المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
89 - زهرة لفرجينيا - ديانا كلارك - روايات عبير الجديدة ( كاملة )
السلام عليكم
أنا حبيت أشارك أول مشاركة لي بالمنتدى بهذي الروايةالروعة
و إنشاءالله تعجبكم وهي من روايات عبير الجديدة
89- زهرة لفرجينا
ل ديانا كلارك
الملخص
فرحت فرجينيا كثيراً , لتسنح لها الفرصة كل يوم بأن تتبع فترة تدريب عملي في احد فنادق الدوننغ فايف ستارز.
ولكن هل ستتم فترة التدريب بعد ان بدأ مالك ومدير هذا الفندق , السيد فترة التدريب بعد ان بدأ مالك ومدير هذا الفندق , السيد كريغ دوننغ التقرب منها؟
هل كانت روزا تكذب عندما اخبرتها عن زواجهما المرتقب؟
-1-
"البوسادا دون كريستوبال" قال السائق الذي يرتدي الزي الرسمي و هو يتشدق بكلامه ، و كان يشير إلى الجدران التي تعلوها الأسلاك الشائكة ، ثم اضاف بتعالي .
"كل هذا هو البوسادا دون كريستوبال " توقفت السيارة الكاديلاك امام السياج الحديدي ، واطلق السائق زمور سيارته ، فأسرع حارسان ليفتحا الباب، ثم دخلت السيارة في الممر الطويل ، و كانت الشمس قد غابت ، و لكن المصابيح الكبيرة المنتشرة في الحديقة كانت تضيء كل المكان .
في آخر الممر ظهر بناء كبير يعود للعصر الكولوني ، و كانت اعلام كل البلاد ترفرف فوق ابراجه العالي ، رأت فريجينا الازهار تزين المدخل ، و النوافذ المرتفعة ، وحوض السباحة الذي تتلألأ مياهه تحت نور المصابيح في الظلام .
"رائع" قالت فرجينا بدهشة .
"رائع جدا " قال جونثان باعجاب شديد "اشعر انني في إجازة لا بد أننا محظوظان لأننا أرسلنا إلى هنا "
"إجازة ؟ أتعتقد أن وظيفة متمرن مريحة جدا ؟ سيطلب منا غريغ دوننغ أن نبدأ العمل بسرعة ".
"أولا لا شيء يثبت أن كريغ دوننغ موجود في المكسيك الآن، ثانيا . مالك فنادق فايف ستارز سيهزأ كثيرا من متمرنين صغيرين مثلنا ".
و كان جونثان بيرنت و فرجينا سبرنغيل قد أنهيا دراسة الفندقية في جامعة كورنيل ، أشهر جامعات الولايات المتحدة و التدريب الذي سيقومان به الآن يتمم دراستهما ، و عندما علما أنهم ينتظرونهما في البوسادا دون كريستوبال ،في كيرنافاكا ، كادا يطيران من الفرح ، فالمكسيك أكثر إثارة من مدينة صغيرة في ميسوري أو في داكوتا.
توقفت الكاديلاك امام مكاتب الاستعلامات التي تشرف على بهو كبير ، و كان خلف البار يتجمع حشد غفير ، الرجال ببدلات السموكن ، و النساء بأثواب السهرة الرائعة ، اعضاء في الجت سيت ، فنانون و عدد كبير من الامريكيين .
و كانت الأوكسترا تعزف لحنا جميلا ، و المطرب كان ذا شوراب طويلة مكسيكية ، و الفرقة كانت مؤلفة من طبلين و فيولان و عدة غيتارات .
"تعجبني هذه الموسيقى كثيرا " قالت فرجينا ، لدي شريطا كاسيت لفرقة المارياشيت في المنزل" .
هبت نسمة هواء داعبت شعلات الشموع و حملت معها رائحة الزهور و الأعشاب ، و كان الخدم يتنقلون بين الزبائن في البار و في الصالة الكبيرة التي يقام فيها حفلات الكوكتيل .
"ياله من ديكور رائع" تمتمت فريجينا .
"إنه الفخامة عينها ".
"أنه وجه المكسيك الآخر ، الخاص بالأثرياء" قالت بصوت منخفض .
"أنا أفضل هذا الوجه، أرجوك ، دعينا من خطابات الأخلاق...".
لم يكن من طبيعة الفتاة أن تحتفظ بأرائها لنفسها ، منذ ساعات قطعت هذا البلد من أوله إلى آخره ، في ناحية وجدت الغنى الفاحش المختبئ خلف جدران الفيلات الفخمة و لقد مر بهما السائق عبر شوارع و أزقة تدل على الفقر المدقع ، هذه الصورة بددت فرحها بزيارة هذا البلد ،
وكانت فرجينا فتاة رقيقة لا يمكنها أن لا تبالي بمثل هذه الفوارق الأجتماعية...
الفتاة التي كانت في مكتب الاستقبال ، كانت أمريكية جميلة ، استقبلتهما بحرارة .
"أوه المتمرنان من جامعة كورنل ، أنا أدعى كورال ، و أنا نفسي كنت طالبة في كورنل ، و ارسلت للتدريب هنا ، و لا أزال منذ عامين... يبدو أن الإقامة هنا جيدة" أضافت ضاحكة .
ثم عادت إلى جديتها و استقبلت زبونتين امريكيتين مسنتين.
اتجه نحو مكتب الاستقبال شاب مكسيكي يرتدي بدلة سموكن بيضاء ، فاعتذرت كورال من زبونتها و نادت على السيد مارتينيز .
"سنيور مارتينيز ، لقد وصل المتمرنان الجديدان " و التفتت نحوهما و اضافت " إنه السنيور مارتينيز مدير البوسادا ".
مد جونثان يده نحو المكسيكي .
"جونثان بورنت، و هذه فرجينا سبرنغيل".
كان أرتور مارتينيز بالكاد يصل إلى كتف فرجينا ، و هذا لم يمنعه من أن يتأملها باعجاب ، بالنسبة لهذا الرجل القصير الأسمر ، تعتبر هذه الفتاة الشقراء ذات العيون الزرقاء بالنسبة له حلما لا يمكن بلوغه .
"تفضلا إلى مكتبي ، لو سمحتما " قال المكسيكي ثم التفت نحو خادم يرتدي زي الخدم و اضاف "باكو ، أنقل حقائبهما إلى الغرف التي ستعطيك أرقامها كورال " أمره بلهجة إسبانية سريعة بالكاد فهمتها فرجينا .
كانت قد درست القليل عن هذه اللغة قبل مجيئها إلى المكسيك ، تبعا السيد مارتينيز في ممر طويل يبدو أنه مخصص للإدارة و قرأت بوريتا لوحة على أحد الأبواب " المحاسبة " و قرأت على أخرى "أرتور مارتينيز المدير " و في آخر الممر قرأت لوحة تحمل اسم "غريغ دوننغ".
"السيد دوننغ موجود هنا؟ " سألته الفتاة .
"لا، نحن لا نراه كثيرا ، في كيرنافاكا" أجابها المدير بفخر " عندما يكون فندق كبيرا يعمل بدون صعوبات ، فالسيد دوننغ لا يزوره إلا نادرا ، لماذا يضيع وقته في البوسادا حيث يسير على ما يرام ؟ أنه الأن في بورينو ، لديه صعوبات كبيرة في افتتاح فندق دوننغ فايف ستار السابع و الأربعين ".
"السابع و الأربعين ؟" سأله جونثان بدهشة و إعجاب.
"نعم" أجابه أرتور و هو يدفع باب مكتبه " بالنسبة لشاب يريد النجاح ، فنادق دوننغ تقدم إمكانيات عديدة ".
جلس جونثان على كنبة جلدية و جلس المدير وراء مكتبه الكبير الفخم .
"تفضلي بالجلوس آنسة " و بدأ السيد أرتور بالحديث باللغة الإنكليزية المطعمة باللهجة الإسبانية .
"لا أريد أن اؤخركما كثيرا لا بد إنكما متعبين بعد هذا السفر ، و أعتقد أنكما جائعان ، الطعام سيكون جاهزا بعد أن تبدلا ملابسكما و تنتعشا ".
"و لكن اليست هذه البوفية معدة للزبائن؟" سألته فرجينا .
"ستكون تحت تصرفك ، و كذلك حوض السباحة و ملعب التنس و الغولف ، أما في البار و النايت كلاب ، فأنت ستوقعين على فاتورة تخصم من راتبك الشهري بحسم و أنا أحذرك أنه غال جدا ". و اضاف ضاحكا ثم فرك يديه.
"و الآن تكلمت عن أوقات فراغنا ، فما هو عملنا؟ " سألته فرجينا بالإسبانية لأنها تفضل أن تتعلم هذه اللغة جيدا .
"فتاة جميلة مثلك تفكر بالعمل ؟" سألها بنظرة دهشة .
"و لكن هذا هو سبب مجيئي".
"أعلم ذلك ، اسمعي ، المتمرنون عادة يساعدون في كل مكان يحتاج فيه إليهم ، في الاستقبالات ، في قسم السكرتارية ، في المحاسبة... ايناسبك ذلك؟". لم يكن بامكانها سوى الموافقة ، رغم أن هذه المعلومات لم تكن دقيقة .
"و ستبقيان معا كفريق واحد ، أنا متأكد أنكما ستتعلمان المهنة جيدا هنا " .
و كانت فرجينا تفضل أن تتعرف على الأعمال في كل الاقسام .
"أتمنى لكما إقامة طيبة في البوسادا ".
عاد جونثان و فرجينا إلى البهو الكبير ، فالتفتت نحوه ووجدت أنه مذهول أكثر منها .
كان جونثان في مثل عمرها ، في الثانية و العشرين تقريبا ، و كان طويلا أشقر و جذاب ، لكن شكله لم يكن يهم فرجينا التي تعتبره كسولا ، و لم تحب طباعه ، كان قادرا على جعل أهم المواضيع تبدو سخيفة... و خلال مدة الدراسة في كورنل ، لم تكن تستلطفه ، و لكن وجودهما معا في المكسيك جعلهما يتقربان رغما عنهما و رغم عدم وجود نقاط مشتركة بينهما ، ادركت فرجينا ذلك في الطائرة من نيويورك و مكسيكو ، و كان هذا أول نقاش طويل يحصل بينهما .
"أنه يعتبرنا ضيوفا أكثر مما يعتبرنا موظفين " قال جونثان " على كل حال ، هذا أفضل ، الحياة جميلة ، المسبح التنس البوفية ".
"هذا إذا بقي السيد مارتينيز على رأيه ".
"لا تكوني متشائمة ، لماذا سيغير أرتور رأيه؟" .
"صه، لا تناديه هكذا لو سمعوك ؟" .
"من يدري ، قد اتمكن من أن أدير رأس وريثة فاحشة الثراء ، الزواج من فتاة ثرية هو حلمي الكبير ".
"لكل واحد أحلام التي يستحقها " أجابته بحدة .
"إذا اهتم بك أحد زبائن البوسادا ، أراهن أنك لن تديري له ظهرك " ثم ضحك واضاف " تصوري أن يقع كريغ دوننغ بحبك ؟".
"هو؟ يقع في الحب ؟ هذا سيدهشني كثيرا ، و الحب بالنسبة له شيء حقير".
" أنت من نوعه المفضل طويلة شقراء رشيقة ".
"لا ، أبدا ، إنه يرافق دائما ذوات الشعر الأحمر أو البني ، يبدو أنه يهوى التغيير ".
و كان كريغ دوننغ يظهر دائما بجانب رجال الأعمال المهمين ، في أرقى مطاعم العلم ، و أفخم الشاليهات و اليخوت...
"إنه يغير خطيبته كل أسبوع " اضافت فرجينا " و لا أرغب أبدا في أن يضمني إلى لائحة ضحاياه".
"أنا لست من النوع الذي تعتقده" قال جونثان بسخرية مقلدا صوت فرجينا " أنا مغامرة ليلة واحدة؟ لا أنت تحلم يا عزيزي ، اما أكون للحياة كلها أو لا أكون ".
"كم أنت غبي جونثان". اقترب منهما الخادم باكو .
"سنيور ، سنيوريتا... أتريدان أن أرفقكما إلى غرفتيكما ؟".
"ألن يكون لنا غرفة واحدة مشتركة ؟ طالما إننا سنعمل كفريق ؟" قال جونثان ممازحا .
"شكرا "قالت فرجينا " القليل من الهدوء لو سمحت " ثم اضافت ضاحكة " لا بد أنك تشخر ".
"هذا صحيح ".
"الوريثات الغنيات لا يحبن الشخير " أجابته بسخرية .
رافقهما الخادم إلى جناح العاملين ، و اعجبت فرجينا بغرفتها الواسعة المطلة على الحديقة ، و التي تحتوي على حمام من الموزاييك الأزرق ، و توقفت أمام الشرشف المشغول على اليد الذي يغطي السرير ، و كان يمثل مسخا يملك أربعة ايد .
"يا إلهي ، لا بد أنني سأرى الكوابيس كثيرا" تمتمت فرجينا و هي ترتعش .
"إنه من صنع هنود الميشوكان" أجابها جونثان ضاحكا "لقد قرأت ثلاثة كتب عن حضارة المكسيك قبل السفر الماياس و الازتاك لا يخفون عني".
ثلاثة غرف أخرى تفصل بين غرفتها و غرفة جونثان ، و كانت غرفته مشابهة لغرفتها باستثناء المسخ المشغول على الشرشف ، و الذي استبدل بصورة عصفور غريب ، و افترق الزميلان على أن يلتقيا بعد نصف ساعة أمام البوفيه .
كانت كورال تنتظرهما في البهو ، و قد حل مكانها في الاستعلامات شابان مكسيكيان .
"أنهما يؤمنان الحراسة الليلية " قالت كورال " أنا لست على مستوى الزبائن الغير مرغوب بهم ليلا ، و الذين تكون قد أنهكتهم التاكيلا ماء الحياة المحلي ".
"ثوبك جميل جدا " قالت لها فرجينا .
فدارت كورال حول نفسها بسرور .
"إنه من موديلات بوتيك الفندق ، و ثوبك أيضا جميل جدا".
و كانت فرجينا ترتدي ثوبا طويلا من الحرير الاسود عاري الكتفين .
"إنه الثوب الأنيق الوحيد الذي أحضرته معي ، و لكني أنوي أن أشتري من هنا مجموعة من الأثواب المكسيكية ".
"أنا سعيدة جدا برؤية طلاب من جامعة كورنل كيف هي الآن؟".
"لا تزال كما هي ".
"هل أعجبتكما غرفتاكما؟".
"رائعة ككل هذا الفندق ".
"لقد مضى على وجودي هنا عامان ، و لم أمل منه".
"ألا تفتقدك الولايات المتحدة ؟" سألتها فرجينا .
"أنا أزورهم أثناء الإجازات ، كل عام يأتون لقضاء أسبوعين في المدينة و سأتزوج من بوب سترن ، مدير العلاقات الخارجية ، أنتما لم ترياه لأنه سافر بالأمس إلى اكستابا".
"هل هو أمريكي ؟".
"أمريكي الوالد ، مكسيكي الوالدة " أجابتها ضاحكة ، ثم رافقتهما إلى البار ، حيث كانت الفرقة لا تزال تعزف .
"سأقدم لكما المارغاريتا ، إنه مزيج من التاكيلا و الحامض ، ثم اصطحبتهما إلى البوفيه المليئة باصناف عديدة من أشهر المأكولات .
رفع الخادم غطاء فضيا ظهر تحته نوع من الدجاج المحمر .
"أنه طبق مكسيكي مميز " شرحت لهما كورال " بالنسبة لي إنه لا يعجبني أبدا ".
"سأتذوقه في يوم آخر " قالت فرجينا " لن أكثر من الطعام هذا المساء ، أريد أن أكون غدا في أفضل حال ".
"لن يكون العمل قاسيا ، ونحن لسنا منهمكين هذه الأيام ، و لكن هذا يتغير بين يوم و آخر ، سمعت أن مارلون براندو سيمثل فيلما في المنطقة ، و في هذه الحالة سينزل كل الفريق في البوسادا".
كان القمر منيرا و السماء مليئة بالنجوم ، و النسيم يحرك اوراق الأشجار فيسمع حفيفها ، فتناول كل منهم صحنه، و جلسوا حول طاولة ، فرجينا طلبت كوب ماء ، و طلب جونثان كأس نبيذ أبيض .
"المشروبات الروحية غالية جدا هنا "حذرته كورال " أطلب بيرة ".
"و لكني أرغب بالنبيذ " أجابها الشاب .
"إذا طلبت النبيذ مع وجبة طعام ، فيجب عليك دفع ثمنها ، و بهذا الشكل لن يبقى شيئا من راتبك آخر الشهر ".
"هل يأتي كريغ دوننغ إلى هنا دائما ؟" سألتها فرجينا و هي تتذوق طعامها.
"نراه ثلاثة أو أربعة مرات في السنة ، و يأتي دائما بدون إنذار سابق، و هذا ما يفرض علينا أن نبقى دائما على أهبة لتجنب مفاجأة سيئة".
"ألا يأتي أبدا وحده؟" سألها جونثان .
"أحيانا".
"دون جوان العصر لا يجب أن يخسر سمعته".
"و لكنه بحاجة للراحة من وقت لآخر " أجابته كورال ضاحكة .
"إنه يحب الشقراوات ، فرجينا لديها حظها".
"إنه يفضل التغيير ، وآخر مرة جاء بها تصور في الحديقة مع حسناء بيضاء عاجية و هي عارضة أزياء فرنسية مشهورة ".
"أهي عشيقته؟" سألها جونثان .
"لم أسأله ، حتى انني لم أرى ضيفته ، لكنني رأيت صورتها في إحدى المجلات بالصدفة ".
"إذا جاء و كان الفندق مليئا ، ماذا يحصل؟" سألتها فرجينا.
"إنه يملك فيلا خاصة به هنا ".
"هنا؟".
"نعم في وسط حدائق البوسادا في الممر الطويل خلف حاجز أبيض عليه لوحة خاص".
"خاص" قرأت فرجينا اللوحة التي على مدخل الفيلا ، و كانت مكتوبة باللغة الإسبانية و إلى جانبها لوحتان مماثلتان واحدة بالإنكليزية و أخرى بالفرنسية.
"يبدو أنه متمسك بهدوئه" تمتمت فرجينا بصوت منخفض .
و كانت تنزل إلى الحديقة و الفضول يلتهمها ، و تتمنى لو تستطيع أن تعبر الحاجز و تلقي نظرة على الفيلا التي لا يبدو غير مدخلها الأبيض ، و كان قد مضى أسبوع على وصولها إلى البوسادا و قضت أول أيام لها في الاستقبالات مع كورال ، ثم طلبت منها أنيتا أمينة الصندوق أن تساعدها في تفقد الغرف التي تم افتتاحها بعد أعمال الترصيص ، ثم ساعدت المحاسب و يجب عليها أيضا أن تنوب عن الدليل المرافق الذي تعطلت سيارته على بعد مئة كيلو متر من هنا ، و كان قد اتصل و اعلن عن عدم تمكنه من الوصول بموعده.
منتديات ليلاس
و فرجينا التي رافقته مساء أمس بالباص الصغير ، اضطرت لاصطحاب مجموعة أميركية لزيارة الكاتدرائية و قصر الكورتز و حدائق بوردا ، و انتهت الزيارة في السوق حيث سرت الفتاة كثيرا بالمعروضات المتنوعة .
هذا الصباح عادت فرجينا إلى مكتب الاستقبال ، و بعد الغداء جاءت موظفة مكسيكية لتنوب عن كورال .
"الآن جاء وقت الراحة " قالت كورال " لقد عملت كثيرا اليوم فرجينا ارتاحي قليلا".
"لكنني لست متعبة كثيرا".
"نحن لسنا في الولايات المتحدة ، و هنا لا يعني الوقت نفس الشيء كما بالنسبة للأمريكيين ، فلماذا الركض دائما ؟عيشي حياتك ".
"أتساءل لماذا يطلب السنيور مارتينيز متمرنين ، إنه لا يهتم بهم ، و لا يعطيهم عملا...".
"السيد غريغ دوننغ هو الذي يصر على وجود بعضهم في فنادقه ، لقد كان هو أيضا من طلاب الكورنل ".
"أهذا يعني أنه ليس كبيرا؟".
"إنه في السابعة والثلاثين فقط من عمره و لم يبلغ الأربعين بعد إنه ليس عجوزا".
"أنا أجد أن الرجل في الأربعين مثير أكثر من الشباب الذي في العشرين ، أنظري إلى جونثان مثلا ، أنه صبي ".
"أما غريغ دوننغ ، فرغم كونه في السابعة و الثلاثين ، إلا أنه مثير و فاتن ، و غني و لطيف و ذكي و ...".
"أنت تصفين الرجل المثالي ، و أين عيبه ؟".
"أنت تعرفين ذلك مثلي تماما ، غريغ دوننغ دون جوان متمسك بعاداته ، و في المجلة التي اشتريتها مؤخرا ، صورة له في تاهيتي...".
"مع تاهيتية؟".
"طبعا ، و كانت تقبله و تضع له عقدا من الصدف حول عنقه".
"قد يكون هذا من الفلكلور أو صورة للصحافة فقط" قالت فرجينا.
"إذا كان الأمر كذلك ، فمن المؤكد أن غريغ دوننغ سيستفيد من ذلك أثناء إقامته في تاهيتي".
تنهدت فرجينا ، لا لن تقضي ساعات أمام فيلا دوننغ و خرجت إلى الحديقة و كان الطقس رائعا ، فتوقفت أمام طاووس يزهو بريشه الملون و أخذت تتأمله بإعجاب ، أليست هي أيضا أنيقة مثله ؟.
توقف سائح ياباني بقربها و أبدى إعجابه أيضا بهذا الطاووس .
"الجميلة و الوحش " قال بإنكليزية ضعيفة ، إبتسمت فرجينا و اتجهت العصافير في قفص كبير .
"أوه ، أنت هنا ، فرجينا " سألتها كارمن الفتاة المسؤولة عن الديكور الداخلي " أيمكنك أن تسديني خدمة ؟".
"طبعا".
"لقد نسيت أن أجدد الأزهار في صالون السيد دوننغ ، أيمكنك أن تطلبي من جوانيتا أن تهتم بذلك ؟".
"نعم ، هل أعلن السيد دوننغ عن قدومه؟".
"لا، و لكننا نبدل الزهور كل يوم في المنزل ، في حال ...".
وجدت فرجينا جوانيتا في قسم البياضات .
"لقد طلبت مني كارمن أن أحمل الزهور إلى منزل السيد دوننغ" قالت لها فرجينا.
"أأنت من سيضع الزهور في منزل السيد دوننغ؟ " سألتها جوانيتا و كأنها لا تصدق .
"نعم أعطني الزهور".
"أأنت متأكدة أن كارمن طلبت منك الذهاب إلى هناك ؟عادة أنا و هي فقط الوحيدتان اللتان...".
"ماذا؟ أتشكين بي؟ " سألتها فرجينا بلهجة اللوم ، و كانت قد وجدت هذا الحل الوحيد لإرضاء فضولها ، و ليس هذا بالشيء المضر باحد...
"هيا ، جوانيتا ، لا تبالغي "، هزت جوانيتا كتفيها .
"أوه لا ، أيها تريدين ؟" و رافقتها إلى إحدى الزوايا حيث توجد أنواع مختلفة من أجمل الزهور .
"أنظري ، لقد وصلت هذه المجموعة لتوها ".
فاختارت فرجينا باقة زهور حمراء و اسرعت في الاتجاه المعاكس و هي سعيدة بهذه الخدعة ، و إذا انبتها كارمن ستقول لها أنها فهمت خطأ ، و ستدعي أنها لم تفهم الإسبانية جيدا ، ثم هزت كتفيها و تابعت سيرها و حاولت أن لا تعير اهتماما لهذه القصة ، الفضول عادة سيئة و قد تلقى عقابها ، و فجأة انبها ضميرها ، و همت بالعودة ، لكنها التقت بجونثان في أحد الممرات يحمل راكيت التنس تحت ابطه .
"زهرة بين الزهور " قال لها باعجاب " إلى أين أنت ذاهبة ؟ تبدين على عجلة من أمرك ".
"سأضع هذه الزهور في فيلا السيد غريغ دوننغ ".
"وهل سيأتي؟ يجب إذا أن أهتم جديا بعملي".
"هذا أفضل ".
"تصوري أن يلاحظ وجودي" قال جونثان يهزأ من نفسه ."تصوري أنه عندما يرى مميزاتي ، يعهد إلي بإدارة الفندق".
"كي تكون مديرا لاحد فنادق دوننغ فايف ستارز يجب أن تثبت مهارتك".
"بامكاننا دائما أن نحلم ".
"احلم كما يحلو لك " أجابته فرجينا "غريغ دوننغ ليس موجودا في المكسيك إنما في بورنيو ، أو في تاهيتي... و أينما كان يجب أن تبق الزهور تزين فيلته".
"و أنت من سيحملها إلى هناك ؟ يا لهذه الثقة ، سأرافقك ، احب أن أرى كيف يعيش سيد الفايف ستارز".
"لا سبيل لذلك ، أبدا".
"لا تغضبي هكذا ، على كل حال ستخبريني فيما بعد... ".
لم يكن باب الحديقة مقفلا ، فدخلت فرجينا إلى الحديقة الغناء ، دخلت إلى الفيلا و ضمت الزهور إلى صدرها و وقفت تتأمل الكتب المكدسة على طاولة قصيرة .
"إذا ، اخترت المونتاني؟" قال صوت ساخر من خلفها .
فالتفتت بدهشة كبيرة ، و رأت رجلا يقف و يتأملها ، فتراجعت خطوة للوراء و احست بالخوف الكبير .
"من... من أنت؟" سألته متعلثمة "ماذا... ماذا تفعل هنا؟".
"بإمكاني أن أطرح عليك نفس السؤال ".
"ألم تر اللوحة التي على حاجز الحديقة ؟ خاص ، خاص، خاص ؟".
"و أنت ألم تريها" سألها بحدة .
ففتحت فمها ، ثم أقفلته بسرعة و جحظت عيونها و هي تتأمل الرجل الذي ينظر إليها بإتهام ، و بدأ الشك يعبر فكرها... و كان الرجل الذي يرتدي بدلة قطنية زرقاء ، و قميصا أبيض شعره أسود قصير ، و وجه جميل و عيونه عسلية...
يا إلهي ، لماذا لم تتعرف عليه فورا ؟ إنه غريغ دوننغ نفسه.
"أوه" و ضمت الزهور إلى صدرها من جديد "سيد... دوننغ... اعذرني... لم أعرفك". فهز رأسه و قال لها بجفاف.
"و الآن قد عرفت ، قولي من تكونين ، آنسة و ماذا تفعلين هنا ".
ندمت فرجينا كثيرا مالذي دعاها لزيارة هذه الفيلا ؟ لقد رمت نفسها في موقف حرج قد يعرضها للطرد ، فغريغ دوننغ مشهور بقوته مع الموظفين ، فبلعت ريقها وشرحت له.
"لقد جئت لأجدد الزهور ، هذا يحصل كل يوم..."
من المحتمل أنه في كل فيلا من فيلاته تستبدل موظفة باقات زهور ، و لكن لا يجب أن يلاحظ ذلك .
"أعلم " أجابها كريغ "هنا هذه المهمة منوطة بكارمن وجوانيتا فقط " إنه يعلم ؟ و يذكر حتى أسم الموظفين ؟ غير معقول... فاخفضت رأسها و احتارت كيف تشرح له سبب وجودها و كان لا يزال ينظر إليها بجفاف ، هل سيبدي أقل تفهما ؟.
"من أنت يا آنسة ؟ و ماذا تفعلين هنا؟ ألن تجيبي ؟".
"أنا فرجينا سبرنغيل ، و جئت لأتمرن في البوسادا بعد أن أنهيت علومي الفندقية في جامعة كورنل".
"أنها الافضل في الولايات المتحدة ، كل عام نستقبل متمرنين في البوسادا و أحيانا كثيرة يبقى بعضهم للعمل في الفندق ".
تجنب ذكر دوننغ فايف ستارز ، أمن أجل عدم ذكر اسمه ؟ و هذا ما جعله لطيفا في نظرها ، فرفعت رأسها و ابتسمت .
"حسنا ، آنسة سبرنغل ، إذا أنت متمرنة في البوسادا ، و لكن هذا لا يشرح سبب وجودك عندي ". فقررت أن تقول الصدق .
"إيه... أنا... أنا شعرت بفضول يدفعني لرؤية فيلاتك" اعترفت و احمر وجهها " و لم أكن أعتقد أنك ستصل الآن ، هل ستطردني ؟".
"لماذا تروين لي هذه القصة بدل أن تقولي الحقيقة مباشرة ؟".
" أنها الحقيقة طلبت مني كارمن أن أطلب من جوانيتا أن تغير الزهور فقررت المجيء بنفسي... " و تجرأت و نظرت إلى عيونه ، وكانت عيونها الزرقاء تلمع في وجهها الجميل .
"و الآن هل ستطردني؟" سألته مرة ثانية .
فضحك الرجل و بدا أكثر شبابا ، فرغبت الفتاة أن تضحك معه.
"حسنا ، أنك لا تنقصك الصراحة ، كنت أنتظر سيلا من الاكاذيب... " ثم عاد لجديته " الاعتراف بالخطأ يغفر الذنوب".
و بطرف اصبعه رفع خصلة شعر عن وجهها ، و داعب جبينها ، و هذه الملامسة الخفيفة ، جعلتها تشعر بالشفافية .
"آه ، لا لن تقعي في سحر غريغ دوننغ " قالت لنفسها .
"أنت رائعة و زهورك أيضا " تمتم بهمس ، و كأن كل غضبه تبدد " أطردك ؟" اضاف مبتسما " بالتأكيد لا" و أشرقت عيونه العسلية و كان صوته عذب ناعم .
ثم وضع يده حول خصرها بحركة طبيعية ، فارتعشت الفتاة رعشة غريبة ثم سمعا خطوات تقترب منهما .
"غريغ"
فالتفتا و رأت فرجينا فتاة ترتدي ثوبا حريريا تدخل من الحديقة ، يبدو أن فرجينا ليست الوحيدة التي تخطت لوحة خاص .
هزت القادمة الجديدة شعرها الأسود الطويل ، و كانت جميلة بعيونها السوداء و بدهشة احصت فرجينا مجوهراتها عقدان ذهبيان عدة أسوار و أقراط و خواتم في كل اصابعها تقريبا .
"روزا ماذا تفعلين هنا ؟" سألها غريغ بدهشة .
"لماذا لم تقل لي أنك هنا ؟" سألته روزا بدلال ، "أنت لا تقل لي سيئا أبدا".
" أنا هنا من أجل العمل " أجابها بايجاز .
" العمل؟" و توقفت نظراتها على فرجينا " أرى ذلك "
اضافت بحدة ، بإنزعاج واضح ، قام غريغ بالتعريفات .
"فرجينا سبرنغل ، متمرنة في البوسادا ، روزا غيريرو".
"آه موظفة ؟ " قالت برؤوس شفتيها ثم ادارت ظهرها لفرجينا ، و وضعت يدها على ذراع غريغ بحركة تملكية .
"كيف علمت أنني هنا ؟" .
"والدي أخبرني ؟".
ابتعدت فرجينا فورا ، و لم تكن تدري إذا كان أفضل أن تستأذن أو أن تنسحب دون أن يلاحظاها ، لكن روزا حلت لها هذه المشكلة .
"بإمكانك الإنصراف الآن " قالت لها بتعالي ، و كأنها تتكلم مع خادمة حقيرة ، شعرت فرجينا بالإشمئزاز ، فإذا كانت الفوارق اللإجتماعية لا تزال كبيرة في اميركا الجنوبية ، فهذا الأمر مختلف في اميركا ، و مع شعورها هذا ، انسحبت بسرعة ، و التفتت نحوها عندما وصلت إلى الباب ، فوجدتهما يتحدثان بالإسبانية بانسجام كبير ، ودون أن يعيراها أقل اهتمام ، حتى أن غريغ لم يقل لها كلمة وداع ، و لم يلق نظرة نحوها .
كانت وقت القيلولة ، و أغلب الزبائن يرتاحون في غرفهم أو يتمددون على الكراسي الطويلة في فيء الأشجار ، و لم تكن فرجينا قد اعتادت بعد على النوم بعد الظهر ، و كذلك جونثان الذي كان ينتقل من مكان لآخر محاولا لفت النظر إليه ، و منذ علم بوجود غريغ دوننغ في البوسادا ، و قد أصبح أكثر العاملين نشاطا ، تراه في كل مكان مشغول ومنهمك ، مع أنه منذ وصوله إلى البوسادا لم يكن قد رفع إصبعه .
"يالها من سخرية " تمتمت فرجينا و هي تربط شريط حذاءها الرياضي ، و كانت كورال قد دعتها لأن تلعب معها بعد ظهر هذا اليوم ، و لم تكن الفرصة قد سمحت لفرجينا بلمس الراكيت ، و كانت لعبة التنس لعبتها المفضلة .
تأملت الفتاة نفسها في المرآة ، ورفعت شعرها بشريطة مطاطية ، و كان جسدها رشيقا و خاصة بهذه التنورة البيضاء القصيرة التي تظهر جمال ساقيها البرونزيتين .
"هيا ، تمرني قليلا ، و إلا ستصابين بالكسل هنا ، طعام كثير ، و قليل من العمل سيضران برشاقتك " قالت لنفسها و هي تحمل الراكيت و تتجه إلى أرض الملعب حيث يوجد مقهى صغير .
كان هناك عدد من الأطفال يرتدون بناطلين قصيرة و بلوزات قطنية مطبوع عليها اسم البوسادا ، و كانت مهمتهم التقاط الطابات ، هنا لا يكلف الزبائن أنفسهم عناء الانحناء لالتقاطها ؟ أهم بحاجة للأولاد ؟ و نقلت إلى كورال امتعاضها ، لكن كورال قد اعتادت على هذا المكان فاكتفت بأن هزت كتفيها .
"السيد مارتينيز هو الذي أشرف على تدريبهم و هذا يسمح لهم بالحصول على بعض البيزوس ، فاللاعبون هنا كرماء جدا ".
"الأفضل لهم أن يتناولوا طاباتهم بانفسهم ، ألا يخجلون من تشغيل هؤلاء الصغار ؟".
"أكثر الأولاد يعملون في المكسيك ، و الركض خلف طابة أفضل من دهن الأحذية في زوايا الشوارع ، أو حمل الأثقال أو مد أيديهم..." .
لم تتمكن فرجينا من فهم هذا البلد المختلف جدا عن بلدها ، مع أن المكسيك له حدود مشتركة مع الولايات المتحدة ، الا أنه يبدو و كأنه في الطرف الآخر من الدنيا ، و كانت كورال ترتدي بنطلون طويل و ترتدي قميص أخضر و تشرب قهوتها فطلبت فرجينا فنجانا .
"ألست جاهزة ؟ هيا بدلي ملابسك ".
"لا أملك الشجاعة فرجينا ، الطقس حار جدا ".
"أنت تبالغين ، كما و أنت وعدتني باللعب... ".
"مرة أخرى ، اللعب تحت أشعة الشمس في هذا الوقت من النهار هو ضرب من الجنون ، أقسم لك إنني سألعب معك غدا ، لكن ليس خلال النها ، بل بعد المغيب ، لا تنسي أن الملعب مضاء ".
"و لكن غدا هو يوم عطلتي ، و أفكر بالذهاب إلى تاكسكو ".
"إنها مدينة جميلة ، و تبعد مسافة ثمانين كيلو مترا من هنا ، و بساعة واحدة تصلين إليها في الباص... ".
انضم إليهما جونثان و هو يمسح العرق عن جبينه .
"أشعر بأنني سأموت ... من حسن الحظ أن الغد هو يوم إجازة " قال لاهثا .
"أنك تتعب نفسك هذه الأيام لماذا ؟" سألته كورال ضاحكة .
" أنت تعلمين أريد أن الفت نظر غريغ دوننغ فمن يدري متى سيدرك أنني الشريك الذي يحلم به " أجاب و هو يسخر من نفسه .
"في البداية كنت أكثر تواضعا ، كنت تريد فقط أن تكون مدير البوسادا ". قالت له فرجينا ضاحكة " و الآن ترغب بأن تصبح شريك دوننغ بكل بساطة ؟".
"يجب أن تصوب عاليا ، و لهذا السبب أنهك نفسي منذ وصول السيد غريغ دوننغ و سأكون أكبر غبي إذا لم أجعله يلاحظني طالما أنه موجود هنا " و لكن هل غريغ دوننغ ساذج جدا لهذه الدرجة ؟ لا بد أنه معتاد على رؤية الكثيرين من المتشدقين .
"أفكر بالذهاب غدا إلى تاكسكو ، أترغبين بمرافقتي فرجينا ؟".
"بكل سرور ، كنت أقول ذلك لكورال منذ لحظات ".
"حسنا سنلتقي غدا في الساعة الثامنة إذا ".
"جونثان ، ألا ترغب باللعب معي بالتنس قليلا ؟".
"الآن ؟ بالتأكيد لا ، الطقس حار جدا ".
"ليتني لم أرتد هذه الملابس " أجابته فرجينا بيأس .
"أطلبي من غريغ دوننغ أن يلعب معك بعض الطابات ".
"لماذا لا أطلب من رئيس المكسيك نفسه ؟" أجابته و هزت كتيفيها ، كانت تعتقد جونثان يمزح ، و لكنها أرتبكت كثيرا عندما رأت غريغ دوننغ يدخل إلى المقهى ، و كان يرتدي شورت و تيشرت قطنيين مكتوب عليهما باللون الأصفر اسم أشهر مصممي الأزياء الرياضية ، و كان ينظر إليها فلم تستطع تحمل نظراته ، فاخفضت رأسها ، و كانت بعد لقائها به في منزله ، قد التقت به عدة مرات ، لكنهما لم يتبادلا الكلام ، و كان يكتفي بأن يحييها بإشارة من رأسه من بعيد .
"أنظري إلى عضلاته و إلى لونه الأسمر ، و مشيته الواثقة ، أنه أفضل اللاعبين ، وهذه الآنسة يبدو أنها صديقة لهذا الدون جوان... " قال جونثان باعجاب .
و كانت تلك الآنسة هي روزا التي التقتها فرجينا في منزل غريغ ، و كانت ترتدي تيارا رسميا ، و حداء عالي الكعبين ، من الواضح أنها ليست شريكته باللعب ، وكانت تجلس في الناحية الأخرى ، ونادت على الخادم بتعالي ، فجاء و احضر لها علبة السجائر ، فتناولت واحدة و قربتها من شفتيها ، فانحنى غريغ و أشعلها لها ، ثم عاد الخادم و وضع أمامها صحنا من البوظة التي يعلوها الكريم شانتيل .
"إذا أتبعت مثل نظام الأكل هذا دائما ، فأنها لن تحتفظ برشاقتها مدة طويلة " قالت فرجينا ، ثم ندمت ، فلتأكل روزا ما يحلو لها ، ماذا يعنيها هي من كل هذا و لكنها تكرهها ، لأنها كلما التقت بها تتذكر احتقارها لها ذلك اليوم .
" إذا لم تنتبه روزا إلى جسمها فإنها ستصبح مثل والدتها " قالت كورال .
"أتعرفين والدتها ؟" سألتها فرجينا بدهشة .
"نعم... " و ضحكت كورال " لو ترينها، أنها جبل... جبل ضخم... والدي روزا هما كوبيان ، و لقد نجحا من الهرب عندما أمسك فيدال كاسترو بزمام السلطة ، و هربا كل أموالهما إلى الولايات المتحدة ، أنهم أصحاب فندق الكاريب الشهير ".
"فندق الكاريب ؟ لقد سمعت كثيرا عنه خلال دراستي ".
"غريغ يرغب بوضع يده عليه ، لكن حتى الآن يرفض السيد غريرو بيعه".
"ألان غريغ لا يدفع له مبلغا مناسبا ، لكل شيء ثمنه... " سألها جونثان .
"إذا كان بإمكان أحد أن يقدر قيمة فندق ، فهو غريغ دوننغ بالتأكيد ".
" و ماذا دخل روزا في كل هذا ؟" سألها جونثان .
"أنها ترمي نفسها عليه ، و هو يتركها تفعل... ".
"لو كنت مكانه لفعلت مثله " أجاب جونثان " روزا هذه مثيرة جدا".
" أنها مسألة ذوق على كل حال غريغ مضطر لملاطفتها في سبيل الحصول على فندق الكاريب ، كما و أنها تتبعه أينما ذهب ، أنها كلب حقيقي ، و تكاد تلتهمه بنظراتها... أوه لو سمعتني لخنقتني ، فهي تحت ستار الدمية الجميلة تخفي مكرا كبيرا ".
"أنت لا تحبينها ؟" سألتها فرجينا .
"أنا أحذر منها ، و من ردات فعلها ، في هذا البلد يستعملون السكاكين و المسدسات بسرعة ".
"أهي عشيقته ؟" سألها جونثان .
"لست أدري ، لكن لا يدهشني أن يستغل غريغ ما تقدمه له... "
"عادة هو لا يتستر على مغامراته... ".
"لكن الحال يختلف في أمريكا الجنوبية فالتقاليد صارمة ، و الفتيات هنا لا يزلن متمسكات بسمعتهن ، و بعضهن ينتظرن الزواج و لا يسمحن بأي شيء آخر تصور ، إذا تزوجها غريغ يكون قد حصل على فندق الكاريب بكل سهولة ".
"زواج لأجل المال فقط ؟" قالت فرجينا بحدة و عقدت حاجبيها .
"أنه زواج مصالح ، غريغ غني جدا " قالت لها كورال مبتسمة .
"أتسكن روزا في فيلاته ؟ " سألها جونثان بفضول .
"لا ، لقد استأجرت جناحا في الفندق".
"لإنقاذ المظاهر " قال جونثان " لا بد أنها تلقاه ليلا ".
و كان غريغ في هذه الأثناء يجلس أمام روزا و قد أنهى شرب قهوته و اخرج ركيتته و كان يبدو و قد نفذ صبره فنظر إلى روزا و هي تأكل البوظة ثم أنحنى و همس بأذنها بضعة كلمات فهزت كتفيها بدون مبالاة .
اقترب غريغ بمشيته الواثقة من طاولة المتمرنين و فتاة الاستقبال ، فارتبكت فرجينا و خافت أن يوجه لها ملاحظات أو أن يقول لها مثلا أنه ليس لها مكانا هنا . نهض جونثان بسرعة و بدأ بالكلام باحترام شديد .
"سيد دوننغ...".
لكن السيد دوننغ لم يعره أي انتباه ، و كان يثبت نظراته على فرجينا فقط ، و توقفت نظراته على شفتيها ثم على صدرها و نزلت إلى ساقيها و كأنها تداعبهما .
"أهذا الزي الذي ترتدينه فقط للإثارة ؟".
"لا أنا... "
"ألم تنزلي إلى أرض الملعب ؟".
" لقد وعدتني كورال بأن تلعب معي ، ولكن...".
"و لكن الطقس حار جدا " قاطعتها كورال .
"أعتقد أن شريكي غير رأيه أيضا ، كان يجب أن يكون هنا... ".
"أعتقد أنه تأخر بسبب زحمة السير " شرحت له كورال ، ثم ابتسمت و اضافت " لا أعتقد أن أصدقاءك يجعلونك تنتظر إذا أمكنهم تجنب ذلك ".
"كل شيء ممكن كورال" أجابها غريغ ضاحكا .
"يسعدني جدا أن ألعب معك سيد دوننغ " قال له جونثان بحماس " أنا لست لاعبا محترفا و لكن... ".
"منذ خمسة دقائق فقط ، رفض أن يلعب معي بحجة الحر " فكرت فرجينا بسخرية .
"لا تحمل نفسك هذا العناء " قال له غريغ برؤوس شفتيه " شكرا لك".
ثم التفت نحو فرجينا و اضاف " طالما أنك في زي التنس ، أتريدين أن تلعبي معي بعض الطابات ؟ بانتظار وصول شريكي".
"بكل سرور " و نهضت.
"ستخسرين يا فتاتي " قال لها جونثان ممازحا.
"من يدري ؟" سألته غاضبة و كانت لاعبة ماهرة ، و بقليل من الحظ قد تتغلب على غريغ ، ويكون هذا نوعا من الأنتقام... أنتقام؟ و لكن من من ؟ و لماذا؟.
فقدت روزا لا مبالاتها ، ونظرت بعيون تقدح شررا إليهما و هما يتجهان نحو ملعب التنس ، و بحركة عصبية ضربت الطاولة فوقع فنجان القهوة و طبق البوظة و انكسرا .
فترددت فرجينا قليلا ، و لكن غريغ تابع سيره و أمرها بحزم .
"لا تهتمي لها".
و كان جونثان قد هب واقفا و اقترب من طاولتها يرفع بقايا الزجاج ، و كان يجهل أن حركته هذه لن تفيده بشيء ، و ستبقى روزا تنظر إليه كخادم فقط .
"إذا أنت كنت ترغبين حقا باللعب؟" سألها غريغ عندما وصلا إلى الملعب " و أنت لم تأتي فقط للحصول على الإعجاب بتنورتك القصيرة هذه ؟".
"ما هذه الفكرة ؟" سألته غاضبة " أتعتبر ملابس التنيس فقط من أجل الأستعراض ؟".
"روزا ترتدي مثل هذه التنورة البيضاء عندما تتنزه قرب الملعب ، لكنها لا تبتعد عن البار"
"ليست كل النساء مثل روزا" .
"ماذا؟" سألها ممازحا .
احمر وجه الفتاة و تجنبت نظراته .
""أي جانب تفضل ؟ " سألته متعلثمة .
"أختاري أنت ".
و بدأ اللعب بحماس ، و كانت فرجينا ترد كل ضرباته ، و تضرب له الطابة في زوايا يصعب عليه إمساكها بسهولة ، و بعد عدة ضربات اقترب منها و هو يمسح العرق عن جبينه و يضحك .
"لك حيوية الهر ، لم أكن أتوقع أن أواجه منافسة مثلك أنت بطلة... ".
"ألن تحسب النقاط الآن ؟".
"أوه نعم ".
و بنفس اللحظة أقترب منهما رجل أمريكي وقف خلف السياج ، و كان يحمل ثلاثة مضارب تحت ذراعه .
"غريغ أنا آسف ، لقد علقت في زحمة سير خانقة " ثم ابتسم و اضاف " ولكن أرى أنك وجدت شريكة رائعة... أتريد أن تؤجل مباراتنا ليوم آخر؟".
"لوكن لا... ".
هل كانت فرجينا تتخيل ؟ أم أنها لاحظت حقا أن غريغ لم يكن سعيدا برؤية شريكه...؟.
"كنت ألعب بعض الطابات مع فرجينا بانتظارك ".
فرجينا... أنه يذكر اسمها؟ هذا يسعدها كثيرا .
قام غريغ بالتعريفات ، و ارتبكت الفتاة كثيرا لأنها نسيت بسرعة اسم الأمريكي .
"شكرا لك " قالت أخير " أنا سعيدة لأنني لم أرتدي هذا الزي بدون جدوى ".
ابتسم لها غريغ ابتسامة مشرقة ، و لم يعد نفس رجل الأعمال الحازم ، و بدا أصغر سنا و أكثر مرحا ، فأحست الفتاة أنها أمام رجل لطيف جدا يمكن لها الوقوع بحبه بسهولة... و أمام هذه الفكرة احمر وجهها ، و كان بوب قد ابتعد قليلا .
"بل أنا أشكرك فرجينا " ثم ابتسم و اضاف بمكر " كنت أعلم منذ البداية أنك لم تأت هنا من اجل الأستعراض فقط أنا مضطر للعب مع بوب ، لقد ربحت منه بالأمس ، و هو مصر على الثأر ، أترغبين بأن نتابع اللعب غدا؟".
كانت ترغب بالقبول ، و لكنها وعدت جونثان بالذهاب معه إلى تاكسكو و كانت تعلم أنه لو سمحت مثل هذه الفرصة لزميلها لما كان يتردد لحظة في التخلي عن موعده معها .
"غدا ، لا استطيع أنه يوم إجازتي ، و لكني سأذهب إلى تاكسكو".
"لا بأس".
"مرة أخرى ، إذا كنت ترغب ".
"حسنا ، ما رأيك بيوم الجمعة ؟".
اسيبقى هنا حتى يوم الجمعة ؟ هذا خبر أسعد قلبها كثيرا .
"إذا أنت ستقومين بسياحة غدا... يجب أن أستقبل في الساعة التاسعة وفدا من الصناعيين الاميركيين ، يا للخسارة ، كنت أتمنى أن أصطحبك إلى تاكسكو ، أنا أحب هذه المدينة كثيرا ".
انتبهي يبدو أن الذئب لا يخفي نواياه ، و لكن لماذا يهتم غريغ دوننغ بمتمرنة بسيطة ؟.
"لقد أتفقت على الذهاب مع جونثان بالباص ".
"آه جونثان" و اختفت ابتسامته فجأة " أتمنى لك قضاء يوم موفق " اضاف بجفاف .
لماذا تعكر مزاجه بعد هذا الموضوع ؟ لو تصرف جونثان هكذا ، لمانت فهمت ، و لكن أن يتصرف رجل أعمال مهم كغريغ هكذا... فهذا شيء لم تكن تتوقعه.
"شكرا" أجابته بتهذيب بالغ ، ثم أتجهت إلى غرفتها محاولة أن تتجنب المرور أمام روزا ، كما حاولت أن تتجنب سماع تعليقات جونثان الساخرة ، كانت تشعر بحزن و خيبة لا تدري سببهما .
و في اليوم التالي ، و في تمام الثامنة صباحا، كانت فرجينا تنتظر جونثان أمام مدخل الفندق ،و كانت حرارة الجو لطيفة في فترة الصباح ، أما خلال النهار فترتفع حرارة الجو كثيرا ، نظرت الفتاة إلى ساعة يدها و عقدت حاجبيها ، لقد تأخر جونثان ، هل نسي موعدهما؟ ثم رمت حقيبة كتفها جانبا .
"لقد وصلت ، لا تفقدي صبرك " صرخ جونثان و هو يركض نحوها .
"يبدو أنك تأخرت في النوم ".
"لم أستطع النهوض من الفراش بسهولة " ثم وضع يده على ذقنه " حتى أنني لم أتمكن من حلاقة ذقني ".
اتجها نحو سيارات التاكسي المتوقفة أمام الفندق .
"اوصلنا إلى محطة الأوتبيس " قال جونثان للسائق .
"محطة الأوتوبيس؟ " ردد السائق "لا يوجد محطة هنا ، إلى أين أنتما ذهبان ؟".
"إلى تاكسكو".
"بإمكاني أن اوصلكما بنفسي ".
"آه؟ " و التفت جونثان نحو فرجينا و اضاف بالإنكليزية
"مسافة ثمانين كيلو مترا بسيارة تاكسي هذا يكلف ثروة لا بد أنه يعتبرنا مجانين " ثم التفت إلى السائق و قال له بجفاف "لا سبيل لذلك ".
"لن أطلب منكما ثمنا غاليا... الباص... بوف!".
"كل الشباب يركبون الباصات في المكسيك فلماذا لا نفعل مثلهم ؟ نحن لسنا من زبائن الفندق الأثرياء نحن نعمل هنا موظفين " و أشار إلى صدره واضاف بالمكسيكية "موظفين هنا".
لم يصدق السائق جونثان ، ومع ذلك أوصلهما إلى ساحة رملية حيث ينتظر باصان قديمان بحالة يرثى لها .
"مستحيل لن نصعد في هذا الباص " قالت فرجينا بدهشة .
"لن يكون السفر طويلا ، لا تخافي ".
تبعته رغما عنها إلى المحطة التي لم ترى من قبل مثيلا لها ، كان هناك بعض المقاعد قرب الجدران المتسخة ، و كانت إمرأتان هنديتان تجلسان و تلفان نفسيهما بشالين عريضين ، و في ناحية أخرى يجلس رجل مسن يضع قبعة واسعة على وجهه ، و يبدو و كأنه نائم ، و كانت الأرض مليئة بالأوراق و قشور الموز و الليمون ، و كأن هذه الأرض لم تنظف منذ أكثر من عام ، فقطعا تذكرتين من إمرأة سمينة ، و سألها جونثان عن موعد الأنطلاق فلم تجبه و ظلت تتشدق بالعلكة التي في فمها فسألها من جديد .
"في الثامنة و النصف " أجابت أخيرا .
"لقد تأخرنا كثيرا" قالت فرجينا و هي تشعر ببعض الراحة .
"تاكسكو ، تاكسكو " نادى السائق أحد الباصين .
"يبدو أنه لا يزال لديه أماكن " قال جونثان و اتجه نحو الباص فتبعته فرجينا بخطوات مترددة .
"ما كل هذه الفخامة " قالت ساخرة و هي تصعد ، و كان المحرك قد بدأ بالعمل و هو يصدر هديرا قويا ، وكانت المقاعد بحالة تعيسة جدا ، و كانت بعض الصور المليئة بالغبار تتأرجح فوق رأس السائق ، و انطلق الباص و بدأ الركاب يتمايلون بكل الاتجاهات و يتمسكون بالمقاعد .
"لن يدوم هذا طويلا فرجينا تحلي بالصبر".
وفي الطريق عرج الباص على عدد من القرى الصغيرة برغم اعتراضات الركاب المتزمرين ، وندمت فرجينا لأنها رفضت عرض غريغ دوننغ بدل هذه الرحلة المتعبة و الغير مألوفة و تخيلت نفسها بجانبه في هذه الطرقات و لكن بسيارة مكيفة .
توقفت السيارة في محطة أفضل بقليل من الأولى بعد أن حصلت معهم حادثة نشل أحد الركاب ، و قررت فرجينا أن لا تعود في مثل هذا الباص و في الليل .
"تاكسكو" أعلن السائق و دخل الباص إلى المدينة .
"يالها من رحلة شاقة " قالت فرجينا وهي تقفز إلى الأرض .
"لا بأس بها " أجاب جونثان " يجب أن يكون لدينا خبرة في الحياة ".
"تجارب من هذا النوع شكرا" .
"كل ما أرغب به الآن هو كوب من البيرة المنعشة في مكان هادئ ".
قال جونثان و هو يتنفس الصعداء ، و اتجها إلى وسط المدينة عبر طرقات ضيقة ، و كانت كل المنازل القديمة مرممة ، وكان بائعوا الأشياء التذكارية منتشرون على الطرقات ، بينما تبيع أكثر المحلات التحف الأثرية و الفضيات ، أليس في تاكسكو اكتشف أول منجم للفضة في المكسيك ؟.
"أوه ، كم هذا جميل " صرخت فرجينا عندما وصلا إلى ساحة فيها كنيسة سانتا بريسكا الكبيرة بهندستها الرائعة ، و فجأة نسيت فرجينا كل تعبها .
"أتريد زيارة الكنيسة جونثان ؟".
"فيما بعد ، أريد أن أشرب البيرة أولا ، اذهبي أنت ، و لاقيني هناك " و أشار إلى المقهى القريب.
دخلت فرجينا إلى الكنيسة و لكنها احست بالعطش الشديد ، "كان يجب أن أشرب شيئا قبل القيام بالسياحة "
فعادت بسرعة و انضمت إلى جونثان الذي بعد أن شرب زجاجتين من البيرة يشرب الآن التاكيلا.
جحظت عيون فرجينا و هي تراه يشير إلى الخادم ليحضر له المزيد .
"كل هذه الكحول في مثل هذه الساعة ؟ ستكون في حالة يرثى لها بعد قليل ".
"نعم يا أمي " أجابها بسخرية .
فعقدت حاجبيها و تأكدت أنه شرب كثيرا البيرة ، أشعة الشمس الحارة، التاكيلا و تعب السفر...
امسكها جونثان بذراعها و اجبرها على الجلوس قربه .
"يجب أن تتعلمي كيف تعيشين ، ياعزيزتي " ثم أشار إلى الخادم
"احضر لنا كأسين من التاكيلا ".
"لا ، أنا أريد مياها معدنية فقط " صرخت فرجينا ، ضمها جونثان إليه و قال.
"أنا أعبد التاكيلا ، والفتيات الجميلات... ".
"أرجوك جونثان " أعترضت بإنزعاج " ماذا أصابك ؟".
"ألا تعلمين بأنك تعجبينني ؟ أنت... "
"فرجينا" قاطعه صوت بجفاف .
فدفعته عنها بسرعة هذا الصوت تعرفه من بين آلاف الأصوات ، إنه يوقظ في نفسها انفعالات غريبة .
********************
نهاية الفصل الأول
يتبع
التعديل الأخير تم بواسطة Rehana ; 30-05-14 الساعة 09:13 AM
سبب آخر: إضافة ملخص الرواية
|