لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-07-09, 01:01 AM   المشاركة رقم: 211
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2007
العضوية: 23703
المشاركات: 73
الجنس أنثى
معدل التقييم: عاطفة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عاطفة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ثم كانت الذكري المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

عزيزتي ذكري
اولا عمرة مقبولة ان شاء الله
ثانيا حمدلله علي سلامتك وعودة جميلة عطرة اشاعت جوا جميلا من الفرح بوجودك معنا وبيننا في المنتدي

ميرسي كتيررر يا عزيزتي علي نبل اخلاقك بعدم التخلي عن معجبينك وعشاق ابداعك الرائع
لقد سعدت بالفصل الجديد سعادة تفوق الوصف ولكن سعادتي الحقيقية كانت في رجوعك انتي لانك اساس كل هذا فلولاكي ما كنا عشنا اجمل الاوقات مع ايمان وزياد ومن قبلهما ذكري ومحمد وغيرهم ايضا

ذكري العزيزة لقد اشتقنا لكي حقا حتي وانتي معنا فلا تتركينا وتطيلي الغيبة علينا مرة اخري بدون ذكر الاسباب

ناتي الان للفصل الجديد
لقد ابدعتي حقا وبجدارة هذه المرة في وصف مشاعر وهواجس كل طرف ناحية الاخر...ولاول مرة نري كلا منهما يتراجع ولو قليلا عن موقفه ليتعرف علي الاخر من زاوية اخري...وبالتالي اصبح سوء التفاهم الذي لازم ايمان وزياد منذ بداية معرفتهما يتراجع حتي ينزوي قليلا فلا يجد اي مكان له هذه المرة...لقد اعجبني التحول الجذري الذي حدث بين ايمان وزياد وابتلاع كل منهما لكبريائه ولو قليلا واعطاء انفسهما فرصة او هدنة حتي يتعرفا اكثر علي النواحي الايجابية لدي كلا منهما...لقد وصفت بوسي بمنتهي البراعة نفس احساسي عن ما هو خفي وقادم واطلقت عليه وصف العاصفة وكلي تاكيد ان هذه العاصفة ستحمل معها كما من الحب الخفي المملوء بكمية لا باس بها من المشاعر والاحاسيس التي ستحلق بنا داخل عالم ابطالنا وستجعلنا نتفاعل معهم اكثر واكثر
ذكري لقد رجعتني الينا وبدلا من ان تطفئي فضولنا بمعرفة المزيد بالفعل عرفنا ولكننا وجدنا انفسنا متشوقين للمزيد والمزيد وانا من الان حجزت مقعدي في الصفوف الاولي والي لقاء قريب ان شاء الله

بالمناسبة من اسبوع طووووويل وانا بحاول اكتبلك الرد بسبب اعطال وتوقف النت واخيرااااا الحمدلله نجحت

 
 

 

عرض البوم صور عاطفة  
قديم 10-08-09, 01:52 AM   المشاركة رقم: 212
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 71366
المشاركات: 861
الجنس أنثى
معدل التقييم: ثم كانت الذكري عضو على طريق الابداعثم كانت الذكري عضو على طريق الابداعثم كانت الذكري عضو على طريق الابداعثم كانت الذكري عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 327

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ثم كانت الذكري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ثم كانت الذكري المنتدى : الارشيف
افتراضي أعتذار

 

واضح أن صفحات الرواية دي هتضر الرقم القياسي في عدد الإعتذارات. آنا آسفة جدا يا جماعة لأني أخلفت وعدي في ميعاد الفصل الجديد. بس حصلت لي ظروف كتيرة والجهاز باظ وبعدين سافرت فترة ولما رجعت وحاولت أكمل الجزء اللي كان باقي في الفصل حسيت إني فقدتي احساسي بالشخصيات. ممكن حد يستغرب بس الناس اللي جربت تكتب روايات هتفهمني. محدش يقدر يكتب عن حاجها مش حاسسها. ولما ابتديت أدخل في المود تاني أخدت وقت طويل.

بس الحمد لله مش راجعالكم بإيدي فاضية.. جابالكم معايا جزء طويل من الرواية.. ومختلف شوية.. ويارب يعجبكم

 
 

 

عرض البوم صور ثم كانت الذكري  
قديم 10-08-09, 02:00 AM   المشاركة رقم: 213
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 71366
المشاركات: 861
الجنس أنثى
معدل التقييم: ثم كانت الذكري عضو على طريق الابداعثم كانت الذكري عضو على طريق الابداعثم كانت الذكري عضو على طريق الابداعثم كانت الذكري عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 327

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ثم كانت الذكري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ثم كانت الذكري المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاطفة مشاهدة المشاركة
   عزيزتي ذكري
اولا عمرة مقبولة ان شاء الله

جزاك الله كل خير وعقبالك يا جميل


ثانيا حمدلله علي سلامتك وعودة جميلة عطرة اشاعت جوا جميلا من الفرح بوجودك معنا وبيننا في المنتدي

ميرسي كتيررر يا عزيزتي علي نبل اخلاقك بعدم التخلي عن معجبينك وعشاق ابداعك الرائع

جزاك الله كل خير وإن كنت ما استاهلش الكلام ده. أنا فعلا مقصرة معاكم جدا في تنزيل الفصول الجديدة. وبعدين أنا لولاكم مش حاجة أصلا أنتوا اللي بتعملوا ليا قيمة.في كاتب يقدر يكتب من غير ما يكون فيه حد بيقرأ اللي كتبه؟؟ بالتأكيد لا لأنه هيحس بالملل ويبدأ يبطل يكتب.

لقد سعدت بالفصل الجديد سعادة تفوق الوصف ولكن سعادتي الحقيقية كانت في رجوعك انتي لانك اساس كل هذا فلولاكي ما كنا عشنا اجمل الاوقات مع ايمان وزياد ومن قبلهما ذكري ومحمد وغيرهم ايضا

ذكري العزيزة لقد اشتقنا لكي حقا حتي وانتي معنا فلا تتركينا وتطيلي الغيبة علينا مرة اخري بدون ذكر الاسباب

أنا كمان أشتقت لكم كتير ووالله بحاول فعلا ما أغيبش عنكم بس لللأسف دايما بتحصل لي ظروف مفاجأة

ناتي الان للفصل الجديد
لقد ابدعتي حقا وبجدارة هذه المرة في وصف مشاعر وهواجس كل طرف ناحية الاخر...ولاول مرة نري كلا منهما يتراجع ولو قليلا عن موقفه ليتعرف علي الاخر من زاوية اخري...وبالتالي اصبح سوء التفاهم الذي لازم ايمان وزياد منذ بداية معرفتهما يتراجع حتي ينزوي قليلا فلا يجد اي مكان له هذه المرة...لقد اعجبني التحول الجذري الذي حدث بين ايمان وزياد وابتلاع كل منهما لكبريائه ولو قليلا واعطاء انفسهما فرصة او هدنة حتي يتعرفا اكثر علي النواحي الايجابية لدي كلا منهما...لقد وصفت بوسي بمنتهي البراعة نفس احساسي عن ما هو خفي وقادم واطلقت عليه وصف العاصفة وكلي تاكيد ان هذه العاصفة ستحمل معها كما من الحب الخفي المملوء بكمية لا باس بها من المشاعر والاحاسيس التي ستحلق بنا داخل عالم ابطالنا وستجعلنا نتفاعل معهم اكثر واكثر
ذكري لقد رجعتني الينا وبدلا من ان تطفئي فضولنا بمعرفة المزيد بالفعل عرفنا ولكننا وجدنا انفسنا متشوقين للمزيد والمزيد وانا من الان حجزت مقعدي في الصفوف الاولي والي لقاء قريب ان شاء الله

بالمناسبة من اسبوع طووووويل وانا بحاول اكتبلك الرد بسبب اعطال وتوقف النت واخيرااااا الحمدلله نجحت

أنا مقدرة جدا لأني بعاني من نفس المشاكل

جزاك الله خيرا يا عاطفة علي ردك الجميل ويارب تستمتعي بالفصل الجديد. مستنية رأيك.

 
 

 

عرض البوم صور ثم كانت الذكري  
قديم 10-08-09, 02:04 AM   المشاركة رقم: 214
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 71366
المشاركات: 861
الجنس أنثى
معدل التقييم: ثم كانت الذكري عضو على طريق الابداعثم كانت الذكري عضو على طريق الابداعثم كانت الذكري عضو على طريق الابداعثم كانت الذكري عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 327

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ثم كانت الذكري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ثم كانت الذكري المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


الفصل الرابع عشر
ابتسامة في عينيها


زياد


عدنا إلي الفيلا بعد شروق الشمس .. فتحت الباب في هدوء وأنا أحرص علي إلا أصدر صوتا ولكن محاولتي للتكتم باءت بالفشل فلقد وجد إلينا في وجهي بمجرد أن فتحت الباب.. بدا علي وجهها الدهشة الشديدة عندما رأتنا معا ولكن قبل أن تتفوه بأي كلمة ومن دون أتفاق.. أسرعت أنا وإيمان نصعد درجات السلم بسرعة وتوجه كل منا إلي حجرته.. كنت في حالة سلام نفسي ولم أكن في مزاج الآن يسمح لي بالشرح والتبرير لإلينا.. أشعر أنني أخيرا قد استطعت الإفلات من مخالب القطة كما تدعوها إلينا.. تمددت علي الفراش فأنا أحتاج للراحة بعد ذلك اليوم الطويل جدا خاصة وأنني يجب أن أعود لمعركة العمل الطاحنة بعد ساعات قليلة.. دارت برأسي فكره غريبة.. هل تستطيع إيمان يوما أن تطرد ساندي من قلبي لتحتل مكانها؟؟.. لقد استغرقت ساندي خمسة وعشرون عاما لتصل لهذا المكان.. فهل تملك إيمان خمسة وعشرون عاما أخري؟؟ .. ابتسمت لنفسي في سخرية.. وهل يستحق الأمر منها أن تنفق كل تلك السنوات.. لست أعتقد نفسي ذلك الرجل الرائع الذي يستحق أن تنتظره امرأة كل ذلك الوقت فقط لتستطيع الوصول لقلبه الذي تشغله أخري.. بالتأكيد يوما ما ستجد إيمان رجلا جيدا لترتبط به .. لا أعرف لماذا تضايقني تلك الفكرة قليلا فهذا ما اتفقنا عليه من البداية.. يبدو أنه حب التملك الذي لا يكاد يفارق أي شخص منا.. ما هذا الهراء الذي يملأ عقلي الآن؟؟ عندي من المشاكل ما يشغل رأسي لمئة عام والآن أشغل رأسي بتلك الأمور التافهة. ربما كانت تلك هي محاولة مني للهروب من مشاكل العمل. والآن يجب أن أنام حقا لأستيقظ بذهن صافي لأواجه ما يجب علي أن أواجهه.. علي الرجل أن يقوم بما يجب أن يقوم به.. من الذي قال هذه العبارة؟؟ أعتقد أنني قرأتها في كتاب ما.. ما هذه الحماقة.. لماذا لا أنام؟؟.. أغمضت عيني بشدة وحاولت أن أركز كل تفكيري في النوم.. استجاب لي عقلي فغرقت بعد دقائق في نوم عميق.
استيقظت بعد عدة ساعات .. نظرت في ساعتي فوجدت أنني تأخرت قليلا.. أمامي مئات الأشياء التي يجب أن أنجزها اليوم.. كم أفتقدك يا هنري حقا.. ارتديت ملابسي ونزلت في سرعة فوجدت إلينا تجلس بانتظاري.. وكأنني أحتاج إلي المزيد من الوقت الضائع في الأشياء التافهة.. حاولت أن أتظاهر بأنني لم ألاحظها ولكن صوتها طاردني وأنا أتجه للباب وهي تقول في سخرية: حسناً.. هل كانت نزهة صباحية مبكرة أم نزهة ليلية متأخرة استمرت حتى الصباح؟؟ أتذكر أن هناك شخص ما قال بالأمس أنه لا يريد أن يراها. هل تعرفه؟؟
شعرت بالضيق فقد كان ذهني مشغولا جدا ولست أرغب في مناقشات تافهة.. ولكني بالطبع مضطر للرد.. قلت: لقد كانت في حالة نفسية سيئة فأخذتها لتستنشق بعض الهواء النقي.. ألم تلاحظي يا إلينا أن حالتها النفسية قد ازدادت سوء بشدة في الأيام الماضية؟؟ التفتت إليها فوجدتها تنظر لي وهي تتظاهر بالدهشة وتبتسم ابتسامة مستفزة. قلت بضيق: ماذا هناك؟؟
قالت: تبدو غريبا جدا.. ما الذي حدث في هذا العالم .. منذ عهد بعيد لم أرك تهتم بالآخرين منذ وقعت فريسة لتلك الحية المسمومة.
قاطعتها في ضيق: كفي عن ذلك إلينا .. ألا تشعرين بالملل من التلميح لتلك القصة طوال الوقت؟؟
قالت: بالتأكيد أشعر بالملل والضيق كذلك ولكنني أخشي يا عزيزي أن تحاول استعمال تلك الفتاة المسكينة كبلسم لجراح قلبك وبدلا من أن تحاول مساعدتها للخروج من معاناتها تجعل حياتها أكثر تعقيدا وأحزانها أشد وطأة.
قلت في لا مبالاة: لا تخشي عليها من تلك الناحية فأنا لم أرها أبدا كأنثى.. أنا أعتبرها مجرد طفلة.
قالت في سخرية: حقا؟؟؟ ربما.. وإن كانت لا تبدو لي كطفلة علي الإطلاق.
قلت في حدة: إلينا .. كفي عن تلميحاتك السخيفة. أنت تعرفين جيدا أن قلبي لا يوجد به متسع لها.
قالت في جدية: صدقني يا صغيري.. هذا هو ما يقلقني بالفعل.
غادرتني قبل أن أفهم جملتها الأخيرة تلك. لا يهم فعندي من مشاكل العمل ما يملأ فراغ حياتي لسنوات عدة ولا يوجد لدي متسع لحل الألغاز التي تلقيها إلينا.. فلتمضي تلك المشاكل التافهة إلي الجحيم.. لست أهتم.
وصلت للعمل فوجدت الحال كما توقعت.. عشرات الاجتماعات.. مئات الأوراق تحتاج إلي توقيع وآلاف الأشياء الصغيرة التي يجب أن أشرف عليها بنفسي. أين أنت يا هنري؟ منذ عهد بعيد قسمنا العمل بيننا.. كنت أهتم أنا بالأشياء العملية .. المقابلات الاجتماعات الاتفاقات وكان هو يهتم بتلك الأشياء الإدارية كالمراسلات والأوراق الرسمية ومشاكل الموظفين. كان الجميع يظنون أنني أقوم بالعمل كله لأن عملي هو ما يؤدي لظهور النتائج النهائية ولكنني كنت أدرك دائما أنه لولا ما يقوم به هنري من جهد لم أكن سأصل وحدي لشيء.
شعرت بالحنين لصديقي القديم.. قررت أن أتصل به ولكن كالعادة وكأنه يقرأ أفكاري جرس الهاتف يدق.. كان هنري.. رفعت السماعة وأنا ابتسم وقلت له في مرح.: كالعادة تأتي عندما أفكر فيك .. ليتني فكرت في مليون دولار .. قال وهو يضحك: لم تكن لتأتي يا صديقي فأنا لا أساوي أكثر من خمسة دولارات.. قلت له في صدق: أنت عندي أفضل من ملايين الدولارات يا صديقي.. قال: ما هذه المشاعر الجياشة؟؟ بالتأكيد تسببت في فوضي في العمل وترغب في أن أصلحها لك؟ أم إنك تعاني من كثرة العمل وتريدني أن أحضر لتلقي كل شيء علي كالعادة وتتفرغ أنت للهو؟ ضحكت وقلت: هناك بعض الفوضى بالفعل ولكن بما أن أحدهم لم يشتكينا للشرطة بعد فنحن في أمان.
قال في جدية: أعتقد يا زياد أن الوقت قد حان لتجد مديرا لمكتبك. يبدو أننا سنعاني من مشاكل عديدة في الفروع الخارجية فهم يعتقدون أن وفاة والديك تمنحهم الحق في التصرف كما يحلو لهم. وأعتقد أن كلانا سيحتاج للسفر كثيرا خلال الفترات القادمة.
قلت في دهشة: مدير مكتب؟؟ أعتقد أننا ناقشنا تلك الفكرة من قبل ورفضناها تماما. أنت تعرف أن عملنا ملئ بالأسرار وأن أي معلوم تتسرب من مكتبنا لمنافسينا عن احدي الصفقات أو عروض الأسعار يمكن أن تسبب لنا خسارة ضخمة.
قال: حسنا.. ذلك لا يدعو لإلغاء الفكرة ولكن لتوخي الحذر في اختيار الشخص المناسب. يجب كذلك أن يكون لديه خبرة واسعة في هذا المجال حتى لا تضطر لتدريبه لفترة طويلة.
قلت: وهل تعرف شخص بهذه المواصفات؟؟
قال: أعرف واحدة ولكنني متأكد أنها لن ترغب في العمل معك ولا أنك سترغب في العمل معها.
طافت برأسي صورة ساندي.. بالتأكيد هي من يقصدها .. لكنني لن أسأله حتى لا أعرض نفسي للسخرية من جديد. تناقشنا طويلا حول الفكرة حتى قررنا مواصفات الشخص المطلوب. قمت بوضعها في صيغة إعلان وطلبت أحد الموظفين لينشرها في الجريدة ولكنه قال: يمكننا أن نستغني عن نشر الإعلان يا سيدي .. عندي لك موظفة رائعة .. إنها احدي قريباتي وهي شديدة البراعة.
قلت: هل تنطبق عليها مواصفات الإعلان؟؟
قال: وأكثر يا سيدي .. أكثر بكثير.. ستري بنفسك.
قلت: حسنا متي يمكنها أن تأتي لمقابلتي.
قال: اليوم يا سيدي لو أردت .. فهي ستتحمس للعمل معك يا سيدي كثيرا.
ستتحمس للعمل معي؟؟ هل تعرفني أم إنها مجرد احدي وسائل النفاق؟؟.. بالتأكيد هي أحدي وسائل النفاق فمعارفي في مصر قليلين. نظرت في ساعتي كانت الثالثة.. كنت أشعر بالجوع والتعب ورغبت في أن أرتاح ولو ساعة واحدة ولكن لدي بعض الأوراق التي يجب علي إنجازها وأشياء تحتاج لتوقيعي. فقلت له: اليوم؟.. لا أستطيع فأنا ذاهب للمنزل الآن هل يمكنك أن تمر علي في الخامسة لتحضر لي هذا الملف لتوقيعه؟؟
قال: بالتأكيد يا سيدي.. هذا شرف عظيم لي يا سيدي.. ويمكنني أيضا أن أحضر معي تلك الفتاة لتراها.. ستعجبك جدا يا سيدي صدقني.
أكره الإلحاح .. كما أنني لم أحب هذا الرجل ولكنني وافقت فربما يوفر علي ذلك عمل الإعلان في الصحيفة ومقابلة آلاف المتقدمين .. هذا مضيعة للوقت.
عدت للمنزل فوجدت طعام الغداء معدا.. جلست إلي طاولة الطعام ولكنني كنت وحدي فنظرت إلي إلينا بدهشة وقلت: أين إيمان؟؟
قالت في خبث: ولماذا تسأل؟؟
شعرت بالارتباك بسبب لهجتها الخبيثة ولكنني حاولت ألا أظهر ذلك وأنا أقول في ثبات: أهي صائمة اليوم؟؟ ألن تتناول غدائها أيضاً؟
قالت: لا فهي تستعد للخروج .. لقد قالت أنها ستتناول الطعام مع صديقتها.
قررت أن أتوقف علي الأسئلة.. تناولت طعامي وفكرت في أن أستريح قليلا ولكن الوقت كان قد قارب علي الخامسة.. جلست في المكتب حتى جاء الخادم ليعلن وصول الزائرين.. دخل الموظف ومعه فتاة .. كيف أصفها؟؟ لا يمكن أن تكون قد أتت لوظيفة مديرة مكتب.. لو كانت المقابلة الشخصية للعمل في ملهي ليلي لكنت تفهمت الأمر. نظر لي الموظف وابتسم ابتسامة خبيثة وقال: ما رأيك يا سيدي؟؟
نظرت له في اشمئزاز.. ما الذي يظنه هذا الرجل عني؟؟.. أشحت بوجهي عنه.. حسابه معي سيكون قريبا وأشد مما يتخيل.. وجهت كلامي للفتاة وقلت: أنا آسف يا آنسة علي تعبك في الحضور ولكنني عينت فتاة أخري بالفعل منذ لحظات.. شكرا لحضورك ويمكنك الانصراف الآن.
نظر إلي كل منهما للآخر في دهشة شديدة.. ثم نظرت لي الفتاة باحتقار كأنها تتساءل عن ذلك الحجر الذي لم بفتنه جمالها وقالت: حسنا سأذهب .. أعتقد أنني أيضا لا أرغب في الوظيفة.. فتحت الباب لتغادر فقلت للموظف: يمكنك أن تصحبها أيضا للخارج.. أحمر وجهه بشدة وتلعثم وهو يقول: و.. والملف.. الملف يا سيدي.
قلت: أحتاج لدراسته وسأعيده بنفسي للشركة غدا..
غادر وعلي وجهه الضيق .. أما أنا فلم أستطع أن أمنع نفسي من الضحك فلقد بدا لي كممثل كوميدي فاشل في مسرحية تافهة.. لماذا توقع أنني سأوافق علي فتاه ترتدي مثل تلك الملابس الفاضحة حتى وإن كانت بارعة في عملها حقاً؟؟ لأنني إنجليزي مثلاً؟؟ يبدو أن فكرة الناس هنا عن الإنجليز غريبة بعد الشيء فحتي الفتيات الإنجليزيات اللاتي يرتدين مثل هذه الملابس لا يمكن أن يذهبوا بها للعمل.. بالنسبة لهم هذه هي ملابس العطلات ونهاية الأسبوع.. قررت أن أضيف للإعلان كلمة محتشمة.. فأنا أريد مديرة مكتب تصلح واجهة لشركة محترمة لا إلي نادلة في بار..طافت برأسي صورة أيمان بعباءتها الواسعة وحجابها الرقيق الذي يغطي نصف جسدها تقريبا وهمست لنفسي: نعم .. مثل ذلك .. ثم عدت للملف وانغمست في العمل حتى نسيت كل ما حولي.



إيمان


لم نغادر موقعنا إلا بعد شروق الشمس.. كنا نراها وهي تشرق فنري بداية ليوم جديد وبداية لصفحة جديدة لنا.. صفحة بيضاء نكتبها معا.. سنحاول ألا نكتب فيها أيا من خلافاتنا و صراعاتنا القديمة.. سيطوي كل منا رأيه السري والمعلن في الآخر وسيحاول كل منا أن يرسم لنفسه صورة أكثر إشراقا في قلب الآخر.. تلاعبت أشعة الشمس علي صفحة النيل لتخلط لون مياهه بلون الذهب فترسم معنا صورا مضيئة لمستقبل مشرق نتمناه.. انطلق زياد بالسيارة .. لم ينطق أحدنا بكلمة وإن كنا واثقين أننا للمرة الأول نضبط أفكارنا علي نفس الموجه فكلانا الآن واثق من أن الآخر يحاول أن يرسم في ذهنه صورة لما يمكن أن تكون عليه حياتنا معا.. أصدقاء؟؟ ربما للمرة الأولي نفكر كأصدقاء.. دخلنا الفيللا والسلام النفسي يغمرنا ولكن ذلك السلام أثبت أنه طبقة رقيقة من الثلج يذيبها شعاع واحد من أشعة الشمس الحارة.. فبمجرد دخولنا شاهدنا وجه إلينا يحدق فينا في دهشة.. شعرت وكأنني ارتكبت جريمة لا تغتفر ووجدت نفسي أجري صاعدة إلي غرفتي.. سمعت صوت خطوات زياد يجري علي السلم أيضا لكنني لم ألتفت إليه علي الإطلاق.. لم أتوقف حتى أغلقت علي باب غرفتي وأسندت ظهري علي الباب لألتقط أنفاسي.. وشعرت بالدموع تتجمع في عيني .. فانزلقت لأجلس علي الأرض وأنا أسند ظهري للباب وكأن جيوش العالم تنوي اقتحامه في تلك اللحظة.. ما الذي فعلته.. كيف أقضي الليل في الخارج مع رجل.. تري ما الذي تظنه إلينا عني الآن.. ربما لا تظن شيئا فهي إنجليزية وبالنسبة للأجانب كل شيء ممكن وعادي.. مرت برأسي صورة إلينا بملابسها المتحفظة التي لا تشبه ملابس الإنجليز كما أراها في الأفلام وظننت أن فكرتي عنها خاطئة .. فهي لا تبدو من النوع الذي يقر سهرة بين شاب وفتاة تمتد حتى الصباح.. توقفت دموعي وأنا أتذكر شيء آخر كنت قد نسيته.. المفترض أنني زوجه زياد ومن حقنا السهر كما نشاء.. لكن لماذا بدت الدهشة علي إلينا عندما رأتنا؟؟ .. آه يا رأسي.. أشعر به ثقيل جدا.. تمددت علي الأرض خلف الباب وكأنني لازلت خائفة من هجوم الأعداء المفاجيء.. هل تعرف إلينا بموضوع زواجنا؟؟.. أعتقد إنها تعرف.. هل تعرف الاتفاق بيننا علي أن ننفصل يوما ما عندما يجد كلا منا شريك حقيقي لحياته؟؟.. لست أدري.. ربما.. إلينا قريبة جدا من زياد وبالتأكيد تعرف عنه الكثير.. شعرت بالضيق.. لست من النوع الذي يحب أن تكون تفاصيل حياته مشاعا للجميع بهذه الطريقة.. أحب إلينا؟.. نعم.. ولكني بالكاد أعرفها .. ثم ........... استيقظت علي صوت جرس هاتفي.. هل نمت؟؟ .. نظرت في ساعة علي شكل جيتار معلقة علي الحائط.. هذه الغرفة مؤثثة لتلائم أنثي بشكل مبالغ فيه.. كل ما فيها أنثوي بشكل يثير الضيق.. دق الهاتف من جديد ليجعلني أفيق من أحلام ما بعد الاستيقاظ ويذكرني لماذا كنت أنظر في الساعة.. يبدو أنني نمت طويلا بالفعل.. حاولت الوقوف للوصول للهاتف.. جسدي متصلب من النوم علي الأرضية وكل جزء فيه يؤلمني.. ألقيت بجسدي علي الفراش وأنا أمسك بالهاتف.. يااااااه إنها أميرة.. لم تتصل منذ وقت طويل وأنا كذلك نسيت تماما الاتصال بها.. فتحت الخط وقلت: أهلا أميرة. كيف حالك؟
بدا في صوتها القلق وهي تقول: أنا بخير. كيف حالك أنت؟؟ صوتك يبدو متعبا جدا.
قلت: أنا بخير لست متعبة لا تقلقي. لقد استيقظت لتوي من النوم لذلك يبدو صوتي وكأنه متعب.
قالت في دهشة: الآن؟؟ إنها الواحدة ظهرا. ماذا حدث لك؟ لقد كنت تستيقظين في السادسة.
كلماتها جرتني من رأسي لتسحبني للماضي.. الروتين اليومي .. الاستيقاظ في السادسة وإعداد الإفطار لأبي.. حاولت الدموع أن تتفجر من عيني ولكني كبحتها في قوة وأنا أرد عليها قائلة: مات من كنت أستيقظ من أجله في السادسة يا عزيزتي.
بدا في صوتها الارتباك وقالت: آسفة يا إيمان.. صدقيني لم أكن أقصد.
قاطعتها وأنا أحاول التظاهر بالمرح: لا عليك يا عزيزتي.. كيف حال صغيرتك؟.
قالت: هي بخير.. أنا آسفة علي عدم اتصالي بك في الفترة السابقة ولكن والدتي كانت مريضة.
قلت: وكيف حالها الآن؟
قالت: الحمد لله هي بخير. لقد سألت عنك في المكتب وقالوا إنك لم تذهبي للعمل أو تتصلي بهم منذ وقت طويل.
ياه.. العمل.. في خضم كل ما يحدث نسيت العمل تماما .. لم أعرف بما أجيبها فقلت: أعتقد أنني سأعود قريبا للعمل.. لا تقلقي.
قالت: حسنا يا عزيزتي .. أردت دعوتك اليوم علي الغداء.. لم أرك منذ فترة طويلة وأود الحديث معك... لا تقلقي سأعد لك كل أصناف الطعام التي تحبينها.
كانت الدعوة مغرية خاصة بالنسبة لحالتي النفسية السيئة هذه الأيام.. تغيير الجو والأشخاص سيكون مفيدا بالتأكيد.. أجبتها: نعم يبدو ذلك رائعا.. سأحضر في الخامسة.

غادرت المنزل في الرابعة كنت أتوقع ألا يزيد المشوار عن ساعة واحدة لكن الموصلات كانت صعبة جدا ووصلت في السادسة.. تناولنا الغداء معا وأخذنا نثرثر كثيرا.. كان زوجها مسافرا في رحلة عمل مما منحني الكثير من الراحة.. السؤال الوحيد الذي بعث في نفسي عدم الراحة كان عندما سألتني أميرة: لقد أخبرتني شهد أنك تركت مسكنك. أين تعيشين الآن؟
شهد هي إحدي زميلات العمل التي تسكن بالقرب من منزلي القديم.. لم أعرف في البداية كيف أجيبها.. لا أود أن أشرح لها الكثير من الحقائق التي ستصيبها بالشك بالتأكيد.. فأي شخص سيسمع قصتي تلك مع زياد لن بصدقها بالتأكيد.. لفقت قصة سريعة فقلت لها: أعيش عند احدي قريباتي.. زوجها متوفى وتعيش وحدها فدعتي للعيش معها.
قالت في مرح: لقد ظهر لك الكثير من الأقارب مؤخرا يا عزيزتي. بالمناسبة كيف حال قريبك الوسيم.. هل وقعت في غرامه أم ليس بعد؟
لماذا تصر علي الدخول في مواضيع سخيفة.. حسنا سأخبرها بنصف الحقيقة فربما أسكتها هذا.. قلت لها: كيف أقع في غرامه؟؟ إنه متزوج يا عزيزتي.
قالت: خسارة كبيرة.. ولكنه لم يكن يرتدي دبلة زواج عندما جاء للمكتب من قبل.
أجبتها وأنا أحاول تغيير الموضوع: ولكنه يرتدي واحة الآن.. لقد تزوج منذ شهرين فقط.
نظرت إلي إصبعي في فضول وقالت: خاتمك رائع يا إيمان.. ويبدو غاليا جدا أيضاً.
كم أنا غبية.. كيف نسيت أن أخلع خاتم الزواج؟؟ لقد كنت أنوي ذلك قبل قدومي ولكني نسيت.. لقد أعتدت عليه في إصبعي حتى صرت لا أتذكر وجوده.. قلت لها وأنا أحمل ابنتها وألاعبها حتى لا تفكر في أن تطلب مني رؤيته: إنه ليس ملكا لي. إنه يخص قريبتي التي أعيش معها.
غيرنا الموضوع.. تحدثنا عن كثير من الأشياء ولعبت كثير مع طفلتها.. لم أشعر بمرور الوقت ولكني لمحت الساعة فجأة فوجدتها التاسعة. شهقت في دهشة وقلت: لقد مر الوقت سريعا.. لقد تأخرت جدا يجب أنا أغادر.
كانت المواصلات أسوأ أثناء رحلة العودة.. فكرت أن أتصل بزياد عدة مرات ولكني شعرت بالخجل.. لا أحب أن أكون ممن يعتمدون علي الآخرين دائما.. وإن كان راودني بعض الأمل في أن يتصل هو بي ليسأل عن سبب تأخيري ولكني أصبت بخيبة أمل.. عدت إلي المنزل في الحادية عشرة.. شعرت بالضيق وأنا أضطر لأن أدق جرس باب المنزل الذي أعيش فيه كالغرباء.. فتحت الخادمة الباب فدخلت وسمعت صوت شخص يطلق الشتائم واللعنات من الداخل .. سمعت صوت أعتقد أنه صوت زياد يقول في عصبية شديدة: اللعنة.. اللعنة.. ثم يسأل الخادمة بصوت كالصراخ: من بالباب يا ماريا.. شعرت بالخوف بعض الشيء.. هل كانت كل تلك اللعنات موجهه إلي لأنني تأخرت.. ارتجفت ولكني حاولت التمسك وارتداء قناع البرود وأنا اتجه نحوه.. كان يجلس في غرفه الاستقبال علي السجادة ونثر حوله مئات الأوراق وقد وضع اللاب توب الخاص به وبجواره فنجان القهوة الفرنسية الضخم علي منضدة منخفضة وكان يبدو عصبيا جدا.. كتمت ضحكتي بصعوبة فقد كان منظره يذكرني بنفسي عندما كنت في الثانوية العامة.. قلت له: ماذا تفعل؟ هل عدت لأيام الدراسة؟؟.. رفع رأسه نحوي وقال: إيمان.. هل هو أنت؟ لماذا تدقين الجرس؟ لماذا لم تفتحي بمفتاحك؟
ابتسمت وقلت: ربما لأنني لا أملك واحدا.
فرك جبهته بيده وقال: اللعنه.. لقد نسيت ذلك بالفعل.. ذكريني في الصباح أن أعطيك نسخة من كل المفاتيح.
قلت: ولكنك لم تجبني ما الذي تفعله؟
قال: لدي الكثير من العمل وأشعر كأنني في ورطة.
قلت: لماذا لا تجلس في غرفة المكتب مادمت تعمل؟
قال: أكره الجلوس علي المكتب لوقت طويل.
كان يبدو عصبيا جدا ومرتبكا ولكني لا أعرف لماذا كنت أراه مضحكاً. نظر في ساعته ثم قال فجأة: أعتقد أنك تأخرت.. أليس كذلك؟؟
كان يسألني في أرتباك وكأنه كان يخشى أن يغضبني أو كأنه يستفسر عما إذا كان من حقه أن يسألني عن ذلك. أجبته في بساطة: لقد أردت العودة مبكرا ولكن المواصلات كانت صعبة جدا.
قال في حده: ولماذا لم تتصلي بي إذن؟ ثم خفف لهجته ومرر أصابعه خلال شعره وتنهد وهو يقول: هذه غلطتي مره أخري كان من المفترض أن أحضر لك سيارة وسائق... أعتقد أنك لا تجيدين القيادة.
قلت: بالتأكيد لا أجيدها ولا أحتاج لسيارة أيضا.. أنا معتادة علي المواصلات العامة.
عاد لعصبيته الشديدة وهو يقول: هذا الأمر ليس مجالا للنقاش.
كنت سأصرخ فيه ألا يتحدث معي بهذا الأسلوب ولكني لاحظت أن هناك ما يضايقه بشده وقررت إرجاء المناقشة لوقت آخر. سألته. حسناً.. علي من كنت تصب اللعنات؟
قال في خجل: هل سمعت ذلك؟؟ فقط بعض مشكلات العمل .. هنري مسافر ولا أجد من يساعدني.
قلت: وما هي نوع تلك المشكلات؟
هز رأسه في يأس وقال: مشكلات مهنية متخصصة لا أعتقد أنك ستفهمينها.
هززت كتفي وقلت: جربني.
نظر إلي وكأنه يقول لي بعينيه: ليس لدي وقت لك.. لم يكن ينقصني إلا أن أقضي الليل في الشرح. ولكنه تنهد كالمضطر وقال في بطء وكأنه يحدث طفلة : حسنا إنني أبحث الآن عن أحد المواقع المتخصصة التي تحتوي علي الكثير من المعلومات عن الشركات التي تعمل في نفس مجال عملي. هناك بعض الشركات الجديدة التي تود التعامل معنا ولكنني أريد التأكد أولا إذا كانت محل ثقة أم لا. كنت أعرف بعض تلك المواقع ولكنني نسيتها الآن. أحاول الاتصال بهنري ولكن هاتفه مغلق.. أحاول البحث عبر محركات البحث منذ بعض الوقت ولكنني لم أنجح في العثور علي ما أريد.
ابتسمت وقلت: هذا بسيط جدا.. جلست بجواره علي السجادة وسحبت اللاب توب وفي ثوان معدودة كنت قد فتحت له كل المواقع التي يريدها.
نظر إلي في دهشة وقال: كيف فعلت ذلك؟
ابتسمت مرة أخري وأنا أقول: حسناً.. يمكنك أن تقول أنني أعرف القليل عن مجال عملك.. هيا استمر في عملك وسأحاول مساعدتك قدر استطاعتي.
أمسكت بالأوراق وبدأت أتذكر معلوماتي القديمة.. بدأت أعطيه بعض المعلومات عن الشركات التي تعاملت معها من قبل.. رشحت له بعضها .. ونصحتها بألا يتعامل مع البعض الآخر.. ساعدته في كتابة بعض الرسائل وفي إنهاء بعض الأعمال.. عندما دقت الساعة اثنتي عشرة دقة كانت كل الأوراق المتناثرة علي الأرض قد اختفت كلها لتتراص في أحد الملفات بشكل جميل.. كان العمل قد انتهي.
ابتسم لي وهو يقول: لقد اكتشف خدعتك يا عزيزتي.
شعرت بالدهشة والذعر.. ما الذي يتهمني به هذه المرة؟ قلت في خوف: أي خدعه؟؟
ضحك بعمق وقال: لماذا هذا الفزع؟ كنت أعني أنك قلت أنك تفهمين في عملي قليلا واكتشفت أنك تعلمين الكثير. أو بالتحديد أنا أمام خبيرة في هذا المجال. هل عملتي به من قبل؟
ذكرني سؤاله هذا بالماضي كثيرا.. بآلاف الأشياء التي كنت أحاول دائما أن أتناساها.. حاولت ألا أغوص كثيرا في تلك الأفكار المؤلمة وحاولت أن أسيطر علي نفسي فخرجت كلماتي باردة.. متباعدة وأنا أقول: إنك تبالغ إنما هي مجرد معلومات عامة.
نظر إلي صامتا لبعض الوقت ثم قال في جدية: إيمان لو طلبت منك خدمة هل تلبيها لي؟
تري أي خدمة يقصد.. أخاف دائما من الكلام المبهم الذي يطالبني بوعود بهذا الشكل.. أشعر وكأنه ملئ بالفخاخ لذلك قلت في حذر: إذا كانت في مقدوري فسألبيها لك بالتأكيد.
قال: هي في مقدورك يا عزيزتي.. أريدك أن تعملي معي .. مديرة لمكتبي.
لم أعرف كيف أجيب.. بالتأكيد هو يظن أن ذلك شيئا سهلا.. ولكنه لا يعرف أنه ليس كذلك أبدا بالنسبة لي.. أكره ذلك المجال بشده فهو يحمل لي ذكري هزيمتي الكبرى.. لا أرغب في العمل فيه مرة أخري علي الإطلاق.. نظرت إليه.. كان في عينيه رجاء.. لست أدري كيف أشرح له سبب رفضي.. كذلك لا أستطيع القبول.. وجدت نفسي أقول: أعطني فرصة للتفكير يا زياد.
قال: حسنا ولكني أحتاجك بالفعل يا إيمان .. أحتاج لشخص أثق به وأنت الشخص الوحيد الذي يمكنني أن أثق به الآن.. أنت ابنة عمي .. تذكري ذلك وأنت تتخذين قرارك وأنا أعرف أنك لن تخذليني.
قلت: سأفكر يا زياد.. سأفكر حقا.
ثم تركته وصعدت السلالم جريا.. يبدو أنها صارت عادة.. جلست علي الفراش وأنا أفكر في طريقة لطيفة للرفض.. طافت برأسي عينا زياد المتوسلتين وتذكرت حالته عندما عدت من الخارج.. يبدو في حالة مزرية حقا بدون هنري.. خلال النصف ساعة التي عملناها معا فهمت أنه شخص ممتاز جدا بالنسبة للمراحل التنفيذية ولكنه سيء جدا بالنسبة للمراحل التمهيدية التي تسبق تنفيذ العمل.. تذكرت الحيرة التي كانت تظهر بوضوح علي وجهه.. أعرف أنني أستطيع مساعدته كثيرا.. أريد ذلك حقا .. ولكن كيف؟ كيف أعود لذلك المجال؟ ألا يمكن أن أقابل عمر بالصدفة؟؟ قلت لنفسي : ولكن تلك الصدفة يمكن أن تحدث حتى بدون العمل في مجال الديكور.. يمكن أن أراه بالصدفة وأنا أسير في الشارع. فهل أقاطع المشي في الشارع؟؟ ألم أقم بذلك بالفعل؟ ألم أتوقف تماما عن الذهاب لأي منطقة قريبه من بيته أو عملنا القديم أو المناطق التي أعتاد الذهاب إليها مع أصدقاءه؟؟ المشكلة هي أنني لا أعرف ما الذي سيكون عليه رد فعله إذا قابلته.. هل سأصرخ في وجهه وأخبره برأيي فيه؟ هل سأعامله بالبرود الذي أعتدت أن أواجه به المواقف الصعبة؟ أم هل ستسقط دموعي رغما عني؟؟ لا إلا هذا.. لقد نلت علي يديه من الذل ما يكفيني طوال حياتي ولست أطمع في المزيد.. لن يري دموعي أبدا مرة أخري. لن أمنحه تلك المتعة المهينة.. سأجيب زياد بالرفض بالتأكيد.. ولكن ألا يستحق زياد أن أمنحه تلك المساعدة؟؟ إنني ابنه عمه علي أي حال فكيف لا أقف بجواره؟؟ لقد وقف بجواري كثيرا.. صحيح أنه كان يفسد الأمور في كثير من الأحيان بدلا من إصلاحها إلا إنه علي الأقل كان يحاول.. فلماذا لا أحاول مساعدته أنا أيضا علي الأقل حتى يعود هنري أو يجد بديل عني.. حسنا.. سأساعده.. اتخذت قراري هذا الذي لم يسعدني كثيرا ثم حاولت النوم.. كان نومي كئيبا .. متقطعا ومليء بخيالات مزعجة لم أتذكرها جيدا عندما استيقظت ولكنني ظللت مصرة علي قراري.. انتظرت زياد في الصباح في حجرة الطعام وعندما نزل لتناول الإفطار قلت له: حسنا أوافق علي العمل معك ولكن فقط لبعض الوقت.

زياد


أشياء غريبة تحدث.. إيمان التي كانت منذ أيام قليلة عدوتي اللدود ساعدتني بالأمس في عملي.. بل وطلبت منها العمل معي أيضا.. ما أسرع تقلب الحياة.. حقا إنها كالكرة التي ينقلب عاليها سافلها في ثوان قليلة.. كنت غارقا في مستنقع العمل حتى أذني أمس.. كنت أتوقع أن الملف الذي جاء به الموظف سيحتاج إلي بعض التوقيعات السريعة فقط ولكنني فوجئت بالكثير من الأوراق التي تحتاج لدراسة.. لم أجد حلا سوي العمل عليها وأنا أفتقد وجود هنري للمرة الألف بعد المليون خلال هذا اليوم.. شعرت بالملل بعد جلستي طويلة إلي المكتب فجمعت أوراقي وتوجهت لحجرة الاستقبال.. السجادة هناك رائعة ناعمة جدا وذات وبرة عالية تغوص فيها الأقدام .. أحب الجلوس عليها كثيرا.. واجهتني الكثير من المشاكل في الحصول علي بعض المعلومات.. مشكلتي أن ذاكرتي ضعيفة جدا وأنسي الكثير من الأشياء.. لقد عملت علي تلك المواقع لأوقات طويلة في الماضي والآن لا أستطيع أن أتذكر حتى أسمها.. عشرات المحاولات باءت بالفشل.. شعرت بالغيظ حتى كدت أحطم جهاز الكمبيوتر.. ثم جاءت إيمان من الخارج.. لم أكن أعرف أنها ليست بالمنزل حتى ذلك الوقت .. لقد دقت الجرس كالغرباء.. كنت أعتقد أنا إلينا أعطتها نسخة من المفاتيح منذ وقت طويل.. تلك العجوز تستمر بإثارة دهشتي.. أليست هذه صديقتها التي تدافع عنها دائما؟؟ فلماذا تهتم بها إذا.. انتابني الفضول.. تري أين كانت حتى هذا الوقت؟ قالت لإلينا أنها كانت مع صديقتها.. تري أكانت حقاً مع صديقة .. أم مع صديق؟؟.. ولماذا أهتم؟؟ اتفاقنا كان واضحا من البداية ويجب ألا أتجاهل ذلك.. سألتها في لطف عن سبب تأخرها.. ليس لأنني أردت أن أكون لطيفا ولكن لأنني كنت متعب حقا ولا أرغب في سماع محاضرة ما عن حريتها الشخص ورغبات الرجل الدفينة في السيطرة علي المرأة.. ولأنني عندما نظرت في عينيها رأيت ذلك الحزن الذي لا يفارقهما .. والي يجعلني أشعر بالذنب حقا.. أشعر وكأنني لا أستطيع أن أحفظ وعدي لعمي بأن أعتني بها بشكل صحيح.. وهذا ما يجعلني لا أحب رؤيتها كثيرا.. فأنا.. حقا .. لست أدري كيف يمكن أن أغير تلك النظرة.. أخذت تسألني عن عملي وتقترح مساعدتي.. ظننت أنها تشعر بالملل وترغب في عمل أي شيء للتسلية.. أردت أن أشرح لها بهدوء أن عملي ليس لعبة أطفال ولكنني فوجئت بمعرفتها الواسعة في ذلك المجال.. كنت أرفع رأسي من وقت لآخر وأنظر إليها وهي تعمل.. بدا علي وجهها تعبير الجدية الممتزجة بشيء كالشوق.. يبدو أنها تحب ما تعمله بالفعل.. بالتأكيد كانت تعمل في نفس المجال من قبل ولكن لماذا بدت وكأنها لا ترغب في ذكر ذلك.. تذكرت كلمات هنري عن الفتاة التي يمكن أن تساعدني كثيرا ولكنها لن ترغب في العمل معي.. كنت غبيا عندما ظننت أنها يقصد ساندي.. لقد كان يعنيها هي.. يعني لإيمان.. لماذا يعرف هنري عنها كل شيء في حين أبدو أنا كالأحمق دائماً.. شعرت ببعض الضيق ولكنني دفنته في العمل.. أنجزنا العمل بسرعة وتأكدت أنها حقا الفتاة المناسبة لتكون مديرة مكتبي.. سألتها العمل معي.. بدت رافضة بشدة.. شعرت بالدهشة.. بدت سعيدة جدا وهي تعمل فلماذا تقول أنها تكره هذا العمل.. هل هذا بسببي حقا.. شيء ما في داخلي ينفي ذلك.. أشعر أن هناك سر في ماضيها تحرص علي إخفائه .. انتابني الفضول من جديد ولكنني حاولت إخفاؤه حتى لا يتسبب في خسارتي لموظفة نشيطة.. حاولت أن أتحلي بدهاء أمي الشهير للحظات.. حاولت أن أتودد إليها بذكر علاقة القرابة بيننا وحاجتي إليها.. وعندما صعدت للنوم لم أكن واثقا ما إذا كان ذلك سينجح.

في الصباح كنت أشعر ببعض السعادة.. كيف لا وقد انتهيت من جزء هام من العمل الذي كان يقلقني.. نزلت من حجرتي في سرعة للذهاب للعمل وأنا أصفر بشفتي لحن فرنسي شهير.. ولكنني فوجئت عندما وجدت إيمان .. كانت جالسة علي الكرسي المواجه للسلم وكأنها تنتظرني.. بدت شاحبة جدا وشديدة القلق كأنها لم تنم أو قضت ليلة طاردتها في الكوابيس المزعجة.. توقفت عن الصفير وأنا أشعر بغصة في حلقي.. تري هل تسببت أنا في ذلك مرة أخري؟؟.. وجدتها تخبرني في اقتضاب أنها توافق علي العمل معي فقط لوقت قصير.. حتى أستطيع أن أجد شخص آخر.. أردت أن أفتح فمي لأخبرها ألا تضايق نفسها وأنني سأبحث عن شخص آخر ولكنني توقفت.. إنها تحتاج فعلا لأن تعمل وتختلط بالآخرين حتى تتوقف عن التفكير في حياتها الماضية.. الوحدة والفراغ يمنحانها وقت طويل لتضيف دائما المزيد والمزيد إلي مخزون الحزن.. بدلا من ذلك وجدتني أمسك بيدها وأسحبها للخارج وأنا أقول: حسنا ما دمت قد وافقت فنبدأ من اليوم.. أخذت تتذمر وتحاول الإفلات ولكنني لم أمنحها أي فرصة.. فجأة وجدت نفسها في السيارة وأنا أنطلق بها.. توقفت عن التذمر وبدت مستاءة جدا ولكنني تظاهرت بأنني لا ألاحظ ذلك.

عندما نزلنا من السيارة كانت تبدو مضطربة جدا كطفل صغير سيدخل المدرسة للمرة الأولي.. أمسكت بيدها لأهدئها فسحبتها في قوة ونظرت إلي في دهشة شديدة.. شعرت بالخجل والضيق ولم أجد ما أقول فهززت كتفي لتفهم أن تصرفي هذا لا يحمل أي معني .. لم تتكلم ولكنها ابتعدت عني خطوة.. دخلنا من بوابة الشركة .. وما أن مشينا عده خطوات حتى سمعت صوت ينادي في مرح: إيمان؟؟؟ لا أصدق عيني.. حقا يا لها من مفاجأة رائعة. التفتنا معا نحو ذلك الشاب ووجدت إيمان تندفع نحوه في سرعة وهي تقول بصوت امتلأ بالسعادة كأنه ابتسامة كبيرة: خالد.. لم أتوقع أن أراك حقاً مرة أخري. ابتعدا عني ووقفا ليتحدثا معا في أحد الجوانب . وعندما نظرت إليها.. رأيت لأول الحزن يختفي وابتسامة تحل محله لتملأ عينيها.. تري ما من هو هذا الشاب؟.

 
 

 

عرض البوم صور ثم كانت الذكري  
قديم 10-08-09, 06:04 AM   المشاركة رقم: 215
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ثم كانت الذكري المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

لى عودة مرة آخرى نظرا لانشغالى الشديد
لكننى لم اتمالك نفسى من التعبير عن مدى اعجابى بهذا الجزء
خاصة تلك الجملة الرائعة جدا جدا جدا وسأخبرك لاحقا لماذا اعجبتنى بهذه الشدة

سألتها في لطف عن سبب تأخرها.. ليس لأنني أردت أن أكون لطيفا ولكن لأنني كنت متعب حقا ولا أرغب في سماع محاضرة ما عن حريتها الشخص ورغبات الرجل الدفينة في السيطرة علي المرأة..

الى لقاء قريب

 
 

 

عرض البوم صور jen  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبه المتميزه بقلمها الذهبي, تأليف ثم كانت الذكري, رجل من نار و امرأة من جليد, رواية رجل من نار و امرأة من جليد, قصص من وحي قلم الاعضاء, كتابه محترفه في صميم الحدث
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t100048.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 12-03-10 12:12 AM


الساعة الآن 05:00 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية