المنتدى :
الارشيف
مــتى ننتبـه! ! ؟..
التقطت القلم وفتحت الدفتر وجمعت الحروف وكونت الكلمات ...
بدأت بإستذكار الأحداث ،، بدأت بصياغة الجمل وبدأ القلم يزحف فوق خطوط
ورق الدفـتر..
تاركا وراءه أثر الكلمات والجمل التى جمعتها ومضى يكتب ويكتب وفجأة
يقف القلم ،، تطاوعه اليد الممسكة به ،، تتسمر في مكانها ..
لماذا؟ ما الذي حدث ؟ أكتب تحرك......
يأبى القلم الكتابة ،، تأبى اليد حثه إجباره وهي بالنسبة له كالسيد للعبد...
يسقط القلم ، تنكمش أصابع اليد ، يقفز الذهول للعقل ويجعل التفكيرمشلولا...
لماذا لا يكتب القلم ،، كيف سقط من يدي!!؟؟
ما سبب هذا التمرد والعصيان؟؟
همت فى بحر الأسئلة أبحث عن إجابات...
ثم ،، إصتدمت بالإجابة كما يصتدم القارب بالصخور وتتركه حطام مبعثر..
ألا تلاحظ أن ما تكتبه قد كتبته بالأمس ،، الأمس الذي قبله والذى قبله!!؟؟
ألم تشعر أنك تجمع ذات الكلمات وتصيغ ذات الجمل وتخطها بذات القلم
واليد؟؟
ألم تدرك بعد أن أحداث أيامك متشابهة ، واحدة فى عدة نسخ.. !!؟؟
لماذا تلوم القلم الذي أصابه الملل من خط ذات الكلمات والجمل كل يوم...
لماذا تنهر اليد التي تعبت من مسك القلم لتحركه فى الإتجاهات ذاتها كل يوم
لترسم أحداث ،، تفاصيل متشابهة ..
ساد الصمت ، تكاثرت الحيرة ، تزاحمت الدموع فى العينين ...
تحركت اليد فتحت الأصابع المنكمشة لتقلب صفحات الدفتر..
تحركت العينان يمينا ويسارا لتقرأ الكلمات والجمل المستقرة منذ زمن على
خطوط صفحات الدفتر..
تلك الصفحات لاشىء يختلف فيها سوى تاريخ يستقر في زاوية من زوايا
الصفحة ليثبت لى أن أيام حياتي تمضي ، فلو لم يكن موجودا لتمسكت بأمل
أني لم أعش هذه الأحداث سوى ليوم واحد وقمت فقط بنسخها..
فكان التاريخ كالسكين الحادة قتلت هذا الأمل وبعثرته أشلاء..
هل كنت بحاجة لهذا التمرد من القلم واليد حتى ألاحظ ذلك وأدركه وأتأكده..
وأنا التي كنت أعيش هذه الأحداث كل يوم..
أم أننا بحاجة دائما لمن يلفت إنتباهنا ...
فلو لم يمل القلم من كتابة ذات الأحداث كل يوم ..
لو لم يصفعني بتمرده لإفاقتي ليذكرني أني لم أتغير وأحداث أيامى كما هي..
لأمضيت عمري وأنا أتحرك في مكاني لا أستقدم أو أستأخر حتى خطوة
واحدة.. ولما أدركت أن التغير لا يبحث عن أحد بل أنا من يجب أن أبحث
عنه.. وأن حياتي لا معنى لها بدون هدف أسعى لتحقيقه وأكون معه التغير
الذي أريد..
فشكرا لك أيها القلم لما قدمت لى ....
|