لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > رجل المستحيل
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رجل المستحيل سلسلة رجل المستحيل


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-01-09, 04:45 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 34438
المشاركات: 113
الجنس ذكر
معدل التقييم: mostafaageg عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 17

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mostafaageg غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : mostafaageg المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 

7- الأسد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"كفى.."..
نطقها (هشام) بمنتهى الضعف ، بعد أن أنهكه التعذيب المتواصل ، لما يزيد عن ساعة كاملة ، و لكن سير (ويليام) ظل هادئاً على نحو مستفز ، و هو يشير إلى (جون) بالتوقُّف ، قائلاً :
- هل ستخبرنا بما نريد؟!
ازدرد (هشام) لعابه فى صعوبة ، و هو يقول فى تهالك :
- لا يمكننى هذا.
انعقد حاجبا سير (ويليام)، و أشار إلى (جون) بالمواصلة، فرفع (جون) قبضته فى تحفز شرس، و لكن (هشام) استدرك فى توتر :
- لأننى أجهل الأجوبة.
توقَّف (جون) ، ملتفتاً إلى سير (ويليام) ، و كأنما يسأله المشورة ، فصمت هذا الأخير لحظات ، قبل أن يقول فى صرامة :
- لست أصدق هذا.
هزَّ (هشام) رأسه فى ضعف ، و هو يقول :
- لقد اعترفت أننى أعرف السيِّد (أدهم) ، و أنه هنا بتوصية خاصة من جدى.. و لقد واصلت الهروب من الجميع بصحبته ، طوال ما يقرب من يوم كامل ، و لكنه تركنى هناك ، حيث وجدتمونى ، و انصرف دون أن يخبرنى بوجهته.
زمجر (ويليام) ، قائلاً :
- لن يخاطر من أجلك بكل هذا ، ثم يتركك وحدك بهذه البساطة.
غمغم (هشام) فى صعوبة :
- كان المفترض أن يعود.
و سقط رأسه على صدره ، و هو يضيف :
- لو أنكما فقط انتظرتماه..
انعقد حاجبا سير (ويليام) أكثر ، و تبادل نظرة عصبية مع مساعده الأوَّل (جون)..
نعم.. كانت هذه هى الوسيلة المضمونة حتماً..
أن ينتظرا عودته..
فما دام قد فعل كل ما فعله ، من أجل ذلك الشاب ، فسيعود إلى حيث تركه وحده حتماً..
و لكنهما أهملا هذه القاعدة البسيطة..
و المباشرة..
إنهما حتى لم يتركا دليلاً واحداً خلفهما ، يشير إلى حيث أُخذ الشاب..
و هذا يعنى أن (أدهم) لن يتوصل إليهما..
و لن يصل إليهما..
حتماً..
منحهما هذا شعوراً بالسخافة و الغباء ، جعل سير (ويليام) يقول فى عصبية شديدة :
- ما دام يبحث عنك ، فسيأتى حتماً.
نظر (جون) إلى سير (ويليام) متسائلاً ، فأضاف هذا الأخير فى حزم :
- و سنترك له ما يرشده إلى مكانك.
اندفع (جون) يقول فى صرامة :
- ما لم يظفروا به قبل هذا.
هزَّ (هشام) رأسه فى ضعف ، على نحو لا ينم عن شيء بالتحديد ، و أمسك (جون) شعره ، و بدا و كأنه سيواصل ضربه و تعذيبه ، لولا أن اندفع السفير داخل القبو فجأة ، و هو يقول فى حدة :
- أظن هذا يكفى.
التفت إليه سير (ويليام) فى غضب ، قائلاً :
- كيف تقتحم المكان هكذا؟!
أجابه السفير فى صرامة :
- هذا المكان جزء من سفارتنا ، و أنا مسئول عن المبنى كله ، من سطحه إلى قبوه ، و عن حديقته الأمامية و الخلفية أيضاً.
قال (جون) فى حدة :
- أخبرناك أنها مسألة أمن قومى.
قال السفير فى قوة :
- و أنا أجريت اتصالاتى بالمسئولين عن الأمن القومى فى الوطن ، و كلهم استنكروا ما تفعلونه ، و أكَّدوا أنه تصرُّف فردى ، لا شأن له بهم و لا بالوطن.
احتقن وجه (جون) فى شدة ، فى حين انعقد حاجبا سير (ويليام) ، و السفير يواصل بمنتهى الصرامة :
- لذا فهذه الأمور الشائنة ينبغى أن تتوقَّف فوراً.
تمتم (هشام) ، و هو يوشك على الانهيار :
- أرجوك.
تطلَّع إليه السفير فى إشفاق ، فى حين قال سير (ويليام) فى حدة :
- فليكن.. سنصحبه إلى أحد منازلنا الآمنة هنا.
قال السفير فى إصرار :
- (لندن) تطلب إطلاق سراحه فوراً ، قبل أن يؤدى هذا إلى مشاكل مع (القاهرة).
رمقه (ويليام) بنظرة غاضبة ، ثم أشار إلى (جون) ، قائلاً :
- حل قيوده ، و انقله إلى السيارة.
قال السفير فى صرامة :
- أطلق سراحه.
و فجأة ، و على نحو غير متوقَّع إطلاقاً ، و على عكس ما يوحى به عمره ، وثب سير (ويليام) من مقعده ، و دفع السفير نحو الجدار ، و سحب مسدسه ، ليلصقه بمنتصف جبهته ، قائلاً فى غضب حاد :
- اسمع يا رجل.. سنترك لك سفارتك و دبلوماسيتك ، حتى لا تثير التوتر طوال الوقت ، و لكن عليك أنت أيضاً أن تترك لنا عملنا و نظم أمننا ، حتى لا نثير مشكلات ، أنت فى غنى عنها.
امتقع وجه السفير ، و لكنه قال فى عصبية :
- سأتقدَّم بشكوى رسمية.
صاح سير (ويليام) فى وجهه :
- افعل.
ثم التفت إلى (جون) ، مستطرداً :
- هيا.
حلَّ (جون) وثاق (هشام) ، و دفعه فى قسوة إلى النهوض ، ثم جذبه فى غلظة خارج القبو ، و تبعه (ويليام) ، و خلفه السفير ، يقول فى حدة :
- سير (ويليام).. لقد حذرتك.
قال (ويليام) فى صرامة :
- يكفيك أن فعلت.
غادر الثلاثة مبنى السفارة، و السفير يتابعهم من خلف نافذة الطابق السفلى، مغمغماً فى عصبية:
- هذه الأمور لن تنتهى حتماً بسلام.
لم يسمعه (جون) أو سير (ويليام) ، و هما يدفعان (هشام) فى قسوة داخل سيارتهما ، و جلس الثانى إلى جواره ، يصوِّب إليه مسدسه ، فى حين قاد الأوَّل السيارة ، و انطلق بها وسط شوارع (واشنطن) ، و دوريات الشرطة تمر بهم ، كل لحظة و أخرى ، و لكنها ما أن تلقى نظرة على الأرقام الدبلوماسية ، حتى تمضى فى طريقها دون توقُّف ، فغمغم (جون) فى استهتار :
- رجال الأمن هنا يحتاجون إلى درس أمنى مكثَّف.
زمجر سير (ويليام) ، و هو يقول فى صرامة :
- اصمت و امضى فى سبيلك.
أطبق (جون) شفتيه فى حنق ، و واصل الانطلاق بالسيارة ، لولا أن اعترضت إحدى سيارات الشرطة طريقه فجأة ، و توقَّف ليهبط منها شرطيان ، قال أحدهما فى صرامة ، و هو ينحنى نحوه :
- أوراقك من فضلك.
أشار (جون) بيده ، قائلاً فى تعال :
- ألم تلمح تلك الأرقام الدبوماسية؟!
دار الشرطى الثانى حول السيارة ، و راح يتطلَّع إلى سير (ويليام) و (هشام) فى شك..
كان سير (ويليام) و (جون) قد نزعا عنه ثياب الشرطى ، و استبدلاها بزى مدنى عادى ، و على الرغم من هذا فقد بدا الشرطى الثانى بالغ الشك ، فى حين كرَّر الأوَّل مطلبه فى غلظة :
- أوراقك من فضلك.
لم يكن (جون) يحمل أوراق السيارة ، لذا فقد قال فى صرامة :
- نحن نتمتع بحصانة دبلوماسية ، بحكم القانون الدولى ، و...
تراجع الشرطى بحركة سريعة مفاجئة ، و سحب مسدسه ، و صوَّبه إلى (جون) ، قائلاً فى حدة :
- غادر السيارة.
امتدَّت يد (جون) بحركة غريزية إلى مسدسه ، و لكن سير (ويليام) وضع يده على كتفه ، قائلاً فى حزم :
- اهدأ.
سحب الشرطى الثانى مسدسه بدوره ، و دفعه عبر النافذة إلى وجه سير (ويليام) ، هاتفاً بكل الصرامة :
- أنت أيضاً.. غادر السيارة.
قال سير (ويليام) فى صرامة غاضبة :
- أنت بهذا تتجاوز صلاحياتك القانونية ، و...
فجأة ، و بلا مقدمات ، هوى الشرطى بمسدسه على رأس سير (ويليام) ، فى موضع دقيق للغاية، زاغت معه عينا الرجل لحظة ، فى دهشة و ألم ، قبل أن يسقط رأسه فاقد الوعى...
و فى غضب عصبى ، سحب (جون) مسدسه ، هاتفاً :
- أيها الـ..
فوجئ بلكمة شديدة القوة و العنف ، تهوى على فكه ، من الشرطى الأوَّل ، فأدار فوهة مسدسه نحوه ، و لكن قبل حتى أن تكتمل استدارته ، تلقى لكمة ثانية أشد عنفاً ، جعلت رأسه يرتطم بمقود السيارة ، و يفقد الوعى بدوره..
و فى حركة سريعة ، جذب أحد الشرطيين (هشام) من السيارة ، و نقله إلى سيارة الشرطة ، التى انطلق بها الثانى على الفور ، و (هشام) يغمغم فى توتر شديد :
- أنتما.. أنتما.
ربَّت الشرطى الثانى على كتفه ، قائلاً :
- استرخ يا رجل.. نحن من الجبهة نفسها.
ردَّد فى ذهول :
- الجبهة؟!
أجابه الشرطى ، الذى يقود السيارة :
- المخابرات العامة المصرية.
هتف مبهوراً :
- رباه!.. كيف عرفتم أين أنا؟!.. و كيف...
قاطعه الثانى فى حزم :
- ستحصل على كل الاجابات ، عندما يصل جدك السيِّد (حسن) ، الذى يقود هذه العملية كلها.
و أضاف الأوَّل ، و هو ينطلق بالسيارة فى سرعة متوسطة ، لا تثير أية شبهات :
- أو عندما يعود السيِّد (أدهم).
سأل (هشام) فى لهفة :
- و أين هو؟!
صمت الرجلان لحظات ، قبل أن يقول الثانى فى حزم و اقتضاب :
- يعمل.
هتف :
- أين؟!
هذه المرة ، لم يحصل على أى جواب من الرجلين...
فقط أن (أدهم) يعمل..
و لكن كيف ، و أين؟!..
أين؟!..
أين؟!..

* * *
شعر (يورى ساندوفيتش) ، العالم الروسى الشاب ، بتوتر ما بعده توتر ، و هو يسرع الخطى فى شوارع (موسكو) ، مع ملاحظته ذلك الرجل الضخم ، الذى يتبعه كظله ، منذ غادر معمل أبحاث الفضاء ، الذى يحتل فيه منصباً رفيعاً ، على الرغم من صغر سنه ، و على الرغم عبقريته الفذَّة فى مجاله ، فقد راح عقله يصنع خيالات وهمية مخيفة فى كيانه ، و هو يحاول البحث عن سبب منطقى ، يدفع أى شخص لتعقبه ، على هذا النحو..
إنه على الرغم من راتبه الكبير ، شديد البساطة و التواضع فى مظهره ، و لا يحمل فى المعتاد أية نقود ، يمكن أن تثير شهية لص ما ، و ليس لديه ، حسبما يذكر و يعى ، أية عداءات مع آخرين ، يمكن أن يضمروا له شراً..
ثم أنهم ، و منذ تفكك الاتحاد السوفيتى ، و الاقتراب من الولايات المتحدة الأمريكية ، يتبادلون أحدث المعلومات مع الأمريكيين مباشرة ، مما ينفى أى احتمال يدفعهم إلى محاولة اختطافه..
و ذلك الضخم يبدو مخيفاً..
غليظاً..
قاسياً..
فلماذا يتبعه؟!..
لماذا؟!..
حاول أن يسرع الخطى ، حتى يبتعد عن الرجل ، إلا أن هذا الأخير أسرع الخطى بدوره ، مما ضاعف من خوف (يورى) و توتره ، فراح يسرع و يسرع ، حتى تحوَّل فعلياً إلى نوع من الجرى المذعور ، و...

"توقَّف.."..
اعترض رجل ضخم آخر طريقه فجأة ، و ظهر أمامه على نحو مباغت ، حتى أنه لم يستطع التوقَّف فى اللحظة المناسبة ، فارتطم به ، ثم تراجع فى ذعر شديد ، فارتطم بالأوَّل ، و وجد نفسه فجأة، محاصراً بين رجلين، مما حوَّل ذعره إلى هلع شديد، و هو يدير بصره بين الرجلين، قبل أن يهتف فى شبه انهيار :
- ماذا تريدان؟!
بقى الأوَّل صامتاً غليظاً ، فى حين سأله الثانى فى خشونة :
- أنت (يورى ساندوفيتش).
انكمش (يورى) فى رعب ، مجيباً بصوت مرتجف :
- هو أنا ، و لكن..
قبل حتى أن يكمل عبارته ، اتنزعه الرجلان من مكانه انتزاعاً ، و دفعاه داخل سيارة سوداء كبيرة ، و لم يكن قد أكمل ارتجافه رعبه بعد ، عندما كمَّم أحدهما فمه فى قوة ، فى حين وضع الثانى عصابة سوداء سميكة على عينيه ، و السيارة تنطلق فى سرعة..
و على الرغم من رعبه ، حاول (يورى) أن يعرف إلى أين تتجه السيارة ، إلا أن كل هذا قد توقَّف فجأة ، مع تلك الرائحة النفَّاذة ، التى ملئت فمه و أنفه دفعة واحدة ، و تصاعدت فى سرعة إلى رأسه ، و...
و فقد الوعى..
لم يدر متى و كيف و إلى أى مدى فقد الوعى ، و لكنه استعاده فى بطء ، ليشعر بصمت مهيب يحيط به ، و هو ما زال يضع الكمامة و عصابة العين ، فغمغم فى توتر :
- أين أنا؟!
أتاه الجواب بصوت صارم خشن ، يحمل نبرة وحشية شرسة ، و يقول فى اقتضاب مخيف :
- هنا.
لم يكن الجواب يعنى شيئاً ، مع اقتضابه ، و العصابة السوداء السميكة على عينيه ، فتساءل بصوت مرتجف :
- هنا أين؟!
شعر بيد قاسية تنزع عصابة عينيه ، على نحو مؤلم ، جعله يطلق تأوهات خافتة ، و يغلق عينيه لحظات ، مع الضوء المبهر فى المكان ، و الذى احتاج منه لبعض الوقت ، قبل أن يجرؤ على فتح عينيه ، و التحديق فى الرجل الذى يجلس أمامه ، على مقعد فاخر ، أشبه بعرش من العروش الإمبراطورية القديمة..
و لقد اتسعت عيناه عن آخرهما ، و هو يحدِّق فى وجه الرجل..
صحيح أنه يحيا حياة بسيطة متواضعة ، و ينشغل بالعلم طوال الوقت ، و لكن هذا لم يمنعه من متابعة ما يدور حوله ، و معرفة ما أصاب المجتمع الروسى ، بعد انهيار الاتحاد السوفيتى ، فى مطلع تسعينات القرن العشرين..
لقد رأى صورة هذا الرجل أكثر من مرة ، و قرأ ما وصفته به الصحف ، من أنه زعيم (المافيا) الروسية الجديدة ، التى أصبحت تسيطر على كل شيء تقريباً..
و لقد أرعبه أن يجد نفسه فى مواجهته مباشرة..
و على هذا النحو..
و بكل رعبه ، غمغم (يورى) :
- ماذا... ماذا تريد منى؟!
أشار (كوربوف) بيده ، قائلاً :
- من الواضح أنك قد تعرَّفتنى.
أومأ (يورى) برأسه إيجاباً فى صمت مذعور ، فلوَّح (كوربوف) بيده ، قائلاً فى صرامة :
- و لست أظنك تمانع فى التعاون معى.
سأله (يورى) بحلق جاف ، و كلمات مرتجفة :
- ألدى خيار؟!
أجابه فى صرامة وحشية :
- كلا.
حاول (يورى) عبثاً أن يجد و لو جرعة واحدة من اللعاب ليزدردها ، و هو يغمغم فى بؤس :
- إذن...
لم ينطق سوى هذه الكلمة ، و جف حلقه بعدها تماماً ، و ظلَّ يحدِّق فى وجه (كوربوف) ، الذى قال ، و كأنه لا يبالى برأيه :
- لدى مشكلة هنا ، أشار علىَّ عقلى بأنها تحتاج إلى عالم ؛ لفك تعقيداتها.
لم ينطق (يورى) حرفاً واحداً ، هذه المرة أيضاً ، و لم يرفع عينيه عن (كوربوف) ، الذى هبط من عرشه ، و راح يتحرَّك فى المكان ، متابعاً فى اهتمام :
- لدى سلاح هنا ، أعلم أنه يساوى الكثير.. و الكثير جداً.. ربما أكثر مما يمكنك تخيله ، و أعلم أن هذا السلاح يتيح لمن يمتلكه قوة هائلة ، ربما تجعله أقوى رجل فى الأرض ، و لكن هناك مشكلة تواجه هذا..
غمغم (يورى) ، و قد جذب الحديث اهتمامه الشديد كعالم ، مما كان له أكبر الأثر فى تقليص خوفه :
- أية مشكلة؟!
واجهه (كوربوف) مباشرة ، و هو يقول :
- لست أدرى كيف يعمل.
حدَّق فيه (يورى) فى صمت ، فمال (كوربوف) نحوه ، متابعاً :
- و هذا يحتاج إلى عالم.
بالطبع..
هذا يحتاج إلى عالم..
عالم مثله..
هذا ما دار فى ذهن (يورى) ، و هو يحدِّق فيه فى شغف..
سلاح جديد..
يسيطر على العالم..
يا له من حلم!..
و بصوت مبحوح ، من فرط الانفعال ، سأله (يورى) :
- و أين هو؟!
اعتدل (كوربوف) ، و أدرك أنه قد ربح الجولة ، و هو يقول :
- هنا.
تلفَّت (يورى) حوله فى لهفة ، و لكنه لم يرى سوى رجال (كوربوف) ، فى حين قال هذا الأخير ، و هو يشير إليهم :
- ستراه بنفسك بعد قليل.
عاون رجاله (يورى) على النهوض، و (كوربوف) ينظر إلى عينيه مباشرة، و هو يسأله مكرِّراً :
- هل ستتعاون معى؟!
فى هذه المرة ، أجابه (يورى) بكل الشغف و الحماس :
- بالتأكيد.
و ابتسم (كوربوف)..
ابتسم لأن السيطرة على العالم صارت قاب قوسين..
أو أدنى..
بكثير..


* * *


فى هذه المرة ، كان الموت قاب قوسين أو أدنى من (منى) بالفعل..
بل كان على قيد شعرة واحدة..
أحد رجال القوات الخاصة الأمريكية يمسكها من شعرها بشدة ، و الآخر يهوى على قلبها بنصل خنجره القوى ، و...
و فجأة ، وصل هو..
نافذة أخرى تحطَّمت فى عنف ، و وثب عبرها (أدهم) ، و هو يهتف فى غضب هادر :
- لقد جرؤت.
لم تدرك ، مع مزيج دهشتها و فرحها ، كيف قطع تلك المسافة فى أقل من ربع الثانية ، و لا كيف أمسك معصم الرجل بيد من فولاذ ، قبل أن يبلغ النصل قلبها ، بأقل من سنتيمتر واحد ، و هو يكرِّر :
- لقد جرؤت.
و فوجئت بالرجل يطير فى الهواء ، إثر لكمة كالقنبلة من (أدهم) ، الذى دار حول نفسه بسرعة مذهلة ؛ ليلكم ذلك الذى يمسك شعرها لكمة أكثر قوة ، مستطرداً ، بنفس ذلك الغضب الهادر :
- مسست شعرها.
ارتفع جسد الرجل إلى أعلى ، من قوة اللكمة ، ثم هوى على ظهره فاقد الوعى ، و رفع الثلاثة المتبقين فوهات مدافعهم نحو (أدهم)..
أو أنهم حاولوا هذا..
ففوهات المدافع الثلاثة لم تكن قد ارتفعت بعد ، عندما تهشَّمت أسنان الأوَّل ، بلكمة ساحقة ، و جحظت عينا الثانى ، و هو يشعر و كأن معدته ستثب من بين أسنانه ، مع تلك الركلة الرهيبة ، التى غاصت فى بطنه، و شهق الثالث، و أمسك عنقه، الذى حطمته ركلة ثانية، و هوى أرضاً ، محاولاً سحب و لو قدر ضئيل من الهواء..
كان الغضب الهائل ، الذى تفجَّر فى أعماق (أدهم) ، عندما أدرك أن (منى) تتعرض للخطر ، قد حوَّله من إنسان إلى أسد..
أسد هصور..
غاضب..
شرس..
حقيقى..
أسد ، لم تستغرق معركته مع خمسة ، من عمالقة القوات الخاصة الأمريكية ، سوى ثانيتين فحسب..
حتى (منى) نفسها ، لم تصدِّق هذا..
لم تصدِّق أنه قد جاء..
و قاتل كالأسود..
و انتصر..
من أجلها..
و عندما استدار إليها ، بكل لهفة الدنيا ، يسألها ، و هو يلهث على نحو عجيب :
- أأنت بخير؟!
وجدت نفسها تتطلَّع إليه ، بكل سعادة و حب و لهفة الدنيا ، و بدون أن تدرى ، و على الرغم من كل التقاليد ، التى نشأت و تربت عليها ، وجدت نفسها تقفز بين ذراعيه ، هاتفة :
- و كان المفترض أننا هنا لحمايتك.
احتواها بين ذراعيه ، بكل حب الدنيا ، و منحها دفئاً و حناناً طال اشتياقها و اشتياقه إليهما ، و هو يقول فى حنان دافق :
- المهم أنك بخير.
كان يتمنى ، و كانت تتمنى أن تدوم هذه اللحظة إلى الأبد ، و لكنه أبعدها عنه فى رفق ، و هو يلتفت إلى (قدرى) ، قائلاً :
- يا لصديقى المسكين!
انحنى يفحص (قدرى) فى اهتمام ، فغمغمت هى فى قلق :
- سيأتى الباقون حتماً.
أجابها فى صرامة أدهشتها :
- فليأتوا.
التقط بقايا الشطيرة ، التى سقطت من (قدرى) ، و لفها فى عناية ، فى منشفة صغيرة ، دسَّها فى جيب (قدرى) ، مستطرداً :
- أنا فى انتظارهم.
مالت عليه ، تسأله :
- ماذا يحدث بالضبط يا (أدهم)؟!
نهض إليها ، و أمسك كتفيها ، و تطلَّع إلى عينيها مباشرة ، و هو يجيب فى جدية و حزم بالغين :
- العالم يا (منى).. العالم كله فى خطر.
و فى نفس اللحظة التى نطق فيها عبارته ، بدأ فريق القوات الخاصة الثانى هجومه المباشر..
فى قلب (واشنطن)..
و قلب الخطر..




* * *

 
 

 

عرض البوم صور mostafaageg   رد مع اقتباس
قديم 22-01-09, 04:53 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 34438
المشاركات: 113
الجنس ذكر
معدل التقييم: mostafaageg عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 17

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mostafaageg غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : mostafaageg المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 

8- الغرب و الشرق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نفثت دونا (كارولينا) دخان سيجارتها فى توتر شديد ، و هى تقف فى شرفة قصرها الخاص ، فى تلك المنطقة الهادئة ، من ضواحى (نيويورك) ، و بدا من نظرتها الشاردة الثابتة ، أنها غارقة فى التفكير فى أمر ما ، يشغل بالها و يقلقها فى شدة ، حتى أنها لم تسمع صوت خادمتها الخاصة ، و هى تقول :
- سنيور (ماريو) وصل ، و يطلب مقابلتك يا دونا.
و لما لم تحصل الخادمة على رد فعل واضح ، كرَّرت عبارتها بصوت أكثر ارتفاعاً ، فغمغمت دونا فى شرود ، و هى تواصل التطلُّع إلى اللاشيء :
- فى هذه الساعة.
قالت الخادمة :
- يقول : إنه أمر عاجل.
التفتت إليها دونا فى بطء ، و غمغمت فى نفس الشرود ، و إن امتزج بلمحة من السخرية :
- عاجل؟!
ثم استعادت صلابتها و حزمها ، كزعيمة لواحدة من أقوى المنظمات الإجرامية فى العالم ، و هى تستطرد :
- دعيه يأتى.
شدَّت قامتها فى اعتداد ، و أطفأت سيجارتها فى حدة ، و هى تستقبل (ماريو) ، الذى بدا شديد التوتر ، و هو يقول :
- لماذا طلبت انسحابنا يا دونا؟!.. لقد كدنا نظفر به.
قالت بمنتهى السخرية :
- تظفرون به؟!..
أدرك (ماريو) معنى السخرية فى لهجتها ، فقال فى عصبية :
- ربما نجح فى الفرار منا فى (تشارلوزفيل) ، و لكننا على وشك الظفر به فى (واشنطن).
قالت دونا ، فى صرامة ساخرة :
- لن تظفروا به ، حتى و لو حاصرتموه داخل حجرة مغلقة.
احتقن وجهه فى شدة ، و هو يهتف :
- دونا.. إنك..
قاطعته فى قسوة حادة :
- اصمت.
أشعلت سيجارة أخرى ، من سجائرها الملوَّنة ، و قالت فى حدة :
- لست هنا لمناقشتك بشأن (أدهم صبرى).. (واشنطن) كلها تسعى للظفر به الآن ، و انضمامنا إليها قد يعرض منظمتنا كلها للخطر ، فى مثل هذه الظروف.
سألها فى دهشة :
- دونا.. هل تعنين..
قاطعته مرة أخرى فى صرامة :
- سننهى هذه المهمة تماماً.
ثم التفتت إلى وجهه المندهش ، مستطردة فى خشونة عصبية :
- سنتركها لهم.
لم يصدِّق أن دونا يمكن أن تنسحب ، من عملية هامة كهذه ، بتلك البساطة ، إلا أنه لم يملك سوى أن يقول فى خضوع متوتر :
- كما تأمرين يا دونا.
نفثت دخان سيجارتها فى عصبية ، و راحت تحدِّق فى شيء ما ، و هى ترتكن إلى سور شرفتها ، قبل أن تقول ، دون أن تواجهه :
- سأرسلك مع جيش من رجالنا إلى جبهة أخرى ، ستحتاج منكم إلى كل الجهد و البراعة.. و الشجاعة أيضاً.
جذبت كلماتها اهتمامه و انتباهه بشدة ، فمال يسألها فى حذر قلق :
- إلى أين يا دونا؟!
نفثت دخان سيجارتها مرة أخرى ، و صمتت لما يقرب من دقيقة كاملة ، قبل أن تجيب فى لهجة ، أرادتها قاسية صارمة ، و لكنها جاءت ، على الرغم منها ، عصبية متوترة :
- (موسكو)..
و اتسعت عينا (ماريو) عن آخرهما..
و ارتجف جسده ، من قمة رأسه ، حتى أخمص قدميه..
فى عنف..
حقيقى..


* * *


على الرغم من سخافة الموقف و صعوبته ، لم يستطع السفير البريطانى كتمان شماتته الواضحة، و هو يواجه (جون) و سير (ويليام) ، قائلاً :
- إذن فقد استعادوه منكما.
قال سير (ويليام) فى صرامة عصبية ، و هو يتحاشى النظر إليه :
- مجرَّد افتراض.
ابتسم السفير ، و عقد كفيه خلف ظهره ، فى وقفة أنيقة ، و هو يقول :
- الأمر لا يحتاج إلى افتراضات.. إنه يبدو لى شديد الوضوح.. لقد اختطفتم مصرياً ، للوصول إلى رجل مخابرات من مواطنيه ، و من الطبيعى أن يسعى رجال مخابرات دولته لاستعادته.. أليس هذا ما كنا سنفعله نحن ، فى حالة مماثلة؟!
تبادل سير (ويليام) و (جون) نظرة عصبية ، قبل أن يقول الأخير فى حدة :
- الأمر يبدو لك شديد الوضوح ؛ لأنك لا تفقه شيئاً عن عالمنا و تعقيداته.
بدا السفير ساخراً ، و هو يقول :
- حقاً؟!.. من المدهش ألا أفقه شيئاً ، فى عالم مثير كهذا ، على الرغم من أننى قد عملت فيه لعشر سنوات ، و حقَّقت إنجازات تقرأ عنها أنت فى الكتب الآن ، يا صاحب السروال القصير.
اتسعت عينا (جون) مع المفاجأة ، فى حين أشاح سير (ويليام) بوجهه فى عصبية ، مغمغماً :
- هذا صحيح.
التفت إليه (جون) فى دهشة أكبر ، فى حين قال السفير ، و لهجته لا تخلو من رنة ساخرة ، على الرغم من رصانتها الظاهرية :
- و لكن هذا لا يمنعنى من سؤالك عن الافتراضات الأخرى.
أجابه (جون) فى خفوت ، بعد وهلة من الصمت :
- أن جهة ثالثة اختطفته.
سأله السفير :
- لماذا؟!
هزَّ كتفيه ، مجيباً :
- لنفس السبب ، الذى أخذناه من أجله... الوصول إلى (أدهم صبرى).
انعقد حاجبا السفير ، و هو يشير بيده ، قائلاً :
- المفترض أنكم متحالفون هذه المرة.
غمغم (جون) ، مشيحاً بوجهه :
- فى عالمنا ، لا يمكنك أن تضمن شيئاً.
مطَّ السفير شفتيه ، و هزَّ رأسه ، قائلاً :
- هذا صحيح.
استدار إليه سير (ويليام) ، قائلاً فى توتر :
- الآن و قد أثبت وجهة نظرك ، هل يمكنك أن تعاوننا على إتمام مهمتنا بنجاح.
قال السفير فى حزم :
- بشكل قانونى؟!
قال (ويليام) فى صرامة :
- ليس بالضرورة.
صمت السفير بضع لحظات ، و كلاهما يتطلَّع إلى عينى الآخر مباشرة ، قبل أن يقول فى هدوء حازم :
- فليكن.. ماذا تريدان؟!
ألمعت عينا سير (ويليام) ، مع دهشة (جون)..
فها هو ذا تحالف جديد ينشأ..
تحالف ضد الرجل نفسه..
رجل المستحيل..


* * *
اتسعت عينا العالم الروسى (يورى ساندوفيتش) عن آخرهما ، و هو يقف أمام ذلك السلاح الرهيب ، الذى لم يملك أمامه سوى أن يردِّد فى انبهار ذاهل بلا حدود :
- مستحيل!
سأله (كوربوف) فى لهفة :
- هل أدركت ماهيته؟!
أومأ (يورى) برأسه إيجاباً فى بطء ، و هو يقول فى لهجة ، ما زال الانبهار يملأ كل لمحة منها :
- بالتأكيد.
سأله (كوربوف) بنفس اللهفة :
- إنه سلاح قوى.. أليس كذلك؟!
التفت إليه (يورى) ، و قال بعينين تلمعان انفعالاً :
- قوى؟!.. بل رهيب يا رجل.. و لست أبالغ قط ، عندما أخبرك أنه منذ اختراع القنبلة الذرية ، لم يشهد العالم سلاحاً ، قادراً على تغيير توازن القوى تماماً ، مثل هذا الذى تراه أمامك.
ردَّد (كوربوف) ، و قد انتقل إليه الانبهار :
- تغيير توازن القوى؟!
أجابه (يورى) ، فى انفعال جارف :
- من يمتلكه ، و يمكنه التحكُّم فيه سيثقل كفته كثيراً فى ميزان القوى ، و لو تم حفظه جيداً ، فحتى القنابل النووية ، لن يمكنها أن تظفر به.
صمت بضع لحظات ، تأمَّل فيها ذلك السلاح بمنتهى الإعجاب و الانبهار ، قبل أن يضيف فى حماس :
- ثم أنه ما من قنبلة يمكن أن تصل إليه من الأساس.
اتسعت عينا (كوربوف) ، و راوده شعور مسبق بالقوة..
ها هو ذا أقوى سلاح ، عرفه العالم ، فى تاريخه كله ، يقبع على قيد أمتار قليلة منه..
و تحت سيطرته الكاملة..
و ذلك العالِم تعرَّفه..
و يستطيع قيادته..
و تشغيله..
و إطلاق طاقاته الهائلة..
سلاح كهذا ، يمكن أن يربحه مليارات ، و مليارات ، و مليارات..
أية دولة مستعدة لدفع آلاف المليارات ؛ لتحصل عليه ، و تجذب ميزان القوى نحو كفتها..
و لتصبح أقوى دولة..
أقوى دولة فى العالم كله..
و لكنه ليس بالحماقة ليبيع سلاح مثله لأية دولة..
مهما كانت المغريات..
و مهما كان الثمن..
فبواسطته ، سيصبح هو (أبل كوربوف) ، زعيم العالم الجديد..
و بلا منازع..
أو منافس..
إلتمع كيانه كله بالفكر ، حتى أن صوته قد بح بشدة ، و هو يسأل (يورى) ، فى لهفة واضحة :
- و هل يمكنك تشغيله؟!
انتفخت أوداج (يورى) ، و هو يقول فى زهو ، مشيراً إلى صدره :
- إن لم أستطع هذا ، فلا أحد فى الأرض كلها يستطيع.
قال (كوربوف) فى عصبية :
- هذا ليس جواباً.
واجهه (يورى) فى ثقة ، و هو يقول :
- نعم.. يمكننى تشغيله.
تألَّقت عينا (كوربوف) فى ظفر ، و لكن (يورى) استدرك فى سرعة :
- و لكن..
هتف به فى حدة :
- و لكن ماذا؟!
أشار (يورى) بيده إلى المكان ، قائلاً :
- ما زال هذا المكان يحتاج إلى استكمال معدات التشغيل.
قال (كوربوف) فى حزم :
- ماذا تحتاج؟!
هزَّ (يورى) كتفيه ، و هو يقول فى تردُّد :
- أخشى أنها ستتكلف ثروة.
سأله فى صرامة و نفاد صبر :
- كم؟!
أجابه (يورى) فى تردُّد :
- خمسين مليوناً من الدولارات.. على الأقل.
أشار إليه (كوربوف) فى صرامة ، قائلاً :
- دوَّن كل ما تحتاج إليه بالتفصيل ، و استعد لتبدأ عملك ظهر الغد.
و انعقد حاجباه فى شدة ، و هو يضيف :
- على الأكثر.
و تألقت عينا (يورى) فى شدة ، حتى كادتا تضيئان المكان..
ما يخبره به (كوربوف) هو حلم أى عالم..
تحد علمى..
و إمكانيات بلا حدود..
و مع هذا و ذاك ، لم يكن لديه أدنى شك فى أنه سيصنع أقوى سلاح عرفته البشرية..
على الإطلاق..
سلاح قادر على تدمير الأرض كلها..
فى لحظة واحدة..


* * *
على الرغم من وقع الأقدام الثقيلة ، التى تندفع نحو المنزل ، من كل صوب ، و على الرغم من حالة التوتر العنيف ، التى أفقدت (قدرى) شهيته تماماً ، مع استعادته وعيه ، و التى جعلت (منى) تمسك مسدسها فى قوة و تحفُّز ، بدا (أدهم) هادئاً على نحو مستفز ، و هو يداعب هاتفه المحمول ، و كأنما لا شيء فى الدنيا كلها يمكن أن يقلقه..
و العجيب أن ملامحه لم تكن مسترخية كجسده ، بل بدت صارمة ، حازمة ، و كأنه مستعد لقتال بالغ العنف..
و لكن المدهش أنه لم يكن يفعل شيئاً..
أى شيء!!..
و تلك الأقدام الثقيلة كانت تقترب..
و تقترب..
و تقترب..

"ألن تفعل شيئاً؟!..."..
هتفت (منى) بالعبارة فى توتر شديد ، فأجابها (أدهم) ، دون أن يلتفت إليها :
- كلا.
حدَّقت فيه فى دهشة مستنكرة ، فى حين قال (قدرى) بصوت مرتجف :
- (أدهم).. إنك تخفى شيئاً.. أليس كذلك؟!
التفت إليه (أدهم) فى بطء ، قائلاً فى صرامة :
- أو فلتقل أننى قد سئمت لعبة الدفاع هذه.
سألته (منى) فى ارتياع :
- (أدهم).. ماذا تنوى؟!
أجابها فى حزم مخيف :
- الهجوم.
لم يكد ينطقها ، حتى اخترقت النافذة قنبلة دخان ، لم يكد (أدهم) يلمحها ، حتى وثب من مقعده برشاقة أذهلت (منى) نفسها ، و عبر نصف الحجرة تقريباً ، ليلتقط القنبلة فى الهواء ، و يلقيها مرة أخرى عبر النافذة..
و قبل أن تصل تلك القنبلة إلى الأرض ، أو هذا ما بدا ، تحطَّمت آخر نوافذ المكان بثلاث قنابل يدوية دفعة واحدة..
و تراجعت (منى) فى ذعر..
و اتسعت عينا (قدرى) عن آخرهما..
و لأوَّل مرة فى تاريخها ، استيقظت العاصمة الأمريكية على انفجار مدو..
انفجار هزَّ أركانها تقريباً..
انفجار له رائحة مميَّزة مخيفة..
رائحة الموت..


* * *

 
 

 

عرض البوم صور mostafaageg   رد مع اقتباس
قديم 22-01-09, 09:42 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
عاشقة ليلاس



البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7104
المشاركات: 38,769
الجنس أنثى
معدل التقييم: Eman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميعEman عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 25417

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Eman غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : mostafaageg المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 

رااائع أخي مصطفى,,
مجهودك مميز كعادتك,,
تسلم ايديك على العدد,,
ماننحرم أبدا من مجهودك الرائع,,

 
 

 

عرض البوم صور Eman   رد مع اقتباس
قديم 23-01-09, 07:11 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 34438
المشاركات: 113
الجنس ذكر
معدل التقييم: mostafaageg عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 17

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mostafaageg غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : mostafaageg المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 

ألف شكر ليكى أختى إيمان
و ما ننحرم يا رب من مرورك و ردودك الجميلة

 
 

 

عرض البوم صور mostafaageg   رد مع اقتباس
قديم 26-01-09, 07:27 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 34253
المشاركات: 17
الجنس أنثى
معدل التقييم: الدوده عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الدوده غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : mostafaageg المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 

صحيح ان نبيل فاروق ما راح يكتب بعد هذي الرواية
أي عدد من سلسلة رجل المستحيل
أنا صراحة ما شبعتني
ما حسيتها نهاية حلوة
لو أنا كنت .....
بس طبعاً مو أنا الكاتبة

 
 

 

عرض البوم صور الدوده   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العيد, الهجوم, بصيغة, word
facebook




جديد مواضيع قسم رجل المستحيل
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t103233.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 23-10-10 06:39 PM


الساعة الآن 12:14 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية