كاتب الموضوع :
شرف عبد العزيز
المنتدى :
عالم ماوراء الطبيعة
السحر والعرافة (ويكا)
بقلم بيل غوردون
الإسم: إن إسم الويكا الذي يعادله في العربية "العرافة" هو الإسم القديم في الإنكليزية لكلمة الساحر. ومع أن الإسم القديم في الإنكليزية كان يشير إلى المذكر إلا أن الإسم الحالي يشير إلى أتباع مذهب العرافة والسحر من الجنسين المذكر والمؤنث. وفيما يفتخر بعض أتباع هذه الجماعة بإستخدام كلمة الساحر للدلالة على نفوسهم إلا أن البعض الآخر يتفادى إستخدام كلمة عراف أو ساحر لارتباطها بمفاهيم سلبية في المجتمع.
طبيعة المذهب: إن مذهب الويكا محاولة لإعادة إحياء ديانات غربي أوروبة التي ركّزت على الطبيعة والخصب في فترة ما قبل المسيحية. وهي ديانة وثنية حديثة تؤمن بأعمال السحر الخارقة وتعبد آلهة مذكرة ومؤنثة، وتمارس طقوساً تدور حول دورات الطبيعة.
تاريخ بدايتها: بدأت هذه الحركة في منتصف القرن العشرين مع أن أتباع مذهب الويكا يدعون بأنهم مرتبطون تاريخياً بالديانات الوثنية القديمة التي ما قبل المسيحية.
المراكز الرئيسية: إن الويكا حركة مضادة للعقائد ومضادة للسلطات وبالتالي ليس لها قيادة مركزية أو تنظيم مركزي. كما أنها غير مؤسسة على تعليم منتظم. وهناك تنوع واسع في العقائد والممارسات الموجودة في مذهب الويكا، مع أن معظم جماعات الويكا يقبلون مسلّمات أساسية مشتركة. كما نجد أيضاً جماعات وطوائف كثيرة متنوعة تعود لأتباع الويكا. بعض هذه الجماعات متسع يضم عدة آلاف من الأعضاء فيما الجماعات الأخرى لا تضم إلا نفراً قليلاً من الناس.
أتباع المذهب: إن عدد الأشخاص الذين يتعاطون الويكا غير معروف على وجه التحديد. فمعظم جماعات الويكا لا ترفع تقارير بشأن عدد أعضائها، ومع ذلك فإن الدلائل تشير إلى أن مذهب الويكا هو أحد أسرع حركات العرافة في شمال أميركا انتشاراً. وإن عدد أتباع الويكا هو ٢٥٠٠٠٠على أقل تقدير إلا أن بعض جماعات الويكا تدعي بأنه يوجد في أميركا ما يقارب الخمس ملايين شخص يمارس هذه الديانة في شمال أميركا. ومع أن هذه الديانة تمارَس من قبل الذكور والإناث من كل الأعمار على حد سواء، إلا أن كثيرين من أتباع الويكا هو من الفتيات المراهقات.
المسلمات: يتواجد كثير من معتقدات الويكا أيضاً في حركة العصر الجديد (New Age). تعتمد الويكا فهماً سحرياً لواقع الحياة. كما أن أتباع الويكا يعبدون الإله الأم وإلهاً ذكراً ذا قرن (صاحبها). تعتمد الويكا على ثلاث عقائد أساسية: مبدأ الأرواحية، ومبدأ الحلولية، وتعدد الآلهة.
معتقدات أتباع الويكا
تعتقد الأرواحية بأن كل شيء في الطبيعة حتى الأشياء الجامدة تتحلى بنفس أو روح. ويؤمن أتباع الويكا بأن النباتات لها نفس أو روح، وليس ذلك فقط بل أيضاً إن الريح والمطر وحتى الصخور تتبع النمط نفسه. ويؤمن بعض أتباع الويكا الآخرين ببساطة أن الأشياء الجامدة تحتوي على قوة حياة. ويفسر هوكنز هذا النوع من الأرواحية الذي يعتمده كثير من أتباع الويكا كما يلي إذ يقول:
إن الأرواحية كما هي مستخدمة من كثير من السحرة تعني بأن قوة الحياة تكمن في الصخور والأشجار، في الصحارى والينابيع، في الجبال والوديان، في البحيرات والمحيطات، في الحدائق والغابات، في السمك والطير، وفي كل شيء من المتمورة (الأميبا) إلى الحيوانات ثم إلى البشر. فقوة الحياة وطاقتها تتسربان إلى كل الأشياء التي تشارك في تلك الطاقة وهكذا فإن الأرض بجملتها جسم حيوي واحد (Witchcraft, p. 33).
وبالإضافة إلى اعتماد نوع معين من الأرواحية فإن كثيرين من أتباع الويكا يؤمنون أيضاً بمبدأ الحلولية. أم الحلولية فتعتبر أن كل ما في الطبيعة إلهي. يشتق تعبير الحلولية في الإنكليزية panentheism من كلمتين يونانيتين هما pan التي تعني الكل، و theos التي تعني الله. وهكذا فإن الحلولية تعتقد بأن الله متحد مع الطبيعة، وبما أن كل شيء في الوجود إلهي فهم يؤمنون بأن البشر أيضاً هم إلهيون.
ويلتزم بعض أتباع الويكا بمبدأ متطور عن الحلولية يعتبر أن الله حال في كل شيء. ويختلف المبدآن رغم تشابها بأن الأول يعلّم بأن كل شيء إلهة، فيما يعلم الثاني بأن الله حالّ في كل شيء. ويفسّر لنا هوكنز مبدأ الحلولية المتطورة المعتمد في الويكا كما يلي:
يؤمن الحلوليون المتطورون بأن الله أو العنصر الإلهي هو في العالم كما أن الروح أو الفكر هو في الجسد، وكما أن النفس حالة في الجسد ومع ذلك تتعالى عنه هكذا فإن الإله هو في (أو يظهر في) العالم ولكنه أيضاً متعالٍ عنه. وهكذا فإن الإله يتخلل كل ما هوموجود، ومع ذلك يبقى الإله متنائياً عن الخليقة. أما الطبيعة والبشر فيعتبران تجلياً للإلهة وظهوراً لها. (Witchcraft,p34-35)
تعدد الآلهة هو الإيمان بأنه يوجد أكثر من إله واحد. ويعطي أصحاب مبدأ الويكا لتعدد الآلهة تفسيراً ينتمي إلى فترة ما بعد الحداثة وله مضامين واقعية.
إلا أن مبدأ تعدد الآلهة كما يعرفه كثير من السحرة لا ينطوي فقط على الإيمان بآلهة متنوعة أي هرم من الآلهة والآلهات لكنه أيضاً يعتقد بوجود عدد لا متناهٍ (أو على الأقل غير محدود) من درجات التفسير لواقع الحياة (أي البعد الما ورائي المفتوح الذي جرت الإشارة إليه سابقاً). وإن هذا الإيمان يسمح بالاعتقاد بآلهة متعددة وآلهات وديانات متعددة، وليس ذلك فقط لكن يتيح المجال لنظريات بشأن الحقيقة تظهر كل واحدة منها كأنها حصرية، لكن مع ذلك تبدو جميعها صحيحة في نظرهم. أما هذه الفرضيات المتعلقة بمبدأ تعدد الآلهة فتعبر عن ذاتها بمعتقدات مثل، "لا يوجد طريق واحد أو ديانة حقة للجميع؛" وأيضاً "لا يوجد حق واحد مطلق." (Witchcraft, p35).
الرد الكتابي
إن معتقدات مذهب الويكا والجماعات الوثنية الحديثة تتعارض مع الكتابات المسيحية المقدسة. فالعقيدة الكتابية بشأن الخليقة تشدد على تعالي الله وانفصاله عن الأشياء التي خلقها كما تشير إلى ذلك أو ل آية من الكتاب المقدس إذ تقول، " فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ " (تك ١: ١). ومضمون هذا المقطع هو أن ما خلقه الله في البداية ليس إلهاً.
ويعلّم الكتاب مبدأ انفصال الله عن خليقته ولكنه أيضاً يعلّم مبدأ تميّز عناصر الخليقة أحدها عن الآخر، فلكل من خلائق الله فرادته وتميّزه عن الخلائق الأخرى. فقد صنع الله مخلوقاته "كأجناسها." " لِتُخْرِجِ الأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ، وَدَبَّابَاتٍ، وَوُحُوشَ أَرْضٍ كَأَجْنَاسِهَا». وَكَانَ كَذلِكَ. فَعَمِلَ اللهُ وُحُوشَ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا، وَالْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا، وَجَمِيعَ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ." (تك ١: ٢٤-٢٥)
لا يتسامى الله فقط عن الكون الذي خلقه لكنه إله واحد أيضاً، ولا يوجد تعدد للآلهة كما تعلّم الويكا فالكتاب المقدس يعلّم هذه الحقيقة في أماكن كثيرة منه." إسمعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ." (تث ٦:٤) " أَنْتُمْ شُهُودِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَعَبْدِي الَّذِي اخْتَرْتُهُ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا هُوَ. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ. " (إش ٤٣: ١٠). " هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ، رَبُّ الْجُنُودِ: «أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ، وَلاَ إِلهَ غَيْرِي." (إش ٤٤: ٦) " لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «خَالِقُ السَّمَاوَاتِ هُوَ اللهُ. مُصَوِّرُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا. هُوَ قَرَّرَهَا. لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ." (إش ٤٥: ١٨).
ممارسات أتباع الويكا
يدعي أتباع الويكا بأنهم قادرون على صنع السحر والشعوذة. ويميز أتباع هذا المذهب مع الآخرين من المنتمين إلى الوثنية الحديثة بين الرقية التي يمارسونها والسحر اليدوي ) يضيفون حرف K في الإنكليزية إلى الكلمة magic). ويحفظ أتباع الويكا رقياتهم في كتاب يدعى "الظلال" وغالباً ما يشار إلى هذا الكتاب تحت إسم Grimoire، أو الكتابات الغامضة. وهذا الكتاب هو عبارة عن مجموعة من الطقوس التابعة للويكا والرقيات ويستخدم كذلك كمرجع لممارساتها.
ومع أن بعض الجماعات التي تتبع ممارسات السحر والشعوذة تقدم ذبائح حيوانية إلا أن هذا الأمر نادر الوجود لدى أتباع الويكا لكن بعض أتباع هذا المذهب يمارسون شكلاً من أشكال الوساطة إذ يسمحون لكيان روحي آخر بأن يمتلكهم. وقد يكون هذا الكيان بالنسبة لهم الإلهة، أو القوة التي تخترق الكون كله، أو أي شيء آخر، لكن لا يمارس الوساطة هذه جميع أتباع الويكا.
يعتبر كثيرون من أتباع مذهب الويكا ممارسة الجنس مصدراً للقوة السحرية. ويمارس بعض جماعات الويكا السحر الجنسي في طقوسهم الجماعية، إلا أن معظم أتباع الويكا يتحاشون هذا النوع من الجنس الطقسي. ويستخدم عدد كبير آخر من أتباع هذا المذهب العري في الطقوس الجماعية عوضاً عن ممارسة السحر الجنسي بين أعضاء الجماعة. ويشار إلى هذه الممارسة أحياناً على أنها ارتداء السماء. ويدعي أحياناً أتباع الويكا الذين يعبدون وهم عراة بأن ذلك يسمح للطاقة السحرية بالعمل دون إعاقة. إلا أن غالبية أتباع الويكا يفضلون إستخدام الأثواب عوضاً عن العبادة على طريقة ارتداء السماء.
ويمارس أتباع الويكا أيضاً أشكالاً مختلفة من العرافة علاوة على ممارسة الرقيات. وبعض أشكال العرافة الأكثر شعبية المستخدمة لديهم فهي التنجيم وعلم الأرقام وقراءة الكف وتلاوة الشعوذات والتبصير عن طريق ورق اللعب.
الرد الكتابي
يحذرنا الكتاب من كل أشكال النشاطات المتعلقة بممارسات الشعوذة فالكتابات المقدسة تشير إلى أن الذين يتعاطون ممارسات كهذه مرفوضون عند الله. "مَتَى دَخَلْتَ الأَرْضَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، لاَ تَتَعَلَّمْ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ رِجْسِ أُولئِكَ الأُمَمِ. لاَ يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ، وَلاَ مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً، وَلاَ عَائِفٌ وَلاَ مُتَفَائِلٌ وَلاَ سَاحِرٌ، وَلاَ مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً، وَلاَ مَنْ يَسْأَلُ جَانًّا أَوْ تَابِعَةً، وَلاَ مَنْ يَسْتَشِيرُ الْمَوْتَى. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ الرَّبِّ. وَبِسَبَبِ هذِهِ الأَرْجَاسِ، الرَّبُّ إِلهُكَ طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ. تَكُونُ كَامِلاً لَدَى الرَّبِّ إِلهِكَ. إِنَّ هؤُلاَءِ الأُمَمَ الَّذِينَ تَخْلُفُهُمْ يَسْمَعُونَ لِلْعَائِفِينَ وَالْعَرَّافِينَ. وَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ يَسْمَحْ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هكَذَا." (تث ١٨: ٩-١٤).
إن الذين لم يتحولوا عن خطية العرافة والسحر ولم يضعوا ثقتهم في المسيح مؤمنين به رباً مخلصاً سوف يواجهون يوماً ما غضب الله ودينونته.
" وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي هِيَ: زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضًا: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ." (غل ٥: ١٩-٢١).
مشاركة أخبار الخلاص السارة مع أتباع الويكا
يجب على المؤمنين المسيحيين أن يشاركوا بجرأة أخبار الخلاص السارة بالإيمان بيسوع المسيح مع جماعة الويكا " لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ." (٢ تي ١: ٧). لكن علينا الموازنة بين الجرأة وروح المحبة وضبط النفس.
نجد في رسالة بطرس الأولى ٣: ١٥ المبادئ العامة التي تساعدنا في عملية الشهادة لأتباع الويكا " بَلْ قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ"(١ بط ٣: ١٥).
أظهر توازناً في مشاركتك للإنجيل ما بين الجرأة والوداعة. فبالإمكان أن تكون جريئاً بدون أن تكون مقتحماً بشدة. وحاول أيضاً أن تتعامل مع أتباع الويكا باحترام. فما من أمر ينهي فرصة الشهادة بأسرع من مسألة عدم احترام الشخص المشهود له. أخيراً، وأنت تحاول مشاركة الإنجيل مع أشخاص ينتمون للويكا ثق بأن الروح القدس سوف يبكتهم ويعلن لهم حاجتهم للخلاص الذي يأتي فقط عن طريق الإيمان بيسوع المسيح.
|