المنتدى :
كتب المسرح والدراسات المسرحية
كرم شقور , نص مسرحية صابر والعم جابر
بسم الله الرحمن الرحيم
صابر والعم جابر
تأليف :كرم شقور
مسرحيه من مشهدين لطلاب المدارس الذين تتراوح أعمارهم من 9-12 عام.سهلة الإنتاج والتنفيذ ما زالت تعرض منذ خمس سنوات حتى ألان في المدارس الابتدائية. بلغ عدد عروضها حتى نهاية العام الدراسي الحالي -318عرضا.
الشخصيات:
ثعبانه, الجنيه
العم جابر:-
صابر
أم صابر
أبو صابر
وهي عجوز تتجاوز السبعين ضعيفة البنية وجهها مخيف
رجل هرم , يتجاوز السبعين , شعر لحيته كثيف ابيض .
شاب يافع , في الثانية عشر من العمر .
امرأة في عقدها الرابع , أنيقة ,مهذبة البنية والهندام, حضارية.
رجل في عقده الرابع , حضاري, مرتب في هندامه.
المشهد الأول
غابه تكثر فيها الأشجار الكثيفه، تعلو منها
أصوات عصافير وحيوانات مفترسه وغير
مفترسه .
يظهر على المسرح قادما من بعيد من بين
الأشجار رجل في السبعينات من عمره،
لحيته طويلة لم يحلقها قط، ملابسه رثة،
شعر رأسه طويل أيضا, لم يزره مقص
حلاق أبدا. فاتنا أن نقول أن لحيته وشعر
رأسه أبيضان.
عندما يدخل المسرح متكئا على عصا ليست
موظبه إنما يبدو للمشاهد أنها أحد فروع
شجرة في الغابة، هذا الشيخ العجوز يدعى
جابر.
جابر : (مناديا) ستي ثعبانه ... ستي ثعبانه ... وين راحت هاي ستي ثعبانه ؟! الله يوخذها انشا الله ويريحنا منها ... ستي ثعبانه (متوجها الى المشاهدين) حدا منكو شاف ستي ثعبانه ؟! وين راحت هاي ستي ثعبانه ؟!
(يتناهى الى مسامعنا صوت هرم متقطع
لامرأه عجوز شيطانه وهو صوت ثعبانه).
ثعبانه : جابر... وينك يا جابر ؟ (داخلة) تعال أنا هون .
جابر : انت هون يا ستي ... أنا صرلي ساعه أدور عليكي .
ثعبانه : تعال يا جابر مضيلي أظافري...
جابر : أي انت يا ستي بدك كل يوم تمضي أظافريكي ؟!
ثعبانه : معلوم يا جابر أنا لازم يضلو أظافري ماضيين عشان أمسك فريستي وأقطعها بسهولة.
(يتقدم جابر من ثعبانه وبواسطة عصاه يبدأ
بتمضية أظافر الجنية ثعبانه وبسرعه ينتهي
من مهمته) .
ثعبانه : (تشتم رائحه فتقول) جابر يا جابر ... انت شامم شو أنا شامه ؟
جابر : (يبدأ بالشم قائلا) لأ ... لأ مش شامم إشي.
ثعبانه : أنا أنفي لا يخطئ ، أنا شامه ريحة إنسان .
جابر : (مستمرا في الشم) مش شامم إشي يا ستي .
ثعبانه : (طالبة منه الهدوء) إش ... إش (ومتنصته) سامع إللي أنا سامعته؟
جابر : (متنصتا) لأ. كمان مش سامع .
ثعبانه : أنا سامعه صوت .(تتوجه إلى الطلاب وتسألهم)
سامعين يا شاطرين..؟(يجيب الطلاب بالنفي طبعا,لكن سرعان ما ياتى ذلك الصوت قادما من بعيد فيندهش الطلاب من قوة حاسة الشم والسمع عند هذه الجنيه الشمطاء).
(ولم يمهلها طويلا حتى يتناهى الى المسامع
صوت شاب قادما من بعيد بيده مقلاع من
مطاط باحثا عن العصافير ومصوبا نحوها
ويضرب ويغني، هذا الشاب يدعى صابر).
ما احلى المشية بالغابة فيها نمتع الأنظار
بلا دفتر وكتابه والشهاده كلها اصفار
بدهن اتعلم دكتور وأنا بدي أطلع نجار
بعرفش الخمسه من الطمسه بس بعرف أضرب مسمار
مش ناوي ارجع ع الصف ولا ناوي ارجع ع الدار
وشو ما قالوا عني يقولوا حتى إن قالوا عني حمار
(خلال غناء الأغنيه يصوب صابر المقليعه (النقيفة)
نحو العصافير التي من المفروض أن تكون
على الشجر في الغابه وكأنه يضربها
بالحجر ... ويجول بنظره باحثا عن
العصافير فيقع نظره على ثعبانه فيرتجف
خائفا ويحاول الهروب فتهدئ ثعبانه من
روعه قائلة) .
ثعبانه : تخفش يا ستي تخفش ... أنا ستك ثعبانه .
صابر : لأ انا ستي مش اسمها ثعبانه ... أنا ستي اسمها زهره .
ثعبانه : أنا مثل ستك زهره بالزبط ... تعال قولي يا حبيبي ... انت شو اسمك؟
صابر : انا اسمي صابر
ثعبانه : انت صابر ابن ناصر ؟
صابر : آه
ثعبانه : انت امك هنيه بنت صبحيه ؟
صابر : انت بتعرفي امي ؟
ثعبانه : ولو ... انا وامك صحاب كثير .
جابر : يا ويلك من الله يا ثعبانه من وين بتعرفي أهله ؟!!
ثعبانه : اسكت يا جابر هاي إمو هنيه صاحبة أثمن خاتم ألماس ع الكره الأرضيه .
( يحاول صابر الهروب فتستدركه ثعبانه من
الخلف ضاحكة )
ثعبانه : تعال يا حبيبي تعال ... انت اكيد تعبان وعطشان وبدك تشرب !
صابر : آه بدي أشرب
ثعبانه : أنا عندي أطيب مي ... استنى شوي ... (متوجهه الى جابر ) تعال يا جابر خذ صابر وفرجيه ع المناظر الخلابه بالغابه على بين ما أجيب مي لصابر .
(يتقدم جابر من صابر ويمسك يده...يحاول
صابر الاعتراض لكنه يستسلم بعد أن يرى
من جابر حسن المعامله ويرق قلبه له) .
جابر : تعال يا حبيبي يا صابر تعال ... تخفش أنا انسان مثلي مثلك ... تعال أفرجيك ع المناظر الخلابه اللي بالغابه .
(يتفقد جابر المكان فيتأكد من أن ثعبانه قد
غادرته، يقترب ويقرب صابر منه أكثر
بهدف أنه يريد أن يخبره سرا ما).
جابر : (ملتفتا حوله) اسمع يا صابر تردش ع الجنيه ثعبانه تصدقهاش وتشربش من المي اللي بدها تسقيك منها.
صابر : يعني هاي كذابه وغشاشه .
جابر : آه يا صابر ... يا عيني عليك ... تخليهاش تغشك بدها تسقيك مي مسحوره واللي بشرب من هاي المي بصير يطيع ويخدم اللي سقاه زي ما سقتني قبل ستين سنه من هاي المي وبعدني بخدمها وبطيعها لليوم .
صابر : يعني أقلها أنا مش عطشان بديش أشرب .
جابر : آه ... الا اذا أنا قلتلك إشرب بتشرب . وبعدين قللي شو قصة خاتم الألماس اللي مع امك ؟؟
صابر : امي ورثت عن جدها أكبر خاتم ألماس بالعالم وبدها تهديني أياه اذا صرت دكتور زي فادي ابن خالي عادل . دايما أمي بتقللي : (مقلدا) " يا صابر اتعلم وصير شاطر واطلع دكتور زي فادي ابن خالك عادل بعطيك خاتم الألماس اللي ورثتو عن جدي واللي جدي ورثو عن جده .
جابر : خلص خلص ... طيب وليش بدكاش تكون شاطر بالمدرسه يا صابر ؟!
صابر : أنا بحبش المدرسه ... المعلمين بضلهن يضربونا .
جابر : (مستغربا) ولو ... بعدهن المعلمين بضربو ؟! قبل ستين سنه كنت بالمدرسه وكانوا المعلمين يضربوا ... بعدهن بضربوا !!
صابر : أقلك الصح يا عمو جابر ... المعلمين بضربوش المعلمين بعاملونا مليح وبدهن مصلحتنا بس إحنا الطلاب اللي منعمل مشاكل .
جابر : طيب يا صابر إذا انت بدكاش تتعلم وتصير شاطر بالمدرسه ... شو بدك تشتغل ؟
صابر : أنا بدي أصير نجار ... أنا بحبش أصير دكتور أنا بحب أصير نجار .
جابر : طيب يا صابر ... المهم إنك تتعلم صنعه ... ومالو النجار كمان هاي مهنه ... إسا تعال أفرجيك ع المناظر الخلابه اللي بالغابه قبل ما تيجي ثعبانه ... شايف يا صابر هذاك الجبل اللي هناك ؟!
صابر : آه هذاك الجبل اللي بعيد .
جابر : آه ... في عطرف الجبل في مغاره كبيره, بهذيك المغاره ساكنه ثعبانه .
صابر : كيف بتروح لهناك ؟ بتطير ؟!
جابر : لأ ... بتركب ع العصاه السحريه وبتصل بسرعه .
صابر : وانت وين بتنام ؟ معها ؟
جابر : في بحدها مغاره صغيره شوي فيها أنا بنام ... تعال يا صابر... تعال أفرجيك ع بقية الغابه قبل ما تيجي ثعبانه ... بس اسمع دير بالك منها هي بتظهرلك انها بتحبك ولكن هي بدها تغشك تردش عليها وتصدقهاش, شوف انا شو صار في, صرلي ستين سنه بخدمها ومش مخليتني أروح ع البيت .
(وهما في طريقهما الى الخارج يسمعا صوت
ثعبانه قادمه من الخارج تدخل المسرح
وبيدها كاسان من الماء ... تضع واحد
منهما على يمينها والآخر على شمالها
تخرج قنينه قديمه من الكيس المعلق في
رقبتها وتقول :
ثعبانه : هاي هي مية الطاعه، اسا بحط بهاي الكباي نقطتين بس يشربهن صابر بصير يطيعني ، بصير يخدمني ... بقله روح بروح، بقله تعال بيجي، بقله أقعد بقعد شو بقله بعمل، وبصير هو الخادم تبعي محل جابر ... جابر خلص صار ختيار بطل يغدر يخدمني كيف زمان لما كان شاب ( تضع بضع نقاط في أحد الكؤوس وفي الثاني لا تضع ... ثم تعيد القنينه في الكيس مكانهاوتنادي)
يا جابر ... يا صابر ... يا جابر ...
جابر : (داخلا) نعم يا ستي ... عم بتنادي علينا
ثعبانه : وين كنتوا ؟
جابر : أخذت صابر فرجيته ع المناظر الخلابه اللي بالغابه .
ثعبانه : شاطر يا جابر (لصابر) تعال يا صابر تعال يا ستي تعال اسقيك مي أكيد انك عطشت كثير بعد ما لفيت بالغابه مع جابر ( تأخذه الى حافة المسرح الأماميه تاركة وراءها الكأسين والعم جابر . ينظر العم جابر الى الكأسين مستغربا خائفا بأن يحل لصابر الشاب ما حل به ... فتتملكه الحيره ... يدخل في ضغط شديد محاولا مساعدة صابر ولم يعد لديه وقتا كافيا فيلجأ للطلاب سائلا: في أي كأس من الكأسين وضعت الجنيه ماء الطاعه..؟ فيجيبه الطلاب فيقوم العم جابر بتبديل الكاسات كي تقع ثعبانه في الشرك .
ثعبانه : تعال يا صابر تعال ... تعال أسقيك أحلى مي شربتها بحياتك (تمد يدها فتتناول الكأس التي فيها مياه الطاعه سائلة الطلاب ) بدي اسقي صابر من هاي الكأس مش آه يا شاطرين (فيجيبها الطلاب لأ لأ ... فتظن ثعبانه أن الطلاب يشتركون معها في المؤامره فترسل لهم قبلات وتتناول الكأس الثانيه وتسأل الطلاب مره أخرى) لكان من هذا الكأس؟! ( فيجيبها الطلاب آه آه فترسل نحوهم قبلات أخرى) خذ يا صابر اشرب .
(صابر ينظر الى العم جابر ليعطيه الضوء
الأخضر ليشرب فيشير له العم جابر
بالإيجاب أي نعم اشرب من هذه الكأس) .
جابر : يلا يا ستي ثعبانه اشربي انت من هاي الكأس ... اشربوا الاثنين بسرعه لنشوف مين بخلص كاسو بالأول.
(فتشرب ثعبانه بسرعه وأيضا صابر).
ثعبانه : ياي ... هاي أطيب مي شربتها بحياتي
جابر : صحتين على قلبك يا ستي ثعبانه (يتقدم الى الأمام ويهمس) كمان شوي بدور مفعول المي معها وبتصير اتطيعني .
ثعبانه : شو حكيت يا جابر ؟!
جابر : ولا إشي يا ستي .
ثعبانه : طيب تعال خذ الكاسات ع المطبخ .
جابر : حاضر يا ستي (يتوجه لصابر) يا صابر خليك عمو هياني راجع .
صابر : تخلنيش لحالي عمو .
جابر : مش راح أتأخر ... بس أوعك....! زي ما وصيتك .
صابر : طيب بس متتأخرش عمو .
جابر : مش راح أتأخر ... (يأخذ الكاسات ويخرج) .
(يبقى صابر مع الجنيه ثعبانه على المسرح
تقترب منه ثعبانه قائله ...
ثعبانه : تعال يا حبيبي يا صابر تعال ... سمعتك وانت جاي كنت تغني وتقول ... مش رايح أرجع ع الصف ولا حتى أرجع ع الدار ... يعني بدكاش تروح ع المدرسه ؟!
صابر : لأ ... أنا بحبش المدرسه.
ثعبانه : ليش بتحبش المدرسه يا صابر ؟!
صابر : المعلمين بضلو يضربونا ... شوفي إيدي بوجعوني .
ثعبانه : طيب صحيح ... الحق بإيدك المدرسه مش مليحه ... طيب وإللي بلقيلك طريقه متروحش فيها ع المدرسه بالمره .
صابر : بالمره ... بالمره ؟!
ثعبانه : بالمره ... بالمره
صابر : آه لاقيلي طريقه .
ثعبانه : (مفكره) قللي يا صابر .
صابر : نعم ...
ثعبانه : بعمرك شفت حمار بروح ع المدرسه ؟!
صابر : ما هي مدرستنا مليانه حمير .(ضاحكا بغباء)
ثعبانه : أنا قصدي حمير بحق وحقيق إلها ذيل وذنين طوال .
صابر : لأ ماشفتش .
ثعبانه : شو رايك أحولك لحمار ؟!
صابر : (متفاجئأ) حمار ... ؟!!
ثعبانه : آه حمار ... وهيك بتبطل تروح ع المدرسه بالمره .
صابر : وبلكي صاروا يحملو علي بضاعه ثقيله ؟
ثعبانه : لأ يا صابر ... اليوم بحملو بضاعه ثقيله بالسيارات، والحمير اليوم صارت للفرجه ...بحطوها بالفاترينات وبيجوا الناس بتفرجوا عليها ويتصوروا معاها... اسمع ... اوعك تقبل تتصور مع حدا بدون ثمن. خذ على كل صوره مصاري ...
صابر : (ضاحكا بغباء) وانت بتغدري تحوليني لحمار ؟!
ثعبانه : آه معلوم ...
صابر : يلا حوليني اشوف .(متحديا،مكلما نفسه)قال بدها تحولني لحمار قال....
ثعبانه : (تفرد ثوبها الفضفاض مادة يديها الى الجانبين ... وتتوجه لصابر ) اجلس يا صابر خلف هذا الثوب وأنا سأقرأ من هذا الكتاب بعض الجمل فتتحول لحمار.
(يجلس صابر حيث أمرته ثعبانه ... تخرج
ثعبانه من جيبها كتابا سحريا يبدو عليه القدم
وتبدأ بالقراءه .ويبدأ ببخ الدخان من جهاز
خاص ويخيم الدخان على المكان..
ثعبانه يا كعكبان ابن سرحان يا ملك الجن والجان
ملك الجان (مجيبا من وراء الكواليس..او قد تكون كل هذه القراءه مسجله)
مين اللي بنادي علي ملك الجان ؟
ثعبانه انا ثعبانه بنت مرجانه أبوي شعشعان ابن كفكهان
ملك الجان قولي بس وخلصيني بدي أرجع أنام صحتيني
ثعبانه حول صابر ابن ناصر يللي امه هنيه بنت صبحيه
من انسان غلبان محتار الى حمار. وانفخ عليه النار
يا كعكبان ابن سرحان يا ملك الجن والجان
ملك الجان لولا معزتك عندي لا بظهر ولا ببان يا ثعبانه بنت مرجانه (ضاحكا"مقهقها، ثم يختفي تدريجيا)
بعد أن تنهي ثعبانه فعل السحر يسمع صوت
حمار منبثقا من بين الدخان الكثيف فيظهر
صابر على شكل حمار.
صابر: ( مستغربًا متطلعًا الى نفسه قائلا ً) شو هذا ؟
ثعبانه: هذا حمار
صابر: وكيف بدي ارجع عند أهلي ع البيت ..
ثعبانه: بترجع حمار.
صابر: بديش...... يلارجعيني لأنسان.(باكيا متوسلا)
يدخل العم جابر.
جابر: ستي ثعبانه ...ستي ثعبانه.. ( ثم يتفاجأ عندما يرى الحمار)
ثعبانه: هذا صابر
صابر: يا ويلك من الله يا ثعبانه ..ولك هذا بعدو شاب صغير مش حرام عليكي .. بدك تقضي على مستقبله كيف قضيتي على مستقبلي.
ثعبانه: ( صارخة ً) جابر .. روح حضرلي الغدا انت صرت ختيار وانا بدي واحد شاب يخدمني
جابر: حاضر حاضر ( وقبل أن يغادر يهمس للجمهور ) يظهر انو المية السحرية بعدها ما اخذت مفعولها . كمان شوية ...
ثعبانه: شو عم تحكي يا جابر ؟
جابر: ولا إشي يا ستي ولا إشي
ثعبانه: يلا روح حضرلي الغدا ...
جابر: حاضر حاضر يا ستي.. ( ثم يغادر)
ثعبانه: تعال يا صابر تعال... انا بحبك يا صابر وبدي اساعدك بس لازم انت كمان تساعدني
صابر: كيف..؟
ثعبانه: بتعرف وين أمك مخبية خاتم الالماس
صابر: آه بعرف .بالخزانة
ثعبانه: روح ع البيت وشوي شوي تخليش حدا يشوفك، بتاخذ خاتم الالماس من الخزانة وبتجبلي اياه على طول وتخليش حتى صابر يشوفك، ولما ترجع برجعك لأنسان
صابر: بتوعديني ؟
ثعبانه: بوعدك يا صابر .. يلا روح
( يخرج صابر على شكل حمار، تبقى ثعبانه
لوحدها فيدخل جابر)
جابر: ( من الخارج) ستي ثعبانه ...ستي ثعبانه ..حضرتلك الغدا ..وين صابر؟
ثعبانه: (يبدو عليها التعب والضعف) صابر راح ..
جابر: وين راح ؟
ثعبانه: (بكلام متقطع ... شكلوا وجع الرأس) آخ راسي..آخ رجلي .. شو صابني
جابر: بسألك وين راح
ثعبانه: راح وقالوا راح ( تتظاهر بأنها ما زالت قوية) راح يجبلي خاتم الالماس من عند امه .
جابر: (ضاحكًا بصوت عال ) آه معلوم
ثعبانه: مش مصدق يعني
جابر: لأ مش مصدق
ثعبانه: شو صابني ليش جسمي ارتخى وأجري صاروا يوجعوني..؟ بعدين ليش مش مصدق يا جابر مش انا سقيتو من مية الطاعة..؟!
جابر: لأ مش انت سقيتي من مية الطاعة
ثعبانه: إلا مين شرب من مية الطاعة؟
جابر: انت يا ثعبانة ...انت
ثعبانه: لأ ...مستحيل
جابر: اسألي الطلاب
ثعبانه: صحيح يا شاطرين ... مين شرب من مية الطاعة ؟
الطلاب: ( طبعًا) انتي اللي شربتي من مية الطاعة
ثعبانه: (صارخة ً) لأ .. لأ ... مش معقول
جابر: واللي بشرب من مية الطاعة بصير يطيع اللي سقاه يا ثعبانه
ثعبانه: ومين سقاني من مية الطاعة .. ؟
جابر: أنا يا ثعبانه
ثعبانه: يعني صابر مش رح يطيعني ويجبلي خاتم الالماس..
جابر: أكيد لأ مش راح يطيعك ... أسا انت اللي بدك تطيعيني
ثعبانه: ( صارخًا ) نعم يا جابر
جابر: قولي سيدي جابر
ثعبانه: ( ترتمي على الارض واهنة ضعيفة متوسلة) نعم يا سيدي جابر .
جابر: اعطيني مية الطاعة اللي معاكي.
ثعبانه: لأيش يا سيدي جابر .
جابر: عشان ما تسقيش حدا
ثعبانه: وانت شو بدك تعمل فيها
جابر: بدي أرميها بالبحر
ثعبانه: مية الطاعة مش معي كبيتها .. اسأل الطلاب
جابر: صحيح يا شاطرين
الطلاب: لأ لأ بعدها معها
جابر: ثعبانه اعطيني مية الطاعة
ثعبانه: (تتناولها من محفظتها ) خذ
جابر: والشو اسا بدنا من ثعانه يا شاطرين
الطلاب: كتاب السحر
جابر: صح .. بدنا كتاب السحر
ثعبانه: كتاب السحر حرقته .. ما شفتش الدخان اللي طلع اسا
جابر: ثعبانه .. اعطيني كتاب السحر بقلك
(هنا يتدخل الطلاب ويصرون على ان الكتاب
ما زال معها)
جابر: اعطيني الكتاب
ثعبانه: (تتناوله من محفظتها وتعطيه لجابر ) خذ
جابر: واسا شو بدي اعمل فيكي يا ثعبانه
ثعبانه: الله يرضى عليك يا جابر
جابر: ولك انت بتعرفي الله ... أنا أجيت ع الغابة رحلة مع أولاد صفي لما كنت بالصف السادس .. وضعت بالغابة .. أولاد صفي روحوا وانا ما عرفتش الطريق.. أجيتي انت لاقتيني وضحكتي علي وسقتيني من مية الطاعة وصرت اخدمك وأطيعك.. ستين سنة صرلي أخدمك .. وما خلتنيش أروح ع البيت .. يعلم الله شو صار بإمي وشو صار بأبوي وأخواتي .. بس انا بعرف الله بديش اضرك ..روحي..روحي .. هيمي بالبراري ..ودبري حالك وحضري أكلك لحالك .. يلا أشوف... اغربي عن وجهي يا شريرة
(تغادر ثعبانه المكان زاحفه و بسرعة ...
ويبقى العم جابر وحده على المسرح )
جابر: واسا يا شاطرين شو بدي أعمل بمية الطاعة....؟ بدي أكبها بالبحر.. وشو بدي اعمل بكتاب السحر....؟
الطلاب: احرقه
جابر: لأ
الطلاب: أرميه بالبحر
جابر: لأ ( الى أن يقول أحدهم روح لعند أهل صابر وحولوا لأنسان )
جابر: هذا المزبوط .. مين اللي قال أروح عند صابر وأرجعه لإنسان
أحدهم: أنا .. أنا
جابر: تعال لعندي يا شاطر تعال
يصعد الطالب على المسرح
جابر: شو اسمك حبيبي؟
الطالب: اسمي ......(اسم الطالب)
جابر: انت بتعرف وين دار صابر لأنه انا بعرفش وين دار صابر .. تعال معي دلني يا شاطر ( يرافقه الطالب فيعطيه جابر أن يحمل الكتاب ويغيبان من وراء الستار فنسمع جابر يتحدث مع الطالب)
جابر: من هون يا شاطر ...تعال نسأل هذا الشاب ... قللي يا حبيبي وين دار صابر
الشاب: ( من وراء الكواليس) آه عمي ..امشي من هون على طول.. وبعدين شايف هذاك العمود روح ع اليمين .. كمل لقدام تتشوف جامع.. هناك دارهن بجنب الجامع
جابر: شكرًا يا حبيبي شكرًا
(في هذه الاثناء يتغير ديكور المسرح من غابة
الى غرفة في أحد البيوت فيها شباك في أحد
جدرانها الاماميه.. ويستمر جابر بالسؤال عن
بيت صابر حتى يتم تغيير الديكور فيعود
فيعود الطالب الى مكانه ليرى بقية المسرحية)
المشهد الثاني
غرفة في احد البيوت ..
يدخل رجل في اواخر الاربعينات من عمره
يدعى ابو صابر)
ابو صابر: (مناديا)أم صابر .. يا أم صابر.. يا هنية ..هنية.. وين راحت هاي (تدخل هنية الغرفة)
هنية: شو في يا أبو صابر؟ مالك بتنادي؟
أبو صابر: وين صابر؟
هنية: انا لازم أسألك وين صابر.. مش رحت تسأل عنو بالمدرسة
ابو صابر: أيوة قالولي ما أجاش اليوم ع المدرسة
هنيةك عزا المشحر .. كيف ما رحش ع المدرسة ...حطتلوا زوادي من الصبح
ابو صابر: وقالولي عنو أنو تيس بالمدرسة وساقط بكل الامتحانات
هنية: عزا المشحر ..بقله ادرس يا يما .. بفوت على غرفته وبقلي درست
ابو صابر: بدش يدرس بلاش خليه يطلع حمار
هنية: لأ أنا ابني صابر مش حمار. ابني صابر بدو يطلع دكتور زي فادي ابن خالو عادل
يسمع من بعيد صوت نهيق حمار
هنية: سمعت يا أبو صابر ..؟
أبو صابر: شو ؟
هنية: سمعت صوت حمار ..؟
ابو صابر: منين الحمار ...؟ معدش حمير اليوم
يسمع مرة اخرى صوت حمار
هنية: سمعت يا أبو صابر كمان مرة ..؟
أبو صابر يقف قبالة هنية فيظهر الحمار
خلفه ،
تراه هنية فتخاف وتتلعثم بالكلام اذ تريد ان
تنبه ابا صابر أن هناك حمار خلفه
ابو صابر: ( لم يكترث ولم يفهم قصدها محاولا ً فهم ما تقول) شو مالك يا هنية شو في .. ولك صابك اشي احكي ( لكنها لم تقدر على الكلام فتكتفي بان تشير له خلفه. .ينظر ابو صابر خلفه فيتفاجأ ويرتد الى الوراء)
هنية: اطرده يا ابو صابر اطرده
ابو صابر: ( يتقدم نحوه بخطى خائفة ويخاطبه) اطلع برة يلا اطلع ( ثم يعود الى ام صابر) طردته ( لكنه لم يتزحزح )
هنية: وين اللي طردته هياه بعدو واقف محلو ... روح اطرده يا ابو صابر ..يلا أشوف انشا الله خايف .. ليكنك خايف يا ابو صابر
ابو صابر: أنا مش خايف
هنية: طيب يلا روح اطرده (لكن ابو صابر لم يتزحزح خائفًا ) والله كنك خايف يا أبو صابر ..(مناديه) أبو صابر
أبو صابر: نعم..
هنية: ( تحاول ان تشجعه) داير بالك لما كنا خاطبين.. كنت تقلي انك مرة رحت ع الغابة لقيت أسد قدامك، اجيت بطحتو على الارض .. رفشت ببطنه .. وفتحت ثمه ،وسحبت لسانه
ابو صابر: (يتشجع وهو في اوج الشجاعة يتقدم نحو الحمار والحمار يتقدم نحوه فيخاف ويرتد راجعًا )
هنية: والله انك خايف يا أبو صابر .. داير بالك واحنا خاطبين شو كنت تقللي .. كنت تتباهى بمراجلك وتقلي : كنت أفوت ع الطوشة أمسك كل اثنين بايد، اخبطهن ببعض واعملهن واحد..داير بالك داير بالك.. وين رحت مراجلك
يتشجع ابو صابر ويهجم نحو الحمار فياتى
الحمار لملاقاته ،يخاف ويرتد راجعا
هنية: مالك.....؟! خايف من الحمار ....؟!
ابو صابر: لأ مش خايف .. اعطيني عصاي اعطيني
تذهب أم صابر لتحضر عصا وسرعان ما
تعود وبيدها عصا تعطيه لابي
صابر..يتشجع
ابو صابر يهجم عليه بالعصا ( هنا يجب أن
نتغاضى عن ملاحظات الطلاب حين
يصرخون ويقولون لأبي صابر "هذا ابنك
هذا ابنك" )
لكن أبو صابر قبل أن يصل إلى الحمار
يتوقف ويتوجه للطلاب قائلا ً :
ابو صابر: مش حرام يا شاطرين نضرب الحمار او الكلب او البس...؟! مش المثل بقول الرفق بالحيوان ...مش هو كمان بتوجع زينا.. مش لازم نضربو
هنية: ( ينفذ صبرها ) هات العصاي لهون انا بدي اضربه ( تأخذ منه العصا وتتقدم نحو الحمار لتضربه قائلة ً) امشي من هون... يللا اطلع برة
صابر: ( مناديًا ) يما ..
تتفاجأ هنية وتخاف وتقع منها العصا على
الارض وترتد الى الوراء
ابو صابر: ( ضاحكًا مستهزءًا) بقلك يما.. بقلك يما
صابر: يابا
هنية: بقلك يابا .. بقلك يابا
صابر: يما .. يابا ..أنا ابنكو صابر
هنية: ما فشرت ولا .. انا ابني مش حمار انا ابني بدو يطلع دكتور زي
صابر: (مقاطعا) زي فادي ابن خالي عادل
ابو صابر: ( مستغربًا) بكفيش أنا عملتني أبو حمار وهنية ام حمار بدك تعمل الدكتور فادي ابن خال الحمار..؟ وابن خال الحمار يعني حمار.لأ...هيك لازم اضربو بالعصاي .. ناوليني العصاي يا هنية خليني افلقله راسو
(وقعت العصا على الأرض قريبة من الحمار
لم يتجرأ احد من الاقتراب منها. فيتناولها
صابر ويعطيها لأبيه يأخذها أبو صابر ويهجم على الحمار.
هنية: ( تردعه بقوة ) لأ يا أبو صابر استنى
أبو صابر: ( يتوقف ) ليش؟
هنية: مش يمكن يكنو صابر ابننا...!
ابو صابر: كنك انجنيتي ...!
هنية: كيف عرف انو فادي ابن اخوي عادل ...؟
ابو صابر: يمكن سمع من الناس
هنية: وصوته نفس صوت صابر
ابو صابر: بلكي بقلد صوته
هنية: طيب اتطلع عليه مليح .. مش بشبهك.....؟
صابر: يابا يما...والله انا صابر ابنكو
ابو صابر: تقلش يابا بلا ما تثبت انك صابر
صابر: اسأل الطلاب
هنية: صحيح يا شاطرين هذا صابر ابني ؟
الطلاب: آه .. آه هذا صابر، هذا صابر
هنية: قومي تشحري يا ام صابر .. احط عيني وين من جارتي هاي ام لسان طويل.. نمتي أم صابر وصحيتي من النوم أم حمار بتصير جارتنا ام لسان طويل بدل ما تنادي علي أم صابر، تصير تنادي علي أم حمار وتصيرتقول:راحت ام حمار واجت ام حمار، اكلت ام حمار وشربت أم حمار .. يا ويلي شو هالمصيبة اللي حلت علينا ...شفلك حل يا ابو صابر
ابو صابر: تعال يا صابر
صابر: نعم يابا
ابو صابر: قللي شو صار معك بالزبط
صابر: اليوم الصبح لما أجيت أروح ع المدرسة اخذت شنطتي انهزمت ورحت عالغابة .. وهناك لاقتني الجنية الساحرة .. ضحكت علي وحولتني لحمار وكان بدها تسقيني من مية الطاعة عشان أصير اطيعها واخدمها بس لولا عمو جابر بدل الكاسات كان انا جاي اسرق خاتم الالماس واعطيه للجنية .
ابو صابر: مين هذا عم جابر؟
صابر: عمو جابر زلمة كبير بالعمر .. قلبه طيب بحب الخير للناس وهو اللي انقذني من الجنية الساحرة .
ابو صابر: طيب يا صابر فوت على غرفتك ارتاح انت اكيد تعبان ونعسان (ويهم صابر بالدخول فتستوقفه أمه قائلة ً )
هنية: وين يفوت! اسا بوسخ الغرفة
ابو صابر: بدكيش بلاش .. اربطيه برا
هنية: شو اربطه برا .. عشان عزارة وعليها شهود..طيب فوت ع الحمام تحمم بالاول
يدخل صابر ويغيب عن المسرح يبقى ابو
صابر وزوجته هنية
ابو صابر: شو هالمصيبة اللي حلت علينا
هنية: شو بدنا نقول للجيران.. نقلهن صابر صار حمار.. يا ويلي شو هالعزارة
ابو صابر: شو بدنا نعمل يا هنية .. شو بدنا نعمل
هنية: والله ما أنا عارفة يا أبو صابر.. هذا اللي كنا متأملين منو يصير دكتور
صابر: ( من الداخل) يما .. وين ورق التواليت
هنية: في عندك لفتين
صابر: خلصوا
هنية: ولك شو خلصوا ؟! طيب في ع الرف بالخزانة
صابر: آه لقيتهن
هنية: شو هذا يا ابو صابر؟ خلص لفتين على مرة وحدة
صابر: الا شو بتفكري.. هذا حمار بدك تحضريلو مصنع ورق
نسمع صوت سيفون عالٍ مع تكسير
هنية: ( منادية) شو اللي صار يا صابر
صابر: هذا السيفون يما
هنية: شو مالو
صابر: لبطته باجري عشان انزل المية انكسر ووقع ع الارض
ابو صابر: يا حبيبي كل إشي بدو يصيبو بدو ينكسر... بدو يخرب البيت كله .
صابر (مناديا) يما
هنية: نعم
صابر وين الشمبو تبعي الصانصيلك ؟
هنية: حمار وبدو يتحمم بشامبو هياه أبوك اسا بيجي بعطيك إياه ... روح يا أبو صابر أعطيه الشامبو .
يذهب أبو صابر تبقى أم صابر لوحدها .
هنية: نذر علي يا ربي اللي برجعللي ابني صابر لأنسان لأعطيه خاتم الألماس اللي ورثته عن جدي وجدي ورثه عن جده وجده ورثه عن جده .
يدخل أبو صابر .
ابو صابر أعطيته قنينتين شامبو ومكفاش .
هنية: اسمع يا أبو صابر أنا نذرت نذر اللي برجعلي صابر لأنسان بعطيه خاتم الألماس اللي ورثته عن جدي وجدي ورثه عن جده وجده ورثه عن جده .
ابو صابر خلص ... حفظناها هاي القصه عن غيب فكري معي كيف بدنا نحل المشكله.
يدخل صابر ...
ابو صابر تعال يابا ... بتتذكرش كيف حولتك الجنيه ثعبانه لحمار ..؟
صابر لأبتذكرش.
ابو صابر ولا إشي ولا إشي ؟!
صابر إمبلا بتذكر بس إني طلعت من بين الدخان .
هنية: يعني يما إذا ولعنا ناروطلع دخان بترجع لإنسان .
صابر لأ.لأنه كان معها كتاب سحر كانت تقرأ فيه، وبدون الكتاب بنفعش إشي .
ابو صابر طيب شو العمل ؟!مين ممكن يساعدنا..؟
صابر بس عمو جابرممكن يساعدنا .
ابو صابر وين منلاقي عمو جابر ؟!
صابر بالغابه
ابو صابر بالغابه بالغابه (يهم للخروج للغابه فيستوقفه صابر قائلا)
صابر لأ .ترحش ع الغابه ... بتروح أبو صابر بجوز ترجع حمار .
هنية: حمار !! لأ ترحش. منكون بحمار منصير بحمارين
ابو صابر لكان شو العمل ؟! تعالوا نفكر
سرعان ما نسمع مناداه من الخارج "أبو
صابر ... يا دار أبو صابر "
ابو صابر (لهنيه) خذيه خذيه أحسن ما حدا يشوفو ويفضحنا ... خبيه جوا تخليش حدا يشوفو .
تسحبه هنيه للداخل ويبقى أبو صابر وحده
على المسرح يتقدم ناحية الباب قائلا.
ابو صابر تفضل. مين اللي بنادي ...؟
يدخل العم جابر ...
عمو جابر السلام عليكم .
ابو صابر وعليكم السلام ... أهلا وسهلا
عمو جابر هاي دار صابر ؟
ابو صابر نعم هاي دار صابر .
عمو جابر صابر موجود ؟
ابو صابر لأ ... صابر راح عند دار خالو
عمو جابر دار خالو عادل أبو الدكتور فادي
ابو صابر أيوه نعم ...
عمو جابر وكيف هو اليوم ... انشا الله رجع
ابو صابر (مقاطعا) آه الحمدلله رجع
عمو جابر والشو عملتو تمنو رجع ..؟
ابو صابر حكينا معو بالحكي المليح قام رجع
نسمع من الداخل صوت نهيق حمار... ينتبه
العم جابر فيسرع أبو صابر بالقول
ابو صابر اشترينا حمار .
عمو جابر مبروك
ابو صابر الله يبارك فيك .
نسمع نهيق الحمار مره أخرى
عمو جابر هذا صوت صابر .
ابو صابر لأ هذا صوت الحمار اللي اشتريناه .
قبل أن يكمل أبو صابر حديثه يظهر صابر
رغم عناد أمه التي تحاول منعه من الظهور
على الناس. يراه العم جابر فيتفاجئ
بالسرور.
عمو جابر (مرحبا فاتحا ذراعيه لعناق صابر) صابر حبيبي
صابر عمو جابر ... (ويسرع لمعانقته وتقبيله) شكرا الك عمو جابر والله اشتقتلك .
عمو صابر شكرا الك انت يا صابر، لولاك لكنت بعدني خادم ثعبانه
صابر وشو صار فيها لثعبانه ؟!
عمو جابر من بعد ما سقيتها من مية الطاعه صارت تطيعني أنا ... أخذت منها كتاب السحر ومية الطاعه ... وسابت بالبراري ... آه صحيح عرفني على أهلك يا صابر .
صابر هاي أمي وهذا أبوي .
عمو جابر (يصافحهما) وأنا جابر ...
هنية: من ما روح صابر ع البيت وهو يحكيلنا عنك قديش أنت طيب .
عمو جابر طيب بعدين منحكي ... خلينا إسا نحاول نرجع صابر لأنسان .
ابو صابر بطلع بإيدك يا عمو جابر ...؟
عمو جابر منحاول والباقي على الله.
ابو صابر والشو المطلوب ؟
عمو جابر بدي غرفه فيها شباك واحد .
هنية: غرفة صابر .
عمو جابر يلا ندخل على غرفة صابر .
يدخلون الغرفه ويقفون قبالة الشباك بحيث
أن الجمهور يرى نصف أجسادهم العلويه
... يفتح العم جابر كتاب السحر ويبدا
بالبحث عن صفحة الحمير .
عمو جابر هاي صفحة الكلاب ... هاي صفحة العصافير ... هاي صفحة الأفاعي ... وهاي صفحة الحمير ... أنتو بتوقفوا حوالي وصابر بقعد قدامي على إجريه وإيديه .
وكأن صابر يجلس في مكان بحيث لا يراه
الجمهور...لكنه يتسلل الى الخلف ليتسنى له
تغيير ملابسه.
عمو جابر أنا شو بقول أنتو بتردوا وراي .(هنا يتصاعد دخان كثيف من جهاز خاص للدخان موضوع في الخلف)
يبدأ جابر بالقراءه من الكتاب .
جابر يا شحبور ابن حنطور
الام والاب يا شحبور ابن حنطور
جابر خلي الدنيا فينا تدور
الام والاب خلي الدنيا فينا تدور
جابر يا شرحبيل ابن طهطبيل
الام والاب يا شرحبيل ابن طهطبيل
جابر اخفي صابر عن النظور
الام والاب اخفي صابر عن النظور
يختفي صابر فتنزعج الام قائله :
هنية: يا عمو جابر اختفى صابر ... لا ظل صابر ولا حمار
عمو جابر هيك لازم ... إسا بختفى ا لحمار وإسا منرجعو لأنسان. أنا بقرأ وأنتو ما ترودوش وراي هاي المره .( ويبدأ بالقراءه)
جابر يا كعكبان ابن سرحان يا ملك الجن والجان
يا سعدون ابن بيضون خذ هذا الحمار المصون
ورجع صابر لأنسان
بعد أن ينتهي العم جابر من القراءه تعلو
الفرحه في البيت عندما يظهر صابر على
شكل انسان من بين الدخان وتقول ام صابر
هنية: رجع صابر رجع صابر ...( يظهر صابر من بين الدخان فيخرجون من وراء الشباك الى المسرح تعانقه أمه وأبوه ويذهب لمعانقة العم جابر .)
يتقدم ابو صابر من العم جابر قائلا" :
ابو صابر واسا يا عم جابر شو بدك تعمل ؟
العم جابر انا تعودت على العيشه بالغابه .. ناوي أرجع على الغابه أكمل بقية حياتي هناك
ابو صابر ليش يا عم جابر بتبقاش عنا وتعيش معنا ..
العم جابر (مقتربا نحو مقدمة المسرح وبصوت عاطفي حزين) أنا لما كنت صغير رحت مع اولاد صفى عالغابه , هم روحوا وانا ضعت .. وهناك لاقتنى الجنيه ثعبانه وضحكت علي واسقتني من مية الطاعه .. وصرلي ستين سنه بطيعها وبخدمها وبغدرش اخالفها ..ولما تخلصت منها .. أجيت ع البلد لاقيتها متغيره كثير , اخذت أفتش على بيتنا لاقيته مهدوم ... سألت عن أبوي قالولي أبوك راح يفتش عنك قبل ستين سنه وبعده ما رجعش .. سألت عن امي .. قالولي امك ماتت وهي تبكي عليك .. معدش اللي حدا بهالبلد يا ابو صابر
ابو صابر احنا اهلك يا عم جابر .. اعتبرني ابنك واعتبر ام صابر كنتك وصابر حفيدك .. عيش معنا الله يخليك
جابر وبلكي صابر بدوش أعيش معكو ... ؟
صابر بالعكس .. أنا حابب تعيش معنا وتسكن معي بغرفتي عشان تساعدني بدروسي وتحكيلي قصص .
جابر وبلكي ام صابر ملهاش خاطر أعيش معكوا
ام صابر (متقدمه ببطء وبعطف متناه نحو العم جابر.. فتمد له يدها وبها خاتم الالماس) خذ يا عم جابر .. انا نذرت نذر , اللي برجعلي ابني صابر لأنسان بعطيه خاتم الالماس اللي ورثته عن اجدادي .. وهذا الخاتم من نصيبك ..
جابر (لا يأخذ الخاتم) أنا يا ام صابر صرت ختيار عجوز .. شو بدو ينفعني الذهب ولا الالماس .. هذا الخاتم من نصيب صابر (يأخذه ويعطيه لصابر) أنا كل الي بدي لياه بهذا الجيل .. بيت دافيء أسكن فيه .. وأهل أعطف عليهن ويعطفوا علي ولقمه هنيه ..
ابو صابر اللقمه الهنيه بتلاقيها عند هنيه (ام صابر) واحنا أهلك .. شو رأيك
جابر بعيش معكو بس على شرط ..
ابو صابر شو شرطك يا عم جابر ؟
جابر (ناظرا الى صابر) انك يا صابر تصير مطيع .. ترد على أهلك ومعلمينك واذا بدك تروح على مشوار لازم تخبر أهلك بالاول ..وتصير مجتهد بالمدرسه
صابر انا موافق بس لي شرط
الأم والأب يحيطوه كل من جانب ويقولان
الاب والام وشو الشرط الي عندك ...؟
جابر اتركوه يحكي يا جماعه .. تفضل يا صابر
صابر انا بوعدكوا أصير مجتهد بالمدرسه وأصير مطيع أطيع معلميني وأهلي وأنا بديش خاتم الالماس هه يما خذيه .,. بس انا بدي أصير نجار
الام والاب لأ. بدك تصير دكتور
ام صابر (مكمله لوحدها) زي فادي ابن خالك عادل
جابر يا ابو صابر .. يا ام صابر .. خلوه يتعلم شو بحب .. اذا بدكو اياه يتعلم دكتور، بصير دكتور فاشل .. اما اذا بتعلم نجار بصير نجار ناجح وبخدم مهنته وبخدم أهل بلده ..
الام والاب يلا.. نجار نجار
(يفرح صابر كثيرا")
جابر واسا يا صابر .. خبرنا شو تعلمت من هاي القصه
صابر (ينتظر بدء الموسيقى ويشرع باخبارنا عما تعلمه من هذه القصه بأغنيه)
الاغنيه :
صابر اتعلمت كثير كثير وبدي احكي للصغار
الام يلا يا عيوني احكي بيناتنا ما في اسرار
صابر لازم ادرس على شان انجح مش لازم ابقى فرار
تعبوا أهلي وربوني وبدي أصير من الشطار
الجميع لازم تدرس على شان تنجح مش لازم تبقى فرار
صابر تعبوا أهلي وربوني بدي أصير من الشطار
الاب بدنا نسمع غيره وغيره لازم تتحا شى الاخطار
صابر لكن لا تزعلوا مني انا بدي أطلع نجار
جابر بس تعلم وادرس وانجح شو بدك تختار اختار
الجميع اسمعوا يا أصدقاء اليوم انتهى اللقاء
والكوا راح نبقى نشتاق بدنا نروح على الدار
تمت باذن الله
|