لم اري قط امراة بفظاظتك وسوء اخلاقك ستكون كبرياؤك هذه سبب سقوطك ..في يوم من الايام ...من الؤسف انك كنت فاقدة الوعي حين نزعت ملابسك ,لان ذالك كان سيزيل قدرا كبيرا من كبريائك
كان يقصد ان يوقع في نفسها اقصي درجات الحرج ,ولكنها قابلت نظرته بترفع
لم يكن يحق لك لمسي هذا اعتداء اجرامي
كان كلامها تبجحا ,تبنته لتخفي قلقها اما رده علي كلماتها فكان
ليتك كنت واعيه
لو كنت واعيه لما سمحت لك بوضع اصبع علي
ارتفع راسه جانبيا يقول"لا"؟ حركته المتعجرفه اغاظتها فهي لم تكن دليل تحد فحسب بل دليل قدرته علي فعل ما يشاء بها اكمل ساخرا :
كيف كان بامكانك ان جاز لي السؤال ان تمنعيني من لمسك ؟
عبست بشدة تدرك ان الهزيمه تواجهها مع ذالك لم تكن قادره علي تقبلها بكرم اخلاق .قالت بجفاء
لقد طلبت منك ان تتركني ..لا شك في ان جدتي ستقلق علي ان لم تجدني وقت الفطور
رفع حاجبيه الارستقراطيين ,ثم نظر الي ساعته
الفطور ؟اتعرفين كم الساعه الان؟؟
شحب وجهها وهزت راسها نفيا "لا هل مضي وقت الفطور؟؟
انه الظهر
هبت من رقدتها وقالت
الظهر لا شك ان جدتي مذعورة !ارجوك اخرج اريد ارتداء ملابسي اين هي ؟
نظرت الي الصاله حولها وكأنها تتوقع رؤيتها معلقه لتجف .في غمرة لهفتها علي جدتها لم تجد مكانا لكبريائها التي كانت ستهب عاليا في
ظروف اخري وقد نسيت حتي ان تلملم اطراف سترة البيجاما ولم تنتبه الا حين شاهدت عينيه تطوفان عليها
سأل اتعيشين مع جدتك ؟
ردت بسرعه ولهفه "اجل ملابسي ارجوك
تجاهل طلبها "واين جدتك في الوقت الراهن ؟
في منزلنا الصيفي الذي لا يبعد كثيرا عن الميناء
قال بصوت ملهوف قلق "ولماذا لم تأت الي هنا قبل الان ؟
قبل ان تقاطعه متسائله اردف قائلا انه اتصل بالشرطه حالما رسا المركب في الميناء في ساعات الصباح الاولي وقد بلغهم ان معه علي المركب الانسه ايلسا مايون
قاطعته "تعرف اسمي "
لقد سمعت اسمك مرارا اثناء الوقت القصير الذي انضممت فيه الي النادي
ردت بعجرفه "وهل اعجبك ما سمعت ؟
لم اكن مهتما ليعجبني
احست ايلسا بالدم يكاد يطفر من وجهها ...وقالت
قلت لي انك ابلغت الشرطه
قالوا انهم سيعلمون اقاربك ولقد انتظرت ساعة ونصف ثم غفوت واخشي ان اغفائتي قد دامت نصف ساعه ولكن لو احضر الشرطه جدتك
لأيقضوني بالتاكيد ,لذا من الواضح انها لم تاتي ... عبست ايلسا ماذا قلت للشرطه ؟
شرحت لهم انني نقلتك الي مركبي اثناء العاصفه وانك انهرت من التعب
ليتك لم تزج الشرطه في الموضوع لا استطيع التفكير في ما يحول دون مجئ جدتي ..غير انني اتمني ...اتمني الا تصاب بنوبه قلبيه اخري بسبب هذا..
نوبه قلبيه ؟
هزت راسها وقد نسيت كل العداء وقالت له:
انها في الثامنه والثمانين ..عرفت مؤخرا ان قلبها مريض
بان قلقها واضحا في نبرة صوتها وفي عينيها الجميلتين وارتجف ثغرها وابتلعت ريقها بصعوبه وكأنها تتخلص من غصه مؤلمه في حلقها .
كان الرجل الواقف بباب القمرة ينظر اليها مفكرا,ولكن عندما تغيرت ملامح وجهها ,اخذت عيناه تتسعان وكأن ما يبدوا امامهما منظر غير متوقع...
وكأن الماثله امامه قد رفعت عن وجهها البرقع الذي يغطي وجهها الحقيقي .برقت عيناه وبدا غير قادر علي اشاحتهما عن وجهها
اخيرا قال "انت لغز مبهم سأحمل اليك ثيابك"
وارتد علي عقبيه مغادرا الصاله ولكنه استدار فجأة فرآها تضع يدها علي راسها:
ما بك؟
بدا لها شخصا مختلفا فقد حلت نظرة قلق واهتمام مكان نظرة الازدراء
اما زال رأسك يؤلمك ؟
حاولت لملمة شتات كبريائها ,ولكنها عوضا عن ذالك استسلمت للألم المتزايد ,واطلقت اهة الم خفيفة ..ثم قالت تعترف:
انه يؤلمني ..كما تؤلمني عظامي كلها ..يجب ان انهض لاعود الي البيت ,الي جدتي التي هي دون شك مريضة...
حاولت جاهدة الجلوس مجددا ثم اردفت والغصه في حلقها
والا جاءت الي هنا قبل الان
لو اتصلت بها الشرطه
بالتأكيد اتصلوا ...منزلنا لا يبعد اكثر من دقائق سيرا علي القدمين ..ولا بد انهم عرفوا كل شئ عني من النادي
صمتت قليلا ثم صاحت "لا شك ان هناك خطبا ما يجب ان اذهب اليها بسرعة !!
وفيما كانت تتكلم احست بنوبه الم اخري في رأسها فعضت بقسوة علي شفتيها لتمنع دموعها من التساقط.
ارجوك احضر لي ملابسي ....
تلاشي صوتها امام رجفة سرت في اوصالها :
ماذا دهاني يالله ؟
رد بلهجة ملؤها نفاد الصبر والقلق:
لن تحتاجي الي ثيابك فترة لماذا لم اجبرك علي خلع ثيابك المبلله فورا ,لا ادري !! ما كان علي ان اتركك علي سطح المركب !!
كان الان واقفا علي مقربة منها واحست بيده القاسيه الباردة علي جبهتها ...ملمسها رائع ...ليته يتركها هكذا ... واخذت لهفتها علي جدتها تتضاءل ...وعرفت انها بدأت مرة اخري فالمطرودة من الجنه
عندما فتحت ايلسا عينيها وجدت رجلا اشيب الشعر طويل القامه اشرف عليها رفرفت عينيها قليلا ثم حركت رأسها فوجدت السيد هيلفيلد يقف علي مسافة قريبه منه
قال ردا علي سؤال لم تطرحه :
استدعيت الطبيب فقدت الوعي ثانية
هزت راسها علي الوسادة كان جسدها كله يرتجف والعرق يتصبب منها احست بالشرشف مبلله وشعرها يلتصق بجبهتها قال الطبيب:
كان علينا نقلك الي المستشفي ولكنني ارتأيت الا تبرحي مكانك
استدار الي السيد هيلفيلد وتمتم بكلمات لم تسمعها ايلسا ولكن الرد جاء واضحا
بالطبع تستطيع ..سترسل ممرضة كما اتوقع ؟
هز الطبيب رأسه وقال :
سيمضي اسبوع قبل ان تتمكن من العودة الي منزلها ..
حاولت الجلوس ولكن الجهد كان مؤلما :
اسبوع ؟ جدتي ..اين هي ؟ ماذا اصابها فمنعها عن المجئ ؟
لم تستطع منع الدموع فتركتها تنهمر علي وجنتيها وقالت متوسلة :
اخبراني ...يجب ان اعرف !!!
تبادل الرجلان النظرات وبعد تردد قصير نظر الطبيب الي عيني ايلسا القلقتين :
نقلت جدتك الي المستشفي هذا الصباح ..فمن سوء الحظ ان احد الرجال نقل اليها قبل الشرطة خبرا مفاده ان المركب ناوسكا قد تحطم وقد اصيبت نتيجة الصدمة بنوبة قلبيه ..
ي التسلل بعيدا ...الي الغيبوبة.... ساد صمت عميق ..وتسمرت عينا السيد هيلفيلد علي عيني الفتاة المستلقيه علي الفراش ..واخذ الطبيب يكتب الوصفه بهدوء .
اخيرا تمكنت من القول بصوت اجش مختنق :
جدتي ..هل ست..ستتمكن ...ستكون...علي ما يرام ؟
رد السيد هيلفيلد :انها مريضه ..لكنها ليست في خطر حاليا
كبف سمعت جدتي الخبر بهذة السرعه..؟
لقد اتصلت بالشرطة باكرا هذا الصباح
رد السيد هيلفيلد :لم يتحرك الشرطة بسرعه فقد كان في الخدمه ساعة اتصالي رجل واحد ويبدوا ان الخبر لم ينقل الا منذ بضع ساعات ..
وكان قبل ذلك قد شاهد احدهم حطام يختك فأسرع ينقل الخبر الي جدتك التي صدقت انك غرقت "
لم يكن علي وجهه اي تعبير ..ولكن كان واضحا لها انه يلومها :اولا لخروجها في مثل ذلك الوقت,وثانيا لرفضها بادئ الامر عرضه بالانقاذ .فلو
قبلت لكانت في المنزل قبل منتصف الليل بكثير ,والسبب كبريائها ..
اشاحت براسها بعيدا,غير قادرة علي التحديق في العينين السوداوين المتهمتين .الكبرياء ..ليتها فكرت قليلا .ولكن في ذالك الوقت كان جل
اهتمامها الاحتفاظ بكل ذرة من كرامتها , ونتيجة لهذا ابعدت الرجل عنها ..
منتديات ليلاس
نظرت الي الطبيب وقالت:
يجب ان اعود الي جدتي .
ولكنه هز رأسه وقال لها انها ستبقي خمسة او ستة ايام ,
فأردفت قائلة :
وهل عرفت جدتي انني الان بخير ؟
ابتسم الطبيب قائلا "طبعا"
ثم نظر الي السيد هيلفيلد ليعطيه الوصفه "سأرسل اليك ممرضه "
شكرا لك
قالت ايلسا بعد ذهاب الطبيب :
آسفه علي ما أسببه لك من متاعب
لاحظت بسرعه نظرة الازدراء تعود الي عينيه قبل ان يحولهما الي وجهها ثم ارتد علي عقبيه تاركا القمرة...
بعد ثلاثه ايام شعرت ايلسا بتحسن فلم تعد الرجفه المزعجه تصيبها ,والالم زال عن جسدها ورأسها لكنها ظلت تشعر بالوهن
حين قال الطبيب في اليوم الرابع انها تستطيع ترك السرير مدة ساعة وجدت نفسها تريد العودة اليه قبل هذه المدة
كانت الممرضه تقيم في المركب ايضا ,تنام في السرير الآخر في قمرة النوم نفسها اما السيد هيلفيلد فكان دون شك يستخدم احدي الاريكتين في قمرة الصالة
في البدء ابتعد عنها ولكنه لم يلبث ان اخذ يبدي اهتماما غير عادي بها ...وقد لاحظت ان هذا الاهتمام ظهر بعد قيامه بزيارة جدتها في
المستشفي ..لم يكن قد اخبرها الكثير عن العجوز ولكنها فهمت من تعابير وجهه انهما اتفقا ,وكان غريبا جدا ان يتجشم عناء زيارة السيدة
كيلفير يوميا ..غير ان ايلسا كانت سعيدة بما يفعل لانه بذالك يوفر لها الاخبار عن تقدم صحة جدتها ويحمل الرسائل منها الي جدتها
قال السيد هيلفيلد لها بعد عودته من زيارتها في اليوم السادس .
انها علي ما يرام اليوم ..وهي علي استعداد للخروج من المستشفي يوم يسمح لك الطبيب بالعودة الي المنزل ,
بامكانها الخروج اليوم ,فلدينا خادمة في المنزل .
هذا صحيح ..لكن السيد كيلفير تظن انها ستكون اكثر راحة في المستشفي
, فلديها فيها رفقة تغنيها عن الذهاب الي المنزل الذي لن يكون فيه سوي الخادمة..
هزت ايلسا رأسها وقالت "لا تختلط كثيرا مع الخدم "
وفيما كانت تشاهد تعابير وجهه ,تساءلت ما الذي يسليه هكذا فجأة ..
اذن ,لجدتك حصتها من الكبرياء ايضا ؟؟
رفعت رأسها "لم لا ؟ جدتي سيدة منزل جميل جدا وقديم "
سأل وفي عينيه تلك النظرة الهازئة :
اهي كذالك؟حدثيني عن الامر ؟
انه منزل يعود بناؤه الي العهد التيودوري حولة مزرعة واسعه متصله به
برقت عيناه بشكل غريب وقال :
يبدوا مثيرا للاهتمام ..ولكن ,هل ترعرعك في مكان جميل ومرغوب يمنحك الحق في تبني مثل هذا الجو المبالغ فيه من الغطرسه ؟
اشتد ضغطها علي فمها قليلا ..وومضت عيناها الكبيرتان ورفعت كتفيها قليلا الي فوق :
لسنا متغطرستين سيد هيلفيلد ..
جدتك بكل تأكيد ليست متغطرسة ..بل لقد فتنتني ..
آنسه مايون ..اما انت
هز رأسة مستنكرا "فكبرياؤك نوع خاص لا يطاق"
اتسعت عيناها ,وقالت ببرود :
سيد هيلفيلد ..انا لست مهتمه ابدا برأيك بي ..
رد بالبرود ذاته :
هذا واضح ..ولكن هل نسيت آنسه مايون انك انكرت بشدة صفه الغطرسة ؟؟
كان ينظر الي وجهها المرفوع اليه بطريقة السيد المتفوق ..وصدمها تعاليه ,وقسماته النبيله ..ما هو الدم الغريب الذي يجري في عروقه ياتري
؟ كانت واثقه انها ان عرفت اسمه الاول ,فستعرف هويته ..ما تزال عيناه السوداوان تأسران عينيها ,وكانت تحس بقوة شخصيته وبالجاذبيه
التي تشد نظراتها اليه وبالقوة الآمرة التي تجبرها علي الرد علي سؤاله
قالت اخيرا "انكر مرة اخري صفة العجرفه "
ولكن وجنتيها ازدادتا امتقاعا بسبب ازدياد نظرة الازدراء في عينيه ..وقال لها :
وغير صادقة ايضا !!كيف لجدتك ان تفشل في تربيتك هكذا
انت بكل تأكيد وقح بكلامك سيد هيلفيلد
وانت لم تردي علي سؤالي آنسه مايون
لا يمكن لوم جدتي علي ما انا عليه ..انها مساله وراثه لا دخل للتربيه فيها .
هذا صحيح ,الوراثه لها تأثير كبير ..لكن طريقة التربيه لها تأثير ايضا في شخصية الانسان فلو ضربتك جدتك قليلا علي اصابعك بين الحين
والأخر ,لكنت ألان شابة مرغوبة .
ومضت عيناها وغلي دمها ..لكن كان عليها أن تتذكر إنها في مركبة ,وانه لا بد تحمل ما يكفي من الإزعاج في الأيام الستة الماضية
بسببها ..وعليها كذالك ان تتذكر انه انقذ حياتها ..وما تحس به الان لا يحتمل ..كان علي كبريائها في مثل هذه المواقف افساح الطريق
للعرفان بالجميل . ولكنها لم تفعل ..فكرت من خلال الغضب الذي استحوذ عليها , انه من الاسهل لها لو كان هذا الرجل اقل غطرسة او اقل
ثقة بالنفس فقد كان يمكن ,مجرد يمكن , ان تتمكن من ابراز شئ من الشعور الايجابي نحوة ..ولكن في هذه الحالة تمردت كبرياؤها لفكرة
التنحي لصالح العرفان بالجميل
ونتيجة لهذا ثارت أكثر من عادتها .. تسائلت مرة اخري من اي بلد يتحدر هذا الرجل ,فمن الوضح ان فيه دما انكليزيا كما ان اسم عائلته انكليزي بحت ..كان يراقبها ثم ضحك فجأة وقال :
ربما تتسائلين عما اذا كان لدي اولاد .آنسه مايون ..
ازداد امتقاع وجهها ,لانها كانت فعلا تصيغ سؤالها وفي نيتها ان تكتشف ما اذا كان متزوجا ام لا .قدرت ان عمرة يقارب الثلاثين ولاحظت بضع
شعيرات بيضاء وكأنها اشعة فضيه تنبعث من شعرة الاسود اللماع المتموج ..
سمعته يردف "لا ..بما انني لست متزوجا فهذا يعني انني لم اختر ان اكون ابا "
اصبح لونها قرمزيا ..وحارت لان هذا ويا للغرابه لم يثر فيها الازدراء الذي تختبره عادة ,فهي تكرة سماع الرجال وهم يتحدثون بمثل هذا
الاستهتار ..
قال لها مغيرا الموضوع بتعبير مفاجئ
اخبريني المزيد عن المنزل الفخم الذي تعيشين فيه ..فأنا شخصيا مفتون بالطراز الهندسي التيودوري .
ابعدتها محبتها وحماسها لمنزلها عن العدائيه :
منزلنا مبني حول باحة مرصوفة بالحجر الفحمي ..انه مبني نموذجي بالابيض والاسود ,نصفه من الخشب
وطفقت تصف الواجهه والنوافذ الجنوبيه التصميم والخندق المائي الذي يحيط بالمنزل ..وأضافت :
في احدي الزوايا هناك مثال رائع للكسوة الخشبيه الجداريه المزينه بزهرات رباعيه الشكل وهي ما اشتهر به صناع "تشيشاير "
و "لانكشاير "
لكنك تعيشين في دربي شاير ؟
منتديات ليلاس
اجل في وادي "دوف"..
انه مكان جميل جداً
لم تسأله عما اذا كان قد زار المكان ,لانها فضلت متابعة الحديث عن المنزل الذي تحبه .
المدخل الي منزلنا يمر عبر جسر حجري يقود الي غرفة عند البوابه ..ثم ,لدينا مدخل فوقه ثلاثه طوابق لكل طابق نوافذ بارزة الي
الخارج ,وهناك تجد الرواق الطويل فوق الدرج .
ارتسمت بسمه خفيفه علي شفتيها ممزوجة بالسعادة والمرح .
وهذا الرواق لا يبدو في مكانه المناسب ولكن الناس في القرن السادس عشر كان ينفذون الموضه السائدة وان كانت لا تتلائم مع سائر ارجاء
المبني .وقد اضاف الجميع رواقات طويلة لعرض اللوحات العائليه بغض النظر عما هو ملائم ام غير ملائم
لامست التسلية فم المستمع الذي قال :
يبدوا انه كان لساكني "اردال هال "دوما مقياسا مبالغا فيه من الكبرياء لقد ذكرت لي جدتك "اردال هال "فحدثيني عنه
تابعت وصفها ,متجاهلة قوله المتعلق بالكبرياء :
السقوف بمعضمها مزخرفة بالجص واغلبيتها موشاة بالذهب ..
ولدينا بعض البسط الاصلية الجميله المشغوله يدويا وهي تكسو جدران غرفة الاستقبال ,والردهة الصغيرة ..
تمتم يثبت نظره علي وجهها "وغرفتك حدثيني عنها ؟
تورد وجهها قليلا وارتفع راسها بحركة جانبيه كانت بحد ذاتها دليل تساؤل :
وماذا يهمك في غرفتي ؟
تردد ثم ضحك وكان رده العجيب :
اعتقد انني رغبت في تصورك وانت في فراشك .
وعرفت انه يعني ما يقول ..فزمت شفتيها وحاولت النطق بما هو لاذع ,ولكنها وجدت نفسها مذهولة تقول:
لقد شاهدتني في الفراش!
لا ..بل كنت مستلقية فقط فوق مقعد خشبي .هل لديك احد تلك الاسرة الرباعية العمدان ؟
صمتت تحدق اليه ..فقد حيرها شئ لم تفهمه ..اهتمام هذا الرجل غير طبيعي ..لم تكن تتوقع مثل هذه الاسئله من شخص متعال
مثله ,ظنته سيترفع عن مثل هذه الاسئله ويترفع عن ابراز الهتمام الذي يصر عليه بمنزلها ..وتابع يسألها بمرح :
حسنا ؟هل شعرت بالخجل فجأة؟
الواقع انني انام فعلا في سرير رباعي القوائم ..
صمتت قليلا ثم اردفت ببطء والفضول بارز في صوتها :
اهناك ما تود معرفته عن منزلي ايضا ..سيد هيلفيلد ؟
الكثير يبدو لي مثيرا للاهتمام الطراز المناسب للمنزل الذي اريده لنفسي .
اتعيش في منزل حديث ؟
لا استطيع القول انه حديث لكنه بالتأكيد لا يملك سحر العالم القديم الذي يملكه منزلك .
اظنك قادر علي شراء منزل مثله سيد هيلفيلد
فتح يديه ..ان هذه المنازل نادرة وقد كادت تتلاشي في السنوات الاخيرة .
وهل فتشت ؟
انا لا اعيش في انكلترا طول الوقت
فهمت واين تقيم ؟
حين اكون في انكلترا اعيش في ايسوكس
كان في نبرة كلامه تحذير لها لئلا تتابع طرح الاسئلة
جلست ايلسا في غرفة جلوس "اردال هال "تقرأ لجدتها التي كانت تغزل الصوف مدة نصف ساعة ثم اخفضت ما تغزله حتي ركبتيها ,تحدق
الي نقطة ما خلف كتف ايلسا ..التي خاطبتها برقه "حبيبتي انت لا تصغين الي ..هل اتوقف الان ؟
لقد حان وقت الشاي علي اي حال ..ما بالك حبيبتي ؟لم ليس عقلك معي ؟
نظرت اليها جدتها وعل وجهها تعبير غريب .فأحست ايلسا بشئ من القشعريرة علي طول ظهرها ..لقد اعتادت علي هذه النظرات الغريبه
التي تشير الي مقدمة للوصول الي ما هو غير سار قطعا ..
من الواضح ان الجدة قلقه علي مستقبل حفيدتها ولكنها منذ يوم الجمعة الماضيه وبالتحديد منذ عوتها من مقابله اجرتها مع المحامي وهي
تتصرف بشكل غريب .
ردت العجوز عابسه "انا قلقه "
قلقه ؟
تذكرت حديثها مع الطبيب هذا الصباح بالذات حين رافقته الي الباب
هي ليست في عافيه اليوم انسه مايون وهذا مؤسف جدا كانت صحتها عظيمه حتي الان ,انما يجب ان تعدي نفسك تدريجيا لما هو اسوأ
رفعت وجها شاحبا اليه
لا حبوب الدواء يادكتور الناس يعيشون لسنوات علي الدواء!!
ولكنها رأته يهز رأسه ويرد بلطف :ليس من هم في الثامنه والثمانين "
وكانه يردد صدي هاتف انذار داخلي في نفس ايلسا بدأ بالانطلاق منذ اسابيع
اهذا نتيجه الصدمه التي تلقتها منذ اسبوعين حين ظنت انني غرقت ؟
كانت تطرح السؤال بوجل لانها تعرف انه ان قال الطبيب اجل فلن تتمكن من المغفرة لنفسها ..ولكن الطبيب هز راسه ثانيه باشفاق يؤكد
لايلسا ان جدتها لم تتعرض لنوبة قلبيه خطيرة اصلا وانها تعافت بسرعة لكن مما لاشك فيه ان حالتها تتدهور وان عليها تهيئه نفسها للوقت
الذي ستتعرض فيه الجدة للنوبه القاتله
كم من الوقت ؟
يصعب التحديد لكنها قد تعيش خمسة او ستة اشهر .
قد تعيش ؟
اعتقد انها ستعيش هذه المدة ليس الا
وبكت ايلسا في غرفة نومها ..بعد قليل نفضت عنها حزنها بعزم قائلة لنفسها بحدة ان الطبيب قد يكون مخطئا وان جدتها ستبقي معها مدة
اطول انها المرة الاولي التي تهرب فيها من مواجهة شئ وترفض التفكير فيه حتي ولو للحظة واحدة
قطع صوت جدتها الهادئ افكارها :
اجل عزيزتي ..قلقه ,قلقه بشأننا نحن
اعادت اهتمامها لحياكتها بتركيز غير عادي ..ونظرت ايلسا اليها بحيرة :
نحن جدتي ؟انت وانا ؟
هزت العجوز رأسها ,ثم انسلت منها تنهيدة صغيرة
علينا الخروج من هنا المالك يريد استرداده
ابيض وجه ايلسا :
هو ..لا افهم ؟ قلبت انه لك مدي الحياة
هذا ما كنت اعتقده ..ولكن الواقع ان هناك حدود للوقت الذي استطيع فيه انا وجدك استخدامه .. والحد هو خمسون سنه .. ولقد انتهت
المدة وعلينا تركه في غضون شهر
هبط سكون شديد علي الغرفه .. وكان كل ما استطاعت ايلسا التفكير فيه , هو تأثير هذا الامر علي جدتها فالاضطراب قد يقتلها
رددت ساخطه اخيرا :
شهر ؟كيف لهذا الرجل ان يتوقع منا ترك المنزل في شهر ؟
اعتقد انه يتوقع ان نستأجر شقة ,وهذا ممكن اذا بدات التفتيش فورا
لا حظت ايلسا وقلبها بثقل الرصاص في داخلها ان جدتها لا تزال تركز اهتمامها علي عملها الملقي علي حجرها وتسائلت عما اذا كانت
تتعمد اشاحة بصرها بعيدا عنها
قلت ان صاحب الاملاك يعيش في اليونان معظم الوقت فلماذا قرر فجأة استعادة منزلة ؟
انه هنا في الوقت الحاضر .. ولقد سحرة "اردال هال"وقرر العيش فيه
اهو في انكلترا الان؟
املت ان تراة لتشرح له وضع جدتها الصحي . لكن السيدة كيلفير قطعت عليها افكارها لتقول ان الرجل قد قرر نهائيا استرداد منزلة ..
واضافت
لقد شاهدته في مكتب المحاماة يوم الجمعة الفائت وقال انه اسف ولكنه لن يستطيع الانتظار مدة اطول فقد اعيش بحسب رايه حتي المئه
ولكن شيئا ما في طريقه قول العجوز اعطاها انطباعا بان ما تقوله غير صحيح .. نفضت عنها الحيرة قدر المستطاع وقالت بتصميم :
سأراه علي اية حال جدتي .. وانا واثقه انني قادرة علي اقناعه بالسماح لنا بالبقاء هنا .. اين يمكنني ايجاده ؟
لم تذكري امامي اسمه حتي الان ؟
ران صمت ثقيل علي الغرفه قطعه فجأة رنين دقات الساعة القديمة الطويله في الزاوية .
الرجل الذي يملك هذا المكان ايلسا .. هو السيد هيلفيلد ..الرجل الذي انقذ حياتك والذي تقولين انك تكرهينه ...
اهلين حبايبي راح ابتدي اكتب جزء وانشالله راح يكون طويل شوي
نظرت ايلسا الي جدتها مشدوهة مصدومة غير قادرة علي التصديق
سيد هيلفيلد ؟مستحيل ! سيد هيلفيلد ؟ آآآآه جدتي يستحيل ان يكون ذلك المخلوق البغيض مالك هذا المنزل الجميل !