المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
ذات ليلة..
قدماه صغيرتان حافيتان ...
في ذلك الطريق الموحش يمشي بتثاقل
أضناه التعب و الألم
ملابسه ممزقة و متسخة بدمائه الجافة
التي نزفت من جرح في جبينه
دموعه حفرت آثارها على وجهه بعد أن شاهد موت أمآله في حياة سعيدة
كان يلهو مع أقرانه الصغار في فناء المدرسة
و بعدما سمع صوتٌ مدوي لم يدري بنفسه إلا و هو بين الحطام
الليل بدأ يرخي ستائره شعر برجفة من البرد
في ذهنه شيءٌ واحد
أريد العودة إلى منزلي!!! إلى حضن أمي الدافيء
أريد أن أحس بالإطمئنان بين ذراعي أبي ..
لكن معالم تلك القرية الصغيرة إختفت
خلفت ورائها أطلالا تبكي على ماجرى منذ ساعات
لم يعرف أين يتجه
سمع أصوات من بعيد ... هناك من يتجه إليه
أحس بالخوف و إختبأ خلف بقايا شجرة إحترقت لنصفها
كانت تلك أصوات سيارات تمضي مبتعدة عن قريته
رأى النهر الذي يجري بالقرب من منزله
ركض إلى بيته
وجده محترقاً محيت معالمه ...
سار إلى غرفته ...
ألعابه.. سريره..مكتبه الصغير..كتبه و ملابسه
لم يتبقى إلا الرماد
ذهب إلى المطبخ حيث تنتظره أمه دائما عندما يعود من المنزل
تسمر في مكانه من هول ما رأى
عادت أصوات الرجال .. نظر إلى الباب و عندما إلتفت أحس بألم في ضلوعه
أغلق عينيه و نام في حضنها الدافيء للأبد
خطرت لي منذ قليل فكتبتها بالمنتدى
|