لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء


السوار الفضي

هذة القصة القصيرة كانت أول قصة قصيرة أكتبها في حياتي أتمنى تعجبكم وتستمتعوا بقراءتها أترككم مع القصة :f63: السوار الفضي : في ظلمة حالكة

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-09-08, 08:28 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2008
العضوية: 94802
المشاركات: 128
الجنس أنثى
معدل التقييم: قبلة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قبلة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي السوار الفضي قصة حب عاطفية .......أدخلوا ولا تبخلوا علي بردودكم

 

هذة القصة القصيرة كانت أول قصة قصيرة أكتبها في حياتي أتمنى تعجبكم وتستمتعوا بقراءتها

أترككم مع القصة

.......أدخلوا بردودكم


السوار الفضي :

منتدى ليلاس الثقافي
في ظلمة حالكة ....حيث أغلقت كل مصابيح الطريق..... وعاد كل الى مضجعه....كان الطريق خاليا من أي وجه للحياة أو حتى أي قطة شاردة ولكن هذا الجو الكئيب لم يكن جديدا على نادر فلقد إعتاد على العودة متأخرا من عمله فالطريق وحده الى تلك الناطق الجبلية يبدد سراب وقته تماما ..عاد متثاقلا متعبا يفكر في المستقبل الذي يبدو في نظره لا يختلف كثيرا عن الطريق ولكنه كان يشعر برتابة في حياته فهو يعرف كيف يمضي الأسبوع من السبت الى الجمعة ...يعرف كل مايحدث لا شئ جديد ينهض صباحا يذهب الى عمله ويعود في آخر المساء ...نفس الأحداث كل يوم ....عمله كمهندس تعدين يفتش عن أماكن المعادن النفيسة كان بمثابة حلم حياته ولكن لم تكن تجاربه ناجحة بمعنى الكلمة ..ظل حظه السئ خليل حياته الوحيد و الذي لا يريد الإبتعاد عنه .....


لم يكن في ذهنه أي شئ حينما كان عائدا في الطريق الذي يحوي بيته الى أن رأى وسط الظلام نورا مشعا فاندهش بشدة لذلك وكأنه بصيص من الأمل وسط ظلمة القدر ...كان النور عند نهاية الطريق فتجاوز بيته ووصل الى مصدر النور الملقى على الأرض فأمسك فإذا به يشهق إعجابا وعجبا من جمال المشهد فلقد وجد...سوار فضي لم يرى أجمل منه في حياته ...سحره وسحر خياله و تراقص في عينيه التمتع بالنظر الى ذلك السوار الرائع المصنوع بمهارة فائقة مرصع بالجواهر ويتوسطه شريط ذهبي وكان في حالة جيدة مقارنة بطرازه القديم حيث كان نادر خبير بأمور الصياغة والمعادن من الذهب والفضة وغيرهما فلقد كان حلمه أن يمتلك منجم ويبني مجموعته الخاصة من محلات الصاغة ولكن ليس كل مانتمناه نصل عليه ....كان السوار ثمينا للغايه يساوي ثروة لا طائل لها فأخذه معه وعاد الى جحره ......


حدث صديقه سامر عنه فبدون تردد أخبره سامر أن عليه أن يبيعه وبذلك يلصق جناحين من ذهب الى ظهره ليطير بأحلامه ويشتري منجم ويحقق كل ما يصبو اليه وخصوصا أنه لم يعلن أحد عن فقدانه ولكن نادر لم يتحمل الفكرة وشعر أنه هكذا يخون الأمانة و يأخذ مالا ليس له فحتي بعد أن خاصمه خليله الحظ السئ قليلا لم يسمح لنفسه بالتهني في غيابه وصمم على الإعلان عنه في الجرائد حتى يأتي صاحبه ويحصل عليه وبعد أن نعته سامر بالمجنون و صفات من هذا القبيل تدل على فقدانه عقله رحل صديقه غاضبا يذكره بعودة خليله قريبا ......


ذهب نادر الى مركز احدى الجرائد المحلية المشهورة وشعر ببعض التردد وهو يدفع ثمن الإعلان الذي يتعدى قدراته المالية وهو في أمس الحاجة الى المال ولكن مالبث أن حياه ضميره على تصرفه وشجعه أكثر على المضي في طريق الخير وإن رجع منه بخفي حنين و ما هي إلا ليلة واحدة حتى نزل الإعلان في الجريدة معلنا رقم هاتفه وكان يوم أجازته فلقد أختار هذا التوقيت ليكون متفرغا للرد على مكالمة صاحب السوار وقام سامر بزيارته في الصباح الباكر ونصحه بامتعاض أن عليه على الأقل أن يأخذ نصيبه من ذلك السوار أي 10% من ثمنه فوافقه نادر فهذا ليس ضد الأمانة و رحل سامر و بعد الظهر تكلم الأبكم أخيرا فلم يعتد أن يسمع رنين الهاتف لا يكلمه أحد وهو وحيد بعد رحيل والديه ثم رد فسمع صوت رجل يقول :

- مساء الخير ....هل أنت السيد نادر ؟!

- نعم من يتكلم ؟


- أنا نائب عن صاحب السوار الذي وجدته ....

- هل يمكن أن تصفه من فضلك ؟


- بالطبع ...لحظة من فضلك حتى أسأل صاحبه .....

وبعد دقائق عاد الصوت ليصف السوار بدقة فتأكد أنه صاحب السوار وقال له :

- تماما .....أين أستطيع مقابلتك حتى أعيده لك ؟

- ........ما رأيك في يوم غد الساعة السابعة مساءا في مطعم الأزهار ؟


- لا بأس وكيف سأعرفك ؟

- ما إن تضع السوار على الطاولة حتى نعرفك مباشرة ....سيأتي سيدي بنفسه حتى يأخذ السوار....


- إذن اتفقنا ...نلتقي غدا.....

وفرح نادر من ذلك فلقد ارتاح ضميره أخيرا وتذكر أن نصف الأسبوع الأول يكون عمله صباحيا والنصف الآخر يكون مسائيا ولحسن الحظ أن الموعد يتماشى مع عمله فارتدى أفضل ما لديه وذهب مسرعا ....
وصل نادر قبل الموعد وجلس على إحدى الطاولات وطلب مشروبا خفيفا فهذا أقصى ما يستطيع شراءه في ذلك المطعم و أمسك بالسوار في يده ثم بدا مهمته في التحديق بمن حوله حتى دقت الساعة معلنة عن وصول الموعد وبدأت عينيه تصبح عشرات في كل مكان حتى استقرت عيناه على شمس أشرقت في الليل ...وردة في صحراء جرداء ....امرأة رائعة الجمال...أميرة فاتنة سحرت قلبه وعقله بعينيها الزيتونية التي تشبه كرستالة رقيقة ملونة ووجنتيها اللذيذتان التي عانقهما الإحمرار الطبيعي وشعرها الذي يشع بلونه الذهبي الأخاذ وجسمها الممشوق الجميل المتناسق الخالي من العيوب وثوبها الذي لم يرى ماهو أجمل منه في ملابس النساء .....كانت تجسد معاني الأنوثة والجمال والرقة الحية في عينيه وبدت أميرة حقيقية أمامه فلم يستطع أن يحكم تعابيره وهو يفتح فاه غير مصدق لما رأت عيناه ووجدها شيئا فشيئا تقترب منه حتى وقفت أمامه وانطلق صوت عذب يرن في أرجاء أذنه :

- مساء الخير .......ألست السيد نادر ؟
فابتلع ريقه وقال متعجبا :

- هل تكلميني أنا ؟

ونظر خلفه لعلها تقصد أحد غيره فهو لا يصدق أن ذلك الجمال الفتان يمكن أن يقصده حتى ولو بنظرة وإذا بالإبتسامة تغزو شفتيها وقالت برقة :


- السوار في يدك ......فلابد أني أكلمك..


فعاد فجأة من الأحلام الى اليقظة وتذكر المكان الذي يجلس فيه و لما أتى الى هنا فقال لها :

- إذن فلا بد أن حضرتك صاحبة السوار ....


- هذا صحيح يا سيد نادر ...هل تسمح لي بالجلوس ؟!


فنهض مذعورا يالقلة تهذيبه فكيف لم ينهض لتحية ذلك الملاك الرقيق وشد الكرسي لها ثم جلس أمامها وعيناه تعانقانها زاد ذلك من إحمرار تفاحتي وجهها وبعد عبارات الشكر التي لا تنتهي أمسكت السوار وكأن أحد أولادها عاد إليها وعانقته وكأنه شخص حي وترقرقت الدموع على وجنتيها فهرع نادر بنديل اليها وقال متأثرا :

- ألهذة الدرجة كان غاليا عليك ؟


- ليست لديك فكرة ...هذا السوار رمز أسرتنا توارثته نساء العائلة واحدة تلو الأخرى و أنا الأخيرة الآن وهو يذكرني بأمي الراحلة التي لا أنفك عن التفكير فيها .... لم أعلن عنه لأني ظننت أنه سرق......... لوتعلم يا سيد نادر مدى احترامي لك بعد أن أعدت لي ذلك الغالي الفقيد ..... ولكني أعرف كيف سأكافئك جيدا ولو أن شهامتك كانت لا تقدر .....هذا المال لك


فنظر في المال فوجد مبلغا لم يحلم بالحصول عليه في حياته ولم يصدق أن هذا يمثل 10% من ثمن السوار فلابد أنها أكرمته فأعاد النظر إليها من جديد فوجدها تبتسم له بخجل فذاب في عذوبيتها وهي تقول :

- ألم تعجبك المكافأة ؟...سأضاعفها لك إن أحببت


ففارقت أصابعه المال و أختفت الإبتسامة عن وجهه وتكلم بجدية :

- يا سيدتي الفاضلة أنا ....أنا ....أنا لا أريد المال ....كل ما أردته هو أن أعيد السوار لصاحبه هذا كل ما في الأمر


- لا لايمكن أن أقبل بهذا ...يجب أن تكافأ ثم أنك دفعت من مالك لنشر الإعلان

- لا تهتمي لذلك ....لقد حصلت على مكافأتي على أية حال


- حقا ؟ وما هي ؟!

فابتسم خجلا وقال بصوت خافت :

- المكافأة هي .....أني رأيتك ...كما أني لن أقبل أن آخذ مالا منك

شعرت بالخجل ولم تدري كيف ترد عليه فهو أيضا أسر قلبها بوسامته ورقته وطيبته فتابع كلامه :

- حتى أن لم أعرف أسمك بعد يا آنسة

- أنا اسمي ليلى ماهر ...لم تقل لي يا سيد نادر ماهو عملك تحديدا


- أنا أعمل في البحث عن المعادن النفيثة ولكني لم أرى في حياتي أفضل من سوارك هذا ...

- هذا من ذوقك


و ظلا يتحدثان معا قليلا عن بعض الأمور المختلفة لأن كل منهما لا يريد إنهاء اللقاء فشعر كم هي رقيقة وطيبة القلب أما هي فشعرت برجولته وشهامته المتناهية ثم قررت دعوته على حفلة عيد ميلادها :

- لا بد وأن أكافئك بأي طريقة ....دعني أعرفك الى أصدقاء العائلة والمعارف حتى يعرفوا البطل الذي أنقذ سواري .....هل تأتي لحفلة عيد ميلادك بعد غد ؟

- حقا حفلة عيد ميلادك بعد غد ؟......هل أنت واثقة أنك تريدين دعوتي ؟

- طبعا واثقة ....أريدك أن ....تأتي

فابتسم نادر برقة وقال :
- إذا كنت سأراك ثانية سأفعل المستحيل


وأعطته عنوان منزلهم وحتى يأتي ذلك اليوم كان يشعر كأنه في حلم لا يريد أن يفيق منه فلقد فارقه خليله فراقا أبديا و كانت أميرته تزور أحلامه يوميا لا تفارق تفكيره ليل نهار وشعر أنه الآن يملك سببا للمضي في حياته وهو أنه يحبها ...فعلا لقد أحبها بشدة وشعرت أنها خلقت لتكون معه و أنها المرأة الوحيدة التي أحتلت قلبه وعقله وكيانه في آن معا فلم تجذبه فتاة كما جذبته هي واستطاع استعارة بدلة سهرة ليحضر عيد ميلادها .
عندما خرج ليذهب الى حفلتها تذكر أنه من الواجب على الأقل أن يحضر لها هدية ولكن كيف يفعل ذلك وهو لا يملك المال أو الوقت فسار حائرا حتى وقعت عيناه على زهور بنفسجية جميلة رقيقة وبمجرد أن أحتوتها عيناه شعر أنه ينظر الى معشوقته فقطف لها منها لتشعر بأحاسيسه الفياضة ....

وصل الى العنوان وكان لحظتها قد وصل الى الواقع فلقد ذهل عندما رأى ما يشابه قصرا مشيدا تحيطه حديقة لا مثيل لها والخدم في كل مكان فشعر أنه قد أحب أميرة بالفعل ..... ذهل بشدة ولم يتوقف قلبه عن العراك مع صدره حتى كاد ينفجر فتذكر أن من يملك سوارا كهذا لابد وأن يكون له ذلك القصر و هذا الثراء كيف لم يفكر في هذا الأمر وتكدر قلبه بشدة ولم تكن له رغبة في المضي ...

فتحت أمامه الأبواب وشاهد ما لم يشاهده في حياته من سجاد فاخر وقطع فنية نادرة و أثاث لم يفكر حتى في الجلوس عليه حتى لا يوسخه وقاده خادم الى قاعة كبيرة واسعة تعج بالناس من رجال في بذاتهم الرسمية ونساء في فساتين متعددة الألوان والأشكال و الجواهر و الأساور في كل مكان وهنا تحطم قلبه نهائيا فلا يمكن أن يدخل وسط هؤلاء الذئاب وهو حتى بلا عصى يستند عليها ....

وفجأة عاد الى رفرفة قلبه المعذب عندما رأى ليلاه تتقدم نحوه بابتسامة معبرة و خطى رقيقة ثابتة وهي رائعة الجمال بفستانها الأحمر الذي جعلها كالحورية فقدمت يدها اليه والسوار يتدلى برقة من معصمها فأمسكها بحرارة وكأنه على وشك الموت ولا يريد فراقها وظلت عيونهما تتكلم سويا كلام لم يجرؤ أحدهما على قوله وظلا متصافحين لا يريد كل منهما ترك يد الآخر واعترف نادر بداخله أنه مندهش من إعجاب ليلى به على الرغم من حالته المتدهورة و فجأة قامت بسحبه من يده فلم يملك إلا أن تبعها حتى لو تبعها لآخر العالم فهو يحب تلك المرأة ....يحبها بكل لما لهذة الكلمة من معنى و صعدت به على منصة عالية وهتفت حتى انتبه الحضور لها فقالت :

- سيداتي سادتي ....أحييكم وأقدم لكم البطل نادر هاني ......

فتعالى التصفيق و شعر كأنه نجم لكن بلا سماء تحتويه ولكن ابتسامتها كانت البلسم الذي يداوي جروحه وهي تشكره وتعرفه الى معارفها وبعد ذلك بدأ الرقص فانزوى في الركن البعيد يشاهد تلك الحركات التي لا يشاهدها إلا في الأفلام السينمائية و رأى بالمصادفة شابا يتقدم ليطلب من ليلى الرقص فانفطر غضبا وتقدم نحوهما بأقصى سرعة لديه وعندما رأته ليلى قادما رفضت دعوة الشاب وبعد أن تركهما أصبحا وحيدين سويا وعندما طال صمتهما قالت :

- ظننت من نظرتك أنك ستدعوني للرقص ....


- أ.......الواقع ....أنا ......أنا لم أرقص في حياتي...


فلم يظهر عليها الدهشة ولكنها أشارت برقتها الى جيب سترته الذي يحتضن الورود البنفسجية قائلة :

- لم أكن أعرف أن لديك حس مرهف لهذا الحد .....أنت تحب الورد

- آه نعم ....في الحقيقة أحضرتها لك كهدية ...أنا آسف لأنها لا تليق بك...


وأخذت الورود منه وتذوقت رحيقها وظلت تلامسها برقة فحسد نادر الورود بشدة وقال متلعثما :

- إنها ....تذكرني بك ....جميلة و رقيقة ومختلفة


- أهذا رأيك يا نادر ؟


- أنا لم أرى في حياتي امرأة بهذا الخصال ......أنا ....أنت ....آسف كدت أتعدى حدودي....


- لماذا ؟....ماذا أردت أن تقول ؟


- الواقع أنا ....أنا....


وظل ينظر حوله فأخذته الى الشرفة المنعزلة الممتلئة بالأزهار الزاحفة على الحوائط والقمر أمامهما بدرا حيث كان الجو مهيئا لهما تماما فوضعت يدها على السور ووضع يده بحاذتها وتلاقت عيونهما فقال بصوت عذب :

- لقد وقعت صريعا لحبك من أول نظرة ....أعرف ما ستقولين عني أني رجل داهية أسعى وراء الفرص الثمينة ولكن الواقع ليس لي غرض سئ فلقد...تجرأت في لحظة وفكرت فيك زوجة لي ...


وحينها ظهر بريق رقيق في عينيها ممتزج بالخجل والفرحة معا وولدت الإبتسامة على شفتيها وقالت في رقة :

- أتعلم أن شعوري نحوك لا يختلف كثيرا ؟


- لماذا ؟...لماذا يعجبك شخص مثلي ؟ ...أنا لا أفهم


- نادر أنت أول رجل حقيقي أقابله في حياتي ....أنت رجل شهم بمعنى الكلمةولا تتسم بتلك الرجولة المزيفة التي ألبست الى كل الرجال الأثرياء الذن أعرفهم ...كلهم ليس لديهم قيم حقيقية وليس هناك ما يشغلهم سوى اللهو وتبذير الأموال هنا وهناك ...... كنت دائما أبحث عن الرجل الأصيل حتى يأست من وجوده أصلا الى أن قابلتك ... لا تظن أني غافلة عن المبلغ الذي كنت ستأخذه إذا قمت ببيع سواري فربما أكفاك طوال حياتك ولكن شهامتك المتناهية تحيرني حقا ولا تظن أني أقلل من شأنك بل أبادلك نفس المشاعر ....


فأمسك بيديها بين يديه وهو لا يعرف ماذا يمكنه أن يفعل ولا حتى ماذا يجب أن يقول وأنهالت الأسئلة المعذبة من عينيه حتى رقت له ليلى وقالت :

- لقد أحببتك نادر......من أول وهلة......و أنا مستعدة لأن أضحي بكل شئ من أجلك


- لكن يا حبيبتي ليلى ...أنا لا أملك شيئا سوى شقتي المتواضعة جدا التي لا تليق بخادم لديك


- أنا لا أكترث أنت أغنى من كل الرجال الذين عرفتهم بشهامتك ورجولتك ..أنت الشخص الذي انتظرته طوال حياتي ...أنا مستعدة أن أعيش معك في أي مكان


- ولكن ماذا عن أهلك؟ .....لا بد أن يشنوا حربا طاحنة حتى يمنعوك عني


- لا تهتم لهم أنا مستعدة لأن أترك أسرتي تماما إذا كانوا سيمنعوني من الزواج منك ...لا أبالي بأي شئ حتى بحياتي


فأنهال نادر على يدها تقبيلا من شدة تأثره نزلت دمعة من عينيه عنوة وشعر أنه يحلم مستحيل أن يصدق أن ملاكه قد وافقت عليه وظل ممسكا بيدها يخجل أن يرفع عينيه لمواجهتها ...فقالت له :

- وبما أننا سنتزوج أرجو أن توافق على أن أعلمك الرقص...


فنظر اليها بخجل ووافق بايماءة صغيرة فبدأا يرقصان سويا كل منهما يتشبث بالآخر وكم من مرة داس على قدمها فلم تبالي وابتسمت له برقة وظلا هكذا يرقصان تحت ضوء القمر فترة من الزمن وتعلم نادر الرقص دون أن يشعر فلقد كان غارقا في عيني ليلى..... من رأسه حتى قدميه غارق في حبها ثم توقفا عن الرقص فتنهد بعذاب وقال لها :

- أنني أتشرف أن أكون قيس الخاص بك يا ليلى ...


وبعد تلك الليلة شعر نادر أنه ولد من جديد وملأ غرفته بتلك الزهرة البنفسجية وكان ينتظر الموعد الذي حدداه لتخبره عن رأي والديها وعندما وصل الى مطعم الأزهار الذي جمعهما للمرة الأولى وانتظرها بشوق حتى أتت ولاحظ من وجهها المتجهم الإجابة فنهض لتحيتها ولم تستطع أن تواجه عيناها مقلتيه وجلسا سويا وبعد أن شربت مشروبها كان صبر نادر قد نفذ كليا فقال لها :

- بحق السماء ليلى...... قولي أي شئ....


- ليس لدي ما أقوله ....أظن أن تخمينك كان في محله...


- هل أهانوك بالكلام بسببي ؟...


- هذا ليس مهما إطلاقا فلقد رفضوا رفضا قاطعا على كل حال


- ............ياإلهي كنت أعلم أن هذا سيحدث ...ماذا سأفعل الآن ؟


- أسمع يا نادر أنا ......أنا أحبك....


وتقطع صوتها فنظر اليها نادر ورأى الدموع تترقرق من عينيها فانفطر حزنا و أكملت :

- أحبك و أحتاج إليك قد نعيش في عالمين مختلفين ولكني أفضل عالمك فأنا لا أريد حياة مزيفة ..أنا مستعدة لأن أترك كل شئ خلفي ونتزوج فأنا لا أريد شيئا من هذة الدنيا سواك......أرجوك


فصمت نادر طويلا وأخيرا توصل الى قرار :

- ليلى أنا أحبك أكثر بكثير مما تتخيلين .....لقد حلمت طويلا ببيت يجمعنا ولكني اكتشفت أن هذا البيت لا يناسبك فبيتي متواضع وحياتي لا تحتمل ......عرضك هو أملي ولكن لن أقبل أن أحقق سعادتي على حساب تعاستك..


- بل سعادتنا نحن الأثنين ....


فأمسك يديها بين يديه :

- ليلى ....يا حبيبتي الغالية ...لن تتحملي الحياة معي ...أنت لك مستقبل باهر وأنا...أنا ....لا يهم ....لا تنظري أسفل قدميك لا تهربي من والديك وتخسري عالمك وحياتك من أجلي ومن أجل حياة قد تندمي بعدها صدقيني ولأني أحبك جدا لن أتحمل رؤيتك حزينة لا يمكن أن أقبل أن أتزوجك لتعادي أهلك وتبقين وحيدة طوال حياتك .....أنا آسف يا ليلى ولكن لا يمكنني أن أتزوجك دون موافقة أهلك ...


فقالت باكية :

- أترفضني يا نادر ؟....ترفض الزواج بي ؟..


- آسف حبيبتي لكل حلم نهاية وأنت كنت أجمل حلم عشته وتمنيته من كل قلبي ولكني استيقظت ......أعتقد أنها النهاية يا ليلى ......


- ولكن يا نادر أنا أريدك ......أريد أن أكون معك


- وأنا أريدك كما لم أرغب بامرأة من قبل أنت كماء عذب وجدته وأنا تائه وسط صحراء جرداء ولكنه فوق جبل لا أستطيع تسلقه ....ومهما طال الزمن ليلى سأظل قيسك دائما و أبدا ....


- وأنا لن أنساك يا نادر أبدا......


وأخرج نادر الزهرة البنفسجية من جيبه وأعطاها إياها فأخذتها بحرقة بين يديها وتساقطت دموعها على الزهرة ولم يعلم نادر كيف تماسك في تلك اللحظات فلقد وقفت رجولته سدا مانعا لقطرات مقليته من الإنهمار ووجدها قد خلعت سوارها وأعطته إياه :

- أرجوك يا نادر أن تحتفظ به ذكرى لأجلي....


- لست بحاجة لما يذكرني بك .....قلبي لن يتوقف عن تذكيري بك ....لقد جمعنا هذا السوار فلا تفرطي فيه أبدا


- لن أفعل ......يا حبيبي.......


- ونهضت متثاقلة ونهض هو الآخر وطالت لحظة الفراق واستدارت لتذهب فأمسك نادر يدها وقبلها للمرة الأخيرة وقال :


- وداعا يا سيدتي.....


فجرت باكية وبقي نادر ضعيفا خاويا كورقة خريف في مهب الريح ....

بعد ذلك الحلم أصبح لنادر نظرية مختلفة في حياته أصبح يكافح ويكافح بكل ما لديه ويغامر لينجح وتوالت نجاحاته الواحدة تلو الأخرى فبعد ملاقاته لها ابتسمت له الدنيا أخيرا وبدأ يرتقي درجات المجد واكتشف عدة مناجم وكون ثروة لا بأس بها على مدار ثلاثين عاما وتحققت كل أحلامه حتى حصل على مجموعته الخاصة من محلات الصياغة وذاع صيته ولكن لم يتحقق حلمه الوحيد وهوأن يعود قيس لليلى مجددا ولكن ذات يوم دخل عليه أحد الرجال الذين يعملون في فرع من فروع محلاته ....بسوار فضي وعندما رآه تعرف عليه مباشرة أنه ذلك الغالي كما سمته ليلى وشعر بأن قلبه ينتفض شوقا عندمارآه بين يديه وعاد له ذلك الشعور عندما كان يقابلها وعلم من ذلك الرجل أن رجلا فقيرا جاء وباعه إياه ولم يستطع تثمينه فأصر نادر على مقابلة ذلك الرجل وعندما قابله علم منه أن أبنه الصبي الصغير هو الذي أحضر ذلك السوار وعندما تحدث الى الصبي قال له أن امرأة عجوز كانت قد أصبحت فقيرة للغاية وسارت الى بقعة ما ولم تستطع الإستمرار بسبب صحتها المتدهورة فسقطت فقام الصبي بمساعدتها وقالت له أنه إذا أحضر لها من تلك الورود البنفسجية مشيرة الى البقعة التي كانت تقصدها فسوف تكافئه وعندما فعل ذلك طارت فرحة وأمسكت الورود بين يديها وخلعت سوارها الفضي وقبلته ثم أعطته للصبي قائلة :

- فليسعدك ذلك السوار كما أسعدني يوما بلقاء الشخص الذي انتظرته طويلا .....


وتذوقت رحيق الأزهار للمرة الأخيرة ولفظت أنفاسها في سلام فتقطع نادر حزنا كما لم يحزن من قبل عما آلت اليه حياتها بعد إفلاس والدها وأعطى للرجل أضعاف ثمن السوار وأحتفظ به لنفسه ورفض بيعه أو تقليده فلقد رفض يوما أخذه كتذكار منها وهاهو الآن بين يديه الشئ الوحيد الذي يملكه من رائحتها وكتب في وصيته أن يدفن معه .......



النهاية



أتمنى تكونوا استمتعتوا بقراءتها وأتمنى لا تبخلوا علي بردودكم الحلوة التي تضئ وجهي بإبتسامة كبييييييييييرة وشكرا لكم

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة قبلة ; 27-09-08 الساعة 11:21 PM
عرض البوم صور قبلة   رد مع اقتباس

قديم 27-09-08, 05:50 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
dew
اللقب:
قطر الندى



البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32556
المشاركات: 8,339
الجنس أنثى
معدل التقييم: dew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسي
نقاط التقييم: 5602

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dew غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قبلة المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

عزيزتي ,,دعيني أقول لك بأنه بالنسبة لأول قصة لك فقد أبدعتِ بحق ,,قصة قصيرة جمعت معاني الحب السامية ,,الإخلاص والبقاء على حب الحبيب إلى يوم الممات اقشعر جسدي عندما قرأت كيف ماتت ,كان مشهدا مؤثرا بحق ,,
أسلوبك جميل وبسيط لكنه متمكن من اللغة العربية الفصحى التي افتقدناها ,,رائعة حقا لاأدري ماأقول ,غير سلمت يداكِ وأنتظر المزيد من ابداعات قلمك

 
 

 

عرض البوم صور dew   رد مع اقتباس
قديم 27-09-08, 11:19 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2008
العضوية: 94802
المشاركات: 128
الجنس أنثى
معدل التقييم: قبلة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قبلة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قبلة المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

حبيبتي dew أنا بجد مش عارفة أقولك إيه أنا لما قرأت ردك أصابتني فرحة غامرة أشكرك لأنك أفرحتي قلبي وأعطيتيني أمل في أن أصبح كاتبة في يوم من الأيام أنت نورت صفحتي بمرورك

 
 

 

عرض البوم صور قبلة   رد مع اقتباس
قديم 01-10-08, 12:08 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 68834
المشاركات: 653
الجنس أنثى
معدل التقييم: princessa عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
princessa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قبلة المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

تسلمي عزيزتي
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

 
 

 

عرض البوم صور princessa   رد مع اقتباس
قديم 01-10-08, 04:16 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2008
العضوية: 94802
المشاركات: 128
الجنس أنثى
معدل التقييم: قبلة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قبلة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قبلة المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

حبيبتي برنسيسا أنت نورتيني ونورتي قلبي فرحة بردك ومرورك العطر شكرا جزيلا لك

 
 

 

عرض البوم صور قبلة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
السوار الفضي قصة حب عاطفية
facebook




جديد مواضيع قسم القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:19 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية