كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الأجزاء 97، 98، 99
بارت الليلة
إهداء خاص
لشيخة بنات الكويت
الغالية جدا على قلبي بنوتةEl-Q8
اللي كانت معي خطوة بخطوة بمساندتها وتشجيعها وقلبها الذهب
بعد الغياب/ الجزء السابع والتسعون
#أنفاس_قطر#
قبل مايفتح المسج
حس بطعنة لا شبيه لها في عذوبتها
في وحشيتها
في انفعالها
وهو يشوف اسم دانة يتصدر المسج
سعود توتر بشدة.. أيش اللي ممكن دانة تكتبه له..؟؟
قرر يطلع من بيت عمه قبل يفتح المسج
حرك بسيارته لشارع خالي ثم وقف سيارته على جنب
خذ نفس عميق.. وفتح المسج
" أبي دفتري
لو سمحت"
سعود رغم حزنه العميق ابتسم
كتب لها
" ومافيه قبلها
الحمدلله على السلامة ياولد عمي"
مسج دانة
" الحمدلله على السلامة
وأبي دفتري"
مسج سعود
" الله يسلمك
ورد طلبك: أنا اسف"
مسج دانة
" شنو آسف هذي؟؟
الدفتر هذا حقي
بأي حق تحتفظ فيه عندك
أصلا أنا غلطانة اللي خليتك تقراه"
مسج سعود
" الدفتر صار حقي أنا
لو عندك اعتراض
اشتكي علي عند الشرطة
وقولي لهم أنك تبغين دفترك"
مسج دانة
"سعود
وحق عشرتنا
لوكان باقي لها عندك حق
ترجع لي الدفتر"
سعود حس بألم قاسي مر يجتاحه بكل العنفوان.. وهو يقول لنفسه
(وحق عشرتنا؟!!
وانا وش ذبحني إلاَّ عشرتنا
كل دقيقة من الأيام اللي عشناها سوا
ذكراها تنحرني نحر
ذكرى همساتك
وبسماتك
ولمساتك
وريحة عبيرك
وحق عشرتنا
وحق عشرتنا؟؟!!!!)
تنهد سعود بكل ألم الدنيا ووجيعته
وكتب لها
" الدفتر بيكون عندك بكرة
لكن لا تلوميني على استخدام الصفحات الأخيرة
ماتوقعت أنك تبين ترجعينه
عقب ماكان أنيسي الوحيد
طيلة الشهور اللي فاتت"
مسج دانة
"إذا كان أنيسك في كم شهر
فهو كان أنيسي لـ16سنة
وشكرا مقدما على إعادته"
مسج سعود
" وليش الشكر مقدما
منتي بناوية تشكريني بكرة إذا رجعته"
مسج دانة بكلمة واحدة حادة
"لا..."
****************
عبدالعزيز راجع لبيته من مجلس خاله..
عشان يتوضأ ويروح لصلاة العشاء اللي مابعد أذن..
نورة اليوم جاتها حالة التنظيف الجذري..
كانت لابسة بنطلون جينز..
ورابطة راسها كله بسكارف مغطي شعرها كله ومربوط ورا رقبتها..
وتيشرت علاق..
كانت طالعة على السلم.. وتنظف اللمبات وبين فتحات نقشات الجبس اللي على البوردز والسقف..
عبدالعزيز شافها ما انتبهت له وهي مستغرقة في شغلها
طالعها بحب كبير لدقايق.. ثم تنحنح..
نورة تشهق وتكلمه وهي فوق.. وهو اقف تحت ماسك في السلم: الله يقطع إبليسك عزوز نقزتني... لو أني الحين طحت على رأسي واستخفيت وانت ابتلشت فيني...
وبعدين عزوزي عقلي عليه تحفظات جامدة.. يعني مع أي تأثيرات بسيطة خرعة وإلا طيحة.. سلم على الباقي من عقلي الخفيف..
عبدالعزيز وهو يضحك على خبالها: يسلم لي عقلج الخفيف بس..
وعقب كمل بابتسامة: وبعدين أنا قايل لج قبل أنا ما أحبج تلبسين بنطلون جينز..
نورة وهي تبتسم وتنزل بشويش: شوف عزوزي لازم تكون حذر في اختيار عباراتك مع وحدة مخفة مثلي..
أنت قلت لي ما تحب.. يعني ماقلت لي ممنوع..
وأنا وحدة أحب التملص والبحث عن الأعذار.. والدين يسر عزوزي....
والله لو أني لابسة شيء غير ذا البنطلون مع كل التنظيف اللي سويته كان بدلت 20 مرة..
عبدالعزيز قرب منها وقرص خدها وهو يطبع قبلتين شفافة على كل جفن من أجفانها: فديت النصابة ياناس..
******************
سالم رجع للبيت بعد ماسرى محمد من عنده في وقت متأخر من الليل..
أول مادخل على منيرة اللي كانت قاعدة تنتظره بقلق: وش فيك تاخرت واجد الليلة حبيبي..؟؟
سالم برقة وهو متجه للسرير: أنا ومحمد كنا نتفق على تفاصيل السفر
منيرة نطت عبرتها ببلعومها وقلبها وقف: أي سفر ياسالم؟؟
سالم قعد بثقة وهو يقول بهدوء: أنا ومحمد كنا نبي نسافر دبي من وقت.. بس محمد ماكان يقدر يسافر ويخلي هله وسعود مهوب موجود
الحين سعود رجع.. بعد بكرة عنده عشاء في فندق.. بأحضره أنا ومحمد وبنطلع من العشاء على المطار..
أنا كنت أبي أروح على سيارة.. بس محمد حلف أنه مايسوق فيني سيارة على خط طويل مرة ثانية..
منيرة وعبرتها خانقتها: وش طرى عليك السفر؟؟
سالم بحنان: ضقت من الحبسة ياقلبي.. يعني ما ترخصين لي أروح؟؟
منيرة قربت منه وجلست على الارض.. وحطت رأسها على رجوله.. حركتها المحببة..
سالم كان يمسح على شعرها وهي تقول بصوت مخنوق: تكفى لا تطول علي.. أنا ما أقدر أصبر على غيبتك..
سالم بنبرة مشبعة بالحنان: ماني بمطول إن شاء الله
****************
ثاني يوم
بعد ما خلص غداء الرياجيل عند أبو خالد
الدفتر كان مع سعود في السيارة
بس ماعرف أشلون يوصله لدانة
استحى يعطيه عمه.. وإلا خالد اللي كنه مصقوع على وجهه كفين كل ماشاف سعود..
قرر يعطيه وحدة من خواته ويخليها توصله لها العصر
بعث مسج لدانة وهو طالع لسيارته
" الدفتر معي
بس ماعرفت أشلون أوصله
العصر بأخلي وحدة من خواتي تجيبه"
بس دانة ماردت عليه بشيء..
سعود لما رجع من صلاة العصر
لقى أمه ومها رايحين لبيت خالته أم متعب
ومالقى إلاَّ الجازي بس..
قال لها بحنان: الجازي ما أشتقتي لغالية؟؟
الجازي قالت بعيارة: لا.. شايفتها اليوم في المدرسة..
سعود بنفس الحنان لكن بحزم: زين قومي ألبسي.. فيه شغلة أبيش توصلينها لدانة..
الجازي بحزن غامر: وليش ماترجعها وتعطيها اللي تبي بنفسك..
سعود بقوته المعتادة: الجازي أنا وش قلت!!
الجازي باحترام: عطني خمس دقايق بس أكشخ.. تبي غالية تعلق علي..
سعود قرص خدها وهو يقول: أكشخي براحتش.. أنا أنتظر في السيارة..
العلاقة بين سعود وخواته أصبحت تتجه في اتجاه غاية في الشفافية من قبل سفره للبنان.. وهذه الشفافية تتعمق بعد عودته..
سعود كان يبي يلقي على الدفتر نظرة حنان وشوق أخيرة
قبل يرجعه داخل الظرف البني الكبير ويغلقه بأحكام..
بعد نص ساعة كان سعود يوقف عند بيت عمه
ويعطي الظرف للجازي
الجازي بحذر: اولا خويلد العلة هنا وإلا لا؟؟
سعود بغضب حازم: أولا احشمي ولد عمش.. ولو سمعتش مرة ثانية تقولين كذا وريتش الشغل
ثانيا لا مهوب هنا.. سيارته مهيب هنا
ويالله أنزلي وأنا بأرجع عليش بعد المغرب
الجازي بخجل: خلاص دام ولد عمنا الشيخ خالد مهوب هنا.. خلني لبعد العشاء وأنت اللي بتقول لأمي وتحميني منها عشان ماتلاغيني..
سعود غصبا عنه ابتسم: زين خلاص اللي تبينه.. انزلي بس.. فضيتي رأسي بقرقرتش..
الجازي نزلت واثقة لأنها عارفة بعدم وجود خالد اللي بعدها حاقدة عليه بسبب موقفه أخر مرة معها
البنات كلهم دانة ومزنة وغالية كانوا قاعدين مع امهم على قهوة العصر في صالة البيت الرئيسية
بالعادة لما يجيهم حد يقومون للمجلس.. من الصالة اللي الدرج فيها وهي طريق للرايح والجاي
بس لأن خالد غير موجود فالجازي كان عادي عندها تجلس معهم..
أول مادخلت الجازي وشافوها البنات نطوا كلهم يرحبون فيها
الجازي تحب بنات عمها كلهم.. ولكل وحدة منهم غلاها.. وصحيح غالية خصوصا صديقتها المقربة وزميلتها في المدرسة
لكن غلا الدانة عندها غير.. غلا الدانة عندها صار من غلا سعود
بعد السلام الجازي عطت دانة الظرف بصمت.. ودانة خذته بصمت وحطته ورا ظهرها
الجازي فسخت نقابها وحطت شيلتها على أكتافها
كانت لابسه الطوق الحديدي اللي يفرق خصلات الشعر وعليه كرستالات متفرقة وشعرها مفكوك.. وجالسة بين دانة وغالية
غالية أول ماشافت شعرها.. خبطتها على مؤخرة رأسها بقوة
خلت رأسها يميل قدام..
دانة بغضب: وش فيش عليها.؟؟.. عيب عليش غالية..
الجازي كانت تضحك: خليها تموت حرة.. أنا عارفة وش فيها..
غالية وهي تضحك: الحمارة ذي أنا قايلة لها لاعاد تسوي شعرها كذا.. لأني أموت من الحرة
يعني عشان ربي ماعطاني شعر ناعم مثل شعرها.. تسوي في شعرها حركات تقهرني
أم خالد باستنكار: أذكري الله يابنت.. لا تنظلين بنت عمش..
غالية بمرح: ازهليها.. محصنة ضد النظل.. وإلا كان قد أبطحوها بنات المدرسة وهي تتدلع بذا الشعر..
مزنة باستنكار: الله وأكبر عليكم كلكم.. لاحول ولاقوة إلا بالله.. اذكروا اسم الله
غالية بابتسامة: كلوني عشان بنت عمهم..
ألتفتت على الجازي وهي تفتف عليها: تف تف.. ماشاء الله لاحول ولاقوة إلا بالله..
الجازي بعيارة: غرقتيني بتفالش يالوسخة..
دانة اللي فعلا خافت على الجازي، حضنتها بحنان بيد وحدة وهي حاطها يدها الثانية على شعرها وتقرأ عليها وتحصنها
اللي ماحد يعرفه في البيت
انه خالد لما طلع لصلاة العصر
واجه واحد من ربعه في المسجد قال انه محتاج سيارته
خالد عطاه السيارة ورجع البيت مشي
ولأنه ماكان فيه حد الصالة فماحد شافه
بينما هو طلع لغرفته ونام..
والحين خالد صحا من النوم
ومشتهي له فنجال قهوة
ونازل على الدرج
#أنفاس_قطر#
بعد الغياب/ الجزء الثامن والتسعون
#أنفاس_قطر#
الحين خالد صحا من النوم
ومشتهي له فنجال قهوة
ونازل على الدرج
الكل طبعا كان تركيزه مع الجازي ودانة وماحد منتبه صوب الدرج..
خالد اللي نازل بشويش.. لما وصل لنص الدرج
لفت انتباهه أنه دانة حاضنة حد ووجهه غير واضح.. وقف
مو عارف وش السالفة
لما خلصت دانة قرايتها.. الجازي رفعت رأسها
وخالد تراجع بعنف وحياء لما عرف الجازي
وحس بطعنة مؤلمة لذيذة في عمق قلبه الشفاف
كان شكلها اليوم ورقة طلتها أكثر من عذاب بالنسبة له
أكثر من العذاب بكثير
رجع خالد لغرفته قبل ماحد ينتبه لك
لكن في كل مرة يشوف الجازي
يكون خالد قبل شوفة الجازي.. غير خالد بعد شوفة الجازي
خالد الآن هائم.. سرحان.. ذائب.. مسحور..مشدود.. مذهول..................يحب
أ يكون هذا قدر ابناء أبوخالد؟؟
أن يذيب ابناء أبو سعود قلوبهم الشفافة؟؟
خالد كان جالس على سريره وهو يحس أن رجوله ماتشيله.. وطبول الحرب تعلن صراخها الأبدي في قلبه بنبضاته المجنونة..
(أنا ابي أعرف الجويزي البزر ذي أشلون قدرت تقلب كياني كذا.. أشلون؟!!.. أشلون؟!!)
خالد حاس بألم حقيقي يجتاحه بحده.. وهو يشعر بمدى تجذر إحساسه بالجازي في عمق أعماقه..
يكره مشاعره المتدفقة بعنف ناحية الجازي..
ويتمنى لو يستطيع أن يوقف طوفانها الهادر اللي كان يسحبه بعمق..
قبله دانة حاولت أن توقف طوفان مشاعرها ناحية سعود.. وفشلت..
فياترى بينجح خالد في اللي فشلت فيه أخته؟!!!!!
*******************
دلال قاعدة تشوف التلفزيون.. وهي مالها خلق شي
الوحم كان ذابحها..
ماجد داخل بشويش
دلال وحمها صار بماجد.. ماتطيقه يجي جنبها ولا تطيق ريحته..
(من قد ماهي تحبه.. يُقال اللي تموت بزوجها يجي وحمها فيه!!!!)
وماجد ميت من شوقه لها..
له أكثر من أسبوعين حتى يدها مامسكها..
كل ماحاول بس يقعد جنبها.. نطت للحمام ترجع..
ماجد في نفسه(كيفها... هي أصلا مرجعه مرجعه!!)
ماجد جاء من وراها بشويش.. ومع أن دلال بدت تشم الريحة.. بس قبل ما تنتبه كان يحضنها من وراها ويطبع قبلته الدافية المشتاقة على خدها
ومع أن دلال بدت تصرخ وهي تحاول تخلص نفسها من يدين ماجد..
بس ماجد مافلتها إلا لما طاب خاطره، ثم قال بعيارة : خلاص روحي رجعي الحين..
دلال نطت للحمام ترجع.. ماجد خذ كاس ماي ووقف لها عند الباب..
دلال طلعت .. خذت منه الكأس وراحت جلست بعيد عنه..
وهي تقول بتعب: حرام عليك حبيبي.. لا عاد تقرب مني فديتك.. خلني لين أخلص وحامي بس حرام عليك..
ماجد بمرح: ومتى ذا الوحم بيخلص.. عقب ماتطلع روحي..
دلال بتردد: أبي لي شهر بعد يمكن..
ماجد باستنكار: شهر بعد.. أنتي اللي حرام عليج.. اتقي الله فيني..
دلال بعذوبة: خلاص حبيبي وش رأيك أرجع لبيتي.. وتجي عمتي عندي لين اخلص وحم..
ماجد برفض قاطع: لا لا ياقلبي مستحيل.. أنا ممكن أستحمل أي شيء وأنتي قدامي.. بس أني ما أشوفج بعد هذي ما أقدر استحملها..
وعقب كمل بعيارة: كله من عين أختي.. أمحق أخت.. كل ماتشوفني تقول أمي داعية لك.. تجي تشوفني الحين وأنتي تشوتيني..
دلال برقة: غصبا عني حبيبي.. كلها شوي ويخلص الوحم..
ماجد بمرح: زين بس أقعد جنبج.. ماراح أسوي شيء..
دلال برعب: لا ماجد تكفى خلك بعيد.. تعبت من كثر الترجيع..
******************
الجازي رجعت لبيتهم بعد ماتعشت في بيت عمها
محمد اللي جاء يأخذها..
بعد ما أتصل عليه سعود يروح يجيبها..
سعود قرر أن يقلل روحاته لبيت عمه قد مايقدر
احساسه بوجوده قرب دانة.. أكثر من مؤلم بالنسبة له
وفوق احتماله وطاقته وقلبه المتيم فيها
خالد ماطلع من غرفته نهائي..
الرجّال اللي خذ سيارته
جاء ووقفها في مظلة بيتهم وعطا المفتاح لسواقهم وراح.. عقب ماكلم خالد..
محمد لما جاء يأخذ أخته.. شاف سيارة خالد اتصل عليه ينزل عليه..
خالد نزل على محمد والبنات كانوا انتقلوا لمجلس الحريم..
وقف عند محمد الجالس في سيارته وهو يسولف معه..
وقلبه مشغول بالمخلوقة اللي بتطلع بعد شوي
وكان يبي يدخل قبل هي تطلع
مايبي يشوفها.. شوفتها تعذيب له بكل معنى الكلمة
بس وهو بعده يسولف مع محمد اللي كان يقول له عن سفرته لدبي مع سالم
طلعت الجازي اللي حومت كبدها لما شافت خالد واقف
(وع.. أبي اعرف محمد وش عاجبه في ولد عمه المعفن ذا؟!)
الجازي ركبت جنب محمد..
وخالد حس أنه من الذوق أنه يسلم فقال لها بأدب : مساش الله بالخير يا بنت سعيد
الجازي في نفسها (ياشين التميلح) وردت عليه بدون نفس: مساك الله بالنور
خالد (وش فيها كني ذابح أمها وإلا أبيها؟!) : أشلونش وأشلون الوالدة؟؟
الجازي ماردت عليه متقصدة
محمد يحسبها ماسمعت.. قال بطريقته المرحة: هيه الجويزي عمش خالد يقول: أشلونش؟؟
الجازي ببرود وقح: ماعندي عم غير عمي هادي.. وترانا تاخرنا واجد يامحمد..خلنا نمشي
محمد يضحك وقال وهو متقصد: أخس ياذي.. تنافخ بعد وجه البومة..
خالد ضحك.. حس محمد يبي ينتقم له من وقاحتها..
والجازي ولعت على محمد وعبرتها نطت بحلقها
وسكتت
محمد كمل عليها للآخر: لحول الحين الليلة بيغرق بيتنا دموع.. دلوعتنا انجرحت مشاعرها
تكفى ياخالد لا تنسون الامدادت العاجلة وقوارب النجاة..
خلاص الجازي قفلت.. فتحت الباب ونزلت..
محمد بعصبية: وين بتروحين؟؟
الجازي بصوت مخنوق وهي تحاول ماتبكي عشان ماتشمت خالد فيها: ما أبي أروح معك.. بأكلم سعود يجيني..
محمد ولع: اركبي قدام أقطع العقال على ظهرش ياقليلة الحيا..
الجازي مشت تبي تدخل داخل.. في الوقت اللي محمد نزل معصب..
محمد كان مستحيل يضربها لأنه يشوف الجازي طفلة بكل معنى الكلمة..
لكنه عصب عليها لأخر حد..
أولا قلت أدبها على ولد عمها..
ثانيا: فشلت محمد وصغرته قدام خالد
خلاص محمد صار واصل الجازي وهي مرعوبة منه
وحاسة بغلطتها اللي هي سوتها
مادرت وين تروح كان أقرب حد لها خالد اللي لحق محمد يبي يمسكه
خالد انصدم بل انصعق بل انسحق
وهو يشوف الجازي تتوجه ناحيته
لا ووتخبى ورا ظهره وهي تقول وهي تبكي:
تكفى خالد تكفى لا تخليه يضربني هنا.. خلاص بأرجع معه..خله يضربني في البيت..
وهي تقول كلمتها وتمسك في عضود خالد من وراه
وهي متخبية وراه من محمد
لنا أن نتخيل إذا كان ملمس شعر الجازي فعل بخالد شيء لايمكن وصفه بالكلمات.. فكيف بملمس كفيها الناعمين على عضديه الصلبين؟!!!!
الجازي الطفلة بتهورها الأهوج أولا وأخيرا.. لم تعرف ماذا فعلت بقلب هذا المتيم..
كانت لمستها له بالنسبة لها غير مقصودة.. ولم تثر في داخلها أكثر من رغبتها البريئة الطفولية في الاحتماء
شيء لم يتجاوز هذا مطلقا إلى عمق مشاعرها
بينما لمستها صهرت قلب خالد صهرا.. أذابته
أشعلت مشاعره المهتاجة بعنف مرير أصلا
نسفت كل وعوده الفاترة أنه سينساها أو يتنساها
لكنه حاول كتم طوفان مشاعره الهادر الكاسح وهو يمسك بيد محمد ويقول بأخوية:
طالبك محمد خلاص.. الجازي في وجهي وزبينتي
وأنا طالبك ماتسوي لها شيء في البيت..
محمد بغضب: ماني بمسوي لها شيء..
بس دواها عند سعود...
الجازي سمعت اسم سعود بكت بهستيرية: تكفى ياخالد قل له لايقول لسعود شيء..
خلاص انا اسفة.. والله ما أتعودها
كله ولا سعود.. تكفى ياخالد..تكفى.. خله هو يضربني بس لايقول لسعود شيء
خالد خلاص ماعاد مستحمل أصلا.. يبيهم يروحون ينهار
ماسكة فيه
وتقول له تكفى
لا وتبكي بعد
وحدة من هذي الثلاثة كافية تذيب قلبه.. فكيف بها كلها مجتمعة؟!!!
خلاص قلبه ماعاد مستحمل.. ثلاث ضربات في الرأس تقتل
خالد بصوت شبه منهار: محمد تكفى طالبك يا أخيك طلبة تنسى ذا الموضوع وماتقوله لأحد
الموضوع كله مايستاهل
محمد اللي هدأ شوي: خلاص عشان خاطرك أنت بس ياخالد.. وانتي يالجويزي قدامي
محمد لحد الحين يشوف أخته الجازي طفلة.. عشان كذا ماقدر يعتب عليها على حركتها.. ولا على طريقة استنجادها بخالد الشبيهه بطرق الأطفال
الجازي فلتت عضود خالد.. ورجعت لسيارة محمد وركبت وهي بعدها تبكي بصوت مرتفع..
خالد تماسك لحد ماطلعت سيارة محمد برا البيت
وانهار جالس على عتبة باب البيت..
وتيارات مشاعر عنيفة متوحشة حادة وعميقة تمزق قلبه الرقيق لشظايا متطايرة..
**************
عبدالعزيز يعود لبيته بعد صلاة العشاء مباشرة..
كانت نورة تتكلم في التلفون مع أمها بعد ماخلصت الشاور اللي هي خذته بعد جهد التنظيف اللي اليوم..
أول ماشافته دخل
أستأذنت أمها وقفلت..
عبدالعزيز سلم.. وجلس بارهاق جنب نورة.. وهو يخلع غترته ويحطها جنبها.. ويسند رأسه على كتف نورة..
نورة بحنان وهي تنظر لعينيه المغلقتين تحضنه برقة وتمسح على شعره بحنان: وش فيك حبيبي كنت طالع من عندي للصلاة مافيك شيء؟؟ تعبان؟؟
عبدالعزيز بخفوت: شوي ياقلبي..
نورة بحب: موضوع عبدالله بعد؟؟
عبدالعزيز بتحسر: وفيه غيره.. تو فاضل مكلمني.. أملي بالله كبير.. لكن كل يوم يمر يحسرني أكثر..
واللي ذابحني جواهر.. جواهر يانورة..
نورة برقة: فديتها جواهر ماشاء الله عليها متصبرة وشايلة هم الناس كلهم..
عبدالعزيز بحسرة: بالكم ماحد فاهمها قدي.. أنا اللي حاس فيها.. في النار اللي بقلبها.. مثل ماكانت تخبي وجيعتها في عيالها.. وتنطر الليل يجي عشان تفضي قلبها
الحين حتى البكاء حرمت نفسها منه عشان عبدالله.. أنا أحس بروحها وهي تذوب شوي شوي..
خايف عليها يانورة خايف عليها..
نورة بحب: لا تحاتي فديتك.. هذا عيالها عندها ملهينها.. وبكرة بعد تجيب بيبي صغير يأخذ كل وقتها.. ويلهيها عن التفكير
عبدالعزيز بتعب وهو يشد على خصر نورة ويحضنها: أتمنى.. أتمنى
*********************
في بيت أبو خالد الليلة قلبان ذائبان..
منهاران من بعد خروج الجازي من بيتهم
وكل منهما معتكف في غرفته المغلقة عليه
ولكل منهما سبب لانهياره
خالد سبب انهياره هو الجازي ذاتها
الطفلة الطائشة التي اذابت قلبه الشفاف وهي لا تعلم ولا تقصد..
ودانة سبب انهيارها هو ما أحضرته الجازي معها
دفترها الوردي الضخم
دانة لما تركت دفترها عند سعود كانت الصفحات العشر الأخيرة بيضاء فارغة..
لكنها الآن ممتلئة..
بخط سعود المشابه له في أناقته واستقامته..
دانة شعرت بصدمة حقيقية وهي ترى صفحاتها المغزوة بمشاعر سعود وانفعالاته
أخذت نفسا عميقا وبدأت تقرأ وهي ترتجف كورقة يابسة وحيدة معلقة في غصن.. تنتظر هزة الريح الأخيرة لتسقط..
وأناملها الطويلة الناعمة تلامس بارتعاش هادر أوراقها
التي احتضنت خطا غير خطها.. ومشاعرا غير مشاعرها
ولم يكن خط أيا كان ومشاعره
بل كان خط سعود ومشاعره..
#أنفاس_قطر#
بعد الغياب/ الجزء التاسع والتسعون
#أنفاس_قطر#
دانة شعرت بصدمة حقيقية وهي ترى صفحاتها المغزوة بمشاعر سعود وانفعالاته
أخذت نفسا عميقا وبدأت تقرأ وهي ترتجف..كورقة يابسة وحيدة معلقة في غصن.. تنتظر هزة الريح الأخيرة لتسقط..
وأناملها الطويلة الناعمة تلامس بارتعاش هادر أوراقها
التي احتضنت خطا غير خطها.. ومشاعرا غير مشاعرها
ولم يكن خط أيا كان ومشاعره
بل كان خط سعود ومشاعره..
كانت الصفحات العشر تحتوي تاريخ كل يوم خلال الأشهر الماضية..
وبجانب كل تاريخ سطر أو سطران بذات المحتوى المتكرر مع اختلاف العبارات..
" أنا ندمان.. عدد شعر رأسي ندمان.. كل يوم أحرق نفسي بالحسايف..
دانة راحت.. ومابقى لي إلا الحسرة..
مستحيل أطلب سماحها لاني مستحيل أسامح نفسي أو أسمح لها تسامحني.. لأني ما أستحقها..
لكني
أعشقك يادانة أعشقك
كل نبضة بقلبي تهتف باسمك
كل نفس يتردد في صدري يطلع ويدخل عشانك
أحبك لاخر قطرة في دمي أحبك
أحبك لأخر نفس في حياتي أحبك"
(سعود كان ليليا يسهر مع دفتر دانة اللي أعاد قراءته عدة مرات.... وبعد كل قراءة وقبل ينام يفتح الصفحة الاخيرة ويسجل التاريخ.. ويسجل شعوره في لحظتها)
دانة أنهت العشر صفحات
شعرت أن أعماقها تنزف وتنزف وتنزف..
تنزف ألم.. وحب..ووجع.. وشوق..
تنزف قهر..وخذلان..
تنزف يأس.. ووحدة.. ووحشة..
" تعبت ياربي.. والله تعبت..
هذا الحزن ماله آخر..
ماله أخر..
لو أقدر أحرق قلبي عشان أطلع حبه منه كان سويتها..
كان أحرقته ونثرت رماده..
هو يحبني
وأنا أحبه..
فليه لذا الدرجة كان صعب علينا نكمل مع بعض
مع كل الحب الكبير اللي جمعنا؟؟
ليه؟؟
ليه؟؟؟؟؟؟
ليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟"
*****************
بعد 3 أيام...
سالم أصبح في دبي...
بعد أن ودعته منيرة بدموعها الصامتة التي ألهبت قلبه
وهو يشعر بها تبلل وجهه
وهي تلصق خدها بخده مودعة...
سالم ماطلع من بيته لين جاء علي وخذ منيرة
عشان يروح وهو متطمن عليها..
محمد حجز لهم في كيمبنسكي كنوع من التغيير وعشان يكونون ملاصقين لنجم دبي الجديد (مول الإمارات)
بعد ماتعودوا كل مرة أنهم ينزلون في وسط دبي في الماريوت أو الانتركونتنتال..
لكن أي مكان ماكان يفرق عند سالم..
كل الأماكن عنده سواسية..
محمد حاس بضيقة سالم..
وخصوصا أن سالم بعد ماكان تعود في بيته أنه يدل كل شيء
هنا هو محتاج مساعدة محمد في كل شيء..
من لما طلعوا من المطار وذراعه في ذراع محمد مافلته..
سالم من لما وصلوا البارحة في الليل متأخر وهو حاس بصداع أليم.. مانفع معاه بنادول ولا بروفين ولاغيره..
محمد لزّم يوديه الطبيب
لكن سالم رافض، يقول: شوي صداع وبيروح..
سالم كان نايم...
محمد صحا قبله.. ونزل يبي يشتري شامبو ويرجع..
سالم كان حاس بالصداع حتى وهو نايم حاس في رأسه دوامات ألم.. واحلام غريبة..
بعد طلعة محمد بدقايق..
سالم فتح عينه..
"بسم الله الرحمن الرحيم"
رجع يسكرهم
فتحهم..
"بسم الله الرحمن الرحيم"
سكرهم مرة ثانية
"الله أكبر.. الله أكبر.....الله أكبر.."
ضوء..
ضوء....
ضوء.........
شعاع ضوء خافت كان يعبر أمام عينيه التي اعتادت الظلام
شعاع ضوء بدد وحشة روحه المرة..
شعاع ضوء بعث في أوصاله رعشة أشبه بلسعات نار لاهبة
كان سعيدا لدرجة الألم والحرقة والوجع
سعيدا لدرجة العجز عن البكاء
سعيدا لدرجة الانهيار..
سالم نط جالس وهو يصرخ بهستيرية: محمد.. محمد.. محمد..
بس محمد اللي مابعد رجع... مارد عليه
ماكان يشوف بمعنى الشوف..
لكنه كان يبصر خيالات.. والأهم ضوء.. ضوء.. ضوء
سالم رجع يصرخ وهو حاس قلبه بيوقف من الفرحة.. من المفاجأة.. من الخوف بل من الرعب: محمد... محمد... محمد...
انبح صوته وهو ينادي محمد بهستيرية..
بس بلا رد
وظل يصارخ لحد مافضا طاقة الانفعال الاولى اللي عنده
وبعد السكرة جاءت الفكرة..
وتفكير معين يسيطر على سالم..
سالم قرر مايقول لمحمد شيء... هو لحد الحين مايشوف بمعنى الشوف...
ومايبي يعطي نفسه او يعطي محمد أمل
يمكن يكون اللي هو شافه شيء مؤقت..
يمكن يظل بس يشوف خيالات..
آلاف الأفكار المحبطة بدأت تتوارد لذهن سالم
قرر أنه مايتفاءل كثير عشان ماينصدم لو سارت الأحداث عكس آماله
محمد يدخل..
لقى سالم جالس على السرير وعيونه مبققة..
محمد بصوته المرح: صبحك الله بالخير يابو مبارك..
سالم بهدوء وهو يحاول يركز بصره على محمد اللي قاعد يشوف خياله قدامه: صبحك الله بالنور..
محمد بود: أنا نزلت أشتري شامبو.. متى صحيت؟؟
سالم بذات الهدوء الجامد: توني صحيت..
محمد: خلني اتسبح.. وعقبه ننزل نفطر..
سالم بنبرة خاصة: ماعليه يامحمد يا أخوك..أنا أبيك توديني دكتور عيون.. أسأل عن أحسن دكتور هنا وخلنا نروح له عقب الفطور على طول..
محمد برعب: ليه عسى ماشر؟؟
سالم بهدوء: مافيه شيء بس أنا خايف أنه الصداع اللي معي يكون سببه من عيوني..
********************
سالم جالس عند الدكتور بعد ماحكا له كل شيء بالتفصيل الممل..
سالم مارضى أنه محمد يدخل معاه...
الشيء اللي حز في خاطر محمد كثير لكنه ماقال شيء..
الدكتور باللهجة الطبية المعتادة: بص ياابني.. زي مائالوا لك ئبل كده..
إزا كان العمى سببه ضرر في مركز الإبصار.. فمعنى كده إن الضرر اللي عندك كان مؤقت.. وأنه بدأ يستعيد نشاطه..
لكن مدى استعادة النشاط دي غير معروفة..
يعني ممكن أنه أنتا تستمر تشوف خيالات بس.. وممكن تستعيد بصرك كلو..
وممكن تستعيد قزء ويكون عندك ضعف نظر تحتاج نظارة معاه..
سالم بقلق: أنا اللي هامني.. هل من الممكن أنه حالة العمى ترجع لي.. يعني حتى الخيالات اللي أشوفها الحين ما أقدر أشوفها وأرجع للظلام مرة ثانية..؟؟
الدكتور بلهجة مطمئنة: كلو بأيد ربنا.. لكن لأ مش هترجع لك حالة العمى.. لأنه المركز بدأ يتنشط.. الشك بس في مدى التطور الإبصاري..
سالم بفرح غامر: مشكور يادكتور مشكور.. طيب فيه علاج معين ممكن أستخدمه؟؟
الدكتور بحنان طبي: لأ مفيش.. الحاجة اللي ممكن أنصحك فيها
أنك تحاول تنشط البصر عندك بتركيزك على أشياء معينة مبدئيا لفترة ئصيرة.. تزداد تدريقيا..
سالم شكر الدكتور مرة ثانية وطلع لمحمد..
وطبعا الأثنين سووا فيلم هندي طويل من الحلف والحلف المضاد مين يدفع فاتورة الدكتور..
وهم في التاكسي.. محمد يسأل سالم بود أخوي: وين تبينا نروح؟؟
سالم بتفكير عميق: أبي أروح خور دبي..
محمد بود: بس الخور حلاته بعد المغرب.. الحين إحنا الظهر والجو حر موووت..
خل نروح نتغدى الحين.. والخور نروح له بعد المغرب
سالم بنفس الود المغلف اليوم بفرحته الخاصة جدا والعميقة: مثل ماتبي..
******************
بعد صلاة العشاء.. في الدوحة..
كان عبدالعزيز وزوجته نورة معزومين على العشاء عند جواهر..
وهم وصلوهم بعد صلاة المغرب على طول...
جواهر ونوف ونورة قاعدين مع بعض..
عبدالعزيز وعبدالعزيز.. قاعدين في المجلس الخارجي..
عبدالعزيز الصغير كان في قلبه حزن عميق إن مجلس أبوه انهجر عقب ماكان عامر..
ماكان حد يزور عبدالعزيز إلا خاله وماجد وخال ابوه ثاني.. وربعه هو.. وأحيانا عيال خال أمه...
وأكثر الأحيان كانوا يستخدمون مجلس عبدالله الداخلي..
والمجلس الخارجي غارق في الوحشة ينتظر رجعة راعيه..
لما أذن العشاء عبدالعزيز الكبير والصغير راحو مع بعض للصلاة في المسجد القريب مشي..
لما خلصوا صلاة وكانوا بيطلعون سوا..
عبدالعزيز الكبير واجه واحد من ربع عبدالله.. فجلس يسأل عبدالعزيز عن تطورات اختفاء عبدالله وهل هناك أي أخبار عنه؟!!
عزوز استأذن لأنه كان موعد حصته والمدرس على وصول..
عبدالعزيز الكبير خلص بسرعة الإجابات اللي تعب من تكرارها لكل معارف عبدالله اللي ما ينتهون..
رجع لبيت أخته..
وهو قريب من شارع البيت..
سمع صرخة جمدت الدم في عروقه..
صرخة خلعت قلبه من مكانه بكل الرعب والهلع والخوف الممكن تصورهم
كانت
صرخة عزوز..
#أنفاس_قطر#
.
.
.
.
|