المنتدى :
المنتدى الاسلامي
فضل يوم عاشوراء
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
إنّ مما يعين العبدَ المسلم على الاستقامةِ والثبّات على دين الله تعالى: الإكثارَ من الطاعات والقرُبات،
وإنّ من أفضل تلكم الطاعات صيامَ التطوّع حيث يقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: (ما مِن عبدٍ يصوم يومًا
في سبيل الله إلاّ باعد الله بذلك اليوم عن وجهَه النار سبعين خريفًا) رواه البخاري ومسلم.
ثمّ إن من الصيامِ المندوبِ إليه صيامَ شهر الله المحرّم، الذي يُعدُّ أفضلَ الصيام بعد شهرِ رمضان؛ لما روى
مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل الصيامِ بعد شهرِ رمضان شهرُ الله الذي تدعونه المحرّم).
ثم إنَّ أفضلَ الصيام في شهر الله المحرّم هو صيامُ يوم عاشوراء، الذي قال عنه النبي صلى الله عليه
وسلم: (أحتسِب على الله أن يكفِّرَ السنّة التي قبلَه) رواه مسلم، وفي الصحيحينِ مِن حديث ابن عباس -
رضي الله عنهما- قال: ما رأيت رسولَ الله صام يومًا يتحرَّى فضلَه على الأيام إلاّ هذا اليوم -يعني عاشوراء-
، وهذا الشهر -يعني رمضان-. وقد جاء عند مسلمٍ في صحيحه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لئن
بقيتُ إلى قابلٍ لأصومنَّ التاسع) ، ولكن الأجَل وافاه قبلَ ذلك والتَحَق بالرّفيق الأعلى بأبي هو وأمّي -صلوات الله وسلامُه عليه-.
والمرءُ المسلم مخيَّرٌ بين أن يصومَ العاشرَ وحدَه، أو يصوم معه التاسِعَ، وهذا هو الأفضَل، أو يصوم
التاسِعَ والعاشِرَ والحادِي عشر على قولٍ لبعض أهلِ العلم؛ لحديثٍ مختَلَف في ألفاظِه، وهو مِن باب
الاحتياطِ له في دخولِ الشهر، وقد قال بذلك ابنُ سيرين وجماعةٌ مِن أهل العلم.
وأمّا طريقةُ معرفةِ اليوم العاشِر، فهو على القاعدةِ الشرعيّة المتفَّق عليها؛ أنّه إن رُئِي هلالُ دخولِ
الشهر، فإنه علامَةُ الابتداء، وإن لم يُرَ فإنه تُكمَلُ عدّة الشهر ثلاثين يومًا، دونَ حاجةٍ إلى شكوكٍ أو كَثرةِ
جِدال أو اختلافٍ في الفتاوى والتّساؤلات، فالمسألةُ واضحةٌ محسومَة -والحمد لله-.
( المصدر : من أحدى خطب الشيخ سعود الشريم " حفظة الله " )
|