام بالماضي لايقدم ولايآخر .. وآللي صار بيني وبين ريم مشاكل عاديه
تصير بين أي زوج وزوجتهـ ولاكن يمكن أني بلحظة غضب غلطت الغلطه اللي ماحسبت حسابها
وطلقتها ...هذا كل اللي بالموضوع
أمه ومازالت مي مقتنعه قالت بشك : أنت ولدي سلطان .. ومو سلطان اللي يتهور ويغلط غلطه
مثل الطلاق من دون مايفكر بعواقبها ...!
سلطــان : محدن معصوم من الخطا يايمه ...
سلطـــــان : الخطا وارد .. ولاكن خطاك لازم يكون له آسباب وماظنتي أسبابك تبي ترجع
لآختلاف رآي او مشاكل عاديه وبسيطهـ ...وصدقني ياسلطان كنت بصدقك لولا ماشفت بعيني حالة ريم
المنقلبه فوووق تحت من قبل كم يوم .... واللي زادني حيره ياسلطان حالتها اللي تلخبطت بمجرد
ماجيت أكلمها عن الرجعه لزوجها ..... تآثرت بأسمك حتى حسيتهاااا كارهه عيشتك لدرجه يايمه
ماتخيلها ...
سكت ... لآن آلأحساس اللي كان خايف منه بدى يصدق ! ... حتى تآثر للحظهـ من كلمه وآحساس غريب
سلطــان وهو يدعي اللا مبالات : خليهـا يايمهـ .... قلت لك ريم محتاجه الوقت حتى ترتاح
وتقدر تفكر بها الموضوع بشكل جدي .... خليها وأنا بحول الله بحاول فيها بالشكل اللي آقدر عليه
أمه بظيق : حاول فيها يايمه ولاتخليها .. ريم بنت حلال وتستاهل والله اللي يتعب على رضاهاا ...
آلأكيد أنهـــا تعزك وتبيك وبعيني ياما شفت هالشيئ ..
آستحملها حتى لو تعّبتك معها شوي
وحاول بقد ماتقدر ترضيهــــا والبنت ماهيب محتاجه شيئ غير كلمه حنونه منك ...
وقلب تحس أنه يبيها ...
سلطــــان وبينه وبين نفسهـ آحساس أكبر يتكلم وهو يدري أن مي كلمة الحنان ولا العطف
هي اللي تبي ترجعها له بهـا السهولهـ وهي اللي تعود عليهـــــــا عنيده وماترضى بسهالهـ ..
ولا يدري أن كانت يدينه تبي تقدر تقدم لهـا حاجات الرضى اللي تخلي الطبع العنيد اللي فيها يخضع
سلطـــــان : عسى الله يعين .. ويسهل
أمه بصيغة آستفهام : طيب وأن رضت ريم يايمه ترجع ... شـــــادن بتجيبها عندها بالبيت وتسكنها معهاا ...
سلطان بعد صمت وأمتداد نظره تدل على تفكير تجهله أمه : شــــــادن !.....
شـــــادن ماراح تكون زوجتي حتى أسكّنها مع ريم ]
أمه بآستغراب !!!!! ..: مـــــافهمت !؟
سلطــــــــان : شادن ماراح يكون آرتباطي فيها آلا على الآوراق وبالأسم فقط لوقت آآدي اللي فيه علي من واجب ... وينتهي كل شيئ ..
أمه ... : بحسن نيه من دون ماتدري عن اللي سوته شادن ... حرام عليك يايمه البنت مالها ذنب
وتبقى بنت عمك لاتذلهـا فوق مذلة النـاس ... صحيح أنها غلطت .. وغلطتها الغلطه اللي ماتغتفر
بسهاله ... ولاكن فوق هذا تبقى بنت عمك مهما يصير وقلبك آكبر والسماح من طباع الأخيار
سلطان وداخله مازالت نـار شاعله مي قادره تخمد وآلود ودهـ يرد ولو نقطه من غيظهـ
ويرد آعتبــــار ريم لعل هالنـــــار اللي داخله تهدى وتستكين ... !
ولاكن صعــــــب ... وآلصمت والكبت آبلغ أحيـان من التمـادي بآمور ماراح تفيدهـ ....
قال بهدوء وحلم : وترضينها يايمهـ لريم تكون شريكه لوحده
أمه فورا : لاااا والشـــاهد الله ... آن مو ذابحني بالموضوع ألا أن ريم بتكون لها شريكه
وهاذي اللي ماترضاها المره فينا ولا تقبل فيه ..
سلطـــــان : وهاذي انتي قلتيها ... شريكهـ !... وتظنين أن ريم تبي ترضاها لي وترجع لاعرفت أني
بتزوجها وأجيبها
سكتت أمه بعد ماحست أن بكلامه واقع مقنع ... وقالت : والله ماأدري يايمهـ .. غلبتني !
وآنت من يومك آدرى بآمورك ... أعمل اللي تشوفه صح وآكيد هو اللي بيكون خير لك
سلطان بآبتســـامه :آكيد بآذن الله ... آما اللحين يايمه أبي آستآذنك ... بروح أبدل ملابسي
وآلحق على سعود اللي ينتظرني بالقهوه .... تآمريني شيئ
أمه بحنان : آبي سلامتك بس
سلطان : الله يسلم راسكـ ويخليكي .. عن آذنكـ ....
/
/
بالقهوهـ سعود كــــان قاعد على أحد الطاولات ومازال منتظر سلطان اللي طّول عليهـ ...
مرت النص ساعه وآقتربت تمر الساعه كامله ومازال سلطان متآخر ...
مــــلّ من كثر الأنتظار وبدى صبره ينفذ حتى صار يهز رجله ويتأمل الناس حوله بملل
ومابين الدقيقه والثانيه يناظر للساعهـ ...
سلطان واللي كان بها الدقيقه داخل باب القهوه اللي آتفقوا يتلاقون فيها ... دخل حتى صار بعيونه يدور
رفيق عمره سعود .. لقـــــاه .. ومشى بخطواته بآتجاهه ...
سلطان بعد ماقعد قدام سعود .. السلام عليكم ...
سعود بوجه معصب : لاياشيخ بدري .. بنقالي آنا لاطعني ساعه ونص
سلطان بتمهل : قلنا السلام
سعود : وعليكم السلام قبل ماأشوف وجهك
سلطان ومره مو رايق لهـ ... : يجي منك اكثر ... أخلص وش بغيتني فيه ..
سعود : وش عندك تأخرت ؟
سلطــــان : آبد والله .. آستوقفتن الوالده وقعدت اتكلم معها شوي وخذاني الوقت
سعود : ووش تبي منك ؟!
سلطـــــــان : آبد ونا أخوك كالعاده اللي قاعد يصير مو عاجبها ومصره تبي تعرف
وش السبب بطلاقي
سعود : ونت الله يهديك ليش ماتقولهم عن كل اللي صار وتريحهم وتريح نفسك
سلطان يبن الحــــلال على أيش يرتاحون ...!! والدعوى كبيره ومتشربكه وبيزيد تعقيدهـا
وتبي تتفتح بيبان بديت آسكرهــــــا ....
أنا ماراح يلحقني ضر وأدري .... ولاكن الضر بيطول أهل زوجتي ويمكن يتحسسون من اللي صار
ومايتفهمون الموضوع على حسب ماهو مطلوب
سعود تبي تفهمني :أنا حتى أهل البنت بعدهم مو عارفين من اللي صار شيئ ؟
سلطـــــان : آي نعم .. محد منهم عارف باللي صار .. سوى آخوها الكبير اللي تكلمت معه
وفهمته بالموضوع تفصيلا والولد طلع على هقوتي وسكّر على السالفه وقال هي بينك وبين زوجتك
وأنا ولا غيري له على احدكم كلمه ...
سعود : ماشاء الله عليهـ ... تعجبني دوم عقلية هالآدمي
سلطـــــان بتعب ..: ... وليد آلله باعثه ياسعود نعمهـ ومـاآكذب عليك لو قلت لك آي أحد لو كان بمكانه
أن كــــــان مارد علي بالرد اللي سمعني آياه .. وآختصر الطريق وقطع حبل الموضوع بدون تفاهم
ومــارضى بآن أخته ترجع .. ولاكن الله يشهد أن طيب أصله ومعدنه خلاه يحط نفسه مكاني
وقدّر الموقف وفضل كتمان كل اللي صار ...
سعود : آنا آشهد انه رجال ونعم ... هو ماعنده خوات غير زوجتك عساني أخطبها
تبسم سلطان لسعود وهو يدري ان سعود آخر مشاريعه الزواج بعد البنت اللي كان يبيها وتوفت
لاوالله مــــالك حظ ....
سعود بأسلوب جدي ممتزج بمزح وش الجديد .. دام من خلقتي ماصفت معي دنياي ومالي حظ ...
سلطان : وبدى يحس بآسلوب سعود يميل للجديهـ وحزن النفس قال : لاتندب الحظ .. وبعدك الى اللحين
ماتدري وش اللي مخبيته لك دنيــــــاك ..
سعود : مــــاهقوتي بتزين معي على تــــالي العمر ... وش تقول بعد غير عساها للتساهيل
سلطـــــان بحلم: تتسهل الدنيا ونا أخوك.. تاليتها تبي تتسهل ... وقال قاصد يقطع حبل
هالسالفهـ ويغير الموضوع ..
سلطــــان : آلا صحيح ماقلت لي اللحين مستعجلني وعندك موضوع ومتأخر عليك ..
ولي ساعه معك مانطقت بشيئ !
سعود : وهـــــاللي قاعد أتكلم معاك فيه وش تسميهـ ؟!
مافهم سلطان عليهـ ... وقال بحيره : وش تقصد ...
سعود ..... خلك معي وجاوبنيي .... بنت عمك آللي طلب عمك منك تتقدم لهـــا ووافقت وش صار عليها
سلطــــان وكأن سيرتها ماأعجبتهـ نهائي .. وش جاب طاريها ياسعود
سعود وحس بردة فعل سلطــان قال : على خبري أنك كنت موافق عليهـا وعلى أساسا ملكتك منها قريب
وش آللي غيّر رايك وخلاك تآجل ملكتك منها .. للشهر الجاي
سلطان وبدة ملامحه تحتد : ماأظن ياسعود آحتاج أشرح لك السبب ونت تدري بالخافي ..
وعن تآخيري ... وأنا اللي نفسي ماهيب طايقه سيرتها ولا حتى آسمها بعد سواتها
سعود : وعشــــاني آدري ياسلطان ..كنت متعمد أسألك حتى أتأكد عن رآيك فيها
سلطــــــان وبعده مو فاهم ليش سعود يلف ويدور ..قال : تبي توصل لأيش ياسعود ؟!
سعود بعد صمت .. قال بخوف من ردة فعل سلطان : أنا ناوي أخطب شادن بنت عمك !
!!!!!!!!!!!! ... أجبرت سلطان يوقف مصدوم من أخر جمله سمعهااا !..
تعكرت ملامحه أكثروقال بعصبيه ... وش قاعد تقول آنت لاحشى منت بصاحي
سعود : آهدى ... وخلنى أتفاهم معك بهدوء من دون نرفزه
سلطان ... وفاهم على مقصد سعود لمـاطلب منه يسمح له يتقدم لبنت عمه بغرض أنه يشيل
الحمل عن سلطان ويتزوجها ..
سلطان بحزم قال : أنهي هالموضوع ياسعوود .. من دون ماتفكر تجادلني فيهـ ... وأنتهى
سعود : لاتصير عجوول ياسلطان وخلنـــي آجرب حظي وأتقدم بها الخطوه ...
وبنت عمك صدقني على أني عارف عن كل سيرتها ألا أني قادر عليهـــــــا ... وماتدري
يمكن هي اللي تنسيني الماضي وتشغلني فيها ...
سلطـــــــــــان ومازال متمسك على رآيهـ : لاياسعود عـارفن باللي عندك .. وعارف بحسن نيتك
ومقصدك !...
وصدقني أني مقدر لكـ هالموقف وأنا أللي أدري انك آخوو لو أبي منك الروح آهديتها
وماتبيخلت .. ولاكن ونا آخوك أنا اعطيت كلمه ... وألكلمه أبي أوفي بها برضاي أو بالغصيبهـ
ولوو ياسعود كنت أحسبك عارفني ...
سعود : عشاني عارفك وعـــــــارفن بآمورك ... كنت آبي اكون لك العون
سلطان ومو قادر يعبر عن قدّر هالأخو اللي قدامهـ .... وأيش يعني لهـ ... وهو يشوفه يوم بيوم
يثبت له أنه نعم الآخو اللي ماجابته أمهـ ...
سكت لأن الصمت أبلغ ... وحاول بعدها بقدر الآمكان يغير آتجاه الموضوع حتى سعود يتناساهـ ..!
/
/
/
......
/
/
/
......
رنــــــا وجالسهـ على سريرهـــــــاااا والآغراض اللي أمها شرتها لها حولهااا ...
وهي تبكي بوسطهم .. ظيق .. وقهر ... وكره من الآعماق من آحساس المغصوب على أمر مايبيه
ورافضهـ بشــــــده ... آمها تعبت منهــــــااا .. وآبوهـــااا ماكان يلقي لآي من دموعهــا ردة فعل
ويعــــاملها بجمود آحساس من دون تعاطفـ ... وهذا اللي كان يزيدها غيض وعذاب .......
كرهت أسمهـ من قبل ماتعيشهـ ... وكرهت عيشتهــــــا من قبل ماتكون ببيتهـ ...
كرهت نفسهـــــــااا .....وآيامهااا .. والدقايق أصبحت ما كنها ألاسنين تمر عليهـــــــاا ....
والخوووف من الجــــــاي مازال يربكهـا ويبعثرهااا ويزيدهاااا ررجفهـ ....
بعصبيهـ وجنون آمتدت آيدينهاا للآغراض الموجوده على سريرها وقامت ترميهم عنهاا
وهي تصرخ بسخط وتبكي ..... وكأن عقلهـــا بدى يرجع لحالته الهستيريه وجنونهـ
مسكت جوالها بتهور ودموعهاا اللي كانت تستفز شهقاتهـا مازالت على صوتهـــــــــــاا
دقت على ريم .... كلها كانت ثواني ووصلها الصوت ...
ريم : هلا رناا !
رنــــــــــا : من دون مقدمات وآنفاسها اللي كانت تعبر عن مدى مقدار الدموع آللي ذرفتهاا
ريم ... ريم واللي يخليكي آقنعي أخوكي يتركنييي ماأبييه ... يطلقني .. يكرهني ..أي شيئ المهم ينساني
تعالت دقات قلب ريم مذعوره من آسلوب رناا .. وكلامها .. وصوتهااا .... شوي شوي ..
خوفتيني يابنت وش فيكي ؟!
رناااا ومازالت على حالتها الهستيريه ماهدت : آللي قلته واضح .. ريم واللي يوفقك
قولي لأخوكي ماأبيه خليه يطلقني ...
ريم : مجنونه انتي ولا قاعده تستهبلين .. رنااا أصحي وحاسبي على كلامك
رنا : لايطلقني خلاص .. قولي له طيب يآجل الزواج شهر شهرين سنه مو مهم المهم
مايكون بعد اسبوعين تكفين
ريم وآبدا ماكانت مصدوومه من طلب رنا ولاآسلوبهااا .. وهي اللي تدري أن رنا مي طايقه
ولا متقبله هالزواج بتاتا ورافضتهـ .... ورافضه أخوها ومجبوره عليهـ
سكتت ريم ماردت ... تنتظر رنـــــا تخف دموعهــــا وتهدى آنفـــــاسهااا ... لآنها تدري عمرها ماراح تقدر
تتفاهم معها وهي بها الحال الهستيري ومي حاسه بنفسها ولا بكلامهاا ...
تتابعت دمووع رنا بصمت وشهقاتهـــــا مازالت باينهـ مابين ترتفع وتهدى ...
وكل منهـــــــــــم ساكت !...
حست ريم بهدوء آنفـــــــاس رنا وركود دموعهـا آلين ماحست أنه جاء الوقت اللي تقدر تتكلم فيه
ريم بعد صمــــــــت طويل : هديتي !
رنا :..........................
ريم : خلينا نتكلم بهدوء ... من دون نرفزه ممكن ...
رنا : .............
ريم : طيب ليش تبين تآجلين الزواج وانتي بالآول والاخير بتكونين له !؟
رنا : مدري ... آلمهم مايكون قريب
ريم : وليش ؟
رنا والدمع مازال مآثر على صوتها : بعدها نفسيتي تعبانهـ .. ومحد راضي يقدّر أن الزواج فوق قدرتي
ورافضته
ريم : لو كــــان الوقت هو اللي يبي يخلي نفسيتك تهدى !.. فالوقت كان عندك طووويل ..وماهدت !
رنا بنرفزه : عمركم ماراح تفهمونيي
ريم : شوفي يارنا يمكن أنا بالفعل هالمره ماأكون فاهمتك ... ولاكن الأكيد حاسه فيكي ...
رنا : لو كنتي حاسه بربع أحساسي أن كان طلبتي من آخوكي يتركني على راحتي ويآجل الزواج
ريم بتحدي : لوكـــــانت عندك الشجاعه .. قوليها بوجهه !
سكتت رناا : ........ وريم أكملت كلامها : وليد اللحين زوجك ... وأنتم الآن تعتبرون بفترة الملكه
ولكي كل الحق انتي وياه تتكلمون ... ولو تجرأتي وكلمتيه بنفسك صدقيني ماراح يثني لك كلمه !
رنا وهي اللي تدري لو على حياتهاا ماسوتها ورفعت السماعه عليه وكلمته .. وريم كانت مقتصده
تقول هالفكره حتى تسكت رنــــــااا .. وترضيها بالآمر الواقع ...
رنا : ... انتي أخته ولو تكلمتي معاه وفهمتيه بحالتي ماراح يعترض
ريم : ماراح يسمع مني ... والآكيد أنه ماراح يقتنع آلا آذا سمعها منك !
رنا : ...................
ريم : وين صوتك ؟!
رنا : مستحيييل ... ولو حتى فيها موتي ماسويتها
ريم :أجل تحملي مايجيكي وآستعدي لزواجك ...
تنرفزة رنااا وقالت بآنفاس مقهوره ...... قاعده تقهريني ياريم زود قهري !
ريم : ماهيب أنا اللي أقهرك .. ولاكني مستقصده أكلمك بها الآسلوب حتى يارنا تستلمين
للواقع وترضين بنصيبك من دون سخط
رنا بعصبيه : وليد مو نصيبيي ولاني نصيبهـ ... وأن كنت رضيت فيه فأنا رضيت مجبوره
ريم : .... يارنا وبعدين !
رنـــــا : ..........
ريم : آلله يخليكي يارناا آهدي وخليكي من قساوة الراس والطبع العنيد اللي مايودي ولايجيب
بها الموقف ... رضيتي يارنا ولا مارضيتي أنتي لوليد ووليد لكـ ...
آرضي .. آرضي بنصيبك ولاتصيرين متهوره وتخسرين فرصتك مع وليد بكل سهولهـ
صدقيني وليد نعم الرجـــال وهو اللي يبي يسعدك
رنا بحزم : ممكن تسكرين سيرته !
فهــــمت ريم فورا هروب رناا وأحترمت رغبته بانه ماتسمع عنه شيئ أكثر ....
ريم : طيب راح آسكت ..
رنااا :..............
ريم وتحاول تغير الموضوع قالت : بعد كم يوم مسافره !
رنا بآستغراب : على وين !
ريم : للشرقيه مع ياسر .. نبي نقعد كم يوم ... ونرجع
رنا : متى راح تمشون ..!
ريم : بكرا بآذن الله ....
رنا ..بكرا .. ؟!
ريم : آي
رنا : متى راح ترجعين ؟
ريم بملل: مدري يارنـــــا .
رنا! .. كأني أحسك ماودك تروحين !
ريم: صدقتي
رنا : ليش
ريم بشتات : برضو مدري ..!
حست رنا بآسلوب ريم المتشتت ومازدات آسألتهاا حتى ماتزيدها فوق اللي فيهااا ...
رنا بعد صمت تكلمـــــت !.... وشرايك تزوريني ياريم
سكتت ريم حتى زادت دقات قلبهـااا من مجرد التفكير بذاك البيت اللي طلعت منه آخر مره بحاله خلتها
تكرهه وتكره سيرته !!..... آزوركـ ... !
رنا : أي .. ضايقه ياريم .. ... والود ودي أقعد معك آلين بكرا وأفضفض لك كل اللي بقلبي
تبسمت ريم بصمت : .... فضفضي لي اللحين هذا أنا اسمعك .. مايحتاج آزورك !
رنا : قاعده تتهربين !
ريم : ...............
رنا : بعدك مصّره على رايك ورافضه ترجعين !
ريم : آكيد ...
رنا : لاتصيرين أنتي والزمن على آخوي ياريم
ريم : ظلم الزمن طالني أكثر من آخوكي وأنتي تدرين
رنــــــــا : ..... ومـاتدري آيش ترد ... وهي تشوف نفسها واقفه بين أخوهـا وغلطتهـ أللي بدرت منه
بالموقف آللي انحط فيهـ ... ومابين ... رفيقة عمرهـــا وموقفهـا .... والحزن اللي تجرعت سمومهـ
بكبت ...!
رنـــا : مدري من اللي يستحق أوقف معهـ من بينكم ... !
رنا : لاتوقفين مع آحد .... ولاتفكرين بهااالموضوع
رنا : وشلون ماأفكر فيهـ !
ريم : ........... بعدين راح تفهمين
رنا بآستفهام : آنا آبي أفهم اللحين
ريم .... بترجي أذا تعزيني يارنا خليني أسوي الشيئ اللي يرضيني ويرضي ضميري بصمت
من دون ماأدخل بيني وبين سلطـــان أحد !
فهمت رنا طلب ريم .. وآحترمت هالشيئ
ريم : آنا بسكّر .. تآمريني بشيئ !
رنا : سلامتك ... أنتبهي لنفسك
تبسمت ريم : آن شاء الله .. مع السلامهـ .. وسكّر كل منهم ...
مسكت ريم جوالها بآيدها ... وقامت تناظر بريماس وفيصل اللي حولهااا
وكل منهم ماسكين من ملابسها بآتجاه ...
وأول ماأنتبهوا أنها سكرت نادوهاااا .. تبسمت لهم وهي من داخلها تضحك على آشكالهم وهم متشبثين فيهاا
بآصرار وكانهم خايفين من أنها تتحرك .. ...
ريم وبعد ماأنتهت نزلت لمستواهم قالت والبسمه مازالت على محياها .. هلا .. هلا ...
عيوني آلثنتين.. لبيه !
ريماس وجت تبي تتكلم باللي يبغونه منهاا وفيصل قاطعهااا ... فيصل : آنتي وخلي آنا بتكلم
ريماس بعصبيه دفته عنهااا بوجه طفولي معصب وقامت تبي تتكلم آناا أناا .. خالتو ليم
وقبل ماتكمل دفهاا فيصل من جديد ... ونشبت بينهم ! ..
حتى قعد كل منهم يتهاوش مع الثاني يبي يتكلم قبل ...
لاآراديا آضحكتها أشكالهم وآساليبهم حتى ضحكت ضحكتها الرنانه اللي صدحت بآرجاء المكان
.... بالوقت آللي دخل فيهـ نواف بهدوء للبيت ..!
وآنتبه لوجودهم بالحديقهـ ... وسمع ضحكتهاا ..! وقف لاشعوريا عند صوتها ... حتى عيونه اللي كانت
سرحانه وغرقانه بآفكاره آنشّـــــدت لهاا .....
مـــــاكانت ريم منتبهه لوجودهـ لأنها كانت معطيه الباب ظهرها وبعيده عنهـ آلى حدن ماا
ريم وبآيدينها الثنتين فرقتهم عن بعض ومازالت الضحكه على مبسمها باينهـ
.. خلاص خلاص .. عيب كذا حبايبي .. وبعدين أنا عندي لكم رآي ... وشرايكم ندخل داخل
وواحد واحد يتكلم علي برواقه .....
فيصل وريماس : آي .. آي .. ...
تبسمت لهم بحنيهـ وحطت كل من يدينها الثنتين على شعورهم مثل ماتحب تسوي معهم دوم هالحركه
وتلعب بخصلات شعرهم بآصابعها ...
ووقفتـ حتى تععدل ملابسها من بعد عيال آختهاا آللي جننوها بمسكتهم ...
عدلت وقفتها حتى آرتفع قوامهـا وعدّلت ظهرها وكتوفها .. آلتفتت على وراها تبي ترجع ..
وبآطراف آصابعها رفعت خصل الشعر اللي كانت بعضها طايحه على عيونها حتى تشوف طريقها ..
كــــانت تبي تمشي .... ورفعت عينها قدامهــــــــــااا ... حتى طاحت عيونهــــا عليهـ ..
وتعقلت النظره لثواني بينهم ... لاآراديااا ثبتت آطرافهاااا وآستشلت عن الحركه !
نواف ومـــــازالت عيونه ظميانه لشوفهـــــــااا .. حتى لهفة النظره فضحتهـ وهو واقف يتآملها لثواني ...
تبسم لهــــا بهدوء الآبتســـامه اللي بانت على طرف شفاته وماخفت عن عين ريم !...
غض طرفهـ ... حتى آبعد عيونهـ عنهـــــا وكمل طريقهـ قبلهاا حتى مايزيد من آحراجهــــــــاااا....
... كلهــــــــا كانت تعداد ثواني مرت بسرعة البرق .. ولاكن تآثيرهـا واللخبطه اللي صارت بينهم
آكثير بكثييير من مقدار هالوقت ....
تلخبطت ملامحهـــــــــــــاا وآرتفع منسوب الخجل حتى حمرت خدودهـا آحراج من موقف
هي نفسهـا حطت روحها فيه والخطأ راكبهـــــاا... حطت آيدها اليمنى على عيونهاا
حتى بدت تحس بصغرها وآستحقارها لنفسها بها الموقفـ ... وريماس نادتها ..
ريماااس : خالتوو ليييييييم .. خلينا ندخل ...
ريم ومازالت آلدنيا تلف فيهـــااا ... قالت مستوقفه ريماس .. آستني ياريماس شوي ... وندخل
!!...
/
/
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,.!
بالســــــوق اللي كان ممتلي ضجهـ .. وآودام من كــــافة الأعمـــار من البنــات آلى الشباب ..آلى الأطفال
وآجتمـاع العوائل ...
وكل منهـــــم يقضي حاجتهـ ويتنقل من بين آلمحلات الموجودهـ بالســـــوق ...
كـــانت مع آبوها تمشي بعباتهــا بملل وعيونهـــا الواسعهـ تتنقل بآنظارها بين آلمحلات بفراغ
من دون لهفه على الأغراض ولا على المنتجـــات ..!
آبوهـا اللي كان يمشي معهـا ويحاول بحنية الأب يحمسها على الأغراض الموجودهـ
وبين كل لحظه وثانيه يآشر على فستان .. أو شنطه .. أو حتى صندل أو بلوزهـ ...
وهي تمشي على حسب مايوجهها وكل مايشوف حاجه تعجبهـ ...تسمح له يآخذها من دون ماتفكر
آن كانت تناسبها أو حتى تعجبها
...... مازالوا ماشين يتنقلون حتى آبوهـــا آنتبهـ لحاجه .. ومسك آيدها بحمــــاس .. تعالي لها المكـان معي ..
دخلت وراهـ مستغربه من حماسه آللي كــان آكثر من آي حماس حسته فيه !
وآشر بآيده على فستـــــــــــان أبيض غايهـ بروعة التفــــــــــــاصيل وآلآنـــــــــــاقهـ ...
واسع ... وآلشك والتطريز ألناعم تدل على مصمم بارع بمـجال التصاميم ...
..... وقفت قدام الفستــــــــان حتى تعلقت عيونهـــــا فيهـ ... وآختفى فيها الأحساس وغاب ...
وطفــــــــــى بعيونها شعلة هدوء .... تثير داخلهــــــااا أمواج حزن كانت راكدهـ ....
وكأن الذكرى رجعت برجوع هاللون لعيونهــــــــــــــااااا .. تذكرهابليله موجعهـ ...
من آيــــــــام لياليها الموجعهـ ... تبعثر آحساسهـــــــــــااا
حتى الذاكره آسترجعت صورتها بفستـــــان آبيض.. وبسمه... وفرحه ببداية النهـــــــــــــار ....
وآحترقت الصورهـ بعبــــاة سوداء ... وموتـ .. وعزى .. ودموووووووع ... وفراق آبدي..
ووفــــــــاة آحساس بوفاتهـ !!!!
طاحت الدمعهـ من عينهاا ورى برقعهـا وحاولت تخفيهـــــااا عن آبوهاا حتى ماتكسر
الفرحه اللي تشوفهـــــا فيهـ ...
آبوهـــــا بآبتســـامه : هاه وشرايكـ ...
ســـــاره وهي قاعده تدوس على قلبهاا وتدعي الفرحه : روعه
آبوهـــــــــــــاااا : خلاص آذا كذااا تعـــــالي قيسيه ... حتى نشوف آذا يناسبك .. وبعدها نشريهـ
ساره بآندفاع : لاااااا .. لأ ماراح أقيسهـ ... آشتريه أنا متأكده أن هذا مقاسي
آبوهـــــا : متآكده يابوكي !
ساره بهدوء : متآكده ...
آبوها : على خيرت الله ... آنا رايح للمحاسب شوي وراجع لكـ .. تركها ومشى ...
وهي لاتزال عيونهـــــا متعلقه بتفاصيل الفستان بشتـــــات ... وبعثرهـ ! وعيون غرقانهـ حزن
تتخيـــــل الموت داخل هالفستـــــــان .. ووشلون مايصبح موت ... وهي بنفس الليلهـ بتكون
لواحد غيره وتنقتل فيهــــــــــــااا آخر آمانيهاا وتمووووت !!!!....
......
بالبيــــــت آللي حواهم وآمتلا فيهم ... بنبضـــــاتهم ... بهمومهم .. وآحزانهم وآفراحهم ...
وثوانيهم بكل الفصول الآرربعهـ .. ربيع وخريفـ وصيف .. وشتــــــــااااا ....
الشتـــــا آللي مازالت رجفة بروده مستوطنه آنحـــــــــــاء الرياض ....
قاعده على كرسيهـــــااا وضامه كفوفها عند ثغرهاا حتى تدفيهم ..... بصباح يوم ثلجي بارد ...
آلكل آجتمع تحت مستعــــد للسفرتهم اللي بتكون للشرقيه بعد ســـــاعه ... من دونها آللي كانت
لاتزال بغرفتهااا قاعده وشنطتها الصغيره اللي حطت فيها بعض ملابسها جنبهااا ....
آليـــــوم عدى على ذكرى فراقهـ شهر وآكثــــــر ... وبعد كم يوم يكتمل تمام الشهرين !...
يوووه ياطولهــــــااا .. وياسرعها الدنيــــا لامضت ... تسرق منى ساعاتناا ... ومعها تنطوي وتزيد آعمارنا
يوم .. بيوم مر عليهــــاا ..وكنهـ سنه ! كل يوم من الآيام اللي مضت كانت تنام ودموعهاا تغسل عينهاا
قبل النووم وتبكييي آليــــن من العين تتعب وتنـام .... ولا غفت هالعيــــن وآشرق عليها الصبح
تتثاقل جفونهـــا تنفتح مره ثانيهـ .. وكأن ألود ودهـا تقضي تعب وحزن الأيام اللي مضت بالنووم
وماتحـــــــــــس بشيئ ... سوى آلآحلام اللي تراودها لانـامتـ
آيــــام ممله .. تكرهها .. وبجنون .. وتكره ذكراهاا آللي يكسر هيبتها وأحلامهاا وطفولتهـــااا .....
والعمـــــــر يعدي !
وبعد كم شهـــــر آقتربت تكمل التسع طعش ..! تسع طعش بس .... وآحساسهـا سبقهااا وكبّرها عشرين سنه !
آحســــاس الطيش اللي كان داخلهاا يحيي مراهقتها طفى ..... وماعاد فيه سوى الركود ...
آحســــاسها نضج قبل عمرها وكبـــر آكبر بكثير منهـــــا !...
آمتدت النظره للسمــــاا اللي كانت تناظر لها من النــــافذه ولمحت عينهــا صورته اللي لاتزال موجوده
ورى نظرتهاا وتخبيههــــا عن عيون الكل ... مجرد شووق بين قلب ونفس خافي !.. بصمت .......
... الأكيد آن آموره بخير .. والآكيد مايعاني كثر مــــاأعاني وهذا المهم ......
وهاذي هي سوالفها بينها وبين نفسهاا تحكي عزيمه على الوداع ... مع ذكرى لازالت حيه تطلب له السعاده
من آعمــــــــــاقها على كل اللي حصل منه .. ولاكن بعيد عنهاا ....
كانت ثواني ... حتى قطع على بحر آفكارهاا صوت ياسر يناديهـا .. يبي يستعجلها تنزل وتنضم لهم
حتى يمشون للقطــــار اللي يبي يوديهم للشرقيهـ ...
ريم : طيب جيت .....
بهدوء سكّرت نافذتهاا .. وآثنت ظهرها حتى شالت شنطتها متوسطة الحجم بآيدها اليسرى
.. وبآيدها اليمنى شنطتها البيضاء المخططه بآلوان الطيف ....
نزلت لهم وآنضمت لأمها وجدتها ومها آختهـــــاااا مع عيالها .. مستعدين للسفر مع ياسر أخوهاا
وبدر ومعهم نواف ...
... كل منهم طلع برا البيــــــت ... متجهين للقطار اللي تبي تكون وجهته للشرقيهـ ...
كل منهم ركب بمقعده .. وقعدت هي قرب النافذه ومن جنبها آختها مها ..
وقدامها على طول ريماس وفيصل أللي كانوا لأول مره بحياتهم يركبون القطار ومبسوطين .....
ومن جهه ثانيه كانت موجوده أمها مع جدتها وقدامهم ياسر ونواف ...
أما بدر فكان قاعد عند آحد الركاب بعيد عنهم ...
كانت دقايق ... ومن بعدهــا مشى القطار متوجه للشرقيهـ ..... !
وكلن بمكـــانه لايزال .. ريم كانت مسنده راسها على النافذه بهدوء ... ومهاا حاطه السماعات بآذانها
ماتبي تسمع صوت آزعاج عيالهــا اللي كانوا بين الدقيقه والثانيه يتهاوشون وشوي يتراضون .....
فيصل بعد مامّل من الهواش مع أخته قام يكلم ريم اللي كانت قاعده قدامه ومابينه وبينها الا الطاوله
خالتو ليم خالتو ليم ..
ريم من بعد ماكانت سرحانه : هممم ...!
فيصل : غني لي
ريم : فصولي هذا وقتك !
فيصل : ماني ماني غني لي
ريم : فيصل حبيبي قلت لك مو اللحين
عصب فيصل واحتدت عيونه وكتف يدينه معصب ثم قال بأصرار تيب دولي لي قثه (قصه )
حطت ريم آيدها على عيونهـــــــاا وقالت بتعب اللهم طولك ياروح .. فصولي تعبانه حياتي انا
بعدين أقولك .. اللحين أقعد زي ريماس الشاطره ... أو نـام الين مانوصل ...
وقف فيصل من مكانه بعد مازاد تعصيبه هئه مانيييي أبي قثه يعني أبي قثه
رفعت ريم حاجبهاا وماودها ترادده ويسوي لهم دوشه بالقطار .... وانا قلت مافي
طلع فيصل لسانه معصب وقال بغيض مو لاذم .. آنا آبي الوح لخالو ياسل (ياسر ) يدول لي
مشى تاركها .. وريم صارت تناديه خايفه يروح ويضيع أو يصير ه شيئ لاسمح الله
مها ببرود : خليه يولييي ... ماعليكي منه
ريم : لاحشى منتي ام مالت عليكي ..
مها بلا مبالات رجعت حطت السماعات بآذآنهاا .. وغمضت عيونها بتطنيش
فيصل من بعد ماتركهم وراح يدور بآرجاء القطار يدور مكان خاله ياسر .. ماطول كثير ولقاهم على طول
فيصل : خالو ياسل .. خالو ياسل ...
ياسر مستغرب .. فيصلوه وش جابك هنا ! ..
فيصل : ديت أبيك تدول لي قــــثه (قصه ) ...
ياسر : تعال آقعد بابا .. وخلك من آلقصه ....
فيصل : وزادت تعصيبه حتى طــال صوته : مانييي مانيييي دولو لي قثه
ياسر بحزم : فيصل قلت لك آقعد ....
كل هذا كــــان يدور قدام عينه حتى تبسم لما شدته حركات هالطفل اللي عمره ماأختلط فيه
نواف : تعال عندي أنا أقولك أحلى قصه ..
فيصل بحماس : لاآرادياا راح لفيصل ... ونواف شاله بين يدينه وخلاه يقعد على الطاوله اللي قدامه ...
فيصل : يالله دوول دووول .. آثمع آبي قثة الأسد والعصفول
رفع نواف حاجبهـ : آسد وعصفور !... بعدني ماقريتها والله
فيصل وقاعد يفكر : أمممممم ... تيب آبي قثة البقله(البقره ) .. والمحاحه (الحمامه )
توسعت عيون نواف اكثر : بقره .. وحمامه !.. والله ونا خالك حتى هاذي بعد ماأعرفهااا ...
فيصل وكأن نواف مو مالي عينه قال ببراءه : يووووه أنت قثثك وععععه .. خالتوو ليم
تدووول لي كل ثيئ
قرع أسمهاا على آسماعه من جديد .. وكأنها تذكره بنفسها بين الوقت والثاني حتى مايتناساهاا
تبسم لاآرادياا عند هالأسم .. ثم قال طيب وشرايك نترك قصص الحيوانات على جنب
وآقولك قصة الأمير البطل والأميره الحلوه ....
فيصل بحماس : هييييه هييييه أي أي دولها دولهاا ..
نواف أوكي آقولها لك ولاخلصت احكم آيهم آحلى قصتي ولا قصة خالتك
فيصل وعيونه البريئه كله حماس وتنتظر نواف .. تيب
نواف وبدى يسرد قصته ... كان يامكان في قديم الزمان وسالف العصر والآوان لاحتى كان ..
كان في رجال بطل يساعد الناس ويحبهم والكل يحبونه .... ولاكن الولد كان فقير ...
ومـاعنده فلوس ولابيت .. كان يعيش بكوخ صغير موجود بآحد الغابات مع آمه العجوز
اللي كانت كبيره بالعمر .. وبكل صباح تشرق فيه الشمس كان يطلع من الكوخ ويروح للمدينه
حتى يبيع الحطب اللي كان يقطعه من آشجار الغابه .... وفي أحد الأيام أنتبه أن الآخشاب اللي كانت معاه
خلصت فقرر يروح للغابه حتى يقطع أخشاب جديده ويروح يبيعها حتى يجيب فلوس
مسك الفأس بين يدينه وصار يضرب بالأشجار بيدينه اللي كانت قويه والعرق من جبينه
كان ينزل ويمسحه ويرجع يقطع ... وفجأه حس بالعطش وراح يشرب من النهر الموجود
من بين الأشجار ... ترك الفأس من يدينه ومشى متجهه للنهر حتى يغتسل ويشرب ...
راح للنهر وصار يجمع المويا راحة يدينه ويشرب ويشرب لأنه كان عطشان كثيير
ومن بعد ماأنتهى صار يجمع المويا بين يدينويه من جديد وينثره على وجهه .وفجأه !
انتبه لصوت بنت كانت تغني بصوت ناعم .... حتى الولد الوسيم اللي كان أسمه ريتشارد راح يدور
على مصدر الصوت
ولقـــــاهااا ...
لقى بنت كـــانت آيه بالجمال قاعده بفستانه الأبيض الناعم على البحيره من الجهه الثانيه وقاعده تغني
للعصـــافير والحيوانات اللي حولها والكل كان مبسوط ومستمتع لها الصوت
آلولد حب صورة البنت آللي كانت بجمالهااا أجمل من نســــاء الدنيا كلهاا
وماقد شاف مثلهاا أبداااا ... وقف مبهوور من حسنها الفتان وعذوبتها ورقة صوتهاا
... حتى نسى التعب اللي كان يحس فيه
ووقف حتى يستمتع بالصوت اللي كان يصدح بآرجاء الغابه معهم .....
آنتهت البنت الفاتنه من أنشودتها اللي كانت تغنيهااا ... وريتشـــارد الوسيم كان يراقبها بآبتسامه
أرتبكت البنت لما شافت ريتشارد ووقفت ...
ريتشـــــارد بعد ماراح لها ماتكلم : سوى أنه مد لهــــا ورده حمراء كانت تشبه جمالهاا
بآبتسـامه وذوق خذت البنت الورده الحمراء من آيده .. وتشكرت منه بلباقه ....
كــــانت البنت تبي تمشي والشاب آستوقفهاااا وقال : آسمي ريتشارد
تعلقت أنظار البنت بصورة الشاب الوسيم وقالت آنا سيدني
كـانتت هاذي الطريقه اللي تعرفوا فيهاا ومن بعدها طلب الشاب من البنت الحلوه تجلس
حتى يتكلم معهاا ويعرفها أكثر ... مارفضت البنت وقعد كل منهم يتكلم ويتكلم ..
الشـــــاب حب البنت كثير وأعجب بشخصيتها وجمالها وحلاوتها ....
بينما البنت ماكانت تدري ان الشاب الوسيم اللي اعجبها أخلاقه حبهاا !...
مر الوقت سرييع وكل منهم ماحس فيه آلين مالشمس بدت بالغرووب والظلام بدى يتسلل شوي شوي
ويغطي على الشمس
أنتبهت البـــــــنت للشمس اللي كانت على وجه الغروب وحست أنها تآخرت
وقفت البنت حتى قالت له انها تآخرت وتبي ترجع لبيتهاا ..
والشاب الوسيم اللي حبّها طلب منها يوصلها للبيت
لأن الظلام بدى يغطى الغابه وخايف عليها من الحيوانات المفترسه واللي يمكن تآذيها وسألها وين بيتهم ..
والبــــــــــنت آشرت بأصبعهاا على قصـــــر كبييير .. كان هو قصر الحاكم !
ومن هنا عرف ريتشارد ان اللي حبهـــا كانت الأميره !... أنصدم ... ولاكنه مابيّن هالشيئ
ورافقها حتى وصلها لقصرهــــــــااا وتركهـــــــاا ...
ومن ذاك اليوم والشاب أصبح يفكر بالأميره اللي شافهااا وكل يوم يروح للبحيره
لعل يشوفها ويلتقي فيهاا .. ولاكن للأسف ماكان يلقاهاا !!....
يوم بيوم كان حب الاميره يكبر بقلب الشاب الوسيم وداخله بدى يزيد أصراره على أن يصير غني
ويتزوجهاا ... وبآحد الأيام قال لأمه أنه يبي يسافر وبالفعل سافر بعيييد ....
لبلاد الهند حتى يصير تاجر ويجيب فلوس ويتقدم لهااا
وصار غني وتـــاجر كبير والكل آصبح يعرفه وآخيرا جاء بآحد الأيام وكان فرحان ومبسوط
وجايب آلألماس والذهب والدينارات وراجع لأمه حتى يطلب منها تروح للحاكم وتطلب ايد بنته ...
..ولاكن للأسف فرحته ماأكتملت لما أمه قالت له عن الخبر الصاعقه ...
وان الأميره تزوجت الأميــــــر .... يوم كان مسافر للهند !!!!!!
طووول الوقت كــــان فيصل منسجم ومتعاطف مع الشاب الوسيم واللي كان فقير ...
حتى قاطع فيصل نواف وتكلم : تيب تيب ليس مو ليتشالد يلوح يذبح الاميل (ألأمير) ويتزودها
نواف : مايقدر يذبحه لأنه ماآذنب
فيصل تيب ليش مو ليتشالد يآخذ الأميره من الامير ...!
نواف ... مايقدر ... مايقدر لأن آلأميــــــر قدّر على قلب الأميره وخلاهـا تحبه !
فيصل بحزن : لأ لأ ... أنا آبي ليتشالد يتزود الأميره
آبتسم نواف وقال بصوت أقرب للهمس ..... ان شاء الله يتزوجهاا .... !!!!!!!!!
ومن ثم بعدها قال : ماقلت لي شلون القصه حلوه ولافتفوته !
فيصل : حلووووووه كثيييييييييييييل ...
فيصل : طيب تعال خلني اقولك شيئ بآذنك
فيصل بحيره قرب أذنه لنواف .. ونواف قال بصوت قصير ..... لاتنسى تقول هالقصه لخالتك ريم طيب !
أبتسم فيصل بطفوووله : تيب
غمز نواف لفيصل وثم قال وشرايك نصير أصحاب ...
فيصل ويحاول يقلد نواف وصار يغمز بطفوله : خلاااث نصيل أصحاب .....
/
/
....... كلها كانت ساعات .. ووقف القطـــــار عند المحطه الموجوده بالشرقيه ووصلوااا ...
مهــا وبآيدها صارت تهز كتف ريم الغفيانه بشويش ... ريوم قومي
حست ريم بآيد مها وصحت ....
مهـا : يالله أمشي وصلناا
ريم ومعدتهـا مازالت تتقلب ومي متقبله القطار اللي يعتبر ولآول مره تركبه وراح تكون آخر مره ...
بعد آلآم الفظيعه اللي سببه لها ... حطت آيدها على بطنها ثم وقفت ...
ونزّلت مع اختها مهاا ...
نزل كل منهم من القطــــــــاااار .... وألتموا على بعض ...
آستوقف يـاسر سايق آجره .. طلب منه يوديه لمنتجع الهولدي أن ... اللي راح يقعدون فيها كم يوم ...
.. وصلواا .... حتى حظنت خطواتهم شـــاطئ نصف القمر اللي كان يبعد عن الخبر بمسافه ...
آستأجر ياسر شاليه ينـــاسبهم ومتكامل بشكل راقي على البحر
آللي كان منظره خرافي بالآجواء اللي كانت غيم ومظهر الموج اللي كان يلطم نفسهـ .....
آذهلهــا روعة الاجواء مع المنظر آلأكثر من رائع
وآجبر نواظرهاا تتعلق فيهـ ....
آستأجر ياسر شاليهين الأول لأمه وخواته مع جدته .. والثاني له مع اخوه ونواف ...
حتى كل منهم يآخذ كامل راحتهـ ... !
الكــــــل منهم دخل للشاليه الخاص فيه حتى يتفقده ... ويرتاحون فيه بعد السفر .. سواها ...
اللي كانت لاتزال واقفه مستمتعه بالأجواء ....
بدر من بعد ماتفقد الشاليه وأعجبه طلع وكل نيته يروح لشاليه خواته اللي كان ملاصق الجدار
بالجدار الشاليه اللي كانوا موجودين فيه ... طلع وتفاجأ بوجودها قدام وجهه ..
بدر : ريمووه .. ورى ماتدخلين انتي وخشتك ..
ريم وتوها تصحى : هممم ... ماسمعتك
بدر : لاااا العمه غرقانه بوادي وأنا بوادي .. ثم قال بمزح ... آقول أدخلي الله يصلحك لاأكسر راسك ..
ريم :.. وحست بنفسها سرحت لاآرادياا ونست نفسها وهي واقفهـ ...قالت معليه والله سهيت اللحين بدخل
بدر : بلا والله مقطعتك الرومنسيه ...
ضحكت ريم من تعليق أخوهـا ثم قالت .... وجع لاتتمسخر ... وبعدين ش دراك أنت بفن تآمل الطبيعه يالجلف
بدر بدعابهـ .... : جلف الله مخك .. آقول أدخلي لابها العقال
ضحكت ريم أكثر .. شوي شوي خوفتنيي .. وبطاعه لكلام أخوها دخلت حتى تنظم لأهلها الموجودين داخل الشاليهـ
... والقاعدين بالصاله الآنيقه الموجودهـ .... وبوجهها انتبهت لفيصل وريماس اللي كانوااا
يتطاردون بداخل الشاليهـ ....
دخلت ومن بعد ماتأملت آرجاء الشاليهـ .. رمت نفسها على أحد الأسره الموجودهـ وكأن آلام بطنها
اللي ثارت عليها بالطياره رجعت عليها بها اللحظات ...
حظنت احد المخدات وحاولت ترتاح تاركه آهلها وراهااا .. تبي تلتمس الراحهـ وتآخذ لها غفووهـ ....
...... مر الوقت عليهم سريييع ... وكل منهم آستمتع باليـــــوم بآكمله ....
مابين الشباب اللي آستغلوا الفرصه وكل منهم فرّغ كل حماسه بالألعاب اللي كانت موجوده
من كورة الطائره للسله ومابين النادي الصحي
وبنفس الحال عند ريماس وفيصل اللي ماهجدواا من الحركه مابين اللعب بالبحر والمسبح
والألعاب ... حتى جدتها وأمها ومها آستغلو الفرصهـ وآستمتعوا بالموج ومنظر البحر اللي كان يستكين
وفجأه يثوور ... ومتروا الشاليهات ماشين راجعين يتمشون .... دونهـا !
اللي كــــــــانت لاتزال نايمهـ من دون ماتحس بنفسهااا ..ورفضت تقوم
بكافة الأشكال اللي حاولوا أهلها يقومونها فيهــــا ولاحياة لمن تنادي ....
صحت ..... حتى صارت بصعوبه تفتح عيونهااا .. وأمتدت آيدها لجوالهاا حتى تشوف الساعهـ ...
شافت الســـــاعهـ ... 9 الليل ... وآلتفتت للنافذه حتى شافت الظلام متسلل من النافذه
لاآرادياا ... توسعت عيونها بعد ماحست بنفسهاا سرقهاا الوقت حتى طار النوم من عيونهاا وعدّلت قعدتها ...
آنبت نفسهــــــااا للحظات على الوقت اللي خذاها نايمهـ ... وخلا اليوم بآكمله يروح عليها ..
شالت نفسها وعيونها الناعسه لاتزال خدرانهـ ... تدّور أحد موجود بالشاليهـ ... ولاآحد موجود ...
بملل تآففت .... بعد ماتأكدت ان الكل تركهـــــاااا ...
آستسلمت للواقع وبقل حيله راحت تغسّل وجهها وتتوضى حتى تقضي فروضها اللي فاتتها ...
أنتهت وشالت مصلاها .. وراحت تبدل ملابسهاا وتلبس ملابس أكثر راحهـ ...
غيرت ملابسها ولبست بنطلونها الجنز الأزرق مع بلوزتها الصوف الرماديهـ ... لبستها
بالرغم من آن أجواء الشرقيه بلعاده ماتكون بذاك البروده ولاكن عشان قربها من البحر
كانت درجة الحراره منخفضهـ والأجواء أكثر برودهـ ...... رجعت ريّحت ظهرها على
احد الكراسي الموجودهـ
وصارت تشرب بأيدها اليسري كاس موياا .. وبآيدها اليمنى رافعه جوالها تبي تكلم آختها مها ....
كانت ثواني وقطع عليها آصوات آهلها باللحظه هاذي داخلين آلشاليه آلتفتت بآتجاه الباب
وشـــــافتهم مقبلين عليهاا .. سكرت جوالها على طوول وراحت لهم ....
ريم وقاعده تكلم آمهـــــا : .. ليش ماقعدتوني وتركتوني نايمه والله مالكم داعي ..
مهــــــااا ... : وخاشه عرض ... نعم نعم .. ماقعدناكي ...! وصوتي اللي راح وش تسمينه
حسبي الله على عدوينك من بنت نعنبو دارك اللوز عندي ورّم ... وعيالي أنبحت اصواتهم
وحنى نقعّد فيكي ونتي صنم ماتتحركين ولا تسمعين ...
ضحكت ريم : آووف موب للدرجه هاذي .. وبعدين والله ماحسيت فيكم
مهاا : بلا والله من قل آلأحساس
جدتهااا : تعال بس يمه اقعدي جنبي خليكي منهم نوم العوافي ..
راحت ريم لعند جدتهااا وقعدت جنبهاا ... وبعد وقت ... جابو الشباب العشــــاء
وجدتهم طلبت من ياسر يحط العشاء على البلوكونه اللي تطل على البحر .. وكل منهم يجتمعون حولها
ويتعشون سوااا .....
آنحط العشـــــــاء اللي كان عباره عن آكل بحري بكافة آصنافهـ .... وألتم الجميع حول السفره
من نواف لياسر وبدر .. وأمهم وجدتهم ومهـا وريم اللي كانوا قاعدين يتعشون بعباياتهم ...
ومعهم على كراسي منفرده فيصل وريماس ...
آلكل بدى يتعشى ويآكل ومعهـا يتجاذبون آطراف السوالف والتعليقات كجمعه عائليه ممتعهـ ... على هواء البحر
آلكل بدى يتعشى ويآكل ومعهـا يتجاذبون آطراف السوالف والتعليقات كجمعه عائليه ممتعهـ ... على هواء البحر
عينهـــــاا كانت تراقبهم بصمت ومكتفه يدينهـــــااا .. تتآمل الأكل اللي قدامها وتسمع لسواليفهم بهدوء
ياسر : وقاعد يمزح مع جدته ماودك يايمه أشري لك بدلة سباحه تطبحين فيها بالبحر
ضحكت جدته حتى ضربت آيدها على صدرهاا : ويلي سم الله على عقلي وديني ... لاا وييه
قال آسبح هاذا اللي باقي
نواف بدعابهـ : أنا أقول هوني وأسبحي ..لأن ترى بموية البحر آفاده لرجلينك وجسمك
حتى يقولك اللي يغطس غطسه مره وحده يرجع شباب عشرين سنه
جدتهم مصدقه : ويلييي صدز عاد
لاآراديا كل من ياسر ونواف ضحك مع الجيمع ... على طريقة جدتهم اللي واضح أنها تقبلت
الفكره على طووول ...
جدتهم : آها عاد أنت وياه لاتخليني أسويها وآغطس قدام هالآوادم ....وآخربها
بدر بفكاهه : سويها جدتي بس قبلها قولي لي حتى أجهز كاميرا الجوال وقسم لأسوي لك اطلق بلوتوث
آلكل ضحكـ ...
جدته قاصده بدر : آبوو هالراس يالموذي تسويها ...
أمهم : بديروه ووجع أترك جدتك .....
بدر معصب اللحين نواف وياسر لهم ساعه ينكتون على روسكم ويشمتون ماقلتو شيئ
وأنا يادوبك خشيت بالسالفه وقلت كلمتين كليتوني .. ياوجع قلبي بس صدق من قال الدنيا مقامات
جدته وقاعده تضحك : ياعين جدتك زعلت ... لاأبد والله مااعاش من يزعلك ...
بدر : آيه ايه .. أضحكي على عقلي المسكين بكلمتين ...
جدته بمزح ضربة على كتفه بشويش وضحكت : الله يخس شيطانك .. لسانك متعوذ منك
........... بنفس اللحظات كانت تتآمل بدر وآلأبتسامه على محياهاا تضحك من ورى نقـــابها اللي كان
مبرز وسع عينهـا على لسان بدر اللي مايضاهيه لسان
.... وأبدااماكانت تحس بالعيون اللي تسرق النظرهـ وتخطفها من عينهــــــاااا على غفله من الكــــــل ...
..... كانت عين نواف عليهــــااا وتناظر لها مابين الدقيقهـ على غفله من دون ماعين تنتبه لهـ ...
مـــاكن مستقد يناظرهاا ولاكن العين هي اللي كانت تشده وتجبر عينهـ تناظرهـــــا
وخصوصا أنه ولاول مره بحياتهـ يجتمع فيهاا بمكــان واحد ... وقدامهـ !
وشلون يبي يمنع نفسه وهو اللي كله لهفه عليهــــا ......
لحظات وبدت عيونهـا اللي كانت مركزه على بدر تحس بعيون تراقبها بين اللحظه والثانيهـ ...
لاأراديا حركّت عينهــــــــااا ... وأنتبهت له حتى طاحت عينها بعينهـ ... !!!!!! كانت ثواني مثل لمح البصر
وفورا شالت عيونهـــا وآبعدتهاا وكأنها ماأنتبهت نهائيا لنظرتهـ .. آرتبكت من الداخل حتى حست
أن كل مابداخلها أهتز من نظرتهـ الغريبهـ واللي آبداا ماكانت طبيعيه ومثل آي نظرهـ ...
زاد آرتباكهاا حتى أصبحت ماتدري وين تحط عيونها حتى تهرب من نظرتهـ ... ماكان عندهاا حل سوى
أنها... آثنت راسها على صحنهاا وحاولت تركز على الأكل الموجود فيهـ.... متجاهله اللي صار تماما ..
وتحاول ماتعطي اللي حصل آي أهتمام ... وكأن دقات قلبها بدت تدق خوووف من آحساس مجهول !
/
آمهاا كالعاده بقلبها الحنون اللي كانت قاعده تناظر لأكل عيالها واحد واحد وتشوفهم آذا محتاجين حاجه
حتى تقربها لهم ويآكلون منهاا .. آنتبهت لريم
اللي كانت ماهيب معهم آبداا وبوادي ثاني وماسكه الشوكه والسكين وقاعده تلعب بالسمكه والخضار
الموجود بصحنهاا وتحاول تآكل قطع صغيره من دون شهيه حتى تشغل نفسها بحاجهـ ... بالرغم من آن
آلآكل ماكان عاجبها ومو داخل مزاجها
آمهاا بصوت قصير بعيد عن آسماعهم : يمه وش بك ماتآكلين .. مو عاجبك الأكل
ريم وبعد ماحست بصوت أمها آلتفتت ... : لاياحياتي يايمه والله عاجبني بس مالي نفس ...
أنتي كولي ماعليكي مني
أمهاا . وتسكت شوي .. وترجع تتكلم ... آجيب لك صياديه !
ريم بآبتســـامه يايمه ياعيني والله ماآبي شيئ ولاني مستحيه لابغيت مديت آيدي ...
جدتها بآنبراش : وشبكم ...!
أمهــــــااا : آقولها كولي تقول مالي نفس
جدتها : وييييه آي نسينا آن ريم ماتحب السمك ... وثم آلتفتت لياسر ونواف ليتكم جايبين لها دجاج او لحم على الأقل الله يهديكم ...
ريم مستوقفه جدتهاا : لامين قال .. بلعكس عادي آكل السمكـ.. ولاكن مالي ذاك الشهوه فيه
نواف ..... : آلمطعم قريب آذا تحبون آجيب حاجه منه غير السمك آنا حاضر ...
جدتهـ : آي والله ياولدي ياليتك تجيب لهااا ...
قطعت كلامهم ريم مستوقفتهم ... لأ .... لايجيب حاجه لي آنا شبعت ..
حست انا آندفعت ومن ثم رجعت تكلمت بهداوهـ ... أنا شبعت ... آذا انتم تحبون يجيب حاجه لكم
فأنتم أحرار أما آنا فخلصت ووقفتـ
جدتهـ : تعــــالي على وين رايحه ...
ريم : معدتي شوي تعبانه بروح آرتاح فوق عن آذنكم .. ومشت تاركتهم ...
دخلت وفكت نقابها والطرحهـ ...ومعهم العبات ورمتهم على الكنب الموجود داخل الشاليهـ بملل
وراحت لنفس السرير اللي كانت موجوده فيه ورمت نفسها عليه من جديد .....
بتعب فكت شعرهاا وحطت آيدها على بطنهــا وكأنها تبي تهدي الآم معدتها بلمستها اللي تروح وتجييي
شووي وبدت أنفاسها تهدى والآلام بدت ترجع تخف ..... غمضت عيونها بهدووء ......
ومن هنا طارت فيها لحظات الذاكره على أخر ماحصل !!!....
تذكرت الموقف اللي صار لهـــا على آلعشاء ...... نواف ........
ونظرتهـ الغريبه اللي شافتهــــــااا داخل عينهـ لما تعانقت نظرتها بنظرتهـ ..... !
ومـــاكانت هي النظره الوحيده ! ... نظرتهـ لمـا شافها قبل كم يوم بالحديقهـ كانت تشابه هالنظرهـ
ومو وحدهــــا النظره اللي بدت تخوفهـا آلا آيضا البسمه اللي شافتها بالحديقه من شفاته لهاا
ماكان لها مبرر .... وضربت معها آلف سؤال بسؤال على الذاكرهـ .........
تذكرت صورته لما كان راح يقوم يجيب لها آكل من المطعم !.... وتصرفاتهـ أللا طبيعيه
آللي بدت تبـــان من ناحيتهـ ...!!!! ....
زادت حيرتهــــااا أكثر حتى خذاهـا آلسؤال .. هل ياترى كل مــــاشافته من نواف
تصرفات مقتصدهـ .. يقصد فيها شيئ ! .... ولا مجرد تصرفات بريئهـ آربكتهـااا ...
وهي فهمتهـــا غلط ..لأنه كان قبل هذاا يبيهـاا ويعتبر آحد خطابهااا !!!................
آحتــــــارت ماتدري .... وقعدت لاتزال بين هذا وهذاا ....!!
/
/
/
مرّت الأيـــــــــــــــــااام ..سريعه .. بآسرع ممـــاكانوا يتخيلون ..... مضى أسبوع كامل على تواجدهم
بنفس الشــــــاليهـ آللي عاشوا فيه آيـــــاام غيـــر عن باقي الآيــــــااام .. كانت فرصه للأستمتاع
من ناحية بعضهم .. ومن ناحيتهــــــا كانت فرصهـ للنقـــــاعه والنسيــــــاان ........
بالفعل حاولت تتنــــــاااساه وقدرت ... ولاكن ماقدرت بالشكل المطلوووبـ ...
على قـــــد ماكانت تتناساه بنهــــارهـاا وتضحك حتى تسلي خاطرهــــــــااا مع آللي حولهـاا وتبعده عنهااا
... يبعـد بالفعل .. ولاكن مايطوول البعـــــد حتى يرجع لها طيفهـ بالوقت اللي تركد آنفاسها فيهـ
وتستلم للهدوء ... ويغيـــــــب الكل ويبقى هوو .......
مرت آيام الأسبوع عليهـــــــااا .. حتى غيّرت فيهـا بعض ملامحهاا ورجع وجه الحياه لمحياهاا
اللي كــــان يحكي سيرة آنثى
بدت ترجع لها مراسم الراحهـ .... والبسمهـ ... وهدوء نفس ...آللي فقدتهـ من آيــــــــــــاااام ...
حتى جوالهــــــااا آقفلته .. وأبعدتهـ عنهااا ..وآبعدت معه نفسها عن كل اللي يعرفها
وكلهــــاا كانت عزيمهـ على آستغلال كل ثـــــانيهـ تقضيها بها المكـــان ...
وتقعد فيها مع نفسهـــا حتى تراجع آوراقهـــــااا ... وتتراضى مع روحها
بالفجـــــــر على وقت الساعهـ 5 آلكـــــــل كان نايم بســــلام بفراشهـ ... آلا هي
آللي مازار النوم عيونها الناعسه ..... رغم آن بالهـــا كان خالي وماأشغله مخلووق بها اليوم ...
غمضت عيونهـا لساعات .. ولاكن عبث ! عيى لايزورها النوم .........
بهدوء فتحت عيونهــــااا .. وبدت تتملل من التمدد على السرير .. حست أنها ودها تمشي
أو تتأمل آلبحر بأقل الأحوال ..... شالت بطانيتها عنها .... وجلست ظهرها
حتى لبست شبشبها الآبيض ... ووقفت .. ومن بعدها مشت متجهه لباب البلكونه آللي يطل على البحر ...
بخطوات خفيفهـ مشت بفستـــانها الوردي النـاعم اللي كان خالي من آي تطريز وتكلف ..
وقصير آلى حد سيقانها ... تذكرت حاجه ! ورجعت حتى جابت شالها الصوف آلأصفر لأن الجو بالفجر أكيد
راح يكون بارد ....
راحت وبلمسات ناعمه فتحت باب البلكونهـ حتى ماتطّلع صوت وتقوم أهلها من نومهم ....
أنفتح البــــــــاااب .. ومعهـ آنطلق الهواء داخل الشــــــاااليه يبعثر غطى الستاير ......
خافت على أهلها يبردون لذلك طلعت وسكرت الباب وراهاا ....
وأكتفت بالقعده على أحد آلكراسي أللي كانت تحوط آلطاوله آلموجودهـ .....
جلست بصمت وحطت الشال على أكتتافهــا وكتفت يدينهــــااا تحاول تلتمس الدفاا ....
ومعها رفعت عيونهــــــــااا حتى أمتدت تراقب آلمنظـــــر .... آللى آذهلهاا ....
اللي يحكي منظر آلسمـــــاء المظلمهـ وخيوط الفجر المتسلله مابين آنحـــــاء الفضاء واللي معطيه السما
تدرجــــات اللون الآزرق بين المسافات ...
والغيم الآبيض من بين ثنايا الفضــــــــــــــااا !
كـــــــــــان متبعثر وسط صدر السمــــــاء بشتات يعكس صورت منظر شتوي .. بليله ساكنهـ ...
آلآجواء كلهــــــــااا على بعضهاا ... كانت هاديهـ وطاغي عليها الركود ... ومساحات الشاطئ كانت فارغهـ
من كل حس وكـــــل صووتـ .... وآلهدوء مستوطن ... والموج لايزال يتحرك بمهل ويقرع على آسماعهاا
بصوتهـ آلمتناغم ....
خذتهــــــــااا الدقايق تتأمل بصمت حتى آغراهـــا آلمنظر وجذبها ...
وتجرأت تقترب للبحر وخصوصا أن آنظارها طّمنتهـــــــاااا آن الشاطئ فاارغ ...
بجنون طرأ عليها وقفت تبي تتقدم للبحر ...أكثر ...
ومشت على الرمل ... وعيونها تراقب خطواتهــــــااا ..
خطوه بخطوه آلين مــــــــاوصلت برجلينهــــا آليا حد حدود البحــــــــــــــرر.....
آقتربت أكثر حتى البحر بدى يلامس رجلينهاا ويغسلهاا ...
بنعومه آثنت ظهرهااا وصارت تجمع قطرات البحر بين يدينها وتبعثرهااا بالسماء برحابهـ ....
والبحرلايزال يمتد والموج يتقدم لهـــــاااا ...... وقفت ... حتى خافت الموج يثور عليها آكثر ..!
وأبعدت عنهـ على بعد كم خطوهـ وقعدت على الرمل مفضله التأمل على آلعبث بالمويــــــاااا ......
.......
خذاها الوقت أكثـــــررر .. وسرحت مابين الخيـــــــال والواقع .... والآمال اللي كانت فيما بينهم
هنــــــا كان الفضااا واسع ...... وهنـــــا كانت العيـــــن تتآمل ! ....
ومعهـــااا تجردت الآحاسيس والمشـــــــاعر من السكون وتعرت! ...
حتى آنكشف كل اللي بدواخلهــــاا قدام هيبت هالبحـــــــررر ....
آلبحــــــر اللي كان ودهــــــــااا ترمي كل آحزآنها عليه .. وأعطاها كل السيــــــــاده .... ....
آلتعــــــــب آللي كان داخلهاا تلاشى وأصبح ماضي ...
والآلام طـــــــــــــابت ! ...
. حتــــــى آلجروح ! قربت تبرى ....! ، ولاكن هوو ...
هو اللي مالقت لنسيــــــانهـ حل أو طريق تمشي فيهـ .. وهو اللي يرافقها بحلهـــا وترحالهااا ......
والغــــــريب آنه آلوحيد آللي حاولت تتناساه ومارضى قلبهـــــــــــاااا .. ولاتدري ليه
سلطــــــــان .....
آسم عجزت تحاول تقنع قلبها فيه حتى يكرهه ماقدر ... ليش .. ولاتدري !..
ولاكن الأكيـــــد لأن اللي بداخلها مشاعر أكبر من قدرتها على نسيانه بها السهوله
رغــــــــــــم آنه ياماا تناساهااا ..
ويامااا عذبهــــاا ..
ويامااا قضت من آلليالي تنوح وتبكي على حظها آلعاثر اللي جمعهـا فيهـ ...
وهي اللي عمرها ماراح تنسى أول ليله من زواجهاا آللي جمعتهم ببيت واحد ....
وكأن ذكرى ذيك الليله بثوانيها لازالت باقيه بذاكرتهاااا ...محفوره !
شكوكهـ .. غيرتهـ .. جنونهـ ... حتى حدة مزاجهـ وطبعه ألصعب ... آللي ذاقتها فيه بالأيام اللي عاشتهاا
معاهـ .. كل هذووول عجزوا يخلون قلبها يكرههـ ...
وهو آللي بكلمه حنونه ينسيهـــــــاا شقى سنين ....!!! وهذا اللي موجعهـــااا وكاسر مجاديفهاا ....!
وبين هذا وهذا كــــانت هي الآحاسيس آللي تكلم وثغرهــــا صامتـ .... !
أحاسيسهـــا آلمتبعثرهـ .. اللي تشابه الغيم .. لامن تلملم على بعضهـ وتكاتف! وبلحظهـ تلقاه يتشتت
ويتبعثر بكل آتجـــــــــــاه ...
وكأنهم يشبهون مشاعرهـــا لامن تكلمت عنهـ داخل ذاتهــــــااا ...
سلطان حي وموجود داخلهــــاا يتنفس أنفاسهـــااا ... ويرتوي من نهر ذاكرتهــــــاااا ...
وهي اللي ود ودهــــا تجمع كل مفردات القساوه وتهديها قلبها حتى يتجرأ يقتلهـ من الذاكرهـ
وينفيهـ من سما حيـــــــاتها زي مانفـــــاها بيوووم !
كـــانت آمــــاني والأكيد آنها بتعداد الآمــــاني مستحيلة الوصول ....
والقلـــــــب لامنهـ عشق مايقتل ! والعيـــــن لامنهـــا آشتاقت تفضح ... !!!
...... بنفس الآحاسيس كانت تتقلب كما الموج داخل محيط ذاتهاا ... حتى بدى قلبها المتعب يستشعر
آحاسيس غريبهـ .... من دون سبب ولا مبرر ... ! لحظــــــااات
وأثنت راسهااا تناظر للرمـــــــل المبلوول ..... آللي آغراهــــاا ..
وبآصبعهاا بدت تكتب ( أحبــــــــــــــــكـ ....... وصارت تتأمل بآبجديات هالكلمهـ ...!
حتى بآيدهـــــــااا فجأه مسحت الألف ! ... وبقــــى مكتوب ..... ( حبـــكـ !!!.....
غمضت عيونهـــاا تستشعــــر كل من هالمعــنى آللي كان بيوم مايعني لها شيئ
وآصبح اليــــــــوم يعنييي لهــــا كل شيئ .... تآملت بالكلمهـ بعد مامسحت بآيدها (الألف )
وتــابعت تناظر آبجديات حبكـ ...... من دونها هي ... !
وكأن الآلف هنا تعني فيها نفسهاا لهــــــذا محتهااا ........ وآبعدت هالحرف عنهـ !
شالت عيونهــــااا حتى أمتدت النظره بعيييد تسبح لنهــــــاياات المدى ...
بعيـــــــن حيرانهـ وداخلهاا فتات أمــــل ... وآنفاس متعبهـ تطلب من هالبحـــر نجدتها .....
تتــــــابعت تتآمل وتراقب ... الموج! ... وخطوط الفجر اللي بدت تسطع وتغطي ستار الظلام بنورهــــااااا
لحظـــــاات وهدوء الموج تلاشى ... وبدى لحظه بلحظه يمتد ويثور تحت سلطان الهواء اللي كان يسيرهـ
ويزيد من هيجـــانه وثورتهـ .... آشتد الهوااء والبرد آكثر ... حتى بدت آطرافهاا تجمـــــد
وبآيدينها بدت تحاول تلملم الشال عليهاا وتغطي فيه نفسها آكثر حتى تدفى ... ولاكن عبث
وآلبرد لايزال يهز آطرافهـــــــــــــــااا وبدت آيدينها ترتجف
ثواني وفـــــــاجأتها لمست آيدين حطت على آكتــــــــــافهاااا حاجهـ ..
بخوف آرتبكت ووقفت بهدوء ملتفهـ حتى تعرف صــــــــــاحب هاللمسهـ ...
شـــــــافتهـ ! بكــــامل تفاصيلهـ .... حتى آنفــــاسهاا ودقات قلبهاا تعــــالت
وعيونها الثنتين تعلقوو صدمه من صورت الآنســــان اللي قدامهااا قالت وعيونها مذهولهـ : سلطــــــــان !!!!!!!
وعيونها الثنتين تعلقوو صدمه من صورت الآنســــان اللي قدامهااا قالت وعيونها مذهولهـ : سلطــــــــان !!!!!!!
سلطان بهدوء يعكس تماما آرتباك ريم : جبت لك عباتك لآني آظن أنك تبين تحتاجينها بها المكان ...
تلاشى الـــــــــــــــرد عندهاا ................ ! لآن العين مازالت مي مصدقه اللي قاعده تشوفهـ
والآسئلهـ أختلطت ببعضهــــااا مابين وش اللي جابه ؟ وليه جاي .. ومتى .. وكيف ؟!
آنكتــــــــــم صوتهاا قدامهـ ومازالت واقفهـ .. وعيونهاا لاتزال متعلقه فيهـ تحاول تستوعب
الصدمه اللي جتهاا من دون مقدمات .....
سلطــــــــان وبدى يقرى بعيونها حجم المفاجأه آللي آبداا ماكان يحب تكون بها الطريقه
اللي تصدمهــا ولاكنه آنجبر لمــــا شافها بعيونهـ طالعهـ ... لمكـــان خالي من كلمة أمان
ولو حتـــــــــى ملاه الفراغ ...
سلطان : ... آلبسي عباتك
ريم وبدت تصحى لنفسهـــا وتستوعب كلامه وهو آللي لايزال وجوده صدمه لهااا ..
ولاكنها بآقل الآحوال عرفت عن سبب جيته بها آللحظهـ تحديدااا.... وخجلت من نفسها لثانيه
بعد مافهمت على مقصده حتى تغطي نفسهـاااا ... آثنـت ظهرها وشالت العباة من الارض ..
اللي كانت طايحه من على أكتافها بعد ماتفاجأت بشوفتهـ .... ...
بهدوء رجعت لبستهــــا حتى تستر مفاتنهـــا ...
وعيونها لاتزال تبتعد عن عيونه خجل من الموقف اللي حطت روحها فيه وكالعاده ...
لاتزال مجنونه بتصرفاتها اللي تسويها
وبلحظه تندم عليهاا ...
ريم بعيون حاولت ترفعها وتبدي طبيعيتهاا قالت : من متى وأنت موجود ؟
سلطان : ... وعيونه تنتقل مابين البحر وبينهــــــا قال .. آمس الليل كنت واصل
ريم بحده ....وعتب : وش اللي جابك ...؟
سلطـــــــان ببرود متعمد قال ...: آشتقت للشرقيهـ ... وهو اللي يدري أنها فاهمه مقصد جيتهـ !
ريم : ..... بهدوء غمضت عينهـــــــااا ... ثم رفعت راسها وقالت طيب آنا بدخل عن آذنكـ ....
مشت خطوهـ وقبل ماتكملهاا مسكتها آيد سلطــــان .... على وين ؟!
ريم وقاعده تناظر آيده اللي ماسكه آيدهاا.. رفعت راسها ثم قالتـ : بحدهـ ... مو شغلكـ ....
رفع سلطان حاجبهـ من الآسلوب المتذمر اللي قاعده تكلمه فيهـ ...رغم أنه بالأصل ماكان متوقع
أحسن وآفضل من هالأسلوب تكلمه فيه لذلك ماآستفزته هالكلمه نهائياا ..
... قال بجديهـ : .. مــــاتكبدت العناء وجيت لها المكان آلا عشانكـ ... ومانيب مستعد آرجع
بيدين خاليهـ من دون ماآسمعع منك الكلمهـ آللي أبيها ....
نفضت ريم آيدها من آيد سلطان اللي كانت ماسكتها بعصبيهـ وكتفت يدينهـــــاااا ...
وبغرور رفعت حاجبهـاا ...
ثم قالت ... كـــان الآولى بك ماتعنى .. ولاتجي .. وآنت تدري بكلامي اللي تبي تسمعهـ .. ومايحتاج آقوله
.. سلطــــان : يعني شلون ..!
ريم ..... آرجع ياسلطـــــــان للمكان آللي جيت منه .. ومــــالك كلام معي وآنت تدري أن معـاد بقى شيئ
بيننا يربطنــــــــاا .....
سلطـــــــان برويه من دون آي آنفعال : ... ومين قال ماعاد فيه شيئ يربطنا وآنتـي اللي مازلتي على ذمتي
ريم : ... لاتنسى آنك طلقتنــــــي !
سلطان : ..... وهذا أنا جيت آسترجعكـ
ريم :... وآذا قلت لك آن نفسي ماعادت تبي ترجع لاأليوم ولا بكرا .. ولا العمر كلهـ
سلطـــــان ومازال هادي : ... تظنينها بها آلسهولهـ ....!
ريم : ماهيب بالسهوله .. ولاكنهــــا بالوقت !
سلطــــــان : ونفسي آللي تبيكي ...
ريم : لهــــــا قلوب تعوضها ....
سلطــــــان بجديهـ آمتدت نظرتهـ بعينهــااا حتى تكلم بجديهـ أكثر : بعدك مو عارفهـ مصلحتك ومتهورهـ
حتى بكلامكـ !
تبسمت ريم بغرابهـ .. ثم قالت بغرور ... مشكلتك بعدك تشوفني طفله وعمري ماراح أكبر بعينك
سلطــــــان بعيــــن آجبرها الحنين تدفى ... قال بعد لحظات صمت .... : آي نعم مازلتي ... !
مازلتي طفلت آلقلــــــب والعين ... واللي مازالت الروح تحتـــــاجهاا ....
تعلقت عينهــــــا فيه للحظهـ .. مصدومهـ من حروف دافيه نثرهـــا لسانهـ بلحظات كانت
آحاسيسهـــا كلهااا جامده وتحاول تلملمها حتى تكون حائط صد رادع لصورتهـ وحرووفه ... وماتضعف ......
رفعت عينهـــــا الناعسهـ تنــــاظر فيهـ بعد كلمات نطقتها شفاتهـ ......
رفعتهـــــاا وتعلقت النظرهـ ...! وآنتثرت آحاسيس نايمهـ وصحــــــاهاا الحرف .....
آزدادت دقات قلبهـا ونبضاتهــاااا وبدى الخووف داخلهــاا ....
حتى آستمر كل منهم واقف ... يناظر بمحور العيــــــن آللي تفضح حكايا الخفـــــــــاا
وآبيــــــات آلشووق .. آللي تهز آسوار الغيـــــاب اللي كان بينهم
نزّلت راسهـــا حتى تشيل عينهـــا عنه وحتى مايقرى نظراتها آكثر ويفضح آسرارهـــااا
آللي تعتبر مثل الكتــــــاب قدام عينه ويامافهمها وقراهـــااا !!...
سلطــــــــان .... وفهم هروب عينهـا منهـ ... قال وهو يتآملهــــا بدقت ملامحها الطفوليهـ آلناعمهـ
آللي آصبحت تبعد نظرتها الخجلى عنهـ ...
...... يتآمل الصوره آللي فقدهاا شهور ..وآيام !
وآظنــــاه التعب وهو اللي ماكان يتخيل بيوم يكون بها الحال المعدومه بعدهـــاااا ......
يشهد علي المولى ياريم مــــــاذبحني آلا غلاكي ... وماخلاني آجي لها المكان مجبر آلا راحتي والهنى
آللي فقدتهـم بفقدك ... وانتي آللي آستحليتي الروح والنفس .. والقلب اللي سلم لك الآمر بخضوع ....
وماأتلفه آلا العنــــى ونا اللي أصبحت آعيش اليوم مابين تآنيب الضمير بظلمك
ومــــــابين حرقة القلب وأنا اللي ضيعتك بيدينييي ... !
آرفعــــــــي عينك .. آرفعيها وناظري لعيني وآنتي تدرين بقدرك وصورتكـ آللي كانت ولاتزال
عايشه داخلييي ... واللي قاعده تقتلينها بكم حرف طايش تظنين أنك تبين تكسريني فيهم !
طوول الوقت كـــــانت تسمع حروفه اللي وصلت لآسمـــــاااعاهاا وعلى حالها لاتزال مثنيه راسهاا ومبعده
نظرتهااا عنهـ ومنصتهـ لصوتهـ آللي آندمج بصـوت الموج ...
والهواء يبعثر خصلاتهااا وينثرهاا على وجهها وكأن الهواء آنعم عليهااا يوم نثر شعرهاا على عيونهـا
حتى تخفي برق نظرتها ..... وآلظيق اللي حواهاا
سلطان ....... تظنين آني مو فاهمكـ ! .. ولافاهم هالهروب ..والآسلوب اللي قاعده تكلميني فيهـ
وآنا اللي متحمل عشاانك ....... كافي ... والله كافي وآتركي الطبع العنيـــــد وآرجعييي .......
أبعدت ريم عنه حتى آلتفتت تنــــــاظر للبحر ومعطيه سلطان ظهرهـــــــاااا وهي مكتفه يدينهـاااااا
... آبعدت نفسهـــااا وركزت بوجه البحــــر حتى مايشوف دمعتهـاااا آللي طاحت منه ... وعليهـ .....
بلســـــــانهاا كلام كثـــيير الود ودهــــا تقوله ولاكن للآسف تلاشى مع الريح بعد مــــاكسرها ببداية كلامه
داخلهــا عتب لايزال .. ودمووع محتـــــــاااجه تنذرف أكثر وأكثر ولاتوقف .... داخلهااا ركام
ودهاا تنفضه من قلبهــــااا للملاا وتبووح فيهـ .. ولاتقدر..... عانقت نظرتهاا البحـــرر ...
...... حتى سلطـــــان حط آيده على كتفهــاااا يصحي فيهــا آحاسيس جديدهـ وتكلم ....
مـــــاخلصت فصول الغيــاب وحان آلوقت اللي ترجعين فيهـ .......
سمعت حروفهـ .. حتى حست بآيدهـ .. وغمضت عيونهــــــــــــــــــــاااا ..... رجوع !
ياهي صعبه عليهــاا .. وآصعب بكثيير من قدرتهـــاا .....
آلتفتت بآتجاهه عند آخركلمه سمعتهااا وعيونهاا الناعسه لاتزال غرقـــــانه بالعتب وظيق النفس
تكلمت ودموعهــــااا بانت على خدهـــــاااا وتكلمت بآنفاس متعبه : ........سلطـــــان أنا ماأبيك ....
مابي آشوفك بحياتي .. ولاعاد آبي اعرفك ولاأعيشك .... وآبي آنساك
آتركني.. آتركني آلله يخلييك وأبعد ... آبعد عن دنيتي وعيشتيي ولاعاد تذكرني فيكـ .....
آنا خلاص كرهت نفسي وكرهت عيشتك وماعاد لي قدره أعيش وآجرب وأنجرح من جديد .. تعبـــت ..
والله العظيم تعبت حس فينيي ولو مرهـ ... حس بآحساس البنت اللي أنقتلت قبل ألمره آلف
حس بآحساس البنت آللي ماذاقت بحياتها غير الشقى والكبت وميب محتاجه اكثر
صدقني آكتفيت بكذا وآكتفيت بحظي ونصيبي ... وآبي آعيش لحالي من دونك ومن دون ماأتعبك ياسلطان
ولاتتعبني ولاتضايقني وأضايقك وآبكي علييك .. خلنــــــي بعيده وعيش .. عيش دنيتك مثل ماتبي من دوني
وآحلف لك ماراح تكون صعبه عليكـ
سلطــــــــان ومازال يسمع عتابهاا اللي كان نابع من صميم أنثى مجروحه حتى النزف وكابته حتى آلحزن
قطع آشلائهــــااا .... ! بعمره مـــاكانت حرفت التجريح هوايتهـ ... ولاهي من طبايعه حتى
ولايدري ليش معهـــا بالذات يمارس هالفن ويبدع فيهـ .. معهاا بالذاتـ ...!
وهو يجرحهـا على آلزلهـ من شدت غلاهـــــاا وغيرته المجنونهـ آللآراديهـ عليهـــااا .....
لآنهــــا آول من دخل قلبهـ ... ولآنها آول من آستوطن ذاته وآستحلهـ .... لأنه عشقهاا حتى الجنونـ
من دون مايحس ولايشعر .. يحبهاا ..آلا مفتون فيهـااا ..وهي آللي أصبحت نصفه ....
آزداد ضيقهـ مــــــــابين وبين ... وزادت الضيقه لمــــاشافها تبكي بهستيريهـ
وتحاول بآطراف أصابعهاا تلملم دمووعهــــــــــــــــــاا .....
وهو يناظرهـــاا ... وضجيج الهواء واقف بينهم ....... بهدوء قربها لهـ حتى ضمهـــا من دون مقدمـــات
حتــــــى تهدى ... وحتى يطفـــــي البرد !
وو آضــــــمك حيل!
..... و اهدا l بك
و آبد ......
ما همني l عتآبك
و لآ همتني دموعك ,’
ابي آرتــــاح
و l آدفابك ....
لحظـــــات صحت فيهـا ... ومالقت نفسها آلا بين يدينهـ ودموعهـــا تنذرف على آكتفافه ..
فورا شالت نفسهــــــا بهدوء ..... وهي من داخلها عتب على نفسهــــاا وهي اللي كل ماتبعد
عنهـ آمتــــــــــار .. بخطوه يوصل لها !...
ريم .......ورفعت عيونهـا له ومازالت العين آندمج فيها أحمرار الدمع وسألت سلطان
سؤال غريب من دون مبرر ... تحبني !
آبتســــــم سلطان من غرابة السؤال ثم قال بحيره .. تشكين بها الشيئ ..
ردت آلآبتســــامه له حتى أصبحت ملامح وجهها ماتنفهم مابين بسمه غريبه ودموع سايلهـ ....
ريم ... لوكنت تحبني من قلب .. آتركني !
تلاشت الآبتســــــامه من شفاه سلطان وأحتدت آلنظره على طلب رافضه نهائيااا
...... آطلبــــــي قد ماتمنين وآوعدك آنفذ .... غير هالطلب !
ريــــــــم : ..... مومهم توافق عليهـ .... آلمهم تفهمه وتستوعبهـ ....
رفع سلطــــان حاجبه : ماراح يصير اللي تتمنين
ريم بتحدي : آوعدك راح يصير ... قالت آخر حروف هالكلمهـ ... وناظرت فيه تودعه بعينهااا
حتــــــى مشت تاركتهـ وراها ... يناظر خطواتهـــــااا ألمقفيهـ ...
حتــــــــــى أنكتبــــت .... !
على غفلة وانا آراقب مدى وادي الظـلام بصمـت
تسلل بالخفـى ظـل الحبيب مـن ورى ظهـري
وأنا في كل عزي فـوق صخـرة قصتـي ماقمـت
دريـت أنـه وراي ولابغيتـه لا قــرب يــدري
لعلـي أكسـره بـأول كلامـي لامـن إتكلـمـت
وأنا أخاطب ضميره وآتشكى مـن وجـع كسـري
عمدت أكتب ( أحبك ) عـالتراب بلا ( ألف ) مادمت
أعرف إن ( الألف ) تعني ( أنا ) وتطيح من قـدري
بديت أهمس بإذن جوفي نسيـم يصيبنـي لاهمـت
تناهيد ٍ بـدت تحبـي ألـم ليـن أصبحـت تجـري
على كبـر الخيانـة والتناسـي والكـذب قاومـت
شهر وآيام لا طـب ٍ يعيـن ولا دوا يـبـري!
أجـل أتـرك مكانـي للغيـاب وهقوتـي أجرمـت
وأجي وألقى الجريمة من يدين أجناب في صـدري
وانا ياويل حالـي قبـل أغـادر دنيتـك صممـت
أعـود بـلا عتـاب ولا مـلام وخافـق ٍٍ عـذري
من اول ما عرفت إن البحر دمعة قهر بـه عمـت
إلين أصبحت في جوف الورق غرقان في سطـري
أتمتـم بالكـلام اللـي كتبتـه وأمسحـه لانمـت
أخاف أحلـم وأكمـل ماكتبـت وينفضـح سـري
ويدرون الملا عن ماحبستـه بالحشـى وأقسمـت
أخبيـه لذبـول آخـر ورود الحـب فـي حجـري
ومر الوقت وإحساسي مابين آلمـت / مـا آلمـت
وظهـري يرقبـه عيـن ٍ تلـد تشـوف مايجـري
وفجأة .. خالط الموقف شهيق المذنب اللـي لمـت!
ونبظاته بـدت تزعـج حشـاي وتقتـرب حـدري.,’,
مسك كتفي وهو يهمس ( تراني في غيابك صمت )
{وحظنـــي وأنفتح دفتر دمـوع ٍ مـن شهـر مقـري}
[... لشاعرها .. آلبكر ؛عبد اللهـ ...
.................................................. ........................................
!
.................................................. ........................................
!
كانت آيــام مرت وآنطوت على بعضهـااااا .. ومضــــــت بكل مافيهاا من تفاصيل
وثواني .. ومعهاا ..آقتربت المواعيد .... تنذر من آجتمــــاع قلوب .. وفراق قلووبـ .....
من الشرقيهـ ودّعووو .... ودعو آيــــــام عمرها ماراح تغيب من الذاكره ..
وهاذي هي الآيام توفي بوعدها مع أصحــــــابها .... ! ؛ من جههـ ...
آقتــــــــــرب موعد زواج ياسر آللي لقـــــــى له مع صدف الآيـــــام آمل جديد ....!
ووليــــــد آللي لقى له وطن آنثى بعد آغتــــرااب سنين بـــــآيام العزوبيهـ ....
بعد ماكانت هي نفسها بيوم من الآيام آحدى آمــــــانيه البسيطه ... آصبحت حقيقهـ ...
وتحققت بطريقه أغرب من الغرابه نفسهـــــاااا!
وهو اللي كان يتمناها وتركهــــــــــااا عشان ولد عمهاا ..... والنصــــــيب ساقهاا له !
وكأن الدنيــــــا يوم بيوم .. تثبت لنا كل ماتقدمنــــاااا وعشنـــــااا بعدناا راح نشوف من غرابتها الكثييير !
ومن جههـ ثــــــانيهـ ...
حزمت آمرهــا على الغياب التــــام والرحيـــــــــــل من دنياا...
عاشت بهـا آحلى آيـامها وبنفس الوقت آتعسها !.......
لأن النفس طــــــــابت والخاطر عيى ينجبر كسره ! .....
قبل ليلة زواجهـــــــــــــم بالصالهـ أمه وجنبها وليد ..
أمهـ : هاه يايمه عســــــاك خلصت آمورك .. والشقه آللي تبي تسكن فيها جهزت ....
وليد وماسك فنجال القهوه ... : آي نعم جهزت .. وظبطت امورها وهي آساسا مي محتاجه شي ..
وآثاثها حلوو نوعن ماا وآنا تعمدت آتركها على هالحال حتى تجي البنت نفسهـــا وتأثثها على ذوقها ...
آمه : عســـــــى الله يسعدك يايمهـ ويوفقك ويسخر قلوبكم لبعض
وليد آمين ... ثم قال مستفسر .. ياسر وين !... من الصبح ماشفته ؟!
أمه : ..... والله مدري عنه يايمه ....
لحظـــات ودخل ياسر عليهم بوجه متظايق وكــــــاسيه الهم .... حتى خافت أمه من الصوره
اللي شافته فيها
ياسر : السلام ...
... وعليكم السلام
من دون مقدمات تكلمت آمه بلهفت الأم الخايفهـ على ظناها .. وشفيك يايمهـ ... ووش فيه وجهك !
بهدوء آنظم ياسر لهم حتى جلس على آحد ألكنبات القريبه لأمه .. شال الشماغ من على راسه
وحطه جنبهـ ... ثم آلتفت لأمه وتكلم ... : مافيني آلا العافيه تطمني ...
وليد وهو الثـــــاني بدى الشك يلعب بآفكاره وهو يشوف حالة آخوه مقلوبه فوق تحت
وخاليه من آي طبيعيهـ ... ! وينتظر يسمع وش اللي فيه !
أمه : ... تعبان يايمه !
ياسر .... ماهو تعـــب يايمه قد ماهو ظيق وعسر حال ...!
وليد بشك : ... وش اللي صاير لك ؟!
ياسر بعد ماآلتفت لوليد قال : .....آنا آلغيت زواجي ...
آلكل انصدم .... حتى أمه شهقت مفجوعهـ ..... وش اللي صاير ياياسر تكلم هديت عظامي ...
سكت ياسر مارد ... ووليد كمل كلامهـ ! وش السبب اللي خلاك تلغيه ؟!
ياسر بعد صمت ... تكلم .. آبوســـاره تعبان وبالمستشفى ... !
سكت وليــــد وهو يتمتم .. لاحول ولاقوة الا بالله ... ليش هو وش فيه ؟!
ياسر : آرتفع عليه السكر أمس حتى دخل بغيبوبه ساعيهـ ..وهذا أنا من الصبح وأنا قاعد عنده
الين ماصحى وشبه تحسنت حالته شوي ...
وبنته منهاره رافضه تتزوج وآبوهـا بها الحال وعذرها معهاا ...
أمه .... اللي كانت منصته مع وليد ... تكلمت .. يارب سترك وعفوك .. والحمد لله آللي جات على كذا ..
وليد .... عساها خيره وأنا آخوك ... ولاكن كم الفتره اللي تبي تآجل زواجك فيهاا ...؟!
ياسر وبدى يفرك جبينه من الهم قال .. يمكن آسبوعين آو شهر .. ويمكن آكثر الله وحده أعلم ...
وليد : عسى الله يعيين
ياسر .. آنا آلغيت اللي آقدر عليه .. والباقي أنت آدرى فيه ... وعسى الله يوفقك ....
للحظـــــات حس وليد بظيق يكتم على آنفــــاسه وهو يشوف آخوه آللي كان ظنه وآمنيته
تكون ليلة فرحهم وحدهـ .. وخذله الحظ والظرف ! ...
وكأن الفرحه آنسلبت من قلبه ... بعد ماأنسلبت الفرحه من قلب آخوهـ ...
آمهـ قاصده ياسر : لاتظيق يايمهـ ... وربك يبي يفرجها ويزينها معك بآذن الله
تبسم ياسر بسخريه مابين وجهه المهموم ثم قال .... الله خلق لك ولد يايمه حظوظه رديهـ ..وماعمرها زانت
فهـــــمت آمه كـــــامل مقصده ..وهي اللي تدري أنه ذاق من كاس الهم وردى الحظ مايكفيهـ ...
آستغفر ولاتقول هالقوول ... وماتدري الحكمه باللي ربي كاتبه لكـ ..
ياسر وبدى يتمتم .... اللهم لا آعتراض .. ثم وقف وقال عن آذنكم آنا أبي آرتاح شوي ...
أمه مستوقفته : يايمه مو الواجب نزور ساره ونشووف واجبها لعلها محتاجتناا
ياسر .. ماأظن يايمهـ .. آلبنت عند آبوهــــااا .. وظنتي ماتتحمل تشوف أحد بها الحاله النفسيه
المنهاره اللي شفتها فيهاا .. نأجلها كم يووم آلين مايتعافى آبوها أحسن .. ومن بعد يفرجها الله ...
آمه : عسى آن شاء الله
ياسر : يالله .. أنا بحاول أرتاح لي شوي وانام تصبحون على خير
كلهم .. وآنت من آهله ...
/
/
ريم ... ورنااا ... ومازال كل منهم رافع الجوال... تكلم الثانيهـ ...
رنـــــــــــــــــاااا : لاتقفلين .. واللي يخليكي لاتقفلين سولفي معي شووي لاتتركيني
ريم وكل خمس ثواني تتثاوب فيها نوم وعينها تدمع ...وهاذي هي لها حوالي الأربع ساعات
متحمله تسوللف مع رنااا
ريم نعنبو دارك قربت اصك الخمس ساعات سوالف معك وماشبعتيي
رناا: بترجي .. ريم آنا صديقتك .. خويتك .. رفيقة عمرك ... تتركيني بيوم مثل هذااا .. قسمن بالله
أن تركتيني لاأكمل اليوم كله صياح .....
ريم ببرود : صيحي يقولون البكى يغسل العين
رنــــــاااا : ريييييييييييم .. بلا سخافه .. أتكلم جد
ريم : ياليل ليلك .. واللي خلقني أنتي ليلك طوويل ...
أسمعي رنوو أنتي انسانه واعيه وفاهمه وتقدّرين وآللحين الساعه ست الفجر...
وآنا آنسانه فيني نوم وتعبــانه .. خليني أنام ساعه .. بس ساعه أطفي الصداع اللي براسي
وآريح عيوني .. الله يخليكي
رناا : لاياشيخه ساعه هاه .. آقول ريم وأعرفك والله ان نمتي على تعب ماقمتي ألى بكرا
ريم :وياله يالله تتكلم من التعب وصوتها المبحوح وراسهــا اللي مو قادر يشوف
من الصداع اللي لايزالون معذبينها قالت : آنتي آلعني الشيطان وخليني انام .. وكلها كم ساعه
قدام ونلتقي بالمشغل ... وآقعدي تكلمي على راسي آلين ماتقولين أمين ..
رنااا وكأنها أقتنعت .. تهقين !
ريم .. آهقى ونص.. آنتي بس طيحي اللي براسك وأنخمدي مثلي الين مايجي عريس الغفله
أخوي ويآخذك
رناااا ورجع صوتها خنقته العبره يوم تذكرت اسمه ... رييييييييييييييم
ريم : ياليل نسيت أنك ماتحبين آسمه .. ولاكن يارب يارب يكسر راسك ويفكني منك قولي آمين
رنا : سخيفهـ .... تقلعي نامي أقول
ريم ....... آحلفي يعني اسكر خلاص
رناااا .... آي ..
ريم بدون مقدمات يالله مع السلامه
أستوقفتهاا رناا : ريييييييييييييييييييم
ريم : الله يلعن ريم قولي امين ... وشتبين
رنااا ... وجع ماصدقت تبي تسكر ..
ريم ...وكأن قلبها رحمها ... : خلاص تدرين عاد ! .. ماراح اسكر .. يالله قاعدتن لك والشكوى لله
رناا ....... لاخلاص سكري عاد وجع أمزح معك .. مع السلامه ..ونلتقي بكرااا
ريم .. وغمضت عيونهـــااا .... وخلااص ماعاد فيهاا قدره على مقاومت النوم قالت ... طيب رنوو
أن شاء الله بمان الله ..... وسكر كل منهم ..
فورا رمت ريم الجوال على تسريحتهــــــــااا ورمت راسهاا على المخده بشوووق للنوم
وكأنها مي مصدقه أنه خلااص ... صار لهــــا كل المجال تنام ... غمضت عيوونهااا وشوي شووي
بدى يتسلل النوم لجفونهـــــااا كـــــانت ثوانييي وفجعتهــــــاااا آيد فيصل تفتح الباب بقوه
ويركض بآتجاههااا .. فزت من نومهاا حتى فتحت عيونهاا مذعوره ...
وماحست الا بفيصل يرمي روحه عليهاا ويضمهااا .....
ريم وبدت أعصـــــــابها تتلف ولاكن مع هذا مسكت نفسهااا وماحبت تهاوش فيصل
اللي كان متحمس وجاي لعندهـــــاااا ..
ريم : وفيصل ضامهاا .... قالت بتعب ...بعد ماشالته عنها وخلته يقعد على بطنهاا ....
فصووولي حبيبي خالتك فيهاا نوم ... وقت ثاني نلعب ..والله مو وقتك
فيصل : لأ لأ ... أللحين اللحين .. ليماس ذعلانه وماتبي تلعب معايا
ريم ومن التعب غمضت عينهااا ثم قالت : يابعد عيني يافصوولي .. يابعد راسي ويابعد آهل الرياض
كل ابوهمم طلبتك آبي انام شووي والله تعبـــــــانه ...
فيصل وصار يناظرها ببراءه : آنتي تبين تنامين
ريم وقاعده تهز راسهاا بكلمة نعم .....
قال متحمس :: آدالي خليني أدوللت قثــــــــــــه ...
بحركه غبيه حطت ريم آيدها على عيوونهــــــــــــاااا .... يابابا مو وقت القصص
والقصص للي مافيهم نومم .. آناا خلاااص خالتك تبي بس تغمض عيونها وتنام على طول
فيصل بآصرار : ماني ماني آبي أدولت قثـــــة خالو نواف آللي دال لي دولها لخالتو ليم ..... )
لاأرادياا بدى مخها يحاول يستووعب كلام فيصل حتى توسعت عينهاا مصدومهـ ... آي قصه ؟!
فيصل : تخليني أدولها ماتخانقين ...
ريم وتعيطه الآمان : قولهاا ؟!
فيصل وبعد مــــاسمع آلآذن ..كمل قصته باللهجه آللي مالها قاموس آلا بعالم الأطفال !...
ومن حسن آلحظ ريم أحدى مترجميه لذلك حاولت تفهم اللي تقدر عليه من قصته اللي شبه قالها متلخبطهـ
ولاكن المغزى منهــــــــــــــاا وصل بالمعنى كامل !!!.......
ريم وكأن النوم بدى يطير من عينهـــــا قالت ولاتزال علامات التعجب على وجهها :
وخالو نواف هو اللي قالك تقول لخالتك ريم هالقصه
هز فيصل براسه .. آي ...
ريم ومي قادرت تستوعب .. رمت راسهاا من جديد على مخدتهــــااا حتى تعلقت عيونهااا بالسقف
تحاول تلقى أي معنى ثاني غير المعنى اللي وصل لهـــــــــــااا... !
كان ودها تكذب على نفسهاا وتلقى أي مبرر ثاني يخلي نواف يطلب من فيصل ينقل هالقصه لهاا
مالقت !!... مافي آي مبرر .. سوى هالمبرر ... ومعنى القصه هو آلدليل !!!.....
زادت حيرتهــــــــاااا ..... حتى بدت تخـــــــاف من تفكير نواف فيهااا من جديد !!...
وهي اللي خلاص مــــــــاعاد لهاا خاطر لابالزواج .. ولا بتبني مشاعر جديده !!!...
والتجربهـ آللي مرت عليهــــــــــا كفت ووفت !
تمتمت بصوت يكاد يطلع من بين شفاتهاا .. ياترى وش ناوي عليه يانواف!!!...
/
/
!!............
على الساعه 2الظهر جوالهـــا عجز يسكت من كثر الأتصالات اللي كانت تتكرر عليها وهي آبداً !
لاحيـــاة لمن تنادي ... ولاقادر آحساسها يوصل لها الصوت من كثر التعب اللي بعيونها وقل النوم .....
ثواني ووأنفتح باب الغرفه ودخلت مهـــــا بهدووء ....
دخلت وصارت تنــــاظر بالغرفه اللي كانت مظلمه من كل آتجاه حتى شعاع الشمسس كان مختفي ورى
غطى الستاير .. ! ومن بينهم ريم ضامه بطانيتها تحاول تلتمس الدفى مابين آلآجواء الباردهـ ....
والدفــــايه جنبهــــاااا مطفيهـ ....
راحت مهـــا لحد الستاير وفتحتهــــــااا .. ومعها فتحت النوافذ حتى يدخل البرد آكثر وتحس ريم بنفسها
وترحم رنــــا آللي قاعده تدق من صبح ربي على ريم .. ويوم ماشافت حل ماكان بأيدها آلا تدق
على آختها مهــــا تقومهااا ...
مهـــــــااا وبدت معها بالطيب وصاارت تناديها لعل تحس على نفسهاا : ... ريم .. ياريم !
بالكاد وصلها الصووتـ ... ولاكنها كالعاده آبدا ماأبدت آي أهتمام تاركهـ لنفسها مجال تستلذ بالنوم آكثر ...
مهــــا وقاعده تهز أكتاف ريم بآيدينها لعل تصحى !!.... ......
............ لارد ...
من دون مقدمات حطت يدينها على خصرهاا منزعجهـ وقالت وهي تتوعد .. أنتي التقويم فيكي ضايع
أنا اللي آنادي لك اللي يقومونكـ ... ثم صرخت تنادي ...
فصوووليي .... رس رس ... تعالواااااااااااا خالتكم تبيكم تقعدونهااا .........
ريم ! ...... ولاتزال ماتحس بنفسهـــــااا ... كانت ثواني وفيصل وريماس ماصدقواا خبر وجووو راكضين
بأكبر ماعطاهم الله من سرررعهـ وبوجيييهم طبووااا على رييييم ...
آول ماحست ريم بثقلهم على جسدها النحيـــــل تشنجت حتى بغت تنقطع آنفااسهاااا ....
ومابين عيونها اللي كانت مي قادره تفتح من النوم .. وصوتهاا المبحووح من التعب تكلمت بعصبيييهـ
وجـــــــــــــــــع .. وشفيكم !!!..
مها وقاعده تضحك ببرود .. قالت قاصده فيصل .. فصولييي قوم أشوف أنقز على خالتك ريييم
سمعت ريم الجمله وقبل مافيصل ينقز صرخت .. لاااااااا ... لااااااااواللي يرحم والديكم جسمي متكسر
مو محتاج خلاص أقوم والله آقووم ...
مهـــــااا : قومي حسبي الله على عدوينك وشوفي رنـــــااا تنتظرك تردين عليهــاااا ..
ريم والنوم لايزال بوجهها ومو معطي مجال لعيونها تفتح .. رناا .. وينهاا.؟ ..
مهـا : ببغداد ..!! وينها يعنييي .. شوفيها بالجوال كلمتني وقالت خلي ريم تقوم وتكلمني أبيهاا
ريم : آي صح تبيني آروح معها للمشغل .. نسيت
مهـــا : قومي وش ناطره
ريم .. تروحين معنا ؟
مهــــاا : لأ ماأبي أحرجهاا .. آنا بروح مع أمي وبنات خالتيي لمشغل ثانيي آنتي خليكي معها
ياقلبي ياهالبنت واللي خلقني حاسه فيهاا ....
ريم :... هالبنت أنا اشهد أنها معانات ..... خليها على الله بس ...
مهاا : تدرين !
ريم .. آيش !
مها بجديهـ : يـــــاسر آلغى زواجه آليوم ...!!
ريم وعلامات الصدمه بانت عليهاا : آلغاه .. ليش ؟!
مهــــاا : آبو ساره تعب وأمس تنوم بالمستشفى
ريم ... ومازالت مصدومهـ حتى تمتمت .... . لاحول ولاقوة الا بالله .. ياعين ياخوي وش هالحظ اللي عليهـ ...
مهاا : أنتبهي تحسسينه بها الشيئ .. وأساسا زواجه اليوم .. أو بعد شهر واحد ..
وحتى وأن آلغاه اليوم .. ماراح يغير شيئ ..
ريم بظيق : عسى الله يزينها معاه ... وتتحسن أموره ولو مره !
مها : ربك كريم .. اللحين قومي تروشي وألحقي على رنـــــااا .. لاتتركينها ..
ريم : آي هذا أنا بقوم ..... يالله
............ شالت البطانيه عنها وقـامت وجسمها مازال متكسر وكلها نوووم ..
وقفت حتى صارت تمشي بكسل .... غسّلت وصلت ومن بعدهـا .. خذت لهـــــا حمام دافيي يروّقها
ويدفي عظــامهـا .... لبست لها شيئ نــاعم ومريح .... وصارت تكد شعرها المبلول ومن بعدها
لفته على بعضه بذيل حصان ... تعطرت ... حطت عباتها على آكتافها ... وطلعت برى غرفتها ...
بتروح مع ياسر حتى يوديها للمشغل عند رنا ...
.... وقّف سيارته عند آسم المشغل المطلوب .. ونزلت ريم من السيارهـ ...
حتى دخلت لمبنى المشغل الضخم .....
ريم وكعبهاا يعلن حظورها على الرخــام الموجود ... وآمتدت بنظرتها حتى شافت
رنـــــا قاعده على آحد الكراسي بين النساا اللي كان كل منهم منشغله بنفسها ومع الكوافيراا خاصتها .....
ورنــــا واللي كانت قاعده بعيــــــد عنهم وجالسه بهدوء وتنـــــاظر لهم بملل .. و تنتظر ريم !...
راحت ريم لحد عندهااا.. حتى رنا أنتبهت لوجودهـــــــااا ...
ريم بآبتســــــامه ... آلسسسلام ...
رنا بعيون آندمج فيها الحزن والعتب ... بدري
ريم .... والله النوم غلبني يارنا ... وقعدت جنبهاا ومن ثم قالت المهم خليكي مني وقولي لي وش راح تسوين
آللحين ... ومن آلكوافيرا آللي آخترتيهااا ....
رنـــا بلامبالات .. ماأخترت شيئ !
رفعت ريم حاجبها : ووش قاعده تنتظرين !...
رنا : قاعده آنتظرك ...
ريم وحاسه بحجم برود رنــا وصورتها آللي آبدا ماتعكس صورت آستعداد عروس لليلة زواجهااا
ماحاوالت ريم تعلق على رنا وتزيد همها هم ... مسكت الكتالوج الخاص بالتسريحات والموجود على الطاولهـ
وصارت تتصفح .. آلين مـــالقت .. تسريحه حلوه وجذبتهـا ..
ريم بحماس : شوفي هاذي ... تسريحه حلوه ورايقهـ .. وبعدين حلاوتها أنها ترفع كل الشعر عن وجهكـ
وتبرز ملامحك ...
رنا وقاعده تناظر للتسريحه بملل .... اللي تبين !
ريم ومازالت ماسكه أعصابهـا : طيب أستني خلينا ندور مكياج حلوو ..
رنا : مايحتاج تدورين وتتعبين .. الكوافيرا تسوي لي أي حاجه مناسبه لي ...
ريم .. أووكي برضو عـادي .. وأساسا مكياج هالمشغل مره راقي .. وكل شغلهم حلوو ...
رنـــا :....
ريم : طيب أمشي معي خلينا نختار كوافيرا تبدأ شغلها فيكي
رنــا : ...........
ريم وصارت تناظر لرناا آللي لون وجهها شاحب وكاسيه الهم وبالموت تتكلم !
ماأستغربت ريم كثير من الحاله اللي قاعده تتتعايشها رنـــــا واللي عارفه سببها ....
مسكت ريم آيد رنـا حتى تكلمت ... بالله عليكي هذا وجه وحده بليلة زواجهـا والله حرام عليكي
آبعدت رناا عيونها آللي بانت عليها لمة الحزن والدمع اللي بعده ماسال ....
وش تبين مني آكثر !
ريم : ماقلت لك أنا اضحكي ..آو أرقصي ... آو حتى قومي تشقلبي من الوناسه ..
كل اللي آبيه منك على الأقل تفردين وجهك ... وتشيلين هالظيق اللي بعيونك
رنـــــــاا : لوكنتي بمكاني ! .... آن كان عرفت حقيقة هالشعور ياريم وماقدرتي تلوميني !
سكتت ريم فورا بعد مافهمت مغزى كلام رنا ... ! واللي هو بعيد عن كونها متزوجه بالغصب
مشــــــلولهـ وماتقدر توقف وتتحركـ !..
ريم : ...... حطي ببالك آخوي لوكان تهمه هالأشياء اللي براسك كان ماتقدم لك وتمسك فيكي !
رنــــــا ومازال كلام ريم ماخفف عنهـا : ....................
ريم ... آنا بروح أختار كوافيرا شاطرهـ ... ووقفت حتى مشت تاركه رنا وراها على حالتهاا ...
.. مر الوقت سريييع والشمــــس بدت تغيب عن آرض الرياض ... ومراسيم الفرح بدت تقترب
لأحد آفراد هالعـــــــــائلهـ ....
كل منهم كـــان مستعد لها اليوم ....
وآلشبـــــــاب آكتفوا بالأستعداد النفسي ... آما البنـــات فكانواا كالعاده يستعدون شكليا أهم من كونها
نفسيا بهــــا المناسبهـ ..
آنتهـــــــت ريـــــــــــم من شعرهاا آللي طلبت من الكوافيرا تسوي لها آياه غجري ومفرود على وجهها بعفويهـ حتى تتحكم فيها براحه .... ومعها أنتهت من مكياجهـا الكويتي المرسوم بآيد خبيرة تجميل فنانهـ
واللي مبرز رسمة عينهـا الواسعه ومعطيها شكل أنثوي فاتن ...
لبست فستــــــانها التايقر آللي كان مشدود بحزام أسود عريض على منطقة خصرهــــاا وواسع من تحتـ ...
...وبالأخير.. آلقت على نفسهـــا نظرت آعجاب آخيرهـ ...
ومشت متجهه لرنــــا حتى تشوفهاااا آذا آنتهت من كل شيئ ولا بعدهــــــاا ....
دخلت .... وانصدمت بصورة رنــــــــــااا وهي لابسه فستاانهـــااا الأبيض ....!!!
حتى تعلقت عيونها فيها وصارت تناظر لها بآنبهـــار وذهول ممتلي أعجاابـ ..... واااو
رنــــــــــا : وبالكاد تتصنع الأبتســــــامهـ ... وشلون الفستـان ! حلوو ...
ريم ولاتزال عيونهاا مبهوره بشكل رنــــا
آللي كـــانت تتدفق أنوثه داخل فستــــــــــــانها الأبيض الساطع ومبين تقاسيم جسمهــا
أكثر ممــــاهوو واسع ومخفيهـــاا ... ومع مكياجها الوردي وروجها الفوشي ..
وشعر رنـا المرفوع ...
آطلقت ريم كل نظرات الأعجاب فيهاا ...
ريم : وربي خرافيهـ ... الله يآخذ شيطانك اللحين هذا الفستان اللي آشتراه لك خالي ومو عاجبكـ
وربي عنده ذوق أكثر منكـ ...
لاآراديـا .. آبتسمت رنااا ...
والكوافيرا اللبنانيه معهاا .. حتى خشت عرض وتكلمت معهم .. سماالله علياا هيي اللي محليي الفستان ..
مش هوي
:تبسمت ريم لهــا ثم قالت .. ......
صحيح الله يسلم يدينك .. وربي شغلك ذوق وتستحقين فوقه أكثر من حقه
آلكوافيرا .. بعيونك حبيبتي ... وطلعت بعد ماآستئذنت منهم ..
رنـــــــــــــــا ومازالت ملامحها عابسهـ وآنتبهت ريم لهـا !
وهي اللي حاسه فيهــــاا وبالشعور الصعب اللي تعيشهـ ..... قالت تبي تلطف الجو على رناا ...
ريم ... ناظري لي اشووف ... يووهـ تصدقين عاد تحلوين آكثر لاشانت اخلاقك
رناا : قاعده تتمسخرين !!
ريم : لالا أفا عليكي حاشاكي ..أنا اتمسخر ماعاذ الله ...
وبعدين صحيح على الفستــــان ماتلاحظين أنه معريكي اكثر من اللزوم ؟!
آحمر وجه رنـــا حتى قالت بترجي : ريم واللي يخليكي فكيني من تعليقاتك
تبسمت ريم بخبث وهي تناظر لرنـا حتى قالت ... يختي والله ياخالي طلع تفكيره منحرف وقعدت تضحك
عصبت رنااا حتى بدت تتلخبط ملامحهااا ....
وبعصبيه صرخت بوجه ريم : واللي خلقني أن ماسكتتي
لأأقعد أبكي وآخرب هالساعات اللي قضتها الكوافيرا تزينها فيني وخلي أخوكي يآخذني كذا
ريم : لالا خــــــلاص .. سكتنااا كلش ولا البكى خليه شوي بقلبك الله يخليكي .. أقلها الين
ماأخوي المسعد يشوف وجهك وبعدهاا أبكي آلين بكراا ... ! المهم ماعليناا ...
حنى اللحين كذا أنتهينــا .... وخالتي (تقصد أم سلطان ) كلمتني وقالت لي أنها أنتهت من الكوافيرا
اللي جتها بالبيت ...
وقعدت تسألني عنك شوي ... ثم قالت أنها سبقتنا للقصر وتنتظرنـا هنـاك ...
و خالي هذا اللحين راح يجي يآخذنـا ...
رنا وبدت تحس الوقت يمر والظيق والخوف يزداد .. : طيــــب ....
/
/
/
/
/
/
هنــــــاك .. بآحدى قــــاعات الرياض آلراقيه كــــانت ليلة زواجهم ! .....
وبــــالقـــــاعه آللي كــــانت فخمه ألى درجة فوق الروعه والفخامه بآنوارهـا ..ودقة تصميمهااا
حظروا المعــــــــــازييم آللي تتالى حظورهم ... وشوي شوي بدت آلصـــــاله تمتلى بالأصوات
مـــابين أهل وليــــــد .. وآهل رنــــــاا .. وحبايبهم ....
كــــــانت ليله هاديهـ تناسب ظروفهــــا ... لزواج عائلتين مايجيدون فن البهرجه... والتشهير بها المناسبهـ
رغم قدرتهم على آحيـــــاء زواج يشهد فيه آهل الرياض ....
والكراسي كـــــلها مملؤؤه مابين نساء آلفئــــــات العمريهـ الناضجه ... مـــابين عمر الطيش
...وزهرة الشبــــــاب ... وآلمتزوجات .. وكبيرات السن ... وصوت المطربهـ حولهم تحيي القاعه
وكلن وحمـــــاسه وقدرته على جذب الأنتبـــــاه أكثر .. ومابين ضحكات البنات ...
والأغاني اللي كانت تتردد ... مضى الوقت سريع .... ولحظات الرعب مرت على رنــاا بلقى وليد
تشـــابه رعب لحظات سكرات الموت بالحيـاة ... وكأن روحها وقفت مابين الرفض النفسي التام لها الليله
ومابين رعب الموقف آللي كـانت فيه بلقى آنسان غريب عليهـا ......
ودعت ريم رنا آللي سلمتها وليد ....
وآنتهـــــى آلجزء الأصعب من هالليلهـ .... !
من دون شعور سالت دموعهــــــااا من شعور غريب مابين الفرحه لها والخوف عليهاا ...
وهي اللي كل آمـــــانيها مايكون حظ صديقتهـا يشابه حظها مع سلطان ....
بطرف منديلهاا حاول تمسح أطراف عينها حتى مايخرب المكياج ....
مسحت دموعهاا ... وبقد ماتقدر حاولت ترجع طبيعيهـ .... ناظرت لنفسها بالمراياا ...
ومن بعدهـــــا رجعت للحظوور وهي تمشي بخطوات ثـــــابته تنثني لها الأرض آعجاب
دخلت وآنضمت لآمهـــا وأختها وبنات خالتهاا آللي كانوااا مبسوطين ....
قعدت ريم مابين مها أختها ومنال اللي على يمينهاا ....
أمهــا وهي الثانيه توها مخلصه سيل البكى آللي ذرفته على ولدها من ساعهـ قالت ...
راح أخوكي يايمه ...
ريم بهدوء ... آي يايمه راح ...
أمها وقلبهاا مابكى الا من الفرحه ... عسى الله يسخر له ويسعده ...
ريم .. آمين ...
سكت كل منهم وتمت ريم تنــــــاظر المنصه ولبنات خالتها اللي قاعدين يرقصون قدامهاا
وتبادلهم الآبتســـامهـ ...
لحظات وألتفتت ريم لمنــال السرحانهـ واللي واضح عليهـا غرقانه ببحر ثاني ...
بشويش نادت ريم منال ...
ومنال بعدها ماحست فيهاا رجعت نادتها بصوت آعلى وأنتبهت
منال : هممم .. هلا ريم
ريم ..... وشفيك ماقمتي ترقصين معهم
منال : مالي خلق
ريم بمزح : غرييييبه .. لاحشى ماهيب منال اللي تجي مناسبه وماتقوم ترقص فيهاا ...
ضحكت منال ضحكه ..هاديهـ ... تبين مدى الضحكه اللي أنضحكت من ورى قلبهاا ...
قالت بآبتســامه ... حرام عليكي والله أنك ظالمتني
ريم وآنتبهت لضحكة منال الباهته ثم قالت .. فيكي شيئ !
منــــــــــال ومازالت آلآبتسـامه على محياهاا ..... تطمني مافيني شيئ ...
تركت ريم كل آلنـاس آللي حولهـا وكانت ناويه تقعد مع منال وتعرف وش فيهاا ولاكن ماأمداهااا
وقطعوا صديقاتهاا عليهـا ......
نجلا ومعها فاطمهـ ..... رييييييم آنتي هناا ... يوه وينك لنا ساعه ندوركـ ...
ريم بفرحهـ أنصدمت أول ماشافتهم ..... ومن دون شعور راحت تسلم عليهم بلهفه وشووق
وهي اللي لها من أآيــام المدرسه ماشافاتهم ......
تكلمت بفرحه ... وينكم ليش توي اشوفكم ... نور .. وحسناا .. حتى العنود ونوف حظروا وشفتهم
آلآ أنتم قالوا لي البنات ماتقدرون تجوون ...
نجلا : آي حنى قلنالهم مايقولون لكـ حتى نسوي فيها مفاجأه ....
.. بس بالله شلونها مي مفاجأه حلوه ...!
ريم بمزح : قولي مفاجعه ..حسبي الله على ابليسكم .. ثم قالت : آووه يابنات وربي وحشتوني
شلونكم .. وش عاملين .. ووينها دنياكم ...
فاطمه ... دامنى شفناكي فتأكدي أننا للحين بخير ...
تبسمت ريم لها .. ثم نجلا سحبت آيدهااا .. آللحين وش عليكيي من هالكلام وتعالي
عند البنات نبي نجتمع ونسولف وننبسط زي زمـــــان ...
مشت ريم معهم بخضوع .. بعد ماأستذنت من منال ... وكملت معهم على الطاولهـ !..
بعد ما كل شلتهــــا وصديقات عمرهــاااا آلتفوو حولهـــــااا ..وهي اللي لها شهوور ماشافتهم
وخذتها ظروف الآيـــــام عنهم وقعدوا على حالتهم وكل منهم مابين اللي تذكر حياتها بعد
مادخلت الجــــامعه .. وذيك تتكلم عن آيام ملكتهاا .. والثانيه مازالت على مشاكلها وهمومها
مع مرت أبوهاا وزوجة آخوهـــــــاااا ... وكأن اللي قال كلن معه همه على قده ماكذب !
نـــــــاظرت فيهم بصمت وحده وحده تبي تعرف وش تغير فيهــــــــااا
لقت كل منهم لاتزال على شخصيتهاا وعفويتهــــا وبساطتهااا حتى ضحكتهم وخبالهم
لايزال رغم آكثر الهموم اللي يمرون فيهــــااا ... تماما مثل ماتركتهم ماتغير فيهم شيئ !
صحتها نجلا بسؤالها : صحيح ريييوم ماقلتي لناا شلون زوجك عساكي مبسوطه ..
حسناا مقاطعتهاا : آي صحيح ... شلونه وبشري مافي بيبي صغنون بالطريق
نوف ...... يييوه يابنات تتذكرون يوم كانت تتكلم عنه وتتمنى تتزوجه ...
فاطمه وقاعده تضحك ...... أي صحيح حتى أتذكرها يوم قالت ياشيخه لو يخطبني قسم لااعطيه أنا المهر ...
ألكل ضحكـ ...
وفطوم بعصبيه قاطعتهم : بس يابنات خلاص خلوها تتكلم .. قولي ريم يالله ماعليكي منهم .....
.....طول الفتره كانت تسمع لهم .. وتسمع تعليقاتهم .. وعيونها ضايعه فيما بينهم وهم يتكلمون
عنها بحمـــــاس وبراءة نيه ولايدرون بمدى تآثير سيرته عليهـــــــــــــــااا .... !!
لاأرادياا ظاق خاطرهـا وبدى هالشيئ على نظرة عيونهـااا .....
قالت بهدوء بعد ماكتفت يدينهاا .. وطيف آبتسامه على وجهها .. آنا ... آنا تطلقت !!
آلكــــــــــــــــــــــل سكت ! .... وعجز يرد مصدووم
ريم وتدعي الطبيعيهـ ... يوه وشفيكم سكتواا .... تروني قلت تطلقت مامتت ....
ماصار بالدنيــــا شيئ ....
فاطمه وبعد ماشافت ريم رجعت طبيعيهـ قالت تمزح :: لالا بس الصمت ردت فعل
لصدمه عصبيه أثرت حتى تغلغلت بالآعماق ونتج عنها مانتج ...
نجلا : شف جتكم دكتورة علم النفس ... آلكل ضحكـ ...
وكملواا قعدتهـــــم بعد ماحسوا الأجواء رجعت طبيعيهـ وقضوها مابين شد وجذب ومزح بالسوالف ...
حتــــــــــــى خذاهم الوقت ونسو آنفسهم ... ونست ريم نفسهـا معهم ....
على الساعه أربع رفعت ريم ساعتهاا الذهبيه المحفوفه ببعض قطع الآلماس ...
وحست أن الوقت بالفعل خذاهاا ... من سوالف صديقاتهاا .. وقفت بعد ماآستئذنت منهم
وبعيونهـــا صارت تدّور أمهـــاا ..آو حتى على الأقل جدتهاا ....
أم سلطان من وراهــــااا : ... هلا ريم .. تدورين عن شيئ !
ريم بآبتســـامه ... هلا خالتي .. لابس كأني فاقده امي .. ماشفتيها ؟!
أم سلطان .. أمك .. آي صحيح توي شفتهم من عشر دقايق جاء أحد أخوانك وخذاها مع جدتك وأختك
ريم بآستغراب ! وماهي قادره تصدق أمها أللي تتركها كذاا من دون ماتحط عندها خبر !
ريم بحيره ! .... ماقالت لك شيئ ... معقوله نسوني ! ماهيب العاده امي تسويها !
أم سلطــــان ضحكت بشويش : لايايمه كانت تبي تقولك بس عاد أنا يوم شفتك مبسوطه
مع صديقاتك قلت لهم يروحون ماينتظرونك .. وأنتي ترجعين معي مع خالك ابو سلطان
..... رفعت ريم حاجبهاا لاآراديااا ... وكأنها بدت تحس في حاجه مي طبيعيهـ
ماحبت ريم تزعل خلاتهاا وحاولت تبتسم .... طيب مو مشكله ... بس على متى راح يجي خالي يآخذنا !
خالتهاا : يمكن ربع ساعه أوأقل .... على كلن تعالي معيي ... ومسكت آيد ريم .. وقالت ...
آقعدي جنبي ... قعدت ريم ..وجنبها قعدت خالتهاا ..
خالتهااا بشووق ... قولي يايمه .. شلونك ووش أخبارك ..ولهـانه عليك والشاهد الله الود ودي
أقعد معك للصبح ...
ريم بلطف : وآبتسامة تقدير .... آنا بخير وآلف نعمهـ .... ومو ناقصني من فضل الله شيئ ...
وبعدين مين قالكـ وحدك الولهانهـ ... وآناا وش تقولين فيني اللي فقدت شوفة أمي الثانيه كل يوم
خالتهـا بحنيه : عساكي ماتفقدين غالي .. ياحبي لك ... وياحبي لشوفتك لاصرتي مبسوطه
ومثل قبل
ريم ...... وفهمت على خالتهـا آللي تقصد نفسيتها آللي بدت ترجع طبيعيهـ ....عجزت ترد ..
.... وأكتفت بالبسمهـ ..
خالتهــــا بسؤال مفــــاجئ : مــــاحن قلبك لبيتك وآصحابهـ !
رفعت ريم عيونهـــااا ...ووقف الحرف بصوتها للحظهـ ... والجواب معروف قبل ماتنطقهـ ...
آي نعم آشتــــــــــــــاقت ..... ولاكن موب ذاك الشوق اللي يردهااا
ريم وتحاول تلف وتدور .... أكيد فقدت أهلي فيكم ... حتى خالي وحشني
ثم قالت تضيع السالفه .. آلا صحيح آنا حاسه أنه تآخر ...!
خالتها وفاهمه عليهـــــــــــااا :.... واللي يفقد هله يايمه .. يبعد عنهم ويبيعهم
مــــاخفى ريم تلميح خالتها بها الجملهـ !.... ووقف الكــــــلام .. ولاتدري وش ترد
وهي اللي مـــاعندها حجه علانيه تتكلم فيهـااا وتقولهم ليش ماتبي ترجع !
وش تقولهم !.... ولدك طعن فينييي بلحظة جنون .. ولاعشان ولدك طردني من بيته مثل بنت الشوارع !
ولااااااامــــاعمل حاجه سوى أنه ذبح الطفل آللي ببطني آللي كانت شوفته أصغر أفراحي !
عمرهم ماراح يفهموون .. ولاراح يحسوون .. حتى وأن تجرأت وتكلمت بصوت عاليي !
ريم بظيق : ياخالتي السالفه مي سالفة لابيع ولاشرى .... وآنتي وخالي تدرون بعظم قدركم وغلاكم بقلبي
وكلمتكم اللي ماأتجرأ أثنيهـــااا لأنكم عزيزين وعلى راسي ... ومــــــاأنكر لو قلت حتى
سلطان أسمه على راسي وله كل الاحترام والتقدير ولاكن .. كأخ بعد اليوم ....
مو كزوج ياخالتييي ...
أنصدمت خالتهاا بها الكـــــلام واضح المعنى ..... ثم قالت ..
أفهم من هالكلمه يايمه ان ماعاد لك رجعه على زوجك؟!
ريم ...... وأبعدت عيونهااا ...... هــــاذي أمنيتي ورغبتي وأن كنت أنا بالفعل ينتنكم
فأكيد راح تحترمون أمانيها وتتركونها لرغباتها ...
خالتتهاا : بس هالأمنيه ماترضي رب العالمين يابنتي ولاترضي ملته
ريم وقلبها مازال يتقطع من آسلوب العتاب اللي تلقاه بوجه كل من قالت له عن آنفصالها بنفس
آلسيناريوو ....
ريم بحزم : هــــاذا قراري ورغبتي ... والحيــــاة عند سلطان ماراح توقف على ريم أو غيرهااا
هو رجـــــال ومصيره يلقى بآذن الله اللي تسواني ... آما انا وياه فأيامنا ياخالتي مع بعض خلصت
خالتها بظيق وقهر ..... حسبي الله على اللي كان السبب .... وحسبي اللي خلى حالتك تنقلب
وكأنك مو ريم آللي أشوف بنور عينها سلطان !
ريم وتلاشى الــــــــرد .... لانه الصوت خنقته دمعهـ ... رافضه تبوح فيهاا
قطع عليهم صوت الجوال ... وخالتها آلتفتت لريم ... يمه روحي جيبي عباتك خالك جاء ...
ريم : آن شاء الله ... وقفت ومن بعدها صارت تمشي بكعبها الأسود آللي صار يقرع بصوته على الرخام
وهواء القاعه اللي كان يدخل من البوابهـ واقف بوجهها ويبعثر آطراف الفستــــاااان ......
وماشيه متوجهه للصناديق الخاصه بالعبي ... شالت عبايتها بآيدهاا ومعهاا جابت عبات خالتها ....
كانت تبي تتحركـ وقبل ماتتعدى الخطوهـ آنتبهت لأيد تمسكها ... تستوقفهاا ...
آلتفتت ريم لهااا بحيرهـ !
والمرأه ...... مدت آيدها تصافحها السلام ...
صافحتهاا ريم ولاتزال رافعهاا حاجبها المبري مي عارفه هالأنسانه اللي قدامها !
تكلمت المرأه اللي كانت بين نهاية الثلاثينات وبداية الأربعينات ! ...
معك ... مــاجده عبد العزيز آلـ .........
ريم : بترحيب ... هلا تشرفنا !
ماجده : بس عفواً كنت بسألك عن آسم الكريم !
ريم ولاتزال مو فاهمه شيئ وكل ظنها المره مشبهه عليهاا .... معك ريم سعد آل.... !
آمريني في شيئ !
مــــــاجده وأول ماسمعت الاسم تفاجأت ... آنتي بنت موضي عبد الرحمن آل... والله ونعم
مــــاشاء الله تبارك الله ...
... هنا قاطعتهم أم سلطان آللي كانت تعرف مـــاجده ...
أم سلطان : ماجده ! ...
ماجده ومتفاجأه من شوفة ام سلطـــــان هلاا وغلااا .. وقعد كل منهم يسلم على الثاني
وخصوصا أنهم معرفة سنين وزماله قبل
مــاجده بعد ماشافت ام سلطان واقفه جنب ريم وواضح عليها انها تعرفها تكلمت
...... : وش تصـــير لك ريم ياأم سلطان
أم سلطـــــان ... برد متعمد .... يوه هاذي مرت ولدي سلطان ماعرفتيها !
مـــــاجده بخيبة أمل : هــــاذي هي مرت سلطان !... مشاء الله تبارك الرحمن
سمعنــــا أنها حلوه بس ماتخيلنـــاها بها الصوره وكنها حوريه
تبسمت ريم بمجاملهـ وشوية خجل ... وداخلها ملل من هالووقفهـ ... ونقاشهم
ام سلطــــان : صحيح عشانك ماحضرتي زواجها لكذا ماعرفتيها
مــــاجده : آي والله ماحضرتهـ .. وسبحانه مال لأخوي نصيب فيهاا وأنا اللي كان ظني أخطبها
أم سلطــــــــان : حصل خير .. وعسى الله يرزقه بنت الحلال
ماجده : آمين .. ماأطول عليكم لأني شكلي عطلتكم .. يالله عن آذنكم ... وآشوفكم على خير ....
تركتهم !...
ومعها ام سلطان احتدت ملامحها وكأنها زعلانه للحظه من كلام ماجده
وكل خوفهــــــــاا من ريم لاتتبنى فكرة الزواج من غير سلطان ...وهي اللي ماتدري
أن أخر همومهــــــا تعيد التجربه وتغلط نفس الغلطه !
لبس كل منهم عباتهـ ... ووقفت أم سلطان على البوابه ومعها ريم
ريم وقاعده تناظر للسيارات ومي قادره تشوف سيارة خالهااا .. كانت تبي تسأل خالتهــا
ماني قاعده اشوف سيارة خالي ....؟! آلا تفاجأت بوجود سيـــــــارته السوداء توقف قدام البـــاب
وهو الثـــــاني مايدري عن وجودهاا !....
فورااا فهمـــــــت ريم مغزى أم سلطان وكأن أحساسها ماخاب واللي كانت خايفه منه تحقق !
آلتفتت ريم لخالتهاا وداخلها لحظات عتب ...... وبقلبهاا تكلمت سويتيها فيني ياخالتي !
خالتهاا بعد مامشت كم خطوه وانتبهت لريم الواقفه ...... سكتت ثم قالت ...
عشـــــان خاطري لاترديني وتعالي معيي !
لحظات تفكير خذتهاا وهي واقفه ومعهااا تحركت بخطواتها عشان خاطر خالتها
بالسيـــــــاره كان موجود ! وبعــــــده مايدري عن اللي عينه آشتاقت لها قريبه منهـ ...
مسند راسهـ على كرسي السيــــــاره بهدوء بغترته البيضاء وثوبه الآسود ....
لحظــــــات ولمح بعينهـ أمه ومعهاا أنســـانه ثانيهـ شال عينه عليهااا فورا من دون مايركز النظر فيها
توقع تكون آحد صديقــات أمه آللي آحيان تطلب منهم يجون معها وتوصلهم بطريقها .......
وآبدا مـــــاجاء على باله تكــــون هي جايه برجلينهــــاا معهـ ! كانت ثوانيي
وآنفتح بــــاب السيــــاره وآنتثر ريحة عطرهاا بآرجاء السيـــــــارهـ ... ريحتهاا آللي يفرقها
من بين عطوور الدنيـا كلهاا.... شم ريحة العطر والآمــــاني داخله لاتزال حيهـ
وهو آللي آبســـــط آمانيه يشوفها بمثل هالليلهـ .....
جلست أمه جنبهـ ... وسكر كل من ريم وأم سلطان الباب بنفس الوقتـ ....
آم سلطان : آلســــلام ...
.. سلطان .. هلا ..وعليكم السلام ...
آم سلطــــــــان بآبتســـامهـ .... جبت معي آلريـــــــم ياسلطان !
صمــــــت ... وآحساس متخفي ..(صدق) ...والأثبـــــات عطرهاا وكآن ظنه فيها هالمره مــــــاخاب
ودق القــــــلب مع آسمهاا ! ... دقات بعدد لهفته وشووقه .... وحنينهـ ... ومعهاا
فـــــرحه آشعلت الحيـاة داخل محيط قلبـه اللي آظنــــاه ألجفااا
ومع هذا ماقدر يتمادى بفرحتهـ !
وكأن حـــــاجه داخله تطفيهــــا .... ! وكأن هالحاجه تشابه وجودها ولقاها بها الليلهـ
آللي تفاجأ فيهـ ... وهي اللي يستحيل تكون رضت تجي معه بها السهولهـ ...!!
ماحاول سلطان يعلق على شيئ ..... ولايبالغ بترحيبه .....
حتى تكلم : ... حيــــــاهاا ..
....نزلت ريم راسهــــااا ...... بدون رد !...
ومن دون ماأحد منهم يعلق أكثــــــر .. مشى سلطـــــان ... حتى آستمروااا يمشون طول الطريق
والسيـــــــــــاده كلها للصمـــــــت .... وبعض صوت الهواء اللي كان يدخل من فتحات النوافذ ......
... آقتربواا للبيـــــــــــت حتى وقفت سيارة سلطان البانوراما قدام الفلهـ .....
ومعها ام سلطان فتحت البــــــاب حتى تنزل وقبلهاا آلتفتت تكلم سلطان : ....
هاذي هي قدامك تفاهمواا الله يرضى عليكم
وبعدها قالت لريم .... العذر والسموحهـ منك يالريم وآعذري عيني اللي الود ودها تشوفكم مع بعض !
.... آستئذنت منهم وطلعت مسكره باب السياره وراها ومتجهه للفلهـ .....
وبقـــــــــــى كل منهم بمكانهـ ...........
وبقـــــــــــى كل منهم بمكانهـ ...........
سلطــــان .. : ليش مانزلتي ؟!
ريــــــــم : ماهوب ببيتي حتى أنزل فيهـ ....آظن أنك تدري بها الشيئ !
سكــــــــــت بعد ماعرف أنهـا لاتزال ماتغير فيها شيئ .... وفهم أن أمه هي اللي أجبرتهاا
وهذا اللي ماكان يتمناه ....
سلطـــــان بجديهـ .. آنزلي وتعالي قدام ....
ريم بحده : مريحني هالمكـــــــان ...
سلطان آسمعي الكلام وتعالي جنبي ..آحسن ماأجبرك تباتين هالليله هنــــــــــاا...
حست ريم انه يمكن يسويهـا .. لذلك بقل حيله فكت الباب ..ونزلت ..
وركبت جنبهـ ... سكرت الباب .. ومن بعدها تكلمت .... ودني ياسلطان لبيتي
سلطــــان ..... ومن دون مايرد عليهــــا حرك السياره !
وصــــار يمشي وطوال الطريق كل منهم لايزالون ساكتين !
سلطـــــان كان مستقصد هالشيئ .... لأنه مخلي كل الكلام لوقت ثاني
وريم ... ماتكلمت لأن سلطـــان ماآبتدى ... حتى تكمل !
بعد نصف ساعه وقف سلطان سيـــــــارته قدام آحدى الفنادق ومن دون مقدمات نزل من سيارتهـ ....
من دون حتى مايبرر لريم وش قاعد يصير .. وأيش ناوي عليه ....!
حط سلطان مفتاح السياره بآيدين موظف الفندق ....
ولمـــا أنتبه لها بعدها مانزلت ... فتح بابهـــــااا وريم لاتزال متفاجأه !
مسك آيدهـــــااا ... وشدهاا بهدوء حتى خلاهاا تنزل السيارهـ وسكر الباب وراه ...
وقفت ريم بوسط الشــــــــــارع .. سلطان .. جنيت انت !... ليش جايبني لها المكـــــــــــان ...
سلطـــــان أمشي معي وبعدها أقولك
ريم بحده : ماراح أتحرك خطوه وحده آلين ماتقول لي ليش جبتني لها المكــــان ....
سلطان وبدى يفرغ صبره ... شد آيدهاا وتكلم وهو شاد على آسنانهـ قلت لك امشي من دون ماتناقشين
شد آيدهاا حتى حست آنها آوجعتهاا ... ومشت معه راضخه لطلبه تبي تشوف وش نهايتها معهـ ....
مشى وهي صارت تمشي معه بخطوات مغروره ومتنرفزه من تصرفاتهـ ....
.... لحظـــات وصار يمشي وهي تمشي وراه !.. دخل مكـــــان واسع بآحد آدوار الفندق
ودخلت ريم وراه ... وفهمــــــت مقصده !
طلب سلطان طاوله طعام هـــاديه ... ومغلقهـ حتى يقدر يآخذ ويعطي معها ويستغل فرصة وجودهـا
لعل وعسى تكـــون هالليله ليله رضــــاها !.... ويرتاح
آستقصد سلطان يجي هالفندق ... لآنه هادي وبعيـــــد عن الضجه حتى يآخذ راحتهـ .....
طلــــب كاسات كوفي دافي .... قعدت هي على الطاولهـ ... وقعد هو قدامهــــــااا ...
وبقوا هم وحدهـــــم ....
فكت ريم طرحتهـااا ... وبددت شعرها على أكتفاها .. وناظرت فيه تنتظره يتكلم .....!
سلطــــــان : ... للحظهـ مجرد ماشافهـا ... نسى كل ألكلام اللي كان يبي يقوله ويبدأ فيهـ
وكأنه غلبتهـ من البدايهـ .. تبسم لهـــــا بأعجاب من دون مايتكلم ويعبر لها فيهـ ...
ريم .. وتحاول تبتدي .... وتبرر موقفهـا آللي خلاهاا تجي معه ...
حتى مايفهمهـا أنها جايه عشــــانهـ ... ثم قالت مترددهـ ... خالتي هي اللي خلتني آآ
قبل ماتكمل قاطعها بهدوء .. آدري .. لاتبررين
ريم .......
سلطان وبعد صمت ...قــــــاطعها بسؤال مفاجئ مايذكرك تاريخ هاليوم بشيئ !
ريم وحـــــــاولت تتذكر تاريخ اليوم 4/1 ..... لحظات وتبســــمت وهي مكتفه يدينهاا
بعد مافهمت مقصده !
سلطـــــــــــــان أكمل عنها ... : يــــــوم ميلادك !
ريم ورفعــــــت عيونها له ..... وش يهمك فيه هاليوم !
سلطـــــــــــان : بعد صمت ... كنت أفكر لوتكــــــون مناسبه ترتبط بميـــلاد قلبك !
فهمـــت ريم مغزى كلامهـ ..... ثم قالت موضروري ! ......
وماتقتصر ميلادة الأحاسيس والقلوب على يوم ! لأن ببساطه بكـــــل يوم لنا ..
تنولد بقلوبنا بآحاسيس جديدهـ
سلطــــــــان : يمكن ! ولاكن الآكيد مو دائمــــا تنولد داخلناا آحاسيس باره بمشاعرناا ....
وأغلب ماينولد باليووم ... يكون عاق وطـــايش وأن أنولدت أغلبيتها تموت بساعتهااا ....
ريـــــــــــــــم .... بنظرهـ أمتدت وكلهـــا حيره ..... يهمك تكون بــــار بمشاعركـ
سلطــــان : آكيد ..... ولاتنسين آن آلبر مايستحق آلا ناس تصنفهم قلوبنا ! ... ولاأنا غلطان ! ...
وقفــــــت هنـاااا مهزومهـ ...! عندهـ ...!
حتــــــــــــى غلبها بالفعل........ ويمكن يكون كسر كل عزمهاا!
وآنتصـــــر مثل ماينتصر عليهـا كل مره ...لآنه آقوى منهــــااا بآسلوب أقناعهـ ولأن قلبها أضعف
بكثييير ممـــــا تتخيل قدام هيبتهـ وصوتهـ .....
ناظرت فيهـ بصوره غلفهــــاا آلغلا ... آللي عمره ماطاح من عينهـا ..حتى وآن كابرت بنظرتها !
تعـــــــب معهـــااا .... ويــاما شافت بعيونه... وتصرفاته آلصبر.. والحلم ... وتطويلة الخاطر ....
حتــــــى وآن جرحت فيهـ ...ينسى !
ولو صدت مـــــايتعب .... ! ويمشي وراهـــاا ويحاول يستغل كل السبــــل حتى يطيح طبعها
آلعنيـــــــد ويرضيهااا !!... بالفعل عمرهاا ماكانت تتخيل بيوم آنها تعيش وتلقى انســــــــان
على قد ماتتعبهـ.. وتجننهـ ...
على قد مايتمسك فيهــــــا بآصرار من دون ملل وعزيمهـ ........ !
طــــاحت حصون ليــــــــالي الصد بها الثوانيي ...... وسلمت آمرها ونفسها لهـ ......
وكــــــــانت راضيه ترجع .... وبها اللحظــــات ماراح يوقف بينها وبينهـ ..آلا شرط
كانت تبي تسأله آيـــــاه .... ومنه راح يثبت لهــــــــــــــــا .. قد آيش هوو قادر يضحي عشانها !
ريـــــــــــــم ..... سلطـــان
سلطــــان : سمـــي !
ريم سم الله عدوك .... نزلت راسها وبصعوبهـ وتردد سألت .... ليش جبتنا لها المكان !
سلطــــــان : .. تسألين هالسؤال .. وآنتي عارفه أجابته ياريم !
ريم ...... آنا آبي آسمعها منك ...آذا مايضايقكـ ....
سلطـــــــــــان .... وكأنه حس آنهـا بها السؤال ترمي لشيئ ... حاول يسايرها حتى يفهم ...
وتكلـــــــــــــم ... الأكيد أني آبي منك ترجعين عزيزه مكرمهـ لبيتك ......
وآن كـــانت نفسي ... مع الأيــــام لك دوى .. نبي نداويكي !
ريم ومازالت على هدوئهـــا تكلمت ..... وشــــــــادن !
سلطــــــان ومازال مايدري ريم تبي توصل لأيش ... تكلم !
: آرتبــــاطي فيها وقتي .. حتى آوفي بالكلمه اللي عطيتها عمي
ريم بعتـــــــــــب ... وترضاهاا علـــــي ! .. تحطني جاره لبنت طعنت بشرفي وفرقت بيني وبينك
سلطــــــان وهالموضوع لايزال يعكر له مزاجهـ ..وكأنه يكره ذيك الذكرى آكثر من آي شيئ ثاني ....
تكلم ! .. مو انا آللي آرضاها عليكي ياريم ... ولاكني آلشاهد الله أني أعطيت كلمه لأبوها وعند الجماعه
قبل مــــاأدري أن كل ماصار من سواتهـا ...
ريـــــــــــــم .... طيب ياسلطان مستعد تسمعني !
سلطان : آكيد .....
ريم بعـــــــــــد لحظات صمت حاولت تجمع فيها نفسهاا وأنفاسهاا
قالت بتحدي : وآذا قلت لك ياسلطــــــاآن أني مستعده آرجع .. ولاكنها قبلها بشرط !
رفع سلطان حــــاجبه منتظرهاا ... آللي هو ! ...
ريـــــــم : تختــــــــــار مابيني وبين شــــــــــــادن ....
آمـا أنـــــا ... وتكسر كلمتك بخصوص شــــادن وتضحي عشاني
وأمـــــا شادن .. وتكسب كلمتكـ .... وتنســـــاني !
............ عجز عن آلتعلق وهو اللي يدري أن ورى هداوتهـاا معنى ! وهذا هو آتضح
سلطان .. بعد ثوانيي سرح فيهاا بعيونهــــاا ... قاعده تمسكيني من آيدي اللي توجعني ياريم !
ريـــــم ... مامسكتك من آيدك اللي توجعك آنا مسكتك من آيد الحقيقهـ .... والتكافئ ....
وحتى آضحي أنا بكرامتي آللي كسرتها أنت ببيتك وآتنازل وآنسى ....
مطلوب منك آنت برضو تضحي وتكســــر كلمتك عشاني ... وبكذا نكون نتساوى ...
سلطــــــــــان : ...... أنتي أكثر وحده تدرين آني ماأكسر كلمه قلتها
ريم .. بتحدي ... وآنت آكثر واحد تدري أني عنيده وماأتراجع عن قراري .......
سلطــــــان : وآخـــــــر كلامك
ريـــــــــــــــم : ياأنا ... يـــــاهي ... ! وتأكد أن مافي مخلوق يغير كلمتي
سلطـــــــــان .... آذا بتعلقينهاا بين هالخيــــارين أنتي تدرين أننا ماراح نجمتع
ريم : مو مهم ... آلأهم كل منى ماتنكسر له كلمه ... موكذا ! ولاأنا غلطـــــانهـ ....!
هنـــــــــــــا عرف آخر كلمه ... من آخر قرار ....
وهو اللي يدفع عمره ولايكـــــــسر كلمه قالهاا وآعلنهاا ....
ريم : آظن آلأفضل نقـــــــوم ... وكل واحد ويروح بطريقهـ ... ووقفت
وقف سلطان معهــــــااا ثم قال : ..... أنتظري ...
لحظات وطلع من جيبهـ صندوق صغير وفتحهـ .. خــــــاتم ناعم بسير نحيف
سلطـــــان : كنت راح أعطي هالدبله لياسر أمس وهو يعطيكي آياهاا تلبسينهـا بها الليلهـ
حتى ماأحد يخطبك ... ولاكني نسيت ! ومازال موجود بجيبي ... خوذيهـ لأنه آنشرى لك
من دون مقدمات مسك آيدهاا .. ولبسها الدبلهـ بآصبعها البنصر النحيلهـ ...
ثم قال أعتبــــريها أي شيئ .... وبالأصح هديه من آنسان قديم كان لك ذكرى معهـ ...
قفل العلبهـ ..وحطهاا على الطاولهـ ... وآهداها آبتســــامه آخيرهـ ...
بعد ماشاف عيونها آلناعسه تنـــــــاظر فيهـ ببعثره ....!
طلع ... ومن وراه كبتت حزنهاا وهي تحاول تمسك نفسهاا ...
رمت الطرحه على وجههــــااا ..
وطلعت وراهـ ......
حتـــــــــــــــــــى آنتهى !
.................................................. ... !
بعيــد بالفندق بعد ماوصلوا .... كـــــــانت هي قاعده لاتزال بشرعتهـــــااا على آحد آلكنبـــــات الحمراء الفاخرهـ والمحفوفه بالزخارف الذهبيهـ .......
قــــــــــاعده بآنفاس مي قادره تستكين وتهدى ودقات قلبهاا لو كان لهاا صوت كــــان آزعجت وليد آللي
تركهــــا وراح يصلي ركعتين حتى يبارك له الله بها الليلهـ ...
وكأن آلوقت صار يمضي على قلبهاا مثل السيف يجرحها ! بكل ثانيه ودقيقه تمر وتزيد تعذيبها تعذيب
والدمع داخل عينهــــــا وقف لاينزل ولايرقى ولايزال واقف بين الآحداق ......
كره.. وخوف نفسي رهيــــــــب من شخص عارفه نهايتها معـــاه من آول ليله .....
وهي اللي بين آلدقيقه والثانيه تتذكر كل كلمه قالتها ريم عنهـ وعن قســـاوته وصلابة طبعه زمان
وهذا آللي زادهــــا خوف فوق خوفهاا وخلاهـا تحس بحجم التحدي وياه .. أكبر من حجم آي تحدي ....
آنتهى وليد ... ودخل عليهــا حتى شافها لاتزال بمكـــانهاا ... حست رناا بوجوده
وهنـــــا دقات قلبها آللي هدت رجعت لثورت ضجيجها بعد ماشافتهـ ....
بهدوء قعد قدامهــــااا .... وهي لاتزال مبعده عيونها عنه وضامه كفينها ببعضهم البعض ....
وليد ... مبروك يارنـــــا ....
رنا بوجه مازال باين عليه العبوس تكلمت من طرف خشمها: الله يبارك فيك
وهي اللي قلبهـــــا يقول عكس هالكلام ... !
مـــاحاول وليد يعلق حتى بينه وبين نفسه على ردهـــا وآعتبره رد عابر ...
كمل وليد : ..... وهو عارف الجوواب مسبق ولاكن سأل لزيادة الأخذ والعطى معها وحتى يشوف رأيها
أنا رايح آطلب العشى .. تحبين آطلب لك شيئ معين ....؟
رناا : لأأ ...ماأبي شيئ ... كل اللي آبيه آرتاح بالغرفه وحدي ...
رفع وليد حاجبهـ من آسلوبها المتذمراللي فاجأه .... وتأكد معه أنه يبي يتعب بترويضها !
.... ولأنه كان عارف برفضها له قبل ... وآبوهـا آللي أجبرها عليه ويمكن هو اللي خلاها تكرهه
وهذا الشيئ طبيعي .... ولهذا كان مستعد ومتحمل.... ومن اليـــوم محتاج لآكيال صبر معها ...
حتى يقدر يكسبهــــا برضاها ...
وليـــــــد بهدوء ... على راحتك ... ثم قال وهو متردد ! مابين كلمه بخاطره وخوف على مشاعرها
أن كانت تتحسس ....
وليد : ..... تحبين آساعدك حتى توصلين لغرفتك ...!
زادت آختناق من هالكلمهـ حتى غمضت عيونهاا وقالت وهي ماسكه نفسهاا ...
ماني محتاجه رحمتك ولامساعدتك ....
وليــــــــد :ولاهو قادر يدخل معها بمدخل تفهم عليه فيه .. وقرر يتركهـا لعل تكون بالفعل مي محتاجه
مساعدتهـ ... وقف ثم قال .. آنا نازل نص ساعه شوي وراجع ..عن آذنك ... ومشى تاركهــــــــااااا
.... مجرد مافضت الغرفه من وجوده وسمعت بآذنها صوت البــــاب يتسكر وراه .... آرتاحت
ورجعت آنفــــــــاسهاا تهدى .....ومعهاا غمضت عيونهــــــــااا بتعب وكأن آحساسهاا يقولهاا
أن بعد تعـــــب هاليوم ماانتهى .. وآستغلي ثواني الراحه اللي أنتي فيهااا .......
مضت ربع ساعه وهي بمكــــانها ماتحركت قاعده على نفس الكنب ...... ناظرت لنفسهـا وتذكرت فستانها
اللي لايزال عليهـا آثنت راسهاا على ظهر الكنـــــــب بقل حيله وحطت آيدينها على رجولهـــااا
وهي اللي ماتقدر تتحرك خطوهـ .. آلا بالكرسي اللي معهاا وكأن هالموقف ... زاد من ضعفهـا أكثر
وكأنها بدت تكره نفسهـــــااا أكثر من آي شيئ ثــــانييي .....
بقل حيلهـ .. حاولت تتناسى الضعف للحظات ... وقدرت تقعد على كرسيها المتحرك بصعوبهـ ....
أتجهت للغرفه اللي كانت تبعد كم خطوه عن الصالهـ ..... دخلت وسكرت الباب وراهـــــااا.....
حتى تفــارقه ومــــــاتشوفه قدرت توصل للسرير الذهبي ...آللي قعدت عليهـ ...
ومن بعدهاا رمت الكرسي بعيــــــــــد عنهااا ... آجتــــاحها آلضعف .. ومعها أجتاحتها آحاسيس سوء هاليوم بآكملهـ ...
وكـــــــــآن ماعندهاا حاجه تخفف عنها وتعزيهـا بفقد فرحتهاا غير الدمع اللي تتالى على خدهاا ....
...
بعد ساعه كاملهـ رجع وليد أستقصد يتآخر فيها حتى يعطيها كل المجال والحريهـ ....تآخذ وقت اطول
حتى ترتاح ولو شوي ...آنفتح بـــــــاب الجناح .. ودخل .... كان متوقع يلقاها بأقل الأحوال
قاعده بالصالهـ ... ولاكن خابت ظنونهـ .. ولقى آلمكان فاضي ...
آعتبرها فرصهـ .... وسمح للنادل يدخل العشاء ... دخل النادل وصف الأكل بترتيب متناسق
ومعها آستئذن وطلع ...
مجرد ماتسكر الجناح .. راح وليد للغرفه يتفقدهــا !... طق الباب بشويش
رنـــــا وقاعده تسمع صوت قرع الباب .... وماردتـ ....
لما ماسمع صوتها توقع أنها بتكون على الأقل بالحمام (أعزكم الله ) .... لهذا حاول يفتح البـاب
ولقـــاه مقفل !
توقع أنها تحب تــــآخذ راحتها كــان يبي يمشي تاركها ولاكن قبلها لفت آنتبـــاهه صوت بكى !
تآكد هنــــا أنها موجوده وماتبي تكلمه ولاترد عليهـ .... ومع هذا وهذا ماحب يزيدها ويظغط
عليها على الآقل هالليله ويعطيهــا كل المجال لحريتهااا ....
وليد وهو يدري انها تسمعهـ تكلم ... آلعشا وصل آذا أنتهيتي آطلعي آنا منتظرك ...
رنا ....................
تعـــــب وليد وماعاد فيه أكثر .. ونفسه بالأساس لاهي طايقه عشـــا ولاغيرهـ ....
شال شماغه من عليهـ وحطه على الكنب وقعد هو بآحد الكنبات المنفردهـ بتعب يفووق تعب
هالبــــــــنت آللي يدري آنه يبي له بال طويل معهاا ومحتـــاجه وقت ...
مرت ســـاعه وفوقها نص وكمــــلت الساعتين وقربت تصير ثلاث وهي لاتزال مقفله آلغرفهـ ....
للحظــات عجز ينكر آلخوف آللي كان يراوده عليها ..... وكأنه خايف يتركها بروحها وقت أكثر
وتسوي بروحهـــا شيئ !....
وهي المجنونهـ اللي حاولت تنتحر فطبيعي مايستغرب منها آي شيئ ... كان وده يرجع يستفقدهاا
ولاكن حس أنه بكذا بيعكر عليهـا عزلتهاا آللي متمسكه فيها لها الوقت ومقفله الباب عليهاا .....
زادت وساويسه للحظهـ .. ومعها لعن الشيطان وطرد افكاره الوسواسيه وبقد مايقدر حاول يحسن الظن
ويتركهـــااا للساعه آللي تحب تطلع فيها ....
مر آلوقت على حالهم .... وكلن بمكــــانهـ لايزال ......
وآلدقايق تمضي ..... وكل منهم له نصيب من التعب ... وثقل هاليوم عليهـ !
بالدقايق اللي غفـــــت عينه فيهـا .. تسلل لآسمـــاعه صوت الآذان يصحيهـ ....
صحى حتى فتح عيونهـ بتعب .... وجلس ظهرهـ .. وبكفوفهـ صار يمسح على وجههـ ...
والصداع براسه بدى يزعجه ...
راح حتى صار يتوضى ونزل يصلي تــــــارك رنا وراهـ لاتزال منسدحهـ على سريرهــــااا ...
وضـــامه نفسهـــا وآثار الكحل اللي سال مع الدمع اللي جف مرسوم على وجهها ... ..
وكأن التعب غلبها ... وسلمت نفسهـا للنوم آللي سرق ســــــــاعاتهـااا ... !
على آلســــــــــــاعه 6 ... ماقدر وليد يتحمل خوفهـ .. حتى جاب مفتاح سبير من آدارة الفندق ....
وفتح بــــــاب الغرفهـ يبي يطمن نفسهـ على هالبنت آللي سلمها له آبوها أمانهـ برقبتهـ ....
دخل بهدوء ... وشــــــــافها نايمهـ ومنطويه على نفسهااا ولاتزال بفستـــــانها الأبيض !...
رجعت آنفـــاسه هدت لما تطمن عليهـااا ... وماحاول أبد يزعجهاا ... آنتبه للغرفه آلبااردهـ
آللي زاد على جوهـا آلبارد هوى المكيف ألمركزي ... جاب آحد البطانيات الموجوده بالدولاب
وغطــاها فيهـا .... ومعها خذى الأغراض اللي محتاجها من الغرفهـ ... وآطفى الانوار تاركهـا ..
راح حتى خذى له دووش سريع ومعهاا لبس بنطلونهـ مع بلوزتهـ البيضاء الماسكه على عضلات أيدهـ ...
حــــس آنهـ آنه انتهى من نفسه وناظر للساعهـ حتى يشوف كم باقي على الرحلهـ ... شاف باقي ساعتين ...
وبالكــــاد يمديهـ يصحيهــااا حتى تتجهز ....!
وبقـــــــــــى كل منهم بمكانهـ ...........
سلطــــان .. : ليش مانزلتي ؟!
ريــــــــم : ماهوب ببيتي حتى أنزل فيهـ ....آظن أنك تدري بها الشيئ !
سكــــــــــت بعد ماعرف أنهـا لاتزال ماتغير فيها شيئ .... وفهم أن أمه هي اللي أجبرتهاا
وهذا اللي ماكان يتمناه ....
سلطـــــان بجديهـ .. آنزلي وتعالي قدام ....
ريم بحده : مريحني هالمكـــــــان ...
سلطان آسمعي الكلام وتعالي جنبي ..آحسن ماأجبرك تباتين هالليله هنــــــــــاا...
حست ريم انه يمكن يسويهـا .. لذلك بقل حيله فكت الباب ..ونزلت ..
وركبت جنبهـ ... سكرت الباب .. ومن بعدها تكلمت .... ودني ياسلطان لبيتي
سلطــــان ..... ومن دون مايرد عليهــــا حرك السياره !
وصــــار يمشي وطوال الطريق كل منهم لايزالون ساكتين !
سلطـــــان كان مستقصد هالشيئ .... لأنه مخلي كل الكلام لوقت ثاني
وريم ... ماتكلمت لأن سلطـــان ماآبتدى ... حتى تكمل !
بعد نصف ساعه وقف سلطان سيـــــــارته قدام آحدى الفنادق ومن دون مقدمات نزل من سيارتهـ ....
من دون حتى مايبرر لريم وش قاعد يصير .. وأيش ناوي عليه ....!
حط سلطان مفتاح السياره بآيدين موظف الفندق ....
ولمـــا أنتبه لها بعدها مانزلت ... فتح بابهـــــااا وريم لاتزال متفاجأه !
مسك آيدهـــــااا ... وشدهاا بهدوء حتى خلاهاا تنزل السيارهـ وسكر الباب وراه ...
وقفت ريم بوسط الشــــــــــارع .. سلطان .. جنيت انت !... ليش جايبني لها المكـــــــــــان ...
سلطـــــان أمشي معي وبعدها أقولك
ريم بحده : ماراح أتحرك خطوه وحده آلين ماتقول لي ليش جبتني لها المكــــان ....
سلطان وبدى يفرغ صبره ... شد آيدهاا وتكلم وهو شاد على آسنانهـ قلت لك امشي من دون ماتناقشين
شد آيدهاا حتى حست آنها آوجعتهاا ... ومشت معه راضخه لطلبه تبي تشوف وش نهايتها معهـ ....
مشى وهي صارت تمشي معه بخطوات مغروره ومتنرفزه من تصرفاتهـ ....
.... لحظـــات وصار يمشي وهي تمشي وراه !.. دخل مكـــــان واسع بآحد آدوار الفندق
ودخلت ريم وراه ... وفهمــــــت مقصده !
طلب سلطان طاوله طعام هـــاديه ... ومغلقهـ حتى يقدر يآخذ ويعطي معها ويستغل فرصة وجودهـا
لعل وعسى تكـــون هالليله ليله رضــــاها !.... ويرتاح
آستقصد سلطان يجي هالفندق ... لآنه هادي وبعيـــــد عن الضجه حتى يآخذ راحتهـ .....
طلــــب كاسات كوفي دافي .... قعدت هي على الطاولهـ ... وقعد هو قدامهــــــااا ...
وبقوا هم وحدهـــــم ....
فكت ريم طرحتهـااا ... وبددت شعرها على أكتفاها .. وناظرت فيه تنتظره يتكلم .....!
سلطــــــان : ... للحظهـ مجرد ماشافهـا ... نسى كل ألكلام اللي كان يبي يقوله ويبدأ فيهـ
وكأنه غلبتهـ من البدايهـ .. تبسم لهـــــا بأعجاب من دون مايتكلم ويعبر لها فيهـ ...
ريم .. وتحاول تبتدي .... وتبرر موقفهـا آللي خلاهاا تجي معه ...
حتى مايفهمهـا أنها جايه عشــــانهـ ... ثم قالت مترددهـ ... خالتي هي اللي خلتني آآ
قبل ماتكمل قاطعها بهدوء .. آدري .. لاتبررين
ريم .......
سلطان وبعد صمت ...قــــــاطعها بسؤال مفاجئ مايذكرك تاريخ هاليوم بشيئ !
ريم وحـــــــاولت تتذكر تاريخ اليوم 4/1 ..... لحظات وتبســــمت وهي مكتفه يدينهاا
بعد مافهمت مقصده !
سلطـــــــــــــان أكمل عنها ... : يــــــوم ميلادك !
ريم ورفعــــــت عيونها له ..... وش يهمك فيه هاليوم !
سلطـــــــــــان : بعد صمت ... كنت أفكر لوتكــــــون مناسبه ترتبط بميـــلاد قلبك !
فهمـــت ريم مغزى كلامهـ ..... ثم قالت موضروري ! ......
وماتقتصر ميلادة الأحاسيس والقلوب على يوم ! لأن ببساطه بكـــــل يوم لنا ..
تنولد بقلوبنا بآحاسيس جديدهـ
سلطــــــــان : يمكن ! ولاكن الآكيد مو دائمــــا تنولد داخلناا آحاسيس باره بمشاعرناا ....
وأغلب ماينولد باليووم ... يكون عاق وطـــايش وأن أنولدت أغلبيتها تموت بساعتهااا ....
ريـــــــــــــــم .... بنظرهـ أمتدت وكلهـــا حيره ..... يهمك تكون بــــار بمشاعركـ
سلطــــان : آكيد ..... ولاتنسين آن آلبر مايستحق آلا ناس تصنفهم قلوبنا ! ... ولاأنا غلطان ! ...
وقفــــــت هنـاااا مهزومهـ ...! عندهـ ...!
حتــــــــــــى غلبها بالفعل........ ويمكن يكون كسر كل عزمهاا!
وآنتصـــــر مثل ماينتصر عليهـا كل مره ...لآنه آقوى منهــــااا بآسلوب أقناعهـ ولأن قلبها أضعف
بكثييير ممـــــا تتخيل قدام هيبتهـ وصوتهـ .....
ناظرت فيهـ بصوره غلفهــــاا آلغلا ... آللي عمره ماطاح من عينهـا ..حتى وآن كابرت بنظرتها !
تعـــــــب معهـــااا .... ويــاما شافت بعيونه... وتصرفاته آلصبر.. والحلم ... وتطويلة الخاطر ....
حتــــــى وآن جرحت فيهـ ...ينسى !
ولو صدت مـــــايتعب .... ! ويمشي وراهـــاا ويحاول يستغل كل السبــــل حتى يطيح طبعها
آلعنيـــــــد ويرضيهااا !!... بالفعل عمرهاا ماكانت تتخيل بيوم آنها تعيش وتلقى انســــــــان
على قد ماتتعبهـ.. وتجننهـ ...
على قد مايتمسك فيهــــــا بآصرار من دون ملل وعزيمهـ ........ !
طــــاحت حصون ليــــــــالي الصد بها الثوانيي ...... وسلمت آمرها ونفسها لهـ ......
وكــــــــانت راضيه ترجع .... وبها اللحظــــات ماراح يوقف بينها وبينهـ ..آلا شرط
كانت تبي تسأله آيـــــاه .... ومنه راح يثبت لهــــــــــــــــا .. قد آيش هوو قادر يضحي عشانها !
ريـــــــــــــم ..... سلطـــان
سلطــــان : سمـــي !
ريم سم الله عدوك .... نزلت راسها وبصعوبهـ وتردد سألت .... ليش جبتنا لها المكان !
سلطــــــان : .. تسألين هالسؤال .. وآنتي عارفه أجابته ياريم !
ريم ...... آنا آبي آسمعها منك ...آذا مايضايقكـ ....
سلطـــــــــــان .... وكأنه حس آنهـا بها السؤال ترمي لشيئ ... حاول يسايرها حتى يفهم ...
وتكلـــــــــــــم ... الأكيد أني آبي منك ترجعين عزيزه مكرمهـ لبيتك ......
وآن كـــانت نفسي ... مع الأيــــام لك دوى .. نبي نداويكي !
ريم ومازالت على هدوئهـــا تكلمت ..... وشــــــــادن !
سلطــــــان ومازال مايدري ريم تبي توصل لأيش ... تكلم !
: آرتبــــاطي فيها وقتي .. حتى آوفي بالكلمه اللي عطيتها عمي
ريم بعتـــــــــــب ... وترضاهاا علـــــي ! .. تحطني جاره لبنت طعنت بشرفي وفرقت بيني وبينك
سلطــــــان وهالموضوع لايزال يعكر له مزاجهـ ..وكأنه يكره ذيك الذكرى آكثر من آي شيئ ثاني ....
تكلم ! .. مو انا آللي آرضاها عليكي ياريم ... ولاكني آلشاهد الله أني أعطيت كلمه لأبوها وعند الجماعه
قبل مــــاأدري أن كل ماصار من سواتهـا ...
ريـــــــــــــم .... طيب ياسلطان مستعد تسمعني !
سلطان : آكيد .....
ريم بعـــــــــــد لحظات صمت حاولت تجمع فيها نفسهاا وأنفاسهاا
قالت بتحدي : وآذا قلت لك ياسلطــــــاآن أني مستعده آرجع .. ولاكنها قبلها بشرط !
رفع سلطان حــــاجبه منتظرهاا ... آللي هو ! ...
ريـــــــم : تختــــــــــار مابيني وبين شــــــــــــادن ....
آمـا أنـــــا ... وتكسر كلمتك بخصوص شــــادن وتضحي عشاني
وأمـــــا شادن .. وتكسب كلمتكـ .... وتنســـــاني !
............ عجز عن آلتعلق وهو اللي يدري أن ورى هداوتهـاا معنى ! وهذا هو آتضح
سلطان .. بعد ثوانيي سرح فيهاا بعيونهــــاا ... قاعده تمسكيني من آيدي اللي توجعني ياريم !
ريـــــم ... مامسكتك من آيدك اللي توجعك آنا مسكتك من آيد الحقيقهـ .... والتكافئ ....
وحتى آضحي أنا بكرامتي آللي كسرتها أنت ببيتك وآتنازل وآنسى ....
مطلوب منك آنت برضو تضحي وتكســــر كلمتك عشاني ... وبكذا نكون نتساوى ...
سلطــــــــــان : ...... أنتي أكثر وحده تدرين آني ماأكسر كلمه قلتها
ريم .. بتحدي ... وآنت آكثر واحد تدري أني عنيده وماأتراجع عن قراري .......
سلطــــــان : وآخـــــــر كلامك
ريـــــــــــــــم : ياأنا ... يـــــاهي ... ! وتأكد أن مافي مخلوق يغير كلمتي
سلطـــــــــان .... آذا بتعلقينهاا بين هالخيــــارين أنتي تدرين أننا ماراح نجمتع
ريم : مو مهم ... آلأهم كل منى ماتنكسر له كلمه ... موكذا ! ولاأنا غلطـــــانهـ ....!
هنـــــــــــــا عرف آخر كلمه ... من آخر قرار ....
وهو اللي يدفع عمره ولايكـــــــسر كلمه قالهاا وآعلنهاا ....
ريم : آظن آلأفضل نقـــــــوم ... وكل واحد ويروح بطريقهـ ... ووقفت
وقف سلطان معهــــــااا ثم قال : ..... أنتظري ...
لحظات وطلع من جيبهـ صندوق صغير وفتحهـ .. خــــــاتم ناعم بسير نحيف
سلطـــــان : كنت راح أعطي هالدبله لياسر أمس وهو يعطيكي آياهاا تلبسينهـا بها الليلهـ
حتى ماأحد يخطبك ... ولاكني نسيت ! ومازال موجود بجيبي ... خوذيهـ لأنه آنشرى لك
من دون مقدمات مسك آيدهاا .. ولبسها الدبلهـ بآصبعها البنصر النحيلهـ ...
ثم قال أعتبــــريها أي شيئ .... وبالأصح هديه من آنسان قديم كان لك ذكرى معهـ ...
قفل العلبهـ ..وحطهاا على الطاولهـ ... وآهداها آبتســــامه آخيرهـ ...
بعد ماشاف عيونها آلناعسه تنـــــــاظر فيهـ ببعثره ....!
طلع ... ومن وراه كبتت حزنهاا وهي تحاول تمسك نفسهاا ...
رمت الطرحه على وجههــــااا ..
وطلعت وراهـ ......
حتـــــــــــــــــــى آنتهى !
.................................................. ... !
بعيــد بالفندق بعد ماوصلوا .... كـــــــانت هي قاعده لاتزال بشرعتهـــــااا على آحد آلكنبـــــات الحمراء الفاخرهـ والمحفوفه بالزخارف الذهبيهـ .......
قــــــــــاعده بآنفاس مي قادره تستكين وتهدى ودقات قلبهاا لو كان لهاا صوت كــــان آزعجت وليد آللي
تركهــــا وراح يصلي ركعتين حتى يبارك له الله بها الليلهـ ...
وكأن آلوقت صار يمضي على قلبهاا مثل السيف يجرحها ! بكل ثانيه ودقيقه تمر وتزيد تعذيبها تعذيب
والدمع داخل عينهــــــا وقف لاينزل ولايرقى ولايزال واقف بين الآحداق ......
كره.. وخوف نفسي رهيــــــــب من شخص عارفه نهايتها معـــاه من آول ليله .....
وهي اللي بين آلدقيقه والثانيه تتذكر كل كلمه قالتها ريم عنهـ وعن قســـاوته وصلابة طبعه زمان
وهذا آللي زادهــــا خوف فوق خوفهاا وخلاهـا تحس بحجم التحدي وياه .. أكبر من حجم آي تحدي ....
آنتهى وليد ... ودخل عليهــا حتى شافها لاتزال بمكـــانهاا ... حست رناا بوجوده
وهنـــــا دقات قلبها آللي هدت رجعت لثورت ضجيجها بعد ماشافتهـ ....
بهدوء قعد قدامهــــااا .... وهي لاتزال مبعده عيونها عنه وضامه كفينها ببعضهم البعض ....
وليد ... مبروك يارنـــــا ....
رنا بوجه مازال باين عليه العبوس تكلمت من طرف خشمها: الله يبارك فيك
وهي اللي قلبهـــــا يقول عكس هالكلام ... !
مـــاحاول وليد يعلق حتى بينه وبين نفسه على ردهـــا وآعتبره رد عابر ...
كمل وليد : ..... وهو عارف الجوواب مسبق ولاكن سأل لزيادة الأخذ والعطى معها وحتى يشوف رأيها
أنا رايح آطلب العشى .. تحبين آطلب لك شيئ معين ....؟
رناا : لأأ ...ماأبي شيئ ... كل اللي آبيه آرتاح بالغرفه وحدي ...
رفع وليد حاجبهـ من آسلوبها المتذمراللي فاجأه .... وتأكد معه أنه يبي يتعب بترويضها !
.... ولأنه كان عارف برفضها له قبل ... وآبوهـا آللي أجبرها عليه ويمكن هو اللي خلاها تكرهه
وهذا الشيئ طبيعي .... ولهذا كان مستعد ومتحمل.... ومن اليـــوم محتاج لآكيال صبر معها ...
حتى يقدر يكسبهــــا برضاها ...
وليـــــــد بهدوء ... على راحتك ... ثم قال وهو متردد ! مابين كلمه بخاطره وخوف على مشاعرها
أن كانت تتحسس ....
وليد : ..... تحبين آساعدك حتى توصلين لغرفتك ...!
زادت آختناق من هالكلمهـ حتى غمضت عيونهاا وقالت وهي ماسكه نفسهاا ...
ماني محتاجه رحمتك ولامساعدتك ....
وليــــــــد :ولاهو قادر يدخل معها بمدخل تفهم عليه فيه .. وقرر يتركهـا لعل تكون بالفعل مي محتاجه
مساعدتهـ ... وقف ثم قال .. آنا نازل نص ساعه شوي وراجع ..عن آذنك ... ومشى تاركهــــــــااااا
.... مجرد مافضت الغرفه من وجوده وسمعت بآذنها صوت البــــاب يتسكر وراه .... آرتاحت
ورجعت آنفــــــــاسهاا تهدى .....ومعهاا غمضت عيونهــــــــااا بتعب وكأن آحساسهاا يقولهاا
أن بعد تعـــــب هاليوم ماانتهى .. وآستغلي ثواني الراحه اللي أنتي فيهااا .......
مضت ربع ساعه وهي بمكــــانها ماتحركت قاعده على نفس الكنب ...... ناظرت لنفسهـا وتذكرت فستانها
اللي لايزال عليهـا آثنت راسهاا على ظهر الكنـــــــب بقل حيله وحطت آيدينها على رجولهـــااا
وهي اللي ماتقدر تتحرك خطوهـ .. آلا بالكرسي اللي معهاا وكأن هالموقف ... زاد من ضعفهـا أكثر
وكأنها بدت تكره نفسهـــــااا أكثر من آي شيئ ثــــانييي .....
بقل حيلهـ .. حاولت تتناسى الضعف للحظات ... وقدرت تقعد على كرسيها المتحرك بصعوبهـ ....
أتجهت للغرفه اللي كانت تبعد كم خطوه عن الصالهـ ..... دخلت وسكرت الباب وراهـــــااا.....
حتى تفــارقه ومــــــاتشوفه قدرت توصل للسرير الذهبي ...آللي قعدت عليهـ ...
ومن بعدهاا رمت الكرسي بعيــــــــــد عنهااا ... آجتــــاحها آلضعف .. ومعها أجتاحتها آحاسيس سوء هاليوم بآكملهـ ...
وكـــــــــآن ماعندهاا حاجه تخفف عنها وتعزيهـا بفقد فرحتهاا غير الدمع اللي تتالى على خدهاا ....
...
بعد ساعه كاملهـ رجع وليد أستقصد يتآخر فيها حتى يعطيها كل المجال والحريهـ ....تآخذ وقت اطول
حتى ترتاح ولو شوي ...آنفتح بـــــــاب الجناح .. ودخل .... كان متوقع يلقاها بأقل الأحوال
قاعده بالصالهـ ... ولاكن خابت ظنونهـ .. ولقى آلمكان فاضي ...
آعتبرها فرصهـ .... وسمح للنادل يدخل العشاء ... دخل النادل وصف الأكل بترتيب متناسق
ومعها آستئذن وطلع ...
مجرد ماتسكر الجناح .. راح وليد للغرفه يتفقدهــا !... طق الباب بشويش
رنـــــا وقاعده تسمع صوت قرع الباب .... وماردتـ ....
لما ماسمع صوتها توقع أنها بتكون على الأقل بالحمام (أعزكم الله ) .... لهذا حاول يفتح البـاب
ولقـــاه مقفل !
توقع أنها تحب تــــآخذ راحتها كــان يبي يمشي تاركها ولاكن قبلها لفت آنتبـــاهه صوت بكى !
تآكد هنــــا أنها موجوده وماتبي تكلمه ولاترد عليهـ .... ومع هذا وهذا ماحب يزيدها ويظغط
عليها على الآقل هالليله ويعطيهــا كل المجال لحريتهااا ....
وليد وهو يدري انها تسمعهـ تكلم ... آلعشا وصل آذا أنتهيتي آطلعي آنا منتظرك ...
رنا ....................
تعـــــب وليد وماعاد فيه أكثر .. ونفسه بالأساس لاهي طايقه عشـــا ولاغيرهـ ....
شال شماغه من عليهـ وحطه على الكنب وقعد هو بآحد الكنبات المنفردهـ بتعب يفووق تعب
هالبــــــــنت آللي يدري آنه يبي له بال طويل معهاا ومحتـــاجه وقت ...
مرت ســـاعه وفوقها نص وكمــــلت الساعتين وقربت تصير ثلاث وهي لاتزال مقفله آلغرفهـ ....
للحظــات عجز ينكر آلخوف آللي كان يراوده عليها ..... وكأنه خايف يتركها بروحها وقت أكثر
وتسوي بروحهـــا شيئ !....
وهي المجنونهـ اللي حاولت تنتحر فطبيعي مايستغرب منها آي شيئ ... كان وده يرجع يستفقدهاا
ولاكن حس أنه بكذا بيعكر عليهـا عزلتهاا آللي متمسكه فيها لها الوقت ومقفله الباب عليهاا .....
زادت وساويسه للحظهـ .. ومعها لعن الشيطان وطرد افكاره الوسواسيه وبقد مايقدر حاول يحسن الظن
ويتركهـــااا للساعه آللي تحب تطلع فيها ....
مر آلوقت على حالهم .... وكلن بمكــــانهـ لايزال ......
وآلدقايق تمضي ..... وكل منهم له نصيب من التعب ... وثقل هاليوم عليهـ !
بالدقايق اللي غفـــــت عينه فيهـا .. تسلل لآسمـــاعه صوت الآذان يصحيهـ ....
صحى حتى فتح عيونهـ بتعب .... وجلس ظهرهـ .. وبكفوفهـ صار يمسح على وجههـ ...
والصداع براسه بدى يزعجه ...
راح حتى صار يتوضى ونزل يصلي تــــــارك رنا وراهـ لاتزال منسدحهـ على سريرهــــااا ...
وضـــامه نفسهـــا وآثار الكحل اللي سال مع الدمع اللي جف مرسوم على وجهها ... ..
وكأن التعب غلبها ... وسلمت نفسهـا للنوم آللي سرق ســــــــاعاتهـااا ... !
على آلســــــــــــاعه 6 ... ماقدر وليد يتحمل خوفهـ .. حتى جاب مفتاح سبير من آدارة الفندق ....
وفتح بــــــاب الغرفهـ يبي يطمن نفسهـ على هالبنت آللي سلمها له آبوها أمانهـ برقبتهـ ....
دخل بهدوء ... وشــــــــافها نايمهـ ومنطويه على نفسهااا ولاتزال بفستـــــانها الأبيض !...
رجعت آنفـــاسه هدت لما تطمن عليهـااا ... وماحاول أبد يزعجهاا ... آنتبه للغرفه آلبااردهـ
آللي زاد على جوهـا آلبارد هوى المكيف ألمركزي ... جاب آحد البطانيات الموجوده بالدولاب
وغطــاها فيهـا .... ومعها خذى الأغراض اللي محتاجها من الغرفهـ ... وآطفى الانوار تاركهـا ..
راح حتى خذى له دووش سريع ومعهاا لبس بنطلونهـ مع بلوزتهـ البيضاء الماسكه على عضلات أيدهـ ...
حــــس آنهـ آنه انتهى من نفسه وناظر للساعهـ حتى يشوف كم باقي على الرحلهـ ... شاف باقي ساعتين ...
وبالكــــاد يمديهـ يصحيهــااا حتى تتجهز ....!
هذا هو اليــــــــــوم مضى ومعـــــهـ مضت خمـــــس آيام من ليلة آجتمـــــــاعهم !
ورنـــا مابين الصد والتطنيش ..والغرور ! .. ووليد مابين الصبر والتحمــــل وطولة البال .... !
على البحــــــــــر..... ] ـ آللي كــــانت آلوانه متدرجهـ بلون الآزرق والأخضر والسماوي
آلمدموجييين ببعض ومتدرجـات بشكل خرافي بتقنيهـ آلهيــــــــهـ
آبدع بتصويرها سبحـــانهـ ....
وقـــاعده تتأمل ... من نــــافذة الفندق اللي تطل على البحر على بعد مســــــافه .....
وتنتقل بالنظر مابينهـ وبين آلشـــارع ... اللي يحاذي آسوار البحر ... واللي آجتمع فيهـ
مختلف الأشكــــــال والآعمار اللي يمرون فيهـ بسيــــاراتهم على الشوارع ...
ويمشون فيه بآرجلهم على الأرصفهـ ....آللي كانت محفوفهـ بالأشجارالخضرااء المتنـاسقهـ
واللي معطيهـ للمدينه شكـــــل حضاري متناسق مع الطبيعهـ ...
بها اللحظهـ آنفتح الباب ... ودخل وليد ببنظلونه الجنز وبلوزتهـ آلرصاصيهـ اللي كانت آكمامها قصيره
وتناسب جو آوكرانيــــا آلمعتدل ....وبآيدينهـ أكياس جايب فيهــا فطور
.... دخل بنظارتهـ الشمسيهـ .. وحط الآكياس على الطاولهـ ...... وآنتبه لهاا !
..ومن على بعد كم خطوهـ حست رنا بوجودهـ ..... وماأبدت آي آهتمام ولاتحركت .... وأستمرت تناظر
بآجواء البحـــر مع زحمة العالم مطنشه ! ...
وليــــد ومن وراها قاعد ينـــاظر لها وهي معطيته ظهرهاا لاتزال ومكملهـ تناظر من النافذهـ !
مشى بآتجاهها حتى وقف فوق راسهااا ... فك نظارتهـ بآيده اليمنى ثم تكلم بعد مااأمتدت نظرتهـ
يبي يشـــــوف الحاجات اللي متعمقه رنا بشوفتهاا ..... !
وليد ومن دون مايناظرها تكلم ... مـــــاتحبين تفطرين !
رناا ومتضايقهـ .... من وجوده قريب لهــــااا .. ! تكلمت بعد صمتـ ... مـالي نفس
وليــــد : وبعد ماشال نفسه وناظر لهـــا ... والفطور اللي جايبهـ !
رنا بملل : آفطر فيه لحـــــالك ......
من دون مايعلق وليــــــد آكثر على كلمتها اللي نطقتها بشكل نرفزهـ
..... أقفل النافذه بهدوء وفوقهـــا الستــــــاير ... ثم قال بتحدي : ولاكن آنـــا حاب آفطر فيه معكـ ...
رنــــــا وقاعده تناظر فيه بكرهـ .... وأنــا قلت مـابي ....
وليد ومطنشهــا تماما .. من دون مايرد عليهــاا لأنه يدري ان النقاش مع دلع وغرور هالبنت ضايع ...
ومــاينفع معها آلا ألأاجبار على الشيئ حتى تستوعبهـ ..وتنكسر حدة طبعهاا وآسلوبها المستفز .. !
راح لعندها ومسك كرسيها من الخلف ..حتى يمشي فيها ويوصلها لمكان الطاولهـ .....
آفطــــري ومن بعدهاا آقعدي بها المكان قد ماتحبين ....
رنــــااا وخلاااص قربت تنفجر من هالآدمييي آللي تعبتره بغيض ... وخلاص مي قادره تحتمل
تصرفاته معهاااا وهو اللي يطلع لها بكل موقف ... ويزيد كرهها له كرهـ .....
كــان نفسهااا تصرخ ... تبكيي ... تفرغ كل اللي داخلهاا من كبت الغضب عليهـ
ماقدرتـ .... وجرأتهاا تخذلهاا لاوقفت قدامهـ
جلس وليد على الطوالهـ .. ومن قدامه هي جلست ومـــازالت شاده على آسنانهاا من شدة الغيض
............ ووليد نهـائيا عكسهاا اللي كان جالس بآعصاب مرتاحهـ .. ووملامح طبيعيهـ
مستقصد فيها مايحسسها بآهتمامهـ .. رغم أنه كان منتبه لفوران الدم والغيض اللي كان باين على ملامحههاا ....
آبتدى وليد يآكل .... ورنـا قدامه مكتفه يدينهاا رافضه تآكل رغم أن بطنهــــااا كان فارغ
وكانت متلهفه للأكل .. وخصوصا أن لهاا يومين ماطب معدتهاااا حاجه غير العصير والمويا ....
ومع هذا كـــــابرتـ ... وبقساوة راس رفضت تآكل ....
آبدااا ماطلب وليد منها تآكل ..... ولمـا جابها قدام الأكل كان قاصد يكسر عنادهااا
ويخلي جوعها يغلبهـا .. وتآكل ! .. ولما شافهاا ماكلت تآكد معها آنه مازال قدامه طريق طوويل
حتى يلين راسهاا ....
... بعد صمت تكلم .. ! أحسبي حسابك بعد مانفطر راح تروحين معي للمستشفى
لاآرادايااا تفاجــــــــأت حتى عيونها الواسعه تعلقت فيها بآستفهام ... ليش !
وليد ومازال يتكلم برواقه بال وبرود : آلأطبـــاء اللي أرسلت لهم حالتك وتقاريرك الطبيه
حابين يشوفونك !
آزدادت دقات قلبهاا بخووف ... وهنا فهمت فورا مقصد ولييد .... وهي اللي من يومها مستعده
تقعد طوول عمرها مشلوله ولاتتقدم وتسوي عمليهـ نسبة فشلهـــا آعلى من نسبة نجاحهااا ....
قالت بصوت بان عليه رجفة الخوف : بس آنا مو محتــاجه .. وماني راضيه أروح ...
وليــــد : وبدى يحس بخوفهاا من هالفكره اللي فاجأهاا فيهاا قال يبي يهدي روعتهاا ورجفتهاا ....
.... كــــل اللي نبي نروح عشانه هو الفحوصات اللي يبون يآخذونها لك وبس ..؟!
رنااا .. ومازالت مرتبكهـ شالت عيونها عنه بضعف وتكلمت ....بس أنا ماأبي
وليد بتفهم : بس هاذي مصلحتك والآولى بك تحرصين تتعالجيين آكثر من حرص اللي حولك
رنــــــــا : بظيق .... آلشلل عمر ماكان له علاج !
وليد وظاق صدره لما شافها تتكلم بيأس .. ومن قالك مافي له ؟!
رنـــــا : آلواقع ...واللي قاعده أشوفه
وليــــد ... مافي حاجه بها الدنيا مالها علاج .. غير الموت !,, والطب تطور وعلاجك انتي آنا واثق
أنه بآذن الله بها المكــــان
رناا ومافهمت على مجمل كلامه ! .. شلون بها المكان ؟!
وليــــــد ... آنا آرسلت آوراقك الطبيه ونتائج فحوصاتك لدكتور شاطر خبير بعلاج الحالات اللي مثلك ...
طمنّي وذكرلي أن حلات كثيره تشابه حالتك آنشفو منهاا.. ومي محتاجه آلا عملية زرع جذعيه
رنااا والدمعه خنقت صوتهااا ..... وزاد آكتئابهاا لمــاذكر وجود عمليهـ ...
وكأن شوي والدمعه تخونهـــااا ...... عجزت ترد ..!
ومعهـــا عرف أن لو يبي يتكلم كلمه آكثـــر ! آنهارت البنت عليهـ وبكت ...
ومـــاكان عنده حاجه يخفف عليهاا فيهاا سوى الصمـــت .. وهو اللي ماأستقصد يتكلم
آلا حتى يحط عندهـا خبر باللي منتظرهـــااا وحتى تتقبل الفكره من هاللحظهـ قبل مايروحون للدكتور !
......
مر الوقت .. وآنتهى من الفطوور .. وهي لاتزال سرحـــانه ومنشغل تفكيرهــااا ....
صحــاها بصوته من جديد .. بعد ماشافها مستمره وغرقانه ببحر أفكارهـــــااا ..
وليـــــد بعد مارحمهاا ... تحبين آجيب لك آي حاجه ثانيه تاكلينهااا ..
رنــا ومازالت على أضرابهاا ... مالي نفس .....
سكت وليد ... وشــال بآيدينه الفطوور ولملمهـ ثم قال ....آنا رايح آرمي الاكل ....
رنـــا ومعدتهاا تتقطع جوع ولازالت تكابر .... سكتت ..
ووليــــد تركهاا وبآبتســــامه شال الأكل بآيدهـ ..... وآعطاهاا آحد آلعماله اللي اللي يدينون بالديانه
الأرثوذكسية اللي طقوسها غريبه وأغلب للتخلف من آلعقل والواقع مثل غيرها من الديانات
..... ومعها يبي يشووف نهـــايتهاا آلى وييين يبي يوصل مع رنا جوعهـــااا .... وتتكلم !
رجع وليد .... وبعد ماغسل من يدينه وبدل ملابسه طلب من رنا تتجهز حتى يتوجهون للمتستشفى !
........ تجهز كل منهم وطلعوا .. وبعد فتره وقفت سيـــارة الأجره اللي كانت تتنقل فيهم
قدام مبنــــــــي ضخم والنـــاس حوله بجماعات وآزدحام ....
ساعدها حتى تنزل .... و صار يمشي فيهـا.... آلين وصلوا البــــــوابه أللي كان حجمهــــا
أكثر من كلمة كبيــــره وفقط ...
توجهوا للدكتور المطلوب ..حتى قدروا يوصولون له .. وبكل خطوه كانت دقاتهاا لاتزال تتعالي ...
مضى الوقت حتــــى الدكتور آستلمهــــااا ورجع يآخذ لها الفحوصـــات بنفسهااا بكشف
خــــاص مع مجموعة آطبــــــاء مختصين ! ....
وهي من بينهم خـــــارت قواهااا من كثر الفحوصات اللي كانت بكافة الأشكال ...
.. ومـــاعاد لهاا قدره على التحرك خطوهـ وكأن جسمهاا أصبح خالي من آي قوه لأن
آساسا ماكان فيه حـاجهـ تساعده وتغذيه حتى يتقوى ... !
وآصواتهم فوقهـاااا مستمره تترردد وهي ضايعه بوسطهــــــم مي قادره تفهم على لهجتهم آللي حتى
ماكانت آنجليزيه ...
أنتهــــــــت .... ومعهاا هم آنتهووا بعد يووم طوويـــــــــل ومتعب ...
وبقـــــى وليد ...اللي ترك رناا تنتظر بالخارج
ودخل على الدكتــــور حتى يتفاهم معاه ...
وليد وقاعد يكلم الدكتور باللغه الانجليزيهـ ...
والدكتور قدر يفهم عليه ومعهم أستمر الحوار ... (مترجم )
.... ألدكتور وجــــــالس على طاولته الزجاج ... ومممعن النظر مابين ألأوراق الطبيه والكشوفات
اللي وليد سبق وآحضرهـا لهـ ... ومــــابين الكشوفات والفحصوات الطبيه الأخيره
آللي اجراها بنفسه لها تم يناظر لكل منهم ... وكأن في حاجه محيرته مابين الاوراق وقاعد يحاول
يربط بينهااا !
وليد بعد مامل صبره تكلم : ماهو التقرير النهائي للمريضه؟
آلدكتـــور بحيره : آمورها جيده ...!
وليــــد : كيّف ؟
الدكتور : .... بآعتقادي أن هنــاك خلل آود آن آولّم به !
وليد بآستفهام ! : مـــاهو :
الدكتور : تلك الكشوفات التي تم آحظارها لاتطابق ماأعلنت عنه كشوفاتي...
وليـد ومازال مو فاهم ويبي توضيح أكثر : .... لماذا ؟! ...
وماللذي تتكلم عنه كشوفاتك فضلا عن آلكشوفات التي تم آحضارهاا ...
آلدكتور : هناك فارق أكبر بكثيـــر ! فمـاتقوله الكشوفات التي تم آحظارهاا آنهـا تعاني
من أصابه في النخاع الشوكي وعلى ذلك تم تشخيصي لها بأنها محتاجه آلى زرع خلايا جذعيه
.... بعكس تماما .. الفحوصات اللي تم آجرائها الآن .. !
وليـــــد بشّك : آلتي هي ... ؟!
الدكتور مكمل : آلتي تثبت صحة زوجتك الجسديه وانها لاتعاني من آي ضمور بالنخاع الشوكي
وبصحـــــه جيده ....!
تفــــــــاجأ وليد ... حتى سكت مصدووم .. مابين شعورين تضاربوو ببعضهم وتم على هدوئه يسأل ...
وليد بحيـــره : كيف بصحه جيــــده وهي غير قادره على السير ؟!
آلدكتــــــور .. لاأعلم تماما ولاكن من المؤكد أن عدم القدره على السير آتت من آزمه نفسيه
شديده آنتقلت من كونها نفسيه آلى آلام جسـد يتصورها المريض .. وهاذي تحدث بالنادر !
وليييد ..... ومو قادر يصدق اللي قاعد يسمعه ... هل أنت متآكد يادكتور
آلدكتور : قطعــــاً من دون شك آنا آثق بتلك الفحوصات التي أجريتها لهاا وآثق تماما
أن هناك خلل وخطأ فادح من ماتم تبليغي به من قبل أوراقك ....
وليد .... ومازال داخله شعلة حمــــاس ... ورغبه شديده يسمع أكثر ....
وكيف يتم بظنك .. التعامل مع الحـــاله التي تعتريها الآن ...!
آلدكتــــور : .... في عامة الدراسه .. قيل آن من تصيبه هاذي آلحاله التي يتم آنتقال الآلم
فيها من النفس الى الجسد ... فهو أما قد يكون مر بموقف بالغالب شديد الحزن أو صدمه مفجعه
بحيث يكون شعور أحداها أكبر من الطاقه الموجوده بالجسد وبهذا تلقي بجميع أتراحها النفسيه
آلى آجسادنا وتستلم لها أحد الحواس أو الأطراف معلنه آحد آمراضهـا ...
وبهذا لن تجد العلاج آلا بآحدى
آلطرق فأما أن نقوم بأخبار المريض بحقيقة الواقع حتى يصطدم بنفسه ويحاول الخروج منهاا
ولاكن غالبااا أن المريض لايستطيع الأقتناع .. وقد يصبح آشد تمسكا بالمرض من معالجته
بنفسه ... لذلك من الأفضل لوقمنــــا بتدريج آخبار المريض بآشكال آخرى
وليــــد : مستقطع الدكتور : عذراا ولاكن هل لوقمـــت بجعلهااا تتقدم بآرجلها لتحاول السير
يضـــربذلك صحتها الجسديه ...
آلدكتور: قطعااا : لاا .. لايضر .. ولاكن يستحيل جعلهاا تتقبل الامر فورا .. لذلك من الأفضل
لوذهبت بهـا آلا جلسات طبيعيه جسديهـ .. قد يسهل عليك ذلك وتقطع به شوطا كبيراا
ولاكن ! هذا أن أستطعت أقناعهــــااا ... بشفائها ..!
وليــــــد .. ومازال كلام الدكتور باقي براسه حرف بحرف ..... بآمتنان شكر الدكتور
وأنتهـــــت جلستهم ...
وطلع وهو لايزال مصدوم من الكــــلام اللي سمعه ! ...
طلع ... وصار يدورهاا .. حتى لقاهــااا قاعدهـ بعبايتهـا الكتف .. ومكتفيهـ بالحجاب
مع نظارتهــــااا الشمسيه ... ...
وليد .. تأخرت !
حســــت رناا بوجودهـ .. ومعهــاا رجعت آنفــــاسهااا تهدى اللي كانت مشدوده خوف
من آلنـــــــاس الغرب اللي حولهــااا ... وآللي آصبحت من وسطهم شاذه بعبايتهـا !
رنــــا بهلفهـ لاآراديهـ ... جيــــــت ! ....
وليـــد : آي هذا أنا توي طلعت من الدكتور ...
رنـــااا واللي تعب هاليوم خذى من عزمهاا وقوة باسهاا نصيب وصـــارت من التعب
أنثى آليفه ... قالت بترجي الله يخليك خلنا نطلع من هالمكـــان ....
فهم وليد عليها .. وفورا توجهوا هو وياهاا برا المستشفى .... بعيــــد عن العيون
اللي كـــانت تناظر فيهاا بغرابهـ ...
ومجرد ماركبوا السياره ... سألت وليد اللي كان جنبهاا بآرتباك .. وش قال الدكتور ...؟
وليــــــــد بهدوء ... عـــــادي .. ماذكر شيئ مهم ... !
رنــــا ومي مستوعبه كلام وليد اللي مايركب مع الواقع ... قالت بحيره
ســاعتين قعدت فيها ومـــاقال شيئ !!
وليد :.... أنا ماقلت أنه ماذكر شيئ ... أكيد تكلم .. ولاكـــن كلها آشياء ماتهمك
رنــــا بأصرار : آنا آبي الهم ...
وليد ... المهم فيه ! ...أنه قال لي راح يسوي لك العمليه بعد آسبوع ...
رنـــــــــــااا ورجعت الدمعه تخنقهاا : آسبووع ...!!
وليــــد ويدعي الجديهـ .... آي ... ومن آلأن مطلوب منك تستعدين لهاا ...
مــــــــاردت عليه ... لأصوتها اختنق أكثر ...... وبدت تبلع الدمع داخل حنجرتهااا حتى ماينزل
وليــــد وداخلهـ آبتســـــامه عجز يخفيهاا ........ لحظات ومروا من آحد الشوارع اللي كانت
مزحومه بالنــــاس وتبيع حاجات خفيفهـ .. يآكلونها المـــاره ...
آستوقف السيــــارهـ .. وبتعامل لطيف حاسبهـ وآستئذن .. ومعها نزل وخلاهـــا تنزل معاهـ ....
...... على وقـــــــت آلعصر ... صـــار يمشي ويـــــاهاا .. وآلشمس كــانت خفيفه
والغيــــم هو الأقرب آللي مضفــي على الاجواء لمســـات دافيه ممزوجهـ ببرودهـ ....
وبمـــاأن أجواء اوكرانيا عمومـــا باردهـ جداا ... ولاكن لأن الموسم اللي قاعدين يتعايشونه
صيفي فكــــان الجوو معتدل وآقرب للدفء .. بعيد عن الحراره تماما ...
ومضـــو يمشون بالشـــوارع ومابين آلأجنــــاس اللي كانت تختلف بلونهـا وطبايعها وآعمارهااا
والطبيــــــــعه الربـــانيه حولهم من كل آتجاه ...سرح وليد بآلآجواء الساحره
وآنشدة نظرتهـ للتــــــأمل ....
بعكس رنا ! اللي كانت ... سرحــــانه بعالم ثــانيه ومي قادره تتغلب على آحاسيس الخوف
آللي بدت ... تزيد ربكتهاا من آلآيــــام الجـــــــــــايهـ ....
لحظات ووقف وليد عند محل لأحد آلآكلات الشعبيه الآوكرانيهـ آللي تجذب بمنظرها
..... لأنه بدى يحس آن البـنت لو بتظل على هالحـــــال من دون مايطب معدتها حاجه تآكلها
الأكيد بيصــير لها شيئ وهذا شيئ طبيعي ....
وقـــــف وآستوفهاا ..... قدام المحل .. وطلب منها تختار الحاجهـ آللي تبيها ونفسها تآكلها
رنـــــا ومازالت تكابر بجوعهـااا رغم أن مصارين بطنها بدت تتقطع ....
.. رفعت عينها له وقالت بملل .. مالي نفـــــس .... سكت صوتهــا .. وهنااا تكلمت معدتهـــا
آللي فضحت جوعهـااا وصرخت تسنجد .....
سمع وليد آصوات بطنهـااا .. حتى آبتســـــم .. ومعهاا رنا سكت صوتهــاا من موقف
غبي ومحرج حطت نفسهـا فيه قدامهـ ... من دون مايشاورها أختار لها اكله خفيفه تشبه أكلتهـ
وآعطــــاهاا آيااهاا ....... ماتجرأت ترفض الأكل آكثر .. وخذتهـ ..
خذاها حتى وصل عند آحد آلكراسي الطويله اللي محطوطه للعـــــامهـ .... وقّف كرسيها
ومن دون مايشاورهـا مسكهامن تحت آيدينهــا وشـــالهااا حتى تقدر توقف وتجلس على الكراسي
الموجوده وتترك كرسيهااا ...
رنــا واللي كانت مستسلمهـ لأيدينه اللي ساعدتهاا وخلتهـا تقعد على الكرسي الطوويل وقعد هو جنبهاا
جلسوو .. وأختارواأحد الكراسي البعيده عن آلآزدحام وآستمر كل منهم يـأكل بهدووء وصــــمت
والصـوت كان للهواء وبعض الاجناس اللي كـــانت تتتمشى قدامهم ...
رنـا وكلت لهـا كم قطعه صغيره من الأكل الغريب العجيب اللي عجزت تعرف ايش مكوناتهـ ...
وبعدها أكتفت معدتهاا وماقدرت تكمل ..
وليد وبعد ماانتبه لها : مااعجبك الأكل ؟!
رنــــا : لاا مين قال .. بس شبعت .....
وليـــــــد واللي كان ملاحظ هبوط نفسيتهاا من وقت ماذكر لهاا طاري العمليهـ ... وكأنه بدى يحس
بالأستسلام النفسي والركود على تصرفاتهاا ... والهدوء حتى بآسلوبهاا .... لثواني حس بتأنيب الضمير
داخله على الكذبه اللي كان مستقصد يكذبهـا حتى يزيد خوفها وتحتاجهـ أكثر !......
وبهــــذا يسهل عليهـ جزء كبير من التعب اللي يبي يتعبهـ معـاها وهو آللي كان مصّر
مــــايرجعهـا لأهلها آلا وهي تمشي على رجلينهــــــا ... ويرجع ربع الجميل
آللي وهبه آيــــــاه أبوهـاا ... لماا عرض عليهـ رنـــا كزوجهـ وهي اللي آشغلت فكره وجذبة عينه لها
من ليله عفويهـ شـــــافها فيهاا بالغلط ... مــاكان يحبهاا ولاكنه كـــان يفضلهـا عن كل بنات الخلق !
مـــــاكان عارفهاا! ولاعــــارف عن دقايق شخصيتهاا شيئ ومع هذا كان متمسك فيهااا ....,!
لسبب ... عجز يصنفهـ .. ولايستوعبهـ ... ولاكن الأكيد أن آلروح آختارتها وتعلقت فيهـا ! ,’.
مـــاحب يغتنم خوفهاا وضعفها وآحتياجها بها اللحظهـ بها ...... وآجل الفرصهـ لوقت ثاني ..
ويوم آخر ....
/
/
/
/
/
/
أصبح الصبح عليهم ! ....
ومعهـــــا صحى قبلها بنشاط وحيويه أكثر ... وكله أستعداد ليـــــوم طوويل يبي يقظيه معهااا ...
بسس بشكـــــل ثاني ! ...
خذى له حمام سريع حتى يزيد نشـــــاطه وحيويتهـ .. لبس ملابسه وأنتهى من تجهيز نفسهـ ...
ومـــــابقى ألا هي .....
دخل للغرفه .. وشافهاا لاتزال مستسمله للنوم بمــــلامح ظايقه ومكتئبه بانت حتى وسط عز نومهااا ....
راح لعندهــــااا .. وبهدوء نــــــاداهاا حتى تصحى ...
وأصبحت رنا تسمع صوته وتدعي ألــــنوم ...... ومن دون رد ! ...
مافكر كثير يناديهااا .. وفوراا شـــــــال الغطى عنهاااا ... حتى حست رناااا ببرودة الجوو .. وصحت !
وفتحت عيونهــــاا ..
قابلها وليد بآبتســـــــامه دافيه .. صباح الخير ..
رنـااا ببرود ..شالت نفسهااا وعدلت جلستهـــاا ..من دون رد !....
وليد مكمل كلامه ... يالله قومي جهزي روحك وبالمره جهزي أغراضك والشنط
لأننا نبي نطلع من الفندق
رنـــا بأستفهـــام : ليه على وين راح نروح ؟!
وليـــد ... ومن دون مايرد عليهاا راح حتى وقف قدامها ومد أيدهـ ... بعدين تعرفين كل شيئ ..
اللحين هاتي أيدك وخليني أساعدك تقومين ...
كــانت رنا راح تعترض ولاكن فوراا تراجعت ..لأنهاا تدري أن مالها شور عنده وأن
عارضت وعاندت بيطنشهاا وبيقوم يساعدهاا غصبن عنهـــااا وبترجع تتألم وهي مغصوبه .. ...
كانت بتمد أيدينها وقبلهاا تكلمت بترجي .. لعل تتفاهم معاه ويتركهاا على راحتهاا هالمره ..
رناا : وليـد ... وليد والله ماأقدر..
وليد بهدوء : لاتقدرين .... أنتي أعطيني أيدكـ وأنا بساعدك بشويش .. شوي شوي ألين ماتتعودين
رنااا بترجي أكثر لعل يحس فيها ... ويرحم حالتهاا آللي ماتحتمل الألم .. دمعة عينها لاأراديااا
ثم قــــــالت .. ماأقدر .. أفهمني
سكــــت وليد لما شاف دمعتهـــا ااا ....ومع هذا ماحاول يضعف لترجيهاا .... وليد بحزم وشوي لين
: هاتي أيدكـ ..ماراح يألمك هالمره شيئ ...
مسك أيدهااا وشدها بشويش ....حتى ساعدهاا توقف .. وآبتدأ معها أول خطوهـ وهو هالمره
راح يبدأ بوثوق أكثر بعد ماتأكد من سلامتهـــااا .. حتى وأن كانت تتألم ...
أبتدت أول خطوه عندهااا حتى رجعت لهاا نفس الآلام .. لما وقفت أخر مره ولاكن بشكل أخف شوي
مشت خطوه بعدهاا وهو مازال يساندهاا بتشجيع على المشي أكثر ..وبأيدينه الثنتين متمسك فيها ...
ورنا مابين الآلم ومابين تحريك رجلينهاا.. وبينه .. خطوه بخطوه ألين مارجعت الآلام تزيد
ورجلينهاا تخدر وبدت عضلات رجولها تتشنج ..... وقفت لهناااا ..ومعهااا بدت تبكييي
بسسس عجزت .....
وليد ..: ومازال ماسكهاا ورافض يرجعهاا ...أمشي بعد كم خطوه وبعدها نكتفي ..
ورناا وخلاااص وقاعده تتقطع من الألم ودموعهااا تزييد ... رفضت ووقفت بمكانهااا
وهي متعلقه فيه بترجييي يرحمهااا ويتركهاا حتى تقعد حتى لو على الأرض ....
هنــــا عجز يتحمل ترجيهاا وتجاوب معهااا حتى شالهاا بنفسه وساعدها حتى تجلس على الكرسيي ..
رنا ومازالت تبكيي ووجهها مصبوغ أحمر من الألم ....
وليد ....كافي كذاا اليـــــوم ..
رناااومازالت تتألم وأيدينها على رجولهـــااا ..وداخلهاا غيض وقهر من هالأنسان اللي عمره
ماحس فيهااا وكأنه حجر ..... ماحاولت تعاتبه ولا حتى تناقشه عن تعذيبه لهااا
وبهدوء طلبت منه يترك الغرفه لوحدها حتى تتجهز .... تجهزت ....ولبست ملابسهاا ...
ومعهاا شــــالت الشنط اللي ساعدها فيهــــا وليد .. وغادرو ...
..... وليــــد واللي كان ناوي يتوجه لمنطقة (خاركوف ) اللي تعتبر أجمل البقاع الخضرى
بآوكرانيــــااا ... واللي تغلب على صفاتها الطبيعه والهدوء.. أكثر من التطور وضجيج المدينه .....
.. ركبوا على أحد السفـــــن .. وأستمرت السفينهـ تمشي بعرض البحر ...
رناا ولاتزال تبعد عيونهــــااا عن البحر اللي كانت حاطه أيدها على قلبهااا من خوفهاا
منه وخصوصــــا أنها بالعموم تكره تسّلم نفسهــــــا لسفينه تركبهاا أو حتى باخره ..
أو بالعمووم تدخل البحـــر اللي تشوفه بالفعل غدار ومايتأمن له ...
بعكس وليد اللي كـــان يعشق ركوب هالأمــــاكن !...
وليد واللي قاعد جنبهــااا وقاعد يكلمهاا وعيونه على البحــــــــر ...... تكرهين البحر ؟!
رنـــــــا وبعد ماأنتبهت لسؤاله : قالت ببرود وهي مازالت حاقده عليهـ بعد اللي سواه فيهاا
.... لااااا ...
وليد وعارف أن الجواب العكس .. أبتســـــم يجاريهاا وقال قاصد يعاندهاا شوي ..
وليد .. حلو..و دامك ماتكرهين البحر .. فأكيد ماراح تمانعين لو قعدنا كم يوم بها السفينهـ ..
على فكره .. تراها سفينه سياحيهـ .. وفيهاا غرف للسياح ...يعني شبه فندق متنقل ....
لذلك لو بقينا فيها كم يوم ماراح يصير شيئ
رناا مستوقفته وخايفه من هالفكره يطبقها ويسويها صدق : لأاااا .. لأاا مابي
وليد : ليه ! ... عادي أحسبيها بحساب نقاهة الفندق
رناا بأستسلام ... ماأطيق البحر .. ولاأطيق أنام فيه ...
وليد .. مو توك تقولين لااا ماأكرهه ..؟!
رنااا بأنهزام ..: أي غلطت ...
وليد وأنبسط لمــــــا شافها ولأول مره مهزومه قدام الغلط .. وماتحاول تتعابط معــاه ..
حب هالشيئ للحظه وحس فيهـــا أن راسهاا شبه قرب يلين ....
وليد وبعد ماغير وجة الموضوع .. تكلم ! ... متظايقه عشان العمليه !
رنــــا وكأن وليد لمس جرحهاا .. سكتت ...
ووليد عرف الجواب من سكوتهــــــــــــــا ....
..وتكلم حتى فاجأهــا ... تحبين ألغيهـــا !
فهمــــت رنااا أنه يقصد يلغي العمليه أذا هي تحب هالشيئئ بلهفه رفعت عيونهاا وصارت تتكلم
متناسيه كل الحواجز اللي بنتهـا بينهم ...
أي ... أي ياليت .. تقدر ياوليد على هالشيئ !
وليــــد واللي كان مستغرب من ردة فعلهاا ولاكن ماحب يبين هالشيئ ...
لازالت أبتســــامتهـ موجوده حتى تكلم .. أقدر ... آذا ساعدتيني ؟!
مافهمــت هالمره عليهـ .. لهذا تساآلات بعيون محتاره .. شلون أساعدك !
وليـد من دون مقدمـــات .. تتركين الكرسي !
رناا مصدومه : أترك الكرسي !
وليــــــد بهدوء ... نصف علاجك متوقف على فراقك للكرسي ...
رنـــاا بحير أكملت ...والنصف الثاني !
وليـــــد : عزيمتك ... لوكـــانت عندك عزيمه للمشي من جديد ..أن كان قدرتي
رنــــــاااا .... وبدت لاأراديا ترتاح بالكلام مع وليد ... الموضوع أصعب من كذا
ومو مثل ماأنت تتخيل بالكــــــلام !
وليـــــد : ... بيكون كلام لو وقف من دون تنفيذ !
رنــــــا مقاطعه وليد : ياوليــد هذا عجز فوق الأراده .. ومو بأيدي ...
وليد : على أي أساس قلتي مو بأيدكـ ؟!
رنـــــــا : على أساس الاطبـــاء !
وليـــــد وبعد صمـت .. وأذا قلت لكـ أن الأطبــــاء سبق وأن قالوا لي نصف علاجها بآيدهاا
... ولوو كانت عندها عزيمه على المشي .. أن كان قدرت تختصر كل العلاجات وترجع مثل قبل !
سكــتت عند هالكلمـــــات ولاتزال محتاره هي تصدق كلامهـ أو تشك !
وليــــــد : ناقصك ثقه .. ثقه وهي اللي تبعدكـ من العجز ... للطبيعه ...
رنـــــــا وأستمرت تناظر بوليد بخووف ... خوف من فكرة الثقهـ وهي اللي ماتقدر !
........ مـــااردتـ ...
وبها الوقت أستقرت السفينه عند المينـــاء اللي وصلهم لمدينة (خاركوف) ....
وليد وهنـــــا تكلم !... وش أخترتي ...
ننزل مع الكرسي ولابدونهـ ... !
وقفــــــــــــت هنـا عينهااا .. وآنفـــاسهااا ..فأمــا تثق بوليد وتسلمه نفسهااا وتقرى الننتايج !
أو ترفض .. وتتمسك بالكرسي ومرضهاا ..وتنهزم قدام أول الفرص اللي جتهـــااا....
رفعت عيونهــــااا وبأبتســـامهـ صادقه نطق فيها محياها لأول مره تجاهه ...
أظن لو أنزل من دون آلكرسي أفضل ...
بفرحه نبع فيهـــــاا صميمهـ .. شالهــــا من بين يدينهـ ... تارك الكرسي وراه ....
ونازليــــن من دون أحد أقرب الأشيــــاء لهاا !
وكـــــأنها نقطه فاصلهـ ... أبتدت ...
مـــــاتركهاا وليد من ذيك النقطهـ .. وأستمر يســـاعدهاا حتى أخر نفس فيه ....
عــــانت كثييير .. مابين آلاام .. دمووع ... وأعصاب قاربت تتلف من تعامل وليد معهاا
اللي كــــــان مستقصد يقصد يقسى عليهـا فيه حتى تتشافى بأسرع وقت ....
ومن منطقه لمنطقهـ أستمر .. مابين البحر .. والبر... والغاباتـ ...
وبين لحظـــــات الراحه .. خلاهاا تستعمل العكاز .. كبديل عن الكرسي ... ونجحت ..
نجحــــــــــت وأخيراا بعد آآتعــــــاب ذاقوهاا كل منهم ...
وكأنهـــا عجزت تنسى التعب اللي سواه عشـــــــــــــانهاااا ... واللي رفعه بعينهااا منزله
أكبر بكثيير مما كانت تتصور .. وأستسلمـــــت له ! .,’,
... بآحدى الغـــابات على أحد البحيرات اللي كانت مغلفتها الشلالات اللي كانت تنهمر
من أعلى الجبل بشكل أنسيــــااابي رائع وهي على راس الصخره كانت جالسه بفستانها الصيفي
وكلها متبلل لأنها للتو طالعه
من البحيره اللي خلاهاا وليد تسبح فيهاا معـــاه حتى تفك عضلات تشنج أعصابهاا وخصوصاا
أن مويتهــــا دافيه ومفيده ... وهي من على الصخره مكتفيه تتأملهـ بدفى ....
طلع وليد من البحيره بعدهــــااا ....حتى صار يمسح على شعره المبلول ....
ثم راح لهـــــــااا : ... أتعبتك اليوم كالعاده !...
رنـــــــاا: بلعكس !
وليـــــــــــد بأستفهام ... : تحبين نمشي ؟!
رنــــــــاا وعيونهـــا تناظر فيهــــا بنظرات عجز يفهمهـا وليد .. تكلمت من دون مقدمــــات ..
.. ياتـــــــرى بأيش أجازيك ياوليد ....
فهم وليد مغزى نظرتهاا بعد ماتكلمت ... لهذا أبتسمــــم ثم قال ...
مـــــاينتظر زوج من زوجتهـ جزى !
توردت خدودهـــــااا .. حتى أقترب منهـــاا ثم مسك يدينهـــااا ... خلينـا ننمشي ...
رفعت عيونها وناظرتـ فيه ... رجعت أبتسمـــت ثم أستسلمت لأيده ووقفتـ ......
/
/
(يتــــــــــــــــــــبع )
وللأجزاء بقيهـ