المنتدى :
الارشيف
يوما ما
يوما ً ما
يوماً ما ستدرك
أن امرأة عاشقة
كانت تمتهن الحرف
غرست بك أصدق حروفها
وتركت لك فردة قلبها
فوق سلم حياتك
ومضت مسرعة كالأحلام الجميلة
يوماً ما ستتعلم
إنها حين جاءت
كانت تخفي وراء ظهرها وردة حمراء
لونتها بدم أحلامها
وجاءت تمنحك الحلم والدم معاً
ويوماً ما ستكتشف
أنك كنت أجمل اكتشافاتها
وإنها حين التقتك في زحامهم
هتفت بطفولة
وجدته ,, وجدته ,, وجدته
ويوماً ما ستفهم
لماذا حدثتك ذات ليلة عن فرسان حكاياتها
وصمتت كثيراً
تنتظر صرخة احتجاجك
وهيأت فرحها لنيران ثورتك ؟
ويوماً ما ستحلم
بأن تلتقيها ذات صدفة جميلة
لتعيد فصول الحكاية المجنونة
وتكرر إحساسك بالفرح
وأنت تتجول معها في مغارات الأحلام
ودهاليز الحب
ويوماً ما ستتمنى
أن تقلب صفحات حياتك
وتعبث بعجلة الأيام
وتعيد الزمان إلى الوراء
كي تعيدها إليك
ويوماً ما ستطرق
باب الأمس
وستطلبها من الماضي بإصرار
وستبكيها بندم
وستناديها بصوت حاضرك
المبحوح ببكائك المتأخر عليها
ويوماً ما ستذكرها
كالطفولة
كالبيت القديم
كالحي الدافئ
كالفرح المعتق
كالحلم الباهت
كالأمنية الموؤودة
ويوماً ما ستتمناها
كالفرح في موسم الحزن
كالمطر في غير أوانه
كالشباب في آخر العمر
كالانتصارات ,, كالأمنيات ,, كالمستحيلات
ويوماً ما ستشتاق إليها
في لحظات انتصارك
ولحظات اندفاعك
ولحظات انهيارك
ولحظات احتضارك
ويوماً ما ستبحث عنها
في صندوق أمسك
وفناجين ألمك
وقاع حزنك
وبين السطور
وفوق السطور
وتحت السطور
ويوماً ما ستبكيها
فوق وسادة الفراق
وتحت مصابيح الحنين
وفوق صدر الأشواق
وعلى جدران احتياجك إليها
ويوماً ما ستفتقدها
وستسير بين طرقات حكايتها
وستتبع عطر ألمها بين جوانحك
وستقرأ رسائلها إليك
وستسترجع الأيام
والتفاصيل الدقيقة والأحاديث
ويوماً ما ستغمض عينيك
وستسافر إليها خيالاً
وستصافحها برهبة الغريب
وستقبل عينيها بلهفة الطفل
وستغفو فوق ذراع الخيال
تراقصها بجنون العشق
ويوماً ما ستبغض نفسك
حين تتذكر أنها حين قررتك راهنت بنفسها
عليك وأنك حين قررتها راهنتهم عليها
فخسرت رهانها وكسبت نفسها
وكسبت رهانك وخسرتها
أتمنى أن تشعروا بما أشعرتني به
|