المنتدى :
كتب المسرح والدراسات المسرحية
علاء الدين حسو , عندما تنبت الياسمين في الصحراء
مسرحية
عندما تنبت الياسمين في الصحراء
علاء الدين حسو
مقدمة
الخرافة، مادة غنية للمسرح، وحلم لذيذ للإنسان العاجز على تحقيق رغباته في الواقع.
اشك إن هناك مجتمعا ليس لديه خرافة تكبر وتصغر حسب حضارته والتناسب عكسي فكلما كانت الحضارة قوية كانت الخرافة في تلاشي وكلما ضعفت الحضارة تجرأت الخرافة وظهرت على الساحة ..
في طفولتي ، قالوا أن الزلزال سببه كبش يحمل الأرض على قرنه وتحدث الهزة حين ينقل الأرض من قرن إلى أخرليرتاح
وفي مراهقتي سمعت عن تيس يحلب وأن حليبه حقق المعجزات
واضحك حين اذكر عبثي لإقناع زوج خالتي الأمي إن الأرض كروية واكتفى يومها بالسخرية مني حين قلت له انه هناك عالما خسر حياته من اجل ذلك...
وهذا نص لعينة من البشر عجزت عن الشفاء من مرضها فلجأت إلى الخرافات على مبدأ لا يحل الحديد إلا الحديد
الشخصيات :
1- درهم: حارس الشجرة، في العقد السادس، حكيم، غامض
2- مهران حسين: الموظف في معمل السكر (أمين صندوق ) في العقد الرابع.
3- رشدي البلاط: التاجر، في العقد الخامس
4- نزار: شاب جامعي
5- نهاد: مدرسة، في منتصف الثلاثينات.
6- عمر : عامل، في العقد الثالث .
7- هند: روج عمر..في متصف العشرينات .
8 – الغريب : في العقد الثالث
الفصل الأول
المنظر
المسرح عبارة عن خيمة عربية ..هناك عمود في المنتصف ترتكز عليه الخيمة ..يوجد شق وحيد للخيمة..تتوزع فرش عربية داخل الخيمة..
قرب الطرف الأيمن توجد جرة ماء من الفخار كبيرة ..
سيكون الشق الأيسر هو المدخل والمخرج
أمام المسرح قريبا من الجمهور يتواجد بئر ماء ..منه ستخرج الشجرة ..
المشهد الأول
المسرح مظلم، تنبعث موسيقى توحي بالصحراء..ونسمع صوت دعاء
الصوت : الهي خالق الأكوان، سبحانك ..ما أروع شجرتك
المباركة ..امنحني طول بقائها. .يا رحمن ..
يا واهب الأمان.
يضاء المسرح لنكتشف (درهم ) صاحب الصوت خلف البئر رافعا يديه نحو السماء يكرر الدعاء
درهم : الهي خالق الأكوان، سبحانك ..ما أروع شجرتك
المباركة ..امنحني طول بقائها. .يا رحمن ..يا واهب
الأمان..أنا عبدك درهم ..درهم الفقير إليك ..خادم
معجزتك ..اعني على العناية بها .
. يقولون عنها ياسمينا..وأية ياسمين تعطي الماء الشافي
؟..الهي عفوك .عفوك...
يدخل مهران لاهثا ..أثار التعب واضحة ..
مهران: إنها هي، لا شك في ذلك..(يتفحص الخيمة) هذه هي
خيمة الأحلام..(يدنو من البئر يمسك بجرة ماء ..يشرب
بنهم ودفعة واحدة).. الحمد لله ..الماء سر الحياة ..آه من
الماء ..إنها الوقود البشري لا يمكننا الاستغناء عنه ..
درهم : الماء والإنسان والحياة كلها بيد خالق الأكوان وسر من
أسراره..
مهران : ( يكتشف العجوز فجأة) ..وهل قلت غير هذا أيها الشيخ
الطيب ؟
درهم : درهم ..اسمي درهم
مهران: ادم الشجرة إذن..أنا مهران ..مهران حسين الموظف في
معمل السكر.
درهم : عندما نقول :الماء سر الحياة ،تعطي للماء صفة الإلوهية. .
مهران:استغفر الله، لم يكن قصدي ذلك.ولكن..
درهم : (مقاطعا) ان لم يكن قصدك لما تنطقها ..؟
مهران:قصدت حياتنا تعتمد على الماء.
درهم:ها أنت تعود لما كنت عليه..الماء سبب لاستمرار الحياة
حياتنا بيد الخالق ..
مهران : وهل قلت غير ذلك (محدثا نفسه) يا له من استقبال ؟
درهم : ماذا تقول؟
مهران :صدقت يا سيدي صدقت .
درهم:(بغضب)درهم..قلت لك اسمي درهم .
مهران : (مستسلما) حسنا يا درهم يا خادم الياسمين.
درهم : (أكثر غضبا) إياك ثم إياك أن اسمع ما قلته الآن .
مهران: وماذا قلت ؟
درهم: إنها شجرة مباركة..الشجرة المباركة .
مهران: ولكنهم يقولون بأنها تشبه الياس...
(يسد درهم إذنيه بإصبعيه ..وحين يرى صمت مهران يسحب إصبعيه)
درهم:يا ولدي ..الشجرة المباركة تشبه تلك ..ولكنها ليست مثلها
هي كبيرة ..أوراقها ضخمة ..يعصر من
أزهارها الماء ..وليس بماء ..انه العلاج ..العلاج
المبارك..لو رأيتها، لفهمت عجزي عن وصفها..
الكلمات عاجزة على وصف الشجرة المباركة ..
(يرفع يديه داعيا ) الهي خالق الأكوان، سبحانك ..
ما أروع شجرتك المباركة..امنحني طول بقائها. .يا رحمن
..يا واهب الأمان..أنا عبدك درهم ..
درهم الفقير إليك ..خادم معجزتك ..اعني على العناية بها .
(يلتفت الى مهران ) ارفع يديك وادع ..
الدعاء باب النجاح ،باب الفلاح ..ادع رب العالمين ان يجعل
الشجرة من نصيبك ..
مهران : (مستغربا) من نصيبي؟ ..لما أتيت إلى هنا ؟
درهم : ليس كل من يأتي يحظى برؤيتها ..وليس كل من يراها
يقدر على تذوقها ومص مائها..و ياله من ماء
درمان ..انه درمان ..
مهران : عجبا لما اسمع ؟
درهم:(مقاطعا) دعك مما تسمع..الحقيقة غير النقل..الذي ينقل،
ينقل صورة عن الواقع، لن تدرك الحقيقة
هنا ..سترى الشجرة المباركة بإذن الله ..وستكلمها بإذن
الله وستأكل من ثمرتها ان شاء الله ،
مهران : (متعجبا) او تتكلم أيضا ؟
درهم: (يدنو من مهران كأنه يريد ضربه بعصاه)أتصدق ثمرتها
بالشفاء وتستنكر نطقها..عجب ..
مهران : حلمك علي يا درهم ..لقد قطعت المسافة تحت الشمس
سيرا على الأقدام ولا ادري كيف وصلت
وقبل ان افرح بالنصر أرى حواجز أصعب من السير
في الصحراء ..
درهم: الوصول نعمة..إشارة جيدة أن الشجرة راضية عنك
..(يرفع يديه داعيا) الهي خالق الأكوان، سبحانك .
.ما أروع شجرتك المباركة..امنحني طول بقائها. .يا رحمن
.يا واهب الأمان..
(يشير إلى مهران ، ليتبعه نحو البئر..فتحة البئر..يطلب من مهران بالإشارة النظر إلى جوف البئر رافعا يديه )انظر..تأمل
. .فكر..ادع بسرك ان يجعلها الخالق من نصيبك ..
(تظلم الصالة لفترة بسيطة كاننا نرى بعيني مهران تعود الاضاءة حين سماع صوت درهم)
مهران:ظلام. لا أرى شيئا.ظلام .ظلام...
درهم: ستراها..ستراها ..ان كان لك نصيب ..ستراها تبرز من
هنا وتكبر وتكبر..حتى تملأ الخيمة..
لن تعرف طولها ..هل تصل الى السماء الأولى أم
السابعة ..وتضرب جذورها في أعماق الأرض
وتعطيك من ماء البركة ..الدرمان العلاج المطلوب ..
يعود العجوز الى الدعاء ويبقى مهران محدقا في البئر يحاول ان يرى شيئا إلا أن حركاته تدل على الظلام وعلى انه لم يرى شيئا
ظلام
المشهد الثاني
يدخل رشدي البلاط من القسم الأيسر لاهثا تماما كدخول مهران
رشدي: ماء..أريد ماء ..
مهران جامد ..يحدق في البئر ..درهم يدعو سرا
رشدي : اعطوني ماء .. أكاد أموت
مهران : مازال محدقا بالبئر ..
يتفقد رشدي بعينيه المكان فليمح الجرة فيهرول نحوها ويشرب بنهم
درهم:(قاطعا دعائه) لا تشرب كثيرا..ستفجر معدتك ..
رشدي: أكاد ابتلع بحرا
درهم: البحر مالح..
يعود رشدي للشرب
درهم:كفاك أيها الكهل.دع لغيرك ..
يخرج درهم من حيث دخل رشدي كأنه ينتظر آخرين ومع خروجه يشرب رشدي قليلا ثم يدنو من مهران الذي ينتبه اليه
رشدي : من هذا ؟
مهران: انه درهم..خادم الشجرة المباركة.
رشدي : تقصد الياسمين ؟
مهران: (محذرا) إياك ثم إياك أن يسمعك الخادم..إنها الشجرة
المباركة ..(يصمت محدقا في وجه رشدي)
رشدي: ما بك تحدق بي
مهران: هل تقابلنا قبل الآن؟
رشدي: لا أظن
مهران: وجهك مألوف..
رشدي : يخلق من الشبه أربعون .
مهران: فلاح..(يهز رشدي رأسه نافيا) ..سائق شحن ..
رشدي : لا اقبل الاهانة ..أنا تاجر ..الم تسمع برشدي البلاط ..
مهران : رشدي ..رشششدي ..اسمك مألوف
رشدي:وما مهنتك ؟
مهران: موظف..أمين الصندوق في معمل السكر .
رشدي : (مضطربا)مستحيل ان نتقابل مالي ومال السكر .
مهران : أقسم بأني رأيتك ..وأننا تحدثنا..
رشدي: متى؟
مهران: قبل عشر سنوات.
رشدي: (ساخرا) مدة قصيرة.
مهران:سأتذكر..سترى ..(يقترب من البئر)ويتبعه رشدي
رشدي: يقولون بأنها كبيرة ..لعجب ياسمين تنبت في صحراء ؟
ولكن أين هي ؟
مهران: درهم يقول..بأنه سيراها من كان له نصيب.
رشدي : نصيب ؟ ..أنا لا أؤمن بالنصيب .
مهران :وكيف اهتديت الى هنا؟
رشدي : لا ادري ..منذ تركت الحافلة وقال لي صاحبها اسلك الطريق..سرت ولا أعرف كيف وصلت ؟!
مهران :الشجرة راضية عنك .
رشدي: الشجرة ؟
مهران: كم شخصا كنتم في الحافلة؟
رشدي: أربعة رجال وسبع نساء وطفلين وعجوز..العجوز
والطفلين بقيا في الحافلة ونزلنا البقية واضعتهم اثر
زوبعة غريبة ظهرت ..
مهران : زوبعة وتيه وتصل بمفردك ولا تؤمن بالنصيب ؟
رشدي :لاافهمك ؟
رشدي: درهم سيشرح لك.
رشدي : درهم ..تقصد الشيخ اسمه درهم..أين اختفى ؟
(يحاول الخروج لتتبع اثر درهم إلا انه يغير رأيه)
رشدي: أين يذهب وسط الصحراء والشمس تشوي الأجساد ؟
مهران:سيأتي..سيأتي ..
رشدي :وهل مشكلتك صعبة ؟
مهران: أفضّل الاحتفاظ بها.
رشدي : (وقد زاد فضوله) لما ..من يأتي إلى هنا يبحث حلا عن
المستحيل ..
مهران: (يتقدم نحو رشدي وكأنه تذكر شيئا) تذكرت..تذكرتك
أنت المتعهد النصّاب ..حاولت الحصول على مناقصة
إتلاف الشوندر ..
رشدي :شوندر؟
مهران : وحاولت رشوتي لكسب المناقصة .
رشدي: كان ذلك قبل عشر سنوات.
مهران : وبعد مئة سنة ..لن أنسى تلك الساعة ..فقدت مركزي
بسببك ..تظن بأنك تستطيع إخفاء وجهك خلف شاربك
المصبوغ ..انفك كبير ،عرفتك من انفك
رشدي: (يتحسس انفه)مع أني لا أذكرك ولا اعرف مشكلتك
معي إلا أن أعدائي كثر.
مهران: ستفضحك الشجرة..لاشك في هذا ..من اجل هذا سمحت
لك الوصول.
رشدي: سمحت لي لأن هدفنا واحد.
مهران : مستحيل ان تتوحد أهدافنا .
رشدي :مشكلتنا واحدة
مهران: مستحيل..
رشدي : مشكلتي ومشكلتك تنتمي الى المشاكل المستحلية ..فهي
واحدة ..لذا كان نطلب نفس العلاج.
مهران :( يبتعد عن رشدي) مستحيل ان تكون أهدافنا مشتركة
..الربو ليس كالطاعون ، مشكلتي مثل الذي يعاني من
الربو ومشكلتك مثل المصاب بالطاعون...
( ويوجه كلامه الى الشجرة داخل البئر ) أيتها الشجرة
المباركة..تحدينا الموت في سبيل الوصول إليك ويأتي
إليك من كان سببا لقدومنا إليك.. أبعديه عنا ..أبعديه عنا .....
ظلام تدريجي
المشهد الثالث
.ويسلط الضوء الى القسم الأيسر حيث يدخل الشاب نزار لاهثا .
نراز: ماء. ماء..ماء ..
يشير مهران الى الجرة فيسرع نحوها ويبدأ بالشرب
رشدي: لا تكثر من الشرب .(يتجاهله نزار ويشرب حاجته)
يبدو ان معدتك صغيرة .
مهران: دع الشاب..فكر بمشكلتك..
رشدي: (بقرف). أف ..تعبنا من التفكير ..أتينا هنا لحلها وليس
للأحتفاظ بها ..
مهران: وخلق الإنسان عجولا وإذا مسه الشر جذوعا..
رشدي: أتدري كم خسرت وأنا قادم إلى هنا ؟
مهران : ليس اقل من خسارة العرب حينما ذهبوا الى مدريد.
رشدي: وكيف ذلك ؟ العالم كان معنا و اُثبتنا لهم أننا نريد السلام؟
مهران: اعترفنا بإسرائيل ولم يعترفوا بفلسطين؟
رشدي: ( محاولا إسكات مهران) دع السياسة لأهلها ياعم
..خسارتي تعادل 20سنة من مرتبك الشهري .
مهران : (يلتفت نحو الشاب) يبدو ان مشكلتك صعبة جدا ..
رشدي: (باستهزاء)فقد حبيبة أم هجران ؟..
نزار: وما دخلك أنت..
رشدي: آه من الشباب ..لو كنت مثل سنك واملك ما املك لكنت
خرقت الجبال..
مهران : (بتهكم) جبال طوروس أم زغروس؟
رشدي: هذا الفرق بينا أنت تفكر في الخيال وأنا الواقع..الجبال
اقصد النساء يا حبيبي ، كل امرأة جبل .تحتاج الى جهد حتى
تصل الى قمته. وحين تصل تفقد بريقه، وتحاول تسلق غيره.
مهران: ألا تخجل من سنك ؟..كل همك النساء ..
رشدي: وما هم شاب في مثل سنه غير النساء؟ ..والعشق؟ والفراق؟..
نزار: (بدا تحسن نشاطه) وأين الياسمين ؟ إني لا أراها ؟
رشدي: إياك أن يسمعك درهم..قل الشجرة المباركة ..لا تقل ياسمين ..
نزار : ومن درهم ؟
رشدي : (مقلدا مهران) خادم الشجرة ..ستراه .هو أيضا يكره الألقاب..قل درهم فقط ..
رشدي: حقا أيوجد في الدنيا من يكره الألقاب؟
يدخل درهم فجأة، ينهض الجميع وقدا أخذتهم الدهشة لسرعة دخوله..
درهم: أهلا بالشاب..أهلا وسهلا ..
رشدي: نراك ترحب بالشاب أكثر منا !؟..
درهم: لان مشكلتك اقل شانا من مشكلته.
رشدي: أتعرف مشاكلنا أيضا ؟
درهم: بل الفراسة يا تاجر العفن..(متوجها إلى الشاب) لا تفكر
يا ولدي ..تحمل هما أثقل من طاقتك , ( يذهب نحو الشجرة
البئر ..ويبدأ دعائه المعتاد)..الهي ،سبحانك ، ما أروع شجرتك
المباركة ، امنحني طول بقائها، يا رحمان، يا واهب الأمان..
رشدي: (هامسا في إذن مهران) اشك بهذا الرجل..
درهم: (قاطعا طقسه) أيها التاجر..أنا بشر مثلك من لحم ودم ومن
شحم وعظم ومن قلب ولسان وانك الوجه السيئ للتجار..
مهران: وهل أكتمل عددنا ؟
درهم: العلم عند الله..علينا انتظار المغيب ..
مهران : أفهم أنه يوجد المزيد ..
يخرج درهم من حيث أتى دون أن يجيب يتبعه الثلاثة بعيونهم..
رشدي : إلى أين يذهب في هذا الحر ؟
نزار: هكذا انتم التجار..
رشدي: أتعرفني ؟
نزار: من المجلات الرخيصة التي تعرض صور حفلاتكم
الباهظة ..
رشدي : ولما تشتريها ان كانت رخصيه ؟
نزار : لنمارس العادة السرية ..
رشدي : (يضحك وملتفتا الى مهران) أسمعت .مشكلته عاطفية
..نحن نلعب وهم يتفرجون
نزار : هذا هو حدود تفكيرك ..لا ترى ما نراه ..
رشدي : وهذا ما تفعلوه ..كلام فقط كلام ..ترغبون
بدار مسرح نحن نبي، وترغبون مدارس نحن نبني،
من يود(يمد ذراعيه كأنه يقود حصانا) ركوب الحصان
عليه(يشير بأصابعه كأنه يعد نقودا)دفع ثمنه.
نزار: مثل مدرسة الجيل .
رشدي: تلك انهارت بسبب سوء المهندسين .
مهران : فكر بمشكلتك يا نزار ..قلت اسمك نزار
نزار: هربنا من مشاكلنا وجدناه أمامنا.
رشدي : أهلا باليساري ..حبيبي سيدك الروسي مات وبناته
تلهث خلف الأمريكان..
نزار: (بانفعال) لسنا عبيدا للمخلوقات، انتم عبيد المال..سيدكم
من يعطيكم المال وتفتحون ..
يهجم رشدي على نزار فيتصدى له نزار وتنطلق موسيقى تدل على الهرج ويتدخل مهران وتبدأ الاضاءة بالتقطيع فلا نميز ما يحدث لبرهة..
ظلام
المشهد الرابع
هدوء نسبي نسمع لاهاث رشدي وحركات نزار المنفعلة ..تدخل فتاة جميلة، أنيقة، إنها نهاد ويبدو عليها التعب والإرهاق.
نهاد: ماء ..(تفقد توازنها وتكاد تسقط فيسرع مهران ونزار لحملها ووضعها على أريكة بينما يتجه رشدي نحو جرة الماء ويسكب لها قدحا فتتناوله وتشرب على فترات ثم تعيد القدح الى رشدي
رشدي : بالهنا والعافية يا آنسة ..
نهاد: نهاد.واسمي نهاد شكرا..أنا بخير ..
(يبتعد نزار ومهران عنها ويبقى رشدي يراقبها بشبق)
رشدي : تشرفنا ، رشدي البلاط ، تاجر عام ..لا بد الطريق كان شاقا .
نهاد: مع أنني كنت مع جماعة فقد تهت، وجدت نفسي
وحيدة بعد عاصفة هبت علينا، وحين سرت
اهتديت الى هنا ، أهنا مكان الياسمين ؟.
رشدي: رجاء لا تقولي يا... بل الشجرة المباركة ، هذه
أوامر درهم .
نهاد : درهم ؟
رشدي : خادم الشجرة .راعي المكان الناطق باسمها ..
نهاد : أين هو؟
مهران: سيأتي بعد قليل.
نزار: أرى الذباب تكشر عن أنيابها.
نهاد: (تلتفت حوله) ذئاب.
مهران: (متطلعا في وجه رشدي) يقصد ذئاب بشرية
رشدي: اهانة لا اقبلها..
مهران: بدل الكلام الفارغ هيا نرى أين يذهب درهم فالنهار يكاد ينتهي.
يخرج رشدي مع مهران من طرف خروج درهم يبحثان عنه
يقترب نزار من جرة الماء ويصب قدحا يشرب ثم يتطلع بالجرة كأنه اكتشف شيئا
نزار: غريب حقا..
نهاد: ما الغريب ؟
نزار: الماء في الجرة، لا ينقص، كلما شربنا يبقى كما هو..
نهاد: وما الذي يتغير؟، كل شيء كما هو.
نزار: على رأيك كل شيء كما هو..فهل يتوقف على جرة الماء ..
نهاد : (تتفحص الشاب الذي يقدم إليها قدحا من الماء دون ان تتطلبه فتتناوله )يبدو انك جماعة اليسار
نزار: ارجوك يا آنسة ،تلك مصطلحات لا تنطبق علي.
نهاد: (تشرب وتعيد القدح نزار) شكرا ، أليس للإنسان هدف
معين وفكر يؤمن به؟
نزار: ليته هدف بل أهداف.
نهاد: الحيرة تسطير عليك.
نزار: أتسمح لي اعرف مع من أتكلم؟
نهاد: وهل هذا مهم؟
نزار: كي احدد .
نهاد: ألا يدلك حوارنا على شيء؟
نزار: اعتقد أنه ليس كافي.
نهاد: ما رأبك بأني تعرفت على شخصيتك.
نزار: ساحرة أم باحثة ؟
نهاد: معلمة، مدرسة أطفال، والاهم امرأة.نحن نقرأ عيون الرجال
نزار: ونحن نقرأ النساء من أنوفهن.
تقبض نهاد على انفها فيضحك نزار
نهاد: أتسخر منا؟
نزار: معاذ الله، ومن يجرؤ؟
نهاد: تشك في مهاراتنا؟
نزار: أفضل التوقف.
نهاد: لما؟
نزار: لأني في مكان يجبرني على التفكير بأمور أهم.
نهاد: لا تتهرب،هنا مسألة يجب ان تنتهي.
نزار: أنف شامخ يدل على ثقة في النفس .
نهاد: عينان مضطربتان تدلان على الحيرة.
نزار: استغرب حضورك الى هنا؟
نهاد: أحيانا يبحث الإنسان عن السراب.
نزار: السراب رواية معقدة لكاتب رائع.
نهاد: أقرأتها أم شاهدتها في السينما؟
نزار: أفضل السينما في مثل هذه الحالات.
نهاد: ولكنها لا تعبر عن الحقيقة.
نزار: متعتها اكبر وفائدتها اعم.
نهاد:.الرواية تحلق بخيالك فتصنع الشخصيات والتصورات
نزار: ومن لا يملك خيالا او تصورات
نهاد: لن ينفعه الفيلم..سيرى أجساد فقط ..
نزار: لو كنت مخرجا لقلبت الفكرة
نهاد: كيف؟
نزار: لجعلت الأم تعشق الابن.
نهاد: جميع الأمهات يعشقن أبنائهن.
نزار: انك لا تفرقين بين العشق والحنان
نهاد:تتحدث عن تجربة لا تعرفها
نزار: وأنت أيضا لم تعيشها بعد
نهاد:(تصمت فترة ) صدقت..لم أعشها بعد
نزار: وهل قرأت الرواية؟
نهاد: لا
نزار: أريت نحن نتناقش حول شيء لا نعرفه
نهاد: كي نهرب من مشاكلنا.
نزار: نتبع سياسة الالتفاف..نخاف المواجهة
نهاد: ماذا تعمل؟
نزار: طالب جامعي
نهاد:.مازلت في بداية الطريق
نزار: أي طريق، الطرق كثيرة
نهاد: قرأتك جيدا
نزار: وتدركين الحل؟
نهاد: لو أتقن الحلول لحللت مشكلتي. ( تنظر نحو شق خروج مهران ورشدي)لقد تأخروا؟
نزار: لا احد يمكنه الابتعاد عن هنا سيعودون.(يتجه نحو البئر مقلدا خطوات درهم ) الهي خالق الأكوان
(يلتفت نحو نهاد) أتدرين، دعاء درهم غريب حقا، يقف هنا ويدعوا، ثم يصمت ويختفي، انه غامض
،لكنه يملك قوة عظيمة،تجذبك إليه
نهاد:شوقتني إليه؟
يدخل مهران وخلفه رشدي
رشدي: أكاد اجن، أين يختفي الرجل، أين يذهب؟
مهران: كدنا نتوه..
نهاد: كان عليكما البقاء هنا.
يدخل درهم خلفهم فجأة فيذهل الجميع
درهم: أرى ضيفا جديدا.
نهاد: أهذا هو؟
درهم: أهلا بالتي تبحث عن السراب. وستخرجين من هنا مطمئنة بإذن الله.
نهاد: لأول مرة اشعر بالرهبة.
درهم: وستتخلين عن المبدأ الذي جعلك تنتظرين طويلا.
نهاد: أتعرف هذا أيضا.
يتقدم درهم نحو البئر ويبدأ طقس الدعاء جاهر ثم صامتا
درهم: الهي خالق الأكوان ، سبحانك،ما أروع شجرتك المباركة،امنحني طول بقائها ،يا رحمان،يا واهب الأمان.
تركز الإضاءة نحو رشدي وباقي المجموعة وتختفي عن درهم
رشدي: اقسم بأنه ليس إنسان.
مهران: معقول لم نره ، الشمس لم تغب بعد.
نزار : الغرابة تحيط بنا. أتينا لشجرة تنبت في الصحراء وماء
من جرة لا ينضب والاهم لا نعرف كيف وصلنا
تعود الإضاءة إلى درهم الذي يهتف
درهم: عبثا تحاولون ..سأحضر متى يحين الموعد، لا تركضوا
خلفي، نحن قوم خرقت لنا العادات لأننا خرقنا العادات..الشمس
توشك على المغيب والعد سيكتمل بعد قليل .يا خالق
الأكوان..
(يختفي الصوت مع خروج درهم)
نهاد: بهرني هذا الشيخ..
مهران: تزداد الأمور تعقيدا..الليل يقترب ولم أتوقع ما يحدث
لي..أتمنى أن لا يكون موتي هنا
نزار: ستموت ، عاجلا أم أجلا
نهاد: الموت بداية مرحلة جديدة وهي اكبر نعمة ولحسننا لا نعرف وقتها.
نزار: فعلا، كارثة لو عرف الإنسان متى يموت.
مهران: كفاكما حديثا عن الموت.
رشدي: ان لم ننتهي سنموت.
صمت عام ،يعود مهران لمراقبة البئر ..
ظلام تدريجي
المشهد الخامس
يكاد الانفعال يسيطر على مهران يتوقف لحظة دخول عمر وزوجه هند مستندة على كتف عمر
عمر : من فضلكم ماء لزوجتي.
نزار الى الجرة فيسرع عمر نحو الجرة يصب قدحا ويقدمها لزوجه التي تجلس بجوار نهاد.تشرب ويشرب
والكل يتفرج ثم يضع الجرة مكانها فيذهب إليها نزار ويراقب الماء
نزار: لم تنقص ..
هند:عمر زوجي العزيز أين الياسمين؟
يدخل درهم فجأة وهو قابض على رجل غريب يدفعه نحو الأمام ويبدو على الغريب التعب الشديد
درهم: لا تسقوه الماء، انه عطش جدا، انه ليس منكم، اربطوه جيدا، قيدوه، جاء مع رجاله لقطع الشجرة المباركة ،
يخرج من عبه حبل يأخذه رشدي ومهران ويوثوقون الغريب ويلقى الى إحدى الزوايا.
بفضل الله وبركة الشجرة تاه جنوده وبقي هو كي يشهد معجزة الشجرة إياكم حل وثاقه اسقوه الماء
.. يقترب من الشجرة ويبدأ بطقس صامت من الدعاء ثم يلتف نحو المجموعة
مهران: أرى الجمع قد اكتمل والشمس غابت، والممل أصابكم،
الصبر الصبر، والامتثال للأوامر. تبحثون عن الدواء ، بعد ان
عجزتم عن الحصول عليه ،الليلة ،الليلة ستنامون هنا ،وسترون
الشجرة ان كان لكم نصيب ،ولكم عليكم الانتباه ، العناكب
والعقارب تدخل المكان في الليل عليكم قتلها ،الهي ..
مع انطلاق الصوت والدعاء تطفئ الأنوار ويسدل الستار ...
الفصل الثاني
ملاحظات للإخراج.
.سيتم هنا ظهور أشكال للعناكب والعقارب يتم استخدام بشر ولكن بأزياء تحوي للعناكب والعقارب او استخدام عناصر كهربائية(العاب أطفال)يتم التحكم بها عن بعد وتحمل موكيتات العقارب والعناكب او خيوط تتدلى لإظهار العناكب ..وهناك عنصر هام هو استخدام الرائحة رائحة الياسمين حين ظهور الشجرة حتى هذه الرائحة تسيطر على صالة المسرح
المنظر
نفس الديكور ، المسرح عبارة عن خيمة ، وسائد عربية ، قرب جرة الماء نجد الغريب مقيدا بحبل وفمه مسدود ، الجميع متواجد ، ودرهم مختفي
الوقت: تنبعث موسيقى على الدلالة على الوقت ليلا..
المشهد الاول
رشدي :عظيم.رائع..عظيم ..سننام هنا ، (ينظر نحو الغريب )
ومعنا مشكلة مع الدولة.
مهران: وهل أنت خالي مشاكل مع الدولة،( يتفقد المكان بعينيه)
ومن قال لك بأننا سننام؟ الم تسمع ما قاله درهم:
العقارب والعناكب زوار الليل وضيوفنا.
هند :( تحتضن زوجها بخوف) عمر أنا خائفة ، دعنا نهرب من
هنا.
عمر: (يحاول ضمها وان بدا عليه الخوف) لا تخافي حبيبتي، أنا
معك، أين نذهب في هذا الليل؟
رشدي:ستصبحون فريسة لوحوش الصحراء.
نهاد: أرفق بحالها يا رجل.
نزار: مثل هؤلاء لا يفكرون إلا بأنفسهم.
مهران: لابد من وجود حل.
نزار: الانتظار حتى الصباح.
حركة شديدة من الغريب المقيد يحاول التحدث او التعبير عن فك قيوده إلا الجميع يتردد
نهاد: دعونا نفك قيود الغريب علنا نهتدي لشيء.
مهران :لا يمكن ان نخالف أوامر درهم.
نهاد: ومن درهم حتى يأمرنا؟
مهران: انه قانون المكان، هو سيده ونحن حضرنا طواعية.
حركة مرة أخرى من الغريب اعنف من السابق يتوقف لحظة سماع عواء الذئاب وأصوات غريبة
الكل هنا يرتجف ..رشدي يحتمي خلف نزار وهند تتماسك في جلستها ومهران يتردد أين يجلس والزوجان في تماسك كأنهما في غرفة النوم..
يختفي الصوت ..عندها يسرع رشدي نحو الغريب يريد حل قيوده
رشدي: ياروح ما بعدك روح عله يفيدنا .وقبل ان يشرع في فك قيوده يسمع مهران
مهران:انتظر ..انزع المنديل من فمه دعنا نسمعه أولا.
رشدي:قرار صائب. (ينزع المنديل من فم الغريب ويعيده الى جيب سترته)
الغريب: أغبياء.ستموتون جميعا ..دعوني أحميكم من هذا الدجال.فكوا قيودي.
مهران: أي قانون تقصد؟
الغريب:..كيف تصدقون الخرافة؟ ..
عمر : الغريب معه حق ..فكوا قيوده.
صوت حركة غريبة شبيه تقفز نهاد من مكانها فنرى عنكبوت يتدلى من السقف..ينتفض الجميع الكل في حالة ذعر ودون ارادة يسرعون نحو الغريب يفكون وثاقه فيخرج مسدسه ويطلق النار على العنكبوت فيهرب ،
الغريب: اهدؤ
يبدأ هجوم العناكب من السقف وتبدأ العقارب بالدخول يحدث ذعر اكبر والكل يحتمي خلف الغريب الذي يبدأ بإطلاق النار فتهرب العقارب وتنسحب العناكب...
الغريب: لقد رحلوا لبرهة انتظروني..يخرج لبرهة ويعود بكيس كنت اعرف بأنه الدجال رماه قرب الخيمة
يفتح الكيس ويخرج أسلحة يوزعها على الرجال عليكم حماية أنفسكم ريثما أعود
رشدي: وأين تذهب؟
الغريب: سأبحث عن رجالي ، سنعود ونقطع الشجرة المزعومة
ان كانت أصلا موجودة واقبض على الدجال.
يخرج الغريب ..
نزار: لم امسك بسلاح من قبل.
مهران: سنتعلم.
يرمي عمر بسلاحه ويضم زوجه
عمر: لا أحب الأسلحة ، لا أحبها ..
مهران: علينا التناوب في حراسة أنفسنا.
رشدي: ولكن درهم قال ،سننام ، وصاحب الحظ سيرى الشجرة.
نزار : كيف ننام ؟والعناكب والعقارب تنتظرنا؟
نهاد: إنها لعبة درهم العجوز..يطلب منا النوم وقتل العقارب ..
مهران: شوربة، فيها كل الأصناف ،
نزار: أتكون نهايتنا هنا؟
هند: ولكن الأماكن المقدسة لا يدخلها الأشرار!؟..الشجرة المباركة ستحمينا .
رشدي: أحسنت ، الشجرة المباركة ستحمينا.
مهران: والذي حدث أمامنا.
عمر:اختبار...امتحان للإيمان.كم أنت رائعة زوجتي
يضمها ويقف متذكرا ولكن أين الشجرة؟
تشير الأصابع نحو البئر فيتقدم عمر وزوجه نحو البئر
عمر : أسمعتي حبيبتي هند هنا ترقد الشجرة المباركة .
هند: إني لا أرى شيئا ؟
باحترام شديد ينظر الزوجان الى البئر كأنهما يحاولا اكتشافها في العمق
نهاد: الحل الوحيد هو الجماعة ، علينا ان ننسى خلافاتنا ونفكر
جديا بالتخلص من العناكب والعقارب ريثما نرى الشجرة .
رشدي: وهذا يعني مخالفة درهم .
نهاد: وكيف نخالفه ؟ الم يطلب منا الحذر من العناكب؟
نزار: نقضنا الاتفاق لحظة تحرير الغريب.
مهران: فكرة الآنسة نهاد منطقية.
نزار: علينا المحاولة .
رشدي: يبدو أننا بحاجة إلى أمير
مهران: أمير؟
رشدي: علينا ان نختار أميرا حتى نتمثل لاومره.
نهاد: نسف الاتفاق من البداية.
نزار: حتى هنا علي الامتثال للأوامر.
مهران: وكيف نختار الأمير ؟
رشدي: بالتصويت.
مهران: تتكلم بثقة
صدور صوت العواء مجددا ويعقبه دخول العقارب ونزول العناكب الكل يرتجف لا احد يجرؤ على استخدام السلاح وبلحظة الهول يستطيع نزار على نزع السلاح من يد رشدي ويطلق النار فتهرب فيتشجع مهران ونهاد ويبدأن بإطلاق النار ويقف عمر عاجزا يضم زوجه فقط .ويعود الهدوء من جديد
رشدي: يبدو ان الليلة طويلة جدا.
نزار : اشد من تتصور علينا التفرد في الزوايا ومنع أي عقرب
او عنكبوت .والحراسة مهمتنا حتى يرجع الغريب او درهم
والصباح رباح..
يتم التوزيع حول الخيمة وبأيدهم أسلحة ..سنصغي إلى حوار عمر وزجه بينما الكل يبدأ بالنوم..
هند:لقد أتعبتك كثيرا يا عمر
عمر: مستعد الذهاب الى أخر الدنيا من أجلك .
هند: يا لروعتك.
عمر: بل أنت الرائعة ..سيحقق الله تعالى حلمنا، بإذنه الواحد احد..سنرى الشجرة وسنرى الخير على وجهها
هند : أنا خائفة ..
عمر: فكري بحلمنا فقط ، الشجرة مباركة ،وإلا كيف نبتت هنا ، وسط الصحراء ، فكري كيف وصلنا ، لاشك ان الله له حكمته ..
هند : ان شاء الله تلتفت حولها فجأة فترى الجميع بدأ بالنعاس عمر الكل يستعد للنوم
عمر: يحضنها أكثر نامي حبيبتي واحلمي الجميع الآن في حلمهم ...
صمت ..الإنارة تخفت تدريجيا حتى أنها تغيب ونسمع شخير رشدي وصفيره.
ظلام
المشهد الثاني
يتم رش العطر الياسمين وهذا ضروري جدا .بحيث تملأ الصالة وتحس برائحة الياسمين فتقوى الرائحة مع ظهور الإضاءة تدريجيا على مهران ونحن نسمع صوت درهم
صوت درهم: مهران ..استيقظ يا مهران ..يبدأ مهران بالاستيقاظ على الصوت مهران انهض الم تأتي من اجلي
يرتعب مهران ويبدأ البحث عن مصدر الصوت
مهران: درهم أهذا أنت ؟
صوت درهم: لا أنا الشجرة، ألا تراني..ينظر مهران نحو البئر لتسلط الإضاءة فجأة حول البئر لنرى شجرة ياسمين ضخمة زرعت..
مهران: ألهي هل أنا احلم.
الشجرة: لا يا مهران لا تحلم..أحبّ درهم لذا أتكلم بصوته ..تعال لا تخف تعال ..
يقدم مهران نحو الشجرة ويقف امامها بهيبة واحترام
مهران: لا اعرف هل أنا في حلم أم حقيقة.
الشجرة: ادنوا مني امسك ورقي ستعرف أنه ليس حلما
يمسك مهران بحرص وحذر الأوراق
مهران: (بسعادة يشوبها الحذر) ..حقا إنك الشجرة
الشجرة:والآن قل لي لما أتيت إلى هنا ؟
مهران: لأني لم أجد حلا لمشكلتي..سمعت بك فأتيت
الشجرة: أتيت لتشرب من مائي، ذلك الماء الذي يشفي من جميع الأمراض.
مهران: أجل، ولم..
الشجرة: ولم تتوقع بأني سأكلمك، أحيانا الكلمة تكون أكثر مفعولا
من الدواء..ألا تعرف بأن القرآن شفاء للناس.
مهران: إنه كلام رب العالمين.
مهران: ولمن ؟ أليس لنا ؟
مهران : مشكلتي تزداد بقراءة القرآن.
الشجرة: لماذا؟
مهران: لأن العقاب شديد.
الشجرة: والرحمة ؟ألم تقرأ آيات الرحمة ؟
مهران: إني خائف..الخوف مشكلتي ، فأنقذيني.
الشجرة: الخوف ممن؟
مهران: من الموت..أخاف الموت.اشعر بأن الموت يتربص بي.
يصمت ..
الشجرة: أكمل مهران، أكمل
مهران: الموت يلاحقني في كل مكان، بدأت أخاف من كل شيء..حتى الشارع صرت أخاف منه ..
ماذا لو صدمتني سيارة مسرعة ؟ ..ماذا لو سقطت فوقي رصاصة طائشة ؟..حتى دورة المياه صرت أخاف منها ماذا لو خرج جرذ وقضم أعضائي.أصبحت أتبول واقفا واتغوط واقفا ..مكان عملي يبعد ثمانين كيلومترا ..ماذا لو فقد السائق توازنه ؟ او طارت إحدى العجلات ، او صدمنا احد المتهورين ؟
الموت امتد الى حياتي كلها حتى أصبحت عاجزا عن معاشرة زوجتي ..
الشجرة : مسكين ..تتعذب كثيرا ..
مهران: أتوسل إليك، أنقذيني.
الشجرة: على رسلك، لنبدى من البداية ؟
مهران : الم يكفي ما قلته ؟
الشجرة: ذكرت لي مشكلتك ولم تذكر الأسباب؟
مهران: لم افهم؟
الشجرة: بل تفهم ولا لكنك تفكر بحل مشكلتك دون التفكير
بسببها..قل لي متى بدأت تخاف
مهران: بدأت بعد أسبوع من جلسة ناصر
الشجرة: من ناصر ؟
مهران: زميلي في العمل ، أنا لا اقبل الرشوة ، ارفضها ،
وظيفتي أمين صندوق ،عندما تأتينا السيارات المحملة بالشوندر
اصرف نقودها بالتسلسل وادقق مع ناصر حول أوزانها ..هددني
مرة ان لم اقبل ورشوة وتمرير سيارات بأوزان مخالفة سيتآمر
علي مع السائقين المتورط معهم ويقضون على عملي فرضخت
وحين رضخت تكررت العملية أكثر
الشجرة : أغرتك النقود إذا ، الم تكتشف الشركة سركم؟
مهران: الكمية كانت نفسها كنا نتلاعب بكميات السيارات.ناصر
ينقص كمية من كل سيارة ونسجلها فيما بعد على أنها حمولة
جديدة..والكميات التي نأخذها يتغاضى عنها أصحاب السيارات..
الشجرة: ولما لم تتوقف؟
مهران: أردت ألا إن ناصر هددني، بعملي وأولادي..
الشجرة : وكسبت نقودا ..
مهران: وخسرت راحتي، فقد متعة النوم، وبدأت اشعر بأني
سأكشف، وصرت أشعر بأن العيون تلاحقني حتى أصبحت أخاف من الموت..بالله عليك أنقذيني.
الشجرة: اسمع يا مهران..إن كنت تريد التخلص من الموت؟
مستحيل ..وان كنت تبحث عن علاج ؟ فعلاجك عندك وليس عندي.
مهران: بذهول عندي ؟ لما أتيت إليك إذا؟
الشجرة: مشكلتك العجز عن مواجهة الإغراء، خذ زهرة من
أوراقي واشرب من ماؤها..وعد إلى مكانك ونم مشكلتك حلها
عندك وليس عندي...
ظلام تدريجي
المشهد الثالث
الإضاءة من جديد ولكن على رشدي وترش كمية أخرى من العطر..ونسمع الشجرة تنادي على رشدي
الشجرة: أيها التاجر، رشدي، يا سمسار.انهض ، انهض ..
إضاءة على رشدي الذي يبدأ بالنهوض
رشدي: من ينادي ؟ درهم ؟
الشجرة : بل الشجرة ..التي تتشوق لرؤيتها..
رشدي: ولكني اسمع صوت درهم..
ينهض ويقترب من الشجرة ليتفاجا بوجودها ويتفحصها كصبية ناهدة..
رشدي: يا إلهي ما أكبرها؟ يا لروعة أزهارها مثل صدور
الصبايا.
الشجرة : تعال ..اقترب .
رشدي: أكاد لا اصدق يفرك عينيه معقول حلم أم حقيقة ؟
يحاول لمس الأزهار..إلا أن الشجرة تنهره
الشجرة: اياك أن تلمسني،حان وقت الجد أيها الشبق.
يرفع رشدي يديه مستسلما
رشدي: ولما تتكلمين بصوت درهم؟
الشجرة: لأني أحبه.
رشدي: وكيف عرفت شبقي؟
الشجرة : ماهي مشكلتك ؟
رشدي: (يتفقد حوله كأنه يتأكد من نوم الجميع) مشكلتي لا
استطيع السيطرة على زوجاتي الأربع.
الشجرة: ولما جعلتهن أربعة؟
رشدي: لأني ميسور ، أحب النساء ، وأحب الحلال.
الشجرة: الحلال, وهل تتحرى الحلال في رزقك؟
رشدي: (متجاهلا) مشكلتي لم اعد اكسر رأسهن..
الشجرة: وأنت ترى النتيجة.
رشدي : لذا أتيت إليك.
الشجرة :كان عليك ان تحسب لهذا اليوم الحساب .. مشكلتك لا
حل عندي.
رشدي: هذا يعني الموت.
الشجرة: وهل كل من فقد رجولته يموت ؟
رشدي: (مقاطعا وكأنه لايحب سماع الباقي) لا تقوليها ارجوك .
.لا أريد أن يشمتوا بي.
الشجرة : هذه حقيقة لا مهرب منها.
رشدي: (رافضا وبغضب) لا إنها لعبة من درهم..أنتِ .أنتَ
الاشجار لاتتكلم .(يدور حول الشجرة) درهم أين أنت؟
الشجرة: درهم انتهت مهمته ولن يعود .
رشدي :(مهددا) عند عودتي سأخبر الحكومة وسأقلب الدنيا
وسأقطعك . انه استغلال واستنزاف .. بل سأمزقك الآن
.. يقترب منها إلا انه لايقدر كان حاجز ما يدفعه نحو مكانه ويتمدد ويلف نفسه وهو يرتعد وتبدأ الإضاءة بالتناقص ويخيم الظلام من جديد...
المشهد الرابع
الشجرة : نزار يا نزار ..أفق يا نزار ..
تسلط الإضاءة على نزار الذي يستيقظ منتبها للصوت
نزار: درهم ؟ أين أنت؟
الشجرة: درهم مضى أنا الشجرة انظر ..
ينظر نزار نحو البئر فتظهر الشجرة من تكثيف الإضاءة
نزار: فعلا أنت الشجرة ،لكن في الحلم أم العلم؟
الشجرة: اقترب مني وستعرف.
يقترب نزار بثبات يشوبه الحذر ..يدور حول الشجرة ثم يقف ووجه للجمهور
نزار : لولا سماعي لما صدقت ؟.
الشجرة: ألا تؤمن بالمعجزات؟
نزار: كان ذلك في زمن الأنبياء.
الشجرة : ولما أتيت إلى هنا ؟
نزار : كي اثبت لنفسي بأنك وهم وخيال.
الشجرة : وماذا وجدت؟
نزار: حلم جميل .
الشجرة: أنت عنيد؟
نزار: لو كنت حقيقة لظهرت في النهار ، أية شجرة تظهر في
الليل وتختفي في النهار؟
الشجرة : يبدو ان مشكلتك الثقة ؟
نزار : أصبت في هذا ..مشكلتي الثقة .
الشجرة : ما زلت صغيرا ..
نزار: محمد الفاتح كان صغيرا لما فتح القسطنطينية.
الشجرة : ذلك استثناء مثله مثلي.
يصمت نزار ويدور حول الشجرة ثانية
الشجرة : وتعاني من الحيرة.
نزار : أنقذيني منها إن استطعت ؟
الشجرة : تخلص من كل ما يسبب حيرتك وحسن ظنك بمن
حولك.
نزار: كلمات ، أنت أيضا لا تعطينا سوى كلمات ..
الشجرة: ومن غيري يعطيك كلمات؟
نزار: أستاذي .
الشجرة:.وماذا فعل؟
نزار: انقلب،فاكتشفت أنه خدعني.
الشجرة: ألست قاسيا في حكمك عليه ؟
نزار: القسوة في تعليم عكس ما تفعله.
يدور حول الشجرة
نزار: أستاذي علمني بأن الزمن مع الفقراء ، وأن جشع الأغنياء سينتهي، وسينقرض الاستعمار
فبقي الاستعمار وزاد الجشع وأصبح أستاذي منهم .
الشجرة : لا زلت صغيرا ، ستغير رأيك مع الزمن ، لا تتسرع
في الحكم على الناس.
نزار: هل علينا جميعا التعلم من أخطائنا الشخصية ؟
الشجرة: المعرفة نتيجة تراكم الأخطاء ،والاستعانة بالخبراء
لتجاوز الوقوع بها ..لن يفيدك احد عليك الاعتماد على
نفسك ، ومثلما وصلت إلى هنا وحققت غايتك ، ستحقق
أهدافك ، الأخرى
اقطف زهرة واشرب من مائي ،
يعود نزار الى مكانه بعد ان يقطف زهرة
ظلام
المشهد الخامس
اضاءةقوية على الشجرة وخافتة على نهاد
الشجرة : نهاد ..نهاد ..الحادة والرقيقة كالسيف انهضي ..
تنهض نهاد بإغراء فتان ، وكأنها ليست بوعيها وحين تنتبه للشجرة يعود إليها اتزانها
نهاد: أحقيقة ما أرى؟
الشجرة : طبعا يا نهاد ..
نهاد: تنهض بجرأة وتتقدم نحو الشجرة وتدور حولها وتلمس أوراقها
نهاد: أوراقك ارق من جلدي .ولكنك صوتك كأنك درهم
الشجرة : واثقة ، قوية ، لما أتيت؟
نهاد: هذه مشكلتي ، شخصيتي نفرت الرجال مني.
الشجرة: لأنهم يحبون السيطرة. ولكن هناك من يحب الرضخ اختاري منهم
نهاد: لا احترمهم.كيف اختار واحد منهم أبا لطفلي .
الشجرة : إذا المشكلة تريدبن طفلا .
نهاد: طبعا ..الأمومة واجب لا يمكن ان تفرط به المرأة ، انه
كيان وجودها..ورجل قوي يدفئك شتاءا
الشجرة: تريدين طفلا من رجل قوي ينفر منك ..
نهاد: حتما هناك رجل، أريدك أن تدلني كيف أحصل عليه.؟
الشجرة: كل هذه القوة ،الثقة ،وتأتين إليّ لأعطيك رجلا .
نهاد: لا تنظري إلى شكلي ، فأنا كالحلزون هشة من الداخل.
الشجرة: ورفضت كل من تقدم اليك.
نهاد: كان ذلك في البدء، كنت أعتقد أنهم دون يلهثون حول
جسدي.
الشجرة: ولما الان؟
تتفقد جسدها كأنها أمام مرآة
نهاد: أدركت أنني انشغلت بالقطار عمن معي من الركاب
وأن القطار بدا خاليا ..
الشجرة: همك اذا رجلا يسليك في رحتلك؟
نهاد: نعم ..
الشجرة : خذي زهرة مني وامتصي ماؤها ونامي بأمان حتى
الصباح ..طالما هناك حياة ستبقى القطارات ...فقط عليك اختيار
العربة المناسبة. تعود نهاد الى مكانها وتتمدد بدلال .وتغط في نوم
ظلام
المشهد الساد س
الاضاءة حول هند وعمر
الشجرة : عمر ..هند ..انهضا أيها السعيدان الشقيان..
تستيقظ هند قبل عمر فتنهره
هند: عمر ، إني اسمع درهم
يلتفت عمر حوله فيجد الشجرة
عمر: سبحان الله.إنها الشجرة المباركة
تلفت هند فترتعش ولكن بفرح تضم زوجها
هند : الشجرة المباركة .
الشجرة: اقتربا أيها الزوجان .
ينهض الزوجان ويقتربان نحو الشجرة بخشوع وتقديس
هند: ولكني اسمع صوت درهم
عمر : صوته نعم ، ولكنه ليس المتكلم.
الشجرة: أحسنت يا عمر ، كما أحسنت لزوجك ..إن الشجرة تتكلم بصوت حبيبها .
عمر: ارجوك أيتها الشجرة المباركة ، أعطنا العلاج.
الشجرة: أمتشوق للعلاج؟
عمر: وكيف لا أتشوق ؟ انظري الى حالنا ، هند تذبل يوما بعد
يوم ، وأنا افقد سواد شعري نولا نجد طفلا نعتمد عليه
الشجرة: ولكن حياتكما جميلة؟
هند : نريد طفلا ، يملأ علينا البيت ، سعادتنا ناقصة ، الحرمان
فظيع .
الشجرة : وماذا بوسعي ان افعله ؟ تلك حكمة رب العالمين .
هند : فقدنا الأمل يا عمر ، تزوج
عمر : مستحيل.
الشجرة: لا تيأسا ، لا تقنطنا من رحمة الله ، سيرزقكما الله ،
متى ، هذا بعلم الغيب.
عمر: ولكنهم قالوا الدواء عندك.
الشجرة: هم قالوا ..وأنتما سمعتما جوابي.
يلف عمر زوجه التي تشرع بالبكاء
عمر: لا عليك هند حبيبتي ،سنجد الحل بإذن الله ، ان اكتشفت
شيئا في هذه الرحلة ، اكتشفت مدى تعلقنا ببعض ،
أتذكرين ، حين تهنا في الصحراء ، بدأنا بالدعاء ، حتى
وصلنا الى هنا ، وبالدعاء سنصل الى الحل بإذن الله
هند : ولكنك تريد طفلا ، ستتزوج ان شئت أم أبيت ، لن
يدعوك اهلك ..
عمر: أنا اخترتك ولن أفرط بك ..ولن اقطع الأمل.
الشجرة : أريتما لستما بحاجة إلي ..خذ يا عمر من أزهاري
واشربا من ماؤها وناما ..عسى الله يجعلها سببا
لسعادتكما ..
يقطف عمر زهرتين ويعودا الى مكانهما..تخفت الاضاءة شئنا فشيا وصوت الشجرة
الشجرة : سبحانك اللهم ، ما أعظمك ن يا كريم ن امنحهما طفلا
انك الوهاب ..
حين يطبق الظلام ، يختفي الصوت ، يعود صوت شخير رشدي مع عواء الذئاب واصوات رياح.
مشهد الخاتمة
أصوات تبشر بالصباح والإشراق فتعود الإضاءة نرى الجميع قد استيقظ ولا اثر للشجرة
رشدي :( بغضب ) اللعنة .إنها كذبة كبرى ، خرافة هذه الشجرة ،
لا ياسمين ولا درهم ..كلها أوهام بأوهام..
أحلام مزعجة ن مزعجة
(يقترب من البئر ويصرخ في جوف البئر )
رشدي: أنت أيتها الشجرة ..أتسمعين ، أنت كذب ، وهم ، سأخبر
الحكومة واحضر الحجارة وأسد البئر وانسف الخميه ..
نهاد: لما كل هذا الغضب ؟
رشدي: لأننا خدعنا .خدعنا درهم..
مهران : غضبك يدل على رؤيتك للشجرة؟
رشدي : لو رأيتها لما فعلت ما افعله.
عمر : لنذهب جميعا ..أظن من كان له نصيب رأى الشجرة.
هند : وكيف نذهب ؟
يصمت الجميع
مهران: علينا انتظار درهم.
نهاد: قد يأتي أو لا يأتي.
مهران : لننتظر الغريب.
نهاد: وكيف نعرف أنه سيأتي وقد خرج منتصف الليل؟
يدنو نزار من البئر وينظر نحو العمق كأنه يخاطب الشجرة
مهران: شكرا لك شجرتي المباركة..
يلتفت نحو رشدي
نزار: أما أنا فقد رأيتها..وأظنك أنت أيضا رأيتها،هل هناك
من ينكر بأنه لم يرها؟
ينكس الجميع رؤوسهم ،فيتقدم نزار
نزار: المهم الآن طريقة الخروج من هنا ، انتظارنا لن يفيد
مهران: ولكن قد نصادف وحوش أو قطاع طرق؟
يتجه نزار نحو الأسلحة يمسك بسلاح
نزار : وهنا توجد العناكب والعقارب ، أنا ذاهب من يود اللحاق
عليه بحمل السلاح وإتباعي . أو عليه انتظار درهم، أو الغريب.. وطبعا العقارب والعناكب
نهاد: انتظر الانتظار لن يحل مشاكلنا سأذهب معك.
تمشي نحو مكان الأسلحة تمسك سلاحا وتلحق بنزار
فيتشجع عمر ويأخذ سلاحا ويلحق مع زوجه بنهاد ونزار
يلتفت رشدي نحو مهران ويتقدم نحو أخر سلاح
رشدي : اكره العقارب والعناكب ...
يخرج رشدي ويبقى مهران حائرا مترددا ومع خروج رشدي يعم الظلام وتسدل الستارة
النهاية.
|