المنتدى :
الشعر والشعراء
إلى متى
إلى متى
هذا هو منفاي أو وطني
فلا أدري إذا ما كنت حراً أو أسيراً
أو طريداً بين بين.
هذا هو وطني كبرت وما تعلمت الكلام،
خطوت أول خطوة فعثرت ثم نهضت،
ثم عثرت ثم ألفت رائحة الركام.
سافرت في طول البلاد وعرضها
فأكلت من أثمارها،
وشربت من غدرانها،
وعرفت بعض نسائها،
لكنني ما ذقت طعم الكبرياء.
سافرت في مدن الغبار من المحيط المستباح
إلى الخليج المستلب
فرأيت قافلة الجمال
يقودها حادٍ برأس كالذنب،
فطويت أحلامي كطي جريدة قُرأت
وأعلنت الحداد على العرب.
فإلى متى هذا النحيب
إلى متى هذا الرقاد.
وإلى متى نجتر أمجاد اللذين مضوا
وننفخ في الرماد.
يا أيها الوطن المحاصر بالكلام
وبالتفاسير السقيمة والخرافة،
كم قد قرأت عن الطهارة
غير أنك ما تعلمت النظافة،
وحملت أسفاراً ولكن ما اهتديت إلى الثقافة.
إني أحبك أيها المنفى،
أحب جبالك الجرداء والخضراء
والنهر المسافر في شراييني
وفي ظمأ الكروم.
إني لأكره أن أضم إلى ضلوعي
شكلك المعوج مثل فصائل التحرير والتكفير،
مثل ظهورنا ومصيرنا المعلوم.
فإلى متى نبقى كأسراب الجراد بلا ثمن؟
ومتى ستكبر أيها المنفى
لندعوك الوطن؟
|