كاتب الموضوع :
dali2000
المنتدى :
القصص المكتمله
________________________________________
ساعات.. كانت أصيلة تيلس جدام باب بيته وتصيح.. ومرة يت في الليل وكانت ترتجف.. وما عرف سعيد شو بلاها.. ويلست تصيح.. عطاها سعيد لحاف ورقدت على الارض لين الصبح.. ويوم نشت.. اكتشف سعيد انه شفايفها الحلوة كانت كلها دم وويهها نصه كدمات ولونه يخوف.. ويوم عطاها سعيد ماي عشان تشرب.. ردت تصيح من الالم اللي في شفايفها.. ودمعت عين سعيد وهو يشوف انه أصيلة.. اللي كان معجب وايد بجمالها وشخصيتها يوم كان صغير، وصلت لهالحالة عقب زواجها..
سعيد يعرف انه أصيلة ماتت من زمان.. بس شكلها ردت مرة ثانية لأنها واقفة برى ترمس شاهين.. لبس سعيد نعاله بسرعة وركض برى عشان يسلم على اصيلة الغالية.. بس انصدم صدمة حياته يوم التفتت البنية واكتشف انها وحدة ثانية مب اصيلة..
هاذي مب اصيلة.. قال سعيد في باله. هاذي البنية اللي يت هذاك اليوم ويابت لي ولاعة ابويه..
"آسفة" قالت سارة والدموع في عينها.. كانت تصيح عشان ابوها.. "أنا ما كنت ابا ازعجك بس شاهين مب راضي يروح.."
"ما عليه.." قال سعيد بصوت هادي .. واستغرب من عمره لأنه رمسها.. "خليه ياكل.. لا تأذيه.."
يلس سعيد جدام باب بيته ويلست سارة حذاله وهي تطالعه بفضول واستغراب..
"ما عرفتني؟" سألته سارة. "أنا سارة بنت اختك حصة.. وأبويه خالد الكندي.. اللي كان ياركم قبل.."
التفت سعيد صوبها ويلس يطالعها.. يعني هاذي بنت اخته؟ وعقب ما عرف هالمعلومة اكتشف الشبه الكبير بينها وبين خالد..
"أنا ما اشبه امايه .. لا تحاول تشبهني فيها.." قالت سارة وهي مبتسمة.. "بس حتى لو ما كنت أشبهها.. انته بتم خالي.."
" المفروض هالشي ما يشرفج يالخبلة.." قال سعيد وهو يضحك..
ضحكت سارة وقالت: "عادي.. العايلة كلها طلعت دمرانة.."
"بعدج ما شفتي شي" رد عليها سعيد
ابتسمت سارة وهي تراقب شاهين اللي كان ياكل وقالت في بالها: "المكان هني وايد حلو.. وما توقعت انه خالي بيكون طيب جذه.. توقعته يطردني.."
وقف سعيد ومشى صوب باب بيته ..
"وين رايح؟" سألته سارة..
سعيد ما يبا يفكر في اهله وماضيه وهالبنية ما بتييب له غير الذكريات الأليمة.. عشان جي قرر يودرها ويدخل..
" بسير داخل.. شو تبين فيني؟" رد عليها.
"عشان تشرب؟" كانت سارة معصبة ومقهورة منه.. "انته ما شبعت من الشرب؟؟ ما تخاف ربك..؟؟ "
وقف سعيد يطالعها ويفكر انها مع انها صغيرة بس باين انه عقلها كبير وايد.. اللي اكبر عنها ما وقفوا ورمسوه بهالطريقة.. بس هي ما ترددت ابدا في هالشي.. "يكون في علمك انه ولدك حمد طلع ريال بمعنى الكلمة.. عمره ما فوت صلاة في المسيد .. ويخاف ربه.. حرام عليك يكون عندك ولد شراته وانته جذي.."
تغيرت ملامح سعيد وباين انه كلامها أثر فيه لأنه حمد هو نقطة ضعفه..
"المفروض اشيا وايد تتغير.." كملت سارة كلامها.. "المفروض انته تصطلب وهو يودر عناده وتردون لبعض.."
تقرب سعيد منها وخافت سارة انه يضربها.. بس سعيد كان يصيح.. "ما اروم.. ما اروم اودر الشرب.. وحمد يكرهني.."
"حمد ما يكرهك.. بالعكس وده يعرفك." قالت سارة.. "ومن ناحية الشرب.. أنا بساعدك عشان تودره.."
روحت سارة ويا شاهين ووقف سعيد يطالعهم وهو يحس بالحياة لأول مرة من سنين طويلة.. حس بدفء كبير في صدره.. وتمت كلمات سارة في باله طول الليل .. وطول الليل ما شرب قطرة من السم اللي تعود عليه وصار كل حياته..
الفصل السادس عشر
------------------
من يومين وأمل الكعبي مب قادرة ترقد أو تركز على أي شي غير الرمسة اللي قالتها أمها عن شكوكها في سالم. وكانت في الصيدليه تشتري لأبوها حبوب الضغط ولا انتبهت لرمسة الصيدلي وتعليماته . كان الموضوع هذا شاغل كل تفكيرها. أمس راحت أمل المستشفى وطلبت تشوف ملف سعود ولد أصيلة وسالم. وما طاعوا الإدارة يخلونها تاخذ الملف الا بأمر من المحكمة.. وتظايجت أمل وايد بس ريلها سلطان وبمعرفته ، قدر اييب لها اسم الدكتور اللي كان يعالج سعود لأنه يعرف انها لو ما حصلت اللي تباه بتم متظايجة الاسبوع بطوله..
رمست أمل الدكتور وخبرها انه سعود مات بسبب اللوكيميا (سرطان الدم) اللي بدا يعاني منه وهو بعده ياهل عمره أربع سنين.. ويوم طلبت منه أمل انها تشوف ملفه ما رضى وقال: "انتي عاوزة توصلي لأيه بالضبط؟ العيّل كانت حالته طبيعية جدا ومات بسبب مضاعفات السرطان.."
تنهدت أمل وحست بالمعاناة اللي كانت أصيلة تعانيها، وقالت في خاطرها: "يحليلها.. كيف استحملت يومها تسمع انه ولدها مصاب باللوكيميا؟"
عقب ما طلعت أمل من المستشفى، خبرت ريلها بالمعلومات اللي لقتها وسألته: "شو أسوي الحين؟"
سلطان: "لا تسأليني .. لو بإيدي ، ما أباج تتدخلين في الموضوع بالمرة.."
أمل: "حبيبي لازم أعرف.. هالتحقيق مب عشان الجريدة.. هذا عشان غناتي حصوووه أبا أنقذها.."
ضحك سلطان وقال: "شو رايج تنقذيني انا قبل.. تراني بمووووووت من شوقي لج.."
ابتسمت أمل وقالت: "شو رايك أواعدك؟ عقب دوامك بنتغدى برى.. عشان الجو يكون رومانسي حبيبي.."
سلطان: "قولي انج مب مسوية غدا .. ماله داعي تقصين عليه بكلمتين.."
ضحكت أمل وقالت: "خلاص حبيبي عاد .. انته حدد وين تبا تتغدى وخبرني.. "
عقب ما بندت أمل عن ريلها .. اتصلت في بيت ربيعتها ابتسام وسألتها.. :"بسموه حبيبتي شحالج؟"
ابتسام: "هلا أمولة عمري .. الحمد لله انا بخير ونعمة .. انتي شحالج.."
أمل: "بخير الحمدلله .." كانت أمل مستعيلة وما فيها على سوالف ابتسام اللي ما تخلص وقررت تدش في الموضوع على طول.. " بسموه بتخبرج.. دريولكم شريف هو نفسه اللي كان يشتغل عند المرحومة أصيلة..؟"
ابتسام: "هى هو نفسه.. ليش تسألين أمولة؟ لا يكون مسوي شي مسود الويه..!!"
أمل: "لا لا .. بس كنت أبا أعرف ما شي سبب.. "
طبعا ابتسام ما صدقتها بس سكتت وردت أمل تسألها: "عندج رقم تيلفونه .. ؟"
ابتسام: "توج تقولين ما في شي والحين تبين رقمه.. أمولة خبريني شو السالفة.."
تأففت أمل وقالت: "خلاص بخبرج.. بس مب الحين.. بعدين يوم بيي عندج .. الحين عطيني رقمه.."
عطتها ابتسام رقم الدريول وقررت ادق له بنفسها بعدين وتستجوبه..
اتصلت أمل بشريف واتأكدت انه فعلا كان يشتغل عند أصيلة وما ودرها الا عقب ما توفت..
أمل: "شريف خبرني .. كيف كان سالم يتعامل ويا أصيلة؟"
شريف: "ماما أصيلة كان واااايد زين.. سالم كل يوم يظرب.. وماما أصيلة ما يقول شي.. وما يخبر حد.. بس انا في معلوم.."
أمل: "وانته ليش ما خبرت عليه؟"
شريف: "ماما أصيلة كل يوم يوصي انا ما يخبر حد.. يقول بابا كان معصب شوي.."
خبرها شريف انه أصيلة دقت له مرة الفجر وقالت له اييها البيت بسرعة عشان يوديها المستشفى.. إيدها كانت مكسورة وقالت انها طاحت من على شاهين.. تذكرت أمل انه امها خبرتها عن هالموقف وسكتت.. كمل شريف رمسته وقال انه يوم اقترح عليها يروح ينادي سالم.. زاغت وترجته ما يسير له.. ووداها شريف المستشفى وهو متأكد انه سالم هو اللي كسر لها ايدها..
اتظايجت أمل من اللي سمعته وقبل لا تبند عن شريف قال لها: "لحظة أنا في يتذكر شي ثاني بعد.."
أمل: "قول شو تذكرت؟؟"
شريف: "انته يعرف انا في يرقد داخل ملحق اول يوم يشتغل عند ماما أصيلة.."
أمل: "أوكى.. شو استوى؟"
شريف: "مرة انا راقد .. ويسمع حشرة برى داخل حوي.. أنا يشوف من دريشة ماما أصيلة لابس بيجاما مال نوم وفي ايدها baby سعود .. بابا سالم كان واقف عند باب .. بعدين هو يروح داخل وقفل الباب.. ماما أصيلة تمت بروحها برى.. وايد يصيح مسكينة.."
أمل: "وانته شو سويت؟"
شريف: "شو يسوي بعد.. أنا في يرد يرقد ويدعي الله على سالم.. بس ما يروم يسوي شي.."
بندت عنه أمل ودمعت عينها من اللي سمعته.. يحليلج يا أصيلة.. شو سوى فيج الظالم المجرم.. وخافت أمل على ربيعتها تلاقي نفس المصير منه.. وعاهدت نفسها انها ما تخليه في حاله لين ما تكشفه.. "وين بتروح مني يا سالم..؟ " قالت أمل وهي تتأمل سماعة التيلفون اللي في إيدها..
ردت أمل للمستشفى وصورة أصيلة وهي واقفة ببيجامتها في الحوي نص الليل وولدها في ايدها مب راضية تروح عن بالها.. وسارت قسم الملفات عند ربيعتها ندى اللي تشتغل هناك.. وترجتها أمل عشان تشوف ملف أصيلة.
ندى: "أمل حبيبتي افهمي.. أصيلة ماااااااااتت من 12 سنة.. يعني مستحيل تحصلين ملفها هني.. "
أمل: "دوري في الكمبيوتر.. يمكن تلاقينه.."
ندى: "ما كان شي كمبيوترات على أيامهم.. شو تبين تعرفين..؟؟"
أمل: "أبا أعرف شو اللي خلا أصيلة تموت وهي بعدها في عز شبابها.. تعرفيني فضولية.."
ندى: "اوكى روحي عياده الدكتور هشام.. أصيلة كانت دوم تروح له.."
حظنتها أمل من الفرحة واتصلت الاستعلامات عشان تييب رقم الدكتور هشام..
الدكتور هشام هو نفس الدكتور اللي تتعالج عنده أم أمل عشان آلام الروماتيزم .. وعسب جي كانت أمل متعودة عليه.. وما ترددت انها تتصل به .
أمل: "هلا دكتور.. ممكن أيي عندك العيادة ولا مشغول؟"
د.هشام : "تعالي يختي لا مشغول ولا حاجة.. بس ما تجيبيش الحجة معاكي.. حترفع لي ضغطي.."
ضحكت أمل وقالت: "لا دكتور اطمن بييك بروحي.. أبا استشيرك في شي.."
عقب ربع ساعة كانت أمل عنده في العيادة وسألته عن أصيلة.
د.هشام: "بتسألي عنها ليه..؟ عاوزة تكتبي عنها في الجريدة؟"
أمل: "الله يهديك يا دكتور.. شو أبا أكتب عنها ؟ الحرمة ماتت الله يرحمها.."
د.هشام: "أمال عاوزة تعرفي ايه؟"
أمل: "أبا اعرف سبب وفاتها.. لسبب شخصي ارجوك لا تسألني عنه.."
د.هشام: "لا لا .. لا حسألك ولا حاجة .. شوفي يا ستّي.. أصيلة كان عندها فقر دم حاد وضعف عام وكان عندها ضيق في التنفس كمان.. ومكتوب في شهادة وفاتها انها ماتت بسببه.. بس انا بقى عندي راي تاني.. "
أمل: "شو هو دكتور..؟؟"
د.هشام: " شوفي انا مش حقدر احكيلك بالتفصيل .. اصل الحكاية دي قديمة أوي.. بس في الليلة اللي ماتت فيها أصيلة.. اتصلت بي عمتك مريم ربنا يرحمها وقالت لي أروح لها بيت أصيلة.. ولما وصلت كانت المسكينة ماتت خلاص.. الظاهر انها ما قدرتش تتنفس ومحدش كان في الغرفة عشان يساعدها او يديها الدوا.."
أمل: "انزين دكتور كمل.."
خبرها الدكتور عن اللي قالته مريم هاذيج الليلة يوم يلس يهديها عقب وفاة أصيلة.. كانت مريم تصيح وتدعي على سالم انه الله ينتقم منه ويوم سألها الدكتور ليش تدعي عليه قالت مريم: "ظربها يا دكتور وطاحت البنية واغمى عليها.. واترجيته أدش الحجرة عشان اساعدها بس منعني.. قال انها تتدلع وانه اذا أي واحد فينا دش عليها ما بيصير طيب.."
خبرها الدكتور انه مريم ترجته يسكت عشان لا يسوون فظيحة وسكت الدكتور مثل ما طلبت منه مريم..
عصبت أمل: "وهاذي مريم ليش سكتت عن الموضوع..؟"
د.هشام: "كان عندها حق.. حمد وسعود فقدوا امهم في الليلة اياها.. ومش معقول تروح تبلغ على سالم ويتسجن وتقعد لوحديها مع العيال ما تعرفش ازاي تصرف عليهم وازاي تداريهم.."
سكتت أمل ورد الدكتور يتكلم: "أصيلة كانت مغفلة.. مهما كان زوجها بيضربها كانت بتسكت وما بتردش عليه.. ده كان اكبر غلط.."
طلعت أمل من عيادته وهي حاسة بدوخة.. وفكرت كيف تقدر تثبت كل اللي سمعته وجمعته من أدلة ومعلومات..
في البيت، كانت أمل يالسة تتعشى ويا سلطان وخبرته بكل اللي استوى.
سلطان: "غناتي طبي هالسالفة خلاص ما يخصج فيهم.."
أمل: "لا سلطان ما اروم.. لازم اكمل اللي بديته."
سلطان: "بس كل اللي وصلتي له الحين هو انه سالم كان مسئول بشكل غير مباشر عن وفاتها.. يعني هو يوم ودرها في الحجرة وظهر.. ما كان يعرف انها بتموت.. "
أمل: "بس بعد يتم مذنب .."
تنهد سلطان وقال: "نسيت انه راسج يابس وانا ما اروم عليج.."
ضحكت أمل وسألته: "والحين شو اسوي؟"
سلطان: "ما ترومين تسوين شي.. أصيلة ماتت من 12 سنة .. طبي السالفة.."
سكتت أمل وكمل سلطان: "وبعدين اياني واياج تروحين تخبرين حصة باللي عرفتيه اليوم.. لأنها أكيد بتكرهج لو درت.. تراها ما تصدق شي في حبيب القلب سالم.."
أمل: "صدق اللي قال انه الحب أعمى.. شو اللي خلا أصيلة تصبر على سالم اذا ما كانت تحبه.. وشو اللي يخلي حصة تتصرف هالتصرفات غير احساسها بالحب؟ "
هالمرة كان دور سلطان انه يسكت.. وقال عقب تفكير: "اللي تسويه حصة مب حب.. هذا خيانة.. لا تنسين هالشي أمولة.. أوكى؟"
الفصل السابع عشر
-------------------
مرت الأيام على سارة بصعوبة كبيرة.. خالد طلق حصة بناءً على رغبتها.. وسالم يعدل بيته ويغير الأثاث في انتظار زواجه من حصة بعد ثلاثة اشهر.. وحصة حاسة انها عايشة في حلم وما تعرف كيف ترد لأرض الواقع.. كل ما شافت سارة ، تحس بأنانيتها وتفكر كيف قدرت تدمر لها حياتها بهالطريقة.. وسارة قالت جدام امها وسالم انها معارضة زواجهم ومستحيل تتقبل سالم على انه ريل امها.. طبعا حصة قالت لسالم مستحيل اتزوجك اذا سارة ما تقبلت هالشي.. وازداد كره سالم لسارة أكثر وأكثر..
كانت سارة في فراشها الساعة ست الصبح مب عارفة ترقد ، وبالها مشغول.. كيف بتتحمل انها تعيش عند سالم؟ وقررت انها ترد بوظبي عند ابوها وتخلي امها هني تعيش حياتها على كيفها.. اتصلت سارة بمدرستها أمس وخبروها انهم وقفوها عن الدراسة هالسنة إداريا.. وتظايجت وايد لأن هالسنة ظاعت عليها.. أمها اقترحت عليها تدرس هني بس سارة مستحيل توافق على هالشي..
تنهدت سارة وقالت: "فديت قلبك يا حمد.. أدري بتكرهني يوم بودرك وبرد بوظبي.. بس لازم هالشي يستوي.. "
طلعت سارة الصالة وشافت أمها يالسة تشتغل.. كانت ترسم تصاميم مجوهرات وعرفت سارة على طول انه امها متظايجة.. لأنها ما تشتغل الصبح الا اذا كانت صج متظايجة ومب رايمة ترقد.. حطت سارة ايدها على قلبها وتمنت تروح وتحضن امها وتخبرها شكثر تحبها رغم كل اللي صار.. أمها من يوم تطلقت وهي ما ترمس حد.. حتى سالم ترمسه في التيلفون دقيقتين وتبند عنه.. صارت ما تاكل وكله في حجرتها.. وسارة وايد متظايجة عشانها.. استأذنت سارة منها وراحت المزرعة تشوف شاهين اللي بتضطر تودعه جريب..
أول ما وصلت سارة الاسطبل، انصدمت يوم شافت سالم واقف عند الباب ومنعها من انها تدخل.
سارة: "إنته شو تسوي هنا؟ شو تبا؟"
سالم: "هاذي مزرعتي.. ولا نسيتي؟"
طنشته سارة ودخلت.. ودخل سالم وراها.. لاحظت سارة انه شاهين تنرفز وايد يوم شاف سالم وصار يرفس اليدار اللي وراه..
سالم: "خسارة هالحصان يتم هني.. ياكل ويشرب من دون فايده.."
نظرة الاحتقار اللي اطالع فيها سالم شاهين خلت سارة تقترب من الحصان أكثر ولاحظت انه شاهين ما شل عينه عن سالم..
سالم: "خلاص انا قررت اني اجتله.. يحليله مريض ويتألم وايد.. لازم حد يريحه من عذابه.."
ارتجفت سارة من تهديده وقالت: "شاهين مب مريض ولا يتألم من شي عشان تجتله.."
سالم: "اسمعي يا سارة.. أنا وانتي لازم نستفيد من بعض.. أنتي بتخدميني وانا بكون كريم جدا وياج.."
سارة: "كمل كلامك.. وين تبا توصل بالضبط؟"
سالم: "أنا باخذ أمج وانتي الوحيدة اللي واقفة في دربي.. اباج تسيرين وتقولين لأمج انج موافقة وما عندج مانع.."
سارة: "مستحيل..!!!!!!"
حاولت سارة تطلع من الاسطبل بس سالم وقف جدامها ومنعها ..
سالم: "صدقيني بتندمين.. إذا رفضتي بجتل شاهين.. ومحد يروم يمنعني.."
تنفست سارة بصعوبة وغمضت عينها قبل لا تقول.. "أوكى بس بشرط.."
اعتفس ويه سالم.."أي شرط؟"
سارة: "أبا شاهين .. أباك تعطيني اياه.. تكتبه رسميا بإسمي أنا.."
ضحك سالم من خاطره وفكر انها فعلا ذكية.. بس بعدها ما تعرف سالم عدل..
سالم: "أوكى.. خلاص موافق.. الاسبوع الياي بتكون ورقة الملكية عندج.."
سارة: "حلو.." وتمنت سارة انها تروم تيود دموعها لين تطلع من الاسطبل..
طلعت سارة من الاسطبل ومشت لبيتهم ودموعها تنزل بسرعة.. حست انها غلطت.. انها باعت أمها عشان شاهين.. بس امها مستانسة هني.. خلها اتم وين ما تبا.. ومثل ما امها فكرت بأنانية.. سارة بعد بتستوي انانية شراتها.. بس رغم هذا ما رامت توقف دموعها..
مرت الشهور الثلاثة بسرعة وسارة بعدها في الفجيرة تتريى وعد سالم لها.. ورتبت سارة كل اغراضها واستعدت انها ترد بوظبي الاسبوع الياي.. طول هالفترة كانت تتصل بأبوها وما يرد عليها.. وآخر مرة طرشت له مسج من موبايل امها وخبرته انها تولهت عليه وايد وانها بترد جريب.. وطرشت له مسج ثاني وخبرته انه امها تزوجت سالم.. وانها الحين عايشة وياهم في المزرعة..
عقب ما تزوجت أمها سالم، تغيرت سارة تماما.. صارت ما ترمس أي حد في البيت وابتعدت عن حمد نهائيا.. وحمد يحليله مب عارف كيف يوصل لها.. يوم تشوفه في مكان تطلع منه على طول.. وكان عنده احساس انه خلاص فقدها..وأمها ما عادت تشوفها بالمرة..
كانت سارة حاسة بخوف كبير وقرف من هالبيت وكل اللي فيه.. ومن يوم انتقلت للمزرعة، الاسبوع الماضي وثيابها بعدها في الشنطة ما طلعتهم.. ورغم انها تقفل الباب فليل يوم ترقد.. بس بعد ما تحس بالأمان واتم تتجلب في فراشها هي وميشا..
بالنسبة لحصة.. كان احساسها بالذنب يقطعها.. وما حست بأي سعاده يوم خذاها سالم.. الكل كان يرمس عنها وأمل ابتعدت عنها بعد.. وبنتها دوم مكتئبة.. وخالد.. آاااااااه يا خالد.. ما تعرف كيف حالته الحين.. بس أول ما تشوف حصة سالم.. تنسى كل همومها وتعيش معاه في عالم ثاني.. لأنه الوحيد اللي يروم ينسيها كل شي في هالدنيا..
عقب اسبوع، قررت حصة تطلع من عزلتها وراحت تشوف معرض الذهب اللي فتحوه أمس.. وهناك شافت ربيعتها أمل وترددت قبل لا تسلم عليها.. بس أمل يوم شافتها حضنتها بقوة وقالت: "ما توقعت أشوفج هني .."
حصة: "هى حتى انا مستغربة من عمري اني طلعت اليوم.."
سكتت أمل.. من يوم تزوجت حصة وأمل مبتعده عنها وتحس الحين انه بينها وبين ربيعتها بحر عريض وما تروم تعبره..
أمل: "انزين.. "
حصة: "هممم.. ماشالله محلوّة أمولة.."
ابتسمت أمل وقالت في خاطرها.. بس انتي يا حصة كبرتي 20 سنه في هالشهور الثلاثة.. كان شكل حصة متغير وايد وباين عليها انها تعبانة..
أمل: "امايه تسلم عليج.. تقول لج انها وايد تولهت على سوالفج.."
حصة:" الله يسلمها.. أمس كنت بسير لها بس سالم ما طاع.."
أمل: "ماشالله من الحين يتحكم فيج.." وابتسمت عشان ما تزعل ربيعتها..
صحيح انه أمل ابتعدت عن حصة، بس هذا مب معناته انها ما كملت تحقيقها عن سالم.. بس للأسف لين ألحين ما لقت أي شي ..
أمل: "شو أخبار سارة وحمد؟"
حصة: "مدري والله من زمان ما شفتهم.."
استغربت أمل: "ليش؟ تراكم في نفس البيت.."
حصة: "لا أنا كله في الحجرة.."
أمل: "ليش؟ سالم يغار عليج من حمد وحابسنج في الحجرة..؟"
اختفت الابتسامة من ويه حصة وقالت: "لا .. أمولة انتي شو يالسة تقولين..؟ سالم ما يروم يتحكم فيني.. وبعدين انا مب ياهل عشان يقص علي.. بس بروحي كنت ما اظهر.."
أمل: "مدري يا حصة احس انج مب مرتاحة.."
سكتت حصة وباست ربيعتها وقالت: "يالله انا اتأخرت.. لازم أروح.." وراحت عنها..
أول ما وصلت حصة البيت، شافت سالم وخبرته انها متظايجة من أمل ، وخبرته شو قالت لها وكيف كانت تلمح لها انه سالم يتحكم فيها.. طبعا سالم عصب ، خصوصا انه من قبل يكره هاي اللي اسمها أمل.. وسكت.. كان يالس يقرا مسجاته في التيلفون ومطنش حصة.. تعودت حصة على هالأسلوب منه .. دوم ترمسه ويطنشها.. بس حاولت انها ما تظايج عمرها..
وفجأة صد سالم صوبها وقال: "حصة انا ما اباج تطلعين من البيت.. أوكى؟"
استغربت حصة: "ليش يعني .. مب واثق فيه؟"
سالم: "ما اباج تطلعين وخلاص.. يوم تبين شي خبريني وانا بييب لج.."
كان معصب وحصة تخاف منه يوم يعصب.. سكتت وما عرفت بشو ترد.. سالم يعرف انها تحب تطلع وايد وما تروم توعده انها بتم في البيت.. وبعدين ماله داعي يحبسها.. حصة مب ياهل..
سالم: "ليش ما تردين؟"
حصة: "خلاص اوكى مب طالعة من البيت.."
تعودت حصة انها تسمع كلامه وتعودت انها اتم بروحها في البيت لأنه سالم كله برى.. وما يرد الا فليل.. وصارت ترسم تصاميم وايده وفكرت بمحلها في بوظبي اللي تخلت عنه وباعه خالد.. كانت وايد تحبه.. بس هالتصاميم شو بتسوي فيهن؟؟ بتخبر سالم يفتح لها محل هني.. أكيد بيرضى..
بس يوم رمسته في الموضوع قال: "انتي مب محتاية البيزات عشان تفتحين لج محل.."
حصة: "بس يا سالم هاذي شغلتي من 18 سنة الحين.."
سالم: "قلت لج ماله داعي.."
يودت حصة عمرها عشان ما تحرج عليه وكتمت اللي في قلبها ..مب احتراما له.. بس لأن سالم صار يخوفها وايد هاليومين.. تخاف ترمس او تسوي حركة غلط جدامه تخليه يعصب عليها ويضربها..
أمس الصبح مثلا، كانت حصة راقدة وسالم كان يسبح.. ورن التيلفون اللي حذال شبريتها وردت عليه وهي مسطلة من الرقاد.. كان كريم الهندي يخبرها انه سيارتها اللي ردت تخترب وودتها عنده عشان يصلحها جاهزة ويباها تمر تاخذها..
قالت له حصة: "أوكى.. عقب ساعة ونص بكون عندك.. باي"
بندت حصة التيلفون وردت ترقد.. بس اول ما غمضت عينها حست بإيد تسحب عنها اللحاف وما انتبهت إلا بكف سالم على ويهها.. صرخت حصة من الألم وصدت صوبه بخوف وهي مب مصدقة انه صفعها.. وقبل لا تبطل حلجها.. سحبها سالم من إيدها بقوة ووقفها جدامه وهي تتألم بشكل واضح..
سالم: "منو هالنذل اللي كنتي ترمسينه ومواعدتنه عقب ساعة ونص؟"
كانت حصة مصدومة من أسلوبه وفوق هذا بعد كان يصارخ..
حصة: "سالم انته تخبلت؟؟"
حست حصة انه ايدها تخدرت من الألم وترجته يهدها.. كان راص على ايدها بشكل فظيع وهي متأكدة انه راح يكسرها.. "سالم الله يخليك هدني.."
بس سالم كان شرات الوحش.. مب راضي يسمعها وصرخت حصة يوم دزها وارتطم راسها باليدار..
سالم: "منو كنتي ترمسين؟؟"
كانت حصة تتألم بشكل فظيع وقالت بين دموعها: "كريم.. كريم الهندي."
سالم: "عن الجذب..!!"
حصة: "والله العظيم انه كريم والله.. يباني اسير آخذ سيارتي من عنده"
تغيرت ملامح سالم وبدت أعصابه تهدا.. واقترب منها ومد لها ايده عشان توقف.. ويوم مدت ايدها حست بألم بس ما بغت تبين له هالشي..
وتمت حصة ساكتة ما تعرف كيف تتصرف معاه وطلع هو من الحجرة من دون حتى ما يعتذر لها..وتذكرت رمسة أمل عن أصيلة.. وقالت لعمرها: "لا .. أنا مب شرات أصيلة.. سالم يحبني.. أصيلة كانت خبلة يوم تزوجت سالم وهي تعرف انه يحبني أنا.." واقنعت عمرها انه ما ظربها اليوم الا لأنه يحبها ويغار عليها.. نزلت حصة المطبخ وحاولت تسوي لها شاي بس ما قدرت لأن إيدها كانت تعورها وايد.. دش حمد ويوم شافها متلعوزة سوى لها شاي ويلس يسولف وياها..
"وين سارة؟" سألته حصة
حمد:"برى.. عند شاهين.."
حصة: "ما اشوفك تيلس وياها هاليومين؟"
حمد (وهو متظايج): " لا بس انشغلت في الدراسة شوي.."
في هاللحظة شاف حمد إيد حصة .. كان لونها بنفسجي مكان ما رص عليها سالم..
حمد: "بلاها ايدج؟"
حصة: "طحت.."
وطلعت حصة من المطبخ بسرعة قبل لا يرد حمد يسألها عن إيدها..
وعقب ما لبست عباتها وشيلتها، نزلت الصالة وشافته قاعد فطلبت منه يوصلها عشان تييب سيارتها..
وفي السيارة كانت حصة سرحانة في عالمها الخاص، كانت تفكر التصاميم اللي رسمتهم وتعبت عليهم.. ليش سالم مب راضي يخليها تشتغل؟ حصة محتاجة البيزات لأنه سالم من يوم خذاها ما عطاها ولا ربية.. وسارة يحليلها مفلسة بعد.. وحصة تستحي تطلب البيزات من سالم..
التفتت حصة لحمد ويلست تتأمل ملامح ويهه.. فيه شبه كبير من اخوها سعيد.. ابتسمت حصة يوم يت عينها في عينه وحست انه استحى .. وسألته: "حمد انته مرتاح ويا سالم.؟"
استغرب حمد من سؤالها وقال: "هيه الحمد لله على كل حال.."
حصة: "ما تولهت على امك وابوك؟"
حست حصة انه سؤالها غبي بس عقب فوات الأوان.. لأن حمد احمر ويهه وتغيرت ملامحه على طول..
أكثر من مرة كان حمد يحلم بأمه واليوم اللي احترق فيه البيت.. كان الحلم غريب.. كأنه ذكرى محفوظة في خياله وما تطلع له إلا في أحلامه.. وأمس رد يحلم نفس الحلم.. يحلم انه النار شكلها وايد حلو.. كأنها سائل أو جلي.. وكان يقترب منها ويمد إيده,, بس في اللحظة اللي يحاول يمسك فيها النار.. كانت أمه تطلع جدامه وتمنعه..
قطعت حصه عليه افكاره وقالت: "آسفة.. ما قصدت اذكرك بأمك.."
حمد: "لا عادي.."
ابتسمت حصة وحست انها تشفق عليه.
وحمد شاف نظرتها وضحك في داخله.. هو اللي يشفق عليها.. سالم متحكم في كل شي بحياتها.. وطلب من حمد يراقبها وما يخليها ترمس في التيلفون في غيابه..
من أسبوع تقريبا.. لاحظ حمد انه في ريال غريب يلاحقه.. وين ما يروح يكون هالريال موجود.. وحمد يعرف انه اللي يلاحقه ابوه سعيد.. لأنه مرة التفت وراه في المزرعة يوم حس انه حد يراقبه وشافه واقف بعيد.. أبوه.. طبعا حمد خاف وايد من هالموقف وارتبك.. واستغرب .. شو اللي يخلي سعيد يلاحقه؟ حمد مب محتاج لأبو الحين، حمد كبر وصار ريال و يروم يعتمد على عمره .. ليش أخيرا تذكر ابوه انه عنده ولد؟ وقرر حمد يطنشه لأن آخر شي يباه هو انه واحد خمار شرات أبوه يحرجه أو يحاول انه يخوفه..
وبعدين حمد يعتبر سالم بمثابة ابوه لأنه هو اللي رباه وصرف عليه، بس رغم هذا تم سعيد مسيطر على أفكار حمد .. واليوم العصر، كان حمد في في الاسطبل يشيك ع الخيول الثلاثة اللي هناك يوم دش سعيد..
شهق حمد من الصدمة وصرخ في ويهه: إنته شو تبا؟ ليش تلاحقني؟؟
ويه حمد صار احمر من القهر.. وما ندم على اسلوبه ويا ابوه لأنه ما يستاهل منه حتى نظرة..
كانت نظرات سعيد كلها حزن وبطل حلجه عشان يقول شي بس غير رايه وتم واقف عند باب الاسطبل وهو يطالع حمد..
" ما ابا اشوفك هني مرة ثانية.. " قال حمد .. "فاهم؟؟"
تمنى حمد لو كان يقدر يتصرف مع سعيد تصرف ثاني.. انه يضربه مثلا او يرفسه برى الاسطبل.. بس للأسف حمد طيب ومب من اطباعه انه يتصرف هالتصرف..
في نفس اللحظة كان سعيد مب رايم يتكلم او يسوي أي شي غير انه يتم واقف يطالع ولده.. كان مبهور فيه.. وحس بفخر انه الريال الوسيم اللي جدامه هذا ولده.. وحس انه يبا يسوي أي شي عشانه.. عشان يعترف انه سعيد ابوه.. سعيد ولأول مرة حس بالندم.. وبمعنى انه يكون ابو.. وتمنى يمحي ماضيه.. ويعيش مستقبله ولو لدقيقة ويا حمد..
بس حمد مستحيل يسامحه.. وسعيد يوم بطل حلجه عشان يرمس.. كان يبا يطلب من حمد انه يسامحه.. بس ما قدر.. الكلمات مب راضية تطلع من حلجه.. وتمنى لو انه حمد يفهم.. يفهم شكثر سعيد محتاج انه يسامحه..
بس حمد صد عنه وطنشه.. وابتدى ينظف الخيول.. فقرر سعيد انه يطلع وروح بيته..
ويوم التفت حمد وما لقى ابوه.. نزلت دموعه بحريه هالمرة.. وحس بتعاطف كبير ويا سعيد.. وتمنى لو انه ما عامله بهالاسلوب.. ما كان يتوقع انه ابوه تحول لهالريال الضعيف المريض.. تمنى حمد لو انه خذ بإيده ودخله البيت عشان ينظفه ويعطيه شي ياكله.. أبوه وصل لعنده.. وحمد طلعه من حياته بكل سهولة..
الفصل الثامن عشر
-----------------
الساعة استوت خمس الفير وسالم بعده ما رقد، قاوم الرقاد بكل قوته لأنه متأكد انه بيرد يحلم الكابوس اللي منغص عليه عيشته من اسبوعين.. طلع سالم من غرفته بهدوء عشان ما تنش حصة ويلس في الصالة..
لما خلص سالم الثانوية، كان محتاج للبيزات عشان يدفع ديونه لسعيد.. وعشان يقدر يخطب حصة، ودور شغل في كل مكان بس محد رضا يشغله.. وفي يوم كان قاعد في المقهى وسمع الشباب يرمسون عن يوسف.. ويوسف هذا واحد من أغنى رجال الأعمال في المنطقة..
حاول سالم انه يوصل ليوسف بأي طريقة وفعلا قدر يوصل له وقال له انه يبا يشتغل عنده..
"شو تبا تشتغل؟ شو مؤهلاتك؟" سأله يوسف يومها
"ما عندي غير شهادة الثانوية." رد عليه سالم " بس انا مستعد أسوي اللي تباه.. وتقريباً تروم تعتمد علي في أي شي.."
فكر يوسف وقرر انه يستغل سالم في شي كان خاطره يسويه من زمان..
اشتغل سالم دريول عند يوسف في البداية.. ومع مرور الأيام كانت علاقتهم ببعض تتوثق أكثر وأكثر.. واكتشف يوسف في هالفترة انه سالم ممكن فعلا يسوي أي شي عشان البيزات.. وكان يوسف مهتم وايد بالخيول وعنده أكثر من فرس يشركها في السباقات بس ولا وحدة فيهن فازت,, كان يهمه انه يفوز بس للأسف الحظ ما كان يحالفه..
ومرة كان يالس ويا سالم وقال له: "يا سالم انا ما شغلتك ويايه الا لأني اعرف انك ممكن تنفذ كل طلباتي.. وألحين يا اليوم اللي تثبت لي فيه جدارتك.."
"وانا تحت أمرك طال عمرك.." رد عليه سالم على طول..
يوسف: "طبعا انا ما بقصر وياك وبكافئك على تعبك.."
كان سالم متوتر وحاس انه أخيرا بيحصل الثروة اللي كان يحلم بها..
يوسف: "أباك تجتل " طماعة" فرس عايض المزروعي.."
انصدم سالم من طلب يوسف.. طماعة هاذي هي الفرس اللي فازت في السباقين الأخيرين.. ورفض عايض يبيعها رغم انه اللي بغى يشتريها عرض عليه فيها 9 ملايين.. حس سالم انه قلبه يدق بسرعة واحمر ويهه.. شو بيسوي الحين..؟ كيف يخبره انه ما يروم يلبي له هالطلب..
حس يوسف انه سالم تردد وقرر انه يساعده شوي في اتخاذ قراره..
يوسف: "بدفع لك 100 ألف اذا وافقت.."
أول ما سمع سالم المبلغ وافق على طول.. وهاذيج الليلة والناس رقود.. كان سالم في ليوا.. والساعة ثلاث فليل خلص جريمته واتصل بيوسف يبشره.. واستلم المبلغ منه في اليوم الثاني .. بس ما قدر يتهنى فيه لأنه كان حاس بذنب فظيع.. كان مب قادر ينسى شكل الفرس وهي تموت.. وخوفه وهو يركض قبل لا حد يشوفه.. "طماعة" هاذي هي اللي تلاحقه ف أحلامه كل ليلة.. مع انه تعود على هالشغلة وصار وجتل أكثر من فرس ورفع السعر ل 500 ألف .. بس طماعة بالذات هي اللي كان يحلم فيها.. ومب قادر لين الحين ينسى كيف قاومت الموت بكل طاقتها..
في الكابوس اللي تعود عليه.. كان يشوفها تركض في مكان كله دم.. تركض بسرعة.. وفجأة تشوفه.. وتغير اتجاهها وتركض وراه.. ويحاول هو يشرد عنها بس مع كل خطوة تقترب منه أكثر.. وفي النهاية توصل له.. وينش من الرقاد وهو بيموت من الخوف...
تأفف سالم وهو يالس في الصالة ووقف عند الدريشة يراقب الشمس وهي تطلع.. سالم حقق كل أحلامه وامتلك كل اللي كان خاطره فيه.. بس ليش لين الحين مب قادر يشيل من باله ذكرى سعيد وهو يقول له انه مجرد خدام في بيتهم.. متشرد.. وزبالة..؟ ليش ما ينسى ويعيش مرتاح؟؟ ليش دايم يدور حد ينتقم منه .؟؟ متى بيشبع وبيرتاح؟
سالم خايف.. خايف انه حصة تودره في أي لحظة شرات ما ودرت ريلها.. وخالد كل يوم يتصل بسالم على تيلفونه .. وسالم يبند في ويهه بس خالد يرد يتصل.. وحصة مأذتنه كل يوم ترمسه تبا تبطل لها محل عشان مجوهراتها.. بس سالم يعرف انه الحرمة اللي تروم تعتمد على نفسها وعندها بيزاتها الخاصة.. ممكن تودر الريال في أي لحظة.. وعشان جذه قرر انه يعزل حصة عن العلم الخارجي.. اللي تباه من برى بييب لها اياه بروحه.. والمحل مستحيل يبطل لها اياه.. وفوق هذا بعد بياخذ عنها الموبايل..
دش سالم الحجرة وشاف تيلفون حصة حذال شبريتها وخذاه.. ويوم طلع من الحجرة طلع البطاقة منه وكسرها.. والجهاز قرر انه يعطيه لكريم الهندي يوم بيشوفه باجر..
ويوم نشت حصة ودورت تيلفونها، خلى عمره ما يعرف أي شي.. وعقب ما تمت يومين اتدور عليه..
|