لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


545 - لا وعود بالحب - ليليان بيك ( قلوب عبير) دار النحاس ( كاملة )

لاوعود بالحب للامانة منقولة رولف فلدر، مدير فندق عائلة فلدر الشديد. كان قد خذل في الماضي، ولم ينو بعدها ان يسلم رأسه او قلبه لأية إنسانة على وجه

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-01-09, 06:28 PM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي 545 - لا وعود بالحب - ليليان بيك ( قلوب عبير) دار النحاس ( كاملة )

 

لاوعود بالحب للامانة منقولة

رولف فلدر، مدير فندق عائلة فلدر الشديد. كان قد خذل في الماضي،
ولم ينو بعدها ان يسلم رأسه او قلبه لأية إنسانة على وجه الأرض. من دون شك،
كان رولف يجد ابيغيل جذابة. وكانت خطوبتهما المزيفة تساعده على تحقيق بعض مأربه، ولكن ما
الجدوى ان تقع ابيغيل في حبه ان كان ذلك الحب لا يحمل لها سوى الألم وخيبة الأمل؟منتديات ليلاس




الفصل الأول


لم يخطر على بال أبيغيل التساؤل عما اذا كان من المفترض بها أن تشارك في الرحلة أم لا ، الا عندما بدأت الطائرة بالهبوط ، عندها فقط فكرت أبيغيل انه كان من الاحرى بها الا تشارك بأية رحلة .
تقاعد المهندس المعماري الذي كانت تعمل لديه ، واصر خلفه على احضار سكرتيرته الخاصة معه . عندها ، رأت أبيغيل مستقبلها ينهار أمام عينيها .
" انني آسف جداً . " قال لها جورج الوين : " ولكن يبدو انني لا استطيع مد يد المساعدة لكِ حتى تتمكني من الاستمرار بالعمل في هذه الشركة . "
" انني اتفهم الوضع ، سيد الوين . " قالت أبيغيل ذلك وقلبها يتقطع حزناً ،
" وأنا اشكرك وأقدر لك كل ما فعلته من أجلي ، خاصة بالنسبة للمبلغ الذي دفع كتعويض لي ، فهو سيساعدني كثيراً لاحقاً . "
ما كان من السيد الوين الا أن ابتسم ، ثم ركز اهتمامه على شؤون اخرى . ولكن أبيغيل لم تستطع حقاً تفهم الوضع ، وكان هذا ما قالته لرايموند فلدر ، ذلك الشاب الذي يسكن في شقة مجاورة لشقتها في المبنى الواقع في احدى ضواحي لندن .
قال رايموند لها : " اذاً ... استعملي المال الذي حصلت عليه للتمتع بعطله جميلة انني اعرف .... " وجال في ارجاء المكان . توقف بعدها عن الكلام وقطب حاجبيه اذ رأى الحدائق الخلفية للمبنى ثم عاد يتأمل تلك الحديقة التي كان المستأجرون يتقاسمونها : " هيا ، تعالي ألى موطني ، ألى سويسرا ، أرض الجبال والمستنقعات و.... " ثم تغيرت تعابير وقسمات وجهه اذ تابع : " حيث المناظر هي اجمل بكثير من تلك التي نراها الان في الخارج . "
أجابته أبيغيل : " لا يمكنني تحمل النفقات التي توجبها رحلة كهذه ، ولكن شكراً لك على اقتراحك . سوف أقوم برحلة ألى سويسرا في يوم من الايام ربما وذلك ان حصلت من جديد على عمل . "
" لا ، لا ، سوف تأتين ألى لوسيرن كضيفتي . سوف تكونين ضيفة لدى عائلتي ، لأننا نعيش في فندق . هناك منزل نقوم بتجديده للاقامة فيه – أبي ، أخي ، أختي ، وأنا ولكننا الان نقيم في فندق بانوراما ، ذلك ألى ان يغدو المنزل جاهزاً لسكن . "
" يبدو ذلك رائعاً يا رايموند ولكن لا يمكنني الموافقة على أمر كهذا . كيف لي ان اكون ضيفة العائلة وأنا لم اقابل أي فرد منها سواك حتى الان ؟ ان أمك ... "
أومأ رايموند وقال بحزن : " لقد فقدناها منذ عدة سنين . "
أكملت ابيغيل كلامها بعد فترة : " أنني آسفة جداً . حسناً ان والدك .. إذن هذا دون ان آتي على ذكر أخيك . "
" لا تأتي على ذكره هو بالأخص ، انه يكبرني بتسع سنوات وهو يعتقد ان فارق السن هذا يعطيه الحق بأن يتحكم بتحركاتي ويبدي آراءه بتصرفاتي . هو كذلك متحيز للرجال ويكره النساء . "
بعد أن قامت ابيغيل بعملية حسابية بسيطة ، أدركت أن أخ رايموند قد تجاوز الثلاثين بقليل ، وهو يكبرها بست سنوات ،، قالت : " حسناً بما أن النسوة يشكلن نصف عدد السكان في العالم فلا بد أن أخاك يقضي معظم وقته وهو متجهم الوجه ."
قال رايموند موبخاً إياها : " لا تخطئي فهمي ، انه يقدر كل ما تستطيع المرأة تقديمه ، هل تعلمين؟ " ثم أضاف : " انه يكره النساء لأن المرأة التي كان مصمماً على الزواج منها قد تخلت عنه لترتبط برجل اكثر ثراء ، وذلك بثلاثة أضعاف لذلك فقد جرحه تصرفها جرحاً عميقاً حتى أنه قرر ألا يرتبط بامرأة أخرى مجدداً . فهو يقول إن النساء يردن فقط الثروة والمكانة الاجتماعية الرفيعة عند الزوج . "
همت أبيغيل بالتعبير عن سخطها لهذا الحكم القاسي من قبل أخ رايموند ولكن هذا الأخير أكمل كلامه .
" لكن لا تجعلي ذلك حاجزاً يمنعك من المجيء . كان يجب عليّ ألا آتي على ذكر رولف . من المرجح أنكِ لن تتعرفي عليه أبداً . ذلك ان طموحه في الحياة هو العمل انه رئيس شركة هندسة في زيوريخ ، وعمله هذا يتطلب منه الكثير من الوقت . طبعاً ذلك لا يمنعه من لقاء صديقته انها بريطانية ، أما اسمها فهو لورا مارشان وهي صحافية مالية ذات تفكير منطقي سليم . "
ساورت أبيغيل بعض الشكوك لم تستطع معرفة اسبابها فقالت : " هل ستكون أختك موجودة في الفندق؟ "
أجاب : " مارتينا؟ لن تكون هناك في بادئ الأمر ، ولكنها ستحضر بعد قدومنا انها تؤسس مشغلاً ولكنها حسناً ، لا بأس بها فهي ليست قاسية أو أي شيء من هذا القبيل . انها تعمل في مجال الأزياء نعم الأزياء وتصميم الملابس وهي الان في الخارج بداعي العمل ! "
عادت أبيغيل ألى الواقع ، فقامت بتثبيت حزام الأمان ثم أغمضت عينيها وتساءلت عن صحة ما قامت به ثم تمنت لو انها لم تدع رايموند يقنعها بالقيام بهكذا خطوة .
كان رايموند قد انهي سنة اختبار كمحاسب في مكتب عمه القائم في وسط لندن وقد اظهر الكثير من الفرح عندما وافقت أبيغيل على عرضه ثم سافر قبلها بينما كانت أبيغيل لا تزال تنهي الاجراءات المتعلقة ببلاغها ألى الشركة وتهتم بترتيب أمورها وكانت قد تخلت عن غرفتها لفتاة أخرى وحين غادرت متجهة نحو المطار شعرت بأنها قطعت تماماً طريق العودة وكانت قد شعرت بالحماس بعدما اقفلت الباب وراءها ولكنها احست ايضاً بالخوف فهي لم تستطع انكار الامر . كان يجب عليها الاقتصاد في النفقات لذلك لم يكن يجدر بها الاقدام على خطوة مماثلة والذهاب في رحلة سياحية . وبالرغم من أن رايموند قد رحب كثيراً باقامتها في الفندق كضيفة فهي لم تنو ابداً قبول عرضه السخي بل أنها كانت مصممة على استعمال مدخراتها طوال فترة اقامتها في سويسرا كذلك قالت معزية نفسها : " لم تكن تكاليف الاقامة في فندق بانوراما باهظة والا فكيف يفسر امر اقامة عائلة فلدر في ذلك الفندق خلال فترة طويلة؟ "
كانت أبيغيل قد حزمت حقائبها ووضعت فيها بعض الكتب لفترة اقامتها القصيرة ولكن بالرغم من ذلك فقد كانت حقيبتا السفر وحقيبة يدها التي حملت على عربة الترولي ثقيلة يصعب تحريكها . كان رايموند قد وعد بملاقاتها عند وصولها ألى المطار وقد شعرت بكثير من الارتياح اذ كان موجوداً بين الجموع .
استقبلها رايموند في المطار بحرارة : " مرحباً ، يسرني رؤيتك من جديد يا آبي . أنا أعرف مواعيد القطار عن ظهر قلب وان توجهنا نحو المحطة الان سوف نكون في الموعد المحدد لنستقل القطار القادم . ان المحطة موجودة تحت مبنى المطار ، لذلك علينا النزول ألى الطابق السفلي . اتبعيني . "
فعلت ابيغيل كما قال لها رايموند . وامسك عنها الترولي الذي اخذه من يدها بعد ان تجاوزا الحشود المجتمعة .
" انظري كيف ان عربة الترولي هي مصممة بذكاء كبير ، فنحن نستطيع ايصالها بسرعة ألى السلم الدوار . "
" ان ذلك رائع . " قالت ابيغيل ، وهي تقف ألى جانبه وتفكر كيف يمكن لدواليب عربة الترولي الوقوف على السلالم المتحركة " ان المهندسين السويسريين هم اذكياء جداً أليس كذلك؟ " قال رايموند ذلك ممازحاً ، وهو ينظر اليها : " كما قلت لكِ فأن أخي هو في عدادهم . " دفع رايموند عربة الترولي بقوة حتى غدت على مستوى ارض الطابق السفلي وتابع عملية دفعها وهو يقول اذ كانت تمشي بالقرب منه : " انني حقاً سعيد بقدومكِ . "
اجابته ابيغيل ، وقد تاثرت لكلماته : " شكراً لك على دعوتك! "
" هل أنتِ على علم بأن الصناعة التي تحتل المكانة الأولى في بلدي تتعلق بهندسة الميكانيك؟ "
" ولكنني كنت على اعتقاد ..... "
" أعلم ، كنتِ على اعتقاد بأن رياضة التزلج ، تسلق الجبال ، والتزحلق على الجليد تحتل المكانة الأولى في البلاد . "
" ان هذه الامور ليست مصدر دخل مهم للبلاد فالصناعات الكيميائية والصيدلية تحتل المكانة الثانية بعد الهندسة ، ثم تتبعها صناعة النسيج وبالطبع صناعة الساعات السويسرية التي هي ذائعة الصيت . "
" كذلك الامر بالنسبة لصناعة الاجبان والشوكولا . . لقد تكلمت عنها مراراً . ذلك دون ذكر امر المصارف وشركات التأمين ... "
قال : " انكِ حفظتِ عن ظهر قلب الدليل السياحي عندما كنتِ في الطائرة والان.. يجب ان نبلغ رصيف السكة الحديدية . "
بعد مرور عشرين دقيقة ، كانا جالسين في مقصورة القطار . سألت ابيغيل هذا الاخير الذي اشاح بنظره عن المناظر الخارجية وحدق بها : " أشعر بالقلق بسبب تكاليف الغرفة في الفندق ، و .. "
" سبق وقلت لك ... لا يجب ان تشعري بالقلق . فأنتِ حضرت ألى سويسرا كضيفتي يا آبي ، وذلك يعني بأنني سوف اتكفل بدفع تكاليف عطلتك في سويسرا . "
" لن اسمح ابداً بهذا الامر ، أنت لا تستطيع تحمل نفقات اقامة أي شخص في سويسرا . "
" سوف تفاجئين اذاً . " قال رايموند ذلك وهو يضحك عندما ترجلا من السيارة ، نظرت ابيغيل ألى المظهر الخارجي للفندق فلاحظت مدى فخامته ،
وما كان منها الا ان قالت بسرعة : " انني آسفة يا رايموند ولكني بكل بساطة لا استطيع البقاء هنا ."
وضع حقائبها أرضاً ثم استدار نحوها : " اتعنين بأن الفندق ليس فخماً بما فيه الكفاية لتقيمي فيه . "
" لا تكن سخيفاً أنت تعرفني كفاية حتى لا تعتقد كذلك أنا أعني انني لا استطيع تحمل نفقات الاقامة في هكذا فندق فمن الواضح انه فخم جداً وغالي كذلك فأنا لست موافقة على الاقامة فيه بصفتي ضيفتك . الامر سيكلفك ثروة كذلك ، أنا متأكدة من انك لا تستطيع تحمل نفقات اقامتي فيه . "
" هناك امر لست على علم به بعد ، يا ابيغيل ولكن هل ابوح لك بالسر؟ ان فندق بانوراما يعود ألى عائلة فلدر . لا تستغربي الامر ألى هذا الحد . "
همت ابيغيل بحمل حقائبها ولكنه اوقفها : " أنا لم اسمع ابدأً عن أية فتاة تلوذ بالفرار عندما يقول لها شاب بانه ليس فقيراًكما كانت تتصور . هيا يا آبي ، بالطبع يمكنك الاقامة هنا ، خاصة بعد ان تأكدت بأنني لن ادفع أي مبلغ من المال مقابل اقامتك أليس كذلك؟ "
سمحت أبيغيل لرايموند بحمل حقائبها وقالت : " اذاً ساقيم هنا اياماً معدودة؟ "
قال رايموند لاحقاً عندما التقيا بعد الظهر في الرواق : " لم تشاهدي غرفتي بعد انها اوسع بقليل من غرفتك ، ولكنها اصغر حجماً من غرفة أبي وغرفة أخي ليست بعيدة أبدا ، أنها هنا . "
كانت الغرفة أوسع من غرفتها . كذلك كان اثاثها افخم من اثاث غرفتها . وفكرت ابيغيل بأن ذلك الامر كان متوقعاً . ضمت غرفتها عدة تجهيزات تفوق جودة معظم التجهيزات الاخرى التي تقدم عادة في الفنادق السياحية .
قال رايموند : " لا تترددي بالجلوس ، فساحضر شراباً ماهو نوع الشراب الذي تفضلينه؟ "
" أفضل عصير الليمون اذا سمحت . "
بعد ان انتهيا من شرب العصير ، أخذ الكوب الفارغ من بين يدي ابيغيل ثم فتح خزانة واخرج علبة شرائط .
قال رايموند : " يا لسوء الحظ . ان الشريط الذي أريده ليس موجوداً هنا . متأكد من أنني اعرته لرولف . " ثم أعاد العلبة إلى مكانها وتابع : " هل تودين رؤية مكان إقامة أخي ، ان غرفته تبعد مسافة غرفتين عن غرفتي . "
وكان جناح أخيه فعلاً كما قال رايموند اوسع بقليل من جناحه ، لكن أثاثه كان من الطراز الحديث وبالفخامة نفسها .
" تأملي المكان بينما افتش عن الشريط الذي استعاره أخي منذ عدة اسابيع . "
تاملت ابيغيل المناظر المحيطة بها ، ثم رفعت عينيها نظرت ألى الجبال ، ثم استدارت فشعرت بقوة هذا الجو ، حيث الالوان الداكنة والستائر الغريبة . اما الكتب الموزعة في الغرفة ، فقد كانت تتكئ الواحدة على كتف الاخرى على الرفوف ولاحظت بان معظمها تتضمن الهندسة ، كما ان بعضها يتمحور حول موضوع توليد الطاقة ، وكان هناك كتاب واحد اواثننان على الاكثر يتناولان موضوع ادارة الفنادق وقد استغربت أمر وجودهما بين الكتب الاخرى . ولم يكن هناك أي شيء في الغرفة يوحي بأن دماغ صاحبها يمكن ان يرتاح في عالم الخيال حتى ولو لساعة واحدة .
منتديات ليلاس
وكان هناك صورة امرأة على طاولة صغيرة مستديرة قرب النافذة . كانت تعابير وجهها توحي بالكثير من الثقة بالنفس ، لكأنها متاكدة من اهمية دورها في المجتمع .
سألت ابيغيل وهي تشير ألى الصورة : " رايموند ؟؟ "
" تودين معرفة هوية هذه المرأة ؟ انها لورا مارشان صديقة رولف . الم تعرفي بالامر مسبقاً ؟ لقد اخبرتك عنها . "
كانت ابيغيل تشعر بوجود صاحب المكان ، وكانت تشعر بأنها التقته من قبل مع ان الامر ليس كذلك في الواقع .
شعرت باحساس غريب وكأنها مراقبة من قبل شخص ما . واحست بالحاجة الملحة ألى الهرب ، فخرجت بسرعة من الغرفة . في لحظة ذاتها ، رن جرس الهاتف في غرفة الجلوس .
" هلا أجبت يا رايموند؟ " سألت ابيغيل وهي تحدق بالهاتف كما لو كان حيواناً متوحشاً يستعد للوثوب .
كان رايموند ما زال يبحث داخل الخزانة العائدة لأخيه . قال بصوت ضعيف : " كوني لطيفة واجيبي انتِ؟ لا يمكن ان يكون الأمر مهماً جداً فموظفة الاستقبال تعلم ان رولف ليس هنا! "
رفعت ابيغيل سماعة الهاتف واكتفت بالاستماع اذ انها لم تعرف أي لغة كان يجب عليها ان تستعمل .
" رايموند . " كان الصوت عميقاً ونبرته كانت تنم عن الغضب . سال رايموند وهو يخرج عدداً من الشرائط : " من المتكلم؟ " عاد الصوت يقول بنبرة مشحونة بالغضب : " مرحباً . "
أومأت ابيغيل دون التفوه بكلمة ، وكانت قد ازاحت سماعة الهاتف عن اذنها . تقدم رايموند واخذ منها سماعة الهاتف . " مرحباً رولف؟ " ثم صمت و أصغى ألى المتكلم وكان ينظر تارة ألى ابيغيل ويشيح طوراً بنظره عنها : " اسمها؟ انه ابيغيل ، ابيغيل هايلي . "
تردد رايموند ثم تكلم باللغة السويسرية مطمئناً ألى انها لن تتمكن من فهم ما يقوله . ثم اكمل الحديث بسرعة يشرح سبب وجوده في المكان . وتجاهل رايموند صرخة التعجب ، التي بدت وكأنها مزيج من الزمجرة والتذمر وكانت عالية جداً حتى ان ابيغيل سمعتها جيداً .
ثم تابع الشقيقان الحديث ، وعندما سمعت رايموند يقول باللغة السويسرية : " نعم العم مانفرد بخير . " علمت بأن شقيق رايموند كان يسأله عن عمله في مكتب عمه في لندن . انتهت المحادثة ، فاستدار رايموند وقد بدت على وجهه علامات الحزن : " هل ارتكبت جريمة اذ قلت لرولف بأنك صديقتي ؟ على كل حال ، أنا اشعر بالصداقة الاخوية تجاهك . الا تبادليني الشعور نفسه؟ "
ضحكت ابيغيل ولم تجب . اعاد من جديد توضيب الشرائط على الرفوف التي وجدت لهذا الغرض .
" لقد وجدته ." صرخ وهو يلوح بالشريط في الهواء ، ثم قال : " الان ، سوف تتناولين طعام العشاء معي . "
فضحكت ابيغيل : " شكراً ، الان يجب ان اجهز نفسي . "
اومأ موافقاً : " إلى اللقاء إذاً ، عند الساعة السابعة والنصف . سيكون ذلك بمثابة موعد . "
نظرت ابيغيل في المرآة فرأت وجهاً متجهماً ، فمجرد سماع صوت شقيق رايموند قد اثر عليها . على الرغم من انها لم تتفوه بأية كلمة بعد ما رفعت سماعة الهاتف ، فهي تشعر الان بدقات قلبها تتسارع كما لو انها دخلت في جدال حاد مع ذلك الرجل .
خرجت من المصعد ، وكان رايموند بأنتظارها : " إن طاولتنا جاهزة. "
ثم توجه نحو النافذة العريضة : " نحن نفضل ان تكون اعصاب زوارنا هادئة ، ولا نطلب منهم ان يتصرفوا بطريقة محددة . "
أخذ رايموند لائحتي الطعام الكبيرتين ، ثم اعطى واحدة منهما لأبيغيل واختفى وجهه جزئياً خلف لائحته التي بدأ بقراءتها : " ماذا تختارين لهذه الأمسية؟ اعتقد إنني أفضل .. دعيني أرى .."
" إن الخيارات هي عديدة ومتنوعة كثيراً ، إلى حد أنني اجد صعوبة في انتقاء صنف معين . "
" ثقي بكلامي إن كل أنواع الأطعمة الموجودة على هذه اللائحة شهية . هل كنتِ على علم بأن الأطعمة السويسرية تضم أنواعاً كثيرة من عدة بلدان؟ وهناك الكثير منها ، ولكن .... ما رأيكِ بأن نأكل هذا المساء ما يسمى ( بالبوبوي ميت جيموز ) ، وهو عبارة عن الحساء مع بعض الخضار؟ طبعاً بعد ان نحضر البعض من الأطباق الباردة . "
قالت محتجة : " لن نأكل نوعين من الأطباق أليس كذلك؟ ."
" بالطبع بلى ، ولكن هذين الطبقين سيأتيان أولاً ثم تتبعهما أصناف أساسية نستطيع ان نختارها من بين عدة أنواع من الطعام . اما اسماؤها فهي لاتحتاج إلى الشرح إذ أنها باللغة الإنجليزية ، وهي الشرائح المحمرة مع الطماطم والفلفل ، او السمك مع صلصة . بعد ذلك يأتي دور الحلوى . "
" أرجوك ، لن أقدر أبداً على أكل كل هذا . "
" حسناً ، عليك إذن اختيار الأصناف التي تريدينها حتى نتمكن من طلبها ، موافقة ؟"
وأعلمت أبيغيل رايموند بقرارها عندما كانا يحتسيان القهوة بعد أن انتهيا من الأكل : " أشكرك لأنك عرضت علي تغطية نفقات إقامتي هنا ، ولكنني أصر بشكل قاطع ونهائي على تغطية مصاريف إقامتي بنفسي . أرجوك ، لا أرغب في أن نتجادل مجدداً بالنسبة لهذا الموضوع . "
بدت على وجه رايموند علامات التأثر ، فقال : " مما يعني أنكِ سوف تحزمين حقائبك لمغادرة الفندق غداً . "
" هل تعني بأن تكاليف الإقامة هنا سوف تكون باهظة؟ ربما أنني سوف أبقى هنا لمدة يومين فقط . ليس ذلك لأنني أود مغادرة الفندق ولكن ربما يمكنني أن أجد فندقاً آخر في الجوار حيث تكون إقامتي اقل كلفة أليس كذلك ؟ "
شرب رايموند ما تبقى من القهوة ثم أعاد الفنجان إلى الطاولة وبدت عليه علامات التفكير : " إن وجدنا لكِ عملاً تقومين به هل يسكت ذلك صوت تأنيب ضميرك الناتج عن قبولك الحلول علينا كضيفة؟ "
قالت ابيغيل والابتسامة تعلو وجهها : " هل تريد أن أعمل بغسل الأطباق في المطبخ ؟"
ضحك رايموند فأجاب : " ليس الأمر كذلك فعلاً يا آبي . أني أرى أمر تقديم فرصة عمل لك غير ضروري البتة ، ولكن إن كان ضميرك يصر على ذلك ... سوف أفكر الآن بصوت عال لقد وجدتها ، يجب أن نجد لك عملاً كنادلة هنا ، في هذا المطعم ." " هل هناك وظيفة شاغرة؟ "
" لا أعتقد ذلك . ولكن يمكن تدبر أمر كهذا أو ربما ...." نظر رايموند إليها وعلامات التردد تظهر على وجهه . فما كان منها إلا أن ساعدته إذ بادرت بسؤال :" كما اقترحت سوف اضطر ربما إلى العمل في المطبخ أليس كذلك؟ "
" سوف تمقتين العمل هنا كذلك الأمر بالنسبة لي . سوف يكون شاقاً وأنا دعوتك إلى هنا بصفتك ضيفتي . "
" بصراحة ، يا رايموند ، أنا لا أمانع أبداً بالقيام بالأعمال المتعبة . "
" هل توافقين على ترك هذه المهمة لي؟ أرجو ألا تمانعي البقاء هنا كضيفة إلى حينها موافقة ؟ "
" شكراً ، لقد ربحت الجولة الأولى . " وصب رايموند من جديد القهوة في الفنجانين ، ثم قال : " سوف نشرب القهوة احتفالاً بانتصاري الأول . "
في صباح اليوم التالي ، انتهت ابيغيل من تناول طعام الفطور الذي كانت قد وضعته على الطاولة الموجودة على شرفتها .
" إن أبي يزور بضع الأصدقاء في فرنسا . " كان رايموند قد قال لها ذلك عندما حان وقت فراقهم وأضاف : " وكما تعلمين فأن أخي في الخارج بداعي العمل . غداً سوف أعود إلى عالم الواقع لأني سوف أعاود مزاولة عملي في المدينة . "
وكان قد أخبرها بأنه يشغل وظيفة محاسب في المكتب الذي كان يتولى إدارة شؤون فندق بانوراما .
ثم حدقت ابيغيل بالمنظر الرائع الذي لابد وانه كان السبب في اطلاق هذا الاسم على الفندق . وتصاعدت رائحة القهوة من شرفة أخرى في الفندق فأيقظتها من تأملاتها الحالمة . في اللحظة نفسها ، دقت الساعة الكبيرة في المدينة معلنة تمام العاشرة . دخلت إلى غرفتها وتوجهت نحو الطاولة حيث وضعت الكتاب الذي حوى معلومات عن البلد . ثم قرأت : " إن سويسرا هي إحدى البلدان الأوربية حيث يلاحظ تعدد اللغات . فالعديد من السويسريين يتكلمون لغات متنوعة . كذلك ، فهذا البلد هو بمثابة سوق بالنسبة لمحبي التبضع . يمكن البحث فيه عن الساعات ، المنسوجات ، الأقمشة المطرزة ، التحف وملابس التزلج . أما بالنسبة للأطباق ، فيغلب عليها الطابع الفرنسي ، الألماني والإيطالي ، ولكل منطقة أطباق خاصة بها . وننصحكم دائماً بطلب المرطبات السويسرية ."
تنهدت وأغلقت الكتاب ، لو كانت تملك الكمية الكافية من المال للتسوق كما ينصح به الكتاب . فكرت بأن ذلك الأمر لا يقف عقبة أمام تفحص الواجهات ، ولم لا؟
توقف المصعد عند المدخل ، فتركت مفتاح غرفتها في قاعة الاستقبال . بعد أن دفعت الباب الدوار ، ضغطت على زر المصعد . وصل المصعد وما لبث بابه ان فتح فدخلت إليه واستمتعت بذلك الشعور الغريب الذي تملكها وهي تراقب الطوابق العديدة في الفندق تتسارع أمام ناظريها .
بعد أن اجتازت الطريق ، وقفت لبعض الوقت وتأملت المنظر أمامها . كانت البحيرة تلمع تحت أشعة الشمس الساطعة التي أخفت كل اثر . خلف البحيرة كانت الجبال الشاهقة تمتد في الأفق وكانت قمم البعض منها مكللة بالثلوج .
كانت المراكب الصغيرة تمر الواحدة تلو الأخرى في نفس الوقت ، وبدت جاهزة لتباشر عملها الصباحي . وكانت أصوات صفارات الأخرى بإفساح المجال لها .
شعرت بأن الحياة حولها تتبع مجراها الطبيعي ، حتى ان أوراق الأشجار المصفوفة على طرف الرصيف كانت تصدر باستمرار أصوات حفيف إذ كانت كانت تداعبها نسمات الصباح . كان هناك أصوات تدل على الازدحام وقد احدثتها باصات تمر بسرعة ، في الجهة المقابلة من الطريق ، كانت لوحات دعائية مضاءة كتب عليها أسماء معروفة : رولكس وبياجية آفيا ولونجين . فكرت بأن هذه اللوحات تشد انتباه الانسان وتجعل لديه الشعور بالاندفاع بسرعة لابتياع ساعات اليد الذهبية ، والانواع الأخرى من الساعات ، كذلك الأمر بالنسبة للمجوهرات المعروضة بالقرب منها .. على شرط ان تتوفر الكمية اللازمة من المال ليدفع ثمن تلك السلع الفخمة ، ولم يكن الحال كذلك بالنسبة لها . وكان كل شيء يثير اهتمامها ، حتى الملصقات على اللوحات الاعلانية . وكانت تعلن عن الحفل الموسيقي الذي سوف يقام بعد بضعة أيام في المسرح المخصص للحفلات الموسيقية في المدينة .
مر النهار وكأنه نوع من الحلم . وكانت ابيغيل قد تناولت طعام الافطار وشربت القهوة وعصير الفاكهة في المقاهي التي توزعت في كل مكان . كذلك ، فقد تأملت الواجهات واعجبت كثيراً بالاقمشة والبياضات ومحارم اليد المطرزة بأسلوب مميز والمعروضة بذوق وفن . وأحبت كثيراً اشكال وألوان البضاعة التي حيكت باتقان ، كذلك الأمر بالنسبة لسكاكين الجيش السويسري الشهيرة والتي تتميز بتعدد شفراتها وكانت ابيغيل قد جالت بين محلات البيع الكبيرة وحدقت بشغف بالبضاعة الرائعة وكذلك ، فقد اثارت المحلات الصغيرة حشريتها . وأحبت كثيراً منظر الساعات المعلقة على الجدران والتي كانت تستقطب الاهتمام وذلك بسبب اسلوب صنعها المسلي والمضحك . وكانت ابيغيل قد استمتعت إلى الموسيقى الصادرة عن علب موسيقية تتعالى بأصواتها المتناغمة كلما رفع غطاؤها . كذلك فقد تصورت جمال المنحوتات اليدوية والخشبية والسيراميك وهي تزين رفوف بيتها . ولكنها تذكرت وهي تحس بغصة بأن تلك الرفوف لم تعد ملكها من مدة . وغرقت ابيغيل في حلم من أحلام اليقظة ، فرأت نفسها من جديد بالقرب من شاطئ البحيرة وهي تتأمل المراكب والانعكاسات الذهبية للشمس على صفحة المياه وتذكرت ابيغيل بعد فوات الأوان بأن وجهة السير في سويسرا هي عكسها في بلدها . فقد أحست بدفع سيارة على ذراعيها الأيسر وكتفها ثم وقعت أرضاً . وكانت أصداء أصوات مكابح تشد بعنف تتردد في رأسها وهي على الرصيف وقد أدركت بأنها فقدت وعيها لبعض الوقت إذ أنها استفاقت فجأة لتجد نفسها في مستشفى .

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس

قديم 13-01-09, 06:37 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثاني

تحرك جفنا ابيغيل ففتحت عينيها وسمعت نفسها تهمس رايموند؟ ثم أدركت أن هناك شيء ما في هذه الكلمة يرن بنغمة خاطئة ( كيف ...؟ ) قالت وعيناها تحملقان بعيني الشخص الذي أمامها وقد شعرت بأن العالم بدأ يدور ببطء .منتديات ليلاس
وسمعت العديد من الأصوات . كانت الأسئلة تتعاقب باللغة الألمانية ، وتعالت الأصوات الغاضبة فوق راسها ( كراكنهوس؟ )
كان هناك شيء في داخلها يقول لها بأن هذه الكلمة تعني مستشفى . فقد سبق ورأتها من قبل في ملف الفندق ، لا ، لا أريد المستشفى ، قالت : " إنني على مايرام ، أنا .. "
" إنني متأكد بأنه ليس هناك أي عظام مكسورة . " قال أحدهم باللغة الانجليزية وقد تعمد ذلك لكي تفهم مايقوله . : " إنها آثار الصدمة ، كذلك ربما بعض الرضوض . سوف أتولى أمر هذه الفتاة واتصل بطبيب فأنا من صدمها ، اليس كذلك اما بالنسبة إليك يا آنسة فاعلمي بأنني لست رايموند . "
لم يكن الصوت الصادر عن المتكلم والذي ينم عن غضب كبير غريباً بالنسبة لأذني ابيغيل : " لن يكون دخول المستشفى ضرورياً . " ذلك يعني أن ما توقعته كان صحيحاً .
سمعت اصوات صفارات الانذار , وابواب تغلق , ثم أحست بأن كل سكان المدينة قد اجتمعوا هنا ليحدقوا بها .
" إنها حادثة . " ثم تبع ذلك تبادل كلمات بين الرجل والشرطة وقد دام لمدة طويلة . أحست بالانهاك . إن كان مجرد الرقاد يؤمن لها راحة الهروب من إحساس الألم , فهي سترقد حتماً ... وبدا لها بعد عدة ساعات بأنها قد نقلت إلى سريرها .
" أليس هناك ارتجاج . كان أحدهم يقول : " إنها الصدمة , والرضوض .. " تبع ذلك حديث باللغة الألمانية وكان صوت احد المشاركين مألوفاً لدى ابيغيل .
بعد قليل اعتقدت ابيغيل بأنها تركت بمفردها ولكنها ما لبثت أن سمعت صوتاً .. وهو صوت رايموند .. يهتف : " ما هذا يا رالف , كيف استطعت أن تقوم بعمل مماثل؟ إن فارقت الحياة أو حتى إن بقيت آثار جروحها ظاهرة , سوف ... "
" اهدأ يا أخي ولا تسترسل في تصوير هذه الدراما ...؟ إنها آثار الصدمة , كما قال الطبيب , كذلك فهي تعاني من الجروح والرضوض والكدمات , التي عولجت بكثير من المهارة . سوف تتألم هذه الفتاة لمدة يومين أو ثلاثة , تعود إلى حالتها الطبيعية . والآن , آنسة هايلي , أعتقد بأنك قد صحوت أليس كذلك؟ "
فتحت أبيغيل عينيها فظهر هذا الوجه من جديد وكان يشبه وجه رايموند ولكنه ليس هو . " أعتقد بأنك تسمعيني . " قال رولف : " إذن قولي لي يا آنسة هايلي من كان المتسبب بحدوث ذلك الارتطام . "
قال رايموند : " توقف عن الضغط عليها وعن استجوابها , إن اجابتك ابيغيل كما تريد فسيكون ذلك بسبب الاكراه؟ "
وأعاد رايموند صياغة جملته تحت نظرة أخيه المستغربة . " ما أعنيه هو أن ابيغيل وفي وضعها الحالي تعتمد على كرم عائلة فلدر بالأخص على كرمك أنت . فأنت هو من صدمها ولكن من المؤكد بأنها لن تلومك لئلا تخسر دعمك ألا توافقني الرأي ؟ "
" إن الحادث قد حصل بسببي أنا يا رايموند . " قالت ابيغيل ذلك وصوتها يرتجف من أثر الصدمة . " فأنا في بلد غريب , كذلك فقد كنت شاردة الافكار وأنا اسير وكان نتيجة ذلك أن نسيت وجهة السير .. وتجاوزت مسامير الرصيف ."
قال رايموند بصوت تشوبه بعض المرارة : " ها قد حصلت على الاعتراف الذي تريده . لقد سقطت عنك التهمة يا أخي ألم يكن يجدر بك تسجيل هذا الاعتراف لكي تشهره كدليل على براءتك ان رفعت ابيغيل دعوى ضدك في المحكمة؟ . "
" أرجوك يا رايموند . " وشعرت ابيغيل بأنها ساندت الرجل الذي صدمها , فالأمر فعلاً لم يكن نتيجة أي خطاء ارتكبه . " لم يكن اخوك هو السبب في الحادث . كان من الحماقة نسيان ... "
خفت صوتها وأحست بالدموع تنهمر على خديها . قال رولف : " لست بحاجة إليك يا آنسة هايلي لتلعبي دور محامي الدفاع عني . هناك العديد من الشهود الذين سيكونون جاهزين لإدلاء الشهادة والوقوف إلى جانبي . "
قالت ابيغيل : " أنني اتحمل مسؤولية الحادث يا سيد فلدر . "
" ابيغيل! " كان رايموند قد تقدم نحوها . " لاتبكي يا آبي . سوف أتغيب عن عملي بعد الظهر و ... "
قال رولف : " هل تريدني أن انتظر أكثر يا رايموند؟ " نظر إلى ساعته ثم قال :" لقد تأخرت بما فيه الكفاية . "
" إن يوماً واحداً .. " استدار رايموند نحو اخيه , وقد رفع قبضته ثم اتجه نحو الباب و مد رولف رأسه باتجاه الردهة : " إذهب . " . أحضر رولف من جيبه منديلاً واعطاه لأبيغيل لتمسح به دموعها .
" ابيغيل . " كانت نبرات صوته متسارعة بشكل غريب , أما نظراته القاسية فقد تغيرت كثيراً بعد أن ظهرت في عيني رولف لمسة حنان اذ نظر اليها وقال : " ان هذا البكاء ناتج عن الصدمة . "
استغربت ابيغيل سماع رولف يناديها بأسمها وتوقفت عن البكاء . لقد شعرت بأنه يحاول مواساتها .
" ما الخطب يا آنسة هايلي؟ " جاء السؤال الحازم من بين شفتيه إذن بالرغم من نظراته الحنونة لها فقد عادا إلى استعمال الألقاب في حديثهما . لقد حذرها رايموند أليس كذلك؟ : " لقد حاولت التعامل معك بالطريقة بالطريقة التقليدية ولكن ارى أن الأمور لم تسر على ما يرام أليس كذلك؟ "
تلفظ رولف ببعض الكلمات ولكنها كانت باللغة الألمانية : " إذن فأنا آسف ." قال وقد اصبحت لهجته اقل حدة .
قالت وهي تحتج بقوة : " انا لم اطلب منك ابداً التصرف هكذا كلا ابداً! والآن هلا .. هلا غادرت من فضلك . "
عندما نهض رولف , أعتقدت ابيغيل بأنه كان على وشك القيام بما طلبته منه . ولكنه بدلاً من ذلك مشى حتى النافذة , ثم استدار ونظر في المرآة الموجودة على الحائط .
" سوف آتي لك بممرضة وبأية مساعدة طبية ممكن أن تحتاجين إليها لتحققي الشفاء التام . "
" شكراً لك ولكن .. ليس هناك من حاجة ... لكي تتباهى بثرائك أمامي!"
سأل رولف بصوت غاضب : " أنت تعرفين كل شيء عني , أليس كذلك؟ "
قالت ابيغيل وهي غير مكترثة لردة فعل رولف : " إن ما قاله لي رايموند بشأنك , يجعلني أعتقد بأنك , وبعد قليل من الوقت , سوف تتهمني بافتعال الحادث ... وبرمي نفسي بالقرب من سيارتك , مثلاً ... حتى أرفع عليك دعوى قضائية , وبذلك أحصل على الكثير من المال كتعويض عن الجروح التي سببتها لي! "
" لا أكترث لرأيك بي ." ضاقت عيناه ثم استدار ليواجهها :" سوف أهتم بك ما دام ذلك ضرورياً خاصة لأنك ضيفة أخي , على الرغم من أنك , يا آنسة هايلي تستنفدين كل صبري !"
نظر إليها فأخذت ترتجف لسبب كانت هي نفسها تجهله :" إنها ... الصدمة وقد سببها .. الحادث! "
وربما كانت ردة فعلها ناتجة عن الصدمة , فكرت أبيغيل , قال رولف بحنان :" إذن , إنك تبحثين عن التعويض ليس إلا! "
أجابته ابيغيل : " كف عن اهانتي . لا اريد أي تعويض منك ."
" لن تفعلي ذلك؟ سوف نرى , أليس كذلك؟ "
بعد ثلاثة أيام كانت ابيغيل تشعر بالتحسن , فجلست على الشرفة تتناول طعام الفطور . كان رولف قد وفى بوعده فهو قد استقدم ممرضة للاعتناء بها , وكانت هذه الاخيرة بشوشة الوجه وهادئة وقد قالت لأبيغيل بأنها تعمل عند السيد فلدر ممرضة لنزلاء الفندق , ويساعدها في عملها ممرضتان . وكان الأطباء جاهزين للحضور إلى الفندق في حال استدعت الحاجة لذلك , وقد عاين أحدهم ابيغيل في يوم الحادث .
" أعتقد بأنك قد غفوت طوال الوقت ." قالت الممرضة فيرا وكانت قد اهتمت بها جيداً , فهي قد عالجت جروحات ابيغيل وبدلت الضمادات كما أنها غسلت الكدمات .
ذات مرة , انضم رولف إليهما .
" اترين , يا آنسة هايلي . بأنني لم اضطر إلى التباهي بثروتي أمامك . ولم أوظف ممرضة . فالممرضة هي من بين مستخدمي الفندق ."
أحمر وجه ابيغيل تحت نظرات رايموند المندهشة وقالت : " لقد أخبرتني الممرضة فيرا بأنها مستخدمة من قبل الفندق . شكراً لك على كل حال . وأنا آسفة لأ ..."
" هل قالت ابيغيل ما رددته الآن يا رولف؟" هتف رايموند بلهجة مازحة , وهو يشير إليها .
جاء جواب رولف مقتضباً : " لقد قالت أكثر من هذا , أكثر بكثير ."
في أحد الايام , إذ كانت ابيغيل في غرفتها , سمعت اصوات ضحك في الردهة , ثم تناهى إلى اذنيها صوت رايموند يقول : " مرحباَ . " ودخلت فتاة هي صورة مطابقة عن رايموند إلى الغرفة .
" أنا مارتينا فلدر . إنكِ ابيغيل هايلي . إنني آسفة لسماعي بأن أخي الكبير قد صدمك . إنها طريقة غريبة تلك التي تم استقبالك بها !"
ابتسمت ابيغيل ثم حدقت بالفتاة .
علقت مارتينا :" لابأس , أعرف أنك تعتقدين بأن نظرك يغشك , ولكن رايموند وأنا توأمان . هل نسي أن يخبرك بذلك؟ فعلاقة أحدنا بالآخر قوية رغم ما يتخللها من مشادات بالحقيقية , يغلب على علاقتنا طابع المشاجرة . أتمنى أن تكون حالتك قد تحسنت , لونك جيد . أم أن ذلك اللون قد نتج عن قدوم رايموند لرؤيتك؟ "
" هل قال ذلك! حسناً , أنا ..."
" هل يتخيل رايموند أشياء لا وجود لها في الواقع . "
قالت ابيغيل , وقد شعرت بالمودة شقيقة رايموند التوأم : " لقد قال لي رايموند بأنك تعملين في حقل الأزياء ."
أومأت مارتينا موافقة : " إنني أصمم وأنفذ الأزياء , لدي مشغل في الدور السفلي من الفندق . عندما تركت الجامعة بدأت أعمل بهذه المهنة , وقد أطلقت على مشغلي أسم أزياء مارتينا . ليس عملي غريباً جداً . ولكن تصاميمي تروق بعض الاشخاص . على كل لقد دعمني والدي مادياً حتى استطعت تأسيسه والاستمرار به , والآن أوظف بعض الأشخاص لمساعدتي . لا أنتج ثياباًَ بالجملة فإن مشغلي غالباً ما ينتج قطعة واحدة من الثياب ... وهذه القطع تبتاعها سيدات الطبقة الراقية ."
أومأت ابيغيل موافقة .
" إن تصاميمي الأخرى ليست زهيدة الثمن , ولكنها في متناول الفتيات العاملات . إن بعض تصاميمي معروضة في المحل الواقع عند مدخل الفندق ."
قالت ابيغيل بدهشة :" أتلك الثياب من تصميمك؟ إنها رائعة . "
علق رايموند : " إنها تمدحك يا مارتينا . فهي تود أن تصممي ثوباً يكون خصيصاً لها ."
" كلا , أنا لا أمتدحها من أجل ذلك . " قالت ابيغيل ذلك وهي تحدق برايموند ثم تابعت : " أنت تتكلم تماماًَ مثل أخيك , وتوحي بأنني مجرد إنسانة تبحث عن منجم ذهب أو رجل ثري ."
في هذا الوقت فتح الباب .
قال ريموند وهو ينظر إلى رولف : " تكلم عن الذئب , وها هو يحضر إليك . انضم إلينا , يا أخي . "
نظر رولف نحو ابيغيل . لم يخف عليه أي شيء لا نظرة عينيها اللامعة ولا وجهها الضاحك .
" يبدو أن أخي وأختي هما علاج ناجح لمرضك , يا آنسة هايلي , ذلك على عكس أبن فلدر الكبير . "
" تعني على عكسك أنت , يا سيد فلدر؟ أنا آسفة ."
قالت مارتينا : " ما سبب كل هذا الاهتمام ... بالرسميات؟ لقد التقيت ابيغيل لتوي وها أننا نتنادى بأسمائنا كأننا أصدقاء قدامى , يا ابيغيل , ناده رولف وأنت يا رولف ...."
جاء جواب رولف العنيف : " إن كلمتها بطريقة بعيدة عن الرسميات , يمكن أن تتهمني بأنني أسايرها لكي أقنعها بعدم جري إلى المحكمة للتحقيق في الحادث ."
ضحك التوأمان .
قال رايموند : " قبل أن تدخل , كانت تتهمني بأنني مثلك تماماً وقد قالت ذلك في سبيل الحط من قدري ."
قال رولف وقد لاحظ ارتباك ابيغيل :" خلال فترة تعارفنا القصيرة ... لا أذكر أنها نعتتني سوى بصفات تدل على الازدراء . "
قالت أخته بطريقتها الواقعية : " سيدوم انتظارك طويلاً كما يبدو . إن الآنسة تعني ما تقوله . "
وسمعت ابيغيل صوتاً بداخلها ينصحها بقول الحقيقة كلها : " مما يعني بأنني لا أستطيع الاستمرار في قبول ضيافة رايموند ."
استدارت مارتينا نحو أخيها رولف : " ابيغيل تقول بأنها تريد أن تعمل مقابل اقامتها هنا . كما قلت , إنها تود العمل طوال فترة وجودها خارج بلادها . اليس كذلك يا ابيغيل؟ "
أومأت ابيغيل موافقة .
قال رايموند :" لقد تحدثت مع ابيغيل بشأن بعض أنواع العمل التي ربما تناسبها مثلاً ." تابع وهو يعد على أصابعه : " ... العمل في الفندق , أو مساعدة في المطبخ , أو نادلة تقدم الطعام . "
استدار رولف وواجهها : " هل لديك خبرة في كل هذه الوظائف؟ "
" ليس حقاً . ولكنني سوف أتعلم ما يجب عمله , وأنا طباخة جيدة كذلك فأنا أتقن غسل الأطباق ."
" لقد ذهبنا إلى عدة فنادق معاً ." قال رايموند ذلك محاولاً مساعدتها : " وقد أصبحت لدينا خبرة لا بأس بها ."
قال رولف بغضب : " أولاً , نحن نستخدم فقط موظفين ذوي خبرة في مطابخنا . لن يحتمل رؤساء الطهاة وجود مبتدئة مثلك , كذلك الأمر بنسبة للموظفين الآخرين . ثانياً إن جميع مستخدمينا مدربون على القيام بأعمالهم على أكمل وجه وهم يحملون شهادات ووثائق تثبت ذلك ."
متى سيتوقف من الهزء مني؟ فكرت وقد شعرت بقلبها ينعصر .
تابع رولف كلامه من دون توقف : " ثالثاً , لدينا طرق تكنولوجية لغسل الأطباق . رابعاً , إن مساعدي موظفي الفندق يملكون الخبرة الواسعة , كذلك الأمر بالنسبة لطاقم النادلين والخادمات العاملات في الغرف ."
" إذن ... لا أماكن شاغرة لديكم ؟ "
" لا أماكن شاغرة , إني آسف ولكني مجبر على قول الحقيقة كاملة . " وشعرت ابيغيل بأنه ليس آسفاً أبداً .
سألت مارتينا رولف : " ألا تستطيع أن تكون أكثر إنسانية؟ في نهاية الأمر , وبغض النظر عمن قد يكون المخطئ , لا يشك أحد في أنك أنت هو من صدمها وجرحها إذ كنت تقود سيارتك . "
صر على أسنانه , أصبحت نظرته أكثر قساوة : " يبدو لي , يا آنسة هايلي , بأن نصف أفراد عائلتي يؤيدونك . على الرغم من ذلك , فأنا أدير هذا الفندق مع والدي .."
" بما أنك تعارض أمر عملي في الفندق , فمن الأفضل لي أن أحزم حقائبي وأذهب ."
قال رايموند وكأنه يريد حمايتها : " ألن تتركها وشأنها؟ "
وكانت ابيغيل قد جفلت قليلاً , ولم تستطيع منع نفسها من ذلك .
قال رولف : " هل ما زلت تشعرين بالألم , يا آنسة هايلي؟ "
" هذه هي يدي الذي تسببت ... الذي تسببت سيارتك ...."
قالت مارتينا : " هل ترى , إنها لطيفة ومهذبة جداًُ إلى حد أنها لم تتهمك بالتسبب بالحادثة . "
" إنها هي المسؤولة عن الحادث إذ أنها اعترضت طريقي . ولم أكن أنا من افتعل الحادث بتوجيه سيارتي نحوها ؟ "
قال رايموند : " إنها لاتزال تعاني من آثار الصدمة , ألا تستطيع رؤية ذلك . لا ليس الأمر كذلك ."
احتجت ابيغيل : " أنه ... أنه أخوك ... ومن طريقة تصرفه , فهو قاس جداً وعديم الإحساس ."
استدار الشقيق المذكور وقبل أن يصل رولف إلى الباب قال رايموند : " إن كلامك هذا يلخص طبع أخي . "
أقفل الباب وراء رولف فلدر بهدوء كان يعبر عن غضب قد كبح لجامه .

" لنتناول طعام الفطور معاً ."
قالت مارتينا محاولة إقناع ابيغيل بعد يومين من لقائهما : " إن شعرت بأنك نشيطة بما فيه الكفاية ."
طمأنتها ابيغيل : " أنا بخير الآن , تأكدي من ذلك . نعم أود تناول طعام الفطور معك , في الحقيقة , أحب ذلك فعلاً فسوف يشكل تغييراً بالنسبة لي إذ أنني أتناوله عادة بمفردي؟ "
التقت الصديقتان عند باب المطعم وقادت مارتينا ابيغيل إلى الطاولة التي تقاسمتها هذه الأخيرة مع رايموند قبل وقوع الحادث . كان رايموند هناك .
قال : " أجلسي هنا تفضلي . "
هتفت ابيغيل : " إنه صباح جميل . "
قال رايموند : " ها هي ابيغيل . تغذي نظرها بدلاً من الاستجابة لنداء معدتها . " عندما أقترب النادل , سألها :" هل تريدين الشاي أم القهوة يا ابيغيل؟ أختارت القهوة .
قاطعته مارتينا : " ولآن يا آبي , أنها المرة الأولى التي تتناولين فيها طعام الإفطار مع عامة الشعب ... وذلك بفضل الحادث الذي تسبب به أخي ."
" كلا , كلا , كان الأمر نتيجة ... "
وتجاهل رايموند محاولة ابيغيل التي كانت تهدف إلى الاعتراف بخطأها ومسؤوليتها وقال : " إن ضيوفنا , يقومون باختيار وإحضار ما يريدونه من طعام لوجبة الإفطار . إذن تعالي يا آبي واتبعيني . "
وشق طريقه إلى الطاولات الجانبية , حيث كانت هناك أنواع متعددة من الإطباق . بعد خمس دقائق , عاد الثلاثة وهم يحملون اكواباً من عصير الفاكهة , مع صحون مليئة بقطع الخبز . وأحضرت مارتينا طبقاً من الفاكهة , بينما تبعها رايموند حاملاً طبقاً وضعت فيه اللحوم . أما بالنسبة لآبي , فقد حملت طعام إفطارها التقليدي المؤلف من العديد من الفاكهة الطازجة , الكرواسون , العسل والمربى .
قال وهو يشير إلى قطع الكرواسون التي اختارتها ابيغيل : " أننا نسمي هذه جيبفلي . نحن السويسرين نصنع خبزنا بإتقان ومهارة . فهو يجب أن يكون محمصاً ومحمراً ومخبوزاً على اليد كذلك . إن أفراننا تفتخر بأنواع خبزها . إذن يا ابيغيل حاسة التذوق لديك ممتازة كما يقال . "
وباشرت ابيغيل بتذوق الكرواسون .
قال رايموند لأبيغيل : " إننا نسمح لك بالعودة لإحضار المزيد منها . "
قالت شقيقته مؤنبة : " لا تشجعها على الأكل كثيراً إذ أن ذلك سوف يسبب زيادة وزنها . "
أحمر وجه ابيغيل ثم قالت : " أنني بحاجة لخسارة ... "
قاطعتها مارتينا : " لست بحاجة خسارة أي باوند ."
قال رايموند : " ذات يوم سوف نأخذك , إلى محل بيع الحلويات ... وهو كذلك مكان في المدينة حيث يمكن احتساء الشاي ... ونشتري لك قطعة من الحلويات الشهية التي تنفرد هذه المحلات بصنعها ... مثلاً المعجنات أو الفطائر الحلوة , كما تسمى مع العسل واللوز . "
" إنك تفتح شهية ابيغيل يا رايموند هلا توقفت عن ذلك و إلا ستعود إلى وطنها وقد ازداد وزنها . "
صب لها رايموند القهوة , ثم نظر إلى ساعته , نهض بسرعة وقال : " أرجو أن تعذراني . فإن تأخرت عن عملي سوف يقطعني أخي العزيز إرباً , إرباً , كما يقال . سوف أراكما لاحقاً , أليس كذلك يا ابيغيل؟ . "
" إنه يتأخر دائماً عن العمل . " قالت مارتينا , وهي تنظر إليه إذ كان يشق طريقه بسرعة بين الطاولات . ثم أضافت " إن عملي اليوم يحتم علي الذهاب إلى المدينة , هل تودين مرافقتي يا ابيغيل؟ هل تشعرين بأن حالتك الصحية تسمح لك بذلك؟ "
أكدت لها بأن تود ذلك وتستطيع فعلاً مرافقتها إلى المدينة : " لقد ذهبت بنزهة في أول يوم لي هنا , قبل أن ... "
قالت مارتينا : " قبل أن يدهسك أخي العزيز بسيارته , إنه مدين لك بسبب فعلته هذه؟"
" بماذا أنا مدين لها؟ "

أندهشت ابيغيل إذ رأت فجأة رولف وقد اصبح بجانبها .

" أنت مدين لابيغيل إذ أنك دهستها وتسببت بجرحها . "

سألها رولف : " هل توافقين على ما قالته مارتينا , يا آنسة هايلي؟ "
قالت مارتينا : " إنها آتية معي اليوم . فهي تشعر بأنها قادرة على ذلك , كما قالت ."
سال رولف : " ألا زلت تشعرين بالألم؟ بإمكاني أن أطلب من معالج فيزيائي المجيء , إن كان ذلك يخفف من آلامك؟ "
ولم تكن ابيغيل قادرة على البوح لرولف بأن الألم كان واحداً من الأسباب التي جعلتها تجفل .
أجابت ابيغيل : " شكراً لك ولكن لا لزوم لذلك . "
" كما تريدين . " ثم قال لمارتينا : " اتصل بي والدنا . وهو قد انتقل من الولايات المتحدة الامريكية إلى كندا . إنه على ما يرام! "
وعبرت ابتسامة مارتينا عن مدى سعادتها لسماع ذلك . تابع رولف : " سوف أكون في زرويخ اليوم ." ثم استدار نحو ابيغيل وقال : " سوف تكونين بأمان نسبي مع مارتينا ! " ثم استدار مستعداً للذهاب !
استوقفه صوت ابيغيل , فاستدار نحوها : " إنني مازلت مصممة على تحمل نفقات إقامتي هنا . وإلا فأنا أصر على الحصول على وظيفة يا سيد فلدر . "
" سوف أعير هذا الأمر اهتمامي التام والدقيق ولكن يجب أن أعترف بذلك , يا آنسة هايلي , فهذا الأمر ليس تماماً على لائحة اهتماماتي الملحة . " بعد هذا التعليق الساخر , أكمل رولف طريقه .

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 13-01-09, 07:21 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثالث


نقلت مارتينا ابيغيل إلى أسواق المدينة في سيارتها الصغيرة . قالت : " أولاً , سوف نذهب إلى متجر جيزلا , حيث هناك بعض الأعمال التي يجب عليّ إنهاؤها . "
دخلت الفتاتان متجراً صغيراً وفخماً حيث بدا لأبيغيل بأن ثمن قطع الثياب المعروضة يفوق قدرتها على الدفع . وفكرت بأنه ربما , في سويسرا , تقبض الفتيات العاملات أكثر مما تقبض الفتيات العاملات في إنكلترا .
رحبت السيدة المساعدة بمارتينا بحرارة وشجعت ابيغيل على تأمل الثياب بينما كانت تناقش أمور العمل مع مارتينا . اقتربت مساعدة أخرى من ابيغيل .
قالت السيدة : " ما هو طلبك يا آنستي؟ "
فكرت ابيغيل على الأقل , يمكنني مجرد سؤالها عن ثمن الثياب , ثم أشارت إلى واجهة المتجر . " هذا الثوب . " لحسن حظ ابيغيل , كانت المساعدة قد غيرت لغة الحديث وكلمتها بالإنجليزية : " انه جميل , يا سيدتي , وإنني متأكدة من أن هذا الثوب سوف يناسبك كذلك لونه . " وكانت البائعة تتجه نحو الواجهة .
" ولكن كم تكلف قطعة كهذه؟ أعني ما هو ثمنها؟ "
" أتودين أن أقول لك ثمنها بالعملة الإنجليزية؟ " بعد أن استعملت آلة حاسبة صغيرة , صرحت البائعة لأبيغيل عن ثمن القطعة .
" لا يمكنني تحمل كلفتها . شكراً لك ولكن ... " وطال تحديق ابيغيل إلى الثوب .
لقد كان يناسبها إلى حد كبير كأنه خيط خصيصاً لها . واستفادت البائعة بسرعة من تردد ابيغيل , فقالت لها : " سوف اجلبه لك من الواجهة . "
انتظرت وهي تفكر بأنها لن ترتكب أي جرم إن حاولت فقط قياس الفستان .
" نعم , إنه من مقاسك تماماً , يا سيدتي . " قالت السيدة مشجعة ووافقتها ابيغيل , ثم أومأت متأسفة .
قالت البائعة : " أرجوك يا سيدتي , هل أنتِ زائرة ؟ "
" نعم , ولكن ذلك لن يفيد فأنا لا أستطيع . "
" ما الذي لا تستطيعين فعله؟ " سألتها مارتينا وقد تقدمت منها وفهمت الوضع بسرعة : " هذا الثوب؟ نعم كأنه قد صمم خصيصاً لأجلك . وهو كذلك إحدى تصاميمي . يجب أن تحصلي عليه . "
" كلا! " قالت ابيغيل وهي تبتسم لتخفف من حدة لهجتها الرافضة : " ليس من دون ..."
" أرجوك , يا آبي , إنسي أمر ثمن الثوب . أخي سيتكفل لهذا الأمر . إنه مدين لك بالكثير . على كل انظري إلى ما فعله بك , وقد تسبب لك بالكثير من الألم والانزعاج . سوف أرسل له الفاتورة . لقد حلت المسألة . " واتفقت مارتينا مع البائعة , غير مبالية بصوت ابيغيل التي بدا عليها الانفعال إذ قالت هذه الأخيرة لها : " لا يجب أن تفعلي هذا . "
قالت مارتينا بعد أن انتهت ابيغيل من قياس الثوب : " تعالي سوف نقوم بجولة حول المدينة . "
بعد أن رتبت أمر تسليم الثوب إلى الفندق في فترة ما من بعد الظهر تنقلت مارتينا و ابيغيل بسرعة في شوارع المدينة المرصوفة بالحصى الكبيرة حيث كثرت الأشجار , كذلك ساحات البيوت التي كانت مخبأة جزئياً , والرسومات الكبيرة الموجودة على جدران المنازل والمباني العالية . ورسماً ساخراً يمثل أناساً في الأزمنة الغابرة وهم يجلسون حول الطاولة , حيث كانت الأم تحمل طفلاً صغيراً وكذلك صور جماعة من المهرجين وهي تنفخ في أبواق .
على طول المساحات الضيقة المرصوفة , كان هناك متاجر كبيرة ومتاجر صغيرة قد حجبت عن النظر مبانٍ قد زينت بمجموعة من الأعلام الملونة وضعت حولها .
" إن المدينة القديمة تقع هنا . " قالت مارتينا , وهي تقود ابيغيل المشدوهة بالمناظر الخلابة , وقد كانت الصديقتان تتنقلان بين هذه المناطق بواسطة سلالم طويلة : " أنظري هنا , تحت المناظر , هناك لعبة شطرنج عملاقة . وهنا يوجد مربع صغير مع ينبوع صغير في الوسط , وهناك العديد من تلك الينابيع موزعة في المدينة . "
تناولت الصديقتان الغداء على طاولة تقع بالقرب من الساقية حيث تصب مياه البحيرة . كانت الطيور ترفرف عالياً ثم تخترق صفحة المياه , فيتطاير ريشها في الجو بين الفينة والأخرى . ليغط ويطفو على سطح المياه .
كانت ابيغيل مأخوذة وهي تتأمل انعكاسات الأبنية , إذ كانت تتحرك على شكل متموج . كانت قوارب صغيرة مصطفة على الضفاف , بينما البجعات كانت تشق طريقها بنعومة خلابة بينها .
قالت مارتينا , وهي تحتسي قهوتها : " استمعي إلى جميع اللغات التي يستعملها الناس هنا . فهم يأتون من كل مكان حول العالم ليزوروا هذا المكان . "
أشارت بإصبعها إلى محل يقع على الطرف الثاني من الطريق : " إنه ايوتيكي . متجر قديم جداً وهو مغلق الآن . انظري إلى الكلمات التي كتبت عليه باللغة الألمانية سوف أترجمها لك : " ليس هناك أي نوع من الأعشاب يشفي من الحب . "
انفجرت مارتينا ضاحكة : " إن ذلك يبقى ضمن الأشياء التي لم أجربها بعد . إنني جداً مشغولة بإدارة أعمالي . ماذا عنكِ؟ "
لأسباب بقيت خفية حتى على ابيغيل , وجدت هذه الأخيرة أنه من الصعب الإجابة على سؤال مارتينا : " لم يحصل ذلك . "
ولكنه بدا وكأن مارتينا , لحسن حظ ابيغيل , قد اقتنعت بجوابها . مشت الصديقتان في طريق عودتهما إلى السيارة , فاجتازتا مربعاً آخر غطي بالحصى ... وهو يعود إلى منتصف القرن السادس عشر , كما شرحت مارتينا ...وسارتا تحت شرفات وضعت على أطرافها زهور زاهية الألوان كذلك مشت الصديقتان تحت أعلام ركزت بفخر على شبابيك الطوابق العلوية .
علقت مارتينا : " يجب أن يكون ثوبك قد سلم الآن . " وكانت الصديقتان تستقلان المصعد حتى مدخل الفندق : " لقد طلبت أن يرسل إلى مشغلي حتى أرى إن كان يحتاج إلى بعض التعديلات . أتمنى ألا يكون لديك أي مانع في ذلك . "
ضحكت ابيغيل وهي تومئ . كانت مقتنعة بأن صديقتها سوف ترفض أي اعتراض من قبلها . نزلت الفتاتان بواسطة المصعد وأشارت مارتينا إلى ابيغيل بأن تتبعها إذ فتحت الباب ثم دخلت إلى المشغل .
" أرجو أن تعذري حالة الفوضى العامة في المشغل . " قالت مارتينا ذلك وهي تشير إلى المكان : " لأنني أعمل دائماً في جو مماثل . إنه الجو الملائم حيث يمكن للفنانين المبدعين أن يبتكروا . إن هذا هو العذر الذي أقنعت نفسي به على كل حال ."
شعرت ابيغيل بأن الثياب والأقمشة توجد في كل مكان حولها , وهي معلقة في أماكن عالية كما لو كانت ستائر , أو ممدودة بين الطاولات والكراسي , أو موضوعة بتعاليق وراء الأبواب . كان هناك كذلك ألآت خياطة و إكسسوارات ملقاة على طاولات , على كراسي قليلة الارتفاع , وكذلك على حافات النوافذ.
" ان الجو هنا لايشبه جو المشاغل . " قالت مارتينا بشيء من الفخر : " أنني أعمل ضمن إطار ضيق , وبنجاح لحساب سيدات يردن الظهور بمظهر مختلف هناك .." ولوحت مارتينا بيدها نحو صف طويل من الثياب كان قد أخفى وراء قطعة قماش كبيرة للغاية ... " هناك توجد تصاميمي التي سوف تظهر في عرض الأزياء ."
تابعت مارتينا : " سوف يقام عرض الأزياء في الطابق الأرضي من البيت الذي يتم تجديده لنقيم فيه ... هل أخبرك رايموند عنه؟ بعد وقت قليل , سوف نعود إلى نمط طبيعي من الحياة إذ أننا سوف ننتقل للعيش في منزلنا . سوف أنقل مركز عملي إلى غرفة اخترتها خصيصاً لهذا الغرض إذ أن الضوء يدخلها بطريقة جيدة . سوف يقام احتفال كبير بمناسبة انتهاء أعمال التصليح وانتقال عائلة فلدر إلى المنزل . "
" مرحباً . " قالت مارتينا لفتاة كانت خلف لوحة الكي وهي تعمل بدقة على كي سترة : " أقدم لكِ ابيغيل هايلي , إنها صديقتي . إنها فتاة إنكليزية . ابيغيل , أقدم لكِ ليليان شميدت . "
وردت الفتاة على ابتسامة ابيغيل بابتسامة مماثلة . سألت مارتينا :" هل احضر ثوب من محل جيزلا؟ "
أجابت ليليان باللغة الإنكليزية إذ أن مارتينا وجهت إليها السؤال باللغة ذاتها : " نعم , لقد حصل ذلك فعلاً , إن الثوب هنا . "
كان الثوب معلقاً بواسطة تعليقه ثياب على الباب , وكانت ألوانه زاهية . أضافت ليليان : " اني متأكدة , بأن هذا الثوب هو من تصميمك يا مارتينا . "
قالت مارتينا :" إنه كذلك . لم يمض على قدومك وقت طويل ولكنك دقيقة الملاحظة كما أرى الآن , سوف ترتدين الثوب يا ابيغيل لقياسه من جديد , أليس كذلك؟ "
نظرت ابيغيل حولها وقد عقدت حاجبيها : " هنا؟ "
" لم لا؟ هناك توجد غرفة للقياس مزودة بمرآة ."
عندها , سمع طرق على الباب ودخل رايموند : " يا شقيقتي , لم يأت أي عدو ليسرق أفكارك ."
قال رايموند :" مرحباً ." تسمرت عيناه على الثوب وهو يقول :" يا للروعة ."
استطردت شقيقته :" هل أ،ت تعني بكلامك هذا ابتكاري الرائع أم كما اعتقد مظهر ابيغيل؟ "
" إن اعتقادك في محله ." أجاب رايموند ونظر حوله , فلاحظ وجود المساعدة الجديدة للمرة الأولى . قال رايموند لشقيقته :" مارتينا؟ هيا , يجب أن تعرفيني بهذه الفتاة ." كانت نبرة صوته ملحة فقالت :" ماذا تريد؟ ليليان , هذا أخي الصغير رايموند ."
" لست فعلاً صغيراً ." قال رايموند وفي صوته بعض التأنيب :" هل تعملين هنا منذ فترة طويلة يا ليليان."
أجابته أخته إذ أن ليليان ظهرت في غابة الارتباك :" منذ ثلاثة أسابيع ."
قال رايموند :" إذن , يجب ..."
قالت شقيقته :" يجب أن تدخل المصعد ليقلك إلى فوق ."
وغزت وجهه تعابير مضحكة بسبب هذه الطريقة الجديدة التي اتبعتها شقيقته لاخباره بأن عليه الذهاب , ولكنه فهم رسالتها جيداً .
بعد قليل دخل رولف .
" ابيغيل ."
" نعم ."
" أود التحدث معك ."
لقد عرفت , إذ رأت وجهه الذي خلا من التعابير , بأنه سوف يخبرها بعدم توفر أية وظيفة شاغرة .
" سأراك لاحقاً ." أضاف رولف , سأل مارتينا :" كم من الوقت ستحتفظين بزبونتك هنا؟ "
" لن تضطر ابيغيل إلى البقاء أكثر من بضع دقائق ولمعلوماتك ... " قالت مارتينا لشقيقها , وعيناها تبرقان إذ انها كانت تتصور وقع الخبر على رولف ... " يمكن ألا تكون على علم بذلك ولكنك أنت زبوني . " رفع رولف حاجبيه مستفسراً عن الأمر . أضافت :" سوف أرسل لك أنت فاتورة بثمن هذا الثوب يا أخي الكبير ولن تكون قيمتها ضئيلة فأنت مدين لأبيغيل إذ أنك صدمتها في الحقيقة أنت مدين لها بالكثير ."
قالت ابيغيل موبخة مارتينا :" لقد قلت لك بأن أخاك لا يدين لي بأي شيء لقد كنت أنا السبب في ..."
أجابتها على الفور :" أن المكابح كانت بمتناول يده أليس كذلك؟ ولا أعتقد أبداً أن لدى أخي أي خلل يحول دون تحكمه بردات فعله , لماذا لم يتوقف في الوقت المناسب؟ "
قال رولف :" مارتينا على الرغم من أنك شقيقتي فإن ما قلته ينم عن نقص الذكاء لديك . عندما لا يرى السائق حتى ذلك الشيء الذي يعترض طريقه , لديه كل الحق في الافتراض بأن الطريق أمامه سالكة ولا تعترضها أي حواجز على الرغم من ذلك . " أضاف رولف وهو ينظر إلى ابيغيل : " إنني أكثر من مستعد لأسدد الفاتورة . اتلاقيني بعد خمس عشرة دقيقة يا ابيغيل ؟ "
قالت مارتينا بعد أن غادر رولف المكان :" إن أخي يؤثر علي فعلاً عندما يرغب في فعل ذلك ."
وصلت ابيغيل في الوقت المحدد ولكن على الرغم من ذلك كان رولف ينظر إلى ساعته وهو يقطب حاجبيه .
قالت ابيغيل :" إنني آسفة إن كنت تأخرت ."
أجاب رولف :" لقد حضرت تاماً في الوقت المحدد . هلا تبعتني , إن سمحتِ؟"
أدركت أنه يود التحدث بشأن العمل وذلك لأنها لاحظت بأن نبرة صوته مشحونة بالجدية . انتظرت وهي تفكر كيف ستحزم حقائبها وقد عقدت أصابعها بشدة ومشى باتجاه المكتب الذي كان مركزاً في زاوية من المكان .
عندها أدركت بأن الغرفة التي وصلا إليها تحتوي على مكتبتين وكان على احدهما آلة كمبيوتر وآلة كاتبة وضعت بالقرب منها . حقاً فكرت ابيغيل إن المكان مناسب إذ يمكن القول هنا لأي شخص بأنه غير مرغوب به .
قال رولف وهو يشير إلى كرسي :" تفضلي بالجلوس .. تبدين وكأنك تنتظرين تنفيذ حكم اعدام بحقك ."
وابتسم ابتسامة بدلت تماماً مظهره وجعلتها تكتشف ذلك الإنسان البعيد عن الرسميات . انتظر رولف حتى جلست ثم جلس بدوره على كرسي المكتب.
" إنكِ تلحين على تغطية نفقات إقامتك هنا ." قال رولف ذلك ثم أخذ السكين الذي يستعمل لفتح الرسائل , وتفحص حده . إذن , هل يمكن أن يكون رولف على استعداد لتوفير العمل لها؟ أومأت مؤيدة كلامه .
قال باستهجان :" إن ذلك جنوني إلى أقصى حد ممكن ولكن ..." رفع يده ليمنعها من الاحتجاج .منتديات ليلاس
" ... هناك عمل يمكن أن تقومي به من أجلي ."
تنفست الصعداء
" بالأحرى , سوف تعملين لحساب أبي فهو قد تقاعد ولم يعد يدير مجموعة فنادق فلدر ... نعم فنحن لدينا فنادق أخرى في هذا البلد ... لذلك فهو قد تخلى عن منصب الرئاسة و أوكلني به بعد موافقة أفراد مجلس الإدارة . فأنان أحاول تولي هذه المهام إلى جانب عملي في شركة الهندسة التي املكها في زوريخ ."
" هل أنت بحاجة إلى سكرتيرة؟ "
" ليس الأمر كذلك بالضبط , هناك العديد منهن في البلاد ."
ودون أن يظهر عليه التأثر , أخذ رولف ينظر إلى خيبة الأمل التي ظهرت على وجه ابيغيل :" هناك عمل آخر . لقد تقاعد أبي من وظيفة إدارة الشركة ولكنه لم يتوقف عن العمل فهو يقضي وقته بالعمل على تحقيق إحدى أمنيات حياته , إنه يعد كتاباً عن أنواع العنب في سويسرا . هل تتقنين الطبع على الآلة الكاتبة؟ "
أومأت إيجاباً . فتابع :" هذا جيد ولكن هل بإمكانك استعمال الكمبيوتر؟ هل بإمكانك ذلك حقاً؟ " نهض رولف وقد بدت على وجهه علامات الرضى ثم أشار حيث كان الكمبيوتر .
" هذه مجموعة من الملاحظات , وقد كتبت باللغة الإنكليزية . فإن الناشر الذي يتعامل معه أبي هو إنكليزي . هل تعتقدين أن سيكون بإمكانك فهم خطه؟ انظري ."
وبدأت تقرأ هذه المخطوطات بصوت عال حتى تبين لرولف بأنها تفهم الكلمات المكتوبة . بدا مسروراً عندما أعاد الاوراق التي دونت عليها الملاحظات إلى مكانها على المكتب .
" باستطاعتك البدء بالعمل في أي وقت ." قال لها رولف ذلك : " سوف اشرح لك الأمر ... لن تكون السلطات الرسمية في سويسرا راضية إن حصلت على عمل في هذا البلد وقبضت راتبك كذلك دون إذن رسمي منها!" أومأـ وهي تنتظر متسائلة عن الكلام الذي سيتبع .
" سوف يأخذ ذلك بعض الوقت وفي النهاية يمكن ألا تحصلي على الإذن الضروري."
أجفلت إذ أنها استطاعت أن تعي الأمر جيداً الآن وتابع :" ولكن إن أدعيت بأنك أصبحتِ من عائلة فلدر ...."
" أتعني بذلك أن أصبح خطيبة رايموند؟ ليس باستطاعتي القيام بذلك , يا رولف حتى ولو كان مجرد ادعاء فلن يكون الأمر منطقياً بالنسبة إليه . لا أستطيع استغلاله لأحقق مأرب شخصيه كما قلت من قبل , أنا أكن له الكثير من الاحترام ولكنني أنظر إليه كصديق لا أكثر ."
أجابها :" لقد أردت القول بأنه يمكنك أن تصبحي خطيبة الابن الكبير لعائلة فلدر ."
ولم تستوعب ابيغيل ما قاله رولف سوى بعد عدة لحظات :" خطيبتك أنت؟ إن هذا غير معقول . أنت تعلم . لست مجبراً على التعويض علي بعد ذلك الحادث كما اردد مراراً , كان ذلك ..."
قاطعها ومنعها من اكمال كلامها :" لازلت تحملين آثار الكدمات كذلك الأمر بالنسبة للجروح . أنتِ ..."
قال رولف أخيراً وهو يبتعد عنها :" إن هذه الخطوبة هي مؤقتة ."
قالت ابيغيل :" أود أن أفكر ملياً بهذا الأمر . " ثم أضافت :" هلا منحتني بعض الوقت! "
" نعم ولكنني سأمنحك القليل من الوقت فقط ."
" لماذا... لماذا تستعجلني هكذا؟ "
" لأنني غداً صباحاً سوف أجري مقابلة مع أحد العاملين في طاقم الفندق وأرى إن كان مناسباً للوظيفة التي أخبرتك عنها . "
فكرت ابيغيل بأن تعطيه جوابها في اللحظة نفسها سأقول لا , لا و لكنها سمعته يقول :" تعالي , سوف نتمشى قليلاً كي تفكري بالأمر أتودين ذلك؟ "
سألت ابيغيل :" سأذهب لمدة سبع دقائق أيناسبك ذلك؟ "
ثم أضافت :" هل نلتقي بعد سبع دقائق تماماً؟ "
ابتسمت عينا رولف إذ أنه دهش من جرأتها .
قال رولف بعد مرور سبع دقائق :" لقد وصلت في الوقت المحدد تماماً كما وعدت ."
خرج رايموند من المصعد ورأى رولف مع ابيغيل " مرحباً ألن تأتيا للعشاء؟ "
قال رولف :" يجب أن نتناقش بموضوع العمل . وإن تجرأت وقلت بأنك سوف تأتي معنا سوف ..."
رأت ابيغيل تجهمه وذهبت لملاقاته هي تقول لرايموند :" سوف أشرح لك ذلك لاحقاً يا رايموند ."
سألها رولف وهو ينظر إليها :"أنت غارقة بالتفكير أليس كذلك؟ هل هذا هو سبب سكوتك؟ "
أومأت ابيغيل موافقة .
عند وصولهما إلى ضفة البحيرة اقتربا من السوق ورأيا جمهرة من الناس تشاهد مجموعات الحمام وطيور النورس تتطاير في مختلف الاتجاهات . كان الناس يرمون فتات الطعام فكان بعضها يصل إلى سطح المياه , بينما كانت مناقير الطيور تلتقط بعض القطع الأخرى وهي ما تزال في الهواء .
كان عدد الطيور كبيراً وكانت حركتها سريعة وعنيفة حتى أنها أخافت ابيغيل التي وجدت نفسها وسط هذه المخلوقات التي تصدر أصوات صراخ . وطارت واحدة منها بالقرب من وجهها وكادت أن ترتطم به , كأنها غير قادرة على تقدير المسافة المناسبة التي تخولها تجنب الارتطام بشيء ما . انقطعت أنفاسها من الخوف .
" شكراً لك إن ما فعلته هو سخيف ولكن ... "
" إنها ردة فعل عفوية . " علق رولف : " إنه حب البقاء سمها ما شئتِ ولكنها ردة فعل طبيعية وإن تغير الموقف على كل يفرحني كثيراً فأنا اسعفك الآن بدلاً من التسبب بالمتاعب لك . "
" شكراً على حمايتك لي على كل حال . " قالت ابيغيل ذلك , وتمنت لو أنها تتمكن من فهم الأخ الكبير لعائلة فلدر كما تستطيع فهم رايموند .
وصل الاثنان إلى جسر خشبي قديم , رفع عن المياه بواسطة اعمدة خشبية وكان سطحه يمتد على مسافة كبيرة بينما حاجزه مزين بعدد من الأزهار .
" إنه الكاييلبروك , سيركا 130 . " علق رولف بينما وقفا جنباً إلى جنب بالقرب من السكة : " يقال انه اقدم من جسر خشبي في العالم . إن الرسومات .. " تابع وهو يشير إلى مجموعة من الألواح الخشبية : " قد انجزت خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر . وهي ترمز إلى شارات العائلات القديمة النبيلة في المدينة وإلى الإحداث المحلية والوطنية المهمة . "
نظرت ابيغيل إلى الرسومات وهي معجبة بألوانها وطريقة رسمها الفنية . قال رولف وهو يشير إلى مبنى حجري كبير : " من هذه الجهة على الجسر هناك محلات وإن برج المياه له شكل مثمن وسطح ذو شكل ثلاثي , وقاعدة تخرج من البحيرة ... قد بني تقريباً سنة 1300! "
عم السكون لبعض الوقت , ثم نظرت ابيغيل إلى رفيقها إذ كان يتأمل الجبال البعيدة .
" وماذا إذن ؟ " قال وهو يدير رأسه كأن ابيغيل قد كلمته , ثم سألها : " هل اتخذت قراركِ؟ "
قالت ابيغيل وتنحنحت لتجعل صوتها أكثر وضوحاًً .
" نعم , يا رولف ! لقد قررت أن اقبل عرض العمل . "

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 13-01-09, 07:25 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الرابع



اقتصر جواب رولف على إيماءة صغيرة وتساءلت ابيغيل لم اشتد خفقان قلبها . لدق كان الأمر بكل بساطة وبالرغم من كل ما حصل , مجرد صفقة عمل .
" وهل تريدين أن أقول لك شروط العمل مجدداً؟ لن تحصلي على أي راتب . " ثم أضاف بعد أن أومأت ابيغيل موافقة : " إن عقد العمل الغير رمسي هو ساري المفعول منذ هذه اللحظة سوف أخصص لك مبلغاً شهرياً , وسوف أكون سخياً . "
" ولكن ... "
وتابع رولف كما لو أنها لم تتكلم : " سوف افتح لك حساباً في مصروفي . إن اكتشفت في أي وقت بأن حاجتك إلى المال تفوق المبلغ الذي وضع في حسابك , يجب فقط أن تخبريني بذلك وسوف أمنحك المزيد من الخمال . هل توافقين على هذه الشروط ؟ "
" نعم ! "
" إذن , سوف نضع على اتفاقنا هذا الختم أليس كذلك؟ سوف ننهي الاتفاق بهذا . "
قالت : " لن يدخل عامل الخطوبة في صفقتنا . "
" إنها صفقة عمل . " قال رولف مؤيداً كلامها .
" لا وعد بشيء . "
إن رولف يعني ذلك حقاً , قالت ابيغيل في نفسها ولكنها ايضاً كانت تود التقيد بهذا الكلام . أنا أود فقط الحصول على أمل أليس كذلك؟ إنها تريد عملاً يخولها البقاء في سويسرا وقتاً أطول مما تخيلته ممكناً عندما أخلت شقتها في لندن .
" سوف نأكل الآن , هيا؟ تعالي , يا ابيغيل . سوف نبحث عن مطعم . "
قادها إلى الجسر وبعد بضع دقائق من السير , استدار وسلك طريقاً مرصوفة ثم توقفا قليلاً بالقرب من مقهى وكان هناك طاولات وضعت في الخارج وقد غطتها شراشف بلون أرجواني .
سألها رولف : " هل يناسبك ذلك؟ "
" أود أن أطلب طعاماً خفيفاً . " وكان الجوع الذي أحست به ابيغيل قبل ذلك قد اختفى بسبب غرابة الحوداث التي تشهدها عيناها .
أزاح لها رولف الكرسي وجلس في الزاوية قبالتها إلى الطاولة ثم أعطاها لائحة الطعام وأخذ هو واحدة أخرى .
" الحساء ... إنه يبدو مفيداً . " إن أي شيء سيكون مفيداً في هذا الوقت بالذات حتى القطعة اليابسة من الخبز ستتحول بسبب فرحتها إلى طعام مفيد كأنه مزيج من العسل ورحيق الأزهار . ولم تحاول معرفة سبب ذلك فهي تمتعت بكل ثانية وهي تعرف جيداً أن فرحها سينتهي بعد قليل . سوف يختفي هذا الشعور في اللحظة نفسها التي تعودين فيها إلى الحقيقة ...
" نعم " قالت وقد عادت بإفكارها إلى اللحظة الحاضرة : " إن حاسة التذوق لدي تصرخ طالبة الحساء . "
" أنتِ تتكلمين كمواطنة سويسرية حقيقية ولكنك لست كذلك . إن شرب الحساء هو أحد خصائص الطبع السويسري . فالحساء المعلب ... هو اختراع سويسري الآن ها هو نوع الحساء يمكنني أن أقترحه عليك . إن فيه كل شيء الخضار , الباستا , اللحم , الزلابية , الجبن و البطاطا . وهو يشكل وجبة بحد ذاتها في الحقيقة , ان رئيس الطهاة في لي مطعم سويسري يمكنه إضافة العديد من المكونات المغذية على الطعام . في بعض الأحيان يضع في الحساء كل شيء ... أعني كل نوع من الطعام بالطبع! تقع عليه عيناه . "
نادى رولف نادلاً وطلب الطعام .
" ليس لديكِ خاتم يجب أن نصلح الأمر . "
أزاحت ابيغيل يدها . سألته : " ما الذي قد عنيته عندما قلت أن هذا العقد سري تماماً؟ "
" عنيت بذلك أنه لا يجب أن يعلم بهذه الصفقة أي الخطوبة المزيفة والعمل سوى المقربين إلينا فقط من بين أفراد العائلة . "
سألته : " مثلاً مارتينا ورايموند؟ " فأومأ موافقاً .
" هل والدك سيعلم بالأمر؟ "
أعاد وضع شوكة أخذها من قبل في مكانها : " نعم سيعلم والذي بالأمر يجب أن نشرح له بصراحة إن الدافع وراء هذه الخطوبة هو وبكل بساطة العمل . "
قالت ابيغيل بلهجة تحدي : " يمكن أن يعلم والدك العالم أجمع بالأمر أليس كذلك؟ بالنهاية أنت ابنه ووريثه كما يقال . "
عمت لحظات من الصمت , ثم اومأ رولف بطريقة لا مبالية .
قالت : " مما يعني بأن الخاتم ليس ضرورياً أبداً . "
قال وهو يمد يده إلى جيبه ويخرج منها علبة صغيرة : " بالنسبة لهذا الموضوع نحن نختلف تاماً في وجهات النظر . " ثم فتح الغطاء وتابع : " إن الخاتم ليس جديداَ وشكله ليس رائعاً لقد كان ملكاً لأمي . " أخرج رولف الخاتم من العلبة المخملية . " إنها قطعة قديمة صنعت خصيصاً لجدتي بعد أن أوصى عليها زوجها ثم أعطته جدتي إلى أمي ... فهي كانت ابنتها البكر وقد أعطي إلى مارتينا التي لم تقبل الاحتفاظ به . فتصميم الخاتم قد جرح شعورها الفني كما قالت لذلك أعطتني إياه إذ أنني الابن البكر للعائلة . "
" وهذا يعني بأن الخاتم هو قطعة من مجموعة إرث العائلة . " علقت ابيغيل وهي تتأمل باعجاب أحجار اللؤلؤ , الياقوت والماس ... " يجب أن تعطيه إلى ... إلى الفتاة التي تنوي فعلاً الزواج منها . "
عم الصمت لوقت طويل , فنظرت إليه ثم نظر إليها بعينيه الخاليتين من التعابير .
" هل يمكنك أن تقول لي شيئاً ما ؟ لقد أخبرني رايموند عن بياتريس , هل أعطيتها الخاتم؟ "
لم يجبها رولف ولم ينظر حتى إليها ولكن , إن كان رولف فعلاً قد خطب تلك الفتاة فلا بد أنه أعطاها الخاتم .
" وهل قيمته بنظرك بسبب طريقة تصرف بياترس؟ أكرر , إن الخاتم كان ملكاً لأمي . لذلك ليس هناك أي حادث أو شخص يمكن أن يقلل من قيمته . هلا توقفت عن المراوغة؟ "
وضعت الخاتم في إصبعها فبدا ملائماً جداً .
" سوف أحافظ عليه يا رولف وسوف أعيده إليك عندما أعود إلى وطني . "
أجاب رولف بإيماءة صغيرة , تماماً كما يريد إبرام صفقة عمل , فكرت ابيغيل
سألها رولف وهو يعيد العلبة إلى مكانها : " هل تريدين إعلام أهلك بالأمر؟ "
" لقد توفي أبي منذ بضع سنوات . أما بالنسبة لأمي فهي لن تصدق بأن الأمر هو مجرد خطبة مزيفة , حتى ولو أخبرتها بذلك فقد تكبر آمالها وأنا أكره أن أخيبها . "
كان الحساء الذي احتوى على الزلابية , العديد من الخضار , قطع من البيض وبعض الباستا شهياً جداً : " إنه رائع . هل أحببت أنت أيضاً هذا الحساء؟ "
أجاب مؤيداً كلامها : " يجب علي الاعتراف بأن طعمه قد أصبح أطيب . "
" أعلم أنك لا تعني ما تقول إنه مجرد شعور يتلاءم مع الوضع الراهن . "
" ماذا يعني ذلك؟ "
" حسناً خطوبة مزيفة , مدائح مزيفة . "
ضحك رولف بصوت عال , فاستدار الزبائن الآخرون نحوه . ثم ابتسموا ابتسامة تسامح . وختما وجبة الطعام بأكل الجبنة والبسكويت .
" كلي من هذه . " قال رولف ثم أشار على القطع الصغيرة التي وضعت أمامهما . " إنها الغرويار , وهذه هي الأمانتيلر , تلك التي تكثر فيها الثقوب الكبيرة أو العيون كما تسمى وهذه هي السبرينز وهي تنتج في القسم الأوسط من البلاد . إنها الأقسى ولأقدم من بين الأجبان السويسرية . أي نوع سوف تختارين ؟ "
أشارت ابيغيل إلى الأمانتيلر عندها أخذ رولف سكينة الأجبان فقص قطعة صغيرة وناولها إياها .
" إن طعمها اطيب , وهو قريب من طعم البندق . "
" أنا سعيد لأنها أعجبتك . "
بعد ذلك , جال الاثنان في المنطقة ووقفا تحت القناطر حيث توجد لعبة الشطرنج العملاقة التي أشارت إليها مارتينا . سألها رولف : " هل تجيدين اللعب ؟ "
" ليس كثيراً . أتذكر أن أبي علمني اللعب حين كنت طفلة ولكنه كان دائما يسمح لي بالفوز . "
" سوف نلعب دوراً بطريقة ودية . أنا أتحداك . "
" سنلعب دوراً ودياً جداً . "
ربح رولف دورة الشطرنج وانتهت اللعبة باكراً جداً . وأعاد الاثنان القطع إلى نقطة الانطلاق وفي وسط لوح الشطرنج . مشى الاثنان فكرت ابيغيل بأنهما يتصرفان كما لو أن الخطوبة التي رتباها لخدمة مصالحهما كانت حقيقية وكأنها ستؤدي إلى .... أجبرت ابيغيل عقلها على عدم التفكير بتلك الطريقة . إن الخطوبة مزيفة , تذكري ذلك أيضا يا ابيغيل هايلي , فكرت الفتاة وعندما كانا في طريق العودة إلى الفندق , مرا بالقرب من جمهرة الناس الذين استمروا بإطعام الطيور , واخترقا الحشود , هذا الشعور بالسعادة عندما تكون برفقة رولف مجرد وهم ... نعم وهم وكانت مجبرة على الاعتراف بذلك . كان وهماً , ولكن تمنت بقوة لو أنه يتحول إلى حقيقة .
ها هي نهاية الحلم , فكرت ابيغيل أنه الواقع , لقد وصلت إلى هذه المرحلة ولو لم يكن هذا الخاتم في إصبعها لاعتقدت بأن الساعتين أو الثلاث التي قضتها مع رولف كانت وليدة مخيلتها .
" سيد فلدر , سيد فلدر ... " نادت مديرة الاستقبال رولف فتركها وذهب لملاقاة الموظفة الجالسة وراء المكتب . كانت لغة التخاطب بينهما الألمانية , لكنها تبدلت إلى الإنكليزية عندما خرجت سيدة من المكتب .
اشتكت السيدة : " أين كنت يا رولف؟ "
لو لم تكن قد حزرت هوية الآنسة , فكرت ابيغيل , لكانت لهجتها الانكليزية أخبرتها عنها من دون شك , كانت تلك الآنسة بريطانية مثلها أما اسمها فقد كان لورا مارشان . ابتعد رولف عن لورا ورأته ابيغيل إذ خرج من القاعة واقترب منها .
قال رولف بهدوء : " شكراً لك . كانت هذه الأمسية سعيدة جداً سوف أراك مجدداً بعد وقت قصيرة . " وعاد رولف إلى لورا بعد أن ودع ابيغيل بلهجة فيها الكثير من الجدية . أحست ابيغيل بالأسى ولم تستطع التغلب على ذلك الشعور إذ مشت باتجاه السلم .
" مرحباً يا آبي . " قال رايموند وقد مشى بخطوات واسعة حتى استطاع الوصول إليها ثم وضع نفسه قبالتها , فلم تستطع إكمال طريقها .
رفعت ابيغيل يدها فرأى رايموند الشعاع المنبثق من الخاتم .
قال رايموند محدقاً به : " ما هذا؟ لماذا هذا الخاتم بالذات ؟ "
" أي خاتم؟ " سألت مارتينا التي كانت قد خرجت من المصعد وأتت لملاقاتهما : " هذا الخاتم .. يجب أن تتذكر يا رايموند كان هذا الخاتم لأمنا , وقد أعطاني إياه أبي ولكنني لم أرده ... "
سأل أخوها : " ليس لديك أية مسؤولية أليس كذلك؟ ولكنك تفتخرين بموهبتك الفنية ... "
قالت مارتينا مؤنبة شقيقها : " لا تساوي غياب الشعور بغياب ردة الفعل المسئولة . "
ثم سألت : " هل أعطاك رولف هذا الخاتم يا ابيغيل؟ لماذا؟ " وبدت مارتينا حقاً شديدة الدهشة ؟منتديات ليلاس
صرخ رايموند : " تمت خطوبتك إلى أخي يا آبي أليس كذلك؟ لا بد وأنكِ تذكرين ما قلته لكِ عنه ... " نظر حوله وقادها إلى المكتب الذي كان رولف قد أدخلها إليه وتبعتهما مارتينا . قال رايموند محاولاً إنعاش ذاكرتها : " إنه يحقد على النساء فهو لم يشف أبداً من ترك بياترس له لتتزوج رجلاً أغنى منه بكثير . لا يمكن أن تكوني قد نسيتِ ما قلته لكِ . "
لقد نسيت ذلك , فكرت ابيغيل بتعاسة ولا بد أن يكون رولف يعتقد الآن بأنني مثل بياترس وبأن كل ما أريده هو المكانة الاجتماعية الرفيعة والمال . كيف استطاعت ابيغيل الوقوع في فخ كهذا ؟
" لقد فهمتما ذلك بشكل خاطئ . " قالت ابيغيل إذ أنها كانت قد حصلت على إذن رولف بقول الحقيقة لعائلته " إن ... إن الأمر لا يجب أن يعلن رسمياً ولكن ... "
لمعت عينا مارتينا : " إنه سر عائلتي يا ابيغيل , نعم أضيفي صبغة ولمسة من الحيوية على حياتنا الاجتماعية . " هتفت مارتينا ممازحة ابيغيل : " إن السر يدخل عائلة فلدر . قولي لنا ما الأمر يا آبي . "
" إن الخطوبة ليست حقيقية . " ثم تابعت الكلام وشرحت لهما الوضع .
سألها رايموند : " ما هو ذلك العمل الذي تكلمت عنه؟ وما هو المركز الذي منحك إياه رولف ؟ "
شرحت ابيغيل الأمر .
قالت مارتينا : " إذن لن تصبحي زوجة أخي . " ثم أضافت وقد علت وجهها علامات الاشمئزاز : " مما يعني بأن لورا مارشان لا تزال مرشحة للخطوبة من أخي بعدما ينتهي عقدك . "
قالت ابيغيل : " كيف تستطيع لورا أن تنتظر منه القيام بأية خطوة؟ أعني بذلك خطوة تكون مقدمة لعلاقة متينة ... "
أجابتها مارتينا : " إن لدى لورا اثنين من المواصفات المطلوبة . "
ووافقها رايموند قائلاً : " لديها المال والمكانة الاجتماعية الرفيعة . "
علقت ابيغيل بحزن : " لا بد أن ذلك يجعلها بالنسبة إليه شخصاً مرغوباً به . "
أجاب رايموند : " كذلك فهو يعطيها أملاً بالفوز . "
قالت مارتينا لأخيها : " سوف يعود أبي إلى البيت غداً . "
تابعت وهي تبتسم لأبيغيل : " وهو سوف يأتي من فانكور عبر الطائرة سوف تتمكنين من مقابلته . أنه شخص محبوب . "
قال أخوها : " يا لتلك العبارة ولكنني أوافقك الرأي , فهو رجل طيب ولطيف . " ثم بدا الحزن في عينيه . " لم يستطع أبداً تجاوز الصدمة بعد موت والدتنا . "
أومأت مارتينا موافقة : " حسناً سوف أذهب للراحة عمت مساء يا آبي . " ثم بدا الأمل على محياها وأردفت " كنت أتمنى لو أن هذه الخطوبة كانت حقيقية فأنت زوجة أخ مناسبة . "
هتف رايموند : " زوجة أخ؟ "
" أرجوك يا رايموند . "
" حسناً كما قلت أني استطيع الانتظار . "

أمضت ابيغيل صبيحة اليوم التالي وهي تتجول في المدينة وجذب انتباهها الملصقات على لافتات الإعلانات . كانت تحمل صوراً لموسيقيين من مختلف أنحاء العالم وكان عدد كبير منهم في عداد المشاهير , وهم سيأتون إلى المدينة للمشاركة في مهرجان موسيقي .
بعد أن خرجت من شارع ضيق , رأت ابيغيل سوقاً . كان هناك العديد من الأكشاك حيث كثرت الأطعمة الطازجة , كالفاكهة والخضار .
كان المنظر فرحة للعين , فكرت ابيغيل كذلك الأمر بالنسبة لحاسة الشم وتنشقت روائح المنتوجات الطازجة , وسمعت هتافات السرور التي كانت تصدر عن المارة وكان هناك قطع من الخبز قد صنعت لتوها , وصنعت منها جميع الأشكال والأحجام وهي معروضة بفخر في وعاء زجاجي . رأت مجموعة طاولات موجودة في الخارج إلى جانب الفندق . فجلست إلى إحداها وكانت ترغب كثيراً باحتساء القهوة .
وبينما كانت تحتسي القهوة , جالت عيناها على قمم بعيدة وتناهت إلى أذنيها أصوات خافتة آتية من البحيرة التي تبعد عنها بضعة شوارع فقط . وعلمت بأنها كانت تخزن الذكريات لتستعيدها عندما ستعود إلى وطنها ولكنها كانت معجبة بالخاتم الذي أعطاها ... كلا أعارها ... إياه رولف , قلم تستطع منع نفسها من التأمل بأن يؤجل موعد مغادرتها البلاد , أو بأن يلغى الأمر نهائياً . قال رولف : " ابيغيل إن أبي قد وصل . "
وكانت تتساءل عما يجب فعله , إذ أنها كانت تعلم بأن رايموند هو في عمله و مارتينا تزور المتاجر في البلدة . لم تكن ابيغيل تأمل حتى بأن تجد رولف . فهو أيضاً كان لديه عمله , فقد كان يتحمل مسؤوليات عدة كمدير للفندق . الآن ها هو , بالقرب منها وتذكرت المنظر الذي رأته البارحة في الفندق والذي كانت بطلته لورا , كذلك عاد إلى بالها كل كلام رايموند و مارتينا عن مركزها في الحياة . عندها شعرت ابيغيل بنبضات قلبها تخفف من سرعتها .
أضاف رولف : " إن أبي يود رؤيتك . "
" هل ذلك يتعلق بالعمل؟ " أومأ موافقاً ثم تبعته .
في المكتب كان هناك رجل جالساً وراء مكتبه , وكانت عيناه كأنهما تحاولان معرفة طبعها , تماماً كما يفعل رولف , فكرت ابيغيل .
" أبي , أقدم لك ابيغيل هايلي . ابيغيل أقدم لكِ أبي , ماكس فلدر . "
قال الأب مرحباً بها : " آنسة هايلي , أنا سعيد جداً بلقائك . "
وكانت تحيته أقرب إلى الترحيب الأبوي منها إلى تحية رسمية . وقف رولف بالقرب من أبيه وقد شبك ذراعيه وكان يحدق بهما مما جعلها تشعر بعدم الارتياح , ولكنها ركزت انتباهها على الوالد .
قال ماكس مشيراً إلى الكرسي : " أرجو أن تجلسي كما قال لك أبني . فأن الاهتمام الأساسي في حياتي , في هذه الآونة التي سلمت فيها أعباء العمل لابني يتمثل بدراسة أنواع الجبنة . وأرى بأنه آن الأوان لأركز اهتمامي على منتوجات بلدي . أنني آمل أن أصدر كتاباً , ولأقوم بذلك أنا بحاجة ماسة إلى مساعدة موظفة طموحة , فقد أكد لي أبني بأنك كذلك . "
قالت ابيغيل مشيرة إلى الكمبيوتر : " أنت تحتاج إلى أحدهم ليطبع أو ... ليكتب ملاحظاتك على الكمبيوتر؟ وذلك باللغة الانجليزية كما قال لي رولف . "
أجابها ماكس فلدر : " بالضبط . هل توافقين على انجاز هذا العمل من اجلي ؟ " وكان في صوته مزيج من الأمل والحماس .
" نعم سأفعل ذلك سيد فلدر . " وكان حماسها يعادل ذلك الذي سمعته في صوت ماكس فلدر وبدا هذا الأخير مسروراً لذلك الحماس ثم نظرت ابيغيل إلى رولف . هل ستتجرأ على البوح بالحقيقة للوالد من دون أن تحصل على الإذن من رولف ؟
" هل قال لك رولف ... " قالت ذلك وهي تمد يدها التي ظهر فيها الخاتم . قاطعها رولف : " لقد فعلت ذلك . هو موافق ويتفهم الوضع . "
علق ماكس : " الخطوبة ليست حقيقة , أليس كذلك؟ " ثم أبتسم وتابع : " للمرة الأولى في حياتي هل يسمح لي بالقول أنني أؤيد اختيار رولف تأييداً تاماً كما لو كانت الخطوبة حقيقية؟ " قال ماكس ذلك متوجهاً إلى ابنه الذي لم تتبدل نظرة التحدي والتصميم التي ظهرت في عينيه منذ أن بدأ الحديث . أكمل والده : " رولف . لقد عقد هذا العهد السخيف على نفسه . " ثم رفع رأسه وظهر على وجهه بعض الاكتئاب : " أن رولف يسمح لخيبة أمل واحدة بأن تسيطر على حياته وهو يعلم أن حياتي مع والدته كانت الأفضل ... " وظهرت غصة في صوته : " على كل حال . ذلك يجعل منك فرداً من العائلة , على الرغم من أن الخطوبة مؤقتة وأنني أوافق على ذلك . "
وعبرت عن امتنانها لكلام ماكس .
خرج من وراء المكتب , ثم قال بحنان : " لا تستطيعين أن تعلمي كم أنا مسرور لأنني سوف أحظى بمساعدتك . سوف أسافر كثيراً في عدة أنحاء من البلاد , وأجمع الأبحاث من أجل كتابي , ولكنني استطيع أن أعطيك عملاً منذ الآن ... "
وتوجه نحو المكتب حيث كان الكمبيوتر . " رزمة من الملاحظات . هل تودين النظر إليها لكي تتأكدي فقط بأنك تستطيعين قراءة خطي . "
وقرأت ما كتب على الورقة بالرغم من أنها فعلت ذلك قبلاً حين كانت مع رولف . وإذ رفعت رأسها ابتسمت وقالت : " أن خطك هو أفضل بكثير من خطي . "
" حسناً هذا ممتاز . الآن يجب أن أعود إلى جناحي وأتصل بأصدقائي وأقربائي في عدة نواح أخرى من البلاد . أنني قررت المكوث عندهم , إن وافقوا على استقبالي وذلك حين سأنتقل بين بلدة إلى بلدة . "
نظرت ابيغيل إلى الملاحظات ثم إلى ساعتها .
" هل هناك أي مانع أن بدأت الآن بالعمل؟ أعني , لقد كنت أبحث عما أفعله و ... " نظرت إلى ماكس الذي لمعت عيناه ثم إلى ابنه الذي أومأ موافقاً .
قال رولف : " لدي موعد من زوريخ . "
" وأنا بحاجة لأقوم بتلك الاتصالات الهاتفية . " قال ماكس ثم أشار إلى الرفوف قائلاً : " سوف تجدين على تلك الرفوف كل الأوراق التي تحتاجين إليها . ومن هنا , يوجد الكمبيوتر وآلة الطباعة كما ترين , يا آنسة هايلي لقد كان كل ذلك في انتظارك . "
" أرجوك , نادني ابيغيل , بالرغم من كل شيء ... "
ثم رفعت اليد التي كانت تحمل الخاتم الذي أعطاها إياه رولف بعد أن نظرت إلى ذلك الرجل بتحد .
" تريدين القول بأنك خطيبة أبني ؟ " ثم انفجر ماكس ضاحكاً وتابع :
" أنني أحب جرأة ابيغيل يا رولف . لقد بدأت أفكر بأنك ربحت أكثر مما تتصور عندما رتبت هذه الخطوبة المزيفة . "
ضاقت عينا رولف : " إن كانت مخيلة ابيغيل تسيطر على عقلها إذن يجب أن تحضر نفسها للآتي وذلك كيفما جاء . "
قال ماكس : " نعم حسناً إن حياتك هي من شأنك أنت فقط . " ثم أضاف إذ وصل إلى الباب : " أعلم بأنك قد صدمت هذه الفتاة . نعم , نعم ... " ورفع يده ليمنع ابيغيل من التفوه بأي احتجاج . أحنى رولف رأسه ثم انضم إلى والده عند الباب .
" لا أعتقد أن هناك أي خطر في حدوث ذلك يا أبي فا ابيغيل تتفهم الوضع تماماً وتعلم بأن العائلة فقط تعرف حقيقة الأمر . أليس كذلك؟ "
قالت ابيغيل : " إن لابنك حياته الخاصة يا سيد فلدر . هل تفهم ما أعنيه يا رولف؟ "
قال رولف : " أنتِ تودين إثارة غضبي , أليس كذلك يا آنسة هايلي؟ أنتِ تحملين خاتمي في إصبعك لذلك , أنا اقترح بألا تحاولي التسبب بنفاذ صبري . " ثم تبع رولف والده إلى خارج المكتب .


 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 16-01-09, 11:52 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 59701
المشاركات: 10
الجنس أنثى
معدل التقييم: ذكرى الاحزان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذكرى الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Saint طلب تكملة الرواية

 

كيفك أخت تمارا يعطيك العافية على الرواية وياليت تعجلي في الكتابة أو عرضها صفحات ودمتم بخير

 
 

 

عرض البوم صور ذكرى الاحزان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لاعود بالحب, ليليان بيك, lilian peake, no promise of love, روايات مكتوبة, روايات عبير, عبير, قلوب عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t102522.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 08-04-10 09:02 AM


الساعة الآن 08:48 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية