المنتدى :
عالم ماوراء الطبيعة
طرق دفن الموتى قديما
طرق دفن الموتى قديما
الموت مسألة حتمية، لا مهرب منه .. إنه نهاية كل كائن، وطالما هناك حياة على هذا الكون، فلا بد من وجود موت في المقابل .. لكن التعامل مع الموتى قديماً، غالباً ما كان يتسم بالغرابة، وأحياناً بالطرافة أيضاً. وفي ما يلي بعض تلك الممارسات:
وفقاً للديانة الزرادشتية (في بلاد فارس القديمة)
يعتبر الجسد نجساً لا يجوز تدنيس الأرض به بعد موت صاحبه.. الدفن ممنوع وإحراق الجثة ممنوع أيضاً. لذلك كان أتباع هذه الديانة يعمدون الى وضع جسد الميت فوق قمة جبل يطلقون عليه اسم «تلال الصمت» ويتركونه هناك لكي تلتهمه الطيور والوحوش .. وبعد أسابيع يجمعون العظام الجافة تماماً، فيطحنونها ثم يذيبونها بعصير الليمون للتخلص منها نهائياً.
في العديد من مناطق العالم القديم،
كان الناس يؤمنون بأن تكريم الميت يكون برفعه عالياً وليس بدفنه تحت الأرض. ولذلك كانوا يلفون الميت بالقماش ومن ثم يعلقونه في خطاف فوق غصن عال إلى أن تلتهمه الطيور ولا تُبقي منه شيئاً سوى العظام التي تتساقط على الأرض، فتتم تغطيتها بالتراب أو بأغصان الشجر .. وقد كانت هذه الطريقة شائعة جداً في استراليا وكولومبيا وأميركا الجنوبية وسيبيريا وافريقيا.
اشتهر الفايكينغ في منطقة اسكندينافيا (شمال أوروبا)
بأنهم كانوا يقضون معظم حياتهم في البحار، وغالباً ما كانوا يموتون أيضاً في البحار.. وعلى هذا الأساس كان الغني منهم حين يموت يضعون جسده خلف مقود سفينة خاصة وإلى جانبه الكثير من الطعام والشراب والأسلحة.. وأحياناً بعض الخدم، ومن ثم يدفنون السفينة بكل من وما عليها أو يحرقونها، أو يتركونها وسط البحر تتقاذفها الأمواج.
أما البحارة العاديون، فحين يموت أحدهم، يسجى جسده في مكان مكشوف كان الناس يؤمنون بأن الإله «أودين» يتسلم فيه أرواح «الأبطال».
وفي التيبت
كان الناس يؤمنون بأن الأرواح تحلق عالياً في السماء، لذلك كانوا مثل الكثيرين غيرهم يتركون الميت في العراء (منطقتهم جبلية أصلاً) إلى أن تأكله الوحوش والطيور الجارحة، مع فارق بسيط هو أن أهل التيبت كانوا بعد انتهاء الوحوش والطيور من عملها، يطحنون العظام ومن ثم يعجنونها بالدقيق والحليب ويأكلونها في احتفالات خاصة، إيمانا ًمنهم بأنهم بعملهم هذا إنما يؤكدون أنه تمت الاستفادة من الجسد ولم يذهب منه أي جزء سدى.. فالأقارب أكلوا، والوحوش والطيور أكلت أيضاً.
وفي بعض مناطق شمال أوروبا،
عثر الجيولوجيون في منتصف القرن العشرين على مئات الجثث غير المتحللة في قيعان المستنقعات المنتشرة بكثرة في تلك المناطق، فاعتقدوا أن الجثث تعود لأشخاص حاولوا عبور المستنقعات فغرقوا، لكن الدراسات والأبحاث أثبتت أن الجثث تعود لموتى تم دفنهم في المستنقعات، لأنها الطريقة التي كانت متبعة في القديم. واكتشف العلماء أن بعض المركبات الكيماوية في مياه المستنقعات ساعدت على حفظ الجثث من التحلل.
وفي العديد من مناطق الشرق الأوسط وأوروبا، كان الناس قبل أكثر من 100 ألف عام، يتركون موتاهم في الكهوف، اعتقاداً منهم بأنها الطريقة المثالية للعبور إلى العالم الآخر.
ويبقى التحنيط الذي اشتهر به المصريون القدماء من أكثر الطرق المعروفة في العالم في التعامل مع الموتى من القادة والأغنياء فقط .. حيث كان يتم تفريغ الجسد من كل محتوياته بما فيها الدماغ (بواسطة خطاف من فتحة الأنف)، ومن ثم يـُملأ الجسد بنشارة الخشب الممزوجة ببعض المركبات الكيماوية ومنها الزفت والقطران. وفي المرحلة الأخيرة يُلف بالقماش بشكل محكم جيداً. وكان المصريون القدماء يؤمنون بأن التحنيط بهذه الطريقة يحفظ الروح خلال رحلتها إلى المرحلة الثانية من الحياة.
وطبقاً للديانة الهندوسية،
يكون تكريم الميت بحرق جثمانه وذلك في احتفال كبير يتم فيه وضع الجثمان على عربة تغطيها الزهور وتجرها الخيول إلى المكان المخصص لعملية الحرق، حيث تغطى بالأغصان الجافة لتسهيل انتشار النار. وبعد انتهاء عملية الحرق يتم جمع الرماد المتبقي في إناء قبل نثره على صفحة مياه نهر الغانج المقدس لديهم.
وفي الولايات المتحدة تنتشر هذه الأيام وسيلة إحراق الجثة، بشرط أن يكون ذلك بناء على وصية الميت.
وفي أوروبا، يلجأ العلماء هذه الأيام إلى طريقة حديثة لتسهيل دروس التشريح على طلبة الطب، وعلى المهتمين بالموضوع في المتاحف العلمية، وذلك بسحب كل السوائل والدهون من جسد الميت واستبدالها بمواد كيماوية مركبة من البلاستيك الطري (بوليمر أو بوليستر) بحيث تشبه الجسد الطبيعي .. حيث يمكن لمسها وهي لا تتفسخ ولا تتعفن كما أنها بلا رائحة أيضاً.
العالم كله يعرف والت ديزني مبتكر الرسوم المتحركة، لكن القليلين فقط يعرفون أن الرجل الذي مات قبل عشرات السنين، لا يزال جسده محفوظاً بناء على وصيته في حالة تجمد وسط النيتروجين السائل، اعتقاداً منه، ومن الكثيرين غيره، أن العلم سيتوصل في النهاية إلى قهر الموت وتحقيق الخلود واستمرار الحياة إلى ما لا نهاية، أو إلى الوقت الذي يقرر المرء فيه الموت!
تحياتي للجميع
|