المنتدى :
الارشيف
ابن قرناس , مسيحية بولس و قسطنطين
"وفيما بين عامي 28 – 30 ميلادية، قدم لفلسطين رجل يهودي اسمه يسوع ابن يوسف من سلالة النبي داوود، وبرفقته إخوته الأربعة، وأمه وخالته وعدد من أقاربه ومعارفه، كمسيح منتظر يهدف إلى إقامة دولة مستقلة تعيد مجد مملكة داوود البائدة، ويجتمع تحتها اليهود من نسل إسرائيلي، دون بقية من اعتنق اليهودية من غير الإسرائيليين. وكان إختياره لفلسطين لأنه يعيش فيها أكبر جالية إسرائيلية في العالم في ذلك الوقت."
"وكان بالإمكان أن يغفوا الزمن على ما حدث ليسوع ويتناسى التاريخ ما صاحب وجوده من أحداث، وإن رويت فستروى باقتضاب عن رجل غير معروف قدم لفلسطين بحثاَ عن استعادة ملك اسرائيلي ولكنه قبض عليه وقتل، لولا أن إخوة يسوع وأتباعه المخلصين قد استمروا في اجتماعاتهم ونشر دعوتهم بسرية على أمل أن تحين لهم الفرصة يوماً ويتمكنوا من تأسيس مملكتهم المنتظرة، عندما تتغير الظروف في فلسطين.
واستمرت السلطات تطارد أتباع تلك الحركة وتلقي القبض على المنتمين إليها. وبعد سنوات من موت يسوع، ظهر شخص يدعى شاؤول، كأشد المتحمسين اليهود للدفاع عن مبادئ الكهنة والفريسيين، والمؤيدين لبقاء الحكم الروماني في فلسطين. فأسرف في محاربة أتباع حركة يسوع، عن طريق ملاحقة كل من ينتمي إلى تجمعهم، وقتلهم أو زجهم بالسجن، ومع ذلك بقيت الحركة.
وبناءً على مشورة من رجل يهودي آخر في دمشق واسمه (حنّانيا)، تغير موقف ذاك اليهودي المتحمس "شاؤول" من استخدام القوة والعنف ضد حركة أتباع يسوع وإخوته، إلى إنتهاج تكتيك مختلف تماماً، ولكنه فعّال في القضاء عليها.
وتمثل التكتيك الجديد بنشر اعتقاد يقول بأن يسوع لم يكن يسعى لتأسيس ملك أرضي، بل جاء لهذا العالم بصورة مخالفة لأي صورة بشرية، لأنه ليس من البشر، ويحمل رسالة خاصة وفريدة، تتمثل بالموت على الصليب ليفتدي ذنوب البشر. فهو مسيح لم يأت ليخلص الإسرائليين من حكم الرومان، ولكن ليخلص كل الناس من ذنوبهم، ويضمن لهم مملكة سماوية دائمة في الحياة الأخرى.
وقد حارب أتباع وإخوة يسوع أفكار شاؤول - الذي غير اسمه إلى بول "بولس" - بكل ما استطاعوا من قوة. ولكن قوتهم كانت ضعيفة بحيث لم تؤثر على مسار دعوة بولس ولم تمنعها من الإنتشار. لأن بولس كان يخدم الرومان، لو اقتنع الناس بمبادئه التي تحبذ البقاء تحت حكمهم. بينما كان إخوة يسوع ومؤيدوهم يعتبرون من المعارضين السياسيين، الذين يعملون بالخفاء ويتبعون حركة تحررية محظورة.
وهكذا ولدت المسيحية لغرض القضاء النهائي على مطالبة الإسرائليين بحكم اليهود، ولكنها تطورت وانتشرت بصورة أكبر مما رسمه لها المبشر بها - بول نفسه - وأستاذه حنّانيا. "
" وهذه المفاهيم ترسخت لدى المسلمين، ولذلك فالمسلم عندما يجادله المسيحيون يحاول أن يقنعهم أنه يؤمن بالمسيح مثلهم، ولكن إسمه عيسى وليس يسوع، وأنه ولد من عذراء، ولكنه بشر ورسول لله، وليس إبناً لله، كما يظنون. وأن دين المسيح الحقيقي قد بدل وحرف. وأنه لم يقتل على الصليب ولكن الذي صلب هو شخص آخر، لأن القرآن يقول عن عيسى: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً [النساء : 157]
فهل المسيحية هي فعلاً إمتداد لديانة أتباع عيسى ابن مريم؟
وهل عيسى هو يسوع؟
أم أن هذا الكتاب سيجلي، بالبراهين والأدلة، حقائق كثيرة مغيبة تخالف ما عرفه الناس وتوارثوه عن هذه الديانة طوال قرون مضت، وتنفي نفياً قاطعاً أن يكون لها علاقة بديانة عيسى ابن مريم، أو أن يكون ليسوع أي صفة إلوهية، أو صلة بعيسى، لا في المكان ولا في الزمان ولا في الرسالة. بدءاً بالتأكيد على أن عيسى ويسوع إسمان لاعلاقة لأحدهما بالآخر، ثم التعرف على شخصية يسوع الفعلية، مستعينين بدراسة متعمقة في نصوص الكتاب المقدس، قام بها الدكتور كمال الصليبي. "
كانت هذه مقتطفات من مقدمة الكتاب الجديد "مسيحية بولس و قسطنطين" المثير للجدل الذي عودنا عليه الأخ ابن قرناس منذ كتابه الأول "سنة الأولين"، تعلمت عندما ابدأ في قراءة أي كتاب لهذا الرجل أن أترك المسلمات جانبا و أن أقرأ بعقلي فقط بدون أي مؤثرات أخرى خصوصا التراثية الموروثة منها، هذا الكتاب بالذات أعتبره امتدادا للكتاب الأول و الثاني بعده من حيث قوة الطرح و لا اعتقد أن كتبه ستتوقف عند هذا الحد و أتوقع كتابا آخرا عن نبي آخر فمن هو يا ترى التالي في قائمة ابن قرناس الفكرية؟
الكتاب أصابني بصدمة مؤقتة كونه يفصل تماما بين يسوع و عيسى فهذا طالب ملك و هذا نبي و تطول القصة بين ثنيات الكتاب من المخطوطات و التواريخ المسجلة الى العهد الجديد ثم دلوفا الى القرءان الكريم و انتهاءً بالعادات و الاحتفالات المسيحية المنسوبة الى الوثنية مثل بابا نويل و شجرة الكريسماس....
شكرا للأخ ابن قرناس على سماحه بتحميل الكتاب حتى يستفيد الجميع
|