كاتب الموضوع :
abdo_khedr
المنتدى :
المقامات العربيه
الدرس الأول
مدخل
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد:
فنسأل الله تبارك وتعالى الهداية والسداد والتوفيق في سائر أعمالنا وأن يكتبه في ميزان حسناتنا، وأحببت قبل أن نبدأ في دراسة فن النشيد وعلم المقامات إلى ما يلي:
(1) إن طرحي لفن النشيد وعلم المقامات سيكون بحيادية تامة جداً، والغاية منها هو الرقي بالمستوى المرجو والسعي نحو فن راقي أصل لا بديل.
(2) إن الغاية من تعلم فن النشيد وعلم المقامات الإستفادة من قبل المنشد على وجه الخصوص ومحبي هذا المجال على وجه العموم.
(3) المشاركة الفاعلة التي أرجوها من رواد هذا الركن فهذا الموضوع من الأهمية بمكان فإذا لم يكن هناك مشاركة فعالة ونظرة جادة للموضوع فإننا لن نثمر الإستفادة بالشكل المطلوب.
وفي الأخير أتمنى من الله أن يوفق الجميع وعلى بركة الله نبدأ.
المقدمة
تعلم علم المقامات أصبح ضرورة ملحة في هذا العصر ويحتاج إليه المنشد كما أن القارئ-تالي القرآن الكريم- يحتاج إلى التثقف وتعلم كيفية أداء النغمات والانتقال من نغمة إلى آخر.لأن لكل فن مقوماته وأسلوبه وقواعده.
والسؤال الذي يضع نفسه: كيف نشأة النغمات؟
ففي القديم كان الإنسان لا يعرف شيء من هذه النغمات والسلم الموسيقي والإيقعات ، فكان الإنسان يردد بعض الأصوات من حنجرته، أصوات منسجمة ومع مرور الزمان استطاع أن يختار من هذه الأصوات أكثرها ائتلافاً وانسجاماً فنشأت النغمات، كذلك الأصوات كانت موجودة في الطبيعة كصوت الرياح وحفيف الأشجار وصوت الرعود وصوت العصافير والطيور وصوت الحيوانات.
وكان الهواء عندما يمر على أشجار القصب الفارغ يصدر عنها صفير نتيجة مرور الهواء على هذه القصبة وصار ينفخ فيها، يغلق بعض الثقوب ويترك البعض الآخر مفتوحاً، ويغير أصابعه على هذه الثقوب، فتعطيه أصوات مختلفة بين الحدة والغلظة، ومع مرور الزمن وبواسطة الحاسة السمعية لدى الإنسان والطرب لهذه الأصوات استطاع أن يختار الأصوات المنسجمة أكثر مع بعضها البعض.
إن هذه العملية أخذت آلافاً من السنين حتى استطاع الإنسان أن يتوصل إلى ابتكار هذه الآلات الموسيقية، فمن هنا نشأت فكرة استخدام الآلات الموسيقية.
أما بالنسبة للإيقاعات ونشأتها كان الإنسان يضرب على الخشب فيحدث هذا الصوت إيقاعاً لذيذ فصار الإنسان يضرب على الخشب بشكل عشوائي في البداية، ثم استطاع أن ينظم هذه الضربات، والسكتات. فوجد أن تنظيم الضربات والسكتات وإعادة المحاولة مرات ومرات يعطي للأذن طرباً ونشوى، فمن هنا نشأت فكرة(الإيقاعات).
أما منشأة الأصوات كان بسيطاً في البداية وبدائياً لا تعقيد فيه ولكن الإنسان استطاع أن يأخذ من هذه الأصوات المنسجمة والمتآلفة وتجميع عدة أصوات مع بعضها البعض فتشكلت لديه نغمات. كل نغمة نتيجة عدة أصوات متآلفة مع بعضها البعض يحدث نغم.
مثال على ذلك: (مثل الأطعمة تماماً، فسابقاً كان الإنسان لا يستطيع تحضير الطعام الموجود في هذا العصر، وكان الطعام بسيط من ثمار الأشجار والخضار والتمر ومع مرور الزمن صار ينتقي الإنسان مما تحت يديه من فواكه وخضار وحبوب ولحوم ويؤلف بينها ويطبخها على النار فتكونت الأطعمة المتنوعة).
كذلك(النغمات) : هي مجموعة أصوات متآلفة مع بعضها البعض تشكل مقامات أو أنغام.
فعلم النشيد سنعيش معه بمشيئة الله تبارك وتعالى في ثلاث محاور أساسية:
1- النغمات أو المقامات. 2- الإيقاعات أو الموازين.
3- السلم الموسيقي.
|