المنتدى :
حديقة ليلاس
القطة :)
تبدأ علاقتنا بالقطة منذ الطفولة المبكرة، منذ أغنية "القطة المشمشية حلوة بس شقية" المقررة علينا، ثم عادتنا في إلقاء الماء على القطط من الشرفات ونحن صغار. والبعض تبدأ علاقته بالقطة منذ مرحلة الجنين، وذلك إذا كانت الأم مصابة بالتكسوبلازما التي سنتحدث عنها بعد قليل!
ونحن دائما ما ننظر إلى القطة على أنها أنثى، لا ندري ما السبب في ذلك، رغم أن نصف القطط ذكور بالتأكيد! دائما نقول قطة وليس قط، كما نقول كلب وليس كلبة!
القط حيوان ثديي ينتمي إلى العائلة القططية التي من أفرادها أيضا الأسد والنمر والفهد وما شابههم. نتحدث هنا عن القط المنزلي أو ما يعرف بالقط الأليف لأن هناك أيضا القط البري الإفريقي الذي يعيش في أحراش إفريقيا، والذي يُعتقد أن القط المنزلي قد انحدر من سلالته في وقت ما. يرتبط وجود القط المنزلي بوجود الإنسان إلى جواره، فهو دائما ما يعيش في الأماكن التي يوجد بها بشر كالمدن والقرى. وقد تواجد هذا القط جنبا إلى جنب مع الإنسان لفترة تتراوح بين 3500 إلى 8000 عام.
هناك عشرات الأنواع من القطط. بعضها بدون شعر وبعضها بدون ذيل ولها طيف واسع من الألوان. وهي حيوانات ذكية وقابلة للتعلم، وفي الغرب كثيرا ما يعلمون قططهم أن تقوم ببعض الآليات البسيطة كفتح مقابض الأبواب أو استخدام التواليت لقضاء الحاجة ثم شد السيفون! القطط أيضا ماهرة في الصيد، وتستطيع صيد أكثر من ألف نوع من الكائنات عندما تبحث عن الغذاء، ولو أن القطط الحالية قد أصبحت كسولة وتفضّل البحث في صناديق القمامة!
يتراوح وزن القطة في المتوسط بين 2.5 و7 كيلوجرامات، وتعيش في العادة من 14 إلى 20 عاما، والقطط المنزلية تعيش أكثر إذا لم تخرج من المنزل لأنها تتجنب الجروح والحوادث والشجار والإصابة بالعدوى من القطط الأخرى
للقط سمع قوي حقا، ولأذنه 32 عضلة تمكنه من تحريكها في اتجاهات مختلفة، وهو يستطيع تحريك كل أذن على حده وبطريقة منفصلة عن الأذن الأخرى. وعندما يكون غاضبا أو في حالة شجار فإنه يحرك أذنيه للخلف، ربما كي يبعدهما عن تأثير الهسهسة الغاضبة التي يطلقها في وجه خصمه. وللقط القدرة على النوم لساعات طويلة تتراوح في المتوسط بين 13 و14 ساعة يوميا، يمكن أن تصل إلى 20 ساعة في اليوم وذلك لغرض حفظ الطاقة.
من الأشياء العجيبة في القط قدرته على السقوط من أماكن مرتفعة دون أن يصاب بأذى، وذلك للمرونة الهائلة لعضلاته وقدرته على أن يعدل من وضعه أثناء السقوط بحيث يسقط معتدلا على أرجله، والملاحظ أن القطط التي ليس لها ذيل تفقد هذه القدرة.
للقطط مخالب داخل أرجلها تكون مختفية في حالة الاسترخاء، وللقط القدرة على إظهارها بانقباض العضلات وقت الحاجة، وهذا الأمر يحافظ أيضا على حدة المخالب لتجنب الاحتكاك بالأرض طوال الوقت.
يقال إن القطط تستطيع أن ترى في الظلام. ليس هذا صحيحا تماما فليست الرؤية ممكنة في عدم وجود ضوء، إلا أن القط يستطيع أن يرى بأقل قدر من الضوء لوجود تركيب خاص بالعين يجمع الضوء مهما كان قليلا ويعكسه إلى الشبكية. ولهذا فإن القط يرى في ضوء أقل سبع مرات من أقل قدر من الضوء يحتاجه الإنسان ليرى. ومن ناحية الشم فحاسة الشم لديه أقوى من الإنسان بأربع عشرة مرة!
والقط معروف باهتمامه بنظافته، فهو يقوم بتنظيف نفسه بلعق فرائه، وللعابه تأثير قوي كمنظف، إلا أن هناك الكثير ممن يصابون بحساسية من لعاب القط. وعلى ذكر الأضرار التي تنجم عن تربية القطط فهناك أيضا مرض التوكسوبلازما، والذي ينتقل إلى الإنسان عن طريق تناول اللحوم المصابة غير المطهية جيدا، أو التعامل مع أي شيء كان له اتصال مع براز قطط مصابة ثم وضع اليد في الفم، قد يحدث هذا الأمر عند تنظيف الحديقة، أو مهد القطة، أو حتى حذاء كان قد داس على براز قطة، وتكمن الخطورة في إصابة السيدة الحبلى بهذا المرض لأن الإصابة هنا قد تؤدي إلى الإجهاض أو تشوه الوليد.
بعض القطط المنزلية المدللة قد تصاب بسمنة مفرطة من كثرة التغذية والراحة، ومن هنا نشأ مصطلح "القطط السمان" الذي يطلق على بعض رجال الأعمال الاحتكاريين.
بالطبع أشهر قط في الثقافة الشعبية هو القط "توم" الذي لا هم له سوى الإمساك بـ"جيري"، حتى إن كلمة "توم" في الإنجليزية أصبحت تعني قطا ذكرا، وهناك أيضا "جارفيلد" القط السمين الذي يحب اللازانيا، والذي كان يعرض له فيلم في السينمات المصرية منذ عدة أشهر.
وفي مصر القديمة كان للقط مكانة خاصة، فهناك الإلهة المصرية "باستيت" والتي كانت تصور على شكل امرأة لها رأس قطة. ومن الأساطير الشعبية حول القط أن له سبع أرواح، وفي أمريكا يقولون إن له تسع على عكس الشائع في العالم، وفي قرى صعيد مصر يعتقدون أنه إذا ولد توأمان فإن روح أحدهما تتحول إلى قط أثناء الليل ثم ترجع كما كانت في الصباح!
|