المنتدى :
الارشيف
المزاح
قال عمر بن عبد العزيز: اتقوا المزاح فإنها حمقة تورث ضغينة. وقال: إنما المزاح سباب إلا أن صاحبه يضحك وقيل: إنما سمي مزاحا لأنه مزيح عن الحق.
وقال إبراهيم النخعي: المزاح من سخف أو بطر. وقيل في منثور الحكم: المزاح يأكل الهيبة كما تأكل النار الحطب. وقال بعض الحكماء: من كثر مزاحه زالت هيبته، ومن كثر خلافه طابت غيبته.
وقال بعض البلغاء: من قل عقله. كثر هزله.
وذكر خالد بن صفوان المزاح فقال: يصك أحدكم صاحبه بأشد من الجندل، وينشقه أحرق من الخردل، ويفرغ عليه أحر من المرجل، ثم يقول: إنما كنت أمازحك.
وقال بعض الحكماء: خير المزاح لا ينال، وشره لا يقال، فنظمه السابوري في قصيدته الجامعة للآداب فقال وزاد:
شرُّ مُزاح المرءِ لا يقاُل ... وخيرُه يا صاحِ لا ينُاُل
وقد يُقال كثرة المزاحِ ... من الفتى تدعو إِلى التَّلاحي
إِن المزاحَ بدؤه حلاوه ... لكنّما آخرُه عَداوَه
يَحقِد منه الرجلُ الشريفُ ... ويجتري بسُخفه السَّخيفُ
|