14-10-08, 09:48 PM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو ماسي |
|
البيانات |
التسجيل: |
Oct 2007 |
العضوية: |
47838 |
المشاركات: |
739 |
الجنس |
ذكر |
معدل التقييم: |
|
نقاط التقييم: |
11 |
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
كتب الأدب واللغة والفكر
جوناثان كيرتش , حكايا محرمة في التوراة , الدراسات و النشر و التوزيع , 2005
((حكايا محرمة في التوراة))
لــ
** جوناثان كيرتش **
** ترجمة : نذير جزماتي **
في أكبر تظاهرة روائية يعيد (جوناثان كيرتش) رواية القصص المحرمة في كتابه هذا - واضعاً كل قصة ضمن إطارها الزمني و السياسي و الاجتماعي منقباً في أحدث الدراسات الانجيلية بغية إعطاء الجواب عن سبب منع أو تحريم كل قصة من هذه القصص و ألقى ضوءاً كاشفاً عن الزمان و المكان اللذين شهدا أول كتابة للقصة ، و عن السبيل الذي شقته إلى التوراة .
و بيّن الكاتب أن لدى كل قة من هذه القصص شيئاً هاماً يمكن ن تقوله إلى القراء المعاصرين .
الجنس والسياسات
إن اختيار شركاء الفراش حسب ما صورت في الكتاب المقدس هو أحياناً مسألة سياسية ودبلوماسية أكثر تقريباً من حب أو شبق. ويقال، على سبيل المثال، أن سليمان جمع سبعمائة زوجة (سفر الملوك الأول: 11: 3) ومن المحتمل أن الكثيرات من هذه الزيجات كان يقصد منها عقد التحالفات بين الملك الإسرائيلي، هو في ذروة سلطانه، وبين أمراء وحكام الأمم المحيطة والأباطرة. وحتى عندما تتكلم التوراة عن لقاء جنسي بين الأقارب الأدنين (رهقي) بصورة صريحة، تحتل مركز القلب أحياناً الطموحات السياسية أكثر من المغامرة الجنسية، مثلما حدث عندما انغمس ابشالوم بين الملك داود في الطقوس العربية العامة مع محظيات أبيه فوق سطح القصر.
وكانت محظيات داوود تصنف تحت ما يمكن تسميته حصراً بالحريم. فقد جمع ملوك إسرائيل مثل باقي الملوك في الشرق الأدنى القديم، زوجات ومحظيات بإسراف كبير، وكان الحريم رمزاً لأبهة وثراء قصر الملك. وزود المزواج سليمان (الحكيم) على سبيل المثال، بثلاث مائة محظية إضافية. وقيل لنا صراحة أن أحازيا، وهو سليل داود وسليمان، قلد الملوك الوثنيين بفرض الختان (أو جعلهم خصيان) لضمان نزاهة زوجاته (سفر الملوك الثاني 9: 32) وحتى إذا كانت الأعضاء الخاصة لرجل ما قد (هشمت أو استؤصلت) ينظر إليه برعب من جانب كاتب توراتي لما يعرف باسم سفر تثنية الاشتراع (سفر تثنية الاشتراع 32: 2).
وكان حارس الحريم أساسياً لأن نزاهة زوجة الملك أو محظيته تمثل رمزاً آخر يدل على سلطان الملك وقدراته. وهكذا، عندما شق المتمرد ابشالوم طريقه إلى الحرب ضد أبيه الملك داود، وطرد الملك من أورشاليم، اختار إشارة لافتة للنظر (جدير بالذكر أنها فرويدية) ترمز إلى توليه عرش أبيه: فقد أسر أبشالوم محظيات أبيه اللواتي خلفهن الملك الفار وراءه ونصب خيمة على سطح القصر الملكي، حيث كان بالإمكان رؤيتها من كل أنحاء أورشاليم، وواصل كل محظية من المحظيات العشرة «على مرأى كل إسرائيل» (سفر الملوك (صاموئيل) الثاني 16: 22) والرسالة السياسية لم تخطئ: «فمضاجعة محظية الملك ـ حسبما كتب مثقف توراتي ـ كانت بحكم اغتصاب العرش»(36).
وعلى عكس رؤويين الذي قد يكون أيضاً قد تحدى سلطة أبيه وذلك بنومه مع سرية يعقوب، فإن ابشالوم دفع حياته ثمن تحديه الجنسي ـ ثم بعدئذ، سيتعرض للموت لقاء تمرده على الملك الحاكم، إن كان توجه انقلابه في القصر أو لم يتوجه بطقوس عربيدية عامة. وواضح أن داود نظر إلى النساء وكأنهن أفسدن باتصالهن الجنسي مع ابنه، فنبذهن بعد استعادته العرش مع حريمه «فأقامهن في بيت حجز وكان يعولهم ولم يدخل عليهم فكن محجوزات في أيمة دائمة إلى يوم وفاتهن» (سفر الملوك الثاني 3: 20).
ومن الطبيعي ألا يتمكن داود من إبداء دهشة كبيرة أمام فعل ابشالوم الجنسي الجريء جداً. ذلك أن داوود نفسه، بعد كل ما جرى نام مع زوجات سلفه شاؤول، كرمز للملكية (سفر الملوك (صاموئيل) الثاني 12: 8) وبذلك ضرب مثلاً لأبنائه المغتلمين (الشهوانيين) والمتمردين. وعندما توج سليمان كملك لإسرائيل بعد موت داود، سأل أحد أبنائه أدوناه، بأدب جم السماح له بالنوم مع محظية أبيه المفضلة، الممتعة، ولكن غير الملموسة أبيشاج (الشونمية)، واعتبر سليمان ذلك بمثابة إشارة للمطالبة بالعرش ـ فأرسل فاتكاً لكي يغتال أخاه الوقح (سفر الملوك الأول 25: 12).
إن الارتباط بعلاقات جنسية مع محظية والد امرئ ـ وهو فعل يمكن لنا أن نشبهه بالنوم مع زوجة أب المرء ـ كان يعتبر انتهاكاً للتابو (المحرم) الجنسي ارتفع إلى درجة الأمر الإلهي في التوراة، إلا أن جريمة هؤلاء الرجال الجريئين والطامحين ـ داوود، وابشالوم، وأدوناه، وغيرهم الذين سجلت مغامراتهم في الكتاب المقدس ـ إنما كانت خيانته أكثر منها اتصالاً جنسياً بالأقرباء الأدنين (رهق).
الرابط مكتبة المهتدي لمقارنة الاديان
|
|
|