كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
بعد الغياب: الجزء الثامن عشر
#أنفاس_قطر#
منيرة وفاطمة قاعدين يطالعون في مها صار لهم عشر دقايق وهم ساكتين..
مها وهي خلاص وصلت حدها: والله أني قلت لها يصرف نظر، بس هو أصر..
فاطمة اللي أخيرا تكلمت بعد الصمت الطويل: أصر علي؟؟
مها: إيه عليش أجل على جدتي..
فاطمة باستفهام: ليه أصر علي؟؟
مها بنفاذ صبر: وش دراني، أقول له يصرف نظر؟؟ ونخلص من ذا السالفة؟؟ وعلى فكرة، لا تظنين ذا الشيء له تأثير على صداقتنا، أنا أصلا كنت متأكدة من رفضش، بس حبيت أبري ذمتي..
فاطمة مثل اللي يلقي قنبلة: ومن قال لج إني رفضت؟؟ أنتي تألفين كلام على لساني..
مها: يالعيارة.. مهوب أنتي توش تقولين، ليه أنا بايعة عمري أخذ سعود؟؟
فاطمة بلهجة جدية: هذاك الوقت كنا نمزح، بس لو أنتي تكلمين جد.. لازم أنا أفكر جد..
مها بجدية: جد الجد.. هو فيه شيء يتعلق بسعود مهوب جد..
فاطمة بدلال: زين أنا خليني أفكر، وهو إسأليه ليش هو مصر علي، وردي لي خبر، وعقب أنا أجاوبج..
مها وروح العيارة ترجع لها : ياشين الدلع عليش يالعنز، لا وتبين تأخذين أخي، وتجين بملاغتش عندنا في بيتنا، تبينا نهج ونخلي البيت لش، وإلا أقول.. خلاص.. هونا من الخطبة..
********************
في بيت عبدالله
عبدالعزيز ونوف: وش فيها أمنا الله يرحمها؟؟
عبدالله بلهجة جدية: المشكلة إنه الله مابعد رحمها..
عبدالعزيز نط واقف وبلهجة غضب: وش هالكلام يبه؟؟ الميت مايجوز عليه إلا الرحمة..
أبوه بلهجة هادئه وهو يأشر له يجلس: هذا أنت قلتها، الميت.. الميت.. وأمكم بعدها حية ما ماتت..
عبدالعزيز ونوف اللي أنصدموا صدمة عمرهم: شنو يبه ؟؟شنو؟؟
*********************
جواهر راحت مع حصة لبيت خالها عشان جمعتهم الأسبوعية
شمسة زوجة فهد(بنت خاله)، والعنود زوجة طلال، وموزة ،وعيالهم ،ونورة، وأم فهد، وحصة
الكل كانوا يسولفون ومبسوطين بجوهم الأسري الحميم
لكن جواهر كانت في وادي.. والعالم كله في وادي.. حاسة أحيانا إنها طايرة، واحيانا إنها تحت الأرض، متخوفة ومتوترة
بس الأهم إنها شفقانة ومشتاقة وبتموت من اللهفة..
واخيرا يا جواهر أخيرا بتشوفين نوف وعبدالعزيز وتضمينهم لصدرج..
الموجودين كلهم كانوا حاسين إنها متغيرة، إسألوها ، قالت مافيه شيء
كانت ماتبي تقول لأحد لين تشوف عيالها
وبسبب شدة توترها، وإحساسها إنها مو قادرة تتفاعل مع الموجودين.. أستاذنت على طول بعد العشاء
رغم أنهم كلهم مسكوا فيها تسهر معاهم وخصوصا حصة، بس هي تعذرت بالتعب، وراحت لبيتها
*************
عبدالعزيز بهدوء قلق: أشلون أمنا حية يبه؟؟ هذا فيلم عربي قديم وإلا شيء؟؟
نوف اللي قامت وجلست جنب أخوها عشان تواجه أبوها في الجلسة قالت بتخوف: يبه لا تكون تبي تتزوج ؟وتبي تقص علينا وتقول أنه زوجتك أمنا؟؟
عبدالله وهو يضحك: أختك هذي اللي مخها فيلم قديم.. وش هالهبال يا بنتي الله يهداج.... وبعدين كمل بهدوء وهو مبتسم: أنتي تعرفين اسم أمج صح؟؟ مكتوب في شهادة ميلادج اسمها الخماسي.. لا جات أمج بكرة خذي بطاقتها وقارني الاسمين عشان يتطمن قلبج..
نوف وعبدالعزيز لحد الحين مو قادرين يستوعبون.. شنو هالفيلم .. أم تطلع بعد 17 سنة.. لا وبتجيهم بكرة..
كان عبدالعزيز اللي بدأ بالكلام بأسلوبه المهذب الهادئ: عفوا يبه: بس أمنا وين كانت طول هالـ17 سنة، وانت ليش قلت لنا إنها ماتت؟؟
نوف مثل المصدومة، اللي لمعت في رأسها فكرة: يبه أمنا كانت مسجونة وتوها طلعت من السجن؟؟؟
عبدالله وهو ميت من الضحك رغم توتره: يا ابنتي انتي اشفيج الليلة متأثرة بالأفلام، لا أمج ما كانت مسجونة.. وكمل عبدالله بلهجة فخر خفيفة طلعت غصبا عنه: أمج دكتورة في الجامعة، في جامعتج..
نوف بحزن واستغراب: معاي في الجامعة ولا أدري عنها، وليش كانت مختفية طول هالسنين، وليش خلتنا.. فيه أم ترمي عيالها وعقب ترجع تدور عليهم عقب 17 سنة..
عبدالله هنا حس بعمق الجريمة اللي ارتكبها: أمكم ما تركتكم بكيفها، كان فيه ظروف... وإحنا صار بيننا طلاق..
قاطعه عبدالعزيز بغضب: أي ظروف تخلي أم تترك عيالها؟؟ لا طلاق ولا غيره.. وش هالقلب اللي عندها، وجاية تدورنا عقب ماصرنا شباب، قل لها خلاص مهمتها انتهت.. خلها تكمل حياتها اللي كانت عايشتها ومستمتعة فيها ولا سائلة عنا..
عبدالله صار بين نارين: يبه عبدالعزيز، الحين أنا ما أقدر أشرح لكم الأسباب بالتفصيل، بس اللي أقدر أقوله أن الذنب كله ذنبي، وأمكم مالها ذنب..
نوف بغضب: لا يبه لا تحمل نفسك مسؤولية شيء أنت ماسويته.. لا تغطي على تركها لنا.. قل لها أنه إحنا ما نبي نشوفها.. على قولة عبدالعزيز خلها بحياتها السعيدة اللي هي عايشتها بعد ما تركتنا نعيش أيتام نتحسر على شوفة الأطفال مع أمهاتهم واحنا عندنا ام ما درت عنا....
هنا نوف بكت وارتمت على صدر أخوها
عبدالعزيز يأكد على كلام أخته وهو يضمها لصدره: قل لها الأم اللي عافتنا صغار جاء دورنا نعيفها كبار..بلهجة قاسية..
عبدالله حس إنه ضعيف قدام عياله، ممكن يستحمل أي شيء إلا أنهم يكرهونه أو حتي يزعلون زعلة كبيرة عليه..
حس خلاص إنه مو قادر يكمل، بصوت متعب: خلاص يا عيال.... كل واحد منكم يروح لغرفته..... بنتكلم بعدين..
نوف وعبدالعزيز طلعوا مع بعض
وبداخلهم مشاعر متضاربة غضب وحزن وفضول
غضب من أمهم لأنها تركتهم بظنهم طول هالسنين
وحزن أنهم عاشوا أيتام مع أنه عندهم أم
وفضول أنهم يعرفون هالأم..
بس هيهات يضعفون أو يتراجعون...
*****************
جواهر بعد مارجعت من بيت خالها، لقت عبدالعزيز جالس في الصالة يتابع برنامج على قناة الرسالة
سلمت وجلست، التفت عليها عبدالعزيز بعد ماقصر صوت التلفزيون..
وقال لها بمودة: أعتقد الحين أقدر أقول لك يا أم عبدالعزيز..
جواهر بسعادة وبحب: تقدر يا قلبي تقدر..
عبدالعزيز: هاه شنو استعدادتج لبكرة؟؟
جواهر بقلق: متوترة.. متوترة ..متوترة..
عبدالعزيز بهدوء وثقة: أنتي ما ينخاف عليج..
جواهر خطر ببالها خاطر، سألت عبدالعزيز بحذر: إلا عبدالله قال لك عن السبب اللي خلاه يأخذ العيال ويهرب فيهم بهالطريقة؟؟؟
أطلق عبدالعزيز تنهيدة طويلة: إيه قال لي..
جواهر بغضب: قل قوله آمين... وانت عسى اقتنعت بخرابيطه
عبدالعزيز بعتب: لا تدعين يا جواهر.. وثاني شيء طبعا ما اقتنعت ولا راح اقتنع.. بس هو كان مقتنع باللي سواه..تدرين أنه كان مفكرج لا تقرين ولا تكتبين، عشان كذا خاف على عياله منج..ومن جهلج..
جواهر بدهشة وغضب: أنا ؟؟
عبدالعزيز وهو مبتسم: إيه أنتي، لا وكان يبيج تتزوجين وتنبسطين..
وحكى عبدالعزيز السالفة كلها لجواهر مثل ماسمعها من عبدالله بالضبط..
************
عبدالله كان متمدد على سريره، الهم راكبه من ساسه لرأسه، حاس إن ساعة حسابه على الجريمة اللي ارتكبها بحق جواهر جات خلاص..
ياربي وهالسفرة اللي جات في هالوقت.. أيش اللي ممكن يصير وأنا غايب ياربي؟؟
آآآآآآآآآه يارب
سامحني يارب إني ماقدرت أقول لعيالي الحقيقة؟؟ وش أقول؟؟
وش أقول؟؟؟
أني خطفتكم من أمكم وحرقت قلبها عليكم؟؟؟
إني كنت أناني ولا همني إلا نفسي؟؟
بس والله أني سويت كل هذا عشانهم؟؟ كنت مفكر إن هذا هو الأصلح لهم..
ياربي.. ذكره الهم هذا بالهم اللي كان يعانيه أخر أيام زواجه من جواهر
بس الهم هذا غير.. غير..
الهم هذا حاد وقاسي ومليان خوف..
هالمرة هو مو خايف على عياله مثل ذيك المرة
هالمرة خايف من عياله، لو عرفوا الحقيقة؟؟ أشلون تصرفهم معه.
وقف عبدالله وقعد يدور في الغرفة محتار ومهموم ومو عارف أشلون يتصرف: الحين بكرة وجواهر وأخوها بيجون هنا، المسكينة أشلون العيال بيقابلونها؟؟
يعني خذت العيال منها 17 سنة، ويوم تجي تشوفهم، تشوفهم حاقدين عليها وهي ماسوت شيء، والذنب كله ذنبي بروحي..
وعبدالله وهو يكلم نفسه طاحت عينه على موبايله اللي منزل جنب سريره.. فكر دقيقة..
راح جلس على سريره، وخذ الموبايل، ودق على رقم معين
وقتها عبدالعزيز كان خلص من سرد السالفة لجواهر، اللي كانت مفولة على عبدالله لأخر حد: يعني شين وقوات عين، خطف عيالي ويبي يسوي نفسه بطل وشهم، وسوى كذا عشاني وعشان عيالي، صدق ما يستحي، بس لاجا العيب من أهل العيب مايكون عيب.. الشكوى لله..
ودخلت غرفتها وهي تحلطم عليه
وغسلت ولبست بيجامتها وتمددت على سريرها وهي تتحلطم عليه
كان نفسها يكون قدامها عشان تفش غلها فيها، وتخنقه وتضربه.. المهم تفش خلقها وبس..
وهي تفكر هالتفكير، رن موبايلها، قالت في نفسها: أكيد نجلاء، هذا وقتها.
شالت الموبايل، الرقم المميز إياه، شالته بسرعة وهي تقول لنفسها: كاهو جاني بروحه، ربي ماهان عليه أنام وأنا مابردت حرتي فيه، بس صدق وش يبي قليل الأدب هذا متصل؟؟
جواهر بحدة: نعم.. مافيه ذوق صراحة.. أي حق عطيته لنفسك الليلة عشان تتصل علي؟
عبدالله اللي كان أصلا منحرج من الاتصال، لقى في حدتها دافع خلاه يسيطر على زمام الأمور، ورد عليها ببرود: أنتي ما تعرفين شيء اسمه فن محادثة الناس بأدب؟؟ لو تبين كورس عطيتج؟؟
جواهر ببرود: أولا الادب مع اللي يستاهل الأدب، ثانيا: لو على فرض إني احتجت دروس في الأدب، اكيد ماراح تكون على يد واحد ماعنده أخلاق أصلا، عشان يكون عنده أدب..
عبدالله بنفس برودها وهو حاس إنه بينفجر: الظاهر إني كنت على حق يوم خذت عيالي، شنو بتعلمينهم؟؟ قلة الأدب يا دكتورة..
جواهر بهدوءها المشتعل: إذا ماكنت أنت خلاص ربيتهم على إنعدام المشاعر والكذب والخيانة والخسة الصفات الرفيعة اللي حضرتك أكبر خبير فيها، تكون قلة الأدب خلاص تحصيل حاصل..
عبدالله وهو حاس إنه بينفجر منها.. بس مسيطر على أعصابه لأخر حد.. لأنه مستمتع بسماع صوتها: الظاهر إنج محتاجة حد يربيج من جديد..
جواهر وهي تمثل البرود.. مع إنها من قد ماهي معصبة صارت تدور في الغرفة.. مو قادرة تجلس: أنا متربية من قبل أعرفك..
عبدالله بهدوء: أنا تزوجتج فترة بسيطة ماكانت كافية أأدبج، بس العتب يكون على الأخ اللي انتي متزوجته الحين لأنه فشل يسوي كنترول على لسانج اللي متبري منج. (سأل هالسؤال وكأنه غير مهتم، مع أنه بيموت ويعرف لو هي متزوجة أو لا، كل ما يسمع صوتها أكثر، كل ما يزيد تولعه بهالصوت، ولو هي مره متزوجة المفروض أنه هو اللي يسوي على نفسه كنترول)
جواهر ببرود: أنتي يعني مكلمني هالوقت عشان تسبني وبس؟؟
عبدالله وهو حاس بخيبة أمل أنها ماجاوبت على سؤاله: لا طبعا.. ليش معتقدة أنه لج هالأهمية، أضيع وقتي عشان أسبج؟؟ .... أنا متصل عشان نوف وعبدالعزيز..
جواهر غصبا عنها أطلقت تنهيدة طويلة مشبعة حب وحنان لما سمعت أسماء عيالها
وهو حس إن كل خلية في جسده ذابت مع هالتنهيدة... وبلم ماعرف شيقول
جواهر توها انتبهت لروحها حست بحرج كبير، تنحنحت وقالت: وش فيهم نوف وعبدالعزيز؟؟
هو بدوره سيطر على أعصابه.. وقال بهدوء وهو يلقي الخبر القنبلة: يظنون إنج أنتي اللي تركتيهم ومايبون يشوفونج..
جواهر حست إنها مثل اللي انطعنت في عمق قلبها، وقالت بصوت مشبع بالحزن: أنا تركتهم؟؟ ومايبون يشوفوني؟؟
عبدالله حس إن نبرة الحزن بصوتها تذبحه، ماقدر يتكلم، كان برودها وتحديها له هو اللي يعطيه دافع يرد عليها، بس الحزن في صوتها خلاه يحس نفسه صغير صغير، فسكت..
جواهر بذات النبرة الحزينة: ليش عبدالله؟؟ حرام عليك والله حرام عليك..
عبدالله حس إنه خلاص موقادر يستحمل.. وهي تنطق اسمه بهالطريقة اللي كلها يأس وحزن
رد عليها بحزن: سامحيني جواهر سامحيني، والله العظيم أني حاولت، ورب الكعبة إني حاولت أقول لهم، بس لما شفت أشلون عصبوا، خفت جواهر، خفت..
أنتي ماتدرين وش كثر أحب عيالي.. أنا أموت والله أموت ولا يكرهوني، أو يحتقرونني
وش تبين أقول لهم: أني خطفتهم من أمهم.. يعني أجيب لهم أمهم، وأبعد عنهم أبوهم.. أنتي قولي لي شأسوي.. قولي لي..
جواهر كانت ساكتة تسمعه، وهي تحس كل كلمة تطعن قلبها ألف طعنة، حاولت تسيطر على نفسها، بس ما قدرت، كل اللي قدرت عليه أنه صوتها خرج هادئ فيه بحة من يحاول أن يمنع نفسه من البكاء: عبدالله اتق الله.. خاف ربك، خطفت عيالي مني 17 سنة وحرمتني منهم.. عشت حياتي كلها على أمل رجعتهم، تعذبت عذاب ماشافه إنسان، ويوم حسيت خلاص أني بأفرح وأشوف عيالي، حتى فرحتي بشوفة عيالي استكثرتها علي، إلا تخربها علي، خاف ربك، خاف ربك، أشلون تبيني أشوفهم وأنت خليتهم هم يظنون أني أنا اللي تركتهم، لا ومايبون يشوفوني بعد..
( وكملت بعصبية) أنا عمري ما شفت واحد نذل وخسيس وأناني مثلك..
عبدالله بحزن وعصبية مماثلة:رجعنا لقلة الأدب.. المهم شوفي جواهر أنا مسافر بكرة وما اقدر أأجل سفري، لو تحبين تأجلين شوفتهم لحد ما أرجع، يمكن وقتها أكون فكرت وتشجعت أقول لهم..
جواهر بغضب: وأنا بقعد طول عمري أنتظر يصحا ضميرك الميت، لا عبدالله.. أنا بكرة بأشوف عيالي، يعني باشوفهم.. مايبون يشوفوني، مايبوني، مايهمني، المهم أنا أشوفهم..
عبدالله وهو يطلق تنهيدة: مثل ما تبين، أنا بس بغيت أقول لج عشان ما تنصدمين من ردة فعلهم بكرة..
جواهر بعد ما سيطرت على نفسها... وببرودها اللي يجننه: لا.. صراحة ما قصرت، ماقصرت.. وش هالرجولة والشهامة كلها، بعد ماذبحت الشاة جاي تسلخها..
عبدالله بنفس برودها: ياجواهر لا تستفزيني، أنتي منتي قدي..
جواهر بذات البرود المشتعل: أعلى مافي خيلك اركبه، واللي ما تطوله بيدك طوله برجلك، يعني وش بتسوي أكثر من اللي سويته، أنا ماعدت طفلة يا عبدالله، أنا الحين مره لها شخصية مستقلة، لا تقدر تفرض علي شيء، ولا تأخذ مني أكثر من اللي أنت خذيته.. وأعتقد إن المكالمة هذي انتهت، مع السلامة..
عبدالله ببرود غاضب: أعتقد أني أنا اللي متصل وأنا اللي أنهي الاتصال، مو أنتي..
كان رد جواهر عليه: إنها أنهت الاتصال..
عبدالله حس إنه ولع من الغضب، حس أنه فيه دخان يطلع من أذنه من العصبية: هذي وش مفكره نفسها، عمري ماحد خلا أعصابي تفلت مثلها، بس أنا أوريها شغلها، أوريها شغلها..
كان فيه موال مجنون من موواويله ينرسم في مخه، مسك موبايله وسوى إتصال ثاني، كان فيه شيء يبي يتأكد منه، وعلى ضوء تأكده، بيكون المخطط اللي هو يرسمه..
#أنفاس_قطر#
بعد الغياب/ الجزء التاسع عشر
#أنفاس_قطر#
الساعة 10 نص بالليل
مها واختها الجازي جالسين في الصالة اللي تحت
يتابعون فيلم على mbc2... وأمهم راحت تنام
محمد مستحيل يرجع قبل ما يفطر هو ربعه في مطعم بيروت، بما أنه بكره الجمعة..
وسعود؟؟
سعود كان يدخل لحظتها عليهم.. سلم عليهم.. وجلس بهدوء
خلع غترته وبين من تحتها شعر رأسه المقصوص على الطريقة العسكرية
ووجه كلامه للجازي: الجازي قومي ودي غترتي فوق لغرفتي..
الجازي نطت، كأن أمر سعود لها أمر عسكري، ألتفت سعود لمها اللي كان قلبها يرقع، وعارفة أنه ماصرّف الجازي إلا عشانه يبي يسألها..
بعد لحظة صمت..
سعود بهدوءه اللي يذبح: أنا أنتظر..
مها بحذر: وش تنتظر؟؟
سعود ببرود: أعتقد أنه عندش كلام لي.. وأنا قاعد أنتظره، وحركات البنات هذي مانيب فاضي لها..
مها بتردد: أنا ٍسويت اللي علي وقلت لها..
سعود بتسائل بارد: طيب؟؟
مها بتردد وريقها ناشف مو قادرة تطلع الكلمة: هي تسأل تقول ليش أنت تبيها هي بالذات..
سعود رفع حاجب ونزل الثاني وهو يطالع مها بنظرة خلتها تجمد في مكانها: هي تسأل؟؟
مها هزت رأسها بدون ماتقول كلمة
سعود كمل ببروده الشهير: قولي لها أسبابي تخصني أنا، وفي الجانب اللي يخصها هي: إنها تكون موافقة علي، أو رافضة لي كشخص، ومالها علاقة بأسبابي..
مها تبلع ريقها: زين باقول لها، بس لا تلومني إذا مارضت..
سعود قام مع رجوع الجازي وكمل بهدوء: لا ألومش ولا شيء.. بس أنتي وصلي كلامي
مها تقول والجازي تجلس جنبها: إن شاء الله فديتك..
بعد ماطلع سعود، الجازي تهمس لمها بفضول: أنتي وش بينش وبين سعود؟؟
مها: مهوب شغلش، يا شين اللقافة..
الجازي: لحول ما حد يفتح ثمه عندش يعني.. أشوف الفيلم أحسن لي..
****************
في غرفة نوف الساعة 11 بالليل
اجتماع مغلق بين نوف وعبدالعزيز اللي كانوا جالسين على الجلسة اللي في الزاوية بغرفة نوف
وكل واحد منهم حاضن كوشيه ويفكر.. حسوا أن حياتهم مقبلة عل منحنى خطير، كانو متوترين وخايفين ومتلهفين: معقولة أم وعقب هالسنين؟؟
نوف بتوتر: وشرايك باللي صار عزوز؟؟
عبدالعزيز بتوتر مماثل : ما أدري نوف.. ما أدري.. مخي مشلول..
نوف بلهجة خليط من اللهفة والغضب: تخيل عزوز يطلع لنا أم.. أم مثل كل العالم؟؟
عبدالعزيز بحزن: إيه.. ام قطتنا كل هالسنين وعقب جات تدورنا..
نوف بحذر: ما تدري عزوز عن ظروفها، أبوي كان يقول إنها مالها ذنب، بس إحنا ماخليناه يكمل كلامه..
عبدالعزيز بغضب حزين: أبوي كان يحاول يغطي على الجريمة اللي هي سوتها بحقنا..
نوف بلهفة: لا تزودها عزوز، لاجيت للحق خلك من بربرتنا على أبوي، أنا باموت وأشوفها، يا سبحان الله الدم مايصير ماي، من يوم دريت أنه عندي أم، وأنا مثل اللي نمل يمشي بجسمي من الترقب..
عبدالعزيز ما يبي يقول إنه عنده نفس الاحساس: وعلى هالأم أكيد أنها شينة مثلج..
نوف بابتسامة: إذا تشبهني أكيد مزيونة...
عبدالعزيز بمرح: إيه عجوز ومزيونة؟؟
نوف وهي تبتسم: حرام عليك إذا أبوي شباب، ليش أمي عجوز؟؟
عبدالعزيز يمد لسانه لها: عشان الحريم يعجزون قبل الرياجيل..
نوف بلهفة: تدري عزوز، عجوز؟ شينة؟ اللي هو.. المهم نشوفها.. تدري حاسة أني مو قادرة أصبر لبكرة
عبدالعزيز بحذر: بس نوف خلينا نتفق على شيء إذا جات بكرة..
نوف باهتمام: كلي أذان صاغية..
عبدالعزيز: إذا إحنا بكرة بينا لها إنه إحنا مبسوطين بشوفتها، بتحس كأنها ماسوت شي، لكن لازم نبين لها إنه إحنا زعلانين منها، عشان تعرف إنه سالفة تركها لنا ماعدت على خير..
نوف بحماسة: المهم نشوفها، واللي تبيه بأسويه فيها.. إن شاء الله تكون تبي نطلع لها قرون..
وقعدت نوف وعبدالعزيز يرسمون مخططاتهم لحد أذان الفجر..
***************
محمد وربعه طالعين من المسجد عقب ماصلوا الفجر، كانوا 3 كلهم في سيارة محمد، واحد جنب محمد وواحد ورا، محمد وهو يشغل السيارة: وش ذا البرد اللي مهوب صاحي، ليتني جبت الفروة..
جبر بمرح: أفا.. شوي برد خلاك اتكتك..
محمد يضحك: جانا الحضيري بمصطلحاته اللي كنها وجهه، وش اتكتك ذي؟؟ من أي قاموس جبتها؟؟
خالد اللي ورا ميت من الضحك: يتنافض يا بو سعيد يتنافض.. عدها الله يرحم شيبانك.. (خالد يكون ولد عم محمد، أصغر من محمد بسنتين بعده طالب جامعة)
محمد : جبير ذا يبي له كورس مكثف عندي، ست سنين واحن ربع وهو عاد لسانه ملتوي.. ماني بابو سعيد، كان ماخليته يصطلب، الجمعة الجاية بأروح النعيرية، وتراك معي يا جبر..
جبر بابتسامة: لا يا أبوي وين النعيرية في ذا البرد؟؟.. خلني في الدوحة
محمد بجدية معها ابتسامته المعهودة: مالك لوا، تراك رايح رايح، ودك بكيفك، وإلا قلصتك في ظهر النيسان..
جبر: غصيبة هي؟؟
محمد: اللي ودك.. بغيتها طرب صارت نشب..
جبر: زين خلني أفكر..
محمد بغضب: لا تكون تبي تشور أمك، تراني بأحولك الحين وأخليك ترجع بيتكم على سيارة كروة، وشوف لين تجيك سيارة كروة ذا الفجر، بيخيس ثناك في البرد ماحد جاك..
جبر يضحك: لحول.. خلاص بأروح معك..
محمد بابتسامة: كفو..
خالد: انتوا وذا البربرة، انا ميتن من الجوع، أراحكم نتريق..
محمد : يالله يالله على بيروت، ودبوها حمص وفول وبصل..
*************
الساعة 10 الصبح في بيت جواهر
جواهر جالسة في الصالة اللي تحت..بعدها مواصلة من البارح مانامت، ماقدرت تنام، حاولت وحاولت، بس التوتر والتفكير واللهفة ماخلوها تنام..
مو مصدقة متى النهار يطلع من شوقها لشوفة عيالها..
عبدالعزيز توه ينزل مستعجل: جواهر فديتج صبي لي كأس كرك، تأخرت على الروحة للمسجد..
جواهر بحب: بالراحة ياقلبي، أنا بصراحة استغربت تأخرك في النوم، بالعادة من الساعة 9 في المسجد.. الله يكتب أجرك ويثبتك على طاعته..
عبدالعزيز: بلاج ما تدرين، البارح ما نمت إلا عقب ماصليت الفجر..
جواهر بدهشة: غريبة.. عمرك ماسويتها..
عبدالعزيز بهدوء: أبو عيالج الله يهداه سهرني البارح، اتصل علي الساعة 11 وقعدنا نتكلم لين الساعة 3، وبعدين قمت أصلي التهجد ثم قعدت لين صليت للفجر...
جواهر بصدمة: 4 ساعات تكلم عبدالله، وش قلتوا كل هذا؟؟
عبدالعزيز بهدوء: كل شيء.. كل شيء، كان يبي يعرف كل شيء صار لنا بالتفصيل من يوم راح لحد اليوم، وهو بعد علمني بكل اللي صار لهم..
جواهر بغضب: بأي حق يسأل؟؟ وأنت ليش تعطيه أخبارنا؟؟ هو يعني وش هامه منا..
عبدالعزيز بهدوء: أنا والله أدري إنج عندج حق في زعلج من عبدالله.. وما ألومج عليه، بس أنا يا جواهر والله ما قدرت أكره عبدالله، عبدالله كان شيء كبير بالنسبة لي من وانا طفل.. أعرف أن اللي سواه بحقج جريمة، بس أنا ما أقدر أكرهه والله ما أقدر..
جواهر بحب: أدري إن قلبك مايقدر يكره، وكملت بحقد: بس أنا ممكن أكرهه نيابة عنا اثنيننا، ما أقدر أطلب منك تسوي شيء مو في طبيعتك
وبعدين كملت بلهفة: طيب وش قال لك عن عيالي؟؟
عبدالعزيز باستعجال: أنا الحين بأروح الصلاة، بس باختصار واللي أعتقد إنه الأهم، أنهم كانوا في أمريكا 12 سنة ولهم 5 سنين راجعين، نوف في أولى جامعة، وعبدالعزيز في ثاني ثانوي.. وخليني أروح..
جواهر بصدمة: وقف وقف، أمريكا يعني مو بريطانيا؟؟ النذل الكذاب.. الكذاب يقعد طول عمره كذاب.... وبعدين شنو سالفة أنه نوف جامعة وعبدالعزيز بعده مدرسة ليش تأخر عنها..
عبدالعزيز وهو طالع: إذا رجعت قلت لج..
جواهر تصارخ عليه وهو طالع: وأنا شيصبرني لين ترجع..
*************
عبدالله كان بعده نايم، مانام إلا بعد ماصلى الفجر، الكل الليلة اللي فاتت الظاهر ماحد منهم نام..
رن موبايله، فتح عيونه على صوت الرنين، طالع الساعة، الساعة 10، من اللي يتصل هالوقت وفي يوم الجمعة، طالع الاسم اللي متخزن جديد عنده، وابتسم..
رد بصوت نعسان: هلا والله بأحلى صوت سمعته أذني.. أحلى صباح في حياتي هالصباح والله، لأنه بدأ بسماع تغريدج.. همسج اللي يشعلني من الوريد للوريد (الاخ خلاص خذ راحته بعد ماعرف أنه جواهر ما تزوجت بعده، وبدأ في تنفيذ مخططه لترويضها مثل ماهو مسميه)
جواهر كانت مجهزة له كلام.. كل كلمة أكبر من الثانية بعد الكلام اللي سمعته من عبدالعزيز، ولانها ماقدرت تصبر لين يرجع عبدالعزيز قررت تتصل على عبدالله وتنكد عليه، لكنها ارتبكت من هالغزل الصباحي، وظنت أنه ماعرف هي من، ويفكرها حد ثاني، ردت ببرود: أنت يا أخ شكلك غلطان، أنا جواهر بنت منصور..
عبدالله بصوته النعسان المثير وهو يعدل المخدة تحت رأسه: أدري أنج جواهر بنت منصور.. وغيرها؟؟
جواهر انفجرت فيه: أنت يالكذاب ياللي الكذب بدمك: تقول إنكم رايحين بريطانيا وأنتوا كنتوا في أمريكا..
عبدالله وهو يتثاوب ويرد عليها ببرود: ماشاء الله عبدالعزيز عطاج الموجز، أكيد بتموتين تبين تعرفين أخباري؟؟
جواهر بصدمة وغضب: نعم أنت وش مفكر نفسك يا أخ أنت؟؟ أنت ماتخاف ربك... تدري أني مترت بريطانيا رايح جاي أدور عليكم، بينما أنت متكي في أمريكا؟؟
عبدالله حس بحزن عميق.. وتخيل شكلها وهي قاعدة تدور عليهم في مكان هم أصلا غير موجودين فيه، بس كتم حزنه بقلبه.. ورد عليها ببرود: زين ودورتينا ومالقيتنا وين المشكلة؟؟ هذا أنتي بتشوفين عيالج الليلة..
جواهر حست انها بتنفجر بس ردت عليه بنفس بروده: أنت وش قلبك يا أخي؟!! وش هالسادية اللي عندك؟!!
على العموم أنت خلاص ما تهمني بشيء، انا بس متصلة أسال ليش عبدالعزيز تأخر عن نوف في الدراسة؟؟
عبدالله: يعني مهتمة؟؟
جواهر باهتمام: أكيد مهتمة، هذا فرق سنتين مو شوي
عبدالله جاوبها باختصار وشرح لها السبب..
جواهر بغضب: أنت السبب،
ليش مادرست الولد زين وبكثافة، وخليته يعيد الامتحان بعد شهر.. أو وديته مدرسة ثانية يعني تضيع سنتين من عمره على الفاضي..
عبدالله مثل المصدوم، ماخطر بباله هذا الحل رغم بساطته، خذ نتيجة الاختبار كأنها من المسلمات الغير قابلة للجدل، لكن ماحب يحسس جواهر إنها انتصرت عليه وإنها لو كانت موجودة كان تصرفت في الموقف أحسن منه:
" والله يا دكتورة جواهر كلن وعقله، مو كل الناس عباقره مثلج، يختصرون سنين في الصيف، ويخلصون دكتوراة على 26 سنة.. ويألفون مراجع علمية دقيقة يأخذون فيها جوائز عالمية.."
جواهر وهي ترفع حاجبها، وتقوم بلهجة فيها سخرية: هذا فيه ناس متتبعين أخباري..ومهتمين؟؟
عبدالله اللي حس إنها حكرته في زاوية، بس رد عليها بجرأة وهو يعتدل واقف ويهمس بلهجة رجولية خاصة لأبعد حد:
مهتمين فوق ما تتصورين.. فوق فوق ما تتصورين...
#أنفاس_قطر#
بعد الغياب/ الجزء العشرين
#أنفاس_قطر#
الساعة 10 ونص صباحا
غرفة مها، اللي صحت من شوي
مها متوترة: الله يبلش سعود، أبلشني في ذا السالفة، مها تخطب!! أنا وش عرفني بذا السوالف..
تبي تدق على فاطمة وتسألها.. عشان فاطمة ترفض.. وهي تخلص من المسؤولية
لكن الجازي بعدها نايمة وهي ما تبي تتكلم عندها تخاف تسمع شيء..
نزلت المطبخ، وقررت تكلم من هناك، الشغالة يعني بتدري هي وش تقول..
مها تدق على فاطمة، ردت فاطمة بصوت نعسان: يالمزعجة حد يتصل على الناس يوم الجمعة هالوقت..
مها: قومي أذكري ربش واقري شوي قرآن..
فاطمة بنعاس: أكيد أنتي ما اتصلتي علي عشان تذكريني أذكر ربي..
مها بتوتر: إيه أنتي وش وراش؟؟ ارقدي وخليني أنا أبتلبش بسعود..
فاطمة لما سمعت اسم سعود صحصحت: السالفة فيها سعود خليني أقوم أقعد.. وش قال لج..
مها: يقول لج مهوب شغلش..
فاطمة بصدمة: نعم؟؟
مها وهي تضحك: هو ماقالها بذا الطريقة بس هذي الزبدة..
فاطمة باهتمام: لا قولي هو وش قال بالحرف..
مها وهي تحاول تتذكر كلام سعود بالحرف: قال أن أسبابه شيء خاص فيه، وانتي لو تبين توافقين عليه أو ترفضينه يكون عشان شخصه مهوب عشان أسبابه..
فاطمة: أنتي وش هالمخ اللي عند أخوج؟؟
مها بابتسامة: والله هذا اللي الله عطاه.. ارفضيه بصريح العبارة وخلينا نخلص من هالسالفة...
فاطمة اللي كان في رأسها تفكير يدور... قالت لمها بدلال: موتي حرة ماني بمريحتج، وكملت بخجل: قولي له، لو يبي يكلم أبوي، يكلمه..
************
جواهر سكرت الخط بوجه عبدالله، ويبدو أن هذي بتصير عادة لها: ( صدق وقح وقليل أدب، ياربي هالرجال من شنو مصنوع مايحس ولا يفهم..)
عبدالله اللي صحصح من نومه راح للحمام يتحمم قبل يروح للصلاة، وهو مبتسم: زين مردودة يا جواهر أنا تسكرين الخط بوجهي.. أعيدها وأقول أنا اللي بأدبج وأربيج..
عبدالعزيز ونوف أكيد بعدهم نايمين بعد ماقضوا ليلة طويلة في رسم مخططاتهم..
بعد ماخلص عبدالله حمامه ولبس ثيابه، راح يصحي عبدالعزيز أول شيء عشان يقوم يتحمم ويروح معه للصلاة
عبدالله دخل غرفة عبدالعزيز بشويش، وكان يصحيه بشويش: قوم يبه عزوز، تسبح عشان نلحق الخطبة..
عبدالعزيز مد يده ومسك ذراع أبوه.. وعيونه مسكرة وهو على نفس وضعية النوم: صحيح يبه أمي بتجي اليوم؟؟
عبدالله بحنان: صحيح يبه..
عبدالعزيز وهو بعده على نفس الوضع: تدري يبه أن كلمة أمي حلوة وايد، أول مرة أدري إنها حلوة كذا.. الواحد وده يقولها ما يسكت..
عبدالله حس إنه بيختنق، كل ماله وهو يحس بمدى بشاعة جريمته
(إذا عزوز اللي ما يبين مشاعره، يقول كذا، الله يعيني على نوف)
كان يفكر هالتفكير وهو طالع من غرفة عبدالعزيز لغرفة نوف..
تفاجأ عبدالله وانصدم صدمة كبيرة لما دخل غرفة نوف..كان داخل بشويش مفكرها نايمة..
لكن لقى الغرفة معفوسة فوق تحت.. الثياب على كبر الحجرة، نوف واقفة عند الدولاب وتطلع الثياب وترمي..
عبدالله اللي دخل بحذر: بسم الله وش فيج نوف، كأن غرفتج مار عليها إعصار تسونامي..
نوف بطريقتها الدلوعة المحببة في الكلام: يوووه يبه ما أدري وش ألبس، أبي أمي تشوفني حلوة..
عبدالله بابتسامة: توج البارح تقولين ما تبين تشوفينها، اليوم قلبتي الغرفة عشان تلبسين شيء يخليج حلوة قدامها..
نوف وهي تتذكر اتفاقها مع عبدالعزيز، مادرت إن عبدالعزيز خارها قبلها، وتقول بارتباك: إيه مابي أشوفها، بس خلاص دامها جاية جاية أبيها تشوفني حلوة.. إلا يبه أمي حلوة؟؟
عبدالله ارتبك: ما أدري..
نوف بصدمة: أشلون يبه ما تدري، عيل من اللي يدري موب كانت زوجتك..
عبدالله بحرج: أمج وقت زواجنا كانت صغيرة وايد، وزواجنا مادام إلا فترة قصيرة، وصراحة أنا كنت أشوفها عادية، يمكن تغيرت ما ادري... وكمل بصوت خافت: بس الأكيد إنها عندها طول وصوت يأخذون العقل..
نوف باستفهام: شتقول يبه؟؟
عبدالله بهدوء: ولا شيء يبه.. وطلع عبدالله متوجه للباب
نوف وقفته، هاه يبه وش ألبس؟؟
عبدالله بحب: أمكم ماراح تجي قبل المغرب، عندج وقت طويل تفكرين..
**************
في بيت منيرة
سارة تصحي منيرة وتقول لها بخبث: قومي يالكسلانة، رجلس بيجي يتغدى عندنا، قومي أشرفي على الغداء عشان يدري إنه تزوج مره سنعة..
منيرة بنفس الضيق اللي تحس فيه كل ماسمعت سيرته: والله أنتي اللي أخته، روحي حطي له الغدا خليه يطفحه..
سارة بزعل: كله ولا سالم، ما أرضى عليه.. إحمدي ربس اللي أرسل لس واحد مثل سالم: زين وفلوس ورجولة..
منيرة اللي رمت الغطاء وجلست على سريرها وهي تقول بلهجة حادة: كمليها، وجنون وخبال وبيت الرعب اللي لازم أحمد ربي إنه بيسكني فيه بعد..
سارة حست بحزن منيرة، فسكتت، لانها فعلا ماعندها شيء تقوله.. يهدي خاطر منيرة المكسور..
منيرة وهي حست إنها سببت الحزن لأختها: خلاص سويره، ولا يهمس، أقوم الحين وأشوف غدا رجلي على قولتس، المهم يكون خاطرس طيب.. وكملت بعيارة: وخلني بالمرة أحط له فيه سم، يمكن الله يخلصني منه..
سارة برعب: بسم الله على روحه
*************
محمد بعده نايم، سعود يصحيه: محمد قوم قوم الله يقطع إبليسك، أنت ما تخاف ربك، قم الخطبة ماباقي عليها شيء..
محمد بابتسامه حتى وهو راقد: وش فيه يا حضرة الملازم، ترا حن والله مهوب في ثكنتك، فكها، فكها الله في وجهك..
سعود وهو يرسم ابتسامه مصطنعة مضحكة على وجهه: هذا أنا فكيتها... قم، خل نروح للمسجد، وترا غدانا عند بيت عمي هادي.. عنده غدا رياجيل أجناب.. أخلص علينا
محمد قام من نومه وتوجه للحمام يتوضأ ..وهو يقول بابتسامته الشهيرة: لحول من ذا الرجال، مايعرف يبتسم مثل باقي مخاليق ربي..
يطالع وجهه في مراية الحمام ويكمل : سبحان ربي اللي خلق ذا الابتسامة الساحرة، الله لا يخلي الدنيا منها.
************
بعد صلاة الجمعة
منيرة تتصل على فاطمة، بعد ماسكرت من مها، بخبث: هاه وين اللي ماهيب بايعة عمرها وماخذه سعود؟؟
فاطمة بحيا: يمه من مهاوي، لحقت تقول لج..
منيرة تصنع الزعل: ليه أنتي كنت ناوية تدسين علي؟؟
فاطمة بخجل غير طبيعي: لا والله بس مادريت أشلون ممكن أقولها..
منيرة بعيارة: وأثر الأخت معجبة ومخبية علينا..
فاطمة وخدوها ولعت: استحي مناري عيب عليج..
منيرة بشوية جدية: لا جد جد قولي لي، شاللي غير رايج؟؟
فاطمة بدلال: ومن قال أني غيرت رأيي؟؟
منيرة ببعض استغراب: كلامس اللي كله متناقض..
تنهدت فاطمة تنهيدة طويلة: تبين الصج منيرة: أنا من يوم شفته السنة اللي فاتت بلبسه العسكري وهو ينزل عشان يشوف السيارة ليه خربانة، وعقبه مارضى يركب، لين إحنا ركبنا، وهو داخل مزاجي.. شكله ورزته حتى طريقته القوية في الكلام...وااااااااو.. شي عمري ما شفته..
منيرة بعيارة: حب هذا؟؟
فاطمة باستنكار صادق: استحي يا قليلة الادب، ممكن تقولين هو مجرد اعجاب، وانا والله العظيم والله العظيم إني عمري مافكرت فيه كزوج، لكن كشخصية أنا معجبة فيه... وأمانة ما تقولين لمها شيء..
منيرة بلعانة: أكيد.. وش بأقول لها يعني؟؟ فطوم ذايبة في هوى حضرة الملازم؟؟
فاطمة ولع وجهها: صج قليلة حيا، دواج سالم ياالكذابة و قليلة الأدب.. اتقي الله تكذبين علي نهار الجمعة..
**************
جواهر جالسة تستشور شعرها بعد الحمام.. مع إنه ما يحتاج سشوار من قد ماهو ناعم.. بس كانت تبي تسوي شيء تفش فيه توترها، ويقصر عليها الوقت.. حاسة الساعات القليلة الباقية على المغرب كأنها دهر..
رن موبايلها اللي كان محطوط على التسريحة قدامها، طالعت الاسم، بهدوء: هلا نجلاء
-
- وش فيه صوتج طالع من قبر، ماكأنه صوت وحدة بتشوف عيالها عقب غياب17 سنة. (نجلاء بمرح)
-
- متوترة نجلاء متوترة.. وملهوفة.. وخايفة..
-
- ياه ياه.. وليش ذا كله؟؟
-
- جواهر بحقد: الحقير ماقال لهم أنه هو اللي كان خاطفهم مني، خلاهم يظنون أني أنا اللي خليتهم.. تخيلي أشلون بتكون مقابلتهم لي الليلة وهذا ظنهم..
-
- نجلاء بصدمة وحزن: صدق إنه نذل، ماكفاه اللي سواه..أنتي قولي لهم، ولا عليج منه الخسيس..
-
- جواهر بنفي: ما أقدر نجلاء ما أقدر.. أنا ماأدري أشلون علاقتهم بأبوهم، اخاف يظنون أني أبي أخرب بينهم وبين أبوهم.. وأخاف هالشيء يأثر على نفسيتهم..
-
- نجلاء بغضب: يعني تخلينها برأسج أنتي، يعني 17 سنة دافنة عمرج تنتظرينهم وبتموتين من اللهفة عليهم، ويوم تشوفينهم، تشوفينهم وبينج وبينهم حاجز
-
- لازم هو اللي يقول لهم يا نجلاء، هو اللي كان معهم 17 سنة ويعرف طبايعهم، ويعرف يقول لهم بالطريقة الأفضل ، هذا إذا كان بيقول لهم..
-
- ليه هو موناوي يقول لهم بعد؟؟
-
- يمكن يقول كفاية عليج شوفتهم، تبينهم يكرهوني يعني، ياربي وش كثر أكرهه هالأنسان.. كل يوم يبين لي خسته ونذالته أكثر..
-
- نجلاء بتأييد: الله يعينج يا قلبي.. الله يعينج..
************
على الغدا في بيت هادي (أبو خالد) عم مها، الضيوف اللي كان عددهم 5 قاموا على الغدا.. والشباب بعدهم قاعدين..
محمد يلف على خالد ولد عمه وصديقه ويهمس: من ذا الرياجيل الأجناب.. أول مرة أشوفهم..
خالد بهمس: علمي علمك، اتصلوا على أبي يقولون حن الأبو فلان ونبغي نجيك زيارة، فحلف عليهم يتغدون عنده يوم الجمعة..
محمد هز كتوفه: غريبة..
بعد ماخلصوا الكل الغدا، وقعدوا يتقهون، خالد ومحمد وسعود قاعدين جنب بعض.. أكبر واحد في الضيوف تنحنح: وقال : يا بو خالد أنت رجّال نادر في الرياجيل..
أبو خالد بحذر: ماعليك زود طال عمرك..
كمل الضيف بلهجة كلها احترام وثقة: ومثلك من الرياجيل ينشرى قربه.. وحن جايين اليوم نشري قربك ونخطب بنتك الكبيرة...
محمد من سمع الخطبة... حس إنه فيه عرق في رقبته بينقطع من الحرة والغضب، وحس أنه فيه دخان يطلع من رأسه.. وعيونه تولع.. محمد تفكيره تفكير شيبان (أشلون بنت عمه يخطبونها ناس أغراب، لا وهو قاعد يسمع بعد) ..و سعود كان بعده مو مستوعب اللي يصير..
محمد ضرب أخيه بكوعه في جنبه.. وهمس بصوت واطي بس مشتعل نار: أنت تسمع وإلا ما تسمع.. الرياجيل يخطبون بنت عمك وانت ساكت يالرخمة .. لولا حشمتك وإنك أكبر مني وإلا كان قرعت أنا عليهم.. قوم إقرع لا تفضحنا في الرياجيل.. وتصغرنا قدام عمك وولده..
قبل ما حد منهم يتكلم، رد أبو خالد: عيال عمها هذا هم قعود، كانهم رخصوا لكم فيها.. أبشروا بسعدكم..
الرجال الكبير ألتفت على سعود ومحمد: وحن ماحن بمتعدين على عيال عمها.. وش تقولون يا عيالي؟؟
#أنفاس_قطر#
الله ياحلوين هذا اخر جزء وصلت له الكاتبة ونطرو بكره الجزء الجديد ترى التنزيل يومي
ابغي اشوف ردودكم ياحلوين اوكي
ذهلة
|