تابع الفصل الثلاثين
.
.
.
وقف فياض قدام شقة سالم ، ينتظر من فابيان زوجته تناوله الظرف اللي تركه وسافر ..
جات بعد دقائق ومعها الظرف اللي اخذه فياض وفتحه باهتمام .. شاف فيه ورقة وحدة بخط يده ، ومجموعة من بطاقات الائتمان والبنوك المختلفة واوراق ثانية مهمة ..
امسك الورقة الاولى اللي كان الكلام فيها موجه لفابيان أم سامي .. يوصيها فيها عليه ، ويتمنى لها رحلة عودة آمنة لفرنسا ، ويخبرها اذا احتاجت أي شي انها تلجأ لفياض أو نايف ومعطيها ارقامهم وعنوان البيت.. وفي ظهر الورقة حاطط كل ارقام حساباته في البنك والارقام السرية وغيره من معلومات ..
عقد حواجبه بضيق شديد وهو ينزل الورقة ويرجعها للمظروف ويناوله لها ..
سألها إن كان ترك أي علامة تدلها هو وين سافر ..
قالت انه ما قال أي شي وانه كان حاجز معها هي وسامي بالاصل على يوم قريب ..
تركها فياض وطمنها انه لو عرف أي شي بيخبرها .. استغرب من اهتمامها وخوفها الشديد على سالم ، بالرغم من علاقتهم الغير جيدة على حسب قوله السابق له ..
احتار وهو يفكر وش ممكن يسوي .. وكلمات سالم القديمة تتردد في ذهنه ..
لهالدرجة ياائس ؟؟ ترك كل شي وراح .. بس وييين ؟؟!!
جاته فكرة انه يروح للمطار .. وبالفعل توجه لهناك .. واحساس داخلي يحثه انه يروح له ..
وبالفعل قادته رجوله لشاشة الاعلانات الصغيرة وعرف بعد سؤال ان في رحلة طلعت اليوم لباريس .. وبعد ما تتبعها عرف ان سالم كان عليها ..
حس بانقبااض في صدره ... وش ممكن يسوي ..؟؟
صعب انه يتخيل سالم بروحه في هالمحنة .. امس كان معه وماحس انه ممكن بلحظة يختفي مثل ما سوى ..
انتبه على صوت جواله ..
رفعه ورد على فابيان : مرحباا ..
قالت : هل توجد أخبار ؟؟
قال : سالم سافر ..
قالت بحدة : سافر ؟؟ إلى أين ؟؟
قال : فرنسا ..
سكتت للحظة .. وقالت : فليذهب إلى الجحيم هذا البائس ..
سكت فياض بهم وهو يفكر بحال اخوه مراراً وتكراراً ..
سألها : ممكن أجي وتوصفي لي عنوان سالم بفرنسا ..العمل .. أو الاماكن اللي كان يتردد عليها ؟؟
قالت :بالتأكيد .. ولكن هل ستذهب خلفه ؟
فياض : لا أعلم بعد .. ولكن سأبذل جهدي لمساعدة أخي ..
قالت : سأكتب لك العناوين التي أعرفها .. رغم أني متيقنة أنه لن يكون فيها .. لانه جباان .. لن يسمح أحد بأن يرى ضعفه في أيامه الأخيره
اول ما جابت طاري الموت .. حس برجفة مخيفة تسري بجسمه .. تخيل سالم في هاللحظات لوحده ،
ليش يهرب بهالطريقة .. لازم يلقاااه ويوقف جنبه .. لاازم ..!!!!
ركب سيارته وراح لشقتهم مرة ثانية ..
أخذ العناوين من فابيان وتركها بعد ما وصاها على سامي ..
ركب سيارته وتوجه لأقرب مكتب للحجز وتفكيره كله مع سالم ..
حجز على رحلة مستعجلة في نفس اليوم لكن بالليل ، يمكن يلقى سالم قبل ما يقرر لوين يهرب ، او يختفي ..
.
.
رجع للبيت وهو بالحييييل مهموم ،، دخل وشاف ديما جالسة عند التلفزيون ، القى عليها السلام وهي وقفت اول ما شافته ..
دخل للغرفة ، وبدأ يخرج ملابسه على طووول ويحطها بشنطة صغيرة وهو يفكر بالاشياء اللي نسااها ..
ديما .. كيف بيتركها لمدة هو نفسه مايعرف طولها اوقصرها ..؟؟ ومواعيده مع مركز العلاج .. ؟؟وشغله ...؟؟
بس ما في وقت .. لازم يلقى سالم .. ما يقدر يتركه في هالوقت .. كل شي له حل وكل شي يقدر يعوضه .. لكن سالم .. اخوه وابوه ،،
شلون يخليه بلحاله .. وهو الوحيد اللي عارف سره من اخوانه ..!
ما لاحظ ديما اللي كانت واقفة تراقبه وعلى راسها مية علامة تعجب ..
رفع جواله وكلم نايف .. قال له ان سالم سافر ، وان زوجته وولده لسا موجودين في الشقة .. وبلغه بموعد سفرهم وقال له هو اللي يوديهم المطار ويطمن عليهم الين ما يركبون للطيارة .. نايف سأله عن سبب سفره المفاجىء .. لكن فياض ما عطاه جواب واضح لا عنه ولا عن سالم ..
.
.
كانت سامعة حواره مع نايف .. وحست ان فيه شي كبير صاير .. ليش بيسافر هالحين ؟؟
وترجمت تساؤلاتها كلها بسؤال قلق : فياض انته راح تساافر ؟؟
رفع عينه لها وهو مازال منهمك باللي يسويه : أيـه .. طيارتي بعد ساعات ..
قالت باستغراب شديد : وين بتروح .؟
قال وهو يسكر الشنطة : ما رح أتأخر ان شاء الله .. اذا تبين تروحين عند عايض .. كلميه يجي ياخذك وقولي له اني سافرت لسبب مستعجل ، وراجع بعد كم يوم ..
سكتت وهي تتساءل عن السبب داخلها بقلق .. ليش ما يبي يقول لها .. وليش بارد في كلامه معها .. معقولة يكون متضايق منها في شي ..
حست ان الفكرة غبية ورجعت تسأله باهتمام : طيب .. وعلاجك ..؟؟
قال وهو يحط بعض اغراضه المهمة في جيب الشنطة : .. كل شي بيتأجل إلين ما ارجع .. انا بكلمك اذا وصلت هناك..
طلع للغرفة ومشى لعند الباب وهي تتبعه وعلامات التعجب تزدااد في راسها ..
.
وقف وناظرها قبل ما يفتح الباب .. اقترب وطبع قبلة سريعة على قمة راسها وقال باستعجال : انتبهي على نفسك .. مع السلامة ..
فتح الباب وطلع ...
سكرت الباب وراه ببطىء شديد وهي تحاول تستوعب الاحداث السريعة هذي وتلقى اجوبة منطقية لتساؤلاتها ..
بعد فترة حاولت تتصل على فياض وتستعلم منه اكثر عن سفره الغريب هذا ..لكن جهازه كان مغلق .. فاتصلت على عايض عشان تبلغه بسفر فياض ..
عايض قال لها ان خالاته اتصلوا عليه وقالوا له يجيهم يخطب رسمي ، وانه بيروح بكرة مع احمد صديقه بلحالهم .. فرحت له كثير ،
لكن فرحتها كانت ناقصة بسبب قلقها ..
ماقالت له عن سفر فياض ، واجلت اخباره لين ما يخطب ويرجع عشان ما ينشغل فيها وبجلوسها بلحالها ..
.
.
شردت وهي تتذكر كيف كان شكله مهموم قبل ما يسافر .. وحست بنغزة في صدرها وهي تتسائل ان كان لسا ما يعتبرها أهل انها تشااركه بمشاعره وهمومه واسرار حياته ..ابتسمت بعيون دامعة وهي مندهشة من نفسها ومن اللي صار يعنيه لها فياض بعد كل اللي مروا فيه للحين..!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
كان ثالث اختبار لهم ما تحضره سلمى .. هالمواد بالذات كانت اهم مواد يشتركون فيها طلاب الجامعة كلها .. وتفويتها بهالشكل مشكلة مش سهلة .. !!
كان نواف طالع من اختباره وتفاجىء ببنت شقراء تتجه لعنده وتسلمه ظرف صغير وهي تقول : مرحبا .. طــُلب مني ان اوصل هذا لك ..
اخذه منها بعجب .. وتفحصه بعينه .. كان خالي من أي كلمات ، ومغلق باحكام ..
راح لدرج منعزل وجلس على اول درجاته .. فتح الظرف ولقى فيه ورقة كبيرة مطوية ..
فتحها وشاف كلام كثير مكتوب فيها .. ما امداه يقرأ ، ولمح الاسم اللي تحت الكلام ... وفتح عينه على وسعها من الدهشة !!!!
كانت من ..
سلمى !!
.
.
.
.
.
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
مرحبا نواف .. يمكن تشوف انه من الوقاحة اني ارسل لك رسالة .. او يمكن ما تندهش وتكون متوقع مني أي شي بسبب اني كنت وقحة جدا معك من قبل .. لكن صدق أو لا تصدق .. أنا أرسلت لك عشان أعتذر منك .. أنا فعلا آسفة على كل اللي بدر مني .. ما ادري وين كان عقلي .. كل اللي كان هامني اني اتحدى أول انسان يعترض على طريقة حياتي .. اتمنى تتقبل اعتذاري .. وتعرف انك كنت السبب الرئيسي في اني ارجع لصواابي واعرف الصح من الغلط .. وفي الختام اقولك ان كتابة هذي الرسالة كان أصعب شي سويته في حياتي .. فرجاءً لا تستهين فيها واعرف اني من جد آآسفة ...
كانت فرصة حلوة اني قابلتك في حياتي .. شكرا على كل شيء .. واتمنى لك كل الخير ...
اختك ..
سلمى "
ما صدق اللي قاعد يقراه .. ابتسم ابتساامة عريضة وهو يطوي الرسالة ويرجع يدخلها بالظرف بعدم استيعااب ..
تجاهل رنين جواله وهو يشرد بذهنه مع كلمااتها .. هالبنت حركاتها كلها مفاجئة وغير متوقعة .. فكر لثواني انه يرد عليها برسالة ، لكنه تراجع عن الفكرة على طووول ، مستحيل يخون ثقة وليد فيه بأي شكل من الاشكال..والافضل له يبعد تماااماً قبل ما يتهور ويسوي شي من هالنوع قريب ..
لك من دااخله .. تمنى يعرف سبب انقطاعها عن الجامعة ورغبتها الملحة بالرجوع للسعودية ... !!
.
.
.
.
.