المنتدى :
الحوار الجاد
مابين تدمير غزة وتهويد القدس
قرأت منذ يومين مقالا في الاهرام يطرح تساؤلا هاما عن الحرب على غزة ويطرح وجهة نظر خطيرة جدا مدعمة بالادلة:
يتساءل صاحب المقال:
لماذا استمرت العمليات الاسرائيلية 3اسابيع كاملة بالرغم من أن الجيش الاسرائيلي يملك من الاسلحة مايمكنه من تحقيق ماكان يرمي اليه وابادة غزة تماما في وقت اقل بكثير ؟
ما الهدف الاساسي وراء ذلك؟
يطرح كاتب المقال تصورا خطير ورؤية هامة جدا:
في غمار الاحداث نسينا مدينة القدس, ونسينا محاولات اسرائيل الدائمة لتهويدها
واثناء الحرب على غزة, كانت محاولات اسرائيل لتغيير وجه القدس المدينة العربية تمهيدا لتحويلها عاصمة لاسرائيل كما يحلمون دائما
واثناء الحرب وبينما المظاهرات مستمرة في انحاء العالم, منع الصهاينة العرب في داخل القدس من القيام بأي تظاهرات, كما قامت بالعديد من عمليات طرد العرب من المدينة كما حدث ويحدث منذ قيام الدولة العبرية
واليكم نص المقال:
ماذا بين تدمير غزة.. وتهويد القدس؟
د. أحمد يوسف القرعي
أثارت عملية[ الرصاص الاسرائيلي المسكوب] علي غزة تساؤلات عديدة في مقدمتها مغزي استمرار عملية القصف الجوي والبري والبحري طوال ثلاثة أسابيع, بينما كان يمكن لاسرائيل تحقيق تلك العملية القذرة في حدود أيام معدودة فقط نظرا لامتلاكها أحدث أسلحة دمار شامل أمريكية الصنع. ومثل هذا العتاد العسكري الفتاك لم يكن لدي اسرائيل وهي تشن عدوانها الغاشم علي ثلاث دول عربية عام1967 واستطاعت في ستة أيام فقط احتلال أراض مصرية وسورية وأردنية.
ولعل المفارقة الزمنية هنا تثير التساؤل حول مغزي الخيارالاسرائيلي للأسابيع الثلاثة كإطار زمني لتدمير غزة منذ البداية وليس أدل علي هذا من تصريح عوفيه حزقيال, سكرتير الحكومة الاسرائيلية بعد أيام قليلة من شن العدوان عندما قال إن هذه العملية قد تستغرق وقتا طويلا, وأكد هذا موقف الولايات المتحدة( الحليف الاستراتيجي لاسرائيل) والتي حالت دون صدور قرار مجلس الأمن بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة في أول يناير2009. كما رفضت الحكومة الاسرائيلية في اليوم نفسه اقتراحا فرنسيا بإعلان هدنة انسانية.
نحن إذن أمام مخطط اسرائيلي اتضحت معالمه منذ اللحظة الأولي ويتركز في محاولة اسرائيل توجيه أنظار الرأي العام العالمي إلي غزة طوال ثلاثة أسابيع كاملة حتي تستكمل مخطط تهويدها للقدس خلال تلك الفترة الزمنية من ناحية وترهيب المقدسيين العرب للحيلولة دون الانتفاضة حتي لا تطولهم عملية الرصاص المسكوب.
وليس أدل علي خطورة هذا المخطط الاسرائيلي الهدام في الضفة والقدس, من الصيحة التي أطلقها المقدسيون العرب في21 ديسمبر2008 بدعوة السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية إلي وضع القدس بقضاياها المختلفة علي رأس الأولويات, كما أوصوا بدعم حملات المقاطعة للشركات الغربية التي تستثمر داخل المستوطنات في القدس ومقاطعة البضائع المنتجة فيها ومطالبة لجنة مناهضة التمييز العنصري التابعة للأمم المتحدة بوضع قضية القدس علي أجندتها.
{{{
وقبل بدء اجتياح اسرائيل لقطاع غزة في27 ديسمبر2008 بدأ استكمال مخطط تهويد القدس كلية بمصادرة المزيد من الأراضي وبناء المزيد من المستوطنات وتهجير الفلسطينيين من القدس واحلال المستوطنين اليهود مكان العرب وإزالة المعالم والآثار التاريخية العربية والاسلامية, وليس أدل علي هذا من الوقائع التالية:
أولا: قيام رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت يوم24 ديسمبر2008 بجولة لتفقد مواقع إنشاء الجدار العازل في منطقة القدس الكبري, وصرح بضرورة استكمال بنائه بحلول نهاية2009 والمعروف أن الجدار العنصري يتضمن مناطق شرقية مهمة من مدينة القدس, حيث يلتهم أكثر من85% من أراضيها.
ثانيا: تحذير الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين, في23 ديسمبر2008 من تزايد محاولات الجماعات الصهيونية المتطرفة لفرض الهيمنة الاسرائيلية الكاملة علي المسجد الأقصي لهدمه واقامة الهيكل المزعوم مكانه, وأوضح, قاضي القضاة أن مدينة القدس تتعرض لهجمة شرسة ومؤامرة ضد بنيتها الديموغرافية والجغرافية الرامية إلي طمس معالمها العربية والاسلامية وتهجير أهلها منها قسرا بالتضييق عليهم وهدم بيوتهم ومنعهم من البناء ومصادرة الأراضي وسحب بطاقات هوياتهم وفرض الضرائب الباهظة عليهم وحرمانهم من الصلاة في المسجد الأقصي.
ثالثا: تحذير الهيئة الاسلامية ـ المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من أن المدينة مقبلة علي مرحلة حرجة وخطيرة من الاستيطان والتهويد قد تكون هي الأسوأ في تاريخ المدينة منذ وقوعها تحت الاحتلال. وأن هناك عوامل عدة باتت تنذر وتحذر من اقتراب هذه المرحلة ومن أن القدس توشك علي دخول نفق مظلم يهدد هويتها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية, وأضافت الهيئة في بيان لها أن تصريحات الوزيرة ليفني زعيمة حزب كاديما ـ الأخيرة حول تهجير فلسطينيي1948 والقدس إلي مناطق السلطة الوطنية وإفرازات حزب الليكود للانتخابات القادمة( وهو الحزب الأوفر حظا في الفوز) أمثال روفين ريفلين, بيني بيجن, وموشيع يعالون وغيرهم من المؤيدين بقوة لفكرة اسرائيل الكبري تكفي للدلالة بوضوح علي وجهة السياسيين الاسرائيليين في المرحلة المقبلة. أما بخصوص القدس الاستيطانية في الضفة والقدس فإن أفعال المستوطنين في الخليل وباقي الضفة خلال الأسابيع الأخيرة باتت تنذر بمرحلة خطيرة يكون هؤلاء هم صانعي أحداثها وجرائمها.
وأشارت الهيئة الاسلامية ـ المسيحية إلي أن المرحلة المقبلة باتت تتركز حول استهداف الأحياء والضواحي العربية في المدينة والعمل علي التخلص من أكبر قدر من المواطنين المقدسيين وتغيير طابع المدينة العربي بواسطة العديد من المباني والرموز اليهودية المستحدثة في مختلف ارجائها وفي البلدة القديمة علي وجه الخصوص.
رابعا: تفشي التطهير العرقي في القدس أكثر من أي وقت مضي علي غرار ما حدث لحي المغاربة بتهجير سكانه الأصليين والعمل علي تغيير معالمه الأصلية, ومع إقامة الجدار العنصري تعمل اسرائيل علي تقليص أعداد المواطنين العرب داخل القدس إلي نسبة40% فقط مقابل60% للمستوطنين اليهود.
{{{
هكذا يبدو واضحا سيناريو الفصل الأخير في مخطط تهويد القدس قبل بدء اجتياح اسرائيل لقطاع غزة واستهدفت اسرائيل استكمال هذا الفصل الأخير مع دخان النار الموقدة الذي ساد سماء غزة طوال ثلاثة أسابيع.
الى هنا ينتهي المقال وتبدأ تساؤلاتنا: ماذا سنفعل؟؟
لم العرب صامتون؟
هل سينتظرون حتى يهدم الاقصى ؟؟
هل ستستمر خلافاتنا وسبابنا لبعضنا حتى يضيع كل شيء؟؟
|