«الجزيرة » تقتحم المجهول وتتخطى الأساطير المخيفة بحثاً عنها:
ظلام دامس، عظام متناثرة، وممرات تضيق ثم تتسع فجأة لتترك زائرها في دهشة تامة!!
تروي الأساطير الشعبية في رفحاء ان رجلا دخل في أحد الكهوف «غرب المحافظة» وكان محملا بالماء والزاد فخرج الى العراق من تحت الأرض!! كما تروي الأساطير أيضا ان عددا من الرجال حاولوا الدخول الى هذه الكهوف المجتمعة في قرية اسمها «الهبكة» 160كم غرب رفحاء فماتوا جميعا في حوادث مشابهة لما يُسمى بلعنة الفراعنة!! كما يردد العامة ان رجلا ابتلعه ثعبان ضخم وهو نائم في أحد هذه الكهوف التي تستحوذ على اهتمامات العامة وتستثير فضولهم وتُنسج حولها الحكايات والأساطير، وكل من زارها أبدى ذهولا كبيرا من هذه الأشكال والأسرار معا.
«الجزيرة» قطعت هذه المسافة لزيارة الكهوف العجيبة، ونقلت ما سمعته من الناس عن أسرار هذه الكهوف الغريبة الشكل، والتقت بعدد من الشباب المغامرين الذين غاصوا في أعماق المجهول متجاهلين بعمق كل خطر يحدق بهم من أجل اشباع فضولهم ونهمهم في اكتشاف أسرار هذه الكهوف التي سيطرت عليهم بغرابتها، وما تحمله من
قصص غريبة ومدهشة، تعالوا لتستمعوا الى الغرائب والقصص المثيرة، والمواقف المحرجة.. ماذا يوجد بداخل هذه الكهوف؟ وهل صحيح أنها مليئة بالأفاعي والحمام البري؟ وماهي حكاية الرجل الذي احتجزته هذه الكهوف عشر ساعات في حرارة الصيف بعد مطاردته لضبعه؟! وأخيرا ما هو التفسير العلمي لوجود مثل هذه الكهوف؟!
السلالم ضرورية للنزول لأعماقها
الصواعد والهوابط كما شاهدها العويشز
قصة الفراعنة تتكرر في الهبكة.. والحيّات الكبيرة تتناغم مع الحمام البري في هذه الكهوف
احتجزته الصخور عشر ساعات بين الحياة والموت، وآخر ابتلعه ثعبان ضخم والضباع كادت تقتل مغامرَين!!
تردد الأساطير والحكايات الشعبية عند كل موقع ومكان غريب، وكهوف الهبكة هي الأخرى لا تخلو من الحكايات الشعبية المنسوجة حولها ولا يسأل الزائر لهذه الأمكنة عن صدق أو كذب هذه الحكايات.
* راضي الشمري من سكان البادية القريبة من الهبكة يقول: لا نعلم شيئا عن نشأة الهبكة، وكل ما نعرفه عنها أنها قديمة وتعود الى تواريخ وأزمان غابرة، والبادية يسكنونها لوجود أكثر من ثلاثمائة «300» بئر بعضها قائم ونسميها «حية» وبعضها ميتة «معطلة» وهنا حول الكهوف توجد مقابر كثيرة، وتوحي أشكالها بأن لها أكثر من مائة عام عند بعض الآبار والتي يسميها العامة «القليات»، وعند سؤالنا عن تلك المقابر قالوا لنا أهلنا انها تعود لبعض القبائل التي كانت تتقاتل على الماء سابقا!!.
* فلاح من سكان البادية يقول: الداخل لهذه الكهوف مفقود في عرفنا نحن سكان البادية، ولقد فقد الكثير ممن حاول الدخول الى هذه الكهوف وربما يعود ذلك لكثرة الذئاب والضباع التي تختبىء هنا بكثرة، وسمعت من أحد أبنائنا المتعلمين ان الكهوف بها غازات سامة لكثرة الجثث والرمم القديمة فيها والتي تبعث غازات سامة فيموت من يحاول اقتحامها «مثل لعنة الفراعنة الشهيرة!» مما حدا بالبعض ان يظن ان بداخل هذه الكهوف جناً وهم الذين يقدرون وحدهم على بناء هذه الأشكال الخرافية!!.
ويضيف: وسابقا سمعنا عن رجل من أهل البادية دخل في كهف الهبكة وخرج الى أهله في العراق من تحت الأرض!! ولا ندري «يا ولدي» عن صحة هذا الكلام؟ ويقولون أيضا ان الثعابين الضخمة كانت تهاجم من يستريحون في هذه الكهوف، ويروى ان أماً تركت وليدها فلم تعثر عليه، وان رجلا أراد النوم في داخل الكهف لبرودته أيام الصيف ولم يخرج ولم يعرف عنه أحد أي شيء الى اليوم.. والله أعلم
تحياتي للجميع