كاتب الموضوع :
eng.eses
المنتدى :
البحوث العلمية
إنهما يناضلان لحل لغز لتجهيز طاقة غير مرئية، وليحملا نوعاً جديدا من النور إلى المنازل، كلاهما مخترع شهير أصبح مهووسا بصراع مرير حرب الطاقة الكهربائية وهي معركة بين نظامين تحولت إلى حرب بين عبقريين توماس ألف إديسون و نيقولا تسلا وهما رجلان بسبب اختراعاتهما تغيرت أمور كثيرة في عالمنا.
شلالات نياجرا الأسطورية عند الحدود الكندية الأمريكية، طاقتها الهائلة تستغل منذ وقت طويل مائة وعشرين عاما بواسطة مولدات كهربائية صنعت قرب الشلالات وتعمل على حركة المياه، بيد أن الطاقة المولدة بهذه الطريقة من خلال قوة الماء لا يمكن استخدامها إلا هنا ففي هذه المرحلة لم تكن كيفية نقل الكهرباء لمسافات طويلة قد اكتشفت بعد، جائزة قيمتها مائة ألف دولار عرضتها مجموعة من المليونيريين النيويوركيين للشخص الذي سيحقق أخيراً هذا الاختراق، في ربيع 1890 اتحدت أفضل أدمغة العالم المخترع الشهير توماس ألف إديسون كان موجودا في ذلك اليوم شأنه شأن منافسه الشهير اللدود القطب الصناعي جورج ويستينج هاوس، من سينجح في الاستغلال التام لطاقة شلالات نياجرا عبر نقل الكهرباء إلى المدن، لم يربح هذه الجائزة فحسب بل سيصبح سيد تكنولوجيا الكهرباء في المستقبل، وهكذا بدأ سباق دراماتيكي سيدخل التاريخ كما ستدخله حرب الكهرباء.
قبل اثني عشر عاما وفي مختبره في مانلو بورك قرب نيويورك كان توماس إديسون يعمل على مشروع طموح لقد أعاد إنارة العالم وحمل الإضاءة الكهربائية إلى كل منزل، هو وفريقه الذي أقسم يمينا بكتمان كل ما يراه يعملون على هذه الرؤية ليل نهار.
لم يكن المخترع ينام أكثر من أربع إلى خمس ساعات في الليلة وزوجته الشابة لم تره إلا قليلاً في هذه الفترة ينحدر توماس ألف أديسون من عائلة فقيرة عندما كان صبياً كان يكسب المال من خلال توزيع الصحف وخلال عيشه مع أبويه أجرى تجارب على معدات التلجراف كان سمعه ضعيفاً وبالكاد كان بمقدوره متابعة الحصص في المدرسة أخيرا وفي عام 1869 انتقل إديسون إلى نيويورك في القلب المالي النابض لأميركا تمثل المعلومات سلعة ثمينة والتلجراف هو الأداة الحيوية التي تسلم تلك السلعة.
أجور الشحن من سان فرانسيسكو أسعار اللحم من شيكاغو تعرفة الفولاذ من بيتس بيرج هنا تجمع كل المعلومات حصل إديسون على وظيفة مع شركة لوس جولد إنديكيتور حيث عمل على تشغيل آلة التليكس ذات يوم وعندما تعطل جهاز تليكس البورصة أدرك إديسون أن فرصته قد حلت لقد عمل برشاقة وخبرة ولم يصلح الآلة فحسب بل أدخل عليها تحسينات بارزة، رئيسه في العمل الذي تأثر أيما تأثر أعطى إديسون المذهول شيكا بأربعين ألف دولار كدفعة مقابل اختراعه، قرر إديسون أن يبدأ برأس المال هذا ويعمل لحسابه الخاص وفي عام 1876 بدأ العمل في أول مختبر أبحاث خاص به أعتقد أن ميلو بارك مثلت الجزء الأهم من حياة إديسون، أعني الفترة التي وجد فيها هناك، كانت مجرد خمس سنوات فهو قد انتقل إليها في 1876 كان ينشئ مكانا جديدا شيئاً لم يكن موجودا من قبل إنه مختبر تطوير الأبحاث والذي كان هدفه الأوحد تطوير تكنولوجيا جديدة.
لقد كتب إديسون رسالة إلى صديق قال فيها: سأطور اختراعا جديداً كل ستة أشهر واختراعا ثانويا كل عشرة أيام، في هذه المرحلة لم يكن لديه فكرة بأن هيامه بالطاقة الكهربائية سيدخله في منافسة قاتلة مع خصم نافذ في بيتس بيرج البعيدة كان شخص يدعى جورج ويستينج هاوس قد أنشأ امبراطورية صناعية في ذلك الوقت، كان يصنع مكابح ومحولات وإشارات كهربائية لسكك الحديد، كان عمر كل من الرجلين متساو تقريباً وستينج هاوس كان فاشلا في دراسته أيضاً وكان يفضل أن يضيع وقته في مشغل أبيه، ومنذ ذلك الوقت كان أي شيء ميكانيكي يفتنه وكما إديسون طور ويستينج هاوس في شبابه سلسلة اختراعات إلى أن وقع حدث سبب تغييرا كبيراً في مسار حياته.
في العام 1866 وفيما كان ويستينج هاوس يزور مسقط رأسه شهد كارثة، كان هناك قطاران يسيرا باتجاه بعضهما البعض بسرعة فائقة على سكة حديد أحادية سارع الكباحون على متن كل من القطارين كان عليهم استخدام المكابح في كل حافلة بشكل منفصل وقد تطلب الأمر وقتاً طويلاً فكان اصطدام مقدمتي القطارين الذي نجم عن ذلك لهيبا، أدرك ويستنيج هاوس أنه لو كانت المكابح على كل حافلات القطار متصلة بنظام واحد لتوجب على سائق القطار تشغيل عتلة واحدة كي يوقف القطار كله، وهنا بدأ العمل على نظام مكابح يشغل بالهواء المضغوط وكان لاختراعه نجاح مدو فبنى ويستينج هاوس مصنعه الأول في باتس بيرج وألحقه بمصانع أخرى في انجلترا وفرنسا وألمانيا وأصبح اسم ويستينج هاوس معروفاً في أرجاء العالم.
بدوره أحرز إديسون شهرة في سن مبكر فقد أسعد الحاكي أو الفونوجراف قلوب كثيرين في العالم وقد وضع ممولون نافذين فكرة رائعة في رأسه، كانت المصابيح الغازية تنير شوارع المدن ومنازل الأثرياء منذ عقود بين أن الغاز خطر وعرضة للانفجار كما أن اللهب المشرع يسود الجدران ويستنفد الأكسجين ويتسبب بالصداع.
يمكن لنظام كهربائي آمن وسعره مقبول أن يحل كل هذه المشاكل دفعة واحدة وأن يفتح أيضاً سوقا جديدة بالكامل، ألقى إديسون نظرة على طراز جديد من تجهيزات الإنارة في كونيتيكيت المصباح القوسي كما كان يعرف يصدر هسيسا مرتفعا ويطلق دخانا فيما الضوء الذي ينتج عنه جاف وهو غير مناسب بالمرة للاستخدام في أماكن مغلقة، ولكن بعد هذا أصبح إديسون مهووسا بفكرة نقل الإنارة الكهربائية إلى المنازل، إذا أمكن توليد االطاقة الكهربائية بشكل آمن والسيطرة على توزيعها من خلال النظام عندها ستكون الأرباح هائلة.
التعديل الأخير تم بواسطة eng.eses ; 28-01-09 الساعة 07:56 PM
|