المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
ضحايا العراق
ضحايا العراق
منتدى ليلاس الثقافي
وقفت امام باب كليتها بعد عام من تركها الدراسة وها هي تعود من جديد وبتصميم اقوى على النجاح والتفوق فهي لن تخيب آمال من كان يحبها
هربت دمعة وحيدة من عينها مسحتها بشدة وكأنها لاتريد ان تكون بهذا الضعف
دخلت الى ساحة الكلية وتذكرت اسامة كانا يجلسان معا هنا
مريم::اااه يااسامة روحك لازالت معي في كل مكان...
قررت العودة والنجاح بعد عام قضته حبيسة غرفتها ووحدتها القاتلة فهي لن تنساه
ومع ذلك الحياه تستمر ولكن تصميمها على الانتقام من كل من سلب سعادتها مع اسامة كان الدافع الاكبر لعودتها
ولكن من هو عدوها بالضبط؟
أهو أمريكي محتل ام عميل خائن؟ ومن الضحية في كل هذا؟
انهم الابرياء...
****
قبل 3سنوات التقت بأسامة عندما كانت تخرج من قاعة المحاضرات واصطدمت بشخص
رفعت رأسها وهي غاضبة ولكنها شعرت بأن وجهها يلتهب من الخجل انه هو! الوسيم الذي التحق بجامعتهم منذ ايام هي لاتعرف حتى اسمه ولكنها شعرت بأنها تعرفه منذ سنين
اسامه:: انا آسف أنسة مريم...
مريم"انه يعرف اسمي!"::حصل خير ...
التقط اوراقها بسرعة وهو يقول:: أتعلمين إنك تملكين اجمل عيون؟
تفاجأت مريم من جرأة الطالب الجديد ووقاحته ولم تعلق بشئ, اخذت اوراقها وخرجت مسرعة وهي تشعر بإن هناك عيون تلاحقها لاتعلم لم يؤثر فيها هذا الطالب بهذا الشكل,
وبمرور الايام اكتشفت مريم الجانب الجيد من شخصية اسامة كان شابا طموحا ولطيفا ومؤدب بغض النظر عن لقائهم الاول إلا انه كان يكن لها كل احترام وكذلك سبق ان اعتذر عن موقفه في لقائهم الاول بأعتباره زلة لسان
تعلقت مريم بأسامة كثيرا لكن من داخلها تقاوم هذا الشعور فهو مجرد زميل دراسة وبالتأكيد فهو لايعتبرها اكثر من ذلك
لكن مالاتعلمه مريم ان اسامة كان متيما بها احبها منذ ان رآها اول مرة...
****
اسامة:: مريم ممكن دقيقة من وقتك
مريم(بجدية):: تفضل...
اسامة:: انا..انا معجب بيك اقصد بشخصيتك و.. واريد اتقدملك بأختصار..
مريم وعلامات الدهشة والاحراج بادية عليها لاتعرف كيف تجيب
اسامة:: فكري وخذي وقتك ولكن هناك شئ اخر يجب ان تعرفيه انا علمت من الزملاء انك سنية ولكن انا.... شيعي!
عقدت حواجبها وشعرت بضيق هل يعقل ان يكون هذا تفكيره أترفض شخصا فقط لأنه شيعي اليسوا جميعا مسلمين؟
مريم:: اسامة! أيعقل ان يكون هذا تفكيرك لايمكن أن أرفض شخص لمجرد إنه شيعي! انت مسلم وانا مسلمة فما فرقنا نحن نعيش جميعا تحت خيمة العراق وبغداد منذ الازل تضم جميع الاطياف دينية وعرقية!
اسامة :: ياليت كل الناس بمثل تفكيرك لعشنا معا بسلام
انا احببتك ولم أخطئ حين اخترتك!
****
بعد شهرين اعلن اسامة ومريم خطوبتهم واعتبرهم زملائهم مثالا لوحدة العراق...
عاشت مريم اجمل ايام خطوبتها مع اسامة لقد كان يحبها كثيرا وكان طيبا معها الى ابعد حد.
****
مرت الايام بسرعة ازدادت علاقتهم وكبر حبهم
وفي احد الايام بينما كان اسامة يوصل مريم الى البيت وفي الطريق اعترضتهم مجموعة من الملثمين والمسلحين لااحد يستطيع ان يحدد هويتهم مجموعة من العملاء مهمتهم خلق الفتنة وتضليل الحقيقة...
اوقفوا السيارة سألوه:: بطاقتك؟
اسامة:: لا احملها
....::كذاب
اسامة:: ولماذا اكذب؟
سأله احدهم:: طيب سني لو شيعي؟
نظر اسامة الى مريم التي تملكها الذعر من منظر هؤلاء القتلة وابتسم لكي يطمئنها
.....:: سني لو شيعي؟
اعاد احدهم عليه السؤال وهو يسحبه خارج السيارة..
اسامة:: انا مسلم... عراقي...
.....:: هل تحسبنا نمزح معك؟
اسامة::قلت لك مسلم وعراقي ولاشئ اخر لماذا تفرقوننا؟
....:: تخلصوا منه بسرعة فهو "غير متعاون"...
خرجت مريم بسرعة وهي تتوسل اليهم ان يتركوه ولكن من يحرك قلوبا اقسى من الحجر؟
صاح بها احدهم:: ابتعدي ليس لدينا اليوم كله ودفعها دون رحمة...
وانطلقت الرصاصات على اسامة بدون توقف ليسجل رقما تصاعديا اخر في سجل ضحايا العراق....
ودمتم بخير
محبتكم
عراقية
|