كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
بعد الغياب/الأجزاء 108، 109
بارت الليلة إهداء للعذبة الرقيقة الغالية
جوودي1
التي كانت دائما رؤية خطها الأحمر
تنعش قلبي كأنها تدفع بدفق الدماء الحمراء إلى عروقه
بعد الغياب/ الجزء المئة وثمانية
#أنفاس_قطر#
عزوز برعب: وأشلون قدرت تستحمل؟؟
عبدالله بإيمان عميق جدا: إن الله مع الصابرين..
كنت أقضي الوقت في الصلاة والدعاء وقراءة اللي أني حافظه من القرآن.. ومساعدة المعتقلين اللي تدهورت حالتهم الصحية بسبب سوء وضع المعتقل وتعرضهم للاضطرابات الجوية بشكل مباشر..
عبدالعزيز باستفسار مر: وأشلون طلعت زين..
عبدالله بهدوء وعيونه تسرح: مع بداية شهر 8 تسربت أخبار معتقل "الجدر" للاعلام..
وصلت أخبارنا لمجلس النواب..
وجات زارت السجن لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب.. وثاروا جدا على وضعه..
وإنه هل من المعقول إنه يكون فيه معتقل مثل هذا؟!!
بعد كم أسبوع "الجدر" اتسكر..
واحنا توزعنا على المعتقلات الثانية.. ورحت أنا لسجن "المعقل"
وقتها قدرت أتصل على فاضل.. وطلبت منه مايبلغ حد لحد مايجيني..
طلبت منه يجيب جواز سفري.. ثم اتصلت على ثاني عشان يرسل لي فلوس لأني ماكان معي أي فلوس ولا اثباتات..
وعطيته رقم فاضل عشان يبعث الفلوس له..
رغم أن فاضل اللي والله عمري كله ما أقدر أرد جميله.. كان مصر إنه هو اللي يعطيني فلوس.. بس أنا أصريت أطلب من ثاني..
تفاجأت بفاضل جايني ثاني يوم وخالي ثاني معه.. اللي ما أعرف متى لحق يحجز ويجي.. وكانوا جايبين جواز سفري معهم..
ما تتخيلون سعادتي لما شفت وجه ثاني..
يالله وش كثر اشتقت له..
واشتقت لكم واشتقت للدوحة..
خذت كم يوم لين خلصنا.. وافرجوا عني
وبعدين حجزنا أنا وثاني على عمّان في الأردن..
أنا كنت مصمم أسوي فحوص طبية شاملة قبل أرجع للدوحة..
لأني مروا علي مرضى أشكال ألوان الله يشفيهم ويفك ضيقتهم..
قعدت في عمّان أسبوع ونص.. لحد ما تاكدت أني سليم تماما.. وجيتكم أنا وثاني من عمّان للدوحة
نوف وقتها ماستحملت رمت نفسها في حضن أبوها وبدت تبكي..
ودموع جواهر بدت تنزل بصمت..وألم مر قاس يتجذر في أعماقها وهي تتخيل كل الألم والعذاب اللي عاناه عبدالله خلال الشهور اللي فاتت..
بينما عزوز عبرته خانقته وحابسها.. وعبدالعزيز كان متأثر جدا ومتماسك كعادته..
عبدالله حضن نوف بحنان وهو يمسح على شعرها
ويقول بحنان أبوي صافي: قولي الحمدلله يا بنتي على كل حال
ناس كثير ماتوا قدام عيني.. وذقت الحسرة عليهم ألف مرة..
يالله ماأقسى الإنسان على أخيه الإنسان..!!
الله يفرج عنهم ضائقتهم.. ويتمم عليهم نعمة الأمن والأمان..
أنا أشهد أنه فيهم رجّال ومن ظهور رجّال.. الله يكشف غمتهم
ويحرر بلدهم..
****************
حوالي الساعة 11 ليلا
سالم مار على بيت عمه أبو علي..
عشان يأخذ منيرة اللي كانت سهرانة عند أهلها..
منيرة طلعت لسالم في سيارته..
أول ماركبت: مساء الخير يابو مبارك..
سالم يبتسم وهو يحرك بسيارته: مهوب حرام نسمي ولدنا مبارك.. يتعقد من أسماء الشيبان من أولها..
منيرة تبتسم: مالك لوا... وش تبينا نسميه يعني مهند وإلا لؤي؟؟
سالم يضحك: يازينه لؤي بن سالم خوش اسم.. شامي على بدوي.. سلطة عجيبة..
منيرة برقة: على طاري المواليد.. ترخص لي بكرة.. أبي أزور دكتورتي جايبة ولد..
سالم باستفسار: مع من بتروحين... مع رقية وسبيكة أكيد؟؟
منيرة ضحكت: فيه غيرهم يعني.. خاطري أعرف حاط دوبكم دوبهم ليه..
سالم يضحك: أغار منهم حبيبتي.. من أشوفس ماسكة التلفون والضحكة شاقة.. أدري أنس تكلمين وحدة منهم..
منيرة بمرح: الزبدة مرخوصة وإلا لا ياقلبي؟؟
سالم بود: مرخوصة.. بس لا تتأخرين
*****************
الساعة 11 وربع...
عبدالعزيز يدخل بيته...
ويطلع للصالة اللي فوق.. اللي نورة كانت تنتظره فيها
نورة كانت قاعدة على أعصابها... أول ماشافته نطت: عزوز وأشفيك تأخرت.. وكل ما أدق عليك تقول لي بعد شوي... ولا ريحت قلبي...
عبدالعزيز ابتسم ابتسامة مرهقة: ياذي عزوز... غيري بدلي يابنت الحلال.. مافيه عبدالعزيز وإلا ابو منصور من هنا وإلا هناك...
نورة ابتسمت ابتسامتها المعتادة: مافيه تتهرب من السؤال... وماعندي غير عزوز ياعزوزي..
عبدالعزيز بنبرة حزن واضح: كنت عند جواهر..
نورة نط قلبها في حلقها: جواهر فيها شيء؟؟؟
عبدالعزيز باستنكار: بسم الله عليها... ليش تقولين كذا؟؟
نورة بقلق: ماشفت وجهك وأنت تقولها...
عبدالعزيز وهو يدخل غرفته ويحط غترته على السرير ويجلس جنبها: عبدالله يانورة.. هو سبب ضيقتي..
نورة جلست جنبه وهي تقول: ليه عسى ماشر... وش فيه أبو عبدالعزيز؟؟
عبدالعزيز بحزن عميق: تدرين إنه كان في المعتقل كل هذي الشهور.. وشاف اللي ماينشاف... الله إن شاء الله يجازيه الخير ويجبره على قد ماصبر...
نوف بمساندة عميقة: ياحرام والله إنه مايستاهل... أنا بصراحة عزيته من كثر منت تعزه...
عبدالعزيز بمودة: والله أنه يستاهل من يعزه ويقدره ويحترمه..
نورة وقفت وهي تلبس روبها: زين تعشيت؟؟
عبدالعزيز بهدوء: كلينا فطاير وشربنا كرك وعصير عند جواهر لحد ما انفقعت خلاص...
نورة بحب: فيه العافيه... أنا بأنزل أجيب لي عصير ليمون.. مشتهيته.... تشرب معي؟؟
**************
ثاني يوم
بعد صلاة العصر مباشرة
مها وفاطمة ومنيرة اتفقوا يروحون يزورون جواهر في المستشفى
عشان يلحقون يرجعون قبل المغرب..
محمد وصّل مها لبيت منيرة..
وبعدين فاطمة جات لهم مع شغالتهم وسواقهم.. وراحوا كلهم للمستشفى على سيارة فاطمة..
والاتفاق إنهم كلهم يرجعون لبيت فاطمة.. يسولفون ويتعشون عندها وعقب مها يجيها سعود.. ومنيرة يجيها سالم هناك.. ويرجعونهم..
وصلوا مستشفى النساء والولادة حدود الساعة 4 وربع
اشتروا لهم أكبر سلة شيكولت لمولود ولد لقوها في محل لاريسا اللي تحت..
لأنهم كانوا متقاطين فيها ثلاثتهم والكرت باسمهم الثلاثة فكانوا يبون شيء راهي.. على قولتهم..
فاطمة وهي تضحك: شوفوا أنا باكتب حرم سويلم وحرم متيعب والآنسة فاطمة.. عشان يكون كرت معبر عن واقع الحال...
مها بعيارة: عشان أفلع لش ذا الوجه اللي أنتي رازته..
فاطمة تبتسم: أنا أبي أعرف وش حارج في ذي الويه.. لاني حاطة مكياج ولا مبينة شعري.. بس حلوة.. وش أسوي بجمالي؟؟ أحرق روحي يعني؟!!
منيرة بعيارة: ياشين الثقة.. الثقة عليس مثل السرج على البقرة...
فاطمة تضحك بصوت واطي وهم متوجهين للمصاعد: أنا وش مصبرني عليج أنتي وياها ما أدري.. كله تنغزوني
مها بعيارة: المحبة الله يكفيش شرها..
فاطمة : وع منكم ومن المحبة اللي من وراكم يالشيف..
مها وهي تضحك بصوت واطي وهم داخلين المصعد: والله مافيه شيفة غيرش يالعانس..
فاطمة تمسك قلبها وتقول بلهجة حزن مصطنعة: آه جيتي عالقرح اللي قوا ئلبي..
المصعد ماكان فيه حد غير البنات الثلاث..
مها ومنيرة كالعادة عليهم نقاباتهم..
وفاطمة كانت لابسة عباية مسكرة سادة وشيلة فيها تطريز ناعم مشدودة عدل على راسها..
وطبعا الثلاث بدون أي مكياج ولاحتى ماسكرا..
المصعد كان على وشك أنه يتسكر.. لولا أن يد وقفت في طريق الباب ومنعته يتسكر..
كانت يد رجّال.. مسكت الباب بثقة وبان في معصم صاحبها ساعته وكبك الكم اللي كانت كلها من الألماس وفي قمة الفخامة والذوق..
دخل صاحب الكم ليمتلئ المصعد بحضوره وطوله ورائحة عطره الفخمة كان عطر (شيخ) مخلوط برائحة دهن عود فاخر..
ماكان وسيم.. ولكنه كان جذاب وأنيق بطريقة غير معقولة..
يبدو كما لو كان فيه سحر خاص به..
ثقته الواضحة بنفسه تحيط به كغلالة رجولة مشبعة بالألق..
كان في المصعد ومع ذلك كان يلبس نظارته الشمسية السوداء اللي ما تدل وين عيونه ونظراته تروح..
واقف بثقة كأنه يقف في أملاكه الخاصة..
منيرة تهمس للثنتين بصوت واطي جدا ما يسمعه غيرهم بعد سنوات من التعود مع بعض بهذه الطريقة في الحصص والمحاضرات والأماكن العامة: نعنبو هذا جاي مستشفى وإلا رايح عرس.. بيصرع المرضى بريحة عطره..
مها بنفس الصوت: لا وعطر شيخ بعد.. شكله متسبح فيه..
منيرة بنفس الصوت: وأنتي وش عرفس؟؟
مها: عطر سعود أشمه وهو طالع وهو داخل... تدرون أول مرة أشوف واحد ينافس سعود في الكشخة...
فاطمة كانت الوحيدة التي لم تعلق.. لأنها حست أنه كما لو كان يراقبها من خلف نظاراته..
رغم أنه في الحقيقة ماكان يطالع ناحيتها ولا حتى اهتم فيهم..
فاطمة بدون ماتعرف السبب حست كأن المصعد تضيق جدرانه عليها حتى كادت تختنق.. وإنها بتفطس من الحرارة اللي اجتاحت جسدها بعنف..
حست إنها تغرق عرق.. وتمنت لو تأخذ طرف شيلتها وتغطي وجهها فيها.. بس خافت تسوي كذا يعرف إنه عشانه..
يعني موب أول مرة تصدف أنهم يركبون المصعد مع شاب... هذا وش فيه مختلف؟!!
حست أنها فعلا مو قادرة تنتفس وكأن وجوده يسحب كل الأكسجين من غرفة الحديد المربعة الضيقة..
ماصدقت إنهم يوصلون الطابق الخامس حتى تنط تطلع وتأخذ نفس عميق
منيرة بقلق: فاطمة وش فيس؟؟
فاطمة بنبرة متوترة: يمه.. ماشفتيه أشلون يطالع؟؟
مها بعيارة: أنا شفتش أنتي تخزينه والمسكين يتصدد من الاحراج.. باقي تعطينه الرقم..
فاطمة بتوتر: حرام عليج مها..أنا؟؟
مها بقلق: توتي.. أمزح معش.. يعني أنتي ما تعرفيني.. وش معنى خذتيها بحساسية ذا المرة..
فاطمة بنبرة متوترة: خلاص بنات هذا إحنا وصلنا غرفة دكتورة جواهر خلنا ندخل..
مها ومنيرة هزوا اكتافهم وهم يتبادلون النظرات..
دقوا الباب لأنهم كانوا اتصلوا في جواهر وبلغوها بجيتهم
فاطمة وهي تدخل.. طاحت عينها على صاحب النظارات الغامض واقف قريب منهم..
كأنه كان يلاحقهم (صدق مايستحي)..
**********************
الجازي تدخل بيت عمها هادي..
لأنها عندها بعد شوي مدرسة هي وغالية اللي ثنتينهم 3 ثانوي ذا السنة وشادين حيلهم بزيادة..
أم سعود نزلت الجازي وقالت لها: بأروح للجمعية.. أشتري أغراض وعقب بأرجع أتقهوى مع أم خالد لين تخلصين..
الجازي داخلة محملة بملفاتها..
وطلعت فوق لغرفة غالية
وهي خلاص واصلة لفوق شافت خالد طالع من غرفته..
الجازي عادي كملت طريقها تبي تروح لغرفة غالية
وخالد مابعد انتبه وكان طالع
ولو أنه انتبه قبل.. كان رجع لغرفته وقفل على نفسه لحد ماتروح
بس هي خلاص شافته وشافها.. مايبي يحسسها إنه هربان منها...
اللي ماحد يعرفه إنه عاشقنا المتيم كان عارف إنه الجازي وغالية عندهم مدرسة هذا الوقت عشان كذا كان دايما يهرب قبل ماتجي الجازي
ومايرجع إلا لما يدري إنها راحت..
ماكان يبي يشوفها بعد أخر موقف صار بينهم لما استنجدت فيه من محمد.. مرت شهور على ذاك الموقف..
والنار في قلبه تتأجج..
وكان عارف إنه لو شافها معناها نار جديدة تُضاف للنار الحالية.. وهو ماعاد متحمل..
الجازي شافته جاي ناحيتها يبي ينزل مع أنه ماكان يطالع ناحيتها أبد...
وهو يتمنى أنه تروح في حالها وتخليه يروح في حاله..
بس الجازي ببراءتها وقفت وقالت: خويلد.. وينك زمان ماحد شافك؟؟
خالد كح (لحول وش تبي فيني هذي) خالد وقف وبينهم مسافة وهو يحاول مايطالع ناحيته: والله مشاغل... تخرج.. وتوني اشتغلت..
الجازي ببراءة حقيقية: صدق سوري.. ماقلت لك مبروك.. والله منت بهين ياخويلد.. عقبالنا يارب..
خالد حس إن الجو حر وكان وده يهف على روحه شوي.. رد بتوتر: الله يبارك فيش.. وقلنا لش قبل خالد لو سمحتي..
الجازي بعذوبة مرحة: صدق إني غبية.. يعني معطت شعري على سبتها قصدي كشتي المحترقة.. المفروض ما أنسى.. زين أسفين ياخالد..
وعقب كملت بلهجة اعتيادية: يالله رخصنا.. عندنا مدرسة..
خالد ماصدق إنها تروح.. كان ضايق حده.. ومايدري وش يسوي.. يطلع.. وإلا يرجع..
هو أصلا كان طالع عشان مايقابلها وهذا هو قابلها.. يعني ماعاد للطلعة فايدة..
خالد اللي تعب من الكبت والحسرة والقهر قرر يروح لدانة في غرفتها.. يسولف معها شوي
#أنفاس_قطر#
بعد الغياب/ الجزء المئة وتسعة
#أنفاس_قطر#
خالد دق باب غرفة دانة بالراحة..
صوت دانة الناعم الهادئ من خلف الباب: تفضل..
كانت دانة فاتحة اللابتوب على منتدى نسائي تشوف الهذرات الجديدة.. لما شافت وجه خالد اللطيف بابتسامته القلقة..
سكرت اللابتوب وابتسمت: تعال حبيبي..
خالد دخل وجلس جنبها على سريرها..
دانة برقة: وش عندك؟؟
خالد بابتسامة متوترة: يعني ماحد يجي عنده أخته الغالية إلا لو عنده شيء.. اشتقت لش..
دانة تبتسم: يالعيار.. أنت اللي توك جايبني من الشغل من ساعتين بس.. لحقت تشتاق..
خالد فعلا كان تعبان ومتضايق: ضايق شوي يا أخيش..
دانة بقلق: تخسى الضيقة يابو هادي.. أفا.. وش مضيق خاطر شيخ الشباب؟؟
خالد بعمق: خليها على الله بس..
دانة قلقها تزايد: تكفى خالد لا توترني.. وش فيك..
خالد بعذوبة وشفافية موجعة: أحب !!
دانة شهقت بعنف كأنها ضُربت على راسها بمطرقة: تحب؟؟
خالد وهو يعبث بمفتاح سيارته ويقول بنبرة هادئة فيها نكهة انكسار: ليه حرام أني أحب؟؟
دانة تأخذ نفس عميق: الحب كمشاعر حق لكل إنسان.. ماحد يقدر يتحكم في قلبه.. وأنا أكثر واحدة عارفة..
بس المهم إن حبك هذا مايكون فيه مخالفة لدين ولا أعراف ولا تقاليد..
خالد بهدوء مؤلم: من هالناحية لا تحاتين.. كاتم في قلبي وساكت... لحد ماقربت أنفجر..
دانة باستفسار بحذر: وممكن أعرف اللي تحبها؟؟
خالد وهو يوقف دلالة على رغبته في إنهاء الكلام: مهوب الحين..
دانة بتفهم (وهي خير من يفهم المحبين ورغبتهم في الكتمان): براحتك فديتك.. بس تأكد إنك متى ماحبيت تتكلم قلبي وأذني مفتوحين لك.. وتأكد إن كلامك وبوحك بيكون في بير عميق..
خالد وهو يوطي ويحب رأسها بحب واحترام: مايحتاج تقولين.. أنا أكثر واحد عارف...
والله إنه سعود مايعرف هو وش كثر خسر!!
دانة انلسعت بعنف: مافيه داعي لذا الكلام ياعيون أختك.. مافيه داعي !!
****************
ماجد يدخل بيته..
عقب ماطلع من صلاة العصر..
مر واحد من جيرانه.. شايبهم كان مريض
وراح يعوده ويتطمن عليه
كعادته كل يوم من يوم مرض الشايب..
دلال كانت في مطبخ التحضير..
تسوي له قهوة العصر..
ماجد بصوت عالي: دلال.. دلال.. دلولتي..
دلال تطل عليه من باب المطبخ: يمه منك.. قصر حسك.. أخر الشارع عرفوا أنك تناديني..
ماجد بمرح: اللي عنده معاش يقطعه.. حد له عندي شيء.. واحد ينادي دلولته... أخر الشارع وش كارهم..
دلال تبتسم: الحكي معك ضايع.. روح إجلس باجيب لك القهوة..
ماجد بحنان وهو يدخل عليها المطبخ: إن شاء الله تبين تجيبينها أنتي.. وخري أنا بأشيلها.. لا تولدين علينا قبل وقتك..
دلال بابتسامة: كل السالفة دلتين وصحن كيك.. يعني موب صحن ذبيحة...
ماجد بعيارة هو يشيل الصينية: أنتوا يابنات ذا الأيام مافيكم فايدة... أقل شيء يولدكم.. وينج يمه ووين أيامج
ماجد ودلال جلسوا..
ماجد بحب وعذوبة: تعالي جنبي..
دلال قامت وجلست جنبه وصبت له فنجان قهوة وحطت له صحن كيك..
ماجد وهو ينزل فنجانه ويمسك يدها: زرتي مرت عبدالله؟؟
دلال بذوق: أكيد .. رحت لها مع نجلاء وعمتي أم جاسم..
ماجد بمرح: وش جبتي لسميي هدية..؟؟
دلال بنبرة حب واضحة:جبت سلة شيكولت..و ياي على سميك يجنن.. ولا يهمك سماوته نزوجه بنتنا..
ماجد بحنان: البنت ماتغلى على عبدالله وولده.. بس الحين أبيج تشترين له أحسن شيء وأغلى شيء في السوق
دلال بعذوبة: حبيبي والله أني ناوية.. بس خل أم عبدالعزيز لين تطلع لبيتها.. وأزورها بهديتها و بهدية ماجد إن شاء الله..
****************
في جناح جواهر بالمستشفى
الموجودين عند جواهر: نوف وعائشة وبنتها ديمة.. ومها ومنيرة ونوف...
البنات صار لهم حوالي 10 دقايق...
خلصوا السلامات والتعارف على بعضهم
جواهر بذوق: والله كلفتوا على أنفسكم..
البنات: لا والله مافيه شيء من قدرك يادكتورة جواهر.. قدرك عندنا عالي
جواهر توجه كلامها لمنيرة: منيرة متى عرسج أنتي و.... خليني أنا متذكرة اسمه... إيه.. سالم..
منيرة كحت بحرج... ومها ابتسمت وقالت: منيرة يادكتورة حامل في الشهر الثالث الحين..
منيرة قبصت مها في فخذها بدون ماحد ينتبه غير مها اللي كتمت في نفسها وقالت منيرة بحرج: ماصار عرس يادكتورة.. زوجي صار عنده ظرف صحي.. وانا رحت لبيته بدون عرس..
جواهر باحترام: والله أنج بنت أصل.. الله يتمم عليج يارب
عقب منيرة ابتسمت وقالت بخبث:مشكورة يادكتورة ...وإن شاء الله تحضرين عرس مها عقب 3 شهور إن شاء الله
الحين جاء دور مها تكح من الحرج وتقول بنبرة متقطعة: أول مانطبع الكروت.. أنتي أول وحدة دكتورة..
جواهر برقة: إن شاء الله..
فاطمة كانت تتكلم على القد.. وبحدود..
أبو نظارات الغامض وتّرها بشكل غير معقول.. وبدون سبب منطقي.. (صج وش أبي فيه.. خله يولي!!)
بس عقبها أشرت للبنات خلونا نستأذن..
وفعلا قاموا يستأذنون في الوقت اللي كانت عائشة تخلص مكالمة في موبايلها.. وتهمس لنوف.. اللي قامت تجيب لامها نقابها وجلالها..
البنات طلعوا.. لقوا أبو نظارات واقف برا بنظاراته اللي ماخلعها بوقفته الواثقة أو لنقل المغرورة..
مع طلعتهم .. تحرك ناحيتهم
فاطمة بنبرة غضب وحدة وجهت كلامها له: أنت يأ اخ ماتستحي ولا عندك خوات..
خلع نظاراته بثقة وألتفت ناحيتها وهو يقول بهدوء حاد وهو ياشر بأصبعه باحتقار: أنتي يا أخت أنتي تكلميني أنا..
فاطمة انلسعت من نظرة عينه الحادة القاسية المتجبرة
والبنات متفاجأين من ردة فعل فاطمة..
يعني مو أول مرة يتعرضون لمعاكسات وخصوصا هي..
وكان ردهم دائما التجاهل... من باب المقولة الخالدة (الحقران يقطع المصران) وش معنى ذا المرة قررت تهزئ اللي يعاكس؟؟
فاطمة تماسكت وردت بنفس الحدة: والله مافيه حد غيرك لحقنا في الاسانصير.. ثم هنا.. لا وقاعد تنطرنا بعد... صدق إنك قليل أدب ولا عمرك تربيت..
ابتسم ابتسامة ساخرة والاثنين يتبادلون نظرات حادة عميقة: ياحليلج ياشاطرة... !!
أنتي وش شايفة حالج.. عشان ثاني بن ناصر يتنازل لشكلج ويمشي وراج..
شايفتني بزر وإلا مراهق.. روحي يابنت الله يستر عليج... وألعبي على قدج.. أنا جاي أزور المرة اللي أنتوا طالعين من عندها... وإلا ممنوع بعد؟؟
فاطمة صرت على أسنانها وقالت له: صج وقح وحشرة بعد..
وسحبت نفسها ومشت
والبنات وراها مذهولين من حدة فاطمة الناعمة الرقيقة الغير مسبوقة
في الوقت اللي ثاني اتسعت ابتسامته واستمرت عينه تتابعهم لين أختفوا..
فاطمة كانت تقريبا تركض والبنات وراها.. ومها تقول لها: توتي حبيبتي شوي شوي.. لا تنسين منيرة في شهورها الأولى.. مايصير تسحبينها وراش كذا..
فاطمة حطت شيلتها على وجهها عشان ماحد يشوف دموعها وبدت تمشي شوي ودموعها تنسكب بغزارة
أول ماوصلوا للسيارة... فاطمة بدت تبكي بصوت مسموع ورمت نفسها على فخذ مها
منيرة اللي كانت تجلس جنبها من الناحية الثانية كانت تطبطب عليها وتقول بحنان: فاطمة فديتس.. مافيه داعي لذا كله..
فاطمة وهي تشهق: شنو مافيه داعي... ماشفتي أشلون هانني جني حشرة عنده..
مها وهي تحاول تهديها: وأنتي ماقصرتي فيه.. عطيتيه على رأسه..
فاطمة وهي تشهق أكثر: وهذا حد يقدر يعطيه على رأسه ماشفتيه أشلون يطالع ويتكلم جن الناس عبيد أبوه..
قال ثاني ولد مدري شنو.. يكون التافه ولد الشيخ حمد بن خليفة على غلفة..
قبلها بدقايق
ثاني واقف والابتسامة الواثقة تتسع على وجهه
ثاني تفكيره غريب شوي..
تعود يتعامل مع الجنس الآخر بجفاف وقسوة
من باب إنه كان له تعامل كبير مع موظفاته وموظفات الشركات الأخرى
ويؤمن أنك لو عطيت المره وجه إنها بتزودها وتقط الميانه..
وأنك لازم تحط بينك وبينهم حدود قاطعة عشان يعرفون حدودهم ومايتجاوزنها..
فاطمة اليوم لفتت انتباهه.. وبعمق
يمكن لو كان على موقف المصعد بس.. ماكان اهتم أبدا.. ولاحتى درا عنها..
لكن حدتها وهجومها عليه المتمازج مع عذوبتها ورقتها
ترك في نفسه أثر ما...
مجرد أثر!!!
ثاني يدق باب غرفة جواهر
عائشة فتحت له الباب وهي تحضنه بعنف تقول: يالظالم تروح العراق بدون ماتقول لي.. وحتى اليوم في البيت ماقلت لي..
وبعدها نطوا نوف وديمة كل وحدة منهم تحضنه شوي..وبتاثر بالغ
ثاني بهدوء ومودة: أنا قلت بدل مايصيرون فيلمين هندية واحد قبل وواحد عقب.. خلهم واحد لين رجعت..
عقب وجه كلامه لجواهر اللي كانت جالسة على سريرها لابسة نقابها وجلالها وهو بعده واقف عند الباب المسكر
وهو يقول لها باحترام: الحمدلله على سلامتج يا أم عبدالعزيز ومبروك المولود
جواهر برقي: الله يسلم غاليك.. ويكبر قدرك وخطوتك..
عائشة بعيارة: وش ذا العطر كله ياثاني... حرام عليك بتذبح جواهر ومجود...
ثاني بهدوء: والله أني متعطر من صبح.. ماتوقعت إنه لحد الحين مبين..
وعقب ألتفت لجواهر وهو يقول بذوق: سامحينا يا أم عبدالعزيز لو ضايقناج.. كنت أبي أسلم على ماجد.. بس دام دكتورة الأعصاب تقول ريحة عطري بتضايقه خلاص..
جواهر باحترام: لاوالله مانردك وأنت عاني لنا...
ووجهت كلامها لنوف: نوف يمه قومي شيلي ماجد وعطيه خالج..
ثاني جلس على الكنبة البعيدة وشال ماجد وهو متخوف: أخاف أعوره وإلا أكسره.. كنه عصفور
نوف وهي تضحك: الله يهداك خالي هذا أنا جنبك.. لاتخاف..
ثاني قرب ماجد منه بحنان وباس جبينه.. وحط ظرف فيه فلوس في لفته وقال بحنان: ماشاء الله تبارك الله مزيون طالع علي..
عائشة بعيارة: إذا مزيون على عبدالله.. إذا شين عليك..
ثاني ابتسم: كالعادة في صف عبدالله ضدي...
عائشة بحب: إذا سمعت كلام أختك الكبيرة وعرست.. ذاك اليوم باقط عبدالله في الزبالة..
جواهر ابتسمت وقالت لعائشة: زين احشميني أنا ونوف.. بتقطين أبونا في الزبالة واحنا نسمع..
عائشة بمرح: أنا كبيرة العائلة.. الحشيمة أولا وأخيرا لي..
ثاني بارك لجواهر مرة ثانية وأستاذن.. وهو عند الباب نادى عائشة: تعالي عائشة أبيج شوي..
عائشة لبست نقابها وطلعت مع ثاني برا: شالسالفة ثاني؟؟
ثاني بلهجة حاول إنها تكون واثقة كعادته: البنات اللي كانوا عندكم قبل أدخل.. من هم؟؟
عائشة استغربت ماعمره سأل عن حريم: طالبات جواهر في الجامعة..
ثاني بنفس الهدوء: واللي منهم كاشفة وجهها شاسمها..
عائشة ابتسمت وقالت بخبث: اهتمام خاص يعني؟؟
ثاني: عائشة جاوبيني من غير حركاتج القرعاء..
عائشة وهي فهمت بس قررت تتغابى ولا تسأل وتشوف اللي ورا ثاني: اسمها فاطمة ومابعد تزوجت..
ثاني بخبث: شفتي ماطاحت حنوكج يوم جاوبتي بدون لعانة..
عائشة بعيارة: ثاني احترمني... بيني وبينك فرق 13 سنة موب شوي.. أمك يالولد العاق..
ثاني مشى بثقة..
وعائشة رجعت للداخل..
عائشة كان لها أخت أكبر منها هي أم عبدالله
وأخين أصغر منها..
حامد الله يرحمه كان في سن عبدالله
توفي قبل حوالي 17 سنة.. في حادث سيارة وقبل يتزوج..
أمها كانت تقعد سنوات طويلة بين كل حمل وحمل..
ثاني جابته أم عائشة على كبر.. وماتت وهو صغير
وعائشة هي اللي ربته.. وكان معها طول فترة دراستها برا ودرس هو كل سنوات دراسته من الابتدائية للجامعة برا
شخصيته كانت استقلالية جدا.. ومستحيل حد يفرض عليه شيء... رجل أعمال ناجح جدا..
لاهي في أشغاله.. عن أفكار الزواج.. رغم أنه مو رافض فكرة الزواج.. لكن مالقى وقت يفكر فيها..
مغرور شويتين أوثلاث أو يمكن أربع
لكنه رجّال بمعنى الكلمة وقلبه طيب..
#أنفاس_قطر#
.
.
.
.
|