كاتب الموضوع :
saudisaudi
المنتدى :
الارشيف
عبدالله: ألا تعلم أن هؤلاء نفذوا، وينفذون مخططات معينة لخدمة مصالح القوى الكبرى عبر بعض أشخاص معينين.
محمد: لم أفهم يا عبدالله..
عبدالله: الموضوع معقد ومتشابك، تتحكم فيه قوى خارجية وداخلية متصارعة...... لقد اصبح الكل يبحث عن المصلحة الشخصية، فاستطاعت تلك القوى الظلامية، استغلالهم، والأدهى من ذلك ظهور الإنبطاحيون الجدد.
محمد: ها.... ها.... ها... الإنبطاحيون الجدد..... ما هذا أيضاً؟..
عبدالله: قد يكون هؤلاء الإرهابيون مكشوفين وواضحين للمجتمع، ويـرى الناس الخراب الـذي يقومـون بـه... أما الإنبطاحيون الجدد فخطرهم كبير على المجتمع وتأثيرهم مدمر.
محمد: ومن هم هؤلاء الإنبطاحيون الجدد؟
عبدالله: هؤلاء.. هم خليط من مناضلين قدامى، اعتنقوا الفـكر الثـوري في مرحـلة من المراحل ومنهم ليبراليون ومتدينون. هؤلاء تعبوا من النضال، وسئموا السجن والمنفى، ولم يجدوا اي تقدير من المجتمع لنضالهم، فقرروا تغيير استراتيجيتهم إلى تقنية الإنبطاح الإستراتيجي، لتأمين أكبر قدر من المنافع الشخصية.
محمد: ولماذا قرنت الإنبطاح بكلمة استراتيجي؟..
عبدالله: ها.... ها..... يجب أن أحشر هذه المصطلحات في كلامي، حتى يقبلني من يسموا أنفسهم مثقفين في شريحتهم .... أم تريد أن يفهم كلامي الأشخاص غير المثقفين من أمثالك.
المشكلة أن هؤلاء لهم تاريخ من النضال، ومعظمهم من المثقفين الذين يملكون سلطان الخطاب والحرف، ومع انحرافهم إلى التـيار الخاطئ من أجـل مصالحهم الشخصية، استطاعوا خداع طبقة عريضة من المجتمع، وساعدهم على ذلك تاريخهم النضالي الذي تخلوا عنه، ودعم وموارد أصحاب القرار.
محمد: هـل علمـت أننا لم نوَفـّق في الحصول على مشروع رصف الطرق والجسر ولا مشروع الأجهزة الطبية ولا مشروع التشغيل.
عبدالله: لم أكن متفائلاً منذ البداية، لأنني أعلم أن المشاريع الضخمة كهذه المشاريع، لها ترتيب وكيفية خاصة، تنظم الشركات التي تقوم بتنفيذها.
محمد: ولكننا وفّرنا جميع الدراسات اللازمة، والدعم الفني والأسعار المناسبة.
عبدالله: ولكنك لم توفر الدعم اللوجستي..
محمد: ما شاء الله... أصبحت من المثقفين يا عبدالله.... وما هـو الـدعم اللوجستي يـا أيها المثقف والحقوقي والناشط
الإجتماعي وإلى آخره من هذه الأسماء الرنانة.
عبدالله: وأنت مصدق... هذه ألقاب من هبّ ودَبْ.. فكل فاشل لا يستطيع أن يحصل على شهادة عليا محترمة، ما عليه إلا أن يحصل على شهادة بالمراسلة عن كيفة عمل السلطة والشوربة، أو يأخذ له دورة يومين، وبعدها يصبح مدرب وحقوقي وناقد وإعلامي، ويصف بعد اسمه دورات اليومين التي أخذها، والعضويات التي يستطيع أي شخص الإنتساب إليها باشتراك مالي سنوي..... ومساكين الناس طيبين.
محمد: أنا آسـف، فتحت على نفسي بـاب، ونسيت الموضوع الأهم.... ما هو الدعم اللوجستي؟
عبدالله: الدعم اللوجستي ينقسم إلى قسمين: دعم مشارك كلي ودعم مشارك جزئي..... الدعم المشارك الكلي: وهو أن يقوم مسؤول في مؤسسة حكومية بإرساء المشروع على شخص كواجهة للمشروع، حيث يحصل ذلك الشخص على حصة من المشروع، والجزء الأكبر يذهب للدعم اللوجستي.... وأما الدعم المشارك الجزئي، فيتم عبر تهيئة الأجواء لإرساء المشروع على شركة معينة، على أن يتم دعم الدعم اللوجستي – أولاً - بمبلغ معين.
كما أن هناك الدعم التقني لصناديق الإفطار الصباحية، وصناديق فواتير الكهرباء للموظفين الصغار، لمساعدتهم على القيام بواجباتهم الوظيفية على أكمل وجه، وفي الوقت المناسب - وهم في حالة نفسية ممتازة - لمقدمي الدعم التقني فقط.
محمد: ولماذا لا توضع الآليات لمحاربة هذه الظاهرة، ما دام الفساد المالي والإداري واضح في جميع هذه المؤسسات والدوائر؟ - وحتى نراه في الدوائر ذات الأنظمة الصارمة .
عبدالله: المشكلة أنه لا يوجد إرادة لذلك لأن الدعم اللوجستي مدعوم لوجستياً أيضاً...... هل سمعت عن مدير عام أو وكيل وزارة أو وزير، حوكم ووضع في السجن بتهمة الفساد........... نحن لا نتمنى ذلك، ولكن سمعنا عن ممارسات اختلاس ورشاوى لأشخاص، ولم يتم تنحيتهم عن مناصبهم إلا بعد مرور سنين طويلة، وقد يكونوا رقّوا إلى مناصب أخرى، وما نسمعه بين الحين والآخرى ليس إلا معاقبة بعض الموظفين الصغار، اللذين تصرفوا من دون دعم لوجستي.
|