كاتب الموضوع :
dali2000
المنتدى :
القصص المكتمله
مرت الأيام ..
تلتها الأسابيع ...
مضى شهر على الحادثه...
تدهورت أحوال أحمد..
عاد إلى شلته القديمه...
أهمل دراسته ...
انهارت احوال المؤسسه...
حاول عادل الإتصال به كثيرا ....
كان أحمد يتهرب من رؤية عادل ..
ربما كان يذكره بريم..
ربما أراد أن ينسى..
قرر عادل أن يرى أحمد ...
مهما كان الثمن ..
اتصل عادل بخالد ..
خالد هو أحد أفراد تلك الشله..
عادل: مسا الخير خالد..
خالد: هلا ابوي .. من معي ؟؟
عادل: معك عادل .. لحقتو تنسونا ؟؟
خالد: عادل !!! ...
عادل: ايه عادل.. خويك بالبلوت اول أيام الإستراحه ...
خالد: عااااااااااااااااااادل .. هلا والله .. وينك ياخي منقطع..
عادل: يبن الحلال .. انت عارف هالدنيا ومشاغلها .. المهم انتم وش اخباركم ؟؟
خالد: والله الحمدلله .. بشرنا عنك ؟
عادل: والله حالي يسرك ..
خالد: .....
عادل: وانتم وش احوالكم .. الين هالحين تجتمعون ولا تفككتو ؟؟
خالد: لا الى الان .. والليله عندي في البيت .. ورا ما تجي تخلينا نشوفك ؟؟..
عادل: على خير ان شاء الله .. فيه واحد من الشباب بعد مبطي عنه ولازم اشوفه ..
خالد: من هو ؟؟
عادل: خلها اذا جيتكم الليله تعرفه .. بس اسمع ..
خالد: هلا..
عادل: لحد يدري من الشباب اني جاي .. خلها مفاجئه ...
خالد: ابشر ابشر ... خلاص اجل وعدنا الليله ...
عادل: على خير ان شاء الله .. فمان الله..
خالد: فمان الكريم .. هلا والله..
انتهت المكالمه ..
في المساء جهز عادل نفسه لمقابلة شلة "الأنس"..
ذهب اليهم ...
وصل الى منزل خالد...
رحب به خالد بحراره يعلم عادل ما تخفيه من نفاق..
تظاهر عادل بحرارة اللقاء..
دخلو الى المجلس.. كانت مجموعة من الشباب "تتسدح" مقابل التلفاز يتابعون برنامجا "ثقافيا"..
ومجموعة أخرى انغمسو في جو البلوت..
كان أحمد من بين ربع البلوت ..
سلم عليهم عادل بصوت عال..
التفت اليه كل من في المجلس..
البعض تفاجاء بحظوره..
البعض رحبو فيه بحرارة مصطنعه..
والبقيه سلمو من بعيد وكأن حظوره لم يرق لهم..
ومن بينهم كان أحمد.. جالسا في مكانه ..
دون حتى أن يرد السلام ...
وقف عادل فوق رأسه..
عادل: ما ودك تسلم يبو الشباب..
رفع أحمد رأسه .. نظر الى عادل..
ابتسم بسخريه وقال..
أحمد: اهلين عادل.. هلا بوجه الخير...
أطلق ضحكة قصيره ساخره ...
احرقت هذه الضحكة قلب عادل...
جلس الجميع ..
أخذ بعضهم يسأل عادل عن أخباره..
تجاذبو أطراف الحديث..
تناولو بعض ذكريات الماضي...
شربو الشاي ...
عاد بعضهم الى البرنامج الثقافي ..
عاد اصحاب البلوت الى لعبتهم ...
تظاهر أحمد بإنشغاله باللعب..
علت وجه ابتسامة محتقنه بالمراره...
واستقلت سيجارة طرف شفتيه..
كان عادل يراقب أحمد..
يرى ما وصل إليه من حال..
حز ذلك في نفسه..
قاطعه صوت خالد..
خالد: ايوه عادل.. تقول لي .. وش أخبارك ..
عادل: هاه .. والله نحمد الله..
كان عادل منشغلا بمراقبة أحمد..
كان يتحرى الفرصة لمحادثته ...
حاول ان يجامل خالد ..
احس خالد بإنشغال عادل..
خالد: اجل أنت جاي علشان أحمد؟...
عادل: كيف !!..
خالد: انت جاي علشان أحمد.. صح؟؟
عادل: ....
خالد: وش سالفتكم؟؟...
عادل: لا أبد.. خلاف بسيط وإان شاء الله بنحله..
أحس خالد بعدم ودية عادل..
سحب نفسه .. وانجر لمتابعة التلفاز..
بقي عادل يراقب أحمد..
نظر الى ساعته ...
مر الوقت بطيئا..
تجاهل أحمد وجود عادل..
انتهت لعبتهم .. هزم أحمد...
نهض أحمد بسخط .. نظر إلى عادل .. أخذ نفسا عميقا..
هم بمحادثة عادل .. ولكنه غير رأيه .. جلس أمام التلفاز ..
نهض عادل...
عادل: أحمد.. بالله بغيتك بكلمة راس ..
أدار أحمد رأسه الى عادل ببطء..
أحمد: وش بغيت ...؟
عادل: ابيك بسالفه..
أحمد: قل وش عندك .. ما بيني وبين الشباب شي...
عادل: أحمد.. ابيك بموضوع خاص..
نظر أحمد الى عادل..
نظر الى الشباب.. اطلق زفرة ساخنه وقال..
أحمد: معليش شباب.. شوي وراجع ...
نهض كل من عادل وأحمد..
خرجا الى الشارع ...
وقفا أمام سيارة عادل..
أحمد: يالله قل .. وش عندك ؟؟...
عادل: أحمد ليه ؟!..
أخرج أحمد سيجارة من جيبه .. هم بإشعالها..
عادل: مو انت بطلت من زمان .!!
رفع أحمد عينيه .. نظر إلى عادل بحده..
أحمد: أبطل وأرجع بكيفي ...
عادل: أحمد أنت..
أحمد: مهوب انت اللي تعلمني وش أسوي...
عادل: .....
أحمد: وش عندك .. قل ..
عادل: ابيك بمشوار..
أحمد: ايش!!..
عادل: علشان حق العشره .. تعال معي.. خل نطلع سوا..
أحمد: .....
عادل: عطني وجه .. لو بس الليله ...
استغرب أحمد من تصرف عادل .. لماذا يذل نفسه بالحظور الى هنا..
لماذا يكسر كرامته بكلامه معه ..
عادل: ارجوك.. تعال معي..
أطلق أحمد زفرة قصيره.. اطفاء سيجارته..
أحمد: اوكي.. دقيقه بستاذن من الشباب..
خرج الإثنان.. دار بينهما حوار حول دراسة أحمد..
حول أحوال المؤسسه..
كان أحمد يتهرب من حصار عادل..
في داخله كان يعلم بسوء سلوكه...
كان يعرف سعي عادل الى مصلحته...
ولكنه كان يجنح ...
كان ينكر ..
كان يعاند نفسه ...
يحاول ان يبعد عادل عن حياته..
وصل الاثنان الى مكان ليس بالغريب ..
نظر عادل الى ساعته...
كانت تشير الى التاسعه..
أحمد: وش جابك هنا !!
نظر عادل الى أحمد..
عادل: ليه ؟..وش فيه هالمكان ؟؟..
أدار أحمد عينيه .. نظر الى ذلك الرصيف .. كان ذلك المكان الذي تتمشى به ريم..
أحمد: عادل.. امش .. تحرك .. لا تجلسنا هنا ..
عادل: ليه ... مو انت تحبها ؟؟...
التفت أحمد الى عادل في حده وصرخ..
أحمد: كنت... كنت أحبها..
ظهرت في تلك اللحظه ريم من زاوية الشارع يدفع مقعدها سائق أجنبي...
كانت بكامل بريقها..
كانت مثل ماكانت دائما ...
زهرة ربيع جميله... تلفت الانظار.. بما في ذلك أنظار أحمد.. وقلبه..
عادل: كنت !! متأكد؟؟...
أحمد: ....
عادل: يا أحمد لا تكذب على نفسك...
صرف أحمد أنظاره عن ريم.. أنزل رأسه..
أحمد: ليه يا عادل.. ليه كذا .. حرام عليك .. والله حرام عليك..
عادل: ليه حرام علي .. الا حرام عليك .. حرام عليكم .. حرام تنتهون .. والله حرام تنتهون..
أحمد: ....
عادل: أحمد تحبها ولا لا؟؟؟
أحمد: وش يفيدك جوابي..
باسند رأسه الى المقعد ..
أحمد: كل شي إنتهى.. حبيتها او ما حبيتها .. ما راح أقدر أوصلها..
عادل: ليه ما تقدر توصل لها ؟!.. هذي هي قدامك.. انزل وكلمها..
أحمد: اكلمها !! أكلم وحده ما تطيقني !!...
عادل: أعتذر.. جرب أعتذر.. وش بتخسر ..!!
أحمد: أخسر كرامتي.. أخسر عزة نفسي ...
نظر عادل الى أحمد بحده ..
عادل: وانت شايف حالك مع شلة المصلحه فيه عزة نفس !!
أحمد: ....
عادل: اللي يحب لازم يضحي..
أحمد: ....
عادل: يضحي حتى بكرامته ... في سبيل انه ما يخسر اللي يحب ...
أحمد: ....
عادل: مابين المحبين عزة نفس...
أحمد: اعتذر !!..
عادل: ايه أعتذر .. وتذلل بعد .. خطاك كان كبير .. وأعتذارك لازم يكون أكبر...
أحمد: ....
عادل: أحمد.. انت جرب .. طعني وجرب .. وش بتخسر ...
قالها وابتسم بخفه..
نظر اليه أحمد ..
أحمد: ....
عادل: يالله عاد .. هذي فرصتك .. لا تضيعها ..
أحمد: طيب .. بجرب ..
عادل: يالله نزلنا ..
نزل الاثنان ..توجها بخطى واثقه خلف ريم ...
أحمد: طيب وهالعله السواق وش دبرته ..
عادل: ما عليك .. أنا بلقا له صرفه ...
سارا خلف ريم وسائقها...
وعادل يبحث عن فرصة لأحمد..
توقف أحمد..
أحمد: يبن الحلال .. هالسواق نشبه مالنا أمل..
أمسك عادل بيد أحمد وجره ..
عادل: تعال وما عليك .. والله لو أخطفه يا شيخ .. امش بس...
ابتسم أحمد بسخريه .. طاوع عادل واكملا السير..
انتظر عادل لحظة مناسبه..
انتظر مكانا خاليا من الناس..
وصلو الى مكان شبه مظلم.. هادئ ..ولم يكن به أحد...
عادل: وشي سيارتهم ؟؟
أحمد: ايش!!
عادل: اخلص بسرعه قبل لا يجي أحد.. وش سيارتهم..
أحمد: اااااااا .. الظاهر فان ..
عادل: اوكيك..استنا شوي..
أحمد: تعال !! وش بتسوي !!
خلع عادل غترته امسكها بيده .. رفع طرف ثوبه .. نظر الى أحمد وابتسم بخبث..
عادل: اصبر وشف ..
دفع عادل أحمد وطلب منه أن يقف في زاوية مظلمه..
ركض جهة السائق بسرعه وصرخ..
عادل: صدييييق صدييييييييييق...
السائق: !!! ايس في !!!..
وقف عادل عند السائق.. ركع ومثل دور أخذ الأنفاس ببراعه..
عادل: صديق .. انتا فيه سياره فان ؟؟
السائق : ايوه .. !! ايس في!!..
رفع عادل نظره الى السائق بعينين يملأهما الذهول ..
عادل: بسرعه بسرعه ..
السائق: !!! ايس في !!! ...
جر عادل السائق من يده ..
عادل: بسرعه .. هذا سياره ولع نار ...
السائق: ايس !!!!!
عادل: نار نار .. فاير فاير.. سياره ولع .. يالله بسرعه..
احتار السائق في أمره .. ماذا يجب أن يفعل !!!
نظر الى ريم في حيره ..
جره عادل من يده مصرا على خطورة الموقف..
انساق السائق مع عادل مذهولا وهو يتطلع الى ريم..
راقبت ريم الموقف في ذهول .. ودون ان تتكلم ..
ركض عادل وهو يشير الى السائق أن يتبعه..
وقف السائق للحظه..
نظر الى ريم..
السائق: ماما ريم .. سويه انا يجي..
وركض مسرعا خلف عادل...
مر عادل بجانب أحمد..
عادل: شف شغلك...
أحمد: خبل ..
ابتسم أحمد..
أحمد: والله انك خبل..
تجاوز السائق أحمد دون أن ينتبه له..
جلست ريم في ذلك الظلام..
تسألت في نفسها اين ذهب الناس..
شعرت بوحشه...
شاهدت شيئا يتحرك في تلك الزاويه..
خافت..
ريم: مين هناك ؟؟
خرج أحمد من الزاويه .. وتحرك بخطى بطيئه تجاه ريم..
كان الظلام يمنع ريم من تحديد معالم وجهه..
ريم: من انت ؟؟ وش تبي ؟؟
لم يجب أحمد .. وأكمل خطواته بهدوء..
خيم الرعب على قلب ريم..
وصل اليها أحمد.. وهي عاجزة عن تمييز ملامحه..
أدار كرسيها ودفعه..
ريم: هيه أنت !! وش تسوي.. والله لأزاعق وألم عليك الناس..
أحمد: تبين ازاعق معك ؟...
صعق ريم ذلك الصوت .. عرفته .. خفق قلبها بشده..
ارادت أن تتأكد من صاحبه..
توقف أحمد ..
لم تلتفت ريم اليه..
كان جزء منها يخاف ان يكون هو صاحب الصوت..
رغم ان قلبها تمنى ذلك...
جلس أحمد بجانبها..
نظر اليها..
لم تحرك نظرها اليه..
امعن في النظر الى عينيها...
تاه في بحرهما...
امسك بيدها ...
تسارعت خفقات قلبها...
أحمد: ريم... ارجوك ..
ريم: ....
أحمد: أرجوك تسامحيني...
ريم: ....
أحمد: ياريم والله مقدر أعيش بدونك..
ريم: ....
أحمد: والله ياريم لو تبين عمري ثمن .. وتسامحيني خذيه...
ساد صمت رهيب على المكان..
تطلع فيه أحمد الى عيني ريم برجاء...
ولكنها رفضت حتى النظر اليه..
أحمد: ارجوك تكلمي... قولي أي شي ...
ريم : ....
أحمد: ريم .. تكفين.. علميني كيف ارضيك....
ريم : ....
أحمد: طيب فولي..
سكت للحظه...
ترك
د ريم...
أحمد: قولي أكرهك ... ولك مني وعد ما عاد أزعجك...
ريم : ....
يسالت من عين أحمد دمعة قهر...
زاد كرهه لنفسه..
جن جنونه من صمت ريم..
وقف بجانب ريم..
مسح تلك الدمعه...
أحمد: انا ادري يا ريم ان خطاي ما ينغفر.. وأدري كيف صعب عليك تسامحيني..
ريم: ....
أحمد: عموما .. انا اسف اللي أزعجتك.. وأوعدك ما راح أضايقك بعد كذا..
انزلت ريم رأسها..
نظرت الى الأرض..
أحمد: أنا من قلب أسف.. وصدقيني لو كان فيه شي اقدر اعوضك فيه ما تأخرت..
ريم: ....
أحمد: فمان الله...
نظر أحمد الى ريم نظرة الوداع..
أغمض عينيه..
وأنصرف..
ريم: أحبك..
توقف أحمد..
لم يستوعب ما سمع...
التفت الى ريم بسرعه..
أحمد: أيش !!
رفعت ريم نظرها الى أحمد..
خالط بريق عينيها دموع عذبه...
قفز أحمد الى جانبها..
أحمد: وش قلتي !!..
ابتسمت ريم بسعاده خالطت دموع الفرح..
ريم: أحمد... أحبك...
لم يصدق أحمد أحمد ما يسمع..
أمسك بيديها..
نظر اليها بدهشة..
أحمد: يعني مسامحتني...
هزت رأسها بالإيجاب وهي تنظر اليه...
تجمد أحمد لبرهه..
أمسك بيديها.. قبلهما .. نظر اليها..
نظرت اليه ..
بكت..
نخالطت دموع فرحهما..
أحمد: أسف... والله أسف يا ريم..
ريم: لا تعتذر يا أحمد.. ما بيدك شي.. كله مقدر ومكتوب..
نظرا الى عيني بعض..
ضاعا هناك..
ريم : أحبك...
أحمد: اهواك...
قاطعهما صوت خطى تقترب من المكان..
شاهد أحمد السائق مقبلا من بعيد..
وقف... ونظر ال ريم..
أحمد: لازم أروح هالحين..
ريم: ....
أحمد: بكلمك الليله ان شاء الله.. اوكي؟
ابتسمت ريم..
ريم: استناك..
ابتسم اليها أحمد.. وانصرف..
ريم: أحبك..
وقف ونظر اليها مبتسما..
أحمد: أموت فيك...
وانصرف احمد..
كان سعيدا..
يمشي بخطى سريعه..
رغب في أن يركض...
بل أن يطير...
وصل الى السياره...
ركب في السياره..
نظر الى عادل اللذي كان ينظر الى الأمام..
أحمد: عادل... والله مدري وشلون اشكرك.. مدري وشـ.. ((التفت اليه عادل وتوقف أحمد عن الكلام فجأه))
كانت هناك هالة سوداء تحيط بعين عادل اليسرا..
حاول أحمد كتم ضحكته..
أحمد: وش جاك يالخبل ...!!!
نظر اليه عادل بسخط..
أحمد: وش صاير !!..
عادل: ابد يا سيدي... سواقهم يلعب سبع انواع فنون قتال..
ضحك أحمد...
عادل: على قولة أبو نوره.. لعيون ساره تشرق الشمس وتغيب..
زاد ضحك أحمد.. وضحك عادل بخفه..
عادل: الله يستر بس لا تغيب على طول ...
قالها بمرح .. وانطلق بالسياره..
************************مضى شهران منذ ذلك الوقت...
شهران من الأحلام..
شهران رسم فيه عقل أحمد لوحة حياتهما المقبله..
وزخرفتها مخيلة ريم..
اتفقا على كل شي..
سبحا في بحر الأمل..
واتفقا على أني يتقدم أحمد لأهلها في عطلة الصيف..
وصلت عطلة الصيف..
وحان الوقت ليخبر أحمد أهله عزمه على الزواج..
كان أحمد ينتظر الفرصة المناسبه لمفاتحة أهله..
استيقض أحمد في صباح أحد الأيام شاعرا بنشاط غير معتاد..
بداء يومه بسعادة غريبه...
وصل الى المؤسسه..وباشر عمله..
انتهى من العمل مبكرا اليوم..
عاد الى المنزل.. فكر بتناول الغداء..
ولكنه قرر ان يتناوله مع اهله عند عودة والده...
عاد الأب الى المنز فرحا..ونادى بصوت عال..
أبو أحمد: أم أحمد.. أحمد..
هرعت الأم اليه ..
أم أحمد: سم يبو أحمد.. خير وش فيه؟؟؟
كانت معالم السعادة تعلو وجهه..
أبو أحمد: وين أحمد؟؟
أم أحمد: في حجرته..
كان أحمد قد سمع نداء والده فنزل..
أحمد: سم يبه .. وش فيه؟؟
ابتسم أبو أحمد.. وقال..
أبو أحمد: ابشركم... المناقصه رست علينا .. وبنستلم المشروع..
كان هذا المشروع يهم مؤسسة أبي أحمد كثيرا..
لذلك لم تسعه الدنيا من الفرحه..
قبل أحمد رأس والده وبارك له...
فرح الجميع وحمدو الله على ذلك..
تناولو طعام الغداء...
جلسو لشرب الشاي...
رأى أحمد أن الوقت مناسب.. وأراد أن يستغل الفرصه...
انتظر حتى فرغ والده من قراءة صحف اليوم..
أحمد: يمه .. يبه .. عندي موضوع ودي افاتحكم فيه..
نظر اليه والداه..
أبو أحمد: قل يا ولدي .. وش عندك..
أحمد: أنتم عارفين طبعا انه ولله الحمد ما بقي لي الا سنه وأتخرج ان شاء الله..
أم أحمد: ايوه...
أحمد: وخلال الوقت الحالي وبفضل الله ثم ابوي انا استلم دخل شهري محترم من المؤسسه..
أبو أحمد: ....
أم أحمد: ....
نظر إليهم أحمد.. ثم أردف قائلا..
أحمد: والله يا أنا ما أعرف أقدم للأمور.. بصراحه أنا قررت أتزوج..
نظر الوالدان الى بعضهما في دهشه.. ثم ابتسما في ابتهاج..
أبو أحمد: ياوالله هذي الساعه المباركه ياولدي..
ابتسم أحمد..
أم أحمد: خلاص يا ولدي .. من اليوم ببدا انا وخالاتك((مجلس الاداره)) ندور لك ...
أحمد: لالالا يمه.. لا تدورين ولا شي.. البنت وموجوده.. والباقي بس موافقتكم..
تطلع الوالدان الى أحمد في استغراب..
أبو أحمد: البنت موجوده !!
أم أحمد: من أنت حاطن عينك عليه يا وليدي؟؟؟..
أحمد: انا ابي اخذ ريم بنت ابو يوسف.. (( يوسف هو أخو ريم الكبير))..
أبو أحمد: ايش !!! ابو يوسف !!..
أم أحمد: من ابو يوسف ؟!..
أبو أحمد: انا اقول لك من ابو يوسف .. ابو يوسف هذا اللي مرمطنا في المحاكم يوم يصدم ولدك اهله قبل سنتين..
أحمد: بس يبه انـ...
أبو أحمد: بلا بس بلا ما بس .. قلو بنات الناس !! ما بقي أحد غير ذي !!
أم أحمد: وبعدين البنت معاقة ياولدي.. وش حادك عليها وانت ألف من تتمناك..
أحمد: أول شي محد حدني .. ثاني شي ألف من تتمنى قروشنا مو يتمنوني..
أم أحمد: ....
أبو أحمد: ايه صح .. وشلون بتاخذ بنتهم وهي معاقه !!!
أحمد: الإعاقه مو عيب ولا نقص يبه ... وبعدين الأمل بالله موجود...
أم أحمد: وش حادك على الهم يا وليدي !!!..
أحمد: يا يمه أنا أحبها..
أم أحمد: ايييييييش !!!
أحمد: انا متعرف على البنت لي سنه ..حبيتها وحبتني... وعزمنا نتزوج..
أم أحمد: ....
أبو أحمد: ياولدي أعقل وخل عنك خرابيط هالمسلسلات.. البنت مهيب من مستواك الاجتماعي..
وش يقولون عنا الناس بكره !!!
أحمد: يا يبه اللي يسمع كلام الناس يتعب ...
أم أحمد: يا وليدي .. ورا ماتاخذ وحده من بنات خالاتك.. ترا ما ينقصهم شي..
أبو أحمد: ولا عندك بنت عمك حمد .. ألف من يتمناها.. وترا البنت لولد عمها ...
أحمد: وش البنت لولد عمها يبه .. هالكلام خلاص ولى وراح.. حرام عليكم تغصبون بنت الناس ..
أبو أحمد: هذي أسمها عادات وتقاليد وأعراف.. ما راحت ومهيب رايحه..
أم أحمد: والله بنت عمك هي انسب شي لك ..
أحمد: !!! هالحين من اللي بيعرس !! انا ولا أنتم !؟..
أم أحمد: .....
أبو أحمد: انت اللي بتعرس بس حنا اللي بنناسب ياولدي.. وقلت لك هالبنت مهيب من مستواك..
أحمد: يا يبه أنــ...
أبو أحمد: اقول عاد.. خل عني خرابيطك .. عرس على بنت ابو يوسف مافيه..
أحمد: بس يا يبه أنا أحب البنت..
أبو أحمد: والله ما دمر راسك الا هالافلام .. رجال طول بعرض وتقولي أحب !!
أم أحمد: خل عنك أحلام المراهقه يا ولدي...
أحمد: هالحين لكم سنين صاجيني اعرس اعرس .. يوم قررت اعرس بتقفلونها بوجهي..!!
أم أحمد: ....
أبو أحمد: اسمع يا أحمد.. علمن ياصلك ويتعداك .. عرس على هالبنت مافيه..
وان خذتها تراك منت ولدي ولا أعرفك..
نهض الأب من مكانه غاضبا وصعد إلى غرفته ..
نظرت أم أحمد إلى الأرض..
اطلق احمد ضحكة ساخره .. ونهض ليخرج من المنزل..
خرج أحمد من المنزل...
ضاقت به الدنيا (( يا كثر ما تضيق به المسيكين .. والله يا انا متسلط عليه))...
فكر وفكر وفكر...
هام على وجهه حتى حل المساء...
اتصل بعادل..
ذهب الى منزله.. وشرح له الوضع ...
عادل: طيب يالذيب.. وش بتسوي هالحين ؟؟؟
أحمد: والله مدري .. يا عادل انت أكثر واحد عارف وش كثر ابي ريم..
عادل: ....
أحمد: والله أحبها يا عادل..
عادل: أدري.. والله أدري يا أحمد..
أحمد: طيب والحل؟!..
عادل: والله مدري يا أحمد.. بس أهلك ما تركو لك مجال..
أحمد: يعني وشلون !!
عادل: يعني مالك الا انك تختار.. ياريم يا أهلك..
كان الأختيار صعبا..
خيارين احلاهما مر..
خرج أحمد من بيت عادل...
فكر وفكر وفكر...
بعد كل ما مر به .. يستحيل ان يختار فراق ريم..
وجاء في ذهنه أن أهله لن يطول غضبهم .. وستعود المياه لمجاريها بعد مده..
لذلك قرر..
قرر الزواج من ريم .. وتحمل النتائج..
عاد إلى المنزل .. واتصل بريم..
ريم : اهلين أحمد..
أحمد: هلا قلبي..
ريم: هاه حبيبي.. وش أخبارك اليوم ؟؟..
أحمد: ....
ريم: وش فيك أحمد؟؟..
أحمد: ريم ... أنا فاتحت أهلي بالموضوع اليوم....
ريم: والله !!! .. طيب هاه وش صار..
أحمد: ... والله مدري وش اقول لك ...
انقبض قلب ريم...
ريم: ليه .. وش صار ؟؟
أحمد: ....
ريم: تكلم يا أحمد ارجوك..
أحمد: ياريم اهلي رفضو..
ساد الصمت على المكالمه...
أردف احمد...
أحمد: ريم..
ريم: نعم..
أحمد: ريم أنا قررت أتقدم لك واللي يصير يصير...
ريم: لا...
أحمد: ايش !!
ريم: لا يا أحمد ...
أحمد: ...
ريم: اذا اهلك رافضيني خلاص..
أحمد: وشلون يعني خلاص..!!!
سالت الدموع من عيني ريم...
ريم: يعني خلاص يا أحمد.. كل واحد مننا بطريق..
أحمد: حرام عليك ياريم !!! انتي عارفه كيف أحبك ..
ريم: ....
أحمد: ياريم أهلي بيزعلون صح .. بس اخرتهم بيرضون ..
ريم: وممكن ما يرضون..
أحمد: ساعتها لكل حادث حديث..
ريم: أحمد مستحيل أسمح بالمشاكل بينك وبين أهلك.. وبعدين انا مابي افرض نفسي على أحد..
أحمد: ياريم انا اللي مستحيل أعيشك بدونك..!!!
لملمت ريم دموعها.. واستعادت كبريائها..
ريم: لا يا أحمد.. بتعيش.. بتحزن شوي وتنسى ..
أحمد: ريم حرام عليك .. (( قالها وبكى))..
ريم: معليش يا أحمد.. بس سامحني..
أحمد: ....
ريم: فمان الله.. (( قالتها وأقفلت الخط))..
أقفلت ريم خط الهاتف وارتمت تحتضن وسادتها وتبكي..
تبكي بحرقه..
تبكي بمراره..
حاول أحمد الأتصال بها..
حاول وحاول وحاول..
دون فائدة..
مضى أسبوع على هذا الحال..
قرر الذهاب الى حيث كانت تتمشى..
ذهب إلى هناك ..
وصل في التاسعة تماما..
وقف ينتظر حضورها ...
طال الإنتظار..
مرت ساعات .. ولكنها لم تأتي...
بقي على هذه الحال شهرا كاملا..
يحظر كل يوم الى ذلك المكان ..
يصحبه عادل أحيانا..
ولكن اين ريم...
لا أثر لها..
بداء يتمشى في ذلك المكان كل يوم .. ينظر الى زواياه ...
يتذكر مواقفه معها..
حين رأها أول مره .. حين كلمها لأول مره .. حين أعتذر لها..
مشى ومشى ومشى...
لأيام ظل يتردد على المكان ويمشي..
الى أن جاء ذلك اليوم...
كان يمشي هناك..
ولكنه توقف..
ينظر الى الأرض..
سالت من عينه دمعه.. تردد صدى وقوعها على الأرض..
نظر الى السماء..
أغمض عينيه ..
حاول أن لا يبكي..ولكنه بكى ..
جلس على الرصيف ..
يبكي ..
وسط تعجب الماره..
بكى وبكى وبكى..
فقد أدرك ان الأمر انتهى..
أدرك أخيرا أن ريم لن تعود...
*********************************
بعد نجاح أحمد في تخطي أقسى التحديات من خلال حبه لريم..
بعد سباحته ضد اصعب تيارات الحياة ليصل إليها..
فشل في معاكسة اتجاه تيار "العادات والتقاليد"..
مضى الأن ستة أشهر ..
حال أحمد أصبحا مثيرا للشفقه..
كان يسمع تهامس أهله..
(( ايه هذي بنت ابو يوسف أكيد ساحرته ))...
(( اكيد ريم هي اللي مشيشته علينا ))...
(( مسيكين يا وليدي لعبت عليك هالبنت))...
كان كلامهم يحرق قلبه..
لم يحاول الدفاع عنها..
لأن ذلك سيكون عبثا..
فلقد ذهبت ..
ذهبت ريم..
ولن تعود..
جرف ذلك التيار أحمد بعيدا...
رمى به في شاطئ "الأعراف"..
تزوج أحمد بعد فترة من ابنة عمه اللتي وافقت جبرا..((لم تكن موافقتها ذات أهميه))..
رزق منها بصبي..
لم يكمل الصبي عامه الثاني حتى شهد انفصال والديه..
أحمد الأن منشغل بتربية إبنه...
لا تزال ريم في بيت أهلها رافضة كل من تقدم لها وسط تسألات الأهل عن السبب...
هاجر عادل الى الخارج .. تزوج وعاش هناك..
((( في الأخير كل النهايات الفراق.. ما فيه فرص.. ما فيه نهايات بلقا الا فخيالات القصص...))).
"تمت بحمد الله"
|