كاتب الموضوع :
eng.eses
المنتدى :
البحوث العلمية
لقد صنع أول كابل طاقة بري ونقل الكهرباء إلى مدينة فرانكفورت التي تبعد مائة وخمسة وسبعين كيلو مترا، وهناك استخدمت الكهرباء لتشغيل ألف مصباح نور، بل وحتى لتشغيل شلال صناعي الاختبار في ألمانيا أوضح بقوة أن التيار المتردد يمكن نقله لمسافات طويلة وبنت كهرباء ويستينج هاوس على تجربة العالم الألماني في التخطيط لمحطة طاقة نياجرا، وطور نيكولا تسلا أقوى مولدات وتوربينات شهدها العالم.
ربما كانت كهربة شلالات نياجرا بالتيار المتردد التطور التكنولوجي الأهم في العالم في ذلك الحين، فمن اختيار التيار المتردد في العام 1893 أو 1895 حتى الإنتاج الفعلي عام 1896 كتبت الصحف في كل أنحاء العالم عن ذلك، وحمل ذلك لتسلا شهرة دولية لا يتمتع بها إلا القليلون.
في العام 1895 كان كل شيء جاهزا وافتتحت محطة طاقة شلالات نياجرا، كان ذلك معلما في تاريخ التكنولوجيا، لقد حول نيقولا تسلا وجورج ويستينج هاوس الرؤية إلى واقع استخدام طاقة شلالات نياجرا لمصلحة البلاد عنى أيضاً الانتصار النهائي في حرب الكهرباء.
ينحدر الماء في شعاعات عمقها خمسون مترا، في الأسفل تشغل عشرة توربينات قدرتها مجتمعة خمسون ألف حصان مولدات تيار متردد ضخمة وترقى الكهرباء التي تولدها محطة الطاقة إلى عشرة أضعاف من ناحية الفولتية اثنان وعشرون ألف فولت وذلك بواسطة المحولات ثم ترسل إلى مدينة بافالوا التي تبعد ستة وثلاثين كيلوا متراً وهناك تعاد إلى فولتية يمكن استغلالها وتستخدم لتشغيل آلات ولتزويد المنازل والمخازن بالإنارة حتى يومنا هذا تزود شلالات نياجرا الشمال الغربي من الولايات المتحدة بالطاقة.
ولكن الرؤية للحصول على الطاقة تتركز الآن على مصدر أبعد بكثير، تقدم الشمس للعلماء مثالاً كاملاً يولد التحام النوى الذرية درجات حرارة تبلغ خمسة عشر مليون درجة مئوية، في ألمانيا معهد ماكس بلانك للفيزياء البلازما في جارشينج يجري أبحاثا على التحام النوى الذرية منذ أربعين عاماً، اليوم يعمل فريق من ألف شخص على بناء محطة طاقة تعمل بالتحام النوى الذرية، الهدف هو إنتاج طاقة من التحام النواة الذرية بنفس الطريقة التي تتولد فيها الطاقة الحرارية في مركز الشمس وفي الوقت الحاضر يعمل العلماء على تركيبة تجريبية فحسب، يبدوأن أخطار التحام النوى الذرية أقل بكثير من تلك المتعلقة بالإنشطار النووي كما أنه ينتج مواد إشعاعية أقل بكثير وهي تظل إشعاعية لفترة أقصر وهذا بالغ الأهمية، وإذا عثر العلماء على طريقة للسيطرة على النوى الذرية سيصبح ممكنا إنتاج كميات لا يمكن تخيلها من الطاقة سيتم القيام باختبار الأبواب الإسمنتية التي تبلغ سماكتها مترا واحداً يجري إغلاقها.
ولكن حتى الآن التحام النوى الذرية ممكن نظريا فقط، والعلماء تمكنوا من إنتاج نار البلازما تستمر لثوان معدودة، يتطلب التحام نواة ذرية حرارة تبلغ مائة مليون درجة مئوية، ويتم تسخين البلازما باستخدام أسلوب مماثل لذلك المستخدم في فرن موجة كهرومغناطيسية قصيرة والوقود المستخدم هنا هو غاز متأيل رقيق للغاية بلازما تتألف من عناصر الدويوتويوم والليثيوم.
العمل على بناء مفاعل حراري نووي جار بواسطة فريق دولي من العلماء ستكون الخطوة التالية اختبار مكونات محطة الطاقة وبما أنه لا توجد مادة معروفة يمكنها تحمل الحرارة الهائلة لحريق الالتحام ستبقى البلازما طافية في حجرة الاحتراق بواسطة حقل مغناطيسي بالغ القوة ينتج عن ملفات موصلة مفرطة، لا تزال الأبحاث المتعلقة بالتحام النوى الذرية في مهدها، ويعتقد الخبراء أنه سيمر خمسون عاما على الأقل قبل أن نحصل على طاقة من هذا المصدر فقط بتوحد الأبحاث الدولية يمكن للفرق تحمل أكلاف التطوير الباهظة فأيام المخترع الفرد الذي يجتهد في مختبره للعثور على حل لمشاكل كهذه قد ولت.
في بداية القرن العشرين أطلق نيكولا تسلا طاقة هائلة من خلال ملف تسلا بعد محطة طاقة شلالات نياجرا كرس اهتمامه باختبارات جديدة رائعة، غير بعيد عن نيويورك بدأ مشروعا ثوريا، لقد قرر نقل الطاقة من قمة برج عال طاقة يمكن استخدامها لتشغيل سفن وآلات من دون أسلاك، بيد أنه لم يفلح في تحقيق رؤياه الأخيرة، جعل الانتصار في حرب الكهرباء شركة ويستينج هاوس مشروعا دوليا ناجحا أخيرا، وأصبح لديه الآن خمسون ألف شخص يعملون لحسابه وكان للتوسيع كلفة كبيرة ولم يكن هناك ممولين كبار يدعمون ويستينج هاوس، وعندما انهارت البورصة الأمريكية في تشرين الأول أكتوبر عام 1907 أوقفت المصارف ائتمانات ويستينج هاوس وأصبح جورج ويستينج هاوس مدينا بسبعين مليون دولار وفي النهاية أجبر على التخلي عن السيطرة على شركته، وانهار عمل حياته من حوله لقد فشل ويستينج هاوس في تأمين حلفاء أقوياء في الوقت المطلوب من جهته كان أديسون قد حول اهتماماته إلى اختراعات أخرى منذ وقت طويل.
في عشرينات القرن الماضي تم الاحتفاء بإديسون بسبب مرور خمسين عاما على اختراعه المصباح الكهرباء وهكذا عزا الناس كل ما هو كهربائي إليه بما في ذلك أنظمة التيار المتردد التي كان الجميع يستخدمونها إديسون نفسه في العشرينات من ذلك القرن كان لا يزال معارضا للتيار المتردد رغم أن ذلك هو ما كان يستخدم.
دخل توماس إديسون التاريخ على أنه أشهر مخترع في العالم مع ألف وثلاث وتسعين براءة اختراع باسمه، الفونوجراف الكاميرا الفلمية الأسطوانة الفونوجرافية مصباح النور سيظل اسم أديسون مترافقا مع هذه الاختراعات وقد اعترف في نهاية حياته لابنه أعتقد أن أكبر خطأ اقترفته طيلة حياتي كان عدم التحول إلى التيار المتردد.
عندما مات توماس ألفا أديسون في الثامن عشر من تشرين الأول أكتوبر عام 1931 أطفئت كل مصابيح النور في أميركا لمدة دقيقة.
النهاية
أتمنى أن تكون المقالة قد أعجبتكم وأفادتكم ...
المقال منقول للإفادة
|