كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
بعد الغياب/ الأجزاء 105، 106
بارت اليوم الخاص
إهداء لمتابعة خاصة جدا
هي غاليتي الرائعة المحلقة
#مهما الليالي#
الله لا يحرمني من مساندتها اللي فترت يوم
بعد الغياب/ الجزء المئة وخمسة
#أنفاس_قطر#
نجلاء وصلت للمستشفى وهي تركض
عقب ماخرعت جاسم وصحته من النوم..
على باب غرفة الولادة شافت أخر شخص توقعت تشوفه
الطول هذا.. والعرض.. والهيبة
لشخص واحد.. ماغيره..
معقولة؟؟
معقولة؟؟؟؟
قربت بحذر .. وتأكدت ..
قالت بنبرة فرح واحترام: الحمدلله على سلامتك يابو عبدالعزيز..
عبدالله بقلق قاتل مغلف بطريقته الواثقة في الكلام: الله يسلمك يا أم حمد.. تكفين ادخلي عند جواهر وطمنيني.. لما وصلنا كانت تعبانة على الآخر..وتنزف..
تكفين طمنيني.. موبايلها معي...
******************
نوف صحت من النوم الساعة 6 استغربت أن أمها ما صحتها لصلاة الفجر..
صلت وعقب توجهت لغرفة أمها كعادتها..
قبل تتجهز لمحاضرتها اللي الساعة 8..
مالقت أمها..
ارتعبت بشدة.. ودقات قلبها تتزايد للحد الأقصى
(أمي وين راحت؟؟)
نطت تدور لها تحت.. مالقتها..
ركضت لغرفة عزوز وهي تصحيه بعنف: عزوز قوم.. قوم.. أمي ما أدري وينها..
عزوز نط قاعد وهو يدور نظارته.. لبسها وهو يقول بقلق: اشلون ماتدرين وينها؟؟
نوف برعب وعبرتها خانقتها: دورت في البيت كله مالقيتها..
عزوز خذ موبايله.. ودق رقم أمه بسرعة..كان متوقع أنه ممكن يسمع أي صوت.. أي صوت
إلا الصوت الابوي الحنون اللي رد عليه بكل دفء الأرض: هلا والله ببعد طوايف أبوه
عزوز ماقدر يرد بشيء وعيونه تتوسع وتتملئ دموع
في الوقت اللي نوف طاح قلبها برجولها وهي تشوف ردة فعل عزوز..
صوتها انبح.. بهت.. موقادر يطلع وهي تقول بحشرجة كأن روحها تطلع: أمي صار لها شيء؟؟
عزوز ماقدر يتكلم.. ناول نوف الموبايل.. حطته على أذنها بأصابع مرتعشة وقلبها على وشك التوقف من الترقب والقلق والرعب من الخوف على أمها
حست أنها مو قادرة تتنفس.. مو قادرة تعبر.. عاجزة حتى عن الاحساس بشيء من عظم الانفعالات اللي اجتاحتها وهي تسمع الصوت العذب اللي ذبحها اشتياقها له يقول: عزوز ياقلب أبوك.. ليش ماترد علي؟؟
نوف انهارت وهي متمسكة في الموبايل بوحشية وتصرخ في أذن أبوها بجملة واحدة.. بكل وجع الدنيا وفرحتها:
أبوي رجع
أبوي رجع
أبوي رجع
أبوي رجع
******************
عبدالله لما سمع صراخ نوف في التلفون قلبه انخلع عليها
خاف يصير لها شيء
وهم في البيت هي وعزوز بروحهم..
اتصل في نجلاء وقال لها انه لازم يرجع للبيت عشان عياله.. وبيرجع بسرعة..
نجلاء قالت له بلهجة مساندة لكنها مليانة قلق: روح.. براحتك.. جواهر شكلها مطولة شوي..
عبدالله قلبه طاح برجوله.. مابين رعبه على جواهر وقلقه وشوقه لعياله...
خلال أقل من ربع ساعة.. كان عبدالله يوصل بيته
وينط السلالم للدور الثاني..
توجه أول شيء لغرفة نوف.. مالقى حد
توجه لغرفة عبدالعزيز..بقلق.. بشوق... بمزيج هادر من المشاعر
عشان ينفجع بالمنظر اللي شافه..
كانت نوف تبكي بهستيرية
وعزوز حاضنها ودموعه تنسكب بصمت..
عبدالله قرب منهم بالراحة وهم مو منتبهين، قال بحنان: خوش استقبال تستقبلون فيه أبوكم عقب ذا الشهور كلها..
وش ذا الدموع كلها؟؟
الثنين نطوا مع بعض وهم يرمون انفسهم بنفس الوقت في حضن أبوهم.. وفرحة هائلة متسعة بلا حدود تجتاحهم بعنف
عبدالله حضنهم بعنف أبوي حاني كل واحد منهم بيد.. ويطول وهو حاضنهم بشدة..
نوف غرقت كتفه بدموعها وقبلاتها..وهي تنشج بعنف
في الوقت اللي عزوز انكب على يده يبي يحبها..
لكن عبدالله سحب يده وهو يشد عزوز يوقفه ويحضنه مرة ثانية بعنف وهو يقبل رأسه بحنان وحب غامر..
نوف وهي تشهق: يبه وين أختفيت وخليتنا ذا كله.. حرام عليك.. حرام عليك
عبدالله بحنان وهو يفلت الاثنين بالراحة: بأقول لكم كل شيء بعدين الحين لازم ارجع للمستشفى امكم هناك..
نوف برعب: باقي على موعد ولادتها أسبوعين..
عبدالله بود: الله هون عليها بشوفتي.. عقبال ماتقوم بالسلامة..
نوف وعزوز مع بعض: زين دقيقة ونروح معك..
عبدالله بحنان: أنتوا الحين تبون تلبسون وأنا مافيني صبر.. بأكلم افضل يجيكم..
***************
الساعة 11 صباحا
في ميدان الرماية.. في معسكر سعود
جابر بإعجاب: ماشاء الله عليك.. اليوم مبدع.. كلها تربلات.. (التربل مصطلح في الرماية يدل على إصابة كل الأهداف)
سعود بتوتر أخفاه تحت هدوءه: والله ياجابر ما أدري وش صدت ووش خليت..
جابر يضحك: صدتهم كلهم.. ماخليت ولا واحد.. أنت ماتشوف..
سعود كل شوي يطلع موبايله.. منتظر مسج من محمد يطمنه أو يذبحه..
بعد دقايق رن موبايله اللي كان على الهزاز في جيبه رنة مسج:
" سرك باتع يابو سعيد
دانة عيّت من عريس الغفلة"
المسج سكب ماء بارد على روح سعود المتأججة..
ماعرف وش يسوي؟؟
أشلون يعبر عن فرحته وسعادته اللي اخترقت روحه المثقلة اختراقا دافئا
سعيد..سعيد..فرحان.. سعيد..أنه دانه ماعندها استعداد أنها تكون لرجل لغيره
"ولمتى ياسعود؟!! لمتى؟!"
سعود طبع بسرعة مسج وأرسله:
"ريحتي قلبي الملتاع
من البارحة ماجاني نوم
كأني أشوى على أسياخ حديد محمي"
بعد دقيقة كان الرد يوصله:
"لا يخطر ببالك ولو واحد في المية
أني سويت كذا عشانك
أنا سويت كذا صدقا مع نفسي وبس"
سعود تنهد بحزن (ما ألومش يادانة.. ما ألومش.. أنا أستاهل أكثر من كذا.. أكثر بكثير)
*******************
نجلاء اتصلت بماجد عشان تبشره برجعة عبدالله
بس مارد عليها..
اتصلت بدلال وبلغتها.. لكنها شرطت أن البشارة لها..
ماجد كان عنده إجازة اليوم ونايم..
دلال اللي كانت عارفة هو وش كثر بينبسط من الخبر..
جات وتمددت جنبه ..
كانت تهز كتفه بحنان: بو فيصل.. بوفيصل.. قوم حبيبي..
ماجد بنعاس: تكفين دلال خلني أنام شوي.. قوميني قبل آذان الظهر..
دلال بنبرة فرح واضحة: قوم عشان تشتري لنجلاء بشارة..
ماجد اللي فتح عيونه حط يده على خد دلال بحنان: ماعندي بشارة لنجلاء إلا لما تبشرني بسلامتج إن شاء الله..
دلال بحنان ومرح وفرح: حتى لو كانت تبي تبشرك برجعة عبدالله؟!!
ماجد مثل اللي انلسع بكهرباء 20 الف وات نط واقف.. مو عارف وش يسوي.. او كيف يتصرف
وهو يصيح بفرح مجنون هادر: صحيح ؟؟ صحيح؟؟ عبدالله رجع.. عبدالله رجع
نط للشماعة يأخذ غترته ويلبسها
دلال ماتت من الضحك على ماجد اللي كان يبي يطلع: حبيبي شوف شكلك في المراية قبل تطلع..
ماجد رجع ووقف قدام المراية
كان لابس شيئين بس السروال الأبيض وغترته وبس
****************
بعد صلاة الظهر
عبدالله وعياله رايحين جايين قدام غرفة الولادة
جواهر تأخرت كثير..
نوف بدت تبكي بصمت من خوفها على أمها..
نوف كانت اتصلت في نورة وبلغتها عشان تبلغ خالها..
وفي هذي اللحظة كان عبدالعزيز ونورة يوصلون لغرفة الولادة..
عبدالعزيز اللي كان بيموت من القلق والخوف على أخته
ما أنتبه للشخص الثالث اللي كان واقف معهم.. لحد ماقرب منهم.. ولمح نوف رامية نفسها على كتف واحد..
لماعرف عبدالعزيز هذا الواحد.. ماقدر يكمل.. حس رجوله ما تشيله.. تسند على الطوفة عشان مايطيح
ونورة ارتعبت من اللي صار لعبدالعزيز
في الوقت اللي عبدالله قرب منه بثقة وحنان وهو يسنده.. ويحضنه بأخوية وود غامر..
عبدالعزيز اختنق بكلماته: الحمدلله على سلامتك يابو عبدالعزيز.. الحمدلله على سلامتك..
عبدالله بود: الله يسلمك يابو منصور..
عبدالعزيز بنفس الصوت المخنوق: متى وصلت.. ؟؟وش اللي صار لك..؟؟ ووين اختفيت..؟؟ ماخلينا مكان ندور لك.. وفاضل ونصّار كل يوم كنت أكلمهم..
عبدالله بود رغم قلقه الهادر على جواهر: وصلت قبل الفجر.. وفاضل عارف بمكاني من أكثر من أسبوعين.. بس انا طلبت منه مايبلغكم.. ماحد عرف إلاّ خالي ثاني بس..
عبدالعزيز بلوم: يعني ثاني صار أقرب مني؟!!
عبدالله بنفس الود المصفى: أنا دريت من فاضل أنك تزوجت.. وكنت أعرف أن مرتك وجواهر مالهم غيرك.. فماحبيت أربكك..وحبيت أسويها لكم مفاجاة..
وخالي ثاني كلمته عشاني بغيت منه فلوس.. ماشفته إلا ناط لي هناك في البصرة..
عبدالعزيز بتساؤل: البصرة وإلا بغداد؟؟
عبدالله بقلق: بأ قول لكم كل شيء بعدين.. الحين خل نتطمن على جواهر أول
عبدالعزيز رجع يحضن عبدالله ويقول: الحمدلله على سلامتك.. وزين أنك لحقت على ولادة جواهر..
إلا هي شاخبارها؟؟
عبدالله بقلق هادر: تأخرت كثير.. من الفجر واحنا هنا
بعد دقايق طلعت نجلاء باوراق في يدها ووجها أحمر ومنتفخ، كانت موطية عينها وتوجهت لعبدالله مباشرة وبسرعة
عطته الأوراق والقلم: وقع يابو عبدالعزيز..بسرعة
عبدالله بقلق مميت وهو يأخذ الورقة: على شنو؟؟
نجلاء بصوت مبحوح: واللي يرحم والديك بسرعة..
عبدالله قلبه انخلع وهو يقول بحدة: أوقع على شنو؟؟
نجلاء بنفس الصوت المبحوح: على عملية قيصيرية
عبدالله وهو بيموت من رعبه على جواهر: عقب ذا الوقت كله.. وبعدين عملية.....وموب المفروض إن جواهر هي اللي توقع..؟؟
نجلاء بنفاذ صبر: لو إنها تقدر توقع كان وقعت.. وقع الله يخليك جواهر بتروح منا.. وأنت قاعد تستفسر من كل شيء
عبدالله حس كان روحه تنسحب منه بعنف مر .. وقع بسرعة..
ونجلاء خذت الأوراق ورجعت تركض..
عبدالله واقف وقفته الواثقة الاعتيادية لكن قلبه كان يذوي ويذوب بعنف
#أنفاس_قطر#
بعد الغياب/ الجزء المئة وستة
#أنفاس_قطر#
عبدالله واقف وقفته الواثقة الاعتيادية لكن قلبه كان يذوي ويذوب بعنف
عبدالله كان يهتف في أعماقه بوجع مرير
(يالله أني طالبك ما تفجعني فيها
ياربي أنت اللي عارف ومطلع على السر
ياربي لا تفجعني
لا تفجعني
مثل ما نجيتني من اللي كنت فيه
تمم نعمتك علي.. لا تحرمني منها..
ليتني مارجعت.. ليتني مارجعت
لو ثمن رجعتي بيكون جواهر
ياربي خذ من عمري ومد في عمرها
خذ عمري كله
وخلها هي تعيش)
*******************
بعد العصر بشوي
في بيت أبو سعود
مزنة كانت جاية تأخذ مها اللي تبي تسوي بروفة فستانها اليوم..
مزنة هي اللي جاية مع سواقهم وشغالتهم لأن سواق بيت مها مأخذ إجازة اليوم..
مها قالت لها تطلع لها فوق.. لأنه مابعد كوت عبايتها.. وماتبيها تنطرها في السيارة
مزنة طلعت لها شوي.. وعقب قالت لها: أنا تركت شنطتي وفيها فلوسي وموبايلي في السيارة.. عجلي علي وانا أنتظرش تحت في السيارة..
مها بعيارة: نعنبو عجوز مافيها صبر.. زين أذلفي... دقايق وأجيش ياجدتي..
مزنة كانت نازلة بسرعة وفتحت الباب الواصل بين الصالتين الداخلية والخارجية بسرعة وعبرت بدون ماتنتبه للشخص اللي كان يبي يدخل..
خبطت فيه بعنف..
مزنة انتفضت وتراجعت بحدة
وهي تشوف محمد قدامها..
وهي بتموت في ثيابها من الخجل من خبطتها في جسم رجال غريب..
محمد تراجع وابتسامته تتسع وهو يعرفها
حتى بالنقاب.. حتى لو هي متغطية من ساسها لرأسها
مستحيل مايعرفها..
(حيا الله بنت هادي.. وانا أقول وش في بيتنا منور بزيادة وانا داخل) محمد بنبرة دافية تتلاعب الابتسامة على أطرافها
مزنة كانت تبي تطلع بس هو ساد الدرب.. ردت بحرج: الله يحيك.. ممكن امر لو سمحت..
بس محمد ماتحرك (مابغيت أشوفش وتبيني أتحرك مهوب حولي) رد عليها بنفس النبرة الدافية كأنه ماسمع طلبها: مبروك التخرج.. ماصارت فرصة أبارك لش قبل..
مزنة بتوتر وهي خايفة حد يشوفها واقفة معه وتسولف بعد: الله يبارك فيك... وخلني أمر لو سمحت..
محمد ماكأنه يسمع: وأنا يعني مافيه مبروك التخرج ولا الوظيفة..
مزنة العبرة خنقتها من الاحراج: مبروك.. وخلني أمر تكفى.. وش تقول أمك لو شافتني واقفة معك كذا.. مافي وجهي حيا..
محمد انتفض وانلسع من كلامها ومن ريحة البكاء في صوتها.. قال بحرج: أسف مزنة ماقصدي أحرجش..
وخر عن دربها وهو يقول: تفضلي..
مزنة مرت من جنبه بسرعة بدون ماتطالع فيه وهي متوجهه بسرعة للسيارة..
وهي تهتف في نفسها بغضب حاد(صدق مايعرف السحا..
أشلون هذا أخو سعود ما أدري!!
سعود مايرفع عينه في المرة..
وهذا مايستحي يقزني عيني عينك وأنا بنت عمه وفي بيته.
. صدق أنه مهوب رجّال ولا فيه من الرجولة شعرة)
مها نازلة لقت محمد واقف مذهول.. سلمت مارد عليها
مها بعيارة: هيه محيميد.. تراني أسلم..
محمد بصوت مضطرب: هاه وشو؟؟
مها بعيارة: خلاص فهمت.. مزنة مرت من هنا.. وهذي حالة مابعد انحسار مد مزنة.. خلني أروح لها
محمد وهو بعده متضايق من اللي صار ماتخيل أنها بتنحرج كذا لدرجة أنها تبكي: روحي لها لا تتأخرين عليها..
مها لقتها فرصة تتشفى في محمد اللي يحرجها دايم: ياقلبي تحاتي قعدتها بروحها.. مهوب ماكلها العوا لا تخاف عليها..
محمد مارد عليها وطلع السلم لغرفته..
مها هزت كتوفها مستغربة (مهوب عوايده يعني!!) وطلعت لمزنة اللي كان كان على رأسها الطير..
صامتة بشكل مر.. وإحساسها بالخجل يلفها بعنف..
*************
كانت تفتح عيونها بشويش..
رأسها مصدع..
وألم حاد قاتل في أسفل بطنها..
لكنها تناست كل شيء وهي تهتف بحنين موجع مر:
عبدالله.. عبدالله.. عبدالله
كانت تظن إن كل اللي هي مرت فيه مجرد حلم
معقولة كل هذا كان حلم
لمسات عبدالله وأنفاسه وهمساته
معقولة؟!!
معقولة؟!!
لكن روحها سكنت بهدوء عذب لذيذ
وهي تسمع صوته العميق الحنون يهمس
"جنبج حبيبتي"
فتحت عيونها كلها وهي تحس بملمس شفايفه الدافية على جبينها البارد ويقول بحنان هامس: الحمدلله على سلامتج ياقلبي
"حبيبي طمني عن المولود" نبرة قلق موجع مجللة بالبكاء
وجه عبدالله أشرق إشراقة رائعة حنونة وهو يمسك يدها بحنان ورقة : ماشاء الله تبارك الله.. ماجد ذيب من ظهر ذيب.. يجنن ياجواهر يجنن..وصحته ممتازة
وعقب كمل بابتسامته اللي اشتاقت لها جواهر: تدرين استخسرت أسميه على ماجد الشين..
بس قلت خلاص طارت الطيور بأرزاقها..
ما تتخيلين أشلون ماجد انبسط.. جاء بنفسه هنا..
ماخلا مكان يدورني جعلني ماخلا منه.. لين عرف من أم حمد أني هنا
وانبسط أكثر بالولد ما تتخيلين!!..
حط كل اللي في بوكه في لفة ماجد الصغير كان باقي يحط بطاقاته الفيزا والجوال والقلم والكبكات ويطلع مفسخ..
جواهر كانت تبتسم بإرهاق وهي ماتبي عبدالله يوقف كلام
يالله!!! وش كثر اشتاقت له.. ولعبق رجولته وخصوصية مرحه وهو يتكلم.. !!
كان يكمل كلامه وهو يقول بمرح: بس الخاين يقول لي أنه مرته حامل بس موب مسمي علي.. يقول أول شيء بيسمي فيصل.. عقب يفكر يسمي علي أو لا..
جواهر بحنان متعب: حبيبي خلهم يجيبون لي ولدي تكفى..
عبدالله بحنان مصفى وهو يمسح على شعرها: حبيبتي أنتي بعدج في العناية.. والولد في الحضانة..
كلها كم ساعة ويودونج غرفتج.. ويجيبونه عندج..
جواهر باستجداء: تكفى عبدالله بأموت أبي أشوفه..
عبدالله رجع يطبع قبلة حنونة على جبينها وهو يقول: إن شاء الله ياقلبي إن شاء الله..
**************
ثاني يوم.. بعد صلاة العشاء
جناح جواهر في الطابق الخامس من مستشفى الولادة
الغرفتين والممر كامل مليانين بباقات وورد وسلال شيكولت ضخمة..
من أهلهم ومعارفهم وزميلات جواهر في الجامعة
والأهم معارف عبدالله اللي عرفوا برجعته وإن زوجته ولدت في نفس اليوم فحبوا يعبرون عن فرحتهم ومجاملتهم بالمناسبتين..
ومعارف عبدالله كلهم من الوزن الثقيل
فكانت باقاتهم بحجمهم..
كان هناك باقات وسلات شيكولت تكاد تصل للسقف من ضخامتها..
جواهر جالسة على سريرها ترتدي روبها الخمري الحرير الفخم بشغل الدانتيل الناعم فيه..
كان عندها نوف بس..
بعد ماراحوا كل الحريم اللي كانوا عندها
وخلت الخدامتين اللي كانوا عندها يخدمون على سيل الزائرات اللي ما انقطع من الصبح يرجعون مع محي الدين للبيت..
بكى ماجد الصغير.. جواهر تتعدل في جلستها رغم الالم اللي هي حست فيه مكان الجراحة..وقالت وهي ترص على اسنانها: نوف حبيبتي عطيني أخوج..
نوف قربت منه بالراحة وهي تقول بحنان ذايب: ياناس يجنن يجنن.. بأكله بأكله والله ينوكل أكل..
جواهر بحنان: الحين عطيني إياه أرضعه وعقب أكليه براحتج..
جواهر خذت مجود برقة وحنان كأنها خايفة تكسره
باست جبينه..وهي تتأمل ملامح وجهه الرقيقة الضئيلة بوله أمومي شفاف..
طلعت ثديها..وحاولت ترضعه..
ماكان متقبل صدرها بالمرة..
لأنه أمس كله لحد اليوم الصبح وهم يعطونه رضاعة في الحضانة..
ومن الصبح وهي تحاول فيه يرضع مو راضي..
نوف اللي واقفة جنب أمها سألت باهتمام: بعده مايبي يرضع..؟؟
جواهر وألم جراحتها ذابحها.. ومتضايقة إنه الولد مايبي يرضع: مايبي..أخاف صدري ينشف حليبه كذا..
نوف بحنان: خلاص يمه فديتج لا تضايقين عمرج.. أنتي بروحج تعبانة وايد.. عطيني إياه بأسوي له رضعة..
جواهر بحنان: مايصير نوف كذا صار له يومين على الرضاعات.. ماراح يرجع يتقبل صدري كذا
نوف بنفس حنان أمها: بس يمه أنتي شايفة.. صار لج الحين أكثر من ربع ساعة تحاولين فيه وهو موب راضي ويبكي..
نوف سوت لمجود رضعة ثم جات شالته .. وجلست على جنب.. ترضعه..
رن موبايل جواهر.. تناولته من جنبها بتعب..
حست برعشة ناعمة عميقة تغزو قلبها وهي تشوف اسم عبدالله يضيء على الشاشة لأول مرة بعد غياب أكثر من سبع شهور..
أفضل راح طلع لعبدالله شريحة جديدة بنفس رقمه القديم.. وتوه عطاه إياها تحت..
وكانت جواهر أول رقم يتصل عليه..ردت عليه بهمس: هلا حبيبي
عبدالله بخفوت وعمق: يابعد طوايفي ذا الصوت.. اشتقت لج ولصوتج اللي يذبحني ويحيني..
ابتسمت جواهر بارهاق: رحت عيار ورجعت عيار..
عبدالله يبتسم: أنا عيار !! تبين أجي اوريج العيار وش كثر مشتاق..
جواهر بابتسامة وهي مفكرته في مكان بعيد: لو جيت خلال دقيقة.. ورني..
عبدالله بخبث: ومن اللي عندكم..
جواهر: ماحد..
تفاجأت جواهر إن رده عليها كان أنه فتح الباب عليهم ودخل ويقول بنبرة خاصة: هاه أم عزوز.. على الوعد اللي بعد دقيقة..
جواهر طالعت عبدالله بوله خرافي
وحضوره يملأ الغرفة باشعاعه الخاص..
كان في غاية أناقته.. ورجولته المتدفقة تغمرها
كأن الأشهر الماضية ماخذت منه شيء
لكنها عمقت سحره وتأثيره العجيب على من حوله
جواهر ابتسمت وهي تقول: يمه نوف عطي ماجد أبوه يسلم عليه وعقب حطيه في سريره..
(يعني معناته احشم وجود بنتك)
عبدالله كان في يده كيس محل مجوهرات شهير نزل الكيس على الكرسي اللي جنب جواهر
وابتسم وهو يشيل مجود بحنان ويطبع على وجهه قبلات كثيرة..
جواهر بحنان: عبدالله الله يهداك توه صغير على البوس الكثير اللي كذا..
عبدالله قرب من أذن جواهر وهو شايل ماجد وهمس وهو يقرب من أذنها لحد مالمس شحمة إذنها بشفايفه: كفاية أنتي ممنوع الاقتراب.. بعد بتمنعيني أحب ولدي..
جواهر كحت من الحرج (الرجّال ذا متى بيعرف السحا؟!!)
عبدالله ابتسم ورجع لنوف اللي كانت مشغولة تغسل زجاجة الحليب اللي توها رضعت ماجد منها: يبه نوف تعالي خذي أخوج حطيه في سريره..
نوف تنشف يدها: إن شاء الله يبه.. الحين جاية..
بعد ماخذت نوف مجود..
عبدالله رجع وشال الكيس وجلس مكانه وقرب الكرسي لحد مالصقه في سرير جواهر
نوف حست انه من الذوق إنها تنسحب..: أنا داخلة الحمام أتوضأ مابعد صليت العشاء..
عبدالله مد الكيس لجواهر وقال برقة وحب: الحمدلله على سلامتج حبيبتي..
جواهر باستفسار رقيق: شنو هذا؟؟
عبدالله بنبرة عميقة: افتحيه وشوفيه..
قبل تفتح جواهر العلبة كان في الكيس ورقة تشبه الشهادة طلعتها جواهر
كانت شهادة باللغة الانجليزية من محل مجوهرات عالمي برقم التصميم وأنه تصميم حصري خاص بحرم السيد عبدالله محمد.. والتاريخ يرجع لحوالي 6 شهور فاتت..
عمر جواهر ما اهتمت لهذي الأشياء
لكنها لهذا المختبئ بداخل العلبة الفخمة كانت تشعر بترقب دافئ: صار له ست شهور؟؟
عبدالله بنفس نبرته العميقة: كنت طلبته قبل أسافر العراق.. وياسبحان الله يكون النصيب انه يكون هدية ولادتج..
صار له في المحل 6 شهور..
ولأن صاحب المحل من ربعي.. قال للعاملين تحتفظون فيه ولا تتصرفون فيه لو حتى يقعد عندنا 20 سنة..
جواهر حست بانفعال جارف يجتاحها.. شنو اللي ممكن عبدالله يطلبه يتصمم لها حصريا...
فتحت بأنامل مرتجفة..
شهقت بنعومة: واو حبيبي.. يجنن.. يجنن
عبدالله قرب خده منها وهو يقول: واو كذا ماتكفي..
جواهر حطت يدها على خده الثاني وقربت وجهه شوي وطبعت قبلة شفافة على خده.. وهي تهمس: شكرا حبيبي شكرا.. ما تتخيل سعادتي فيه
عبدالله بحنان وهو يتحسس مكان قبلتها على خده: والله العظيم موب حتى قدر خطوتج على الأرض عندي
وكمل بخبث: طيب ممكن ألبسج إياه.. ابي الناس كلهم يشوفونه عليج..
جواهر برقة: أكيد..
عبدالله وقف.. وجواهر ميلت شوي قدام.. لحد مالبسها عبدالله السلسلة عبدالله همس في أذنها بعد ماخلص: بأيش يذكرك هالموقف؟؟
جواهر ابتسمت وتفكيرها يرجع لحوالي 9 شهور فاتت: بأنك الرجل الأكثر وقاحة في العالم..
عبدالله باس رأسها ورجع جلس: شفتيني مؤدب حبيت رأسج..
مع أني ما أداني ذا الحبة.. كأني أحب جدتي الله يرحمها..
جواهر تبتسم: انت ماتقول لي متى بتعرف السحا شوي..؟!!
عبدالله بعيارة: والله أني رجّال حياوي وتكانة.. بس من أشوفج أختبص وتخبط عندي المكينه.. وأقط خيط وخيط..
عقب كمل بإعجاب: كنت شايفه حلو في علبته.. بس الحين وهو على صدرج شيء فوق الخيال
كانت سلسلة ناعمة من الألماس.. القلب عبارة حرفي AوJ متعانقين بشكل خيالي محترف..
ثم يتناثر الحرفين بأحجام صغيرة مختلفة وخطوط مختلفة على كامل السلسلة..
نوف خلصت وضيها الطويل وطلعت وهي تقول بعيارة: لو ماخلصتوا قضية الشرق الأوسط موب شغلي.. لأني خست في الحمام
بعد دقايق اتصل عبدالعزيز وعزوز يبون يجون..
واجتمعت العائلة الكريمة كلها...
مجود كان ينتقل من يد أخوه لخاله لأبوه.. وكل واحد يبوس فيه شوي..
نوف بقلق عذب رقيق: حرام عليكم.. ذبحتوه..
عزوز بابتسامة: أنتي تبينه لج لحالج؟؟
نوف بعيارة: إيه لي لحالي.. وحتى أمي تقوله.. صح ماماتي..؟؟
قالتها وألتفت على أمها اللي جالسة على سريرها
والباقين جالسين على الجلسة
جواهر بحنان: صح ياقلبي..
نوف برقة: معناتها هاتو ولدي خلوه ينام..
نوف شالت ماجد وحطته في سريره
في الوقت اللي جواهر ألتفتت على عبدالله وقالت بجدية رقيقة: بما أنه احنا كلنا مجتمعين.. أعتقد أنه من حقنا كلنا نعرف اللي صار لك خلال السبع شهور ونص اللي فاتت
عبدالله ابتسم: خلاص المهم أني صرت هنا..
عبدالعزيز باهتمام: ويهمنا نعرف شاللي صار لك وغيبك كل هالمدة..
عبدالله اتسعت ابتسامته: حاضرين.. أحكي لكم قصة عبدالله البصري.. أو البصراوي مثل ما هم (يتحجون) هناك
#أنفاس_قطر#
.
.
.
.
|