المنتدى :
القصص المكتمله
حسرة رجل شرقي بقلم بسمة الدندشي
بسم الله الرحمن الرحيم
حسرة رجل شرقي بقلم بسمة الدندشي
يتمدد على كنبة في غرفة الجلوس ...يمسك بيده جهاز التحكم يقلب
بقنوات التلفاز قناة تلو الاخرى....يتوقف عند حدى القنوات ...ويسرح في
مطربة جميلة تؤدي غنائها بخصرها وملابسها الفاضحة حتى لا ينتبه
المشاهد لقباحة صوتها أدائها...تلمع عيناه ويتمطط, ثم ينظر إليها وهي
على الكرسي القريب منه ترتي ثياب أولادهم القديمة الرثة.
يلفت نظره قميص النوم القديم الذي تلبسه ووجهها الخالي من المساحيق
إلا من كحل رخيص لطخ عينيها ثم نزل ببصره إلى أصابع يديها الجافة
وأظافرها القصيرة الخالية من الطلاء....
هز رأسه بتأسف يشاركه نفور مكبوت ...ثم أرتد للتلفاز يقلب لقناة أخرى.
توقف عند مطربة أخرى ..وأخرى...وأخرى...شرد نظره وقلبه حسرة على
حظه المعتر ...ونصيبه السئ من الدنيا ..استيقظ من شروده على نبرة
صوتها المكسورة ...تناديه ...أبا محمد... أبا محمد...نظر إليها ثم اعتدل بجلسته
وقال لها بصوت متهكم:نعم ...خير إنشا الله...
أجابته :وهي تحاول رسم بسمة حزينة ...أكسبها التردد والإنكسار صفرة
واضحة:ثوبي الذي أخرج به...ثم سكتت.
سألها بصوت كأنه صوت ضابط في ثكنة عسكرية:مابه ثوبك....مابه ثوبك؟
أجابته بصوت خافت:أبا محمد لقد اهترأ وووتمزق .أحتاج لاخر
نطقت هذه الجملة بسرعة ...وكأنها لقمة علقت بحلقها وكادت ان تقضي
عليها.
انتفض بجنون وقف على قدميه يصرخ ويلوح جهاز التحكم بوجهها.
انطلقت الكلمات من فمه كأنها قنابل ....صرخ:إهترا....إهترا ..والله ؟
تريدين اخر ...لما؟لماااااااااااااااااا.أتعتقدين أنك تستحقين الحصول على اخر؟
ومن أين لي المال؟؟؟؟من أين لي...ديوني فاقت قدرتي....تريدين فستان اخر
لما أتظنين نفسك هيفاء وهبي ؟؟؟لالا نانسي ؟؟؟كلا ربما تظنين أنك أليسا.
أنظري لنفسك لقميص نومك لكحلك الرخيص.
أوقع جهاز التحكم بجانبها ثم توجه لغرفته لينام وهو يردد عبارات التذمر التي
لم تعد تستطيع إستيعابها ...واغرورقت عيناها بالدموع.
نهضت تلملم الملابس المهترئة وعلبة الخياطة ..وهي تخاطب نفسها ..
ودموعها السوداء تلطخ الملابس التي بيدها ..
هيفاء ...نانسي ...ومن أين لي أن ألبس مثلهن....اأيعيب كحلي ؟كحلي
ناسيا كيف كنت أتوسله وأنا أطلب منه ثمنه لأعطيه للبائع المتجول الواقف
بالباب ينتظر....لقد إشتريته له ...لأضعه له...
أشهجت بالبكاء وبصوت خافت ...أخذت جهاز التحكم وأغلقت التلفاز...اطفأت
نور الغرفة ...إتجهت للباب تردد هيفا ...والله إشتريته له ...قلم الكحل ...
إشتريته له.
|