المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
في انتظار الاقدار؟!
في انتظار الأقدار
عندما تكون الحياة بحر والأقدار موج تبعدك عن مرسى وانت في قعر البحر في انتظار الوصول وكلما وصلت مرسى أخذتك الأمواج ودفعة بك بعيدا
هذا حال قصتنامنتدى ليلاس الثقافي
نسيم عليل وشاطئ طويل تكسوه رمال ناعمة في ليله قمريه تقف قدمان حافيتين ينظر صاحبها للأمواج التي تصل الى أطراف اصابع قدميه ثم تعود أدراجها
رفع رأسه لسماء ليرى قمراً نشر سحرة فأخذ نفساً عميقا ً ليخرجه زفراً حارة من صدراً يسعر اشتعالا هماً وحزناً وحملاً يزداد ثقلاً مع الأيام
"سعد ؟!"
لم يوقظني من همومي وتفكير العميق غير صوت صديقي ( طارق) هاتفا باسمي من بعيد فالتفت له فإذا به يتقدم إلي وبيده علبه ماء فما ان وصل إلي حتى أخذتها منه لعلها تطفئ حرارة تشتعل داخلي
" ما ذا حدث بعد هذة المكالمة وانت لست على ما يرام ؟!"
كان طارق كعادته يحثني على الحديث ولكني لا جد جوابا إلا الصمت فليس لدي ما أقوله ؟؟
فوضع يده على كتفي
"سعد أعلم انه في وقت ما ستكون مستعدا للحديث لكن لا تلجا لغيري " قالها بشي من السخرية
فابتسمت له فرفع حاجبيه استنكارا لردة فعلي
"إذا فانت تعلم انه لايوجد غيري يحتمل صمتك المريب وبوحك الغريب الذي مجمله طلاسم والغاز "
هذا ماكنت أفكر فيه لا أثق في احد غيره ولم يكن صمتي كتماً بقدر ما كان عدم رغبه في الكلام
ساد الصمت بيننا بضع دقا ئق قبل ان يقطعه صوت المحمول
فكان صوتها الحنون الذي يبعث في نفسك السكينة
"السلام عليكم "
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته "
"كيف حالك "
"بخير الحمد لله كيف حالك أنتي ؟؟ وجدتي هل هي بخير "
"الحمد لله كلنا بخير هاهو محمد يرد الحديث معك " وها انا اسمع صوت صغير من أول المكالمة
" مرحبا أبي "
"أهلا بصغيري كيف حالك "
"انا بخير ولكني اشتقت إليك لقد تأخرت قلت انك ستأتي في الغد ولم تأتي بعد" كان صوته حزينا
"سوف آتي غدا بإذن الله "
"كل يوم تقول لي غدا ولا تأتي " لم يكن صغير لحوحا ماذا حدث له
"لا تقلق أعدك إني غدا سأكون في المنزل ولان اعد الهاتف لجدتك أريد ان أتحدث معها "
سالت أمي بقلق عن سبب إلحاحه علي بالعودة لأني دائم السفر ولم يكن يهتم بذلك
قالت لي انه هذه الأيام يجلس وحيدا لان الجميع قي وقت الامتحانات كما أنها لم تخرج به منذ مدة وقد وعدته قبل سفري المفاجئ بان أخذة لمدينه الملاهي
لم أجد طارق كنت أريد منه ان نعود لرياض الليلة خلافا لما تفقنا عليه بأننا سوف نعود غدا
/&/&/&/&/&/&/&/&/
الساعه تشير الى الواحدة بعد منتصف الليل من الذي يقف عند باب غرفتي
"من ؟؟"
فأجابها صوت طفولي "انا أمل افتحي الباب "
فتحت الباب فإذا بوجه العابس في انتظارها ببيجامة نومه الرمادية وشعره المنكوش وعينيه دامعتين
"محمد ماذا هناك ؟؟"
"أريد ان أنام معك " قالها باستعطاف الهي كم هو بارع هذا الصغير فاستثارت مشاعري
فأجبته بحزم
"لكن أمي ستغضب إذا وجدتك نام عندي "
فقال لي "اذاً سأنام عند باب غرفتك " الم اقل انه بارع ؟!
فاستسلمت كما كل مرة خصوصا ان سعد ليس هنا والصغير يفتقده كثيرا وكما إنني مشغولة اليومين السابقين بالدراسة
فدخلت وتركت باب الغرفة مفتوحا ورائي فوقف على الباب
"أأدخل "قالها مستفسرا
"أدخل ولكن لن تبيت هنا "
وبدات بترتيب حاجياتي وجمع أوراقي لأكمل بحثي في الغد فالوقت تأخر وأنا لم أنام بعد وهو يثرثر على راسي وكل مرة أنبهه بان يخفض صوته لكي لا تسمعه أمي او أم سعد بالأصح
/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*
الساعه الثانية بعد منتصف الليل وباقي على الرياض 100 كم
ها انا في طريقي الى الرياض عائد بعد تقديم العزاء لوالد صالح صديقنا وهو من أهالي المنطقة الشرقية وقد كنا هناك ليومين
كان النعاس يداهمني فأخذت جانب الطريق لأوقظ طارق ليقوم بالقيادة بدلا مني لأني متعب كثيرا
فسألني طارق مستفسرا
"كان صالح متأثر لوفاة والده ؟؟"
"نعم انه كذلك ؟؟" أجبته باقتضاب لما كان يعصف براسي من الم
"كان الله في عونه ورحم الله والده ووالدينا لقد تذكرت أيام عزاء والدي الم يراودك هذا الشعور خصوصا ان والدك لم يكمل سنه بعد وفاته "
ولكن طارق لم يجد مجيبا لثرثرته لان سعد نام كطفل وديع
وجد نفسه على رمال الصحراء الحارقة واثر دماء على ثيابه والشمس في كبد السماء ارض قاحلة لا يرى شيء سوى تلال من الرمال ولم يجد اثر لطارق ولكنه سمع صوت أنين ضعيف خلف التل الذي أمامه
حرارة الجو كانت تعيقني عن الحركة لم أجد أي الم في جسدي مع أني أرى اثر الدماء وكانت رغبتي في الوصول لصوت أنين مكبوت يأتي من خلف التل اكبر من كل شي
وجدت حمامه بيضاء فاقتربت منها كانت تصدر صوتا مثل أنين إنسان متألم بشده فمددت يدي وأمسكت بها بين كفي اقلبها ونظرت إليها متفحصا فلم أجد أي أصابه فرفعتها أريدها ان تطير ولكنها كانت لا تتحرك
آه انه جناحها مكسورا........
"سعد؟؟ استيقظ وصلنا "
فتحت عينيا فإذا انا في سيارة طارق وأمام بيتنا
"مالك يارجل هل كنت تحلم؟ عن أي حمامه تتحدث؟ " قالها ضاحكا
يالهي أغمضت عيني وأخذت نفسا عميقا
"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "
نزلت ودخلت المنزل واتجهت لغرفتي لم يتبقى على أذان الفجر سواء نصف ساعة فأخذت حماما يذهب عني إرهاق السفر قليلا ولبس ملابسي ومررت غرفت صغير لقد اشتقت إليه كثيرا
لكنه ليس في غرفته أين هو
أدركت انه لن يكف عن النوم مع الآخرين لقد تجاوز الخامسة يجب ان ينام لوحده
فخرجت إلى المسجد لأصلي ركعتين قبل الفجر
//×::×::×::×::×::×::×::×//
أيقظني صوت المنبه فوجدت الصغير ينام بجانبي فقبلته وذهبت لاستعد لصلاة ووجدت أمي في طريقي فأخبرتها انه نام عندي
بعد الصلاة بدأت بمرجعة بعض النقاط المهمة وقد أخذت مني وقتا طويلا نسيت نفسي وأنا استرجعها فأسرعت لتبديل ملابسي وجمع حاجياتي فلم يتبقى على وصول الحافلة إلا عشر دقائق وانأ أهرول في الممر كنت اعلم ان كل من في البيت في سبات عميق فثامر لايذهب للجامعة يوم الأحد واحمد لا يستيقظ قبل السابعة والربع
وسعد ليس في المنزل وحامد ضابط منتدب الي شمال البلاد لا ياتي الا في العطل الكبيرة
فوجدت جدتي وأمي تتناولان طعام الإفطار وقد دعتني أمي له لكني كنت في عجلت من أمري
فخرجت مسرعه الى الخارج ووضعت حقيبتي وبعض اوارقي على طاوله الحديقة لكي يمكنني ترتيبها
وبعد معاناة في إدخالها رفعت راسي لألبس حجابي لكن ؟؟؟؟؟
:/:/:/:/:/:/:/:/:/:/:/:/:/:/:/
/:عد لي:/
كنت في المسجد حتى طلوع الشمس فدخلت المنزل فإذا بملاك أمامي عاقده حاجبيها في انفعال
وقد شدت أسنانها على شفتها السفلى
واحمرت وجنتيها وتطاير خصلات ناعمة متمرده من شعرها زاد من سحرها
وأصابعها تدس شيئا في الحقيبة فرفعت رأسها فرأيت عيننا مندهشتان وفي لحظه أشاحت بوجهها عني تحجبه وبيديها
تأخذ الغطاء فاستدرت و أردت ان اعتذر فلم تسعفني الكلمات
ودخلت المجلس الداخلي ولكن طيف ابتسامه كان على شفتي لا اعلم السبب ردت فعلها أم انه منذ فترة طويلة لم أرها منذ وفاة والدي ولكن ما كنت جازم عليه أنها ساحرة كما عهدتها...
صور ُتعَبِر! وصور تَعْبر! فأيها تُأثر
:/:/:/:/:/:/:/:/:/:/
ملامحنا مرايا تعكس ما داخلنا
عندما تعودنا الذكرى نعيشها بأدق تفاصيلها حتى لو كانت لحظه واحده
مفرحة أم حزينة
وجه شاحب واثر التعب عليه نظرات متفحصة و طيف ابتسامته الكسولة
انعكست على وجه أمل عند استعادتها لأخر موقف حدث لها في صباح يوم الأحد قبل عده أيام
صوت طرقات متتالية على باب غرفتها قطع عليها تفكيرها
"أمل ... استيقظي "
كان صوتا مبحوحا تحب ان تسمعه
فقفزت من سريرها مهرولة الى الباب فتحته مفاجاء (أم سعد) بابتسامه شقيه
"صباح الخير " وطبعت قبلتين على خديها
"صباح الخير !هل أنتي بخير؟؟ "
سألتها عندما رائتها على غير عادتها وكأنها لم تنم الليل
أجابتها بابتسامه مشرقه "الحمد الله ..هيا لنتناول الإفطار فأنتي تعلمين إني أحب ان أتناوله معك في عطله نهاية الأسبوع "
بعد تناول طعامهما
سألتها أمل "أين جدتي ؟؟"
سالت عن جدتي لأني لم أراها فأجابتني أمي
"ذهبت لمنزل عمك صالح .. هل نسيتي "
رباه كيف نسيت أنها ذهبت منذ يومين لمنزل عمي
"أمل مابك؟ فأنتي لست على مايرام لونك شاحب وحول عينيك هالات سوداء أنتي تنهكين نفسك في الدراسة كثيرا؟ "
ابتسمت لها بحنان فهي كما عهدتها لم تجعلني يوما أحس باني لست ابنتها
"أنتي تعلمين إننا في فترة امتحانات يجب ان أضاعف جهدي "
"لكنك أصبحت قليلة الخروج من غرفتك ..افتقدك كثيرا"
اقتربت منها حتى وضعت راسي على فخذها وبدات تمسح على راسي
وقلت لها "اشتقت إلي أبي كثيرا فمنذ شهر لم يتصل بي"
فابتسمت "شهر ؟؟ أنها فقط أسبوعين "
"إننا في الأسبوع الثالث كان يتصل بي كل اسبوع مرة أو مرتان "
"ربما يعلم بان لديك امتحانات ويريدك ان لاتشغلي نفسك "
"بضع دقائق اطمئن فيها عليه تشغلني عن الدراسه ؟.. "
سكون خَلََفهُ الصمت ولكن الأشواق كان لها ان تبوح
"اشتقت له كثيرا "
وأطلقت تنهيده حزينة ختمت بها حديثي
:/:/:/:/:/:/:/:/:/:/
مكتب واسع يغلب عليه اللون البني ليجعله عمليا أكثر
داخل موسسه مقاولات
التي يديرها سعد وهي ملكا لولده
"حسنا ..دع الأمر لي ..اجل .. في حفظ الله " أنهى مكالمته لأحد عملائه الذي يشتكي من تأخر مكتبهم في انجاز عمله وعدم تسليمه في الموعد
كانت مكالمة الثانية التي يشتكي فيها عملائه من تأخر مهندسه في التسليم
"ياالهي هذا ثاني عميل في اسبوع ما الذي يحدث هل الغياب عن العمل لأسبوع واحد يجعل المكتب متراكم العمل الم اتصل وكان كل شي على مايرام فماذا أرى الاعمال المتكدسة وهذا التأخير في التسليم "
كان يسال مدير مكتبه فايز وأخيه ثامر
" لم نكن نتصور ان تكون ردت فعلهم عنيفة إلا هذا الحد فالتأخير عن التسليم فقد لأيام معدودة ولم نتأخر شهر مثلا "قالها ثامر غير مباليا
ماذا افعل؟ هل أرد على هذا الأحمق ؟لا يعلم كم أمضيت حتى عاد المكتب الى سابق عهده أين انت يا حامد لقد كنت خير معين
كتم سعد غيضه وأشار لهما بالخروج وأنهى أعمالهما
وتلقى مكالمة أخر النهار قلبت له كيانه
كانت من عمه والد أمل
لحظه الصفر ماذا تعني بداية أم نهاية
هل هناك قاعدة تقيس لنا مابين اللقاء والوداع
ثم
تجمع فيها الألم
وتطرح منها لحظات الفرح
وتقسمها على الأيام
لتعطينا لحظه الصفر بداية ونهاية
.......................................
أنامل ناعمة مطلي بالون الوردي ترفع خصلتا متمرده تزعجها في حين أنها تعمل بإخلاص لتنهى قالب الحلوى الذي أعدته للجميع لتناوله مع القهوة العربيه تفوح منها رائحة الهيل و الزعفران
وما ان انتهت من إعداده
"أمل أريد عصيرا "
رباه ارحمني من طلبات هذا الصغير الغير منقطعة
فسكبت له العصير ولكنه اعترض
" ضعي فيه بعضا من قوالب الثلج انه لايعجبني كذا "
" لن أضع فيه شي اشربه كذا انه بارد جداً"
ولكن لم يتوقف عن الإلحاح
"أريد ثلجا ..أريد ثلجا "
التفت إليه صارخة في غضب فرأيت الصدمة في وجهه لم أكن يوما قاسية
لا اعلم هل انا في حاله مزاجيه سيئة أم ان الصغير أثارني
الذي أره ألان سيل من الدموع الغير منقطعه وتحولت الى بكاء بصوت عالي وشهقات متتالية
"عد لي احتاجك كثيرا !!"
///////////////////////////////////////////////////
دخل إلي غرفة المعيشة كالبرق وأنفاسه متقطعة يلهث وما ان وصل لم يستطيع الحديث
كانت الجدة الكبيرة تجلس بجانب سعد وجدته أم سعد تجلس أمام ابنها ثامر
وكان مؤتمر مصغر لأمر ما
قطع علينا الحديث دخولا صاروخيا لمحمد
فبادرته بسوالي "ماذا هناك "
فأشار بإصبعه على الباب حتى ظننت ان أحدا كان يلحق به
"أمل ..تبكي "
أمواج تأخذنا حيث لا ندري ترمي بنا في دوامه لا تنتهي
"لماذا "سألته في هدوء
كان وجها جامدا محايداً لما يدور داخله من عواصف
"لأني طلبت منها ثلجا "
فنظرت إلي أمي ونظرت إلي
"هل أخبرتيها "
"ليس بعد .. ولكني قلت انه له زيارة قريبه"كان صوتها متوترا
كم تحب أمي هذه الفتاة حتى بدأت أحس أنها أحب إليها من أبنائها
واستطردت تقول"أنها ليست بمزاج جيد اليوم سأذهب لأرى ما بها "
بعد ان غادرت أمي المجلس همسة لي جدتي
" أريدك في أمر ما؟! "
///////////////////////////////////////////////
الى أين ياأقدار؟؟
يد وضعت على ظهر يهتز من شدت البكاء وشهقات تمنع الكلام
وأخرى تقرب الماء من شفتيها لتشرب وتهدئ من حالها
صوت قرائه لكلمات تبعث الهدوء في النفس
كلمات العزيز الحكيم شفاء القلوب
كهذا نامت أملاً في تلك الليلة قبل وصول والدها بعدة ساعات
ما ان عرفت سبب انقطاعه عنها لأنه كان بحاله صحية سيئة
خفقات القلب
خفقت من الأشواق وأخرى حنين والثالثة ترقب وخوف تسال الأمل
أمل
أمل
أمل
لاجد من الاسم سوى أضداده
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
رجل في بداية الخمسينات بوجه شاحب وجسم هزيل وأثار المرض تتوشح ملامحه وألم والهم يلبسه
يده الكبيرة التي أخذت فيها أنابيب الطبية مجرها في يدٍ ناعمة تضغط عليها برفق لفتاة ذات الثالثة والعشرون عاما يكسوها الحزن وغطاء وجهها الدموع
فامتدت لها اليد الأخرى لتمسح دموعها وتهدى من روعها
"لما كل هذه الدموع ؟؟"
فما كان الجواب الاالمزيد منها مع بكاء بصوت عالي
لا استطيع تمالك نفسي وأنا أشاهد شبح لوالدي الذي أنهكه المرض والدي الذي لم اعش معه إلا سبع سنوات من عمري والبقية عشتها بعيده عنه كنت لا التقي به إلا أياما في فترات متقطعة عندما يعود للبلاد في أجازه بعد ستة أشهر او سنه وأحيانا سنتان لظروف عمله دبلوماسيا ًفي احدى البلاد العربيه ولم تشاء جدتي بعدي عنها وغربتي فأخذتني
ولكنه كان حاضرا معي في كل وقت لأنه في قلبي وقريب مني لأنه روحي
مهلا يا أقدار ألا يكفيك أمي التي لم أرها
******************
يتقلب يمنه ويسره كحال أفكاره
ولا يجد لها مخرج
فجلس في وسط سريره وقد وضع يده على أذنيه ليمنع أصوتا بدات تخرج عليه لتغير موقفه
"الهي .... ماذا يحدث انا في موقف لا احسد عليه "
فسبقته قدماه إلي ما يقصده كلما أصابه الضيق والهم
فتحت الباب فإذا بأمي ممسكه بمصحفها وتقرءا فما ان أحست بوجودي أنهت قراءتها ونظرت لي بحنانها المتدفق فاقتربت منها وجلست جانبها على سجادتها وقبلتها
"تقبل الله منا ومنك صالح الاعمال "
"جزآك الله خيرا "
نظرت إلي بابتسامه معبرة ومتفحصة فرددت بنظراتي مستفسراً
"مالك تنظرين إلي هكذا "
سألتني بالهجه ذات معنى
"هل لديك ردا لجدتك "
"ليس بعد .ولكني محتار لا أريد ان اظلم أحدا "
فااجابتني غاضبه ومستنكرة
"تظلم أحدا؟؟؟؟ اسمعني جيدا ياسعد ان كنت ستظلم احداً فانك ستظلم نفسك إلي متى وانت هكذا انظر إلي نفسك انك الثالثة والثلاثين "
فبادرتها بالرد سريعا لم استوعب ما أقوله " بينناعشر سنوات ياامي؟! عشر ؟! ومطلقه.......
خمس سنوات أعزب..... ولدي طفل...... وأرمل... هل انا مناسب؟ "
ثم سكت طويلا قبل ان أعقب
"أمي أريدك انت تفهميني لا يمكنني ذلك "
"لماذا "قالتها وهي تبكي وقد المتنى دموعها كثيرا
فجذبتها إلي صدري فوجدتها هي من تحضنني ولست انا
...................................................
سجادة تحتضن جسد يناجي الحي الذي لايموت
تشكي له حزنها وألمها وتسأله ان يكشف عن والدها
"ياودود يا ودود ,ياذا العرش المجيد يامبدئ يامعيد يافعالا ًلما يريد , اسلك بنوروجهك الذي ملاء اركان عرشك واسالك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك, واسالك برحمتك التي وسعت كل شيء ,لااله الا انت, يامغيث اغثني"
*هذا الدعاء الذي هز السماء
صوت أذن الفجر في يقطع السكون صوت الداعي لرحمن الرحيم
لااله إلا الله
أخر جمله رددتها أمل خلف المؤذن وبدات بالدعاء في وقت اجابه حتى الاقامه
جلست في مصلها وعلى سجادتها حتى طلع الصباح تقرءا آيات من القران
حتى قطع عليها خلوتها صوت باب غرفتها فتحت الباب فوجدت أم سعد
"كنت اعلم إني سأجدك مستيقظة " بنبرة حزن عميقة
فجلست على طرف السرير أحرك يدي على اللحاف بعشوائية ..
"كنت سأنام بعد قليل..الم تنامي بعد؟؟ "
اقتربت مني وجلست جانبي ويدها على كتفي
"تناولي الإفطار ثم نامي لم تأكلي شي منذ يومين "
"لكني لا اشتهي "
"جدتك لم تأكل بسب حالتك هيا دعي الحزن وكوني متفائلة "
"الحمد لله على كل حال"
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
خطوات واثقة لإقدام تلبس حذاء جلدي اسود لشخص يقف أمام المراءاة حتى يقوم بتعديل شماغ ابيض (غترة) ينتشر منها رائحة العود ينظر لنفسه.... وجه تغلب عليه القسوة....... عينان حادتان كعينا الصقر لهما نظرة ثاقبة........ يتوسطهما انف ارستقراطي رمز على الشموخ........ وحاجبان أخذا شكل الهلال........ وجسم يميل لنحافة ربما بسبب طول صاحبه...
رجل بهذه الملامح التي تفيض منها الرجولة سوف يقدم على خطوة تردد فيهاكثيرا ....
××××××××
" هل انت جاد ياسعد فيما تقول "
"نعم ياامي سأتزوجها وباقتناع تام "
"لكنك منذ يومين ......."
قاطعها "منذ يومين أما ألان فانا أرى أنها مناسبة "
"سعد أخشى ان تكون تريد ذلك شفقه عليها او اثر فيك كلام جدتك فاانا لا اقبل لابنتي بزواج مثل هذا "
مالم تكن تدري عنه أم سعد حديث بين والد أمل وسعد
×××××××××
لاستطيع تصديق ما سيحدث بعد عدة ساعات
انا و أمل زوجان !!
تلك الفتاة ذات الشعر الأحمر والابتسامة الشقية الطفلة المتمردة
فابتسمت الى أين يااقدار؟؟
............................................................ ...
حولها كل من تحب جدتها والدها وإخوتها فارس ذو الخامسة عشر عاما وحنان احدى عشر سنه والأخير ريان في التاسعة من عمره وزوجة أبيها وداد
ترى الفرحة في أعينهم وفي كلماتهم بهجة
طلبت ان يكون عقد قرانها في يوم زفافها في احتفال صغير يقتصر على الأقارب
بعد شهر ونصف من عودت والدي وإجراء عمليه له في القلب
فجاني بخبر خطبتي من سعد
قبل زواجي بعده أيام سمعت هذا ؟؟
"هذا مالم يخطر ببالي أبدا لان سعد كان عازفا عن الزواج بعد وفاة زوجته سلمى حتى ان أخاه حامد عقد قرانه قبل وفاة أخيك من ابنة خاله وهو يصغره سننا كنت أظن انه سيعيش حياته هكذا بلا زواج "كانت وداد تسال أبي
فأجابها "لن أجد أفضل من سعد لابنتي خصوصا وإنها تعيش هنا بلا محرم منذ سنه تقريبا بعد وفاة أخي "
ردت عليه "هل تريد ان تقول انك انت من ؟؟"
"نعم انا من طلبت منه الزواج بها أريد ان اطمئن عليها فحالتي كانت سيئة وليس لها احد بعدي وإخوتها مازالوا صغار ويكفي ما عانت من زوجها السابق الذي لم يكن كفاءً لها "
لم تستطع في ذلك الوقت الصمود والسماع أكثر وهربت الى غرفتها
انتهت الصورة بصوت أم سعد
"أمل أين أنتي ؟"
فمسحت دموعي على عجل مازال الوقت طويل أمامي
"نعم انا هنا "
فدخلت على بإ بتسامها لم أرها منذ مدة كانت عينها تلمعان من شده الفرح وقد أدخلت معها المصففة
أول مرة اشك في مشاعرها هل هذه الفرحة لي أم لسعد
×××××××××××××××××××
×لحظة لقاء×
طرحة بيضاء على شعر كستنائي .. عينان ناعستان برمش كثيف ولمعه مضيئة لماسة صغيرة في انف رائع وشفتان كرزية
وثوب لؤلؤي اللون يبرز ثنايا جسمها الانوثي
وأصابع غضه ناعمة تشد قبضتها على( مسكة) ورد ابيض طبيعي لف بشرائط بيضاء تقف هذه التحفه بطولها المتوسط بجانب جبل شامخ يحمل الكثير من الغموض عاشت معه في بيت واحد خمسه عشر عاما إلا سنة (عاشت منها ستة أشهر في زواج فاشل)
مشاعر مختلطة أحسها وانأ بجانب هذا الرجل القريب الغريب الذي أخذته النخوة ليتزوجني
كلما أتذكر ذلك أحس بألم يعتصر قلبي الدموع تحرق جفوني
"مبارك عليك "
فرفعت عيني إليه لأشاهد عينان تلمعان وابتسامه هادئة
فأرخيت بصري وقد الجم لساني من سحر نظراته وقد اقترب ليقبلني على جبيني وتمتم ببعض الكلمات
يد دافئة امسك بيدي الباردة المتوترة المرتجفة
لتساعدني على الجلوس
//////////////////////////////
دقات قلب مضطرب.... وجسم يرتجف ...... وأنفاس متسارعه تغيرات حيوية تدل على خوف وتوتر فكان ملاذها يد كبيرة عريضة متكئه على جانب المقعد
أحسست بيدها على يدي كانت تخاف إقلاع الطائرة ونسيت ذلك
فشدت عليها مطمئناً وأغلقت عيني على ذكرى راودتني
لنفس اليد الصغيرة ممسكتا بي كنت عائدا من خارج المنزل صدمة بها تنتظرني في المجلس الداخلي
"أمل ماذا تفعلين هنا "أمسكت بيدي برجاء
"سعد أرجوك لاتتركني لااريد ان أتزوجه أرجوك افعل شيء "
" أعدك ياامل لن يحدث ذلك " أجبتها وأنا خائف ان يأتي احدهم ويشاهدها سافرت الوجه ممسكتا بيدي وقد وضعت حجابها بإهمال على رأسها
فزاد بكائها "ولكن أبي يريدني ان أتزوجه سعد لاتتخلى عني "
فانقبض قلبي لرجائها "أعدك .. أمل انت لي ولن تكوني لغيري "فما لم يكن في الحسبان هو دخول عمي ووالدي
"ماهذا ما ذا تفعلان هنا " مع هذا السؤال انفتحت أبواب جهنم "وخرجت أمل مسرعه
"وماذا صورت لك مخيلتك " كان رد والدي بنبرة غضب
"الصورة كانت واضحة ولا تحتاج لتخيل وكلما تقدمت لخطبتها احد ما كانت ترفض"
"عمي انت لاتفهم "
"سعد دعه!!. لعله لا يعلم بان أمل ماهي الااختا لك وقد عشتما معا في بيت واحد ولكي تطمئن نفسه ستكون اول شاهدا على عقد قرانها الأسبوع المقبل "
"أبي لكنك تعرف إني ......."
قطع حديثي "كنا في حوار قبل دخولنا وهاأنت وضعت له نهاية "
والدي يعلم اني أريدها لي زوجه وهو الآن يريدني شاهدا على زواجها فنظرت إليه وجدت الأمر لايقبل النقاش هل كان يعاقبني ولكني لم افعل شيئاً يستحق العقاب
ونظرت إلى عمي وقابلتني نظرة انتصار وكأنه ينتظر ذلك
كان هذا برواز لصورة ذكرى مهشمه
ضحيتها زواج فاشل لفتاة سبعة عشر عاما
من اجل كلمه
ولكن بالمقابل هل هناك أهل لهذه الكلمة؟؟
...........................................................
*صمت الصمت *
صمت .. يتبعه صمت .. منذ خروجنا حتى الآن ونحن في طريقنا الى احد فنادق دبي ... ...
اسمع صوت خطواتها خلفي التفت لها فإذا بها منكسه رأسها تحث أقدامها على السير فأمسكت بيدها
شعرت بتلك اليد الدافئة تأخذ يدي للمرة الثانية حتى ارتجفت أوصالي وتصبب العرق مني وحرارة تسري في جسدي وكان نارا ستخرج من راسي
فرفعت راسي له فقابلتي ابتسامته الهادئة " حمد لله على السلامة "
قالها للمرة الثانية فقبلها في المطار ولم استطع الاجابه
فشد على أصابعي عندما لم اجبه
وما ان دخل بداء يتفقد المكان فنظر إلي باستغراب
هل نسيت باني زوجها مازالت بحجابها "لايوجد غيرنا بإمكانك كشف حجابك "
قلت ذلك وأخذت جانبا بعيدا عنها لعلها تشعر بالخجل
"سأعود بعد قليل "
شاشة جهاز تضئ باسم عمي
"نعم نحن بخير ...سلمك الله .."
كانت مكالمة مختصرة لاطمئنان على سلامة الوصول
لكنها أعادت لي موقفاً
"لقد أخبرتك عن نيتي في الاقامه في البلاد وتقديم استقالتي ولكن المسلون رفضوا ذلك "
فاهتز رأسا يحثه على إكمال حديثه
فامتدت يده بفنجال القهوة فتقدمت لها يد أخرى لتعيده له من جديد
" انت تعلم بان أمل لا محرم لها هنا ربما أخذها معي او تذهب لمنزل صالح "
عيننا تترقبان القادم وقلب يعزف مقطوعة "للأبد هنا"
ونطق اللسان "لكن !! جدتي لن تقبل بذلك وأمي ستحزن عليها أنها ابنتها التي لم تنجبها وكلياتهما متعلقتان يبعضهما " كنت أحاول إقناعه
"أمل مصيرها يوما ما ستخرج من هنا وتتزوج ..ولا تنسى عادل الذي طلبت منك السؤال عنه في أخر مكالمة عندما كنت في عزاء والد صديقك صالح "
لحظه ..لحظه ..لحظه
أغمضت عيني فيها أحاول ضبط نفسي
"سعد " صوت عمي كان غريبا
فنظرت إليه في ترقب
"هل مازلت تريد أمل زوجتاً لك "
انتهت مقطوعة التي عزفت
بعد عزف قلبي ابتداء بالنزف
"هنا للآبد"
:::::::::::::::::::
&خطوة الى أمل &
ذكرياتنا مع الأمس وتخيلتنا للغد تجعلنا نضيع اليوم
قد لانعرف أنفسنا عندما تحركنا قلوبنا
دخلت فإذا بعامل الفندق يحضر العشاء فشكرته نظرت إلي ساعتي باقي على الفجر اقل من ساعة
قطرات الماء التي تنزل من وجهها وقد استندت على الجدار..ثم أدارت وجهها للمراءاة لترى حمرة عينيها و انفها
آه .. لا اعلم ماذا أصابني ربما بسبب السفر اكره الطائرة والسفر بها فأسرعت تسابق خطواتها لتتقيا مرة أخرى وبيد مرتجفة تفتح الصنبور لتغلقه مرة اخرى
واخذ نفسا عميقا
وعند خروجي وجدته جالس على طرف السرير ينتظرني وسألني بقلق "هل أنتي بخير "
كنت اشعر ببعض الدوار ولكني اغتصبت ابتسامة لا طمئنه "انا بخير "
" هيا لنتناول العشاء "
"أشكرك ولكني لا أريد تناول شئ"
فاقترب مني واخذ يدي وسار بي الى الخارج لكني توقفت عن السير معه"صدقني لا استطيع " كنت أحس بلوعة وأنا أشم رائحة الطعام
فوضعت يدي على فمي وتركته مسرعه
وعندما خرجت وجدت كوبا من العصير وقد غيرت ملابسي وأخذت حماما دافئاً وسمعت أذان الفجر فصليت
و التفت لمصدر صوت وجدته متكئا على أيطار الباب "تقبل الله "
"منا ومنك صالح الاعمال"
"كيف تشعرين الآن "
"بخير "
"لماذا لم تشربي العصير "
صمت كان ردها أرى وجهها شاحبا من التعب فتقدمت إليها وكانت دقات قلبي تسبقني بسوال "هل أنتي بخير "وكان وجهها بين كفي
فأغلقت عينيها ورأيت سيلا من الدموع وقد اهتزت شفتها ويدها على صدرها تمنع شهقتها رباه من ضعف هذه الفتاه فأخذتها بين أحضاني
عذبتني بالوصل
وكلما اشتقت لك زاد الجفا
انتظرت فلم تأتي
وهاأنت هنا
لكن؟
وجودك يهزني من الأعماق
فا اصرخ بصمت ابتعد فالبعد ارحم من وصلك لي بعد جفا
المس الرقة في صوته وحنانه المتدفق الذي افتقدته كثيراً
قالي وهو يمسح دموعي
" كنت دائما أقول لا تنكسر كل الجسور ربما يوما ما يكون هناك لقاء أخر يعيد الوصل "
"ولكن ما كسر قد كسر "
"لا تفكري في مامضى من العمر ربما العمر القادم أجمل ...أجمل أيامنا التي لم نعشها بعد "
ابتعدت عنه وقلت له"اعلم ان والدي من طلب منك الزواج مني "
شاهدة الصدمة على وجهه
ولكني أكملت "واعلم أيضا انك لن تقبل بمراءاة كانت لغيرك "
انا تراب
او هواء
اوماء
أي شي
ولا أكون ضعيفة أمام حب يجرفني الى الهاوية وفقدان هوية الكرامة والكبرياء
انا أنثى عزيزة ولدي كبريائي
لكن
بقلب مجروح وجسد بلا روح
"ولكنك الآن لي وأريدك كما أنتي "
"سعد انت لن تفهمني "قالتها وقد اعتلى وجهها حمرة الخجل حتى أذنيها وعنقها فنظرت إلي عينيهاوضلت تردد "انا.. انا ..."
فوضعت إصبعي على شفتيها "أنتي قدري وأنا كنت في الانتظار "
قصه قصيره لي اتمنى اشوف ردودكم عليها
اتقبل انتقادكم بصدر رحب اهلا بكم
التعديل الأخير تم بواسطة خيال عابرsoon ; 29-07-08 الساعة 05:14 PM
|