كاتب الموضوع :
ضجة الصمت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الثاني / 2
( ما ينفع أجي معك ؟؟ )
كان هذا اقتراح ديما اللي قالته بنبرة رجاء وهي تسحب من علبة الفاين بجنبها منديل ورا منديل ..
قال عايض بحيرة : ما أدري .. مشكلة إذا عرفوا إني ماخذك معي .. هذي رحلة عمل وما فيها أي تساهل .. وبنفس الوقت ما ينفع أتركك لو ايييش ..
قالت باستسلام : خلاص .. مو مشكلة لا تشيل همي .. أنا بجلس هنا وما بيصير علي شي ..
قال : مقدر اتركك هنا .. ما أطمن .. وبعدين شفيك تعبانة ؟؟ زكمتي ؟؟
قالت بابتسامة : ايه الظاهر داخلة علي حمى خفيفة ..
قال بهمّ: كيف اتركك كذا ؟؟
قالت : بدبر حالي هاليومين .. انا عندي الجوال والخدامة وعندي رقمها اذا في شي اكلمك على طول .. وانت لا تطول .. !
قال بتردد : لا لا .. باقي وقت بشوف اذا ينفع تجين معي او لا .. بحاول محاولة ..
قالت : طيب
حط يده على جبهتها وهو يقول :شكلك مسخنة .. خليني اروح اجيب لك خافض للحرارة من الصيدلية ..
.
.
.
طلع من البيت وتقابل مع عايض بالطريق .. عايض سلم عليه وهو رد السلام باقتضاب ..
عايض : كيف احوالك ؟
هو باختصار : تمام .. انت كيفك وكيف اختك ؟
شدد على كلمة اختك ..
عايض : بخير .. وين رايح بهالوقت ؟
هو : مواعد صديقي ..انت وين رايح ؟اوصلك مكان ؟
عايض : تسلم .. انا بروح للصيدلية القريبة من هنا باخذ خافض للحرارة
هو : في بالمطبخ خافض حرارة مافي داعي تشتري .. عسى ماشر ؟
عايض : والله ؟؟ اجل باخذه ، ديما شوي مرتفعة حرارتها ..
هو : اهااا .. اجل اخليك انا ، مستعجل شوي
عايض : مع السلاامة
ركب سيارته وهو يتجاهل اهتزاز الهاتف اللي كان عالصامت .. رفعه اخيراً ورد
هو : هلا
: اهلين .. كيفك حبيبي ؟
هو : هلا لولو .. وينك انتي ؟
لولوة : لسا زعلان ؟
هو : لا .. انتي وين ؟
لولوة : انا في شقة ابتهال كالعادة
هو : خلاص جايك الحين
لولوة : لحظة ..
هو : ايش؟
لولوة : ما عندك شي تقوله ؟؟
هو بتنهيدة : لاجيت نتكلم !
سكر منها وهو حاسس انه محتاج لها .. بالرغم من كرهه لوضعه معها .. لكنه ما يقدر يتركها .. كل مرة يتركها يرجع لها فيها .. كل فترة يحس بمدى انغماسه في عالمها .. يحاول ينسحب ويترك كل اللي علق فيه من مخدرات وشرب وغيرها .. مو لشي .. لكن لمصلحته اولا .. واخيراً ،، بس وين سعادته ؟؟ مايلقاها غير هنا ، بكاسة .. او بقرص ..او بحضن !
ليلة كانت حافلة لبعض الناس .. وحزينة وهادئة لآخرين .. وعادية جدا لغيرهم ..
قام من نومه وهو يخبط على راسه .. حس بيدين لولوة على كتفه ،نزل يدها و شال الغطا وقام من على الفراش ، ووهي طالعته بحيرة من مكانها ..
قالت : مصدع ؟
قال ببرود : ايه
قالت : بتروح الحين ؟
قال : ايه ..
وطالعها بنظرة سريعة وهو يلبس بلوزته بحركة سريعة ويفتح الباب
قالت بإحباط : لحــ .. مع السلامة
طلع بعد ما سكر الباب وراه وطلع من البناية القديمة المكونة من 3 طوابق .. ما يدري ليه طلع .. اليوم بالذات مو رايق يحس وده يكسر اي شي بوجهه .. دايما لما تجيه هالضيقة يشرب عشان ينسى واذا قام ما يذكر وش كان مضيقه .. اتجه بسيارته لصديقه عزوز .. بؤرة المصايب كلها .. لكن لزوم المصلحة . .وكمل باقي السهرة هناك .....
.
.
.
.
الصباح .. كان واقف بتوتر ما يبي يطلع من الجناح .. شنطته على كتفه و تكشيرة ارق على جبينه ، موقفه محير .. يخسر شغله او يبقى مع ديما من اجل خوف وهمي ؟؟ او مجرد قلق عليها ؟؟ وبعد اصرار من ديما انها بخير .. قرر انه يروح .. تمنى لو عنده اهل هنا كان خلاهم عندها .. وما في وقت حتى يسفرها عندهم .. راح لغرفتها ودق عليها ..
ديما اللي ما نامت من امس من الزكام اللي معها بس ما اقلقت عايض واجبرته ينام عشان الرحلة .. غسلت وجهها وطلعت لعايض ، قالت : بتروح ؟
قال وهو يمسح على شعرها بسرعة : ايه يدوووب الحق على الرحلة .. انتبهي على نفسك وخذي هذي بطاقة فيها كل ارقام الناس اللي معي وانتي عندك ارقامي .. اي شي لاقدر اله اتصلي .. عندك المطاعم اطلبي اللي تبينه والشغالة تحت كلميها تسوي لك اي شي وانا بنبه عليها تجيك دايما .. وعندك بالدرج بغرفتي ظرف فيه فلوس اي شي تحتاجينه زيادة او احتياطا .. بس اهم شي اهم شي لا تطلعين من غرفتك .. معليه تحملي شوية كم يوم واطلعك مثل ما تبين حتى لو تبين نطلع من هالبيت بكبره . .
كل هالكلام وهي تومىء براسها بنعم .. وتضحك على قلقه ..
وقف شوي محتار .. قال اخيراً : ديما لو قلتي لي لا تروح الحين والله اجلس وما يهمني شي .. بس انتي أدرى
قالت بابتسامة : بعد كل هالتعليمات ؟؟؟ ليه مكبر الموضوع ؟؟؟؟ مافيها شي .. والله حسستني انك مهاجر !! كلهن ثلاث اربع ايام وبترجع ويا ويلك ان تأخرت .. !
ابتسم وهو يحاول يطمن نفسه ما يدري ليه حاسس بقلق مو طبيعي ..
قال : استودعك رب العالمين .. مع السلامة ..
خرج وهي سكرت بالمفتاح .. ورجعت لغرفتها ترمي ثقلها عليها .. حاولت ما تبين لعايض مرضها لانها عارفة انه ممكن يخرب السفرة كلها عشانها .. تحسست جبهتها وحست بحرارتها عالية .. سحبت علبة المناديل معها وخرجت للصالة وجلست عند التلفزيون وهي تتنهد : يارب صبرني عالايام هذي بمووت من الملل !!!!!
.
.
.
في الطيارة .. اول ما طارت الطيارة حس بانقباض بقلبه .. حس بانه غلط غلط كبير انه تركها وحدها ببيت عمه .. وده لو ينزل من الطيارة ويتراجع عن هالسفر.. فجأة حس برغبة قوية انه يسوي كذا بس وين ؟ انتهى الامر!!!
حتى انه انشغل طول الرحلة عن ترتيبات شغله اللي كان ناوي يراجع وش بيسوي فيها اول ما يوصل و صار كل همه التفكير في ديما!
احيانا لما نفكر في نفس الموقف ولحظة اصدار قرارنا ما نشعر بمقداره لكن اذا فكرنا بعد وقوعه وعلى نطاق اوسع وبتفكير اشمل نحس بوش كثر هو كبير وخطير !!
هاذا كان احساس عايض وهو يلوم نفسه الف مرة على اللي سواه ... ما يعرف ليه حاسس بانقباض ..هل هذا يدل على شي بيصير ؟؟ لا قدر الله .. بدأ يأنب نفسه على تفكيره وتشاؤمه واكد على نفسه (ديما بخير وانا قاعد اتوهم .. ديما ذا صار لها شي انا بفقد كل شي حلو بحياتي .. ما باقي الا هي .. يارب ما اكون فرطت فيها ..)
دعا ربه من قلبه يحفظها واستودع ربها عليها وقرر انه بيحاول يخلص اموره ولو بيوم واحد ويرجع بأقصى سرع ..
.
.
.
.
.
دخل المطبخ وهو مافيه حيل يطلع ويشتري اكل من برا ولا يطلب وينتظر
حاسس بلوعة من امس ما نام .. اخر جلسة مثل الجلسات اللي تعود عليها ،، ما دخل بطنه غير السوائل اللي تحرق المعدة ...
شاف نواف جالس على طاولة المطبخ وماسك كتبه ..
قال : كل ما دخلت شفتك هنا .. وش عندك مع المطبخ
نواف : ما اعرف ابلع الدراسة لحالها .. كل ما جيت ادرس جعت قلت خليني اجلس هنا عشان اوفر الوقت والجهد..بعدين انت من متى تدخل وتطلع ..بالياااالله نشوفك !
طنشه و اخذ من الثلاجة جنك العصير وصب له ، واخذ توست وحطه بالتوستر "محمص الخبز" ..
شاف نواف رجع يذاكر بهمة .. حط له قطعة جبن مربعة بالتوست واخذ العصير وطلع .. رجع لغرفته اللي من زمان ما دخلها... فتح الباب وقبل لا يدخل وقف كأنه تذكر شي وطالع فوق تلقائياً .. دخل لغرفته ولدهشته شاف صورة ابتسامة على وجهه انعكست بالمراية!!
فكر بلولوة .. من فترة وهو يحس ببرود شديد معها .. ما عادت تثير فيه اي احاسيس حلوة .. حس بتبلد في مشاعره ،، يمكن لهذا السبب يحس انه مهتم بديما نوعاً ما .. أو فيه شي يجذبه لها .. مو متعود على هذا الشي .. عادةً إذا عجبه شي مجرد اعجاب يحصله بسهولة .. تعود كل شي يقع بيده يصير ملكه .. بس اول مرة يحس بصعوبة مجرد النظر لهذا الشي ... هذا اللي يقهره ويجذبه بنفس الوقت ..
لكنه يعرف نظامه زين .. حياته عشوائية ولها رتم واحد .. ما يفهمه غير لولوة وشلته اللي عايشين مثله ، ومستحيل يدخل فيها احد جديد الا بعد دراسة ... اصلا حتى لو فكر فيها ..
كيف ممكن تدخل بحياته ؟لمجرد نظرة ..وشي من الاحساس ؟؟
وهو يعرف ان اللي يدخل بحياته ما يطلع منها بسهولة ..وفوق كذا اخوها شكله متشدد وحريص لدرجة انه ماشافها ولا مرة طالعة من مخباها .... لكن الايام جاية ، وبنشوف وش بيصير !! يمكن شي يتغير !
.
.
.
|