المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
جريمة في مصعد جامعة.
يومٌ من أيامِ الصيفِ الرتيبة. الصمتُ يخيمُ على المكانِ، قبل أسبوع كان آخرَ عهد ممرات الجامعة بزحامِ الطالبات رحلوا جميعا؛ كم أفتقد تلك الأجواء التي تعج بالنشاط، والحياة رغم ضغوط العمل، ومشاكله. لم يبق إلا عدد قليل من الموظفات، لا عمل - نؤديه- لكن النظام يلزمنا ذلك. منتدى ليلاس الثقافي
عزمت على أخذ جولة في تلك الممرات الطويلة اتريض وأخلو بنفسي. بدأت جولتي -مستعينة بالله- و حثثت الخطى في خط مستقيم، مررت أمام المصعد الكهربائي،عاملة آسيوية تقف بالقرب منه تحدق بي بنظرات تغرق بظلام المكر.هدوء المكان ووجه أشعرني بصمت المقابر،نظرت أليها من زاوية عيني و أنا أتجاوزها،مازالت مسمرة في مكانها كجندي(انجليزي) يؤدي عمله،أخذت منعطف الممر الثاني ولمحت تلك العاملة تنظر للطرف الآخر بالتفاتة مريبة وتدخل إلى المصعد مسرعة؛خفق قلبي بشدة -شعرت أنه هوى في قعر سحيق- وعاود النبض بعنف،و اضطراب -لمشهد مريب-دفعني القلق،والفضول لأهرول خلفها،توقفت أمام المصعد مترددة أأدخل أم أعود أدراجي؟لأطلب من أحد ما الذهاب معي في إثر العاملة.قررت الذهاب خلفها وحدي؛حتى لا أضيع على نفسي فرصة اقتفاء أثرها.ضغطت بأصبعي المرتعش زر المصعد؛فتح الباب تسمرت مكاني وتسمرت عيناي على جدران المصعد الملطخة بالدماء.جسدي تحجر -لا أستطيع أن أنتقل إلى أي مكان- ظننت لبرهة أنني مت،أو أني مشلولة، فقط قلبي يخفق،عقلي مضطرب –التفكير-فجأة بدت عيناي تتبعان بصورة آلية انغلاق المصعد وهو ينزل إلى القبو،وأنا مازلت لا استطيع الحراك.عاد المصعد بعدما هبط وفتح الباب على مصراعيه.تلك العاملة الآسيوية تقف في منتصفه.ظلام،سكون يخيم على المكان،فتحت عيناي وأنا أتوسل ربي أن يخفف عني هول ما سأرى،المكان خالي كنت ممدة على السرير،نهضت مسرعة،توجهت إلى عيادة الطبيبة؛فتحت الباب مذهولة:ماذا حدث لي يادكتورة؟!تبسمت الطبيبة:لا شيء؛سوء أن أبحارك في وجوه البشر سيقضي عليك يوما!.خرجت الطبيبة متوجهة لحجرة النقاهة.وقفت جامدة وسط الحجرة،رفعت يدي وضربت على جبيني بقوة:يا لِ جنوني فقط نظرة في وجه إنسان جعلتني أعيش قصة في خيالي المجنون؛كادت تقضي علي. منتدى ليلاس الثقافي
|