لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-01-09, 05:12 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

9- الفراشات تهاجر بعيدا

حدقت مارغ الى القرص الذهبي المتصاعد من الافق الشرقي .. كانت عيناها الزرقاوان تشعان ألما وعلى لحاظهما بقع حمراء ليس سببهما الدموع لأنها لم تستطع البكاء ولو بدمعه واحده تريح ألم قلبها .
كان سبب احمرار عينيها الارهاق فهي لم تنم .. بل لم تحاول ان تنام فما زالت ترتدي الملابس نفسها ومازالت تذرع الغرفة بغير ترتدي الملابس نفسها ومازالت تذرع الغرفة بغير هواده . كانت احيانا لا تفكر الا في ما شعرت به بين ذراعي كونوراي ..
منتديات ليلاس
وفي احيان اخرى كان تفكيرها يتسارع بجنون للوصول الى طريقة تدفع بها كونوراي الى ان يحبها .. ولكنها رفضت كل الافكار في النهاية فهل سيقرأ افكارها كما قرأ مناوراتها ؟
سمعت طرقا خفيفا على الباب فأرتدت عن النافذه ليس الطارق غلوريا لأنها ستستخدم الباب المشترك اما ريف فلن يطرق عليها الباب ابدا !.. اهي لوسيا ؟
نادت بصوت مرتجف :
- من .. من الطارق .
- كونوراي .
انتاب قلبها خفقان ملؤه الفرح والسرور ارادت ان تطير الى الباب لتفتحه على مصراعيه ولترتمي في احضان كونوراي ..
اولكنها دست قبضتها في فمها ثم قالت وهي تعض اصابعها :
- اذهب من هنا .
تحركت مسكة الباب .. ولكنها لسبب مجهول اقفلته في الليله المنصرمه احنت الآن رأسها حامده ربها على ما فعلت .
- لن يوقفني باب موصد مارغ .. فأفتحيه !
لم يكن تهديدا اعتباطيا مع ذلك ترددت قبل ان تتقدم لتفتح الباب . الحل الآن في سيطرتها على نفسها .. يجب ان تحافظ على هدوئها وسيطرتها على ذاتها يجب الا تفضح امامه مشاعرها وحبها له .
وقفت مره اخرى في النافذه دخل الغرفة ثم اغلق الباب وراءه .. كانت مارغ تنظر الى الخارج بدون ان ترى شيئا .
- ماذا تريد ؟
- مادمت لم تستطيعي النوم ليلة امس , فلماذا لم تنزلي ؟
نظرت من فوق كتفها بحده في اللحظة التي ارتد فيها كونوراي عن السرير الذي لا يحمل اثرا للنوم . اسرت عينان باردتان نظرها .
صاحت بحده وفظاظه بسبب ملامحه المتعجرفة :
- اتركني وشأني كونورواي !
ثم سحبت نفسا عميقا لتسترد رباطة جأشها التي هي بأمس الحاجه اليها الآن .. مع ذلك بدا لها ان الطريقة الوحيده لإخفاء حبها له هو اطلاق العنان للغضب .
رد بسخرية بارده :
- ليس بعد .. جئت اقول لك ان بأمكانك نقل اغراضك الى غرفتي ابتداء من هذا الصباح .. سأشتري سريرا مزدوجا وخزانه اخرى .
ارتدت عن النافذه والصدمة تجتاح وجهها . قالت وهي تكاد تعجز عن التنفس :
- ماذا ؟
ارتفع حاجبيه:
- اوضحت الامر فلست من يتسلل ليلا ليشارك المرأة التي يريد فراشها .
تحركت يداها الى خصرها بتحد :
- اذن انت ترتب لي امر مشاطرتي فراشك ؟
اصبح فمه خطا ساخرا :
- وفري علي تظاهرك بالسخط .ان صديقتك غلوريا امرأة مدركة لوقائع الحياة . ولا شك انها تجد الامر غير محتشم ولكنها في الوقت نفسه ستراه رومنسيا وان اردت اشرح لها ولريف الامر بنفسي .
- وماذا ستشرح لهما؟ انني شريكة فراشك الجديدة ؟ اريد ان اعرف ما المركز الذي تعرضه علي .
ارتد الرأس المتعجرف الى الوراء وضاقت العينان الرماديتان الصافيتان ثم قال :
- اختاري التصنيف الذي تريدين .
اجتاحت السخرية البارده قلبها فخففت عنها ألمها ولو مؤقتا :
- وما مدة هذا المنصب ؟ حتى تسأم مني ؟
قال بصوت فيه شيء من الازدراء :
- لن اضع حدودا زمنيه يافراشتي .. من يسأم من الاخر اولا ينسحب .
- هكذا اذن . وهل تتوقع مني ان اقع رأسا على عقب شوقا الى قبول عرضك ؟
تقدم منها ووقف امامها بحيث اصبح عليها ان تثبت في مكانها ولا تتراجع .
مد يده ليلمس وجنتيها الناعمه كوريقات ورده جميلة فأحست بشيء يذوب في داخلها من جراء لمسته ولكنها قست قلبها لئلا تتجاوب بشكل ظاهر .
ذكرها بصوت هامس :
- كنت اكثر من راغبة ليلة امس .
جعل بريق عينيه قلبها يتخلى عن خفقاته ولكن التردد الذي لازمها طوال الليل بالنسبة لما يجب عليها القيام به تلاشى فأمام هذه الظروف هناك امر واحد تفعله ..
اعترفت بهدوء :
- اجل كنت راغبة ليلة امس ..
تحرك فمه باكتفاء ورضى :
- اتريدين ان ارسل لوسيا لتساعدك في توضيب اغراضك ؟
ابتعدت مارغ عن اليد التي لم تبرح وجنتها ووقفت في منتصف الغرفة .. ضمت يديها الى الامام ثم رفعت رأسها لتلتقي نظرته .
قالت بهدوء غريب :
- ارجوك ارسل الي لوسيا اريد توضيب اغراضي والخروج من هذا المنزل في اسرع وقت ممكن .
اطبق صمت مشحون مطبق على الغرفة ضاقت نظرته قليلا قبل ان يطلق كلمات ملؤها السخرية والاستهزاء :
- وهل ستطيرين بهذه السرعه يافراشتي؟
- ثمة شيء واحد اريده قبل ان اطلب منك مغادرة غرفتي .. اريد ان توافق على زواج غلوريا وريف .
تقدم مرة اخرى ليقف امامها ولكنه في هذه المرة لم يلمسها بل ركز نظره على قطرة كرستالية تهدد بالتسلل من بين رموشها الذهبية .
قال ساخرا :
- دموع ؟ انها اقدم حيلة في قاموس النساء . لا ريب انك تفتشين عميقا في جعبتك للخروج بهذه الحيلة !
نظرت الى يديها وهي غير قادره على ملاقاة نظرته :
- اعرف انك تجد دموعي امرا مسليا .. فلا اظنك قادرا على الاحساس بشيء عدا حاجاتك البدائية .
سحبت نفسا عميقا قبل ان ترفع اليه بصرها :
- انت لا تعرف اخاك حق المعرفة ايضا . فلو كنت تعرفه لعرفت انه يملك مشاعر عميقه .. انه يهتم بأمرك لكنه لن يسمح لك بالوقوف في وجه سعادته . قد تهدده بالمال او بغيره , ولكنه في النهاية سيتزوج غلوريا وسيكرهك . ربما لا تهتم لأن العائلة لا تعني لك شيئا .
رد بحده :
- هل انهيت تدخلك ؟
ارتدت عنه الى الامام .. وبروده رهيبة في قلبها :
- اجل هلا خرجت الآن ؟ و .. افضل الا اراك ثانية قبل ان ارحل .
رد بسخرية :
-اصبحنا اثنين .
صفق باب غرفة النوم فتدحرجت دمعه من بين اهدابها .. مسحتها مارغ مصممه .. لن تبكي خاصه وهي تقوم بالامر الوحيد الصائب . توجهت نحو الخزانه , وسارعت بأخراج ثيابها . بعد دقائق قليلة وصلت لوسيا فساعدتها دون ان تسألها شيئا .
كانت اخر حقيبة قد اقفلت عندما سمعت طرقة على الباب .. لم تستطع مارغ الحراك خشية ان يكن القادم كونورواي فينهار قرارها بالرحيل . لكن حينما فتخت لوسيا الباب كان ريف الواقف هنا .
قال بهدوء :
- طلب مني كونرواي ان اصحبك الى ديارك حالما تجهزين لقد اخبرني انكما تشاجرتما .
ولكن عينيه اللوزتين اوحتا بأنه يعرف ان الأمر اكثر تعقيدا مما يبدو .مررت يدا مرتجفة فوق جبهتها , ونظرت بسرعه الى الباب المشترك مع غلوريا :
- اجل انا مستعده .
- سأشرح الأمر لغلوريا ان رغبت في الرحيل فورا .
نظرت اليه شاكره :
- شكرا لك ريف .. وانت ايضا لوسيا .
احتضنت مدبرة المنزل بسرعه قبل ان تلتقط حقيبة صغيره وتهرع نحو الباب .
لحق بها ريف ثم نظر الى لوسيا :
- عندما تستقظ غلوريا ..
ابتسمت لوسيا بلطف :
- سأقول لها انك ستشرح لها الامر حين عودتك .
****
تطير الفراشات عادة بعيدا بدون اعادة النظر الى الوراء ابدا ولكن مارغ لم تشعر بأنها فراشة .
ابعدت قدمها عن دواسة السرعه ثم داست بلطف على المكابح لتخفف من سرعتها فالسرعه خطره على الطرقات الغارقة بالثلوج .بدات هدايا الميلاد على المقعد الخلفي تنزلق . مدت يدها لتوقفها .
لم تشعر بروحالاعياد ولكنها املت ان تكون في منزل عائلتها مع ابويها واخواتها واخوتها .. فهناك ستشعر بروح العيد ..
بعد الشهر الذي قضته في الزرعه امضت ما تبقى من الصيف متسكعه عاطله عن العمل ولكن اهلها لم يفهمو سبب خمولها. فهم لا يصدقون ابدا ان رجلا ما مهما علا شأنه قادر على الا يحب ابنتهم . والواقع انها لم تخبرهم القصة كامله . وحدها غلوريا من يعرفها .
كانت خطوبة غلوريا وريف قائمة مع ان ريف انتقل الى هارفرد فيما ظلت غلوريا في هيلينا فقد قررا عدم الزواج قبل ان ينهي ريف دراسته .لم تجرء مارغ على الاستفسار عما اذا كانت فترة الانتظار فكرة كونرواي ام لا . مع انها عرفت انها فكرته ولكن اسمه لا يذكر ابدا الا اذا ذكرته هي .
عاد ريف من هرفرد ليقضي عطلة الميلاد مع غلوريا ..فدعتهما مارغ لمرافقتها الى منزل عائلتها ولكن ريف رفض .. فهو يريد ان يعود الى هارفرد في الوقت المحدد وبالتاكيد قررت غلوريا الباقء معه في هيلينا خاصة بعدما البستها خاتم خطوبة أمه .
لامست مارغ الحجر الكريم الاسمر المعلق في سلسلة ذهبية رقيقة حول عنقها انه هدية ريف بمناسبة الميلاد وكان هو ايضا ملكا لأمه .. تذكرت دهشتها عندما اخبرها .
لقد امسكت بها عدة لحظات تنظر اليها باعجاب قبل ان تضعها حول عنقها .
سألت اخيرا :
- ايعلم كونوراي انك ستهديني اياها ؟
اطبقت يد بارده على قلبها ومنعته من الخفقان .
بعد وقت قصير من وصول ريف الى هيلينا سافر الى المزرعه ليرى اخاه وليختار خاتم خطوبة غلوريا من بين مجوهرات امه .
اجاب ريف بهدوء :
- اجل.. يعرف .بعدما اخذت خاتم لوريا من الصندوق ذكرت له انني انوي شراء هدية لك .فطلب مني ان اختار شيئا من مجوهرات امي .
اجبرت مارغ ابتسامة خفيفة على شفتيها , وقالت :
- انها هدية جميلة حقا ! هل ستسافر وغلوريا الى المزرعه يوم الميلاد ؟
قال بتركيز :
- لا يامارغ .. انا وغلوريا نرغب في ميلاد هادئ .
- انا واثقه ان بيترا ستسليه .
ولكن الغيرة كانت بادية في لهجتها .
قال ريف :
- لقد سافرت الى بالم سبرتغر لقضاء العطله ..جاءت لرؤية كونورواي اثناء وجودي هناك .
فيما بعد جمعت مارغ شجاعتها لتسأل عما اذا اعطى كونورواي موافقته على الخطوبة .
سحب ريف نفسا عميقا ونظرة تجهم تتسلل الى وجهه .
- فلنقل فقط انه استسلم الى واقع عدم قدرته على تغيير رأيي .
لم تستطع مارغ الا التفكير في ما اذا كان قد خفف من معارضته على خطوبتهما ولو قليلا .. لم يوافق موافقه كامله ولكنه على الاقل لم يتخذ موقفا متشددا . اليس لهذه القلاده التي زين بها معنى مميزا ؟أهي طريقة غير مباشرة للاعتذار ؟.. من قال يوما ان الامل لا يموت اصاب فهاهي تأمل ان تحدث معجزة ولكن اليس الميلاد وقت المعجزات .
الميلاد , وقت لاجتماع العائلة ولاقامة العشاء الضخم .
استطاعت مارغ ان تتصورمنزل اهلها عامرا بالزينه وبالاطعمه الشهية وبشجرة الميلاد الضخمة المزينه باجمل زينه وهناك الحطب الذي سيكون جاهزا في المفأة ولكن النار لن تشتعل فيها قبل صبيحة الميلاد أي بعد ان يستخدمها سانتا كلوز .
هذا هو الميلاد بالنسبة لمارغ .
تساءلت فجأة : ماهو الميلاد بالنسبة لكونورواي ؟ قال لها ريف ان كونورواي امتنع عن مرافقه والده الى هيلينا في الاعياد وهو في مرحلة المراهقة .. كم من الاوقات امضاها في الميلاد بمفرده في المنزل الكبير مع لوسيا اروز فقط , بدون عائلة وبدون زينه فالرجال لا يضيعون وقتهم بالتزيين .. ثم ماذا لديه هناك ليحتفل به ؟
وماذا عن ابن الـ12 الذي اضطر الى قتل جواده الحبيب عندما كسر قامتيه ؟ ذلك الولد الذي اصبح رجلا .. رجلا يرفض اطلاق الاسماء على الجياد لئلا يحزن اذا ما اضطر الى قتل احدها .
وها هو ذلك الرجل نفسه, يقضي الميلاد وحيدا مره اخرى هذه السنه فأخوه اختار صحبة امراة يحبها على صحبته وهذا ما دأب عليه والده .
فجاة اصبح من غير المهم معرفة ما اذا كان ريف على حق ام خطأ عندما فضل خطيبته على اخيه .
ارتدت مارغ عند اول منعطف جانبي لتعود من حيث اتت .. مرت بعدما اجتازت ميلين تقريبا بالطريق الفرعية التي تقضي الى مزرعة كونورواي .. احتوت احدى الرزم في المقعد الخلفي على كنزة لوالدها .. وهي قد تناست كونرواي ... وفي رزمة اخرى وشاحح يدوي الصنع ستهديه للوسيا .
ستكون هديتها ايماءة استرضاء منجانبها وقد يلتقيها في منتصف الطريق .. هناك ذلك الامل الخالد مرة اخرى ! ابتسمت بحزن .. فمن المحتمل ان يظن كونورواي انها خدعة اخرى تلعبها ولكنها ببساطه تريد ان تراه .
لم يكن الثلج قد جرف عن الطريق الريفية الرئيسية الى المزرعه فتضرعت مارغ الى الله الا تعلق سيارتها على الثلج الذي حفرته اطارات الشاحنات .
تغرب شمس الشتاء عادة باكرا في الريف الشمالي .. فالوقت لم يتجاوز منتصف بعد الظهر وهاهو نور وردي يغطي قمم الجبال رفضت مارغ التفكير في رحلة العوده التي ستقوم بها الى منزل ذويها .
وقفت امام المنزل المكسو بالثلج فبدا لها اكبر مما تذكر واكثر فراغا.. سيطر عليها انفعال وتوتر فترددت في النزول المكسو بالثلج فبدا لها اكبر مما تذكر واكثر فراغا..
سيطر عليها انفعال وتوتر فترددت في النزول ولكنها ما لبثت ان لملمت شتات شجاعتها وترجلت .. لعل ما جعلها تدخل بدون انتقرع رغبتها في مفجأة كونرواي حين لا يكون مستعدا .. او لأنها اعتادت على الدخول بهذه الطريقه بعدما امضت تلك الاسابيع الصيفية الغنية بالاحداث .
كان المنزل فارغا وصامتا لم يكن في المدخل نار مشتعله قد تبعث الدفء .. خلعت حذاء الثلج واصغت باهتمام حتى تعرف من في الداخل .
عتقدت فجاه ان كونورواي غير موجود فلربما هو في احد مخازن الغلال او في قسم اخر من المزرعه .. وهذا يعني ان لوسيا بمفردها . ولوسيا بدون شك في المطبخ ..
زفرت نفسا كانت تمسكه عن غير وعي ربما من الافضل لها الا تراه ولكنها ستكلم لوسيا .
جعلها صمت المنزل الرهيب تمشي على رؤوس اصابعها .ماان اقتربت من المطبخ حتى شمت رائحه الطبخ فابتسمت .. لوسيا هناك.
كانت يدها على مسكة باب المطبخ عندما سمعت صوت كونورواي في الداخل .
- لا اهتم بما تحضرينه قلت لك انني غير جائع .
ردت لوسيا بصوت حاد مماثل:
- اذن تناول بعض القهوة وتوقف عن التجول الدؤوب كأنك حيوان مفترس متذمر .
- انا لا اتذمر .
- اوليس الصراخ فوق رأسي كل 5 دقائق هو التذمرعينه ؟ فإما انك مصاب بحمى لاشفاء منها واما انك تفكر في تلك الفتاة.
حبست مارغ انفاسها وعجزت عن الحراك بانتظار رده ساد صمت ثقيل طويل قبل ان يقول بصوت بارد غير مكترث :
- اية فتاه ؟
- مارغ بالتأكيد وكانك لا تعرف .
رد بحده :
- لم اكن افكر فيها .
قاطعته ساخره :
- حقا ! متى ستستسلم وتطلب منها الزواج بك ؟
انفجر قلب مارغ بين ضلوعها بقوة :
سمعت صوت ارجاع كرسي ثم تبعهقول كونورواي بهزء:
- هذه قمة السخف ..!
توقف خفقان قلبها فجأة .
سألت لوسيا :
- لماذا ؟
- تعرفين السبب لوسيا .
تنهد كونورواي بغضب .. تبع قوله الغامض صمت طويل وكأنه ينتظر تعليقا من مدبرة المنزل .كانت المرارة والازدراء واضحين في صوته عندما اضاف :
- عندما غادرت امي المنزل فجأة كالعاده في احد اشهر آب , كنت في الـ13 او الـ 14 اذكر ان والدي عاد الى المنزل بعد توديعها فارغا منهكا.. طلبت منه ان يخرج ويحضرها ويجبرها على البقاء معنا . ولكنه قال انه لا يستطيع استخدام القوة او التوسل اليها لتبقى .. الشيء الوحيد الذي كان يقدر عليه هو ان يحبها فقط .
ردت لوسيا بهدوء:
- كان على حق كونورواي .
ضحك مستهزئا :
- على حق ! لم اره يبكيها قبل موتها .. بعدها اصبح نصف رجل .. عندما كانت على قيد الحياة تعرفين كم امسية جلس فيها امام صورتها ثم بعد موتها انعكف امام صورتها لا يبارح مكانه ابدا . لا يحق لأية امراة ان تذل الرجل هكذا .كان قويا وذكيا وعملاقا ولم يكن من حقها ان تستهزئ به .
صحح لها قولها متجهما :
- بل كانت تستغله .. ولو احبته لظلت معه هنا حيث تنتمي .
- لكنها لم تشعر انها تنتمي الى هذا المكان وهذا مالن تفهمه ..لقد احبت امك اباك ولكنها لم تكن سعيده اذ لم تكن المزرعه محيطها .. ألم تسأل نفسك مرة لماذا لم ينتقل هو الى المدينه ليكون معها ؟ لو انتقل الى هناك لعاش تعسا, لأنه لا ينتهمي الى المدينه ابدا . كان حبهما جسرا بين عالمين وكان جسرا قويا .
- كانت امي كالفراشة المهاجرة تطير فوق ذلك الجسر كل ربيع لتعود ادراجها كل خريف . لن ادخل الظلام مدة 9 اشهر سنويا كما كان يفعل ابي .ربما ورثت منه لعنة حب الفارشات .. لكنني لن اتزوج واحده منها !
تداعى الامل الهش الذي اعتمل في قلب مارغ , فالآمر رغم انجذابه اليها يحتقرها بقوة .
تمتمت لوسيا وهي لا تصدق :
- فراشات ؟ اوتظن مارغ فراشة ؟
تنهد بمرارة :
- تخيليها في ذهنك لوسيا , شعرها ذهبي كالشمس عيناها كبيرتان زرقاوان كالسماء .. وهي ضعيفه جدا بحيث استطيع ان اقسمها بيد واحده والرجال ينجذبون لها كما كانوا ينجذبون الى امي .
- كونورواي انت اعمى !
- آه ! لا . لقد استنفرت حواسي كلها حتى ارى الفخ الذي نصبته .
ردت مدبرة المنزل بصوت خفيض :
- منذ متى تنصب الفراشات الافخاخ؟ مارغ جميلة وخلابه لكنها ليست فراشه .. انظر الى الطريقه التي حاربت فيها من اجل صديقتها لقد وقفت في وجهك بعناد نعم هي نحيلة طرية العود كعود صفصاف ولكنها غير قابله للانكسار .
عندما حل الصمت تسارع تفكير مارغ فاستوعبت ما قالته لوسيا . نعم هي ليست فراشه .. وهي لا تحب كونورواي وحده بل تحب بيته وحياته .
لم تكن بحاجه يوما الى الاعتماد على اعجاب الاخرين لتعيش كما كانت امه . اجتاحها تيه مجنون .
انكسر الصمت الذي قطعه صوت كونرواي الساخر :
- انت لا تعرفين ما تتكلمين عنه !
حملته خطواته الطويله نحو باب الردهة حيث تقف مارغ . خافت ان يدرك انها كانت تنصت فهمت بالتراجع عن الباب . ولكنها تاخرت جدا اذ انفتح الباب حتى قبل ان تستطيع التراجع خطوة .
تحولت خطوط الغضب على وجهه الى دهشة وذهول .. رفرفت مارغ عينيها بارتباك .. لا , ليس هذا هو نفسه ذاك الرجل الذي سمعته يقول انه يحبها , فليس في عينيه او وجهه اقل بارقة سعاده او سرور لرؤيتها .
قال ببرود :
- ما ذا تفعلين هنا ؟
اشتدت يداها على الرزمة وقالت شارحه :
- انه الميلاد .
نظر الى الرزمة الملفوفة بورق براق الالوان فقال ببرود :
- اخرجي من هنا مارغ .. لا اريد شيئا منك .
همت بتنفيذ اوامره ولكن صوتا هامسا انباها انها فرصتها الاخيره وان تركته الآن فلن يكون هناك فرصة اخرى .
- هل ..
تنحنحت حتى يتجلى صوتها :
- اتحبني حقا ؟
ارتفع حاجباه الاسودان :
- اكنت تتصنتين ؟
هزت رأسها.. فأضاف :
- اجل كنت اعني ما اقول . انما هذا لن يغير شيئا .
سحبت نفسا محموما ثم خطت نحوه :
- يجب ان يغير .. لا انكر انني حاولت خداعك , والتلاعب بك . نعم لقد فعلت كل ما اتهمتني به ولكنني لم اكن اريد ان تتورط مشاعري .. يجب ان تصدقني كونورواي .. ثم هل سمعت يوما بفراشة تعود الى برد الشتاء لتموت ؟
كانت تحاول المزاح عبثا ولكنها فشلت فقد ظل متحفظا .فأضافت :
لم أشأ الوقوع في حبك ولكن هذا ما حدث .
مد يده يأخذ الرزمتين منها ثم رماهما ارضا قبل ان يضمها اليه بدون ان ينطق كلمة . تاركا بريق عينيه يخبرها كل ما يريد ان يقول .. ثم حملها الى غرفة الجلوس .
مضى وقت طويل قبل ان اصبح بأمكانهما قول كلمات اخرى غير كلمات الحب . كانت مارغ متكورة على صدره حيث عصفت دقات قلبه تحت اذنها وهي اجمل موسيقى سمعتها في حياتها .
تمتم كونورواي :
- اتظنين انها كانت تحبه ؟
نظرت اليه فراته يحدق في الصورة :
- نعم كانت تحبه وقد منحته كل الحب الذي تكنه .
اشتدت ذراعاه حولها :
- وانت حبيبتي اتعدين بان تمنحيني كل الحب الذي تكنينه لي ؟
- اجل .. آه كونورواي هذا اسهل وعد قد افي به .
ابتسم :
- قد اكون غيورا متملكا وقد تبدئين بكراهيتي .
- لن تكون اكثر غيرة مني .. ليتني غير مضطره للرحيل . حبيبي.. ارجوك تعال معي الى منزل اهلي سنذهب معا لتقابل عائلتي .
- لن اتركك تغيبين عن ناظري لحظة .
سرت في جسدها رعشة لذيذة .
- سنتزوج ونحن عند والديك . سنصبح زوجا وزوجة قبل مجيء العام الجديد .
صاحت :
- اواثق انك تريد الزواج بي ؟
- بالتأكيد .. وهل خلتني اعرض عليك مطلبا رخيصا ؟ اعترف ان ما عرضته عليك ذاك الصباح في غرفتك كان رخيصا فقد اردتك بكل قوة ولكن مالم اعرفه هو انني كنت اريدك اكثر مما قد اتصور . كنت اريدك لي وحدي حتى الابد هذا ما ادركته في الاشهر السته الاخيره واضيفي الى هذا انني يجب ان اتزوجك لأطرد شبحك من البيت لا تعرفين ابدا بما كنت اشعر به وطيفك يطاردني كل ليلة في غرفة نومي .
شدت نفسها اليه برضى وعدم تصديق ثم تمتمت :
- اظن ان لدي فكرة عن ذلك .. لا اقوى على الانتظار حتى اخبر غلوريا اننا سنتزوج .
ضحك :
- لم اتوقع يوما ان اتزوج قبل ريف .
كانت عيناها نصف مغمضتين تستمتع بهذا الحلم بين ذراعيه .. فتحت جفونها فجأه وسيطر التوتر على عينيها :
- كونرواي .. وماذا عن الجامعه ؟ امامي نصف عام على التخرج .
تشنج جسمه لحظة , ثم ابعدها عنه ونهض ليسير الى المدفأة ..
قالت :
- لا تريد ان اعود الى الكلية اليس كذلك ؟
جلست تنظر بحزن الى كتفيه العريضتين فقال بوحشية :
- لا .. لا اريدك ان تعودي ! لقد وجدتك لتوي .. فكيف اتركك تذهبين مجددا ؟
ابتلعت مارغ ريقها بصعوبه , فهي تعرف العذاب الذي يمر به ..
طأطأ رأسها فانسدل شعرها الذهبي الى الامام ليخفي خيبة امل انانية .
- لا بأس , سأترك الدراسة .. فلا ما نع عندي .
التفت اليها بحده :
- لا .. لن تفعلي . ستنهين دراستك , لن اسمح لك بترك الكلية .
- ارتفع راسها بحده لتنظر اليه دهشة :
- انت لا تعرف ما تقول .
- لن يتعدى الامر بضعة شهور .. سانتقل الى المدينة .
هزت رأسها :
- ستكره ذلك .
عاد الى الاريكة ووضع يديه على كتفيها يجذبها لتقف :
- ساتحمل .. انما لن استطيع العيش بدونك ولو ليوم واحد .
دفنت وجهها في يديه :
- ولا انا .. ولكنني لن اتركك تغادر المزرعه .. احبك اكثر من ان اطلب هذا منك كونورواي .
سحبت نفسا حادا ثم قالت :
- اعترف ما سأفعل سانقل دراستي وعلاماتي الى جامعه ديلون .. وسانتقل بالسيارة يوميا من المزرعه واليها .
تجهم فمه :
- وتتركينني اجن قلقا عليك وانا اعرف انك تقودين سيارتك على الطرقات ؟
دست ذراعها حول عنقه . ترفع رأسها بدعوة صريحه له :
- ولكنني سأعود كل ليلة حبيبي !



تمت

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 24-01-09, 05:13 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اتمنى للجميع قراءة ممتعة
تحياآآآآآآآآآآآآآآآآآآتي

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 26-01-09, 01:16 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 28161
المشاركات: 4,762
الجنس أنثى
معدل التقييم: golya عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 56

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
golya غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

يسلمو ,,,,,

والله انا نزلتها بورد اسهل علي للقرايه واحلى شيء انو كامله تسلمين ياعسل وانا قريت كذبة بيضاء كثير عجبتني الله يسلم هل الديات ,,

 
 

 

عرض البوم صور golya   رد مع اقتباس
قديم 26-01-09, 04:35 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة golya مشاهدة المشاركة
  
يسلمو ,,,,,

والله انا نزلتها بورد اسهل علي للقرايه واحلى شيء انو كامله تسلمين ياعسل وانا قريت كذبة بيضاء كثير عجبتني الله يسلم هل الديات ,,

الله يسلمك يقلبي ومشكورة لمتابعتك ومرورك العطر

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 29-01-09, 11:58 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 4674
المشاركات: 65
الجنس أنثى
معدل التقييم: me me عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
me me غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ألف شكر
ويعطيك العافية

 
 

 

عرض البوم صور me me   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, آخر الغرباء, big sky country, دار الفراشة, جانيت ديلي, janet dailey, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية مترجمة, روايات رومنسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:34 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية