كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
بعد الغياب/ الأجزاء 63، 64
بعد الغياب/ الجزء الثالث والستون
#أنفاس_قطر#
في ضواحي بغداد.. في مستودع مهجور..
في غرفة مغلقة بأحكام داخل المستودع
كان عبدالعزيز يؤم نصّار لصلاة المغرب..
بعد الصلاة توجه عبدالعزيز لله سبحانه بخالص الدعاء أن يفك أسرهم ويفرج همهم..
أول ماخلص دعاء رجع يقعد جنب نصّار على حصيرة موضوعة في جانب الغرفة...
نصّار بتوتر: أنته واثق إن زوج أختك.. كادر يطلعنا من هنانا..؟؟
عبدالعزيز بثقة المؤمن: بأذن الله..
نصّار بذات التوتر: بس يا عزيّز أخاف يأخذو الفدية.. ويكتلونا.. على مود يخافون نفشي سرهم..
عبدالعزيز بثقة كبيرة:بالعكس.. أنا أشوف العملية مثل بيع وشراء.. يعني هم مايبون يورطون نفسهم في قضية قتل..
يبون عملية خفيفة ياخذون من وراها مبلغ محترم وعقب يختفون...
نصار بخفوت: أنا بعد أكول هيج.. بس الوسوسة اللي يبعدنا عن شرها.. وإن شاء الله أنه زوج أختك يكدر يطلعنا
عبدالعزيز بود كبير: نصّار أنت ماتعرف عبدالله مثل ما أعرفه..
عبدالله مثل لي من طفولتي لحد الحين الرجل السوبرمان.. عبدالله مايحط شيء برأسه وما يسويه..
ابتسم عبدالعزيز رغم أن وقتهم الصعب أصعب وقت للابتسامات: حط برأسه يخطف عيال أختي خطفهم
حط برأسه يرجع أختي رجعها..
حط برأسه يربي عياله أحسن تربية مع أنه وحيد في غربة رباهم..
حط برأسه أعلى منصب بنكي في الشرق الأوسط: وصل له رغم صغر سنه بالنسبة للمنصب... وأشياء كثيرة أتذكرها من طفولي لحد اليوم..
لا تخاف نصّار: قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا.. وأنا إن شاء الله عندي أمل كبير بعبدالله، والله لا يخيب أملنا..
**********************
جواهر تدور متوترة في البيت..
عبدالله طمنها كثير..
وهي قررت ما تتوتر أو توتر عيالها اللي خبت عليهم الموضوع..
وتعطي عبدالله مهلة الأسبوع اللي وعد يرجع عبدالعزيز خلالها..
عبدالله مشغول باتصالاته.. عشان موضوع عبدالعزيز..
جواهر نزلت تحت تحاول تفرغ شوي من توترها بالمشي في البيت.. رن موبايلها.. كانت عائشة
بعد السلامات المعتادة، عائشة بقلق: ديمة من لما رجعت من المدرسة اليوم وهي تبكي..
أنا خايفة عليها وايد وايد.. ديمة أخر مرة بكت فيها وهي عمرها 7 سنين.. لي 8 سنين ماشفت دمعتها..
تكفين جواهر أسألي عزوز بطريقتج الخاصة..
السواق يقول أن عبدالعزيز رجع معاهم للبيت.. وصلها ...وعقب جاكم...
عدا أنهم تأخروا عن موعد الطلعة المعتادة أكثر من نص ساعة..
عائشة نقلت حالة القلق لجواهر
جواهر من البداية فيه شيء مو مرتاحة له بين عزوز وديمة..
قررت أنها تطلع لعزوز فورا وتطالبه بتوضيحات.. ولكن بطريقة المسايسة الأمومية..
جواهر دخلت غرفة عزوز بهدوء وقفلت الباب وراها بالراحة
قربت من عزوز اللي قاعد على مكتبه يدرس..
جواهر بحنان: يمة عزوز.. احنا ربع صح؟؟
عزوز بحب: أكيد يمه.. وأكثر من ربع والله..
جواهر باستدراج: والرفيق مايخبي على رفيقه
- أكيد يمه..
- يعني لو فيه شيء صاير معاك.. أكيد بتقول لي..
- بدون شك..
- مهما كان خطير؟؟؟
- مهما كان خطير
جواهر بهدوء وحنان: وش صاير بينك وبين ديمة اليوم؟؟
عبدالعزيز انصدم من السؤال
هو يعرف ديمة عدل.. مستحيل تقول
من وين عرفوا؟؟ بس ماحب يستبق الأحداث..: ليه يمه ديمة قايلة لكم أنه فيه شيء صاير..
جواهر بود: أمها تقول إنها صاكة على روحها تبكي.. وبما أنك اللي رجعتها اليوم للبيت.. أكيد عندك خبر..
عبدالعزيز تنفس بهدوء
وحمد ربه أنهم مو عرفوا السالفة
بس حب يجيب لهم سالفة كبيرة وفيها جانب صدق
عشان تضبط حكايته: يمه السالفة ومافيها
إني تخانقت أنا وديمة اليوم خناقة شديدة في المدرسة عشانها رابطة حجابها على خصرها..
فحلفت عليها أنها ماترجع للمدرسة..
وبكرة باسحب ملفها.. عشان تروح لمدرسة نوف القديمة..
وهي عشان كذا تبكي: خايفة السنة تضيع عليها..
جواهر باستغراب: من حقك تنهاها عن المنكر اللي هي سوته بخلعها لحجابها..
بس مو من حقك أنك أنت اللي تقرر مستقبلها..
ديمة أمها وخالها موجودين وهم اللي من حقهم القرار.. موب أنت ولا غيرك..
عبدالعزيز بهدوء: خلاص يمه الموضوع منتهي.. ديمة ماراح ترجع لذا المدرسة لو مهما صار..
جواهر ببعض غضب: بس عزوز..
عزوز قاطعها بوقوفه وتقبيله لرأسها بود: يمه فديتج ديمة خلاص موافقة.. وأسألوها لو بغيتو..
جواهر احتارت في طريقة ولدها في فرض قرارته بطريقة تجبر الآخرين على تقبلها..
وبعدين ابتسمت في قلبها
(هذا الشبل من ذاك الأسد)
بس بعدين حست بنوع توتر
عزوز ليش شايف أنه له حق على ديمة لدرجة إنه أنه يمشي عليها كلامه بهذي الطريقة الحادة..
تكون مجرد الأخوة اللي هو يقول عنها؟؟
أو شيء آخر؟؟
قررت جواهر تقصح عن أفكارها بصراحة: للمرة الثانية عزوز أسألك: فيه مشاعر خاصة بين وبين ديمة؟؟
عزوز كح بحرج : يمه أنا شايفج معطية الموضوع أكبر من حجمه؟؟
جواهر بجدية: لأنه فعلا لو فيه علاقة ود مختلف أو خلنا نقول بصراحة (حب) بينك وبينها.. بيكون شيء مرفوض وغير مرضي لأي أحد..
عبدالعزيز كح كحات متواصلة من صراحة أمه الصادمة،
بس بعدين عبدالعزيز تماسك ورد بهدوءه المعهود: يمه على فرض
وانا أقول على فرض
أني أحمل مشاعر لديمة، فتأكدي أني ماقلت لها ومستحيل أقول لها
أنا واحد بين المراهقة والشباب
وديمة بين الطفولة والمراهقة..
يعني أي شيء ممكن يربط بيننا بيكون دماره كاسح..
ولو فعلا ديمة لها مشاعر خاصة في قلبي.. تأكدي إنها بتظل في قلبي ومستحيل تطلع..
ولو على فرض أني أحبها اليوم.. احنا المراهقين متقلبين.. يمكن بعد سنتين أو 3 تلاقين مشاعري تغيرت..
فأنا أبيج يمه تتطمنين من ناحيتي..
ولدج رجّال يمه..
ومو أنا اللي ألف على بنات الناس وأشاغلهم بكلام حب وغرام
وخصوصا أني أنا وديمة متربين سوا..
يعني هذي قلة مروءة لو سويتها.. وأنا ما أني بعديم مروءة..
جواهر حست الانفعال يهزها بعنف.. وهي تسمع كلام عزوز اللي أكبر من سنة
(صحيح ياعبدالله عرفت تربي)
جواهر حضنته بحنان كبير وهي تقول بعمق: الله يكملك بعقلك.. وسلمت يمين اللي رباك..
أنا أشهد أنه رجّال ولد رجّال.. الله يغفر لعمي محمد.. ويخلي لنا أبوك...
وعقب جواهر طلعت تبي تدق على عائشة تبلغها بكلام عزوز عن سبب زعل ديمة
وطبعا بدون كلام عزوز الأخير..
في الوقت اللي عزوز اتصل بديمة اللي ردت عليه من غير نفس.. مع أن أمها اتصلت فيها قبله 20 مرة بدون رد: نعم عمي عبدالعزيز؟؟
عزوز ببرود: عمج وغصبا عنج
واسمعيني عدل (حكى لها السالفة بسرعة)
وعقب قال بنفس البرود: عشان لما أمج تسألج.. تدرين وش تقولين..
وياويلج ياديمة لو طلعتيني كذاب قدامهم.. والله لأسود عيشتج..
ديمة اللي فارت من الحرة اللي فيها: أنت وش مفكر نفسك عزوز؟؟ يعني عشاني احترمت فرق السنتين اللي بيننا.. تسوي فيها ولي أمري..
تدري...
أقلب وجهك.. وأنا بأقول لأمي اللي على كيفي.. موب شغلك..
وسكرت الخط بغضب هادر في وجهه..
عزوز طالع الشاشة ببرود.. وهو متأكد إن ديمة.. ماراح تقول غير اللي هو قال لها بالحرف..
*********************
محمد اللي مابعد وصله خبر استفاقة سالم من الغيبوبة
كان موجود معهم في نفس الطابق في الاستراحة
ينتظر خروج المره الزائرة من عند سالم..
شاف علي جاي ناحيته يركض.. ووجهه يشرق ومختلف لدرجة النقيض عن وجهه لما تركه قبل دقايق..
محمد نط من الكرسي وهو يتسند على عكازه..
علي وصله شده من يده وهو يصرخ بفرح جنوني: أبشرك أبشرك.. سالم فاق.. سالم توعى.. وتكلم..
محمد حس كأن كل حمائم العالم اطلقت أسرابا محلقة في روحه..
لتحمل هذه الروح معها وتحلق بها نحو أفق أرحب.. أرحب
(يالله وش كثر انتظرت ذا الكلمة: سالم فاق..
وأخيرا يا سويلم.. !!!!
والله حرمت أسوق سيارة في طريق طويل وأنا معي حد.. حرمت..
الحمدلله اللي ردك لنا بالسلامة)
محمد لما وصل كان الدكاترة متجمهرين حول سالم
في الوقت اللي كانت المره اللي جات تزور سالم.. تبكي بعنف على كتف أبو علي برا قدام الغرفة..
محمد اقتحم الغرفة بعنف.. (المره ليش تبكي يوم سالم فاق..؟؟)
طالع في وجه سالم اللي كان قاعد باستواء.. (هذا هو قاعد ليش تبكي؟؟)
هو وعلي بعدهم مو مستوعبين...
لأن علي من سمع منيرة طلعت عليهم وقالت سالم فاق
ركض لمحمد بدون مايسمع باقي كلامها..
قربوا من سالم اللي الدكتور كان يسأله بود مهني مدروس وهو يرفع يده قدام وجه سالم: سالم.. شايف يدي..؟؟
سالم بهدوء ميت بصوت حاول يستجمع فيه كل قوته: لا يادكتور.. ما أشوف شيء.. والحمدلله على كل شيء.. الله يعوضني أخير منها في الآخرة..
عكاز محمد سقط على الأرض.. تبعه جسد محمد اللي انهار بالكامل..
***************
منيرة من لما رجعت للبيت.. وهي تبكي بهستيرية
حتى سارة انخلع قلبها عليها..
تروح وتجي
وكل مرة توقف فوق رأس منيرة.. تبي تكلمها..
يمنعها زعلها عليها...
بس في الأخير ماقدرت.. مهما كان هذي منيرة الغالية
قربت منها بالراحة: مناري وش فيس؟؟
منيرة ماصدقت إن سارة تكلمها.. انهارت أكثر وهي ترمي نفسها في حضن أختها..
سارة حضنتها بقوة.. بحنان: مناري فديتس خلعتي قلبي.. وش فيس؟؟
منيرة وهي تشاهق: مايشوف ياسارة.. مايشوف..
كله سبتي.. أنا السبب... أنا ما أستحق أعيش على الدنيا.. ليت الله يأخذني ويريحكم كلكم من شري..
آآآه ياسارة آآآآه.. يا قلبي اللي احترق
دعيت قلبس يحترق... وأثرني أدعي على قلبي أنا.. بأموت ياسارة.. باموت..
سارة لحد الحين مو مستوعبة حتى منيرة تتكلم عن من؟؟
سارة بحذر: من اللي مايشوف يامنيرة؟؟
منيرة وهي تشاهق بعنف : سالم ياسارة... سالم..
سارة بعدت منيرة من حضنها بعنف
الحركة اللي خلت منيرة تنهار أكثر: أنا أستاهل أكثر من كذا.. أستاهل أكثر من كذا.. أستاهل كرهكم كلكم..
أنا حشرة.. حيوانة..
أنا مستحيل أكون إنسانه..
والحيوان مالازم يعيش على الدنيا.. الحيوان لازم يموت..
قالتها وهي تنط على المكتب.. وتمسك بالموس الطويل اللي ينقص فيه الورق..
سارة كانت بعدها مو مستوعبة منيرة وش تبي تسوي..
لكن لما شافت الموس في يدها وهي تهوي به بسرعة على عروق معصمها..
سارة نطت في قفزة وحدة جنب منيرة.. وعصرت يد منيرة وهي تحاول تخلص الموس من يدها..
في الوقت اللي منيرة كانت ماسكته بإصرار وحشي، وتصرخ صراخ أكثر وحشية: خليني أذبح روحي..
ما أبي أعيش في دنيا سالم مهوب قادر يشوفها بعيونه من سبتي..
أنا اللي حرمته نور عيونه بدعاويي.. خليني أذبح روحي.. تكفين.. أرحميني من العذاب اللي أنا فيه
أم علي اللي سمعت صراخهم طلعت مفزوعة وقلبها بيطلع من مكانه، شافتهم يتخانقون على الموس..
وسمعت صراخ منيرة وهي تقول: خليني أذبح نفسي..
وماكانت محتاجة أكثر من كذا عشان تفهم..
جات من ورا منيرة وكتفتها
في الوقت اللي سارة خطفت الموس من يدها..
ومنيرة مازالت مستمرة في صراخها الهستيري..
واستمرت أمها مكتفتها..
وهي تصرخ وتصرخ وترفس..
لحد ما أنهارت من التعب والحزن واليأس والألم..
#أنفاس_قطر#
بعد الغياب/ الجزء الرابع والستون
#أنفاس_قطر#
بعد صلاة العشاء
أبو فهد صار عنده خبر باختطاف عبدالعزيز في العراق.. بعد ما اتصل عليه عبدالله وبلغه..
أبوفهد اتصل في عياله وبلغهم..
الوضع في مجلس أبو فهد أكثر من مأساوي
عبدالعزيز بمثابة ولد حقيقي لأبو فهد واخو لعياله...
تقرر أن طلال هو اللي ينقل الخبر لنورة..
طلال حاول يتهرب من المهمة.. بس ماقدر..
طلال في سن عبدالعزيز تقريبا.. ونورة أخته اللي أصغر منه على طول.. بينه وبين نورة فرق 3 سنين..
العلاقة بينهم أكثر قرب وودية وحميمية..
طلال طلب من الشغالة تنادي له نورة وهو يحس المهمة صعبة عليه وتثقل روحه المثقلة أصلا بالخوف على عبدالعزيز..
(يطلبون مني أذبح أختي.. ويسمونها : انك أنت اللي لازم تبلغها)
نورة طلت عليه من فوق وهو تحت
وصاحت بطريقتها المرحة وابتسامتها اللي ما تفارقها على طريقة نبرة الشخصيات المدبلجة: من عندنا؟؟ ياللهول... طلول بعل العنود عندنا..
وكيف أطلقت العنود أسارك ولاتتبعك مثل الصخلة المرفوسة التي تتبع أمها؟؟...
سجل سجل في كتاب جينيس.. طلول بروحه بدون ظله المقرود العنود هانم..
أنتظرني.. انتظرني جايتك.. على جناح السرعة
وجلست على الدرابزين نص جلسة وتزحلقت لين تحت..
طلال كان يتابع جنونها ومرحها وهو يحسها سهام تخترق صدرة بكل وحشية
نطت عليه تحضنه وهي تقول: شفت من فرحتي بشوفة حريتك الغالية اليوم من أسر المحتل الغاشم..
مانزلنا بالطرق المعتادة.. استخدمنا الطريق السري..
طلال وهو يحاول يرسم ابتسامة ميتة: أنتي متى بتعقلين..؟؟
ماكنج خلصتي جامعة ولا مره متملكة..
نورة وهي تضحك: ذنب الحكومة وعزوز...
الحكومة ماوظفتني رغم مضي أشهر على تخرجي الميمون..
وعزوز أبو تمبة صار له مالك علي سنة ونص.. وخبر خير..
بس خلاص صدناه الحين مافيه فكة..
طلال كح بحزن: نورة يمكن عرسج يتأخر شوي.. عبدالعزيز يمكن يتأخر شوي في سفرته..
نورة بمرح: له له له.. بايخة طلول.. دور غيرها..
أنا أقول لك تبي دروس عندي في صنع النكتة المعتبرة
طلال ماحب يكذب عليها، هم مايدرون هل عبدالعزيز يطلع سليم من عملية الاختطاف أو لا..
فمعرفتها للخبر بتهيئها للي أكبر منه، قال لها طلال بجدية: نورة... عبدالعزيز مخطوف في العراق...
نورة انفرطت تضحك لحد مادمعت عينها: هذي حلوة طلول.. وربي حلوة.. تطورات عندك والله
وعقب حاولت تتماسك وهي تقول من بين ضحكاتها: تدري أنا كنت حاسة أنه عبدالعزيز بيهرب مني قبل العرس لينفذ بجلده من جنوني
وأني بأخلي الانتربول يجيبونه لي مكبل بالأغلال ..
بس توقعت يهرب سويسرا مثلا بعد مايهرب فلوسه، على طريقة الأفلام المغبرة...
بس العراق حلوة منك على قد سنك...
بس لاتعيدها.. تراها عقب تجيب لك حساسية مخية..
وانت مو ناقص... كفاية عليك الحساسية المخية اللي اسمها العنود..
طلال مسك يد نورة بحنان وهو يقول: نورة ياقلبي.. ياروح أخوج أنتي..
لا تخافين.. إن شاء الله بيرجع..
هم طالبين فدية.. وعبدالله رجّال جواهر قاعد يتفاوض معهم..
أسبوع بالكثير ويكون هنا..
وعقب كمل بتوتر: ولو الله بغا فيه شر.. ماحد يقدر يرد قضاه.. وأنتي إنسانة مؤمنة..
نورة كانت مبتسمة ابتسامة واسعة..
بس لما بدت تشم في كلام طلال ريحة الجدية
بدت ابتسامتها تنطفئ تدريجيا حتى انطفت نهائيا مع انتهاء طلال من كلامه..
حست كأن روحها سحبت منها بالكامل..
تماما مثل مصباح كان في غاية الإنارة والإشعاع.. بكبسة زر.. ينطفئ إشعاعه ليظلم ماحوله..
هكذا كانت نورة التي كانت كلمة طلال لها هي كبسة الزر التي أطفئت أنوار روحها.. لتغرق في ظلام دامس..
عبدالعزيز نور الأرض وبهجتها.. نورها هي..
القلب الطاهر المحلق النقي الذي حمل هموم كل البشر دون أن يُحمّل أحدا همه قد يختفي من الحياة..
لتبقى هي فيها وحيدة تجتر ظلام روحها الأبدي..
نورة اعتصمت بصمت موحش دون أن تنطق بكلمة واحدة
عيناها جامدتان لا أثر للمعة الحياة في رفيفهما ..شفتاها مطبقتان في تلازم يائس.. ويداها متشابكتان بعنف ضائع..
طلال بتوتر: فديتج نورة قولي شي.. صمتج هذا يذبحني..
أبكي.. أصرخي.. سبيني.. أضربيني حتى..
بس لا تسكتين كذا..
لا تقهرين روحج تكفين..
صارخي..طلعي اللي في خاطرج كله..
نورة لم ترد عليه..
وقفت بصمت..
وعيناها تائهتان..خاليتان من أي نبض يوحي بالحياة..
وشفتاها المزمومتان تفتقدان رفيقة دربهما التي مافارقتهما يوما: ابتسامة نورة
وصعدت الدرج بخطوات صامتة أشبه بخطوات شبح على سلالم بيت مهجور..
*************************
بعد صلاة العصر
دانة قاعدة مع عمتها أم سعود تحت يتقهون..
الجازي دنقت على خشم دانة، وقالت بعيارة: قولي تم..
دانة بود: تم..
الجازي باستجداء: تكفين قومي وديني الصالون أبي أقص شعري قبل المدرسة..
دانة بمودة: ماطلبتي شيء.. بس خليني أستاذن سعود..
سعود كان في المخيم مع جابر..
رخص لهم يروحون.. بس يرجعون قبل المغرب..
دانة والجازي لبسوا
في السيارة دانة سألت الجازي: أي صالون تبين؟؟
الجازي: الماجدة..
دانة بتردد: بس شارع النصر وفي زحمة الدوحة العصر.. يمكن يفوت المغرب مابعد رجعنا..
الجازي برجاء: تكفين الدانة.. أنا متعودة أقص شعري هناك..
الدانة: لو قايلة لي كان وديتش الصبح..
الجازي برجاء أكبر: خلاص صرنا في السيارة.. خلينا نروح .. كلها هالشعرتين اقصهم ونرجع بسرعة..
دانة كانت متوترة وماتبي تخلف وعدها لسعود انها ترجع قبل المغرب..
بس ماحبت تكسر خاطر الجازي: سيد علي اطلع للماجدة اللي في النصر..
الصالون كان زحمة.. والمغرب أذن والجازي دورها مابعد جاء..
سعود اتصل في دانة بعد ماصلى المغرب وهو راجع من المخيم للدوحة: الدانة وينكم؟؟
الدانة وهي تبلع ريقها: في الصالون؟؟
سعود بغضب: انا موب قايل لكم ترجعون قبل المغرب... يعني كسرتوا كلامي..
دانة وهي تحاول تمتص غضب سعود: سعود الله يخليك مايحتاج الأمر لكل ذا العصبية.. الحين الجازي بتخلص وبنرجع على طول..
سعود بنفس نبرة الغضب الهادر: والصالون هذا وينه ان شاء الله؟؟
دانة بتردد: في النصر..
سعود ولع: يعني خلصت المحلات ماتلاقون الا في النصر وفي ذا الليل.. شكلش انتي وياها تبون لكم تربية مهيب ذي..
دانة فولت حست كأنه يبي يهينها ردت بصوت مكتوم: سعود أنا متربية في بيت هلي.. منت اللي بتجي الحين تربيني..
لو كانت الدانة نادت سعود بدل اسمه بكلمة (حبيبي)
كان يمكن سعود مشى الموضوع عنده بدون شد الأعصاب هذا كله.. يعني كان شد معاهم بس بشكل معقول..
بس سعود بدت تنتابه حالة عصبية سيئة سببها إحساسه أن دانة يمكن أنها ما تحبه، وأن مشاعرها تجاهه نوع من الرضا بالقسمة والنصيب
من باب: سعود خلاص صار زوجي خليني اتعامل معه، مثل ما أي مرة تعامل زوجها..
عشان كذا كان رد سعود مبالغ فيه شوي: زين دانة دواش عندي.. اذا ماربيتش يا بنت هادي.. ما أكون ولد أبي..
دانة اللي ماحبت يزودنها في الحكي قالت له بكلمة حادة: مع السلامة، وقفلت الخط..
سعود على الناحية الثانية ولع: قليلة أدب.. أنا بأربيها..
خلصت الجازي قبل أذان العشا، طلعوا على طول، بس مالقوا سيد علي واقف برا، دانة اتصلت فيه وهي واقفة في البرد هي والجازي: سيد وينك؟؟
سيد بنبرته الهندوعربية: بابا سعود كلام.. انتا روح بيت.. انا يجي شيل بنات..
دانة توترت: شكل سعود مايبي يجيبها البر، والله اليوم العصر كان وش حليله ..
وش قلبه ذا القلبة السودا..
جاو بيرجعون ينتظرون في الصالون لين يجيهم سعود
لولا أنا راكبين الدراجات النارية اللي غالبا متواجدين في النصر من بعد المغرب لنص الليل..
قطعوا عليهم الطريق وهم يصيحون صيحاتهم التشجيعية المعتادة
لفوا لفتين ثم حركوا درجاتهم ومشوا، لكن مع وصول سعود اللي شاف المشهد كامل..
سعود حس بنار تطلع مع أذونه وخشمه وعيونه، مع زفيره وشهيقه..
من الغضب اللي فيه حس أنه ممكن يكسر الدنيا بجنونه.. ممكن يحرقها بزفراته الحارة
لولا أن الزحمة مسكته..وهو يشوف المشهد قدامه..
أو كان يمكن صدم سواقين الدراجات بالسيارة من شدة استحكام حالة الجنون اللي صابته..
ركبت دانة قدام والجازي ورا.. والكل صامت.. والصمت أشبه فعلا ليس بالصمت قبل العاصفة.. ولكن الصمت قبل الأعصار..
سعود حاول يمسك نفسه.. لأنه عارف نفسه.. لو عصب..ماراح يشوف قدامه و يمكن يصدم الحين في إشارة مرور..
كان كاتم في نفسه وساكت..
ودانة مستغربة وساكتة..
أول ماوقف سيارته في حوش البيت: ألتفت على البنتين مثل فيضان مدمر من الغضب..
هزئهم وهزئهم وهزئهم..
مرة تهزيء جماعي.. ومرة تهزيء منفرد لكل وحدة..
واللي نالت أكبر قدر من التهزيء كانت دانة بحكم أنها الكبيرة..
وظل يهزئ لحد مافرغ طاقة الغضب اللي عنده كلها..
الجازي نطت من السيارة وهي تبكي..
دانة لولا وجود الجازي او كان لها كلام ثاني مع سعود.. كما أنها من ناحية ثانية ماحبت تشد مع سعود اللي كان واصل أخره من الغضب..
قررت تنزل بهدوء.. وسعود مستغرب من صمتها..
سعود مسكها من ذراعها بقوة قبل تنزل: يعني ماعندش رد على سواد وجيهكم؟؟
دانة بهدوء: خلاص سعود أنت كفيت ووفيت.. ماعقب حكيك حكي..
سعود بغضب: تتمسخرين حضرتش؟؟
دانة نفضت يدها من أسر يده ونزلت وهي تقول: أفهمها مثل ما تبغي..
دانة لو كانت في طبعها الحقيقي كان خلت سعود يندم على كل كلمة قالها..
وكان عندت وأصرت على موقفها..
بس مع سعود أصبحت تقدم الكثير من التنازلات لمجرد إرضاءه..
على الجبهة الأخرى سعود كان مجروح ومتألم: يعني كأنها تقول لي قلعتك....
بس انا بعد زودتها..
شنو زودتها.. باقي الكلاب اللي على الدراجات يمدون يديهم.. عشان أقول الحين أتكلم..
بس هم ماكان لهم ذنب..
وبس..........
وبس........... ويمكن.....
سعود سبب توتره العالي أنه بدأ يحس أن حبه الخرافي لدانة قد لا يكون له نظير أو حتى شبيه في قلب دانه..
(أنا قبل كنت مكتفي بقربها مني.. بس الحين أنا أبي كل شيء.. أبيها قلب وروح وجسد..
يعني معقول تكون محتلتني بهذي الطريقة.. ومستولية على كل مشاعري بهذا التسلط.. ومايكون لمشاعري العنيفة في قلبها صدى؟؟؟؟!!!!)
سعود
حرك سيارته..
ورجع للمخيم..
ولجابر..
ولرغبة عارمة في جر أشعاره الحزينة..
#أنفاس_قطر#
|