كاتب الموضوع :
زارا
المنتدى :
الارشيف
بسم الله الرحمن الرحيم
تجلس خلف مكتبها بالمشفى وهي مبحرة في أفكارها .. أتوافق أم ترفض
هي تعلم أنه يريد التعداد كما أنها تعلم أن الغيرة تأكل قلبها
هي تعلم أنه رجلٌ طيب كما تعلم أنها لن تحظى بمثله لو تركته
آخخخخخخخخ يا إلهي الحيرة تكتنف جوانح فكرها
أتوافق أم ترفض
لا تعلم
لكنها قررت
ستستخير ثم تستشير
وبإذن الله لن يحدث سوى الخير
بعد يومين
عزمت أمرها
إنها موافقة وليكتب الله ما يقدره لها معه
مرت أيام الخطبة على خير
ثم بدأت بالتجهيز لليلة العقد والتي تسبق الزفاف بـ شهرين
حاولت تجميع أغلب صديقاتها ليدعمنها في قرارها الذي اتخذته
ووزعت عليهن دعوات لحضور حفل العقد
وفي ليلة الحفل
حضرت صديقاتها إلى الاستراحة ،، وكانت قد أعدت لهن خمس طاولات كبيرة خاصة لهن
وخصوصًا أنهن قد تكبدن عناء ومشقة المجيء من بلادهن إلى بلادها ليشاركنها فرحتها
بعد المغرب .. حضر أخوها وهو يحمل كتابًا بين يديه ليخبرها أنه يتوجب عليها التوقيع في خانة مخصصة لتتم ترتيبات عقدها وتصبح زوجة لـ حامد
أمسكت بالقلم وخطت توقيعها وهي ترتجف، وما إن أنهت التوقيع حتى تركت القلم ينساب من بين يديها وأخذت شهيقـًا وزفيرًا عاليين ثم تراخت أكتافها على المقعد الذي احتوى جسدها
طبع أخاها على جبينها قبلة حنونة ليبارك لها ارتباطها قائلاً: مبروك غدير، حامد رجال طيب وانت كمان، وااااااااه يا غدير بشتاق لك
تقاطعهما أختها قائلة: ما بتروح معاه من الحين خبي شوقك لبعدين، <<ثم تميل نحوها معانقة إياها لتبارك لها>> مبروك غدير، منه المال ومنك العيال، أتمنى لك السعادة دوووووووووم يا رب
لتجيبهما معًا هامسة: الله يبارك فيكم، عقبالكم
عندها ترتفع الزغاريد معلنة بدء حياة جديدة للعريسين (حامد و غدير)، حياة مشتركة يتقاسمانها معًا بأتراحها وأفراحها
بعد ذاك بدقائق أعلنت منظمة الحفل (العامرية) عن بدأ الزفة للعروس ولزوم التزام الجميع بالهدوء
بدأت زفة العروس التي كانت ترتدي فستانـًا أرجوانيًا رائعًا تختلط به خيوط ذهبية رقيقة لتهبه لمعانـًا وبريقـًا آسرًا
سارت فوق الممر المخصص لها وهي تنظر تارة يمينًا وأخرى شمالاً وتوزع ابتسامتها الخجلى على الجميع
إلى أن وصلت للمقعد الموجود فوق منصة صغيرة بها بعض الزينة، فجلست ليستقر مقامها هناك
نودي في أرجاء الاستراحة أن العريس قادم ليلبس عروسه (شبكتها)
فاختمر الجميع السواد وتلحفوا عباءاتهن، وانتظروا دخول (حامد)
دخل حامد يزفه أخوة الغدير حتى وصل إليها عندها بارك لها إخوتها وغادروا تاركين حامد في وسط المعمعة
قدمت أم حامد صندوق (الشبكة) أمام الجميع، ليروا فخامة ذوق ابنها
ثم طلبت منه أن يلبسها ما به
ارتبك حامد كثيرًا ولم يعلم كيف يفعلها
استهل بأخف شيء وأبسط شيء ، أمسك بالخاتم وأسنده اصبعها
ثم رأى أن القرطان أسهل وأخف من العقد
فاستلم القرط الأول ، لكنه جهل أين يضعه وكيف يضعه
فبحثت نظراته عن أخته ليستنجد بها، فأتته مسرعة لترى ما الخبر
وعندما علمت صدح صوت ضحكاتها ليزيد من توتر الغدير وارتباكها
ثم أبلغته كيف يعمل، فبدأ من فوره بتطبيق دروسها
بينما هي اتجهت نحو الطاولات الخمس لتبلغ صديقات غدير بالموقف المضحك
فانفجر الجمع ضاحكًا
أما عند حامد وغدير ، فهو كاد أن يفتح بأذنها ثقبًا آخر ليدخل القرط
مما دعاها للتأوه الذي تعجب منه ولم يعره اهتمامًا
فقامت بالوطء على قدمه لينتبه كم أنه آلمها، وهنا أجفل حامد ولم يفهم
لم تفعل عروسه ذاك؟؟
وواصل غرس القرط في أذنها
لتوقفه أخيرًا بيدها قائلة بغيظ: خلااااااص، خرمت اذني من جديد، سيب الحلقان على جنب، ودور على شي تاني
ليجيب: الحمد لله، أحسن ريحتيني الله يريحك، من أول وأنا أعافر فيه، ومو راضي يدخل، واستنجدت والنجدة وجودها زي عدمها، يالله بسوي ذا الكبير، بس كيف؟
شرحت له غدير الأمر ببساطة: افتح القفل اللي فيه، وركبه هنا<<مشيرة لكل جهة تتحدث عنها>>
حامد: شكلو سهل، إن شاء الله بسويه بسرعة
ثم أمسك بالعقد بين يديه ليطوق به عنقها ويقف خلفها على أمل أن يغلقه
ولكن هنا تكمن المشكلة
فهو لا يعرف كيف يفتح القفل <<ضرب على جبينه مولولاً لو أنه حاول وفعل ذاك قبلاً لأمكنه إخراج نفسه من هذا الاحراج>>
أما غدير فما زالت ممسكة بخصلات شعرها لتدع له مساحة للرؤيا وهي تتساءل ما باله يا ترى
أكمل حامد إغلاق العقد بعد أن نزع شعيرات من رأس الغدير مع طريقته في إغلاقه
عندها قدمت أمها وأمه ليبلغوا الحضور أن العشاء جاهز، وليصحبوا حامد للغرفة المجاورة
لتصافح الغدير زميلاتها وأحبابها ومن ثم تمضي إليه
بدأت الوفود تسير نحو المنصة لتصافح العروس ومن ثم تنطلق نحو طاولات الطعام لتذوق طعام الضيافة
صديقات الغدير واللاتي حجزت لهن خمس طاولات كبيرات
اجتمعن جميعهن أمامها ليعرفنها عن أنفسهن
فهي لم تر إحداهن قبلاً ولم تتمكن من التعرف على غير (لا خلا ولا عدم وَ لِمَ السؤال؟) في حفل زفاف الأولى منهما
وذلك نظرًا لكونها مخطوبة وعليها أن تختبئ حتى لا تراها الأعين قبل موعد حفلها بأيام معدودة ^_^
حيينها جميعهن فيما أردفت (زارا) قائلة: شلونتس وأنا أمتس؟؟ وش رايتس فيني؟؟ نفس ما توقعتيني؟؟
قاطعت إجابتها (فروحة): سيبيك من عدوتي، قولي لي أنا نفس الشكل اللي رسمتيه عني؟؟
(العامرية): ههههههههه غدور وش رايك مصلحة حفلتك وأنت ما شفتيني، شوفي جبت معي ليان وحنين
(لِمَ السؤال؟): وااااااااااي يا حبي لهم أقول غدور ترى ليان وحنين خذو الأجواء عنك، الله يحفظهم
(لاخلاولاعدم): أقول غدور وين لسانش؟؟
(ذما): كلاه القط
(دفى الكون): لا أكله الفار
(ذما): لا القط
(دفى الكون): لا الفار يعني الفار
(ذما): أقووووووول الـ
قاطعت حديثهم أخت غدير قائلة: بنات العريس يبغى مرتو، ممكن ولو سمحتوا تسيبوها شويه عشان تروح لو
(ساعة بلا عقارب): خلاص ولا يهمك الحين نعتقها
(إرادة حياة): بنات شو رايكم نزفها
صحن جميعهن مرحبين بالفكرة، وأمسكن بالدفوف وبدأن بالصدح بالنشيد ودق الدفوف وهن متحلقات حولها
في حين قامت هي بمساعدة من إحداهن، ولما تقدمت خطوة إذا بها تصرخ: لاااااااااااااااااااااا ما يصييييييييييييير
عندها انتفض الجمع محدقات بها متسائلات بنظراتهن عن سبب صراخها
فوجدوا (بنت الكويت) غارقة في دوامة من الضحك ولم تلبث أن تبعها (لِمَ السؤال؟ و لاخلاولاعدم و العامرية) فهن كن بقربها وما رأينه منها أدى لانفجارهن ضحكـًا
تساءل الجميع، ماذا حدث؟؟ ليوجهن أنظارهن نحو (غدير) والتي تدافع عبراتها
فتسألها (ساعة بلا عقارب): غدور، بسم الله عليك، وش فيك؟؟
(غدير) بعبرة تدافعها: فسـ فسـ فسـ فستا .. اهئ .. فستاني انقطع << ثم بدأت عبراتها تنهمل
أما هن فالشهقات تصاعدت والصدمة فغرت أفواههن
وبعد أن تعدين صدمة الخبر
ضجت القاعة بأصوات ضحكاتهن
بينما رمقتهن (غدير) بنظرة حقد وغضب
لتلجم كل واحدة منهم ضحكتها وتوقف جماحها
حاول بعضهن أن يساعدها، فهتفت (شفى): ما عندكم إبرة وخيط؟؟
(جود): لا ما عندنا، نجيبها ليه؟؟
(سوارفسكي): يا حلوك، نجيبها عشان نتفادى موقف مثل كذا
الغالية أخت عبدالعزيز ذهبت لتسأل أخت غدير عن إبرة وخيط
فوجدن أن لا أحد منهن يملك إبرة وخيطـًا
عندها صاحت غدير: يا ربيييييييييييييي وأنا كيف أدخل عنده بذا الثوب المشقوق، اهئ اهئ، شو فو لي حل؟ حامد في الغرفة من نص ساعة
(لِمَ السؤال؟): خلاص غدور ادخلي بذا الفستان وما عليك من القطع، ههههههههه لو سأل قولي لو موضة جديدة هههههههههه
تدخلت (لاخلا ولاعدم): طيب غدور أنا عندي فستان احتياط في سيارة عزيز الحين بطلب منه يدخله وقيسيه لو جا على مقاسك ادخلي به عند حامد
غدير: طيب والمكياج!! كيف أعدله؟؟
(ذما): مو لازم، ولو يحتاج تعديل احنا معك وبنساعدك
أحضرت (لاخلا ولاعدم) الفستان الاحتياطي ولسوء الحظ
كان لونه أصفرًا وزينة غدير أرجوانية
لذا انتظرت غدير ما يقارب العشر دقائق لتصلح لها (العامرية) بعض رتوش الزينة على وجهها، فتضيف لمسات من الذهبي وقليل من الأصفر، حتى أصبح مناسبًا
ولم ترحم غدير حامد وتدخل إليه إلا بعد أن جلس ما يقارب الـ ساعة وأكثر ببضع دقائق
سأل حامد عن سر تغييرها للفستان الأول فأجابت بهدوء: انقطع وأنا قايمة
ليلجم حامد ثوانٍ يستوعب فيها ما حدث وبعدها ينفجر ضاحكـًا عند تخيله للمشهد: ههههههههههههه
أما هي فترمقه بغيض بغية أن يصمت ويكف عن الضحك
وعندما رأى نظراتها تنحنح قليلاً قائلاً: كيف حالك؟
أجابت بحنق: الحمد لله .. ثم صمتت
رد قائلاً: وأنا كمان بخير الحمد لله
غدير: أحد سألك؟؟
حامد: لا بس خفت يكون السؤال بخاطرك ومستحية تقوليه
غدير: لو بستحي ما بستحي منك
حامد: متأكدة انك انت اللي شفتها في الكوشة
غدير بغضب مكتوم: إيوا أنا
حامد: معقولة، مستحييييييل، هذيك كانت بتذوب من الحيا
غدير بقهر: ليه وأنا قوية وجه
حامد: الحمد لله ما قلت شي، انت قلتي عن نفسك كذا
استشاطت غدير غضبًا، لتشير نحوه بيدها قائلة: أقول حبيبي أكرمنا بسكوتك <<وبصوت هامس>> أوف واحد يغث
حامد بحالمية: اللــــــــــــــــــــــه، أخيييييييييييييرًا سمعتها منك
غدير بتعجب: وش سمعت؟؟
حامد برومانسية: حبيبي <<ثم رمش بعينيه مرارًا
غدير وقد انعقد لسانها وتوردت وجنتاها: هاه .. أنا .. هوا مو هي لا <<ولم تستطع أن تصلح جملة مفيدة
حامد وهو يحاول أن يخفي ضحكه من توترها وخجلها: وش هالألغاز ما فهمتها!!
صمتت غدير ولم تجب وهي منكسة رأسها حياءً
فأردف حامد يقول: غدور حبيبتي، قولي حبيبي مرة تانية
لتخفي غدير رأسها أكثر وأكثر
فيحاول حامد أن يرفع رأسها بيده بينما هي تبعده عنه
لذا نهض من كرسيه وجلس على الأرض أمامها ليجبرها على رؤيته وهو ممسكٌ بذقنها محاولٌ أن يجعلها ترفع رأسها وهو يقول: مرة حامد ما توطي راسها
فتجبر نفسها على رفع رأسها بهدوء .. وحالما التقت نظراتهما
يدخل أخو الغدير دون أن يطرق الباب ولما رآهما هتف: ما شاء الله ما شاء، مستعجليييييييييييييين مرررررررررررررة، كان سويتوها عرس وملكة مرة وحدة، يالله يالله برا لو سمحت خليناك هنا ساعتين، خلاص يكفونك
وقف حامد في مكانه بينما عادت غدير تنكس رأسها
ليجيب حامد: اوف منك ياخي فجعتنا، ما تعرف تدق الباب؟
أخو غدير: لا ما اعرف أدق، يالله ياخي عطلتنا، بسرعة تعال
حامد: لا ما بخرج الحين، دوبها دخلت
أخو غدير يرمقه بطرف عينه ويقول بسخرية واضحة: لا دوبها دخلت ما شاء الله صدقتكم، هذا وأنا شايفكم بعيني قـ
قاطعت غدير حديثه بصرخة خفيفة باسمه
ليبتعد ويقول: يالله حامد الرجال يستنوك وانت يا غدير اثقلي ولا تصيرين خفيفة، حمود أنا بسيبك تسلم عليها وتخرج، خمس دقايق وراجع لو ما لحقتني
ثم يخرج ضاحكـًا لعلمه بأنه قد أفسد عليهما لحظاتهما
وبعده بدقائق يلحقه حامد ^_^
تمر الثواني والدقائق والساعات لينتهي الحفل على خير
ويودع الجميع صحبه على أمل اللقاء مرة أخرى بعرس (غدير و حامد)
مرت الأيام تلتها الأيام
والشهر تلتها الشهر
حتى انقضت مدة الشهرين
واليوم هو حفل زفاف الغدير
وكحفل العقد أشرفت (العامرية) على تنسيق الاحتفال مع مجموعتها
وكان التنسيق قمة في الإبداع والتفرد
مضى الوقت والطاولات التي تسكنها الصديقات هي الأنشط
فالحديث فيها دائم، والرقص منهن قائم
حتى أتى موعد زفة العروس مع عريسها
وتلحف الجميع بالسواد، حتى القاعة غطت في الظلام
سوى من ضوء مسلط نحو إحدى الزوايا والتي سيظهر من خلالها (غدير و حامد)
وقفوا قليلاً على الشرفة المطلة على الحضور
ونثروا بعض الورود الحمراء ودببة بيضاء صغيرة
ثم بدأ مسيرهما نحو المنصة
وعندما قاربا الوصول
حدث ما لم يكن في الحسبان
الارتفاع البسيط في حذاء غدير كسر
فاختل توازنها وكادت أن تسقط
لولا لطف الله ومساعدة حامد لها حيث شد على خصرها ليسندها إليه
ويسألها عمّا جرى لها: غدير، بسم الله عليك، وش صار؟؟
غدير وهي تحاول أن تتمالك نفسها أولاً: بسبب ما حدث، وثانيًا: بسبب قربه منها، همست: صندلي كعبو انكسر
حامد بعد أن اتسعت عيناه ذهولاً مما سمع: يا لله، الحين كيف؟؟ بتقدري تمشي وإلا لا؟؟
غدير وهي توشك على البكاء: لا ما أقدر أمشي بصندل وصندل، اهئ اهئ بيصير شكلي مو حلو، بصير أعرُج
عجب الجميع لتوقف العريسين قبل أن ينهيا مسيرهما إلى المنصة
والجميع يتساءل
ما بهما؟؟
ما الذي حدث؟؟
هناك من قال: حركة جديدة عشان يخلوا زفتهم غيرهم عن الزفات الباقية
ومنهن من قالت: العريس رومنسي
ومنهن من قالت: العروس أغمى عليها
ومن قالت: العريس داس الفستان وما قدرت العروس تتحرك
وكُلٌ يضع تخيلاً لهما
في حين اقتربت أخت العريس منهما قائلة: حامد، غدير وش فيكم وقفتوا، وقف قلبي مع وقفتكم، لا تكون عين ما صلت على النبي صابتكم، لا الحين أجيب لكم غسول من الحضور
حامد بهمس غاضب: ما صابنا شي بس صندل غدير خرب وما تقدر تمشي
حاولت حنان أن تكتم ضحكاتها إلا أنها لم تستطع، فانفجرت ضاحكة: ههههههههههه الله يقطع شركم، صدق وإلا تمزحون <<ثم غمزت بعينها وهي تقول>> تبغون تعملون حركااااااات تقهرون الصبايا اللي هنا وتذوبوهم
حامد بعصبية: يا حمارة ما تفهمين انتي والا إيش؟؟ دبري لنا حل الحين، قدموا الكرسي وإلا طفوا كل الأنوار، سوي أي شي
حنان: ماااااااااااالي دخل، عرسكم وانتم تصرفوا
حامد: وانت مو أخت العريس، أقول خلاص اطفوا اللمبات كلها وأنا بشيلها لين الكرسي بعدها فكوها وخلو اللي تصرخ تكمل صراخها ولا توقفو<<يقصد المطربة بذلك>>
حنان: طيب، طيب، أوف منك أحد بيوم عرسه يعصب
حامد بغيض: وأحد بيوم عرسه عروسته تخرب جزمتها
وهنا فاض الكيل بغدير فبدأت دمعاتها تسيل حينها علم كلٌ من حامد وحنان أنهما أخطئا بما قالاه أمامها وأنه كان يتوجب عليهما تهدئة الموقف لا إثارته
لذا شدها حامد إليه أكثر وهو يقول: معليش غدير، اعتبري انو زفتنا غير، غير عن أي زفة، وترا هالشي كان ممكن يصير لأي أحد
غدير بعبرة: و ولـ لكنه مـ مـ ما صا ،اهئ، ار لـ لـ غيـ غيري
حامد: خلاص غدور، مشي الموضوع على خير، الحين بنسوي حركة جديدة لكل العرسان من بعدنا
ثم أخرج منديلاً من إحدى مخابئ ثوبه ليمسح لها دمعها برقة
وهنا تعالت همهمات المراهقات وصيحات المستنكرات وهتافات المشجعات
وعندها انطفأت جميييييييييييع مصابيح القاعة
وغطت في ظلااااااااااااااااااام داااااااااامس
وتلفت الجميع يتساءل عن السبب
بينما حنان كانت تحسب الوقت الذي سيتمكن فيه حامد من السير بهذا الظلام حتى يصل للمقعد المخصص له مع غدير
ثم أعطت إشارة لتفتح الإضاءة المسلطة على العروسين
ليرى الجميع حامد وهو يحمل غدير بين ذراعيه ليجلسها في المقعد المخصص لهما ثم يجلس بجوارها
فتعالت صيحات من الحاضرات
...: وااااااااااااااااااااو مشهد رومننننننننننننسي
...: اللــــــــــــــــه ليتني مكان العروس
...: زفة ولااااااااااااااا أروع
...: هههههههه شكلهم مستعجلين مررررررررة
...: شوفوا وجه العروووووووووس أححححححححححمر
...: العريس يتنفس بقوة، شكلو العروسة ثقيلة
...: لا يمكن من قربها تلعوز
أما عند العروسان، فقد طلب حامد من غدير أن تخلع حذاءها لتتمكن من الوقوف للسلام على المباركين
وهي أجابت طلبه وحاولت خلعهما دون أن يلحظ الجمهور المنشغل بما حدث قبل قليل
ثم دفعت الحذاء بقدمها أسفل المقعد الذي يجلسان عليه
مرت المراسم الباقية بروتينية
فهما قد تناولا الكعك وشربا العصير، والحمد لله أنه لم يحدث أي خلل أثناء ذاك
وأبدلا خاتمي الخطبة بخاتمي زفاف رائعين
ثم حان وقت خروج حامد لتستقبل غدير تباريك وتهنيات المشاركين لها فرحتها
تقدم جميع صديقاتها تترأسهن (أمل مجروح) و (إرادة حياة)
إذ أنهما باسم الجميع هنياها وقدما هدية لائقة تناسب العروس ^_^
في حين أردفت (أمل مجروح) قائلة: بارك الله لس وبارك عليس وجمع بينكم على خير، مبروك غدور
ثم أمسكت (فلحة) بمكبر الصوت لتقول: احم احم السلام عليكن، المهم أنا جيت من الكويت مع ربعي عشان نحضر زواج الغالية غدير، وبهالمناسبة بنهديها نشيد بتلقيه نيابة عنا أختنا (يتيمة فرحتي)، يالله يتوم استعدي
انتقلت أعين الحاضرات لترمق الفتاة التي تسير نحو المنصة بثقة
منهن من تحسددها على تلكم الثقة
ومنهن من تتأمل ملامحها الناعمة
وأخرى تقيم ما ترتديه من ثياب وحلي
وما إن وصلت حتى حييت العروس وأشارت بيدها إلى زميلاتها بمعنى أنها تحييهن فرددنها لها ببشاشة وهن ينتظرن ما ستلقيه، كما استعدت مجموعة منهن ليرقصن على صوت نغماتها برقصة متفق عليها إذ أنهن قد اتفقن منذ البداية على ذاك
أمسكت (يتيمة فرحتي) بمكبر الصوت ثم بدأت تنشد
<<طبعـًا ما في بالي نشيد ولا عندي وقت أدور بس انتو شوفو المناسب وحطوه هنا ^_^>>
كان صوتها شجيـًا ونديًا
تمايلت على أنغامه الأجساد في رقصة متقنة
ربع ساعة هو الزمن الذي قضاه الجميع مستمتعين
بعده وقفت غدير لتسلك نفس الطريق الذي سلكه حامد قبل قليل
لكن
بدون ارتداءها للحذاء
وقبل أن تنهي الطريق وتخرج من باب القاعة
التفت نحو الوراء
لتلقي بباقة زهورها للحضور
وقف جميع الفتيات الشابات خلف العروس
منتظرات تلك اللحظة
فمعتقد سائد عند بعضهن أنه (من تلتقط باقتها تلحقها <<أي أنها ستتزوج بعدها مباشرة)
وهناك آخر (أنه من تلتقط باقتها تكون ضرتها)
وهناك (من تلتقط باقتها فهي الأقرب لقلبها)
توقفت غدير لثوانٍ تلتقط بها أنفاسها
ثم رفعت يدها وألقت بالباقة عليهن وعادت تواصل سيرها
غير عابئة لمن ستصل
بينما هن راقبن الباقة وهي تطير أعلى رؤوسهن
حاولت إحداهن أن تقفز لتلتقطها
لكنها لم تفلح
واستطاعت إحداهن أن تلمس طرفـًا منها لكنها لم تحظ بالإمساك بها
وهناك كانت تقف (بنت الكويت) مع جموع الفتيات
فوقعت الباقة على رأسها
لتصرخ: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآي <<ثم تمسك بها بكلتا يديها وتبتعد عن الجمع قائلة: أنا مسكتها خلاص كلكم حتعنسوا وأنا بلحقها
ردت عليها (أسيرة بحر الأماني): عسى ما تصيرين ضرتها
لتجيب (بنت الكويت) ببرود: عادي أهم شي ما أبقى مثلك، تنتظرين واحد مضيع عنوانكم
وعادتا أدراجهما للطاولات المخصصة لصديقات الغدير
وما إن جلستا حتى صدحت ثلاث نغمات مختلفات من ثلاث هواتف موضوعة فوق الطاولة
الأول كان لـ (لاخلا ولاعدم) والمتصل عبدالعزيز يطلب منها أن تستعد للمغادرة
والثاني كان لـ (زارا) والمتصل غيث يطلب منها أيضـًا الاستعداد لتوافيه خارجـًا
والثالث كان لـ (دموع يتيمة) والمتصل ناصر يرجوها أن تسرع ليرى زينتها قبل أن تخترب
انفض الجمع
وركبوا سياراتهم .. ليصنعوا موكبًا لزفة العروسين إلى عشهما السعيد
وبعد دورة صغيرة في بعض شوارع جدة
أوصلوا العريسين لدارها وتمنوا لهما السعادة
وغادروا إما لديارهم أو للفنادق لينالوا قسطـًا من الراحة ثم يبدؤوا رحلتهم إلى ديارهم
-وبكذا انتهى زواج غدير وانتظروني في زواج ضرتها ^_^-
-سلااااااااااااااام-
|