المنتدى :
المنتدى الاسلامي
رملة بنت معاوية - رضي الله عنها
سماها أبوها على اسم أخته أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان - رضي الله عنها.
وأبوها هو معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية.. أمير المؤمنين.. القرشي المكي. أسلم يوم الفتح، وقيل إنه أسلم وقت صلح الحديبية وبقي بمكة لا يظهر إسلامه خوفا من أبيه، ثم أظهر إسلامه يوم الفتح. ذكر ابن أبي الدنيا وغيره أنه كان طويلا.. أبيض جميلا إذا ضحك انقلبت شفته العليا، وكان يخضب شعره ولحيته بالصفرة. ويقول معاوية عن إسلامه: لما كان عام الحديبية وصدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت، وكتبوا بينهم القضية - الصلح - وقع الإسلام في قلبي، فذكرت لأمي، فقالت: إياك أن تخالف أباك، فأخفيت إسلامي، فوالله لقد رحل رسول الله من الحديبية وإني مصدق به، ودخل مكة عام عمرة القضاء وأنا مسلم، وعلم أبوسفيان بإسلامي، فقال لي يوما: لكن أخاك خير منك وهو على ديني، فقلت: لم آل نفسي خيرا، وأظهرت إسلامي يوم الفتح فرحب بي النبي صلى الله عليه وسلم وكتبت له.
وحول سيرة السيدة رملة في حياة أبيها يقول: تعتبر رملة بنت معاوية من بليغات بنات الصحابة، وكانت ذات رأي وذكاء.
وأمها هي كنود بنت قرظة وقيل كنوة ذكر ذلك الطبري في تاريخه، وماتت الأم في غزوة قبرص إبان خلافة عثمان بن عفان - رضي الله عنه.
وتزوجت رملة من ابن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عمرو ويكنى أبا عثمان، وكان أكبر ولد عثمان، وكان زواجها عقب تولي معاوية وابن الزبير الخلافة. وأنجبت رملة من زوجها عمرو بن عثمان بن عفان ولدين هما: عثمان وخالد.
وتحكي كتب السيرة والتاريخ أن مروان بن الحكم جاء إلى عمرو بن عثمان ليعوده في مرض ألم به، وبعد انصراف الزائرين من عنده قال لعمرو بن عثمان: يا عمرو، ما أخذ هؤلاء - بني أبي سفيان بن حرب - الخلافة إلا باسم أبيك، فما يمنعك أن تنهض بحقك؟ فنحن والله أكثر منهم رجالا.. منا فلان، ومنهم فلان.. وظل يعدد رجالا.. ثم قال: ومنا فلان وهو فضل وفلان فضل، فعدد فضول رجال بني أبي العاص على رجال بني حرب.
وسمعت رملة بنت معاوية ما قاله مروان بن الحكم لزوجها وتحريضه إياه على منازعة أبيها في الخلافة. وحين تماثل زوجها للشفاء، وذهب إلى أداء فريضة الحج ذهبت رملة إلى أبيها بالشام، وتعجب معاوية من زيارتها في موسم الحج فقال لها:
مالك يا بنية: هل من شي؟ قالت: لا شيء يا أبي. وصمتت رملة تعلو وجهها امارات الحزن. فقال معاوية: يا بنية هل طلقك زوجك. قالت: لا يا أبت.. هو ضنين بي. فقال لها: إذا ماذا دهاك يا بنية؟ وحكت رملة لأبيها ما حدث من مروان بن الحكم لزوجها وقالت: يا أبت مازال يعد فضل رجال أبي العاص على بني حرب حتى عد ابني عثمان وخالدا ابني عمرو، فتمنيت أنهما ماتا. فقال معاوية: يا بنية آل سفيان أقل حظا في الرجال.. فلا تخافي ولا تحزني.
وأرسل معاوية إلى مروان بن الحكم بالمدينة رسالة قال له فيها:
أواضع رجل فوق أخرى يعدنا
عديد الحصى ما إن تزال تكاثر
وأمكم تزجي تؤاما لبعلها
وأم أخيكم نزرة الولد عاقر
وأشهد يا مروان أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا بلغ ولد الحكم ثلاثين رجلا، اتخذوا مال الله دولا، ودين الله دخلا، وعباد الله طولا والسلام.
ورد عليه مروان بن الحكم: أما بعد يا معاوية فإني أبوعشرة، وأخو عشرة وعم عشرة والسلام.
وقد نال ما نال الكثير من بنات الصحابة من الدس وضع اشياء مغلوطة في سيرتهن من بعض المؤرخين، وألصقوا بهن قصصا وأشعارا لا سند لها ولا أساس.
وحين حضرت الوفاة أباها جعلوا يديرونه في قصره فقال لهم: هل بلغنا الخضراء؟!
فصرخت ابنته رملة فقال: ما أصرخك؟
قالت: نحن ندور بك في الخضراء.. وتقول: هل بلغت الخضراء بعد.
فقال: إن عزب عقل أبيك فطالما وقر.
وفي رواية قال: حولي أباك فإنك تحولينه حولا قلبا - أي رجلا عاقلا عارفا - وتوفي معاوية، وتولى ابنه يزيد الخلافة وعاشت رملة إلى ما شاء الله بدارها بدمشق، ولا يعلم أهل السير تاريخ وفاتها - رضي الله عنها.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلاماً على المرسلين والحمد لله رب العالمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|